التبول اللاإرادي عند الأطفال كن أول من يقيّم
التبول اللاإرادي عند الأطفال من المعروف أن معظم الأطفال يتدربون على استعمال الحمام بين عمر 2-4 سنوات، لكن نسبة 20% منهم يعاني من مشكلة التبول اللاإرادي حتى سن 5 سنوات. الأسباب لا احد يعلم على وجه التأكيد سـبب هذه المشـكلة، إلا أن عدة عوامل تلعب دوراً هاماً منهـا: 1- المثانة الصغيرة، فقد تكون مثانة الطفل لم تتطور بشـكل كاف للاحتفاظ بكمية البول الناتج أثناء الليل. 2- عدم القدرة على تمييز امتلاء المثانة، ويحدث هذا نتيجة لبطيء في نمو العصب الذي يتحكم بالمثانة، لذلك فان امتلاء المثانة لا يدفع الطفل إلى الاستيقاظ من نومه، خاصة إذا كان نومه عميقاً. 3- عدم اتزان الهرمونات، فأجسام بعض الأطفال لا تنتج كمية كافية من الهرمون المضاد للتبول، والذي يبطئ إنتاج البول أثناء الليل. 4- الضغط النفسي، فإذا تعرض الطفل لضغط نفسي نتيجة لقدوم مولود جديد في العائلة، او انتقاله من مدرسته او بيته، فيمكن أن يتسبب هذا في مشكلة التبول اللاإرادي. 5- قد يتسبب التهاب المسالك البولية في عدم القدرة على ضبط عملية التبول، ويشعر الطفل بالإضافة إلى ذلك بالآم او حرقة عند التبول، او تقطع البول. 6- انقطاع التنفس، وهي حالة ينقطع فيها التنفس أثناء النوم عادة بسبب التهاب او تضخم اللوزتين او اللحميات، ويصاحب هذه الحالة الشخير ، والتهاب الأذن والجيوب الأنفية المتكرر، وتقرح الحلق، والخمول أثناء النهار. 7- السكري، فإذا كان الطفل قد اعتاد استعمال الحمام ، وفجأة بدأ يتبول ليلاً، فيمكن أن يكون مؤشراً على إصابته بالسكري من النوع الأول (نقص مطلق في الأنسولين) ، ويلاحظ على الطفل المصاب عطش غير طبيعي، تعب، فقدان وزن رغم الشهية الجيدة، وإخراج كمية كبيرة من البول في المرة الواحدة. 8- الإمساك المزمن، وعدم انتظام حركة الأمعاء والإخراج. 9- عيب خلقي في الجهاز البولي، وهذا نادر الحدوث. فإذا لاحظ الأهل أي من هذه الأعراض على طفلهم فيجب اسـتشارة الطبيب، ويقوم الطبيب بتوجيه بعض الأسـئلة، وإجراء فحص سـريري للطفل، وبنـاء عليه، يجري بعض التحاليـل المخبرية للكشف عن حالات الالتهاب او السـكري، او قـد يتطلب الأمر عمل صور شـعاعيه لدراسـة الكليتين والمثانة، ومن ثم يصف العلاج المناسـب للطفل. والتبول اللاإرادي وراثي، ولكن يمكن أن يصيب أي طفل، ونسبة الإصابة به عند الذكور ضعف نسبته عند الإناث، وعادة يستطيع الأطفال تجاوز هذه المشكلة بأنفسهم، وبعض الحالات لا تحتاج سوى مساعدة بسيطة من الأهل. ويعاني الطفل الذي يواجه هذه المشكلة من الشعور بالذنب، والإحراج، وقد يقوده ذلك إلى ضعف في تقدير الذات، وبالتالي عدم الثقة بالنفس. وقد يعاني الطفل من طفح جلدي في المنطقة التناسلية نتيجة نومه بملابس رطبة، ولمنع هذا الطفح يجب مساعدته على غسل المنطقة كل صباح، ومن المفيد تغطية المنطقة بالفازلين قبل النوم. نصائح للتأقلم مع المشكلة ومواجهتها لا يتبول الطفل لاستفزاز والديه، لذلك يجب أن يتحلى الأهل بالصبر والتعاون لحل المشكلة، وذلك بعمل الآتي: * تحديد كمية السوائل قبل النوم، واصطحاب الطفل إلى الحمام قبل النوم لمرة او أكثر، وحتى إيقاظه أثناء الليل. كما يمكن تشجيع الطفل على تأخير التبول أثناء النهار، فإذا لم تكن المثانة ممتلئة تماماً فان الحاجة للتبول تتلاشى بسرعة، وهذا تمرين مفيد يسـاعد على تمدد المثانة. *إذا كان الطفل يعاني من التوتر، فيجب تشجيعه على التعبير عن مشاعره، فشعوره بالهدوء والأمان وتفهم الأهل يسـاعده على تجاوز مشكلته. *من المدهش أن ذهاب الطفل مبكراً نصف سـاعة إلى فراشه يسـاعد في بعض الحالات على إنهاء المشكلة *تجهيز سـرير الطفل بغطاء بلاسـتيكي، واستعمال ملابس سـميكة عالية الامتصاص أثناء الليل، وتوفير أغطية وملابس احتياطية بمتناول اليد. *إعطاء الطفل فرصة للمسـاعدة بغسل ملابسه، او وضع أغطية سريره في وعاء خاص للغسـيل، فتحمل المسـؤولية يساعد الطفل على الشعور بأنه بصدد التغلب على مشكلته. *يجب عدم معاقبة الطفل او إغاظته لتبوله في الفراش، وبدلا من ذلك يمتدح الطفل لإتباعه التعليمات، ومشاركته في التنظيف في الصباح. فلكل عائلة تعاني وطفلها من هذه المشكلة، مزيدا من التفهم، والتشجيع، والصبر، والدعم، وسوف يتغلب الطفل على مشكلته. العلاج يمكن اللجوء إلى إحدى الطرق التالية في العلاج بناء على استشارة الطبيب: 1- منبه الرطوبة: أداة تعمل بالبطارية، توصل بضمادة حساسة للرطوبة توصل بملابس الطفل، وعندما تستشعر الضمادة الرطوبة، ينطلق صوت المنبه مما يساعد الطفل على الاستيقاظ ووقف تدفق البول، أما إذا كان الطفل عميق النوم، فذلك يستدعي مراقبة من شخص آخر، ويحتاج الطفل حوالي 12 أسبوع للتخلص من المشكلة باستخدام هذه الأداة. 2- الأدوية: يمكن أن يصف الطبيب دواء أو أكثر من الأدوية التالية: * دواء لزيادة مستوى الهرمون الذي يجبر الجسم على إنتاج كمية أقل من البول ليلاً، وهذا متوفر على شكل حبوب او بخاخ للأنف * دواء يزيد المدة التي يستطيع الطفل الاحتفاظ بالبول ويقلل كمية البول المنتج. * دواء يقلل من تقلصات المثانة، ويزيد من سعتها. يستطيع العلاج أن يسـاعد في 70% من الحالات، وقد يعود الطفل إلى التبول بمجرد وقف العلاج. |