المفردة 174 بجامع ابن البيطار : { أنتـله سوداء } = Aconitum anthoraكن أول من يقيّم
قال ابن البيطار في جامعه:" وهي { الجدوار الأندلسي } . أول الإسم ألف مفتوحة بعدها نون ساكنة ثم تاء منقوطة باثنتين من فوقها مضمومة ثم لام مفتوحة ثم هاء . و هذا الإسم هو بعجمية الأندلس ....قال ابن الكتاني : أخبرني من أثق به أن في ثغر سرقسطة حشيشتين يخيل لمن رآهما أن منبتهما من أصل واحد لشدة تقاربهما ، و لا تكادان تنبتان إلا من دوحة ، إحداهما تسمى { الطوارة } و هي سم قاتل لا تـلـبـِث ، و الأخرى تسمى { الأنتلـة } و هي ترياق عجيب ، يقوم مقام الترياق الفاروق ، و لا سيما في اوجاع البطن و أوجاع الأرحام . و قد جربناهافي ذلك . قال : و ربما رعت بعض الأغنام الحشيشة المسية لأنها حلوة و الأخرى مرة ، فإذا أحست بسمها أسرعت إلى الحشيشة الثانية و هي { الأنتلة } فرعت منها ، فتخلصت من ذلك السم " ./هــ ............. يعرف أحمد عيسى هذا النبات بمعجمه كما يلي : Aconitum anthora = أنـتُـلـة سـوداء ـ جـدوار أندلسي [ معناه قامع السموم ] ـ تـرياق البـيش ـ شـتـلة السـم ـ بـيـش بـوحـا ـ بـوحـا ـ و نوع أبيض منه يسمى : " أنتلة بيضاء " ـ فـيْـهـق ـ طـُـواره . من فصيلة Renonculacées . من أسمائه الفرنسية Aconit anthora ، و Maclou ، و Anthore . و من أسمائه الإنجليزية : Wholesome aconite ./هـ........و المعروف عن جنس Aconitum أن أنواعه كلها سامة ، و لا ينصح استعمالها لما تمثل من خطورة كبيرة و أكيدة . و قد ذكره " ديسقوريدس " في المقالة الرابعة بكتابه ، مع مجموعة من النباتات السامة و المخدرة و المسبتة و المجننة ، و هذه بعض النباتات كما جاءت في كتاب " تفسير كتاب ديسقوريدس " لإبن البيطار : " 66 ـ { سطوروخنـن المنوم } : إذا أكِلَ نوّم و أخدر الحواس = Physalis somnifera L. . 67 ـ { سطروخنـن المُجـنِّن } : و هذا نوع مُـجَـنِّـن = Solanum sodomum . 68 ـ { دروقنيون } : و هو مخدر مسبت Dorycnium L. . 69 ـ { مـنـدراغـوراس } : [ مخدر ، مسبت ، منوم ] = Mandragora officinarum ـ 70 ـ { أاقـونـيـطـن } : = Aconitum .
المفردة 175 بجامع ابن البيطار : { أنـتـلـه بـيـضـاء } =كن أول من يقيّم
قال ابن البيطار :" هو نبات تسميه عامة الأندلس { الفيهق } .... المستعمل منه ورقه خاصة ... يحلل النفخ و يطرد الرياح و يسكن أوجاع الجوف الباردة و ينفع من لسع الهوام "./هـ.....
