البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات خالد ابــو روان

 1  2  3  4  5 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مقدمة البحث..    كن أول من يقيّم

الحمد لله ، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
لقد استعنت بالله, على بحثي الذي هوا بعنوان (شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم),واخترته من بين البحوث التي خُيّرنا إياها,وكان من أهم الدوافع التي بسببها اخترت هذا البحث كان هوا دافع الولآ والمحبة لمن كان اسمه في عنوان البحث افديه بابي وأمي هوا نبي الله محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الكرام وسلم, فمن باب المشاركة في الذب والمنافحة عن النبي صلى الله عليه وسلم,أحببت أن استشعر مدى حب الشعراء لنبي صلى الله عليه وسلم,ومدي قوة التأثر والتأثير في شعر المنافحة.وانه وافق الحملة الشرسة التي تعرض لها نبينا صلى الله عليه وسلم,من قبل الغرب ورسوماتهم المسيئة لنبينا صلى الله عليه وسلم؛ والموضوع بشكل عام اقرب إلى النفس من جميع نواحيه .
 
وهذا البحث كغيره من البحوث لابد وان يكون هناك صعوبات يتعقبها الباحث مهما كانت تلك الصعوبات,فبنهاية المطاف تتحول إلى نقاط ذكرى ومتعة يستذكرها الباحث بعد النهاية من بحثه؛ وشعر المنافحة من الشعر الذي لم يُستقل في كتاب مخصص ولكنه منثور بين طيات الكتب الكثيرة,والسير؛ والتي يحتاج الباحث إلى المكافحة والصبر في نسلها من بين الأسطر وتمييزها في طيات البحث الخاص بها.
 
 
ومع الاستعانة بالله ثم بخطة البحث التي وضعها لي الدكتور خالد الدنياوي استطعت أن أتجاوز كل العقبات لحيث إني أسير على خطا مدروسة,وكانت الخطة كما يأتي:ـ
تقسيم البحث إلى فصولاً ثلاثة؛
 وبينت بالفصل الأول
ــ تعريف المنافحة في اللغة ولحيث إن كلمة (نفح) اُستخدمت كثيراً في اللغة ولعدة معاني تطورت إليها واكتفيت بذكر القليل منها ولعله المفيد إلى المعنى الذي يخص البحث...
ــ وأما في الاصطلاح:ـ فإنها لم تستخدم,كمصطلح مستقل ولكن مصطلحها هنا يعني الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم,ودفع الأذاء عنه بالشعر ...
ــ مفهوم المنافحة:ـ ومفاهيم المنافحة متعددة ويكون مفهومها على حسب ما وضعت له كي تفهم بحسب السياق الذي وضعت له...
وفي الفصل الثاني:ـ(شعر المنافحة عن النبي صلى الله عليه وسلم).
فقسمته إلى عنصرين.
ــ المنافحة في حيات النبي صلى الله عليه وسلم.
وذالك ابتداءً من جده عبد المطلب..وورقة ابن نوفل..وعمه أبو طالب..والصحابة رضوان الله عليهم جميعاً.وذكرت بعض القصائد التي قيلت في المنافحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ والقصائد في ذالك كثيرة إلا أني اخترت منها ما أراه أفضلها ...
ــ المنافحة بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم.
في الآونة الأخيرة تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهجمة شرسة من الاستهزاء والسخرية به ورسمه رسومات كاريكاتورية تسيء للإسلام والمسلمين من قبل أعداء الملة والدين ، فالواجب منا نحوه صلى الله عليه وسلم أن نفديه بأولادنا ووالدينا وأنفسنا وأموالنا وكل ما نملك ، فالكل يتحمل مسؤوليته ، كلٌ على قدر إمكانياته؛فكفانا الله بالشعراء الأباسل الذين دافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم,ولهم منا خالص الدعاء،و جزآهم الله عنا خيراً.
وقد عرضت بعض القصائد التي قيلت في المنافحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الفصل الثالث: بعنوان ( الخصائص الفنية لشعر المنافحة).
 
