البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 271  272  273  274  275 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
بطرس أرنودي    كن أول من يقيّم

ولد بطرس (بيار) أرنودي =لاتيني= في مدينة ليموج الفرنسية يوم 14/  أيلول/ 1671م وانتمى إلى الرهبانية اليسوعية في 3 / أيلول / 1689م.
بعد سنوات تنشئته درّس اللغة والبيان والخطابة في وطنه مدة ست سنوات، ثم جاء إلى إرسالية رهبنته في حلب.
تعلم العربية وعاون الأب بطرس فروماج (ت 1740) في نشاطه الرسولي، ومات يوم 26/ حزيران/ 1719م
له كتابان:
1- ترجمة مختصرة لكتاب القديس بلّرمينو المعنون (شرح المزامير) جعله في ستة مجلدات، وأسماه (الدر المنثور في تفسير الزبور) وقد هذب لغته الشماس عبد الله الزاخر، وقيل إن الزاخر عاونه في الترجمة، طبع في 3 مجلدات في مطبعة المخلّصين (1866 - 1869م)
2- تأليف كتاب (سبعة مزمورات من مزامير داود الملقبة بمزامير التوبة) (طبع بالشوير في 1753م وقد أصلح عربيته عبد الله الزاخر).
عن (اليسوعيون والآداب العربية والإسلامية: سير وآثار) للأب كميل حشيمه اليسوعي،  (مجلة المشرق عدد تموز - كانون الأول 2006م ص 337)

30 - يوليو - 2008
أعلام المبشرين
ريمون إستاف     كن أول من يقيّم

ولد الأب ريمون إستاف =لاتيني= في مونبولييه جنوب فرنسا يوم 13/ 5 / 1805م وانتمى إلى الرهبانية اليسوعية في 21 / 10/ 1825 ورسم كاهنا في 1831م
جاء إلى لبنان العام 1834م وخدم مدة طويلة في بلدة "بكفيا" (1834 - 1859) واستطاع بتوسطه لدى إبراهيم باشا المصري أن يجنبها من الحريق أثناء أحداث 1840م
كان مقربا من الأمير حيدر أبي اللمع حاكم قائمقامية لبنان الشمالية، ورأس الإرسالية اليسوعية في بلاد الشام مرتين (1847 - 1850م) (1859 - 1861)
ساعد الخوري يوسف الجميّل في تأسيس الراهبات المريميات، كما أسس جمعية إخوة مدرسين لم تعمر طويلا (1858 - 1876)
عُرف ب(أبونا سليمان) لما تحلى به من حكمة وحنكة، وتوفي في بيروت يوم 10/ 12/ 1873م
له كتاب في شرح رؤيا يوحنا الحبيب، حسب ما رواه الأب لويس أبوجي
عن (اليسوعيون والآداب العربية والإسلامية: سير وآثار) للأب كميل حشيمه اليسوعي،  (مجلة المشرق عدد تموز - كانون الأول 2006م ص 339)

30 - يوليو - 2008
أعلام المبشرين
جوزف أوتفاج    كن أول من يقيّم

ولد الأب جوزف أوتفاج =لاتيني= في بلدة (أوك) جنوب غرب فرنسا. وانتمى إلى الرهبانية اليسوعية العام 1855م ورسم كاهنا العام 1868.
درّس الرياضيات في معاهد إقليمه بفرنسا، والتحق بالإرسالية اليسوعية في الشرق الأدني العام 1881م فدرس العربية والشؤون القبطية والمصرية في بيروت (1881 - 1882م) ثم في القاهرة فباريس.
كان عالما واسع الاطلاع، يحسن إلى جانب عدد من اللغات الغربية قديمها وحديثها، العربية والقبطية والعبرية وسواها.
إلا أنه كان مقلا في ما كتب، وباستثناء مقال طويل حرره في شأن الأقباط، ومحاولته إتمام معجم قبطي بدأه زميله الأب جول بلان (1853 - 1891م) أصدر في مجلة المشرق (1 / 1898 _ 800 - 892) مقالة بعنوان (التوراة وجثث الفراعنة المحنطة في متحف الجيزة)
توفي فجأة في القاهرة يوم 19/ أيلول/ 1901م
عن (اليسوعيون والآداب العربية والإسلامية: سير وآثار) للأب كميل حشيمه اليسوعي، (مجلة المشرق عدد تموز - كانون الأول 2006م ص 351)

