البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 277  278  279  280  281 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ضاعت الصعبة    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

بداية أتقدم بعميق شكري وامتناني للأستاذ أحمد عزو راعي هذا الملف وبانيه، ولو استمر في رعاية هذا الملف فسوف يكون من اهم مصادرالشعر العربي العامي في العالم، وأنا أتنبأ له أن يكون أكبر ملفات مجالس الوارق على الإطلاق، شاكرا أيضا الأساتذة الأكارم الذي شاركوا في إثراء هذا الملف. ولما كان الأستاذ أحمد سينشغل عنا اعتبارا من يوم الغد لمدة 15 يوما يقضي فيها إجازة قصيرة في دمشق، أحببت أن أشارك بهذه القصيدة الطريفة، لتكون هدية له في سفره. والقصيدة من أشهر قصائد الشعر الحميني في اليمن، وأشهر قصائد القارة على الإطلاق، والقارة (بتخفيف الراء) هو لقب صاحب القصيدة أحمد بن حسين شرف الدين الحسني الكوكباني (علامة أديب، وعلم من أعلام الأدب اليمني، من رجال القضاء، في القرن الثالث عشر الهجري، وكان شاعراً مجيداً، وهو ثاني أشهر شعراء كوكبان الحمينيين بعد ابن شرف الدين، كما أنه ثاني أشهر شعراء عصره بعد الآنسي، رفدت قصائده الحمينية الأغنية الصنعانية بروافد عذبة ومقال حسن. تولى قضاء لاعة من بلاد كوكبان، وكان عصره عصر اضطراب وفتن حيث شهد خمسة أئمة. له ديوان أكثره هزليات، عالجت أفضل قصائده أوضاع البلاد. توفي عام 1280هـ 1863م  وهو في طريقه إلى الحج. وديوانه منشور في الموسوعة الشعرية، ويضم (55) قصيدة في (682) بيتا.
القصيدة من  المديد المحذوف المخبون، أجمل أوزان المديد على الإطلاق، (فاعلاتن فاعلن فعِلُن) وعليه غنت فيروز (كلما قلنا صفا زمن)  
 وموضوع القصيدة التندر على أدعياء الإمامة في عصره، فهي قطعة ثمينة من تاريخ اليمن في أواسط القرن الثالث عشر الهجري. وكان صديقي الأستاذ البحاثة عبد الله السريحي قد أطلعني على هذه القصيدة وفسر لي غامضها، ولولا شروحاته لكانت كلاما لا يعرف وجهه من قفاه، وهذا الكلام ينطبق على معظم الشعر الحميني، فإما أن تسمعه من أهله ويشرحوا لك عويصه وغريبه وإما أن تتخبط في قراءته خبط عشواء. وقد رجعت مع الأستاذ السريحي أيضا إلى شرح القصيدة الذي نشره الأستاذ احمد حسين شرف الدين بعنوان (دراسات في الأدب اليمني المعروف بالحميني: أو الطرائف المختارة من شعر الخنفجي والقارة) (مطبعة الرياض 1401 هـ 1981م)
ضـاعت  الصعبه على iiالخلفا خبط عشواءْ والسراجْ طفا (1)
لا  تــصـدق أن ثـم iiوفـا حـسـبـنـا  لا إلـه إلا iiالله
لـبحوا في كل أرض iiوما أمروا عرباً ولا عجما (2)
إنـما هم في عمى iiوضما حـسبنا لا إله إلا الله ii(3)