 
ذكرت فيه بعض الخصائص والمميزات لهذا الغرض من أغراض الشعر,ويعتبر هذا الغرض غرض إسلامي بحت مثله مثل الأغراض الإسلامية كالدعوة ،والفخر،والفتوح، وغيرها ...
وذكرت بعض الخصائص الفنية من ألفاظ ومعاني  وأساليب وتراكيب، وما تميز به من استر جالية...
 
الخاتمة :وبينت فيها أهم نتائج البحث،التى توصلت إليها...
 
ومن ثم أهم المصادر الذي اعتمدت عليها في إعداد هذا البحث
وأخيراً فهرس المواضيع.
والحمد لله رب العالمين والصلاة على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

22 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
الفصل الأول..    كن أول من يقيّم

عناصر الفصل:
ــ تعريف المنافحة..
ــ مفهوم المنافحة..
ــ المنافحة عند الرسول صلى الله عليه وسلم.. 
    تعريف المنافحة...
 في اللغة:ـ
 ( نَفَحَ ) نفح الطيب ينفح نفحا ونفوحاً أرج وفاح وقل النفحة دفعة الريح طيبة كانت أو خبيثة وله نفحة طيبة ونفحة خبيثة
 وفي الصحاح وله نفحة طيبة ونفحت الريح هبت..
وفيه [ المكثرون هم المقلون إلا من نفح فيه يمينه وشماله ] أي ضرب يديه فيه بالعطاء . النفح : الضرب والرمي.وفيه حديث أسماء رضي الله عنها [ قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنفقي أو أنضحي أو انفحي ولا تحصي فيحصي الله عليك]
ومنه الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم [ إن جبريل كان مع حسان ما نافح عني ] أي: دافع.
والمنافحة والمكافحة :المدافعة والمضاربة.ونفحت الرجل بالسيف:تناولته به, يريد بمنافحته هجاء المشركين ومجاوبتهم على أشعارهم
وفيه [ أول نفحة من دم الشهيد ] أي أول فورة تفور منه.لسان العرب                         
 
ويقال لا يزال لفلان من المعروف نفحات أي دفعات قال الشاعر:
 لما أتيتك أرجو فضل نائلكم     نفحتني نفحة طابت لها العرب
: أي طابت لها النفس.
وفي الاصطلاح:
المنافحة لم أجد  لها  أي معنى اصطلاحي,ولكن يمكن أن تُعرّف بحسب عنوانها في بحثنا هذا(المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)  فيكون معني المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم,أي :الدفاع عنه بالسيف أو ألسان وبكل مايستطيع إن يفعله المسلم,لذب أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم عنه,ولجمهم وإيقاف أذاهم عنه.وقد تكون النافحة بالشعر أو بغيره ... هذا والله اعلم وهوا اجتهاداً منى,فان أصبت فمن الله وان اخطاءت فمن الشيطان,ونفسي..
ومفهوم المنافحة:ـ
قد اعتنى الإسلام  بالشعر واهتم به ووظفه ووجه مضمونه إلى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والى الدعوة إلى الرسالة التي آتى بها, ومن هذا المنطلق يكون مفهوم شعر المنافحة هو:ـ
تلك الأشعار التي أُريد بها الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهجاء المشركين والكفرة الذين تعرضوا بأذاهم إلى مقام النبوة وأساءوا إليه صلى الله عليه وسلم..
ـ مفهوم المنافحة عند الرسول صلى الله عليه وسلم
واما مفهوم الشعر عند النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه ثبت عن الصحابة في مواطن مختلفة ، منها ما رواه الشيخان عن أنس بن مالكرضي الله عنه – في قصة حفر الخندق قال : فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :
(اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة  فاغفر للأنصا والمهاجرة) في صحيح مسلم 
فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمداً
                          على الجهاد ما بقينا أبداً
وهذا يدل على استحسان الشعر عند النبي صلى الله عليه وسلم وتوظيفه لتسليت الصحابة رضوان الله عليهم.(1)
وكذالك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:? ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم ?? فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:?كيف تهجوهم وأنا منهم ?? فقال حسان: يا رسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره؛وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالمنافحة عنه؛وقال صلى الله عليه وسلم جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم..وفي الحديث (أنَّ من أقسام الجهاد, الجهاد باللسان )؛ ولا يعني ذلك مجرد الكلام وعموم المنافحة فإنَّ هذا يُحسِنُهُ كلُّ أحد! ولهذا كان شعر حسان رضي الله عنه ليس كشعر غيره فقد كان يقع من
الكفار موقع النبل قالت عائشة رضي الله عنها إنَّ رسول الله صلى
 الله عليه وسلم قال: (اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل
 فأرسل إلى ابن رواحة فقال اهجهم فهجاهم فلم يُرضِ! فأرسلَ إلى
كعب بن مالك ثم أرسلَ إلى حسَّان بن ثابت فلما دخل عليه قال حسَّان قد آنَ لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلعَ لسانه فجعل يحركه فقال والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم )ثم قالت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هجاهم حسَّان فشفى واشتفى رواه مسلم
قال النووي رحمه الله - في شرح الحديث - ((وأما أمره صلى الله عليه وسلم بهجائهم وطلبه ذلك من أصحابه واحدا بعد واحد ولم يرض قول الأول والثاني حتى أمرَ حسَّان فالمقصود منه النكاية في الكفار)).وكما أن الجهاد باليد لا بد من إعداد العدة فيه وإلا كان ملوما على تفريطه فكذا الجهادُ في ميدان اللسان والكلمة بل أمرُهُ أخطر وأشدُّ من الجهاد باليد فإنَّ غاية المجاهد في سبيل الله بيده إذا خسر المعركة أنْ يُقتلَ في سبيل الله ولا يلام عند عامة المسلمين على تفريطه في اتخاذ العُدد كما يلام من يتخلف عن إعداد العدة لمواجهة الكفر في ميدان النظر والمجادلة وذلك أن الإسلام منصور دوما وأبدا في مقام الحجة والظهور بخلاف الظهور بالسيف فإنه يكون مرة له ومرة عليه