30 - يوليو - 2008
أعلام المبشرين
ميشال ألار    كن أول من يقيّم

وُلِد ميشال ألار يوم ( 27/ 1/ 1924م)، في مدينة برِسْت (Brest)  وكانت، ولا تزال، قاعدةً بحريّة عسكريّة مهمّةً في أقصى غرب فرنسا. وكان والده ضابطًا بحريًّا، وعمه الأب بول ألار راهبا يسوعيا (1899 – 1950م). ولمّا أنهى دروسه الثانويّة عند اليسوعيّين في تلك المدينة، فكَّر بعض الوقت في الاقتداء بوالده والانخراط في سلك البحريّة، إلّا أنّه، بعد خلوةٍ روحيّة قام بها بُعَيد تخرُّجه، رأى أنّ الله يدعوه إلى الإبحار في اتّجاه آخر، فيمَّم شطر الرهبانيّة اليسوعيّة لينطلق من خلالها ويخدم في بلاد المشرق.
بدأ في العام 1946 دَرْسَ اللغة العربيّة وآدابها، بمعهد رهبانيّته المعَدّ لتدريس الأجانب لغةَ الضادّ، وذلك في بلدة بِكْفيّا بلبنان. وتابع تخصّصه بذلك المجال في جامعة السوربون بباريس، حيث نال شهادة الدكتوراه في إثر تأليف أُطروحتَيْن أَثنى عليهما العارفون كلّ الثناء، عنوان الأولى: مسألة صفات الله في تعليم الأشعريّ وكبار تلاميذه الأَوائل - وقد نُشرت العامَ 1965 -. أمّا الثانية فكانت تحقيقًا لمخطوط خلّفه المستشرق الفيلسوف الأب موريس بُويج (Bouyges) اليسوعيّ وعنوانها: محاولة لضبط التسلسل الزمنيّ في مؤلَّفات الغزاليّ - نُشِرَت في 1959 -. وأصدر بعد ذلك كتبًا أُخرى في الشؤون الإسلاميّة، منها نَشْرُه، بمعيّة نسيبه العلّامة جيرار ترُوپُو (Troupeau) رسالة أشرف الحديث في شَرَفَي التوحيد والتثليث لمحيي الدين الإصفهانيّ (1962)، وتأليفه، مع رفيقه اليسوعيّ الأب فرنسيس أُور (Hours) وباحثَين آخرَين مصنَّفًا يعالج تحليل مفاهيم القرآن على بطاقات مخرَّمة . ونشر أيضًا عددًا من النصوص الدفاعيّة الإسلاميّة لمؤلِّفها عبد الله بن عبد الملك الجوينيّ (ت 478/1085) مع مقدِّمة وترجمة فرنسيّة . وله أيضًا، بالعربيّة، كتاب عنوانه: المنهج العلميّ وروح النقد . أضف إلى المؤلَّفات الأساسيّة هذه، عددًا كبيرًا من المقالات العلميّة صدرت في المجلّات المتخصِّصة، اللاهوتيّة منها والفلسفيّة والاستشراقيّة، كما في مجلَّة أشغال وأيّام / Travaux et Jours التي تولّى إدارتها مدَّةً من الزمن.
وعُيِّن، العام 1963، مديرًا لِـــ«معهد الآداب الشرقيّة» الملحق بجامعة القديس يوسف ببيروت ، وقد بقي في وظيفته هذه حتّى وفاته ، فدفع عجلة هذه المؤسَّسة إلى الأمام على نحوٍ منقطع النظير، فتهافت طلّاب الدكتوراه عليه بالعشرات لما كان له من سمعة عطرة وشهرة علميّة، وسُجِّل في المعهد أواخرَ العام 1975، ما يناهز الثمانمائة من المرشَّحين للدكتوراه، ثُلثهم من السوريّين والأردنيّين والفلسطينيّين والخليجيّين. وكان يُشْرِف بنفسه على عدد كبير من هؤلاء الطلّاب، لكأنَّه الأخ الكبير، يشهد له الجميع بعلمه وعطفه وبذله على السواء.
ولمّا اندلعت الحرب اللبنانيّة في منتصف العام 1975، تابع عمله الدؤوب على الرغم ممّا كانت الأحداث الدامية والأخطار الداهمة، تضع له من العراقيل لمتابعة التواصل بينه وبين طلّابه، فكان يسافر إلى البلدان العربيّة ليلتقيهم ويؤمِّن لهم النصح والإرشاد، موفِّرًا عليهم مؤونة التنقّل والمخاطرة بأرواحهم. وفي مساء يوم 15 كانون الثاني/يناير 1976، في إثر عودته منهَكًا من دمشق، صعد إلى غرفته في الطبقة التاسعة، وفيما كان مستغرقًا في نومه «حصدته» قذيفة في صبيحة اليوم التالي، كما يحصد المنجل السنبلة المثقلة بالحبوب السخيّة المعطاء.
 مختصرا عن موقع
:
http://www.ndj.edu.lb/jesuites/michelallard-1924-1976-ar.htm

 

30 - يوليو - 2008
أعلام المبشرين
مبارك للأستاذ ياسين الشيخ سليمان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أبارك للأستاذ ياسين الشيخ سليمان بالفوز بهذه المسابقة، ويبدو أنه انقطع طيلة الشهر لإنجاز مشاركته الرصينة والتي أترك له مهمة نشرها في هذا الملف، وليكن كل تعليق يحمل رقما كرقم الصفحة، ليكون للفهرس الذي يتقدم البحث قيمته. وحتى الإعلان عن المسابقة الثانية أترككم في أمان الله.
________________________
وأنشر هنا مباركة الأستاذ أحمد عزو حسب رغبته لكي لا يختل تسلسل صفحات البحث:
 
مبارك للرائع ياسين:
نظراً للوقت الذي يقطعني دائماً لا أستطيع المشاركة في مسابقات الوراق، وهذه هي المرة الأولى التي أدخل فيها إلى مجلس المسابقات لأنني لم أستطع منع نفسي من المباركة للأستاذ ياسين، وأقول والفرحة تغمرني: بارك الله بك ولك وعليك يا أستاذ ياسين ونفعنا الله بعلمك أيها الرائع..
          أحمد عزو
 
***********
مباركة الأستاذة خولة: تحت عنوان (تستحق وأكثر)
مبارك، الأستاذ ياسين، بحثك، ومثابرتك، وخلاصة جهدك، لا شك موضع تقدير واعجاب، بوركت.
*****************************
رد الأستاذ ياسين تحت عنوان (شكرا جزيلا)
باركك الله وشكر لك أختي الأستاذة خولة ، على طيب منطقك ونبل خلقك ، وكذلك أخي الأستاذ أحمد عزو  ؛ فكلاكما  ممن أفيد مما تكتبانه في الوراق  ، وسوف تظلان موضع تقديري وإعجابي . أحسن الله إليكما وزادكما فضلا على فضل .
*******************
مباركة الأستاذ عمر خلوف، تحت عنوان (مباركة وتحيات):
عدت للتو من إجازتي السنوية، التي قطعتني عن الأحبة في الوراق شهراً كاملاً، فأسرعت إليهم لأقدم لهم جميعاً واجب التحية والسلام، فأسعدني أن تكون هذه الزاوية أول ما صافحته عيني، فأردتُ أن أقدم لأستاذنا "أبي أحمد" خالص التهاني القلبية، على فوزه في هذه المسابقة الجميلة.. على أن أعود لقراءة موضوعه على مهل، كيما أفيد منه.
 
تحياتي مرة أخرى إلى جميع الأخوة في الوراق..
ومبارك لك الفوز أستاذ ياسين..
 
عمر خلوف
______________________
والحمد لله على السلامة يا أمير العروض، عودا موفقا، والعود أحمد، وسلاما عليك وعلى أبي أحمد ... وسوف أضم هذه البطاقة لاحقا إلى صندوق التهاني في هذا الملف............. زهير
***********************************
مباركة الأستاذ سليم إسحق: تحت عنوان (مسابقة دراسات قرآنية)
مبارك للأخ الأستاذ ياسين الشيخ سليمان, والحقيقة أنه بحث تام كامل تعرض لكافة وجوه الإستفهام...بارك الله بك وبعلمك أيها الأستاذ المتميز.
***************
رد الأستاذ ياسين
أهلا ومرحبا بالأساتذة الأحبة المهنئين
كم أسعدتني عودة أستاذنا الغالي ، أمير العروض ، عمر خلوف الذي افتقدناه طيلة شهر كامل وأكثر ، فهنيئا للوراق بهذه العودة الميمونة المباركة ، وشكرا للأمير من سويداء القلب على تهنئته إياي . وكنت ، خلال البحث في موضوع أدوات الاستفهام ، أتذكر فوزه الرائع في المسابقة التي كان قد قدمها لنا أستاذنا الحبيب زهير حول ما ورد في التذكرة الحمدونية عن فضل النبي الأكرم على العالمين ، معجبا بذكائه وسعة اطلاعه فوق إعجابي بإمارته .
أما أخي العزيز الأستاذ سليم ، حفظه الله ورعاه ، فإنني أشكره على التهنئة شكرا جزيلا ، ولا أخفي إعجابي به  وبمواضيعه الثرية بالعلم الغزير ، والفكر المنير ، فبارك الله به وبعلمه وبخلقه الحسن . وأما أستاذنا المبارَك زهير ، أول المهنئين المباركين بطبيعة الحال ، ففضله علي عظيم ، فهو ، فوق شغله الشاغل ، وفوق ما أفيد من علمه الثر عبر موقع الوراق ، يسارع إلى إرشادي حول كيفية نشر بحثي بالطريقة المثلى ؛ فأرجو أن لا أكون أثقلت عليه أثابه الله ، ومتعه بالسعادة والسرور ، وكذلك أهل الوراق ورواده .