المفردة رقم 176 بجامع ابن البيطار : { أنـدراسـيـون } = Peucedanumكن أول من يقيّم
قال ابن البيطار :" هو النبات الذي يسمى باللطينية و هي عجمية الأندلس { يربـطوره } ، و سيأتي ذكره في حرف الياء ." /هـ..........الهامش : علق لوكليرك ، مترجم كتاب الجامع إلى الفرنسية ، على ترجمته لهذه المادة بقوله ـ النص فرنسي ، و الترجمة لي ـ :" تضع هذة الفقرة القصيرة أسئلة متعددة . أولاها عن الإسم { يربطـورة } ، و نجده مكتوبا على هذا الشكل في مخطوطنا ، و كذا عند المترجمين الألمان . إلا أنه في حرف " الياء " نجده مكتوبا على شكل " يربطـور " ، و الأفضل منه أن يُقـرأ " " يربطـون " . و فعلا فإننا نجد بالقاموس الإسباني ? erbata ? ، و ? ervato ? . و نجد عند الشراح و المترجمين ? harbatum ? ، و خاصة عند A. Lusitanus الذي يعتبر مرجعا هاما لكونه برتغاليا . و نجد كذلك erbatora في ترجمة Serapion . كما أننا نجد مرادفا آخر عند المترجمين الألمانيين هو { بخور الأكراد } الذي يقول عنه ابن البيطار أنه أيضا Peucedanum . كما نجد ervato ، و ervatu في مبحث نباتات " مدريد " لــCulanda ..... و نجد l?harbatum و l ?andraion عند ابن رشد ، في الترجمة الملحقة بــSerapion . أما المفردة peucedanum فهي مكتوبة بمخطوط ابن سينا بروما محرفة على شكل " بـويـانـس " ، و الصواب هو " بـوقـيـدانـس " أو " بـوقـيـدانُـن " ./هـ ... انتهى تعليق لوكليرك .
و مما وجدت بخط والدي في مختاراته الشعرية ، قول الشاعر : { تتوبُ من الذنوب إذا مرضْتَ * و ترجع للذنوب إذا برئـتَ } { إذا ما الضرُّ مَـسّـك أنت باكٍ * و أخبث ما تكون إذا قَـويتـا } { فكم من كربةٍ نجاك منها * و كم كشَفَ البلاءَ إذا بُـليتـا } { أما تخشى هجوم الموت يا ذا * و انب على الخطايا قد دهيتـا } { و تنسى فضل ربٍّ جادَ لـُطـفـاً * عليك و لا خشيتَ و لا وعيـتـا } { و كم عاهدت ثم نقضت عهدا * و أنت لكل معروف نسيـت } .
و من مختاراته رحمه الله ، قول الشاعر : { تغيرت البلاد و من عليها * فوجه الأرض مغبِـرٌ قبيـح } { تغير كلُّ ذي طـُعْـم و لـَوْنٍ * و قل بشاشة الجـه الصبيح } { و قابيل قد أذاق الموت هابيل * فوا حزنا لقد فُقِــدَ المليـحُ } { و ما لي لا أجودُ بسكب دمعٍ * و هابيل قد تضمنه الضريحُ } { و جاءت شُـعلـةٌ و لها رنيـن * لِـهابِلِهـا و قابِلـُها يصيـح } { لقتل ابن النبي بغير جرم * فقلبي عند قتلته جريح } { و جاورنا لعين ليس يغنـي * عدو لا يموت فنستريـح } .
تربية النحل : تاريخ النحالة : بقلم : جاك لومير Jacques Lemaire ?.ترجمة : الحسن بنلفقيــه Benlafqihكن أول من يقيّم
مقدمة : من بين الكائنات الحية المختلفة الأنواع ، و من بين كل التي زوِّدت منها بتلكم المهارة العبقرية التي نسميها الغريزة ، من بين هذا كله ، لا يوجد من هي أكمل صنعا لإثارة إعجاب الإنسان ، و لا من هي أقدر على التأثير في كبريائه مثل النحل ، موضوع درسنا هذا و ما سيليه من دروس ..................
تاريخ النحالة : { أي شيء أحلى من العسل ? } ، كان هذا هو جواب رجال " ثينا " على اللغز الموضوع من طرف " شمشـون " . و تتردد هذه الصورة كلازمـة خلال حقبات ما قبل التأريخ . و تتجمع الكلمات في كل اللغات لتعطي للعسل معنى الحلاوة الزائدة و الطعم اللذيذ . فهل يستلزم هذا الإعتقاد بأن تربية النحل قديمة قدم العالم ? هذا غير صحيح ، على الأقل إذا اعتبرنا المعنى الحقيقي للكلمة ، و ما ترمز إليه من استعمال بيوت منتظمة في الوضع و مهيئة لإيواء طرود النحل قصد الجني المنظم و الممنهج لإنتاجها من العسل .