قـالوا إن الجن قد iiحضروا في القرانع للبقر عقروا (4)
وبـشـغل  الكيمياءْ iiسبروا كـم  ذهبْ ؟! لا إله إلا الله
والـخـلايـق كـلـهم iiرغبوا وبـنـى  قـيس احتبوا iiجدبوا
والـضـريبه  كل يوم iiضربوا كم دسوت ؟! لا إله إلا الله ( 5)
وشـيـاطـين البلاد أتوا بـعد ما قد أفسدوا iiوعتوا
ابصروا جَواءْ الكلام هتوا وإلـخ  لا إله إلا الله ii(6)
والـكـتـب من كل فج iiعميق والهواتف في شهيق وعقيق (7)
والـغـرايم في مرض iiوصقيق زيـق مـيق لا إله إلا الله ii(8)
والذي  في السر كان iiإمام قد نبع منها بغير كلام (9)
ورجـع يزحَرْ بغير iiوحام ونزق: لا إله إلا الله (10)
وابن شمس الحور في iiغُرَبِهْ قد دعا حتى جته شحبه (11)
وخـرج  مـنها إلى iiالرَحَبِهْ لا  لشي: لا إله آلا الله ii(11)
والإمـام  محسن إمام iiعظيم بـالـخلافه  والشروط iiعليم
وهو في حصن الغراس مقيم مـنتظر لا إله إلا الله ii(12)
كـلـهـم قـامـوا بـغـير iiرُكَبْ من ملك رطلين نحاس ضرب (13)
والـوقـيـد  قـالـوا كُبا iiوقصب وقــشـاش  لا إلـه إلا الله (14)
وأمـيـر  الـمؤمنين iiمعيض قد فعل فيها طرق وفريض 15
شـاربه قالوا طويل iiوعريض مـجـعـلـي لا إلـه إلا iiالله
ورعـايـا  ذا الزمان iiهمج خـلـوا  الدنيا ملان iiرهج
من دعاء المام ضُحُكْ وزبَج عسّبوا  لا إله إلا الله ii(16)
كـلـهـا  في ذنب أهل iiأزال عيفطوا عيفاط بغير كلام (17)
واسـتـهـلـوا  للفساد iiهلال مــدبـريـن لا إلـه إلا iiالله
مـن دعـاهم للصلاح iiمنعوا فـي  النهايه طول ما iiهجعوا
مـا رضوا يرزوا ولا iiخنعوا في جغير: لا إله إلا الله (18)
لاحـت الـفرصه لأهل iiجدر لعبوا بالناس عدر دعدر (19)
شـمـخوا فوق الصيد iiوخمر ووايـلـه لا إله إلا الله ii(20)
ودغـيـش  الـمـام حق iiشُعوب في كلام جاير وشوع وزوب (21)
والـمـراتـب والـخيول iiسنوب عـقـل  نـيـس لا إلـه إلا iiالله
والـخـلاصـه  حـقـه iiالرحبي في شعوب عاقل بني الطنبى (22)
كـان يـبـيـع الـتبن iiوالقصب مـذيـلـي  لا إلـه إلا الله ii(23)
وعـلـى  سـره وشيخ iiربد عسبوا يشتوا عتاد ومدد (24)
مـن  بكيل أو من عيال iiأسد عـسكره  لا إله إلا الله ii(25)
و"عـلـى معياد" واهل iiعصر وتراب الروس وسط فتر (26)
والـبـلـيلى  صار ابن صبر مــربـظـه لا إلـه إلا iiالله
وأبـو  جـابـر وهـو iiرعوي بيت إسحق وبزروه فروي (27)
عـنـه أنـه عـارض iiالبغوى بــعــلـوم  لا إلـه إلا iiالله
هـؤلاء الـقـوم قـوم iiكـبـا كان يضحوه راس كل جبا (28)
ويـشـدوه الـى أزال iiحـبـا مــوقــريـن  لا إلا إلا iiالله
مـن نـقيب همدان وشيخ iiجبل من سريح ذيبان عقل كعل (29)
بـقـر  الـقـاسـم بغير iiسبل ضـائـعين لا إله إلا الله ii(30)
قـلـبـوها  اليوم ضرب iiسقل وقطع من نار وهاد وجبل (31)
ذا نـهـب هـذا فـلان iiقـتل جـيـبـره لا إله إلا الله ii(32)
قـتـلـوا  قوبل بغير iiسبب وحسين لما علم وطلب ii(33)
وارثـه قـال لو فعلت عبب كان بخير لا إله إلا الله (34)
مـثـل فاعل لاش ليت iiعليه صكوا النوعه وقمحذويه (35)