23 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
الفصل الثاني..    كن أول من يقيّم

(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
عناصر الفصل.
ــ المنافحة في حيات النبي صلى الله عليه وسلم
ــ المنافحة بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم
.....
تمهيد:ـ
عنيت كتب السيرة النبوية بالأشعار التي قيلت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم,ونصرته ، لما كان للشعر من أثر كبير في حياة العرب ، فقد كان وسيلتهم الإعلامية في الفخر بأنفسهم بإظهار فضائلهم، والحط من أعدائهم بذكر نقائصهم.
و روت السير مواقف ذات خصوصية بالرسول صلى الله عليه وسلم في تاريخ أحداث الدعوة منذ البدايات حتى انتقاله إلى ربه عز وجل. 
وكان للشعر دور كبير في معركة الإسلام مع الكفر ، فكما اتخذه المشركون وسيلة في هجاء الرسول ومن أسلم من أصحابه ، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ناصره من بني هاشم في العهد المكي اتخذوه وسيلة للذود عن الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته .
وقد اتخذت هذه النصرة أشكالاً متعددة ، منها :
- التصريح بالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالسلاح ، وبذل المال و النفس دونه.
- الرد على الاتهامات التي يروجها المشركون عن الرسول.
- الفخر على المشركين بمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في قومه.
- ذكر الشمائل الكريمة التي يتصف بها الرسول.
- الفخر بالإيمان ، وهجاء المشركين بالكفر ، وغير ذلك من الطرق والوسائل التي يتطلبها الموقف الذي يدعو إلى قول الشعر، لأن الدفاع المباشر والتصريح بالعداوة لا يلجأ إليه دائماً، وخصوصاً إذا كان الشخص المدافع على صلة حسنة بالمشركين فإنه يحاول أن يعالج الموضوع بصورة الناصح المشفق على الطرفين من مغبة النزاع الدائر ، حتى لا يفسر المشركون موقفه انحيازاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم  فيفقد وجاهته عندهم
 