تعتبر النحالة من الفتوحات الإنسانية التي يمكن وصفها بالمتأخرة . صحيح أنها عُرِفت منذ أكثر من ألف سنة قبل الميلاد ، إلا أنها بقيت و لآلاف السنين في مرحلة بدائية ، اكتفى الإنسان خلالها بجني العسل دون معرفة كيفية إنتاجه و دون أن يفكر في حماية هذا الإنتاج و رعايته . و يتعلق الأمر هنا بعسل الغابات و المغارات الذي يعثر عليه بالصدفة أساسا . و كل الشواهد و الآثار توحي بأن معرفة العسل البري و أخذه من بيوت النحل [ الخلايا ] هي الخطوات الأولى نحو النحالة .
كان قدماء المصريين يرسلون بعثات حقيقية لجمع العسل و شمع النحل حول مشاجر { البطمTérébinthe } . و كانت تلك البعثات مصحوبة بحراس مسلحين بالأقواس و النبال للدفاع عنها و حمايتها من قطاع الطرق . قد يقول قائل : هذه مجرد خرافات لعدم إدراكه للأهمية البالغة التي كان العسل يحظى بها في ذلك الزمان الغابر . إلا أن القدماء تنبهوا إلى ضرورة المحافظة على هذا الإنتاج المهم ? و ذلك بالإمتناع عن أخذ كل ما يجدونه من عسل في البيوت الطبيعية للنحل ، و الإكتفاء بأخذ قسط من ما يجدونه من مخزون العسل خلال زياراتهم المنتظمة . و منذ أن سلكوا هذه الطريقة ، تقدم القدماء بخطوات سريعة نحو النحالة ، و خاصة بعد أن أسكنوا النحل في بيوت خاصة به .
إن أنواع الخلايا التي صنعها الإنسان في هذا الميدان جد متنوعة :
فضلت مصر الجرة و أنابيب من الطين . و وقع الإختيار في غير هذا البلد على مواد عازلة مثل لحاء أشجار { البلوط } أو { الفلين } في أشكال أسطوانية ، و أغصان { السوحرOsier } على شكل سلال مختلفة الحجم ، ثم الخشب الذي أعطى للخلايا مظهر بيوت النحل . أما فيما يخص معرفة النحل ذاته ، فقد بقي الطيران العرسي vol nuptial ، و خصوصيات التكاثر لذى الملكات مجهولا من طرف الأقدمين . و ظهرت نظريات غريقة في الغرابة عن توالد النحل و تكاثره . و كيفما كان الحال فإن هذه الحشرات بقيت دائما رمزا للخلود .
إذا كان لزاما علينا تصديق الأسطورة ، فإن أصل النحل من جزيرة باليونان . كانت الأدوات المستعملة عند اليونانيين جد بدائية ، و هي عبارة عن إناء ذي قناتين ، يسمح بنفخ دخان كثيف داخل الخلايا . و يعصر الشهد في سلال مخروطة الشكل و مصنوعة من أغصان { السوحر = Osier } ، أو في أواني فخارية مثقوبة عثر علماء الحفريات على نمادج كثيرة منها . و كان العسل يخزن في جرار فخارية و يقفل عليه بالشمع . أما بالنسبة لتعمير الخلايا و إسكان النحل بها ، فإن النحال البدائي كان يعتمد أساسا على ما تجود به الطبيعة ، و إعانته لها بطرق اكتسبها تدريجيا نتيجة احتكاكه بالنحل . و تبعا لنصائح " فرجيل Virgile " [ 70 ـ 19 ق.م. ] ، يجب أن تكون خلايا النحل مغطاة من الخارج لحمايتها ضد أعدائها و من تقلبات الجو ، مع تزويدها بأغطية منفصلة عنها حتى يمكن الزيادة في حجم بيوت النحل حسب توافر كميات مخزونها . و من أنفذ التوصيات و أحذقها عند " فرجيل " توجيه أبواب الخلايا نحو الجنوب midi ، و وضعها في أماكن دافئة لوقايتها من الرياح . كما أوصى بإعطاء الخلايا ميِلاً أماميا عند وضعها على الأرض ، حتى يتسرب منها ماء المطر إلى الخارج . و تكلم عن قص أجنحة الملكة [ كان فرجيل يقول الملك ] لمنع التطريد essaimage أو خروج الطرود [ التفريخ ] ، و ذكر أيضا استعمال الأصوات المزعجة و إرسال الرمل في الهواء لإرغام طوائف النحل الطائر [ الطرود = essaims ] على النزول لإصطيادها . [ يتبع ]