بـقـبـاقـب في iiصوابرويه الـخـضـيـع لا إله إلا iiالله
كـيـف  تقع دنيا بغير إمام كيف  يقع ننهم جلال وحرام
كيف يقع نعرف ضيا وظلام كـيـف يـقع لا إله إلا الله
كم لنا من قطع راس بقتيل كم لنا من قطع كف iiجميل
كـم لنا من ربط كل iiثقيل كـم  لـنـا لا إله إلا iiالله
(1) الصعبة: الحمارة، و"ضاعت الصعبة" مثل صنعاني يضرب للرجل إذا تحير في أمره، وعلى غرار هذه القصيدة وضع أحد الشعراء المعاصرين وهو محمد الذهباني قصيدة مشهورة أيضا أولها (سقطت صعدة على العُمَدا)
(2) لبحوا: بحثوا وطوفوا في هلع
(3) الضما: الجهل والطيش
(4) القرانع: حصن مشهور، وعقروا البقر نحروها.
(5) والدسوت: القدور الكبيرة من النحاس وكانت تسك منها النقود
(6) هتوا: بمعنى هذوا هذيانا. وإلخ: يعني إلى آخره.
(7) العقيق: الشكوى مع البكاء
(8) الصقيق ألم المفاصل.
(9) السر: واد ببني حشيش شمال شرق صنعاء ، ونبع بمعنى قفز قفزاً، والمراد بها هنا خلعه من الإمامة
(10) يزحر: والزحير أنين المرأة أثناء وضعها. والوحام: الحبل، ويقال: (فلان يزحر بغير وحام) أي يشكو من لا شيء
(11) شمس الحور:  بنت علي بن إسماعيل الشهارية ، من فاضلات بلدة شهارة التي منها صديقنا الأستاذ عبد الله السريحي، وكانت من معاصرات الشاعر، أديبة وشاعرة، وواعظة فصيحة، اشتهرت بالعلم والأدب، وتوفيت عام (1298هـ) لها: كتاب (مواعظ ووصايا) و(قصيدة الريحانة: في التوحيد) انظر ترجمتها في (هِجَر العلم 2 / 1099 واعلام المؤلفين الزيدية 2 / 119) وكانت تدرس (متن الأزهار) في الفقه، وفيه في باب ما يرتكبه الحاج من المحظورات عبارة (وفي تحرك الساكن والساكنة شاة) وكانت هذه الكلمة سبب انقطاعها عن التدريس والوعظ، إذ دخل درسها أحد الفساق وقال لها: (قد عرفنا الساكن فما الساكنة) فأجابته بديهة: كتحرك شفتيك يا سفيه. والشاعر هنا يعرض بولدها (العباس بن عبد الرحمن الشهاري) الذي استغل محبة الناس لأمه ودعا لنفسه (أي دعا الناس لتبايعه إماما) والشحبة: البحة في الصوت. وشهارة بضم الشين: مدينة شمال غرب صنعاء، من أشهر مراكز العلم في اليمن والرحبة: على وزن (القصبة) بلدة مشهورة اليوم وفيها مطار صنعاء.
(12) الإمام محسن هو محسن بن أحمد الشهاري (1116 – 1295هـ) والغراس: قرية شمال شرقي صنعاء في ناحية بني حُشيش، ويعرف حصنها بذي مرمر.
(13) بغير ركب: أي بلا أمكانيات تساعدهم على الركوب، وضرب: أي سك النقود، يعني من ملك رطلين من النحاس سكها فلوسا ودعا لإنشاء إمامة خاصة به
(14) الوقيد ما يسجر به التنور، والكُبا روث البقر، يعجن ويقرص ويتخذ وقودا للنار، وسيأتي ذكر هذا المعنى لاحقا
(15) معيض: هو محسن معيض، وكان شيخا على صنعاء، ولم يزل يقيم إماما ويقعد آخر، حتى دخل الأتراك 1289هـ فنال منهم حظوة، ويقال إنه أشار على المشير مصطفى عاصم بسجن العلماء ثم إرسالهم إلى الحديدة، حيث لبثوا في السجن حتى قدوم الوالي إسماعيل باشا سنة 1297هـ فأطلقهم وأمر بحبسه حتى مات. وفيها: أي في الشريعه، والفريض: بفتح الفاء، بمعنى الفُرضة تكون في الطريق، والإشارة في البيت إلى قطع الطرق وتخريب الصالح منها. والمجعلي: الجعيل، أي الجلف.