وكان أول المنافحين عنه هوا جده عبد المطلب,وذالك حين كان  يتوقع أن يكون له شأن عظيم لما كان يرى فيه من علامات لم يرها في غيره من أولاده وأحفاده.ويقول فيه هذه الأبيات:
الحمد لله الذي أعطانــــي         قد ساد في المهد على الغلمان
حين يكون  بُلْغَة  الفتيـان ِ        أعيذه  من  كل  ذي  شنــــآن ِ
ذي همّة ليس له عينــــان ِ        أنت  الذي سمّيت في القرآن
هذا الغلام الطيّب الأردان ِ       أعيذه بالبيت  ذي  الأركـــان ِ
حتى أراه بــــــالغ  البنيان ِ       من حاسد  مضطّرب الـعِنان ِ
حتى أراه  رافـــع  الشـان ِ         في  كتب  ثابــتة الـــمثاني.
ـ ورقة بن نوفل من الذين نافحوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بشعره
حيث مهد له ولظهوره صلى الله عليه وسلم فورقة أول المناصرين للرسول والمدافعين عنه,لم يكتف ورقة باستشراف بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ولهفة الانتظار، بل كان يستعد لنصرته سلفاً، ويبشر أنصاره بالفوز،وأعداءه بالخسار، لما كان يتوقع ما ستؤول إليه الأمور من معرفته بأحوال الأنبياء قبله ، فيقول:
لَجِجْتُ وكنت في الذّكرى لَجُوجاً       ِلهمٍّ  طـالما  بـعث  النـشيجا
ووصف من خديجة َبعدَ وصفٍ        فقد طال انتظاري يا خـديجا
ببطن ِ المكّـــــــَتَيْن على رجائي       حديثك أن أرى منه خُروجاً
بما خَبَّرْتنا من قـــول قـــــــــَسّ        من الرهبان أكره أن يَعُوجا
بأنّ محمداً سيــــــسود فيــــــــنا        ويخْصِم من يكون له حَجِيجاً
ويظهر  في  البـلاد ضـياءُ  نور        يُقيم  به  البريّة َ  أنْ  تَموجا
وهذا الذي قاله ورقة شعراً أكده حين لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة بعد أن بدأ الوحي ينزل عليه،فورقة أول ناصر للرسول صلى الله عليه وسلم من الرجال شعراً ونثراً،وإن لكلماته وقع الصدق،ونفحة الإخلاص، ووهج الإيمان. ومما لا شك فيه أنها كانت تثبيتا وتقوية للرسول  صلى الله عليه وسلم وهو يبدأ خطواته الأولى في طريق الدعوة المليء بالصعوبات والمتاعب.

