البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ثائر صالح

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
قصة مجرية - تتمة    كن أول من يقيّم

- أصح يا ولد ... – هزّ خلّه-، ولك...
لم يتمكن من بث الروح فيه.
- جئت إليك بالأكل!
غرز يوشكا شامو نظرات عينيه الناعستين في الجراب المنتفخ المليء بالخبز.
نظر إلى صاحبه، وهز رأسه. فهم كل شيء.
لكن الجراب احتوى كذلك شيئاً أخر، شيئاً غريباً فغرا له فاهيهما.
مشغولة غريبة: مهد صغير.
أمسكه يوشكا شامو بيده. وضعه في راحته، وأخذ يقلبه. مهد كامل وجميل. حُفر الخشب بسكين الجيب، وصُنع منه مهدٌ هزازٌ صغير.
صمت الإثنان، ونظرا.
صبّت الشمس أشعتها الساخنة من العلى، وقد تخدرا جراء انعدام الظل، وتكورت قطرات العرق على جبهتيهما وسقطت عندما وصلت حاجبيهما...
سقطت قطرة من دمع يوشكا شامو في وسط المهد.
- من أين جلبت هذا يا أخي?
- كان ينام هناك وحيداً يتيماً – قال شامو كش.
هز يوشكا شامو رأسه.
صمتا. أراد أن يقول: سآخذه لبنتي!.. لكنه لم يتفوه بشيء. بل صمت. وأراد الثاني أن يقول: خذه إلى ابنتك... ولم يتفوه بذلك هو الآخر.
قطعا من الخبز، وأكلا ببطء. لاكا الخبز الذي منّ به الله عليهما لقمة لقمة...
فجأة قال يوشكا شامو:
- يا أخي.
- ما الأمر، أخي?
- أين ينام هذا اليتيم?
- هناك، تحت.
وعاودا المضغ فوراً. قال يوشكا شامو بغتة:
- يا عيب الشوم، لو كنت قد عرفت...
وتابعا المضغ مجدداً.
قال يوشكا شامو من جديد:
- بوسعي أنا أيضاً أن أصنع شيئاً مثل هذا لبنيتي.
تفحصه بعين الخبير في الأعمال الفنية، وتمعن في شكل المهد الصغير.
ثم قال شامو كش:
- جميل، لكنه ليس بأمر متعذر.
فأجابه يوشكا شامو:
- لا.
واصل شامو كش:
- أعطني إياه، يا صديقي...
- أنا?.. لا أبداً...
- لكني لا أبتغي أكله يا رجل.
- لا أدري ما تبتغيه، لكني أريد أن أرجعه لصاخبه.
- كيف ترجعه وقد جلبته أنا?
- لكني أنا كنت من وجد... أن لي طفلة، أنا أعرف لماذا!..
لم يكمل كلامه، بل انطلق عائداً في الطريق الذي دعسه صاحبه على الفور. خاف أن تخونه حنجرته وتخنقه العبرة فلا يقوى على الكلام.
- ضع فيه شيئاً على الأقل، كيف ترجع المهد فارغاً? - قال له شامو كش بخشونة، وقطع قطعة من الخبز.. – من يدري، متى يحصل هذا المسكوفي على الخبز مرة ثانية.
كان المسكوفي قد أفاق، جلس على العشب هنا، طأطأ راسه، لا يعرف ما حل به.
لم يفزع إلا عندما ظهر وجه انسان أمامه بغتة.
يوشكا شامر أشار إليه، ثم مد له راحته وفيها المهد.
نظر الروسي بعينيه المحمرة العروق، ساهياً بجبن.
- هيا، خذه – قال له يوشكا شامو بلطف -، ليس فيه ديناميت، فأنت تعرف ما هذا!
أخذ الروسي المهد. نظر الأبوان في عيني بعضهما البعض، ثم استدارا على عجل. كلاهما خجل من الدموع في أعين الرجال عند ساحة القتال...
 
1918

6 - يوليو - 2007
القصة القصيرة
الأستاذة ضياء    كن أول من يقيّم

سيدتي المحترمة ضياء، سررت كثيراً لأن القصة أعجبتك كما أعجبتني أنا لما فيها من معاني انسانية نبيلة تصلح لكل زمان ومكان فأخترتها للترجمة، وأشاطرك أسفك لأن البشرية لا تنصت لصوت موريتس وأمثاله، فيتحول الإنسان إلى وحش ليقتل أخيه دون أن يعرفه، وهو يدوس على كل الشرائع السماوية التي نهت الإنسان عن القتل، ويخترع الإيدولوجيات التي تبرر وتحلل له ذلك بدلاً من حل الخلافات بطرق حضارية لا عنفية.
وجيغموند موريتس (1879-1942) هو أهم كاتب مجري في القرن العشرين، برع في القصة والرواية. اهتم بجمع التراث الأدبي الشعبي، واستفاد منه في أعماله. صدرت أول مجموعة قصصية له سنة 1909 بعنوان "الكرايتسارات السبعة"، وهو عنوان واحدة من أجمل القصص في هذه المجموعة، وقد ترجمتها ضمن أنطولوجيا "لمحات من الأدب المجري" الصادرة عن دار المدى في 2002، وقد نشرتها في هذا المجلس، مجلس القصة والرواية.