(16) المام: تخفيف الإمام، وزبج بمعنى مزح، والرهج الغبار، وملان، أي ممتلئ. وعسّبوا أي ركزوا عسبهم، والعسيب غلاف الخنجر وهو كناية عن الجهل والغفول
(17) أزال: من أسماء مدينة صنعاء، وهي بمثابة جلق في أسماء دمشق. وعيفطوا: العيفطة الهوج. ومدبرين من الدبور
(18) يرزوا بمعنى يهدأوا، والجغير: العنت.
(19) عدر دعدر: قال السريحي: لم أفهم ما المقصود بقول الشاعر (عدر دعدر) واكتفى شرف الدين بضبطها بالكسر (عِدِر دِعِدِر) ؟ وأما جدر فهي الآن حي من احياء صنعاء.
(20) الصيد وخمر: الصيد بفتح الصاد والياء  وخمر: بكسر الميم وفتح الخاء بلدتان في بلاد حاشد في اليمن، و(وايلة) قبيلة في أطراف صعدة
(21) دغيش: من أدعياء الإمامة في اليمن، والمام: تخفيف إمام، وشُعوب: من أحياء صنعاء، والشوع والزوب: الكراهية والجلافة، والخيول السنوب: الخيول الواقفة المتأهبة للجري. والنيس: الرمل، أي عقل كالرمل في وضاعته
(22) الرحبي: من أدعياء الإمامة، والعاقل في صنعاء بمعنى مختار القرية، وهو تحت رتبة النقيب
(23) المذيلي: غير الأصيل في نسبه.
(24) عسبوا: لبسوا الخناجر
(25) بكيل وأسد: من أشهر قبائل اليمن
(26) علي معياد: أحد مدعي الإمامة، وعصر بفتح العين والصاد: جبل غربي صنعاء، وتراب الرؤوس، تربة كانت تستخدم لعلاج قشرة الشعر، والفتر القناني التي تجعل بها تلك التربة.
(27) أبوجابر، من مدعي الإمامة، والرعوي عكس السيد، نسبة إلى الرعية، وويزروه، أي جعلوه وزيراً، فروي بعد ظمأ، واشتهر حتى قيل أنه عارض الإمام البغوي، والبغوي هو الحسين بن مسعود الفراء صاحب (مصابيح السنة) وبيت إسحق: من أولاد الإمام القاسم (الأسرة الحاكمة في عصر الشاعر)
(28) الكُبا، على وزن (الربى) سبق تعريفها انها روث البقر، ينشر ويجفف، ويتخذ وقودا، وقوله: كان يضحوه، أي ينشرونه في الضحى، رأس كل جبا، والجبا سطوح البيت، ويشدونه، اي يشدونه على ظهورهم ويحملونه حبوا إلى "أزال" وهي صنعاء.
(29) سبق أن النقيب رتبة تفوق رتبة العاقل الذي يقابل "المختار" فهي أشبه برتبة (البيك) في بلاد الشام. والكعل: الخصى، والسريح قبيلة صديقنا الأستاذ عبد الله السريحي، الذي أفادنا بكل هذه المعلومات حول القصيدة، وذيبان، بلدة من بلاد سريح.
(30) القاسم في البيت، هو الإمام القاسم بن محمد جد الأسرة الحاكمة في عصر الشاعر. والسبل: جمع سبلة وهي الذيل، يعني بقر ولكن لا ذيول لها،
(31) السقل: إلية التيس.
(32) الجيبرة بمعنى التجبر والجبروت
(33) قوبل: اسم شخص يبدو أنه لقي مصيرا أسود، مثله مثل "حسين" المذكور في عجز البيت، ولا ندري من أخبارهما شيئا.
(34) عُبَب، على وزن علب: من أعشاب الطب الشعبي في اليمن، يتداوى بها لوجع العين.
(35) لاش: أي لا شيء والنوعة: جلدة الوجه وقمحذويه قذاله ، والقباقب: جمع قبقاب، وصبارويه هي الصوابر: أي الخدود.