27 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
يتبع    كن أول من يقيّم

ابو طالب يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم
لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسلام لم يدخل أبو طالب معه ، ولكنه في الوقت نفسه لم يمنع أحداً من أبنائه أن يدخل في الإسلام ، بل شجع علياً رضي الله عنه أن يتبعه، واتبعه جعفر كذلك.وعندما نابذته قريش قال أبو طالب معلناً وقوفه إلى جانب محمد صلى الله عليه وسلم ومدافعاً عنه ما بقي حياً، وليس ذلك لأنه ابن أخيه فحسب ، بل لأن دعوته دعوة حق:
فو الله لا تنفكّ مـنــّا عــداوة ٌ
ولا منهمُ ما كان من نَسْلِنا شَــفْرُ
فقد سَفُهَتْ  أحلامُهــُم وعقـولُهم
وكانوا كجَفْر بئس ما صنعت جَفْـرُ
فلما اشتدت الخصومة ، وتباعد ما بين الطرفين انضم بنو هاشم إلى أبي طالب في دفاعه عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أبا لهب الذي جاهر رسول الله بالعداوة ، واشتد في الأذى ،وتوالت المحاولات من طرف قريش في صرف أبي طالب عن نصرة محمد صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه ، وأبو طالب لا يجيبهم إلى شيء حتى وصل الصراع إلى أوجه ، يقول أبو طالب في ذلك :
                 ولمّا رأيت القوم لا وُدّ فيهم
                وقد قطعوا كُلَّ العُرَى والوسائل ِ
                 وقد صارحونا بالعداوة والأذى
                  وقد طاوعوا أمر العدوّ المُزايل 
ثم يذكرُ محاولة قريش إخراج بني هاشم من مكة لإجبارهم على التخلي عن محمد صلى الله عليه وسلم ، وإصراره على الدفاع عنه بالسلاح فيقول.
كذبتم وبيتِ الله نترك مكّة ً
                   ونظعن إلاّ أمرُكم في بَلابِل
كذبتم وبيتِ الله نُبْزَى محمداً
                   ولما نُطاعن دونَه بالمناضل
وكان أبو طالب على رأس بني هاشم في موقفه في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتزحزح ، ولا يبدي ضعفاً، فقال في ذلك قصيدة يصرح فيها بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه مثل موسى عليه السلام:ألم تعلموا أنّا وَجَدْنا محمداً
                        نبياً كموسى خُطّ في أوّل الكُتْبِ
وأنّ عليه في العباد محبَّة ً 
                        ولا خيرَ ممّن خصَّه الله بالحبِّ
وهذا إشارة إلى ما عرف به الرسول صلى الله عليه وسلم من الصدق والأمانة ونيله محبة قريش كلها، ومعنى الشطر الثاني: ولا أحسن ممن خصه الله بالحب. فهو صيغة تفضيل. ويذكر كتاب المقاطعة وأنه سيكون وبالا عليهم فيقول:
                        وأنّ الذي ألصقتُم من كتابكم
                                  لكُم كائن نحساً كَرَاغية السَّقْبِ
ثم يشير إلى إصراره وبني هاشم على الدفاع عن الرسول ولو خاضوا في ذلك حرباً بالسيوف والرماح ، ودارت رحى الموت على الأبطال، فيقول:
                  فلسنا وربّ البيت نُسلمُ أحمداً
                              لعزاء من عض الزمان ولا كرب
                  ولمَّا تَبِنْ منّا ومنكم سَوالـف
                            وأيدٍ  أُتِرَّت  بالقُسَاسيَّة  الشَُّهْـبِ
                  بمعترك ضَيْق ترى كِسَرالقَنا
                            به والنسورَ الطُّخم يَعْكفن كالشَّربِ
وكان أبو طالب ما يزال يحاول اختراق الجبهة المعادية للرسول صلى الله عليه وسلم ، واجتذاب عناصر منها إلى صفه، وبخاصة أخوه أبو لهب، فقال يحرضه على نصرته ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك حين رجع بعض المهاجرين من الحبشة، ووجدوا أذى قريش أشد ما يكون:      وإنّ امْرءاً أبو عُتَيبة عمُّه
                        لفي رَوْضَة ما إنْ يُسامُ المظالما
                        أقول له، وأين منه نصيحتي
                        أبا مُعْتب ثبِّت سوادَك قائـــماً
                        ولا تَقبلنّ الدَّهرَ ما عشتَ خُطَّةً
                        تُسَبّ بها إمّا هبـطتَ المواسما
ـ ونصرة أخرى للرسول صلى الله عليه وسلم من خارج مكة، وذلك من حكيم بن أمية السلمي ، وكان حليف بني أمية ، وقد أسلم ، يثبط قومه عما أجمعوا عليه من عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان فيهم شريفاً مطاعاً ، فيقول :
                           هل قائل قولاً من الحقّ قاعد
                       عليه، وهل غضبان للرشد سامع
                           وهل سيّد ترجو العشيرة نفعه  
                       لأقصى الموالي والأقارب جامع
تبرّأت إلاّ وجه من يملك الصِّبا 
                       وأهـجركم ما دام مُدلٍ ونازع
                           وأسلم وجهي للإله ومنطقي 
                      ولو راعني من الصديق روائع
 