8 - يوليو - 2007
القصة القصيرة
نعت مولانا    كن أول من يقيّم

هذه قطعة (نعت مولانا) الرائعة من شعر الرومي ولحن مصطفى عطري (1640-1712) من مقام الرست (وينتقل فيها المؤلف إلى مقام الصبا بشكل جميل). ونعت مولانا اشتهرت كثيراً، وهي من صنف المدائح النبوية وتؤدى ضمن السماع المولوي.
 
 
القطعة من أداء عزيز بهريلي وجدتها في موقع الموسيقى التركية، وهو موقع رائع فيه نفائس الموسيقى التركية.
للمزيد من الموسيقى المولوية: http://www.turkishmusic.org/index7.html

11 - أكتوبر - 2007
مولانا جلال الدين الرومى ..شاعر الصوفية الأكبر.
رابط    كن أول من يقيّم

أعتذر لأن الرابط أعلاه لا يعمل، سأحاول إصلاح الخلل:
 
 
 

11 - أكتوبر - 2007
مولانا جلال الدين الرومى ..شاعر الصوفية الأكبر.
حول كلمة النصرانية     كن أول من يقيّم

أود أن أشكر الباحث د. أحمد ايبش على اختياره هذا الموضوع الشائك، لما فيه من تشعب وتنوع وامتدادات لغوية وفقهية (ثيولوجية) وتاريخية وحتى أثرية، وكلها تستحق التوقف والنقاش. وفي الجهد الكبير الذي بذله الباحث الكريم فائدة عظمى وسوف نتعلم من هذا المجلس الشيء الكثير بدون شك.
اهتممت خلال السنوات الماضية بموضوعة القمرانيين ومخطوطات البحر الميت والطوائف المعمدانية في شرقي الأردن، بهدف إيجاد التشابه والتنافر مع الصابئة المندائيين الذين يقطنون جنوب العراق والأهواز، وهم كما نعرف أصحاب ديانة توحيدية ومن أهل الكتاب. واستوقفني وقتها مصطلح ناصورايا وناصيروثا عندهم، لعلاقته بالنصرانية وغيرها من المصطلحات المميزة للدين المسيحي باللغة العربية (وصفة يسوع الناصري في كل اللغات).
في هذا الصدد أود أن أقتبس مقطعاً من كتابة لي نشرتها على موقعي على الإنترنت بصدد أصل الصابئة المندائيين، تتعلق بهذا الجانب (ويمكن الإطلاع على كامل الكتابة على http://thaier.jeern.com)
أقول:
 "ما يهمنا هو العناصر الغربية في الدين المندائي. أحد أهم العناصر هو تعبير ناصورايي، فمن أين أتت هذه الكلمة وما معناها؟
أصل الكلمة الفعل نصر هو صيغة قديمة للفعل نطر، ومنها ينطر، ناطور أي يحرس، يحمي. وهي كلمة معروفة في العديد من اللغات السامية، مثل العبرية والآراميات وحتى العربية. لكن المهم هو استعمالها الديني. فهي لا ترتبط ترتبط بالمندائية فحسب، بل بالقمرانيين وباقي طوائف البحر الميت وبالمسيحية كذلك.
نجد في نصوص قمران مصطلح نوصري ها-بريت، وهو يعني حرفياً حماة العهد، في إشارة الى عهد يهوه مع ابراهيم في التوراة، وهي تسمية أطلقها مؤلفوا النصوص القمرانية على أنفسهم، وتختصر بالعبرية الى نوصريم. ويمكن اعتبارها الاسم الذي عرّف به القمرانيون (أو غيرهم) أنفسهم. ومن المؤكد أن التسمية العربية للمسيحيين، النصارى، هي على نفس النحو وليس من النسبة المفترضة للمسيح الى مدينة الناصرة التي لم تكن قد وجدت في عصر المسيح، وإنما ظهرت في فترات لاحقة بعد تدوين الأناجيل (القرون الثاني-الثالث الميلادي). فيسوع نفسه، كان يلقب بالناصورايي، أو النازاري (تحولت الى الناصري بالعربية). وهناك اشارات في كتب الآباء المسيحيين الأوائل وكتب المؤرخين القدماء الى طوائف في شرقي الاردن تتشابه في أسمائها مع ما نعرفه من الأدب المندائي: فيذكر هيغيسبوس (من القرن الثاني الميلادي، حسب كتاب تاريخ الكنيسة ليوزيبيوس الذي توفي في 339م) الطوائف اليهودية السبع وهي: الأسينيون، الهيميروبابتست (المتعمدون في النهار) الجليليون، المصبوثيون (المعمدانيون) والسامريون، والصدوقيون والفريزيون. فالمتعمدون في النهار، والمصبوثيون هي أسماء قد تكون لطائفة معمدانية واحدة، الاولى عرفت بالاسم اليوناني، والثانية بالاسم الآرامي. ويتحدث أبيفانيس أسقف سلامينا (أواخر القرن الرابع) عن الناصورائيين والنازاريين والاوسيين في حوض نهر الاردن، وقتها كان المندائيون يعيشون في ميسان. ونجد في مخطوطات قمران تسمية ثانية للجماعة القمرانية، وهي "عوسي ها-توراه" أي مطبقي أو محققي التوراة، وتختصر الى عوسيم، وهي نفس الأوسيين التي تحدث عنها أبيفانيس. وكما مر، فإن ناصوري ونازاري تعودان الى جذر نصر، أو نطر بمعنى ناصورايي، وتغير اللفظ حسب تأثير اللغة اليونانية أو اللاتينية، لغة المصادر التي نقلت الينا الأخبار الشحيحة عن هذه الطوائف!. المصطلح إذن شائع في تلك الفترة، حماة العهد، حماة الدين الخ، ولا يرتبط بدين معين كما رأينا."
فما هو رأي باحثنا الدكتور ايبش؟
 