19 - أغسطس - 2008
الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة
كيف الحال أستاذ ياسين ؟    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان: أنقل إليكم مباركة الأستاذ السويدي وشكره لكم على مشاركتكم القيمة والتي ستكون إن شاء الله من منشورات دار السويدي،

19 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
الزهاوي بقلم محمد كرد علي    كن أول من يقيّم

هذه ترجمة للزهاوي بقلم المرحوم محمد كرد علي في كتابه (أقولنا وأفعالنا) انشرها برمتها لما فيها من الندرة، قال:
أدركت طائفة من الرجال كان يتراءى لي أن عقولهم تامة من جانب ناقصة بعض النقص من الآخر. ومنهم من كان به جنة، وهو في ظاهره سليم العقل، صحيح الأحكام. كأن الفطرة لا تحب أن تكون سمحة بكل شئ؛ فلا تجمع الصفات الحسنة كلها في فرد، كما لو جمع الجمال في امرأة فإنها تفتن العالم وتستعبده. وشهدت الشذوذ يكثر في المصورين والخطاطين والشعراء والمتفلسفين، وبعضهم يتكلفونه ويتزيدون فيه، كأن الأعمال الخرقاء من موجبات الفن ودواعي النبوغ. ومن يتطلبون الشهرة من غير طريقها، ويبالغون في خيالاتهم،هم أيضاً من أرباب الشذوذ، وما من كمال إلا كان إلى جانبه نقص.
أطلت النظر في منازع بعض من أصيبوا بهذه العاهة، ومنهم صاحبان لي كنت أعجب بذكائهما النادر، عرف أحدهما بالشعر والفلسفة، والآخر بالتصوير والهندسة.
ونشأ الأول بفطرته يتفلسف في كل شئ، ويتفقد كل شئ، وعتب على أبيه لأنه دفعه إلى مدرسة دينية، ولم يعهد بتربيته إلى إحدى جامعات الغرب، ولو فعل لجاء منه الفيلسوف العظيم الذي كان العالم يترقب ظهوره لينقذ البشر بتعاليمه من آلامهم، وينظم لهم بعقله شئونهم.
قد ادعى فيما أذكر أن للإنسان رجعة إلى الدنيا بعد مئة ألف عام أو أكثر أو أقل، وربما تكون عودته بالصورة التي يختارها، وما أدري إن كان يرجع كلباً أو خنزيراً، أو قرداً، أو ثوراً، أو دباً، أو إنساناً كاملاً، أو إنساناً ناقصاً!
وهكذا طغت الفلسفة على قلبه، ووجد الشذوذ مرتعاً خصيباً في لسانه وقلمه.
وما كنت أهتدي إلى حقيقة دعوته، ولا إلى أين يرمي بانحرافه. ادعى أنه كان في صباه يسمى المجنون بحركاته الغريبة، وفي شبابه الطائش لخفته ورعونته، وفي كهولته الجريء لمقاومته للاستبداد. وفي شيخوخته الزنديق لمجاهرته بآرائه الفلسفية. أي أنه كان شاذاً من أول أمره، إلى خاتمة عمره.
ولعهدي به في اليمن في الدور العثماني، يقرأ لإرشاد الزيدية، مناقب أحد مشايخ الدجالين في جامع صنعاء. نزعة لا تلتئم مع دعوة التجدد، ولا مع دعوى الفلسفة. وقد ألف في الرد على بعض المذاهب الإسلامية رداً بعيداً عن روح الحق، ما أخاله هو يعتقد صحته، واعتذر بأن الداعي إلى تأليفه كان سياسياً.
صاح صيحة عظيمة لإغفال الأمة إصلاح خطها القبيح الشكل! واخترع لها خطاً جديداً مقطعاً من أبشع ما رسم راسم. ودعاها إلى قبوله. وجاهر مرة بوجوب الإقلاع عن القوافي في الشعر العربي - ونسيت إن كان قال الأوزان أيضاً- وجعله مطلقاً لأن القافية تقيده، وأتى من ذلك بنموذجات ركيكة سخيفة، لو كان في باطنه مقتنعاً باستحسان طريقته لجرى عليها في شعره، ولكنه ما كان يؤمن فيما أحسب بما يقول، ويقصد أن يقال عنه فقط أنه أتى بجديد.
أرسل إلي بضع قصائد لشعراء بغداديين مشهورين - ومنهم من يعد في أرقى طبقات العلماء - ادعى أنهم نظموها بمناسبة ورود شاعر هجاء على مدينة السلام، هجى شعراءها وهجوه هجواً ليس أسفه منهم. وما ظننت أولئك الفحول، ينظمون مثل هذا الإقذاع. وطلب مني أن أنشر له هذه الأهاجي في كراسة، أو في إحدى المجلات المصرية، فتألمت من توسيطي بنشر هذه السخافات، وكتبت له ما معناه: أصبح المسلمون عبئاً على الأرض، ويشتغل الموصوفون الآن بالعلم والآداب من رجالهم، في بلد كان ينزل فيه أمثال بشر المريسي وأبى عثمان الجاحظ بهذه التراهات، ثم ينشرونها ليثبتوا للعالم أنهم سخفاء.
وبعث إلى مجلة المقتبس أيام كانت تصدر في القاهرة عدة قصائد في الدعوة إلى الإلحاد، والحط من  الأديان، وأوعز إليّ أن أنشرها باسم المجلة أو باسم مستعار، فرددتها إليه ذاكراً له إذا كان من خطة المقتبس عدم التعرض لمسائل الدين، فليس معنى ذلك انه يدعوا إلى محاربة الدين، وأن صاحب المقتبس لا ينظم الشعر فكيف يجوز له أن يدعي ما ليس له.
عد بعض المشتغلين بالمشرقيات من الغربيين ما صرح به صاحبنا هذا من الآراء فلسفة جديدة، وغلا في تقدير شاعريته. ومن عادة المتعصبين من الغربيين أن يهللوا لكل مسلم حارب إسلامه، ولكل عربي خرج على قوميته، ولكل شرقي مرق من وطنيته. يتفننون في تأويل كلام من أرادوا الإشادة به، ويعظمون أقواله وأفعاله، ويلبسون من ثياب المديح أضفاها، وعلى هذا قضت الأمانة على مستشرق متعصب بالاقتصار على ترجمة هذا الشاعر المتفلسف في أمتع كتاب كتب على الإسلام في الغرب، ليقول لأبناء الأجيال القادمة: هذا كل ما أنبغ الشرق الأدنى في القرون الأخيرة، والعرب أو المسلمون لم ينشأ منهم في هذا  العصر رجال يذكرون

