بحار الدكالي كن أول من يقيّم
كل الشكر للأستاذ عبد الحي على هذه الإستجابة الطريفة وأقول له:
أصابت معلمتك يا أستاذ عبد الحي، وسوف تكون شاعرا إذا تابعت معي درسا بعد درس، وفي الدرس العاشر، إن شاء الله أعطيك الشهادة، فالذين علمتهم النظم وكتبوا الشعر ليسوا بأكثر منك ذكاء ورياضيات، ومنهم من لم أجلس معه إلا جلسة واحدة.
قصيدتك هذه محيط من محيطات الشعر، باستثناء البيت الأول، ولأنه البيت الأول فسوف نتسامح معك في تقييمه، فتأمل معي أوزان القصيدة:
بعد إلحا/ ح في السؤال (فاعلاتن مستفعلاتن) بحر جديد، لا أعرف له ساحلا، ولو أضفت إلى أوله حرف (و) صار مخلع البسيط، (مستفعلاتن مستفعلاتن)
هذا ما بدالي (فعلن فاعلاتن) ربما يعده أمير العروض من مقصرات الدوبيت أو السلسلة
ألهمك ارتجالي (مفتعلن مفعولا) من منهوك المنسرح لا غبار عليه
نظما عزيز المثال (من بحر المجتث لا غبار عليه، ووزنه (مستفعلن فاعلاتن)
وألقى بك في بحر (هزج لا غبار عليه، ووزنه: (مفاعيل مفاعيلن)
بحار طويل الحبال: (مجزوء المتقارب لا غبار عليه، ووزنه (فعولن فعولن فعول)
وقد قال فيه الأمير: (مجزوء المتقارب لا غبار عليه ووزنه (فعولن فعولن فعول)
جدت فيه بمثال (مجزوء الرمل لا غبار عليه، ووزنه (فاعلاتن فعلات)
(يصعب على من = حاله كحالي) وزن مقبول وهو(فاعل فعولن = فاعلن فعولن) ولكن لا أعرف له اسما، وأمير العروض سيجد له اسما لا شك في ذلك.
وقد جنيت أخرى = وقلت ما في بالي: (هذا أصح الأبيات في القصيدة، وهو منهوك المنسرح لا غبار عليه، ووزنه: (متفعلن مفعولن = متفعلن مفعولن)
ونظمت اليوم نظما (مجزوء الرمل لا غبار عليه، ووزنه (فعلاتن فاعلاتن)
على غير المنوال: الظاهر أنه من مجازيئ الهزج ووزنه (مفاعيلن مفعول) وقد يكون أيضا من ملحقات البحر المضارع، ووزن المضارع (مفاعيل فاع لاتن ). و(فاع لاتن) هي نفسها (فاعلاتن) ولكن الفرق أنها في المضارع تكتب (فاع لاتن) لأن (فاع) هي الوتد، بينما الوتد في (فاعلاتن) هو (علا) والمقصود بالوتد هو ما لا يجوز حذف شيء منه.
يجب أن تعلم أيها الدكالي، أن كل تفعيلة لها وتد وسبب، أو وتد وسببان، والجوازات تقع دائما على ثواني الأسباب، والمقصود بثواني الأسباب، الحرف الثاني منها، لأن السبب يتكون من حرفين فقط، فإذا كان الحرف الثاني متحركا كان الجواز تسكينه، وإذا كان ساكنا كان الجواز حذفه بالكامل. يستثنى من ذلك ألف (متفاعلن) في كثير من الأحوال
وإليك ملخصا عن أوتاد كل تفعيلة:
متفاعلن: الوتد، علن، والسبب الرئيسي (متَ) والجواز فيه تسكين التاء.
مستفعلن: الوتد علن، إلا في البحر الخفيف فالوتد (تفع)
فاعلاتن: الوتد (علا) إلا في المضارع فهو (فاع)
فعولن: الوتد (فعو)
مفاعيلن: الوتد (مفا)
فاعلن: الوتد (علن)
مفعولات: الوتد (لات)
مفاعلتن: الوتد (مفا)
بقي أن ألفت نظرك إلى متفعلن ومفتعلن، هذان مصطلحان عند العروضيين، فيما يتعلق بالحرف الثاني، فإذا كانت (تاء) فهذا يعني أنها متحركة، وإذا كانت (فاء) فهذا يعني انها ساكنة.
|