ونجد في قول حكيم هدوءاً في معالجة الموقف ، وتصريحاً بالإيمان وتوحيداً باستخدامه كلمة (تبرأت) (وأسلم وجهي للإله)
ولاشك أن مثل هذه المواقف لها تأثيرها لأنها تأتي من جهات محايدة خارج إطار الصراع المكي ، ومن أناس هم موضع ثقة القرشيين.
ـ باب جديد لنصرة رسول الله والدفاع عنه:
ولكن الله سبحانه فتح للرسول صلى الله عليه وسلم باباً لنصرته والدفاع عنه بلقائه جماعة من أهل يثرب (المدينة) في موسم الحج ، ثم التقى بهم في العقبة الأولى ، ثم في الثانية إذ تم الاتفاق على الهجرة ، وهي الفترة الانتقالية بين العهد المكي والعهد المدني ، والتي شهدت دخول الشعر المدني في المعركة مدافعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أشاد كعب ابن مالك ثاني ثلاثة من شعراء الرسول في المدينة ، وكان أحد النقباء ألاثني عشر في العقبة الثانية ، فقال يمدح الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم،واختارهم الرسول صلى الله عليه وسلم نقباء على قومهم ، ويخاطب أبا سفيان بأنهم رأوا في محمد نوراً ساطعاً من الله ، ويحذره مما قد يفكر فيه من جمع الجموع ، بل يتحداه ، ويعدد أسماء النقباء الذين يحافظون على عهودهم ، يقول كعب رضي الله عنه:
                                   وأبلغ أبا سُفيان أنْ قد بدا لنا    
                        بأحمد نورٌ من هُدَى الله ساطعُ
فلا ترغبنْ في حشْد أمر تُريده 
                        وألِّب وجَمِّع كلَّ ما أنت جامعُ
ودونك فاعلم أنّ نقضَ عهودنا   
                     أباه عليك الرَّهطُ حين تبايعوا
وبذلك يبزغ عهد جديد في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم يتميز بالندية ، والمواجهة، ومع احتدام كل معركة بالأسنة كانت تنشب معركة أخرى موازية لها بالألسنة يجول فيها الشعر جولته ، مؤيداً بروح القدس على لسان حسان وكعب بن مالك وعبد الله ابن رواحة وغيرهم من شعراء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.

27 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
يتبع..    كن أول من يقيّم

ـ وهذا حسان بن ثابت رضي الله عنه
وهو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، واللسان المبين للدعوة الإسلامية،وقد عرف حسان بن ثابت رضي الله عنه بمقدرته على مقارعة المشركين بسلاحهم الذي أشهروه في وجه المسلمين ,وهو سلاح الأيام والأنساب والمثالب، وأبلى بلاءً حميداً في المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجاء أعدائه، حتى كانوا يستجيرون بالرسول عليه الصلاة والسلام من وقع هجائه ومضاء لسانه،وقد انبرى حسان منذ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة للدفاع عن الإسلام وهجاء أعدائه، خاصة أولئك الشعراء من قريش الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1)
فلما اشتد هجاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:? ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ?? فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:?كيف تهجوهم وأنا منهم ?? فقال حسان: يا رسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره ..
فمن الأشعــار التي يهجو بها شعراء المشركين قوله من قصيدة ينافح بها عن النبي صــلى الله عليه وسلم ويهجو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم:
ألا أبلــغ أبا سفيان عــــني              فأنت مجوف نخب هواء
بأن سيـوفنا تركتك عبــــداً              وعبد الدار سادتها الإماء
هجوت محمداً فأجبت عنه              وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولستَ لـــه بكفءٍ              فشـــركما لخيركما الفداء
هجوت مباركاً برّاً حــنيفاً             أمين الله شـيمتـــــه الوفاء
فمن يهجو رسول الله منكم            ويمدحـه وينصُره ســــواء
فإن أبي ووالده وعرضي             لعرض محمد منكـــم وقاء
لساني صارم لا عيب فيه            وبحري لا تكـــــدره الدلاء
 