20 - أغسطس - 2008
عيون الزهاوي
سلامات    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذنا الكريم عبد الله الحذيفي، وشكرا لكم كلماتكم المشجعة، أحمل لكم شكر الأستاذ عبد الله السريحي مغلفا بعبق الذكريات في جامعة صنعاء كما يقول، والأستاذ عبد الله السريحي من مؤسسي الوراق ورعاته، وصديقنا الحميم وزميلنا في قسم النشر في المجمع الثقافي، وقد كتبت سابقا قصيدة في ذكرى رحيل والده وهي منشورة في ملف الأستاذة (أحاديث الوطن والزمن المتحول) بعنوان (ضياء شهارة) وسلامي وترحيبي بعودة أمير العروض أكرره هنا للمرة الثالثة والحمد لله على السلامة، وسلامي الخجول مشفوعا بمباركتي الحارة لحبيبتنا ندى الأكوح على نجاحها وتفوقها ، وسلامي وشكري للأستاذة خولة على مشاركاتها التي اشعر في قراءتها وكأنني في نزهة، وكنت أثناء كتابة هذه الرسالة قد تلقيت مكالمة من الأستاذ هشام الأرغا، سألني فيها عن أخبار المجالس، وقد كان مشغولا هذه الفترة بحضور مهرجان الشطرنج في أبوظبي، والتقيت به عدة مرات، وريثما يكتب كلمته هذا المساء أحمل سلامه للأستاذ أحمد ولكل الأخوة والأخوات. وشكرا

20 - أغسطس - 2008
الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة
الجاحظ    كن أول من يقيّم

وكان الجاحظ  دميم الصورة قبيح الوجه ناتئ العينين يحكي عنه أنه قال ما أخجلني أحد قط إلا امرأة أخذت بيدي وحملتني إلى نجار وقالت له مثل هذا ثم تركتني وانصرفت فبقيت متعجباً من أخذها لي مثالاً فسألت الصانع فقال إن هذه المرأة سألتني أن أصنع لها مثال شيطان تفزع به ولدها فقلت لها إني لم أر شيطاناً قط حتى أعمل على مثاله وطلبت منها مثالاً فقالت أنا آتيك به فجاءتني بك وقرع عليه الباب يوماً فخرج غلامه فسئل عنه فقال ها هوذا يكذب على ربه قيل له كيف ذلك قال نظر في المرآة وجهه فقال الحمد لله الذي خلقني فأحسن صورتي إلا أنه كان إذا كتب وشى حلل الطروس بأقلامه وإذا تكلم لفظ الدرر من منثور كلامه وفيه يقول أحمد بن سلامة الكتبي يهجوه ويذكر قبحه
لو يمسخ الخنزير مسخاً ثانياً ما كان إلا دون قبح iiالجاحظ
وإذا المراة جلت عليه iiوجهه لم  تخل مقلته بها من iiواعظ
(غرر الخصائص الواضحة للوطواط، نشرة الوراق: ص 99)

قلت انا زهير: وفي بعض كتب الأدب زيادة بيت، بعد الاول:
رجل ينوب عن الجحيم iiبوجهه وهو العمى في عين كل ملاحظ
والبيتان منسوبان في معظم المصادر إلى الجماز (محمد بن عمرو)  الذي تهاجى مع عبد الصمد ابن المعذل، ولا ادري سبب هذا الخلط، ففي أمالي يموت بن مزرع (ابن أخت الجاحظ) (نشرة الوراق ص 6) قطعة للجاحظ من أربعة أبيات في هجاء الجماز، وكذا هي في (معجم الشعراء للمرزباني) منسوبة للجاحظ، والقطعة نفسها نجدها في كثير من المصادر، ومنها الأغاني لأبي الفرج منسوبة إلى ابن المعذل،  ويبدو لنا من خلال حديث الجاحظ عن الجماز أنه كان في جملة أصدقائه. وأما أحمد بن سلامة الكتبي فلم أقف له على ترجمة.
وفي التذكرة الحمدونية أيضا:
قال الجاحظ: ما أخجلني إلا امرأة حملتني إلى صائغ فقالت: مثل هذا. فبقيت مبهوتاً، فسألت الصائغ، فقال: هي امرأة استعملتني صورة شيطان، فقلت: لا أدري كيف أصوره، فأتت بك، وقالت: مثله.
وقد اتفق في عصرنا مثل هذا. كان من حواشي دار الخلافة حاجب يعرف بابن الحسام،
عظيم الخلقة وحشيها، ومع هذا يميل إلى النساء ويظن أنهن يهوينه. فتعرضت له امرأة
وأطمعته في نفسها، وواعدته دكان بعض الصاغة وأن يكون اجتماعهما هناك. فتزين
وتأهب وقصد ذلك الدكان ينتظرها، وأبطأت المرأة، فلما فرغ الصائغ من مراده قال له: يا
سيدي قم في دعة الله، قال له: ويلك! وما ذاك؟ قال: إن امرأةً استعملتني صورة جني،
فقلت: ما رأيت جنياً قط، فقالت: أنا أنفذ إليك رجلاً هو الصورة المطلوبة، وقد رسمت
لها ما أردت. فشتمه وانصرف
.
وفي الذخيرة لابن بسام، قطعة من كلام الوزير ابن شهيد صاحب التوابع والزوابع، قال:
ذكر يوماً عند أبي القاسم سهل بن هارون والجاحظ، فضرب فيها مثل العامة: بينها ما بين الملائكة وصبيان الحرس. هذا من الإنحاء العظيم على سهل. والأولى أن يسميا محسنين،إلا أن سهلاً كاتب سلاطين، والجاحظ مؤلف دواوين. وقد يؤدي النظر إلى أنهما في طريقين مختلفين، وكلاهما محسن في بابه؛ إلا أنه لم ير أغبن من الجاحظ لنفسه؛ إن كان واحد البلاغة في عصره، فما باله لم يلتمس بها شرف المنزلة بشرف الصنعة، وقد رأى ابن الزيات وإبراهيم بن العباس بلغا بها ما بلغا، وهو يلتمس فوائدهما والجاه بهما؟ فلا يخلو في هذا إما أن يكون مقصراً عن الكتاب وجمع أدواتها، أو يكون ساقط الهمة، أو يكون إفراط جحوظ عينيه قعد به عنهما، كما قصر بي أنا فيها ثقل سمعي، وبأبي القاسم ورم أنفه. إذ لا بد للملك من كاتب مقبول الصورة تقع الصورة عليها عينه، وأذن ذكية تسمع منه حسه، وأنف نقي لا تذم أنفاسه عند مقاربته له. ولذلك استحسنوا من الكاتب أن يكون طيب الرائحة، سليم آلات الحواس، نقي الثوب، ولا يكون وسخ الضرس، منقلب الشفة، مكحل الاظفور، وضر الطوق. وربما أنكر منكر قولنا في شرط جمع أدوات الكتابة فقال: وأي أداةٍ نقصت الجاحظ؟ فنقول: أول أدوات الكاتب العقل، ولا يكون كاتب غير عاقل. وقد نجد عالماً غير عاقر، وجدليا غير حصيف، وفقيهاً غير حليم. وقد وجدنا من ينسب العقل إلى سهل أكثر من نسبته إلى الجاحظ. لو شهد الجاحظ سهلاً يخادع للرشيد ملكاً، ويدبر له حرباً، ويعاني له إطفاء جمرة فتنة، مستضلعاً في ذلك كله بعقله، وجودة علمه، لرأى أن تلك السياسة غير تسطير المقال، في صفة غراميل البغال، وغير الكلام في الجرذان، وبنات وردان، ولعلم أن بين العالم والكاتب فرقاً.

20 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
الجاحظ المفترى عليه    كن أول من يقيّم

 
لم أشأ بمشاركتي هذه أن أخوض في هذا الموضوع.. إلا أنني استغربت أن "يموت بن المزرع" قد انفرد بذكر عمرو بن قلع، الذي كان جد الجاحظ جمالا عنده، فليس لعمرو هذا  ذكر في كل كتب التاريخ والأنساب إلا في رواية يموت هذه..
وليس جديدا أن أقول: إن كتب الأنساب لم تستوعب انساب كل العرب، وأن الدراسات الحديثة قد كشفت عن وجود قبائل عربية بكامل فروعها وأفخاذها لا وجود لها في كتب الأنساب. ولما كان الجاحظ نفسه لم يتطرق إلى ذكر جده ولا مولاه عمرو بن قلع، فإن رواية يموت (على شذوذها وغرابتها) لا يعتد بها في مسألة كهذه، خاصة وأن الجاحظ قد فاخر بعروبته وكنانيته في غير موضع من كتبه، كقوله في مقدمة رسالته إلى الحسن بن وهب في مدح النبيذ وصفة أصحابه: (وأنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة) (رسائل الجاحظ: نشرة الوراق: ص 188) ومن ذلك قوله أثناء حديثه عن سخافة أدب الزنادقة: (وأنا أقولُ في هذا قَوْلاً، وأرجو أن يكون مرضياً، ولم أقلْ أرجو لأني أعلمُ فيه خللاً، ولكنّي أخذتُ بآدابِ وجوهِ أهلِ دعوتي وملَّتي، ولغتي، وجزيرتي، وجيرتي؛ وهم العرب) (الحيوان: نشرة الوراق ص 269) ولكن بقيت كلمة لابد من قولها، وهي أن الكثير من المحققين حذروا من التهاون في تصديق كل ما ينسب إلى الجاحظ ، لأن في الرسائل المزورة التي تحمل اسمه ما  تقشعر الأبدان لما فيها من الضغينة والحقد والتعصب البغيض، بل ليس في كل تاريخ الإسلام أسوأ مما هو منسوب إلى الجاحظ، في هذه الرسائل انظر كمثال على ذلك التعريف بكتابه (النابتة) في زاوية قصة الكتاب في الوراق.
وقدا حكى أبو الحسن الغافقي  أن أباه (أبا عبد الله محمد بن علي بن يحيى: ت 624هـ) زجره عن كتب الجاحظ وقد رآه ينظر في بعضها وأنشده في ذلك:
مـهما شككت فلا iiتش ك بـأن كتب iiالجاحظ
مـن شر ما يلي iiاللسا ن على الرقيب الحافظ

وفي لسان العرب مادة "جحظ"
والجاحِظُ: لقب عَمرو بن بَحْر، قال الأَزهري: أَخبرني المنذري قال: قال أَبو العباس كان الجاحِظُ كذَّاباً على اللّه وعلى رسوله، صلّى اللّه عليه وسلّم، وعلى آله وعلى الناس؛ وروي عن أَبي عمرو أَنه جرى ذكر الجاحظ في مجلِس أَبي العباس أَحمد بن يحيى فقال: أَمسكوا عن ذكر الجاحظ فإِنه غير ثقة ولا مأْمون؛ قال أَبو منصور: وعمرو بن بحر الجاحظ روى عن الثقات ما ليس من كلامهم وكان أُوتيَ بَسْطة في لسانه وبَياناً عذْباً في خِطابه ومَجالاً واسعاً في فُنونه، غير أَن أَهل العلم والمعرفة ذمّوه، وعن الصِّدْق دَفَعُوه.
وفي (البداية والنهاية لابن كثير وفيات عام 255):
وفيها توفي: الجاحظ المتكلم المعتزلي واليه تنسب الفرقة الجاحظية لجحوظ عينيه، ويقال له: الحدقي، وكان شنيع المنظر، سيء المخبر، رديء الاعتقاد، ينسب إلى البدع والضلالات.

21 - أغسطس - 2008
هل كان الجاحظ عربياً ؟!
الإمام نافع صاحب القراءة    كن أول من يقيّم

نافع بن عبد الرحمن بن ابي نعيم المقرئ.
أحد القراء السبعة، وروى عن نافع راويان، وهما ورش وقنبل، وكان نافع إمام أهل المدينة في القراءة، ويرجعون إلى قرائته، وكان محتسباً فيه دعابة، وكان أسود شديد السواد، وقرأ مالك عليه القرآن، وهذا نافع بن عبد الرحمن المقرئ. غير نافع مولى عبد الله بن عمر المحدث، فليُعْلم ذلك. (أبو الفداء: المختصر، حوادث سنة 169)

21 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
إبراهيم ابن المهدي العباسي    كن أول من يقيّم

وكان أسود حالكاً عظيم الجثة لم ير في أولاد الخلفاء قبله أفصح منه ولا أجود شعراً. ولد سنة 162 وتوفي رحمه الله في شهر رمضان سنة 224. (الوافي للصفدي)

21 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
أولاد عبد المطلب جد النبي (ص)    كن أول من يقيّم

قالوا: وكان ولد عبد المطلب العشرة السَّادة دُلْماً ضخما، نظر إليهم عامر بن الطُّفيل يطوفون كأنهم جمالٌ جونٌ، فقال: بهؤلاء تُمنع السَّدانة. وكان عبد الله بن عباس أدلم ضخما. وآل أبي طالبٍ أشرف الخلق، وهم سودٌ وأدمٌ ودلْم. (فخر السودان على البيضان للجاحظ)
قلت أنا زهير: والأدلم كما في "لسان العرب": الشديد السواد من الرجال. وفي تهذيب اللغة (الرجل الطويل الأسود)

21 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
المعتز بالله العباسي    كن أول من يقيّم

وأسمه: محمد بن المتوكل، وقيل اسمه: الزبير ويكنى: أبا عبد الله، وكان طويلاً، أبيض ، أسود الشعر كثيفه، حسن الوجه والعينين والجسم، ضيق الجبهة، أحمر الوجنتين، ولد بسامراء (المنتظم لابن الجوزي حوادث سنة 251)

21 - أغسطس - 2008
حلية الأعلام
 277  278  279  280  281