12 - نوفمبر - 2007
إنجيل بارنبا: أهو حقاً الإنجيل الصحيح؟
العاميات والفصحى    كن أول من يقيّم

هذا من المواضيع المحببة إلى نفسي، وهو بحر لا ينضب من المتعة اللغوية. وحاولت الإبحار في هذا البحر - ولست متخصصاً فيه - بدافع من المتعة في استنباط معاني الكثير من الكلمات المستعملة في اللغات العامية. وقد كتبت منذ فترة كلمة مختصرة عن بعض الظواهر اللغوية في العامية العراقية الجنوبية، اسمحوا لي إدراجها هنا. وأطلب من الأساتذة المتخصصين في هذا الشأن العذر، وليتهم يصححون لي ما قد يجدون من ابتعاد عن الصواب.
 
مرة اخرى عن اللهجة العراقية الدارجة
 
اللهجات المحلية هي نتاج تفاعل اللغات التي تحدثت بها الجماعات التي سكنت منطقة ما، وتحمل أصداء لغات الأقوام المتعاقبة. ويمكن القول بأن مختلف اللهجات المحلية العراقية (في الجنوب على الأخص)، هي عربية عامية بجذور آرامية وبابلية (أكدية)، مطعمة بتعابير وكلمات أصلها من اللغات السومرية والايرانية واللهجات الكردية والتركية والهندية وحتى الصينية. لكن اللغات ذات التأثير الرئيسي والمباشر هي الآرامية والأكدية، إذ نلمس حتى بقايا قواعد اللغة الآرامية في الكثير من الاستعمالات العامية.
حتى نقبل بما سبق، يتعين التأكيد على ما يلي:
أولاً، ، اللغة الأساسية لغالبية سكان بلاد ما بين النهرين (وشرق حوض المتوسط ومساحات من شمال الجزيرة العربية كذلك) عشية دخول الاسلام هي الآرامية، وهي لغة التفاهم بين مختلف الأعراق. ويمكن القول أن السريانية والمندائية وآرامية اليهود البابليم (التي تسمى التلمودية نسبة إلى التلمود البابلي، وهي من نفس جذر المندائية: آرامية جنوب العراق)، بالاضافة الى البابلية الحديثة هي فروع الآرامية التي غطت كامل بلاد الرافدين. ولوعدنا الى فترة الحكم الفارسي الأخميني، لرأينا أن الحكام الجدد، بعد قضائهم على الامبراطورية الكلدانية، استعانوا باللغة الآرامية فأصبحت لغة التفاهم في الامبراطورية المترامية الأطراف، ولغة الدبلوماسية مع الدول المجاورة. عندها تطورت اللغة الآرامية تلك وأصبحت تعرف بالآرامية الامبراطورية. كذلك تعقدت الخارطة الدينية، وكانت المسيحية واليهودية والمندائية والمانوية والمجوسية الزرادشتية هي الأديان السائدة في وسط وجنوب العراق الى جانب أديان اخرى أقل تأثيراً. فعلى سبيل المثال انتشر سكن الصابئة المندائيون في مناطق وسط وجنوب العراق، وحتى إلى الشمال من بغداد، حيث عثر على آثار ونصوص مندائية في مناطق تكريت وديالى، الى جانب مدن نفّر وبابل وميسان وغيرها من مدن الجنوب. ولا يمكن تناسي الكثير من القبائل العربية التي سكنت جنوب ووسط العراق، وتحدث قسم منها اللهجات العربية، واستعمل آخر الآرامية (مثل المناذرة وسكان الحضر والأنباط وجميعهم عرب).
ثانياً، لم تكن لغة القبائل العربية غريبة على سكان وادي الرافدين، فهي قريبة الى الآراميات ولذلك يعتقد الكثيرون أن سكان العراق لم يلقوا صعوبة في "اعتناق" العربية بعد اعتناق الاسلام. ومع ذلك نجد اشارات وفيرة الى أن الكثير من سكان الأرياف في العراق لم يتحدثوا العربية حتى بعد قرون من الحكم الاسلامي (الجاحظ في البيان والتبيين).
 

1 - مارس - 2008
العربية القديمة
العاميات والفصحى 2    كن أول من يقيّم

تتمة:
دخلت العامية العراقية (ولنركز على عامية الجنوب)، كلمات سومرية كثيرة، مثل الزنبيل، الكلمة التي وصلت بعيداً، حتى الى أثيوبيا. وجاءت كلمة عربية فصيحة هي "كرسي" من السومرية أيضاً. ودخلت كلمات مثل حانوت وملاّح (ملاح السفينة) وسكّان (مقود)، ونفط وكبريت، ونعناع وكراث وعنب، وغيرها الكثير من الأكدية الى اللغات الاخرى.
ومع ذلك فالثقل الأساسي في اللهجة العراقية الدارجة هو للغات الآرامية. يستعمل العراقيون كلمة زغيرون، فما هي قصتها؟ كلمة صغير العربية صارت زِغِير، وللتحبب صغّرت أكثر الى زغيّر (إزغَيّر، على عادة العراقيين في استخراج حروف علة ثانوية، وهي عادة آرامية أيضاً). لكن ذلك لا يكفي، بل استعملوا التصريف الآرامي للتصغير الواو والنون لتصبح الكلمة: إزغيرون، إيغالاً وإمعاناً في التصغير، كعادة العراقيين في المبالغة. وكل الأسماء المنتهية بالواو والنون (سعدون، حمدون، والاسم المندائي زهرون) هي على هذه الشاكلة، تصغير. ومقابل كلمة صغير نجد في اللغة الآرامية زعورا (في بلاد الشام على الخصوص). ولثمر الزعرور صلة بهذه الكلمة لصغره، وعند قلب الراء نوناً، وهو أمر يحدث كثيراً في الآراميات، نحصل على كلمة زعنون التي يستعملها البعض للدلالة على الشيء الصغير. وكلمة زعطوط المعروفة حتى في لغة مخطوطات البحر الميت (قمران) والتي تعني طفل أو صبي، يافع، هي من زعطا، زوطا وغيرها من أشكال كلمة صغير في الآراميات المختلفة، ومنها اشتقت كذلك كلمات مثل زيطا (الطائر المعروف في العراق) لصغر حجمه.
ودخلت كلمة رب، ربّا اللغة العربية من الأكدية عبر الآراميات، وهي تعني هناك كبير وسامي، جبار، مرتفع. وفي العامية العراقية نسمع كلمة مربرب أي سمين، وأصلها أرامي كذلك (وقد خُففت في المندائية الى مرورب، أي مُعظّم ومبجل، مثلاً في الكلام عند وصف الخالق)، وهناك الرابية والربية، لأنها بنيت على قمة مرتفعة. ويستعمل اليهود (وكذلك المندائيون) كلمة ربّي التي تقوم مقام الاستاذ أو الكاهن الأعلى مرتبة، أي الأكبر، والشيء ذاته يقال عن كلمة مُربّي العربية، فهي مشتقة من نفس الكلمة.
ونذكر أن السِيان، وهو بركة الماء الراكد الوسخ، هو كلمة آرامية تعني: الطين، ويقولون في المندائية لِبنا دِ سيانا، أي لِبنة من الطين، وهي إلى جانب القصب، مادة البناء الرئيسية في جنوب العراق لآلاف السنين.
والبعض من الأسماء المتصلة بالألوان آرامية الأصل، فالسمّاق ثمر النبات الذي يؤكل مع الكباب، جاء من سماقا-سموقا الآرامية، وتعني اللون الأحمر. والورقة تعود الى يوراقا، اللون الأخضر لون الأشجار، ومرض اليرقان مرتبط بهذا اللون أو قريبه الأصفر (يرقانا، ويسمى بالعامية كذلك أبو صفار). وتجيئ هنا كلمة هور وجمعها الأهوار، فهي من هوارا الآرامية-المندائية، وتعني اللون الأبيض. ويمكن فهم ذلك، عند تصور القصب والبردي وهو يزهر في الربيع، وعندما تنعكس أشعة الشمس على المساحات الشاسعة من الماء. والتعبير الثاني عن اللون الأبيض، لبن، هو الصيغة المشتركة في اللغات التي تسمى عنوة لغات سامية (والعلم الحديث يتحدث عن عائلة اللغات الأفروآسيوية).

1 - مارس - 2008
العربية القديمة
العاميات والفصحى 3    كن أول من يقيّم

تتمة:
وبمناسبة الحديث عن الأهوار وأهل الأهوار، فأن لهجتهم هي أقرب الى اللغة المندائية وآرامية جنوب العراق، وهم يستعملون تعابير مندائية كثيرة. وقد ذكر لي أحد سكان مدينة العمارة، أنه سمع "العُربيات" وهن يأخذن منتجات الألبان من لبن رائب (روبا) وقشطة (قيمر) الى السوق في العمارة، وقد استعملن تعبير "فرواه ماري"، وهو تعبير مندائي صرف يقابل الحمد لله (وماري تعني سيدي). وينبهنا بعض الكتاب الباحثين إلى الاهزوجة الجنوبية الشعبية "هاي وهوي وهيّه" التي هي في الأصل اهزوجة دينية توحيدية موغلة في القدم تعود إلى الفترة البابلية. ونقع على أثرها في الآراميات (ومنها المندائية) وهو: "هيا-هيو-يهيا" وتعني [الخالق] حيا يحيا سيحيا، أو كان ويكون وسيكون.
أخيراً نأتي على كلمة شروﮒ، شرﮔـاوي، فقد تشير إلى الشرق، (ومن الصعب نسبتها الى شروﭙـّاك، المدينة السومرية حسبما قرأت في مكان ما، فتشابه كلمتين في الصوت لا يعني شيئاً، مثل شكسبير والشيخ زبير). من جانب آخر، فإن تسمية المعدان (مفردها معيدي) قد يكون لها علاقة بكلمة الشرق فعلاً: فالكلمة الدالة على الشرق في المندائية مادنا (ونعرف أن حرف العين مفقود في اللغة المندائية، اسوة باللغة الأكدية الأم)، فهل جاءت كلمة معدان من هذه الكلمة؟
ختاماً لا يمكن نسيان تأثير اللغات الايرانية على لغات بلاد الرافدين في العصرين القديم والحديث، مع أن الكثير من المفردات اقتبستها اللغات الايرانية من الأكدية، وعادت بعد قرون ودهور لتدخل الى العربية ككلمات إيرانية، مثل كلمة فردوس (وقد استعملت في الآﭭستا الفارسية، وأصلها بابلي، كما دخلت لغات أوربية مثل اللاتينية واليونانية بعد أن اقتبسها اليهود فالمسيحيون).

1 - مارس - 2008
العربية القديمة
الخسارة    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

الدكتور أحمد ايبش المحترم،
حزنت لهذا الخبر المفجع، وأعرف جيداً وقع خسارة مكتبة عامرة تضم نفائس الكتب ونوادرها، فقد خسر الكثير من الأدباء والمثقفين العراقيين مكتباتهم أيام الحصار، عندما باعوها وفي عيونهم الدمع ليطعموا أطفالهم. وأعلم أن كلمات المواساة والتشجيع لا تعوضك هذه الخسارة، إنما اعبر لك عن حزني وتأثري وأملي في تعويض ما فقدت.
أعتذر للأخوات الفاضلات والأخوة الأفاضل سراة الوراق وزوار المجالس لإنقطاعي كل هذه الفترة بسبب ابتعادي عن العاصمة بودابست من أجل لقمة العيش وانشغالي بالعمل، وعدم توفر إمكانية التواصل والكتابة بالحرف العربي.
 

7 - سبتمبر - 2008
مكتبة د. أحمد إيبش
 1  2  3