ويعد حسان رضي الله عنه رمزا من رموز المدافعين عن حياض الإسلام والمسلمين ، فلقد سخر هجاءه في ذم أعداء الإسلام الرسول صلى الله عليه وسلم,ومن قصائده التي هجاء بها المشركين
بقصائد منها هذه الأبيات:
                   تفاقد معشر نصروا قريشاً
                                وليس لهم ببلدتهم نصير
                   هم أوتوا الكتاب فضيعوه
                                وهم عمي عن التوراة بور
                   كفرتم بالقرآن وقد أُتيتم
                                بتصديق الذي قال النذير
ويقول ايضا:
                   فينا الرسول وفينا الحق نتــبعه
                                حتى الممات ونصر غير محدود
                   مستعصمين بحبل غير منجذمي
                                 مستحكم من حبال الله  ممــــدود
وكان لشعر حسان هذا أثر عظيم في إضعاف الروح المعنوية لدى العدو حيث قام بتثبيط هممهم وإلقاء الرعب في أفئدتهم.
ـ ابن رواحة رضي الله عنه
كان احد الأمراء الثلاثة الذين قتلوا يوم مؤتة وثبت له من هجائه لقريش كقوله:
نجالد الناس عن عرض فنأسرهم       فينــــــا النــبي وفــينا تنـزل الســور
وقد علمتم  بأنا  ليس يغلبنـــــا حىٌّ     من النــاس إن عــزوا وان كـــثروا
يا هاشم الخير إن الله فضـــلـــــكم      عـــلى البــريــة فضلا مالــه غيــــر
فثبت الله ما آتاك من حســــــــــــن      تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
وقال من قصيدة تحدث فيها عن أنصار المسلمين في معركة بدر وكان الشاعر احد الأبطال الذين ابلوا بلاء حسناً.
عصيتم رسول الله أن لدينكم     وأمركم السيئ الذي كان غاوياً
فإني ـ وان عنفتموني ـ لقائلٌ    فدىّ لرسول الله أهلي وماليا
اطعناه لم  نعد له  فينا بغيره     شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا
ـ كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه...
أما كعب بن مالك فقد أحسن استخدام شعره  في الدفاع عن الدعوة الإسلامية,والنبي صلى الله عليه وسلم, فكان احد الثلاثة الذين انتدبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحماية اعراض المسلمين والذود عنها
ويفتخر بدور قومه في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في معركة بدر ويقول:
 
                     وفينا رسول الله والأوس حوله 
                 له مـعقل منهم  عزيز وناصرُ
                     فلمـا لقينـاهم وكــل مجاهــــــد 
                   لأصحابه مستبسل النفس صابر
 
                     شهدنا بان الله لا رب غيـــره 
                  وان رسول الله بالحق ظاهرُ
                    وكان رسول الله قد قال اقبلوا  
                 فولوا وقالوا إنما أنت ساحرُ

27 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
ـ المنافحة بعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم.    كن أول من يقيّم

تمهيد:ـ
فقد أوذي رسول الله في حياته أكثر مما أوذي بعد مماته ، وكما وجد من يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم من عشيرته وأصحابه، بألسنتهم وأيديهم، وأموالهم وأولادهم، لا يخافون في ذلك لومت لائم ،فانه يجب علينا اليوم أن نتبع سبيل القوم في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ضد ما يقال في حق عظمته من افتراءات،ولإظهار دعوته،ونشر سنته عليه الصلاة والسلام. وقد تكفل الله سبحانه وتعالى باعداء النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته منهم حيث قال تعالى:(إنّا كفيناك المستهزئين )الحجر95 . وحينما يرى المؤمن تطاول الأقزام واللئام على مقام النبوة العظيم ، وإمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين ، صلى الله عليه وآله وصحبه الطيبين الطاهرين , لا يسعه إلا أن يسطر بغضه وكرهه وغضبه ، من تلك النفوس المظلمة بكفرها ، المعلنة لحقدها,لعنة الله عليهم؛حيث قد نبأنا الله من أخبارهم ، فقد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفي صدورهم أكبر,وصدق الله جل وعلا إذ قال في كتابه العزيز : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ). البقرة 120.
وسوف اعرض بعض القصائد التي قيلت في المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن هذه القصائد قصيدة  الدكتور.عبدا لرحمن العشماوي, ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها, والتي هيا بعنوان(هو المختارُ )ويقول فيها:
  مـن نبـع هديــــك تستـــقـي الأنـــــوار ***   وإلـى ضيائـك تنتـمـي الأقـــمـار
  جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى  ***   ومـن الهـوى تتسـرَّب الأخـطـار
  أنت البشيـر لهـم، وأنـت نذيــــــــرهـم  ***   نعـم البـشـارةُ مـنـك  والإنـــذار
إلى أن يقول فيها:
لكنهـم بهـوى النفـوس تشـربــــــوا   ***  فأصابهـم غَبَـشُ الظنـونِ وحـاروا
صبغوا الحضـارةَ بالرذيلـةِ فالْتقـى    ***   بالذئـبِ فيهـا الثَّعْــــــلـبُ  المَـكَّـارُ
ما (دانمركُ) القوم، ما (نرويجهـم)?  ***   يُصغـي الرُّعـاةُ  وتفهـــــم الأبـقـار
ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم        ***   حتـى تمـادى  الشـرُّ والأشـــــرار
يا عصرَ إلحاد العقـولِ، لقـد جـرى   ***   بـك فـي طريـق الموبقـاتِ قطــــــار
إنـي أقـول ، وللـدمـوع حكـايـةٌ       ***   عــــــن مثلهـا تتـحـدَّث الأمــــطـار:
إنَّــا   لنعـلـم أنَّ قَــدْرَ  نبـــــيِّـنـا      ***   أسمـى ، وأنَّ الــشانئـيـنَ صِـغَــــارُ
لكـنـه ألــم   المـحـب   يـزيــده       ***   شرفـاً، وفيــــــــه لمـن يُحـب فخـار
يُشقي غُفـاةَ القـومِ مـوتُ قلوبهـم      ***   ويـذوق طعـمَ الـرَّاحَـةِ الأغْــــــيـارُ
جزاه الله عنا ألف خير
وهذا احد شعرا العصر الحاضر الذي نافح ودافع عن خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم بقصيدة موجهة إلى البابا النصراني لعنة الله عليه حينما توجه بخطابه إلى عرض النبي صلى الله عليه وسلم,وقال الشاعر فلاح بن عبدا لله الغريب.
يشهدُ الله ما اكفهرتْ سماءُ     وتراءتْ على المدى الجوزاءُ
وأضاء الزمان دهراً وباتـت    ترقبُ المجدَ والعُلى العليـاءُ
أنك البدر في ظلام الليالـي     وسماء ما طاولتـــها السمـاءُ
ما مقامي سوى مقام فـؤادٍ      أرهقتهُ الــذنـوبُ والأخطـاءُ
نطق السادرون كفراً وقبحـاً     خسأ الكفر واستبانَ العـداءُ
أيها الكافر الحقيـر رويـداً       أعلى خيرِنَـا يقـــالُ الغثـاءُ
قبح الله فعلكم يـا نصــــارى    وجزاكم بعــــدلـه مـا يشـاءُ
يا زعيم التثليث خابتْ خطاكم    قِبْلةُ الحقِّ عنـدكَ الأهـواءُ
أيها السادر الزنيم ستلــــقـى    صادق الوعد إذ يحلُّ الجزاءُ
إن تطاولتَ ذات قبحٍ وغـدرٍ     ستنال الجزاءَ يـــا خنفسـاءُ
يا زعيم الضلال قد بان فجرٌ    ستحنّي به السيوفَ الدمـاءُ
وسنقتص للحبيب ونمضـي       شرعة الله أيهــــــا السفهـاءُ
هيه يا أمتي أجيبـي نـداءً      مزقَ الصمتَ واكتساه الحُداءُ
قد سمونا بشرعِنَا ذاتَ دهرٍ     قادنا النور والهدى والنقـاءُ
وحكمنـا بعدلنـا كـلّ أرضٍ      فتوارى عن السنا الأشــقياءُ
وكتبنا سطورنا من حديـثٍ      ليس يدري بصدقه الأدعياءُ
أيها المسلمون هيـا أفيقـوا     ربّ يومٍ يـزول فيـه العنــــاءُ
حين نحدو نفوسنـا للمنايـا     في سـبيل الإله طابَ الفـــداءُ
اللهم عليك ببابا الصليب فإنه قد آذى المسلمين ، وتجرأ على خير الخلق أجمعين ، اللهم فاجعله عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين ، يا قوي يