هكذا في اللحظات الأخيرة وبعدما نشرت قصيدة (البحر الدكالي) وقعت في هذا الفخ، لم أشعر بنفسي إلا وقد التطمت في قاع الحفرة، وما أحلاه من فخ يكون الوقوع فيه على الأستاذ وحيد، لم أجد بدا من الترحيب بعودة صديق أعيان السراة القدماء الأستاذ وحيد الفقيهي، لابد أنني سوف أتابع الحديث معك في المنام يا أستاذ فأنا أكتب هذه الكلمات بعدما قطعت كيلومترات من سرداب النوم، تصبح على خير، وإلى اللقاء مع ترحيب الأستاذة ضياء في الغد
كل الشكر لك أستاذ علي الحمداني كلماتك الطيبة، والتي تدل على طول باعكم في تذوق الشعر، ليس لأنك اختصصتني بالثناء وإنما لأنك اختر أجمل ما كتبته على البحر الدكالي، وهذه بكرامة الدكتور صبري، وهو يعرف اني غير جاد في عتابي، وإنما هي مودة شاعر، وكذلك قد فهمتها على الطاير شاعرتنا النجيبة لمياء، ولمياء هذه (لمن لا يعلم) لا تزال في الخامسة عشرة من عمرها، فهي من مواليد يوم الجمعة 23/ محرم/ 1413هـ الموافق 24/ يوليو تموز/ 1992 لذلك فإن حكم الدكتور صبري لها بالتفوق علينا حكم مطلع خبير. وأتمنى أن أرى مشاركات الأستاذ علي في مجالسنا، أكرر شكري وامتناني، وتقبلوا فائق الاحترام
هذا هو البحر الدكالي، يا عبد الحي وليس في ابياتك أي خطأ يذكر، هي سليمة بكل المقاييس، حسبت أنك ربما تخطئ في القافية وانواعها فإذا بك تتجاوز هذا المطب بلا أستاذ. واما سؤالك عن
مُسْتَفْعِلُ فاعِلاتُنْ
فهذه وحدها تستحق (عشرة على عشرة) لأنك بهذا السؤال قد تجاوزتنا كلنا، وأعدت المياه إلى مجاريها، فلو صح ان البحر الدكالي يجوز فيه ما اجاز امير العروض فهو صورة من صور البحر المجتث، إذ لا يختلف عنه في هذه الصورة التي اقترحها الأستاذ عبد الحي إلا بسقوط النون من (مستفعلن) وخلاصة الكلام أن هذا الوزن لا علاقة له بالأبيات التي كتبتها ولكنه نفسه البحر الدكالي في مذهب أمير العروض، والصواب ان يكتب عروضيا (فعْلن فعِلن فعولن) لأن (مستفعلُ فا) هي وزن (فعلن فعِلن) و(علاتن) هي وزن (فعولن) واما مذهبي فهو (مفعولاتن فعولن) بلا جواز، وكما كتبت أبياتك الناجحة هذه، تحية لك وإلى اللقاء في المحاولة التالية التي سنبني عليها الدرس الجديد
بذلك تكون يا أستاذ عبد الحي قد تجاوزتني في العروض بمراحل كثيرة، وصرت في صف أمير العروض الأستاذ عمر خلوف، وسلطان العروض الأستاذ سليمان أبو ستة أنت حقا معجزة:
أصارحك كل المصارحة أني لم أنتبه أبدا إلى (مفعولن فاعلاتن) وهي الأولى أن تكون تفعيلة البحر، ولو ثبت عندك أنها إحدى صور البحر المجتث فسوف تكون قصتنا مع البحر الدكالي وهما على وهم، ونكون قد رجعنا بخفي حنين وليس ذلك ببعيد في بحار الشعر العربي. , ولا يبعد أن تكون (مفعولن فاعلاتن) إحدى وجوه البحر المضارع، وأنا اعتمدت في سؤالي أول مرة على الأستاذ عمر، ولم أبحث في كتب العروض، سوف أعود في الغد للبحث والتحقيق في المسألة.
أما لماذا يجب أن تكتب تفعيلة البحر حسب رأي أمير العروض (فعلن فعلن فعولن) فلأن جوازات فعلن التي ذكرها الأستاذ عمر لا تنطبق على مفعولن ولا على مستفعلُ. وأما (مفعولاتن) فهي تفعيلة افتراضية شأنها شأن متفاعلان، ومتفاعلتن ومستفعلاتن.
تذكرت وأنا أقرأ مرافعتك هذه مقالة النبوغ العربي التي أثارها الغريب الضائع، وهذا هو النبوغ كله، تبارك الله، جل من خالق