3 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
خطأ في رقم الحساب يا لمياء    كن أول من يقيّم

علمت للتو من المحاسب في إدارة الوراق أن رقم الحساب الذي بعثت به الأستاذة لمياء خطأ، وقد عادت التحويلة إلى حساب الوراق، وهذا يكلف الأستاذ المحاسب جهدا غير متوقع، ويتسبب في ضجره، وله الحق في ذلك، فأرجو التأكد من رقم الحساب قبل إرساله إلى الأستاذ معتصم، وشكرا

3 - أغسطس - 2008
مسابقة دراسات قرآنية
تصويب خطأ شائع    كن أول من يقيّم

ورد في التعليق الذي يحمل عنوان (البحث المطول) في هذا الملف الحديث:
"وإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمُ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ، فَلا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلا مَفْصِلٌ إِلا دَخَلَهُ".
وقد رأيت في كثير من المواقع المهتمة بنشر الحديث النبوي هذا الحديث، وفيه ضبطت (الكلب) بسكون اللام، وهو خطأ لا محالة والصواب أنه بفتح اللام. قال ابن الأثير في (النهاية):
ومنه الحديث تَتَجارى بهم الأهْوَاء كما يَتجارى الكَلَبُ بصاحِبه أي يَتواقَعُون في الأهواء الفاسدة، ويَتَدَاعَوْن فيها، تَشْبِيها بِجَرْى الفَرس. والكَلَبُ بالتحريك:داء معروف يعْرض للكَلْب، فَمن عَضَّه قَتَله.

3 - أغسطس - 2008
المَقبَلي وحديث افتراق الأمة
الأب فروماج    كن أول من يقيّم

ولد الأب بطرس (بيّار) فروماج بمدينة "لان" الفرنسية يوم 12/ أيار مايو/ 1678م وانتسب إلى الرهبانية اليسوعية يوم 3/ تشرين الثاني نوفمبر/ 1693م في دير ابتداء إقليم شمباني الكائن  آنذاك بمدينة نانسي. وبعد ان انجز دروسه الرهبانية المعهودة ذهب منذ العام 1710 مرسلا إلى البلدان السورية، حيث بقي حتى وفاته في العاشر من كانون الأول ديسمبر 1740م.
أمضى مدة وجيزة في دراسة اللغة العربية في طرابلس الشام (1710 - 1711) ثم أنيطت به إدارة مدرسة دمشق لمدة ست سنوات. ورد الثناء عليه في عدة تقارير أرسلها رئيس الإرسالية السورية الأب بارس (Barse ) إلى رئيس الرهبنة العام. ولما أنهى سنوات رئاسته الست في دمشق بعث بمهمة رسولية إلى فرنسا، وكتب بعد إنجاز مهمته وهو في ميناء مرسيليا إلى الرئيس العام رسالة مؤرخة يوم 16/ أيار/ 1719م: قال فيها(سبق أن قلت لأبوتكم مطولاً أن ما يبدو لي الأفضل لتثبيت إرساليتنا في بلاد الشام وتطويرها، وبخاصة لتقوية الإيمان الكاثوليكي في الكنائس الشرقية هو إنشاء معهد إكليريكي في جبل لبنان، يتهيا لخدمة الرسولية تهيئة خاصة ... وإذا ما اقتدينا بما حققه سابقا الأب مونوارا السعيد الذكر في إرسالياته سيصطحب آباؤنا في رحلتهم الرسولية بعض هؤلاء الكهنة، أجل: لابد من القول بأنه من الأهمية بمكان انه ما من وسيلة كفيلة بالوصول إلى هذه النتيجة مثل إنشاء المعهد المذكور، وانه ليس في المشرق من مكان أنسب لإقامة هذا المعهد من منطقة جبل لبنان، أي المكان الخاضع لأمراء الموارنة، وأن جميع المسيحيين في إرساليتنا يتوقون بلهفة إلى تلك المؤسسة... إلخ)
وبعد رجوعه من فرنسا تولى رئاسة الإرسالية العامة في سورية (1727 - 1730) ثم رئاسة دير حلب، منذ (1737 حتى وفاته يوم 10/ 12/ 1940م)  وكان دير حلب أقدم مركز في الإرسالية السورية، إذ يعود تأسيسه إلى عام 1625م فكان اول قانون أصدره على رعاياه أن يقوموا بتدريس أطفالهم مضمون كتاب "التعليم المسيحي" الذي وضعه القديس روبرتو بلّرمينو، وكان قد نقله إلى العربية وهو في طرابلس عام 1735 وطبع ترجمته العربية في روما .
وتعاون مع الشماس عبد الله الزاخر على تأليف الكثير من الكتب بالعربية. لذا نسب عدد من الكتاب جميع المصنفات التي ألفت على هذا النحو إلى الزاخر، في حين نسبها آخرون إلى الأب فروماج،
وكان الزاخر حساسا إلى أقصى الحدود .... مما أفضى إلى انفصام عرى المودة بينهما، وإلى المعارضة الأليمة لاحقا، بسبب مشكلة دير الراهبات كما سيأتي، وكان فروماج في هذه الأثناء قد عين رئيسا عاما على الإرسالية فعمل على تأسيس أول مطبعة عربية، وذهب إلى روما لنيل الموافقة من الرئيس العام في رحلة سريعة عام 1722 ولجمع التبرعات من فرنسا وعاد إلى حلب، وكان الزاخر قد هرب من حلب إلى لبنان خوفا من البطريرك المنشق أثناسيوس الرابع الدباس الذي فوضته استنبول بمضايقة الكاثوليك، فكتب فروماج رسالة إلى الزاخر يدعوه فيها لمباشرة تأسيس المطبعة العربية، فكان الزاخر أول من حفر حروف الطباعة العربية بيده بحسب الانماط التي أتى بها فروماج من روما، ولا تزال الحروف التي صنعها محفوظة في دير مار يوحنا الشوير، وفي رسالة إلى صديقه السيد ترويهيلييه التاجر المقيم في صيدا كتب فروماج يوم 21 / 1 / 1726 يقول: (إني منهمك الآن في تركيب قطع مطبعة استقدمتها من أوروبا، منذ قليل، لقد أوكلت إلى أحدهم أن يصب حروفا عربية شبيهة بالتي يستعملونها في مجمع نشر الإيمان بروما، وعما قليل سيصلني عمال طباعة حاذقون، لن يتأخر قدس الرئيس العام في إرسالهم إلي، وإني أرجو أن نتوصل من خلال ذلك إلى نشر الكتب الدينية بطريقة أسرع من طريقة المخطوطات، ولقد حاولت أن أجعل هذه المطبعة في ديرنا الجديد بعينطورا، لكني وجدت المكان ضيقا جدا، واضطررت إلى نقلها إلى دير مار يوحنا الشوير، وما زلنا في البداية، وباتت الموارد تعوزنا ... إلا اننا نتكل على العناية الإلهية ومساعدة النفوس السخية لأن مثل هذه المشروعات مكلفة للغاية) وأول كتاب صدر عن مطبعة مار يوحنا كان على ما رواه الزاخر نفسه في رسالة بعث بها عام 1740 كتاب (ميزان الزمان وقسطاس أبدية الإنسان) للأب نيرمْبرك اليوسوعي، طبع عام 1734م.
وبعد ذلك صارت الكتب تصدر بانتظام، واحد أو اثنان في السنة على الأكثر.
وكان في نجاحه المنقطع النظير ما أغاظ الفيلسوف دالَمْبير ليقول: (هل يعقل أن يكون المدعو الأب فروماج، الراهب اليسوعي المتضلع من العربية قد تجشم ويا للسخافة مشقة ترجمة سيرة مرغريتا مريم إلى هذه اللغة وطبعها في عينطورا ؟ ما أتعسكم يا مسيحيي الشرق، بعد أن أصبحتم الآن على هذا القسط العظيم من العلم !! ونحن المؤلفين المساكين فلنعتبر كتبنا تحفا إن هي نالت حظوة ونقلت إلى الإنكليزية أو الألمانية !!! فبماذا نواجه ترجمة سيرة مرغريتا مريم إلى العربية) وكان فروماج قد نقل إلى العربية هذا الكتاب بعنوان (الكنز الأنفس في ترجمة الطوباوية مرغريتا مريم ألاكوك) (صيدا: 1735) والكتاب في الأصل من تأليف المطران جان جوزف لانكيه دي جرجي (باريس 1729)
وأهم الخدمات التي اداها الأب فروماج للكنيسة المارونية كانت العام 1736 حيث يعود له الفضل في عقد مجمع كنسي للعناية بالكنيسة المارونية، وقد عقد سرا في دير سيدة اللويزة الماروني على مقربة من عينطورا في 30/ أيلول و 1 و2 و3 تشرين الأول من عام 1736م وضم البطريك والقاصد الرسولي وعشرة رؤساء أساقفة موارنة، واثنين من الأرمن وواحدا سرياني، إلى بعض رؤساء الرهبانيات، وفي أثناء قداس الافتتاح ألقى الأب فروماج خطبة البداية شارحا هدف المجمع، وخلال أربعة أيام وضعت الأنظمة والقوانين المناسبة، وتم الختام بالإعلانات المعهودة مساء الثالث من تشرين الأول، فقد أعد كل شيء مسبقا حتى لا يستمر المجمع إلى أبعد من تلك المدة فتنتبه الحكومة التركية للأمر وتكون العاقبة وخيمة على المسيحيين. وقرارات هذا المجمع ما زالت أساسا لنظام الكنيسة المارونية.
ثم كانت مشكلة دير الراهبات والخلاف الكبير بين الشويريين واليسوعيين (انظر تفاصيل هذه القضية في المرجع المذكور ادناه ص 480 - 488 وقد مات فروماج في قمة الخلاف مع الزاخر حول هذه القضية التي كانت أخطر مهام الأب فروماج في إرساليته)
مؤلفاته وترجماته:
أ- كتب مترجمة:
1- أخبار العهد العتيق (للكاهن دي روَيُومون) عربه عن الفرنسية: حلب 1737م
2- أخبار القديسيين: للأبوين بطرس ريبانيرا ويوحنا كرُوزيت بيلو، عربه  عن الفرنسية. ونشر لاحقا بعنوان (مروج الأخبار في تراجم الأبرار) بيروت 1880م
3- إيضاح قواعد الدين المسيحي السنية: ليواكيم تروتّي دي لاشيتارْدي، عن الفرنسية، طرابلس 1735م
4- تاملات الأنبا لويس الجسري اليسوعي: عربه عن اللاتينية في 3 مجلدات، حلب 1729م
5- التعليم المسيحي: للقديس روبرتو بلّرمينو: عربه عن اللاتينية، طرابلس 1735، وطبعه في روما.
6- الحرب الروحية للورنزو سكُوبولي، عربه عن الترجمة الفرنسية.
7- الدر المنثور في تفسير الزبور: للكردينال القديس روبرتو بلّرمينو، عن اللاتينة (شكك كاتب المقالة الأب كميل حشيمه بنسبة تعريب هذا الكتاب إلى فروماج، ورجح أنه من تعريب أرنودي.. انظر كلامه بالتفصيل في المرجع المذكور ادناه ص 492)
8- رياضات القديس غغناطيوس مؤسس الرهبانية اليسوعية، عن الاتينية، حلب (أو صيدا) 1731م.
9- سيرة القديس فرنسيس ساليس: لجاك مرزولّييه، عن الفرنسية.
10- سيرة القديسة فرنسشكا حنة دي شنتال: لجاك مرزولّييه، عن الفرنسية.
11- سيرة بعض القديسيين وعجائبهم، وعجائب مريم.
12- الصبح المبين لضلال لوثاروس وكلفين: في قسمين، احدهما من تأليف الأب لاوناردُس ليسّيُوس اليسوعي، والآخر بقلم الأب مارتن باكان اليسوعي. تعريب عن اللاتينية، وأضاف إليهما ملحقا من تأليفه ف شأن الملك هنري الثامن وثورته على الكنيسة الكاثوليكية.
13- طريقة للمحادثة مع الله: للأب ميشال بوتولد اليسوعي. عن الفرنسية
14- العلم اللاهوتي: للمطران جان كلود دي لابُواب دي فيرتريو، عن الفرنسية (ويرد عنوان الكتاب في بعض المصادر ب: لاهوت الأسقف.
15- قوانين راهبات زيارة العذراء (في مجلدين) عن الفرنسية
16- الكنز الأنفس في ترجمة الطوباوية مرغريتا مريم ألاكوك: للمطران لانكِه. عن الفرنسية، صيدا، 1735م
17 - مدخل العبادة: للقديس فرنسيس سالس، عن الفرنسية
18- المرشد المسيحي: لجان برينيون عن الفرنسية. وقد اخطا لويس شيخو في كتابه (المخطوطات العربية لكتبة النصرانية: ص 164) إذ عنون الكتاب (مرشد المسيحي) ونسبه إلى الأب دوترمان، أما كتاب هذا الأخير وعنوانه (المرشد المسيحي) فقد عربه الأب جان أميو العام 1651 وأما مرشد المسيحي فهو كما ذكره شيخو للأب سنيري
19- مرشد المسيحي: للأب بولس سنيري اليسوعي: عن الإيطالية: دير الشوير 1738م
20- قلائد الياقوت في واجبات الكهنوت: للأنبا لويس الجسري اليسوعي، عن الإيطالية 1730م
21- المتعبد لمريم: للأب بولس سنيري اليسوعي، عن الإيطالية
22- ميزان الزمان وقسطاس أبدية الإنسان: للأب يوحنا أوسابيوس نيرنبرك: عن الإيطالية، دير الشوير 1734م
23- مرشد الكاهن: للأب بولس سنيري اليسوعي، عن الإيطالية، حلب 1739م
24- مرشد الخاطئ: في سر التوبة والاعتراف: للأب بولس سنيري اليسوعي، عن الإيطالية. حلب 1739م
25- المواعظ السديدة الأدبية في تثقيف المسيحي في طريقته الدينية: للأب بولس سنيري اليسوعي، عن الإيطالية.
26- الكمال المسيحي: للأنبا ألفونس رودريكس اليسوعي، عن الإيطالية، في 3 مجلدات مجموع صفحاتها 1292 صفحة.
27- يسوع الحبيب ومريم الحبيبة: للأبيوحنا أوسابيوس نيرنبرك: عن الإيطالية، حلب 1737م
 
ب:
كتب من تأليفه:
1- مقالة في أخوية قلب بسوع المنشأة في حلب ودمشق
2- إيضاح مفيد في فحص الضمير
3- مجموع تراجم قديسين الرهبانية اليسوعية
4- رسالة في التعبد لقلب يسوع: حلب 1724
5- تفسير وموافقة الأربعة الأناجيل (في 3 مجلدات كبيرة، نقحه الزاخر، ويقول نصر الله هو من تأليف الزاخر إلا ان فروماج تبناه بسبب بعض المواعظ التي أضافها.
6- رسالة إلى عبد الله زاخر (يعاتبه فيها على بعض مواقفه من اليسوعيين)
7- رسالة جدلة في تقديس الأسرار الإلهية، ويرد اسمه (رسالة جدلية في الكلمات الربية.
8- سيرة القديسَين لويس غونزاغا واستنسلاوس كوستكا.
9- مجموع مواعظ.
41- المينة الصالحة
***********************************
المرجع: باختاصار عن (مجلة المشرق السنة 76 الجزء 2 تموز - كانون الأول 2002 ص459 - 495)
 

4 - أغسطس - 2008
أعلام المبشرين
الدخان الأبيض    كن أول من يقيّم

كل الشكر لك أستاذ زين الدين على مشاركاتك الثمينة، والتي أنتظرها دائما بفارغ الصبر. وذكرني انتظاركم للدخان الأبيض بما يحدث أثناء انتخاب بابا جديدا في الفاتيكان، أما الهدف من هذا الملف فأن نتعرف أكثر على عالم المبشرين وإرسالياتهم وأنشطتهم وآثارهم والمؤسسات التي كانت ترعاهم وتدير شؤونهم. وأرجو لو تكرمتم بتحرير قائمة عما ألف في التبشير والمبشرين، مساهما بهذه الورقة تسركلونها كما ترون:
1-  أدلة اليقين في الرد على المبشرين: لعبد الرحمن الجزيري (ط) مصر 1934م
2- الارساليلات التبشيرية : كتاب يبحث فى نشأة التبشير وتطوره واشهر الارساليات التبشيرية ومناهجها / عبدالجليل شلبى .(الاسكندرية : منشأة المعارف، ايداع 1987)
3- أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي: علي محمد جريشة/ القاهرة دار الاعتصام 1978م
4- الاستشراق رسالة استعمار : محمد إبراهيم الفيومي (القاهرة دار الفكر العربي1993)
5- الاستشراق والتبشير/ قراءة تاريخية موجزة. محمد السيد الجليند (القاهرة : دار قباء، 1999)
6- الاسلام في وجه التغريب : مخططات التبشير و الاستشراق / انور الجندي (ط) (دار الاعتصام: القاهرة 1981)
7- الإسلام والغزو الفكري: محمد عبد المنعم خفاجي (بيروت : دار الجيل ، 1991.)د
8- بين الإسلام والغرب : ضراوة أحقاد ومرارة حصاد / تأليف على محمد عبدالوهاب (الرياض، السعودية : دار عالم الكتب، .2000)
9- التبشير بين الأصولية المسيحية و سلطة التغريب : دراسات في قضايا النهضة / عدنان عويد. دمشق : دار المدى، 2000.
10- التبشير الصليبي : الوسائل و الاهداف / جمعية الاصلاح و التوجية الاجتماعي "دبي"
11- التبشير الغربي: أنور الجندي (الدمام : دار الإصلاح 1982م)
 12- التبشير في منطقة الخليج العربي : دراسة في التاريخ الاجتماعي و السياسي / تأليف عبدالمالك خلف التميمي. الكويت : شركة كاظمة، 1982م
13- التبشير النصراني في جنوب سودان وادي النيل: إبراهيم عكاشة علي (الرياض: دار العلوم 1982م)
14- التبشير والاستشراق/ أحقاد وحملات: لمحمد عزت الطهطاوي (ط) مصر 1411هـ
15- التبشير والاستعمار في البلاد العربية : عرض لجهود المبشرين التى ترمي الى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي : تأليف مصطفى خالدي، عمر فروخ (بيروت : المكتبة العصرية، 1973.)
16- تحفة الراغبين في حسم الجدل بين الإسلام والمبشرين: لأحمد الساعاتي (ط)
17- التبيين في الرد على المبشرين: للجابي
18 التنصير: خطة لغزو العالم الإسلامي (تحرير م. دون مكاري، تأليف المؤتمر التبشيري 1978م جلين آيري)
19- التنصير في الأدبيات العربية: لعلي إبراهيم النملة (ط) الرياض 1414هـ
20- ثرثرة فوق دجلة : حكايات التبشير المسيحي في العراق 1900-1935م / خالد البسام. (بيروت : المؤسسة العربية للدراسات و النشر، 2004.)
21- جوانب من الغزو الفكري المعاصر: محمد أمين السماعيلي (الرباط : جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الانسانية، 1997.)
22- حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر: أحمد عبد الوهاب (القاهرة: مكتبة وهبة، 1981م)
23- الخليج العربي أمام التحدي العقدي: سعيد عبد الله حارب (دبي: مكتبة المة 1985م)
24- الدفاع عن الدين في الرد على المبشرين: لمحمد توفيق العباسي. (ط)
25- الزحف في مكة : حقائق و وثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الاسلامي / عبدالودود شلبي (القاهرة : الزهراء للاعلام العربي، 1989.)
26- العالم الإسلامي والمكائد الدولية خلال القرن الرابع عشر الهجري: فتحي يكن (بيروت: مؤسسة الرسالة 1983)
27- الغارة الجديدة على الاسلام : بروتوكولات قساوسة التنصير / محمد عمارة. (القاهرة : دار الرشاد، 1998.)
28- فضيحة المبشرين في احتجاجهم بالقرآن المبين: لعبد الله كنون (ط)
29- الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي: محمد البهي (القاهرة: مكتبة وهبة 1977)
30- القول المبين في الرد على المبشرين: لمحمد طلعت (ط) الهند
31- كفاية الطالبين لرد شبهات المبشرين: لمحمد عبد السميع (ط) مصر 1330هـ
32- مثبت العقل والدين في الرد على سفهاء المبشرين: لمحمد الجنبيهي (ط)
33- مدخل إلى تاريخ حركة التنصير: ممدوح حسين (الأردن: عمان، دار عمار 1995)
 

5 - أغسطس - 2008
أعلام المبشرين
نص الرسالة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

أن لا تكون الشريعة التي أعلنها موسى يا أختي الصالحة فلورا مفهومة حتى الآن لدى الكثيرين، لأنهم لم يتلقوا معرفة دقيقة للمشترع الحقيقي ولا لوصاياه. هذا ما يتضح لك على ما اظن حين تعرفين الآراء المتضاربة حولها.
ظن بعضهم أن هذه الشريعة قد أعطاها الله الأب نفسه. وأكّد آخرون في اتجاه يتعارض كل المعارضة أنها صدرت عن الخصم، عن إبليس المفسد، واعتبروا أيضا أنه باري الكون فقالوا: إنه أبو كل شيء وصانعه، فهؤلاء وأولئك هم في ضلال مبين. وتعارض الأولين يرد عليه تعارض الآخرين، والعكس بالعكس. فما نجحت فئة واحدة ان تدرك حقيقة الموضوع.
فمن الواضح أن الشريعة ،،التي هي ثانوية،، لم يعطها الإله الكامل الذي هو الأب، لأنها ناقصة وتحتاج ان يكملها آخر، ولأنها تتضمن وصايا لا يمكن ان تتوافق مع طبيعة مثل هذا الإله وفكره.
مقابل هذا لا يحق لنا أن ننسب الشريعة إلى خصم جائر Adikios  لأنها تعارض الجور.
هذا كلام أناس لا يرون النتيجة الضرورية التي نستخلصها من أقوال المخلّص. فقد أعلن مخلصنا: (كل بيت أو مدينة تنقسم على نفسها تخرب)
ثم إن الرسول =أي يوحنا= سبق فدمر الحكمة المتقبلة لدى هؤلاء الكذبة فأعلن أن خلق الكون خاص به = يوحنا: 1/ 3 به كان كل شيء=  وأن كل شيء كان به، وأنه ما كان شيء بدونه، وأن هذا الخلق هو عمل إله عادل يكره الشر، لا عمل إله مفسد.
مثل هذه النظرات لا تشارك فيها عقول محدودة نسيت عناية الخالق فبدت عميّا، لا على مستوى النفس فحسب، بل على مستوى الجسد لهذه الكلمة =أي لا بالمعنى الرمزي فحسب ، بل في المعنى الحرفي أيضا=
إن لم يسْعَ هؤلاء إلى أن يكتشفوا الحقيقة، فواضح مما سبق: لقد فشل ممثلو هاتين الفئتين، كل بطريقته: الأولون، لأنهم لم يعرفوا إله البر. والآخرون لأنهم جهلوا أبا كل شيء، الذي كشفه ذاك الذي جاء فعرفه (الآب) وحده.
وهكذا يبقى لنا نحن الذين نعمنا بمعرفة مضاعفة أن نعرض عرضا دقيقا أصل الشريعة وطبيعة المشترع، ونستخرج براهين كلامنا من أقوال مخلّصنا التي تقدر وحدها أن تقودنا بلا عثار إلى فهم الحقيقة.
يجب أن نعرف أولاً أن هذه الشريعة تتضمن أسفار موسى الخمسة التي لم يعلنها كلها كاتب واحد: لم يعلنها الله وحده.
الشريعة تنقسم ثلاثة أقسام:
ينسب القسم الأول إلى الله ذاته وإلى نشاطه التشريعي.
والثاني إلى موسى، لا في ما ألهمه الله ذاته، بل في ما دفعته اعتبارات شخصية، فأضاف بعض الوصايا.
والثالث ينسب إلى شيوخ الشعب الذين أدخلوا على ما يبدو منذ البدء بعض الفرائض في الشريعة نفسها.
كيف نبرهن عن حقيقة هذه النظرة امطلاقا من أقوال المخلّص ؟ هذا ما ستعلمونه الآن:
في الجدال حول الطلاق الذي سمحت به الشريعة أعلن المخلّص لخصومه: ""بسبب قساوتكم سمح لكم موسى بأن تطلقوا نساءكم، في البدء لم يكن الأمر هكذا، فقد كُتب: وحّد الله هذين الزوجين، وما وحّد الرب (قال) لا يحق للإنسان أن يفعله = انظر متى 19: 4 ولكن النص لم يرد في حرفيته =
بهذا بين أن هناك شريعة الله التي تمنع فصل المرأة عن زوجها، وشريعة اخرى، شريعة موسى، التي تسمح بفسخ الاتحاد الزواجي، بالنظر إلى قساوة القلوب.
من هذا القبيل أعطى موسى وصية تعارض وصية الله، فغن الفصل يعارض اللافصل.
وإن استعلمنا عن الفكرة التي ألهمت هذه الوصية يبدو أن موسى لم يفعل ما فعل من عنده، بل اكرهه ضعف البشر الذين توجهت إليهم الشريعة.
ما استطاع البشر أن يتمسكوا بمشيئة الله التي تمنعهم من طلاق نسائهم، مع ان بعضهم كره السكن معهن، فراحوا من سيئ إلى أسوأ، بحيث صاروا إلى الدمار. عندئذ أراد موسى ان يداوي هذه المتاعب التي تهدد مصير البشر، فاختار في هذه الظروف اهون الشرين، وأعلن من أجلهم، وبمبادرة منه شريعة ثانية تتيح لهم الطلاق، وهكذا إن كانوا لا يستطيعون ان يحفظوا الشريعة الأولى فليراعوا الثانية على الأقل، ولا يلجأوا إلى وسائل جائرة وشريرة ينتج منها ملء دمارهم الخلقي.
تلك كانت الفكرة التي ألهمت هذه الفرائض المعارضة لفرائض الله. فلا جدال في اننا برهنّا أن هذه الشريعة صدرت عن موسى، وهي تختلف عن شريعة الله، ولو أن برهاننا استند فقط إلى مثل واحد.
 وأن تكون امتزجت بالشريعة تقاليد تصدر عن شيوخ الشعب أمر بينه المخلّص أيضا. قال: "فاالله أوصى أكرم أباك وأمك لكي تنجح" وأضاف متوجها إلى شيوخ الشعب "أما انتم" فأعلنتم "العون الذي كان بالإمكان ان تتقبلوه مني هو قربان لله" وهكذا ألغيتم شريعة الله، وأخذتم بتقليد خاص بكم يا شيوخ الشعب، فقد اعلن أشعيا من قبل "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني، فهم باطلا يكرمونني، لنهم يعلّمون فرائض هي وصايا بشر"
يتضح من كل هذا أن الشريعة بمجملها تتألف من ثلاثة أقسام: فرائض موسى، فرائض شيوخ الشعب، فرائض الله ذاته.
وقسمة الشريعة هذه كما ثبتناها أوضحت العنصر الصريح الذي يتضمن الشريعة.
وهذا القسم الأخير الذي هو شريعة الله ذاته يقسم بدوره إلى ثلاثة:
1- التشريع النقي الذي لم يمتزج بالشر:الشريعة في المعنى الخاص بالكلمة التي لم يات المخلّص لكي يلغيها بل ليكملها، فتلك التي اكملها لم تكن غريبة عنه بل احتاجت إلى أن  تكمّل لأنها لم تكن كاملة.
2- ثم الجزء الذي امتزج بالشر والجور الذي الغاه المخلّص لأنه لا يتوافق مع طبيعته.
3- وأخيرا نحدد جزءا نمطيا ورمزيا يتوخى تمثيل الروحي والمتعالي، وقد نقله المخلّص من الحسي والظاهر إلى الروحي والمتعالي
أما شريعة الله النقية والمنزهة عن كل مزيج دنيء فهي الدكالوغ =Dekalogos  الوصايا العشر = تلك الوصايا العشر التي حفرت على لوحتين، فحرمت ما يجب ألا نعمله، وأمرت بما يجب أن نعمله، هي وصايا نقية، ولكنها غير كاملة، بعد ان احتاجت أن يكمّلها المخلّص.
وبجانب شريعة الله هناك شريعة يرافقها الجور، شريعة المثل والعقاب على جريمة اقترفت. شريعة تأمر بأن نقلع العين بالعين، ونحطم السن بالسن، ونرد على القتل بالقتل. فمن اقترف جورا رداً على جور هو خاطئ، شأنه شأن الذي بادر واقترف الجور، سيختلف ترتيب صانع الشر، ولكن الشر هوهو. ولابد من القول بأن هذه الوصية كانت بارة وما زالت، فقد أعطيت بسبب ضعف الذين توجهت إليهن الشريعة لكي يتجنبوا تجاوز الشريعة النقية. ومع ذلك فلا نستطيع أن نوفق هذه الوصية مع صلاح أبي الكل. لا شك في أن هذا كان نتيجة تكيّف مع الظروف، بل بالأحرى ضرورة لابد منها. فالذي أراد أن يمنع قتلا واحدا فأعلن "لا تقتل" ثم أمر بأن يُقتل القاتل بدوره أعطى شريعة ثانية، فصار في مبدأ قتلَين، وهو الذي حرّم قتلا واحدا.
وهكذا اتضح أنه كان ضحية الضرورة من دون ان يعلم. لهذا حين جاء ابنه ألغى هذا الجزء من الشريعة، مع أنه أقر أنه صدر هو أيضا عن الله. واعترافه بالعهد القديم يظهر في ما يظهر في ما يلي: "أعلن الله: من لعن أباه أو أمه يُقتل قتلا" =متى: 15 / 4  خروج 21 / 17 =
وأخيرا: هناك الجزء الرمزي الذي جُعل على صورة الروحانيات والمتعاليات، أي الفرائض المتعلقة بالذبائح والختان والسبت والصوم وحمَل الفصح والخبز الفطير: كل هذه الطقوس التي هي صور ورموز حملت مدلولا مختلفا بعد ان كُشفت الحقيقة.
هي ألغيت في شكلها الخارجي وتطبيقها الحرفي، ولكنها تعمقت في معناها الروحي وفي مدلولها، لأن الألفاظ القديمة تلقت مدلولا جديدا.
أمرنا المخلّص أن نقدم ذبائح، لا ذبائح حيوانات غير عاقلة، ولا تقدمات بخور، بل مدائح وتسابيح وأفعال شكر روحية، والمقاسمة مع القريب والإحسان إليه. = وهذا ما لا نجده في الإنجيل بل هو في العهد القديم: مز 49 / 14=
وطلب منا أيضا " وأن نحفظ السبت " لأنه يريدنا ان نرتاح من أعمال الشر. وأن نصوم أيضا، إلا أنه لا يطلب منا صوم الجسد، بل الصوم الروحي الذي يقوم بالامتناع عن كل شر، ومع ذلك نظل نحن متعلقين بالصوم الخارجي، لأن حياة النفس تستفيد منه حين نمارسه بتميز، لا لنقتدي بالآخرين، أو على سبيل العادة، أو لأن يوما من الأيام حُدّد لذلك. وفي الوقت عينه نبقى متعلقين بالصوم لكي نتذكر الصوم الحقيقي، بحيث يتذكره في صوم خارجي أولئك الذين لا يستطيعون ان يمارسوه، وأن حمَل الفصح والخبز والفطير كانا رمزين. هذا ما بينه أيضا بولس الرسول حيم قال: " حمَل فصحنا المسيح ذُبح " وقال: "لكي تكونوا بلا خمير لا تشاركوا في الخمير ،، هذا الخمير يعني الشر،، بل كونوا عجينا جديدا"  =1 كور 7 / 5)
إذن قسم الشريعة الذي هو بلا شك من الله يقسم ثلاثة أجزاء:
1- جزء كمّله المخلّص، فالوصايا "لا تقتل، لا تزن، لا تشهد شهادة زور " تفهم في منع الغضب والشهوة وكلام يرافقه الحلف.
2- وجزء آخر ألغي كله. فالوصية "سن بسن، وعين بعين" التي يرافقها الجور لأن عملا شريرا يتبعها، أحلّ محلها المخلّص وصية مغايرة، فالنقيضة المطلقة تلغي النقيضة المطلقة "اما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشرير مقاومة، فإن ضربك على خدك الأيمن فقدم له الآخر"
3- وأخيرا هناك جزء من الشريعة انتقل وتحول من المعنى الحرفي إلى المعنى الروحي: هو الجزء الرمزي الذي اعطي كصورة عن المتعاليات: فالصور والرموز التي كانت تمثل شيئا آخر ظلت مقبولة في وقت لم تظهر فيه الحقيقة: والآن، وبعد أن كُشفت الحقيقة ينبغي أن نعمل أعمال الحقيقة لا أعمال الصورة.
تكلم تلاميذ يسوع على الأجزاء الثلاثة هذه كما تكلم بولس الرسول. تكلموا عن الجزء الرمزي كما قلنا حين تحدثنا عن حمَل الفصح الذي ذبح لأجلنا، وعن الخبز الفطير. وتكلموا على الجزء الذي يرافقه الجور حين قلنا إن شريعة  الوصايا صارت بلا جدوى بسبب تعليم جديد. وتكلموا على جزء الشريعة الذي خلُص من كل جور حين قالو: "الشريعة مقدسة، والوصية مقدسة وعادلة وصالحة".
بقدر ما سمح لي المدى أظن أنني بينت تبيانا كافيا الفرائض البشرية في الشريعة، وقسمة شريعة الله ذاته إلى ثلاثة أجزاء، يبقى علينا أن نقول: من هو هذا الإله الذي أعطى الشريعة.
غير أني أعتقد أن هذه النقطة توضحت لكم مما سبق، إذا كنتم أعرتموني انتباهكم
فإن لم يكن الإله الكامل ذاته أعطى الشريعة، كما سبق وقلنا، وإن لم يكن إبليس، وهذا أمر أكيد ،، بل لا يحق لنا أن نقول مثل هذا القول،، فهذا المشترع هو ثالث وُجد بجانب هذين الاثنين الآخرين هو "الباري" وخالق هذا الكون وكل ما يتضمنه. بما انه في جوهوه يختلف عن الاثنين الآخرين، ويقف بينهما نستطيع بحق أن ندعوه الوسيط = Misotes  يلاحظ أن الغنوصيين يأخذون كلمات العهد الجديد ،، المخلّص ، الفادي،، ويعطونها معنى آخر، فالوسيط في المسيحية هو إله وإنسان، ولكنه ليس كذلك في الغنوصية، وانظر (1 تم 2 / 5 و عب 8 :/ 6، 9 ، 15 =
إذا كان الله الكامل صالحا في جوهره وهو كذلك لأن مخلّصنا قال: إن هناك إلها واحدا صالحا هو أبوه الذي أخبر عنه = إشارة إلى ما ورد في متى 19 : 17 لا صالح إلا الله،، في رد يسوع على من وصفه بالصالح =
وإذا كان الكائن الذي هو خصم في طبعه هو شرير وموصوف بالجور. فذلك الذي يقف بين الله الكامل وإبليس والذي ليس صالحا ولا شريرا أو جائرا يمكن أن يدعى بارّاً لأنه يحكم في البر الذي يرتبط به.
: من جهة يكون هذا الإله أدنى من الإله الكامل، وتحت بر هذا الإله لأنه مولود، لا غير مولود ،، فهناك واحد غير مولود هو الأب الذي عنه يصدر كل شيء، لأن كل شيء يرتبط به بطريقته،، ومن جهة ثانية يكون فوق الخصم وأسمى منه، وهكذا يكون في طبعه من جوهر آخر، ومن طبيعة أخرى، غير جوهر هذين الآخرين.
جوهر الخصم هو فساد وظلام ،، لأنه مادي ومنقسم بألف شكل،، أما الأب الذي هو لا مولود، اما أبو الكل فجوهوه لا فساد ونور ذاتي متماسك.
وأما الباري فهو جوهر الله السامي، وإن أوجد قوة هي قوة مضاعفة.
والآن لا تحتاجون أن تقلقوا من أن تعرفوا كيف يمكن أن تكون هاتان الطبيعتان الأخريان من مبدأ "كل شيء" الذي نعترف به ونؤمن، ومن مبدأ "لا مولود ولا فاسد" وصالح: طبيعة الفساد وطبيعة الوسيط اللتان هما من جوهر مختلف مع أن طبيعة الخير تقوم بإيلاد وإنتاج كائنات تشبهه وتكون من جوهره.
فإن سمح الله بذلك ستنالون في ما بعد إيضاحات أدق حول مبدأهما وولادتهما حين تضحون أهلا لأن تعرفوا تقليد الرسل، وهو تقليد تسلمناه نحن أيضا عن طريق التسلسل، وفي هذه الحالة أيضا نثبت نظراتنا مستندين إلى أقوال المخلّص.
لم أمل من أقول لك هذا بإيجاز يا اختي فلورا، فمع أني كنت موجزا في ما سبق إلا أني عالجت الموضوع معالجة حاسمة.
إن هذه الملاحظات تستطيع عندما يحين الوقت أن تساعدك كثيرا، فبعد ان تتقبلي كما في أرض طيبة وصالحة ثمار خصب تبرزين الثمار التي خرجت منها.

6 - أغسطس - 2008
الرسالة إلى فلورا
 271  272  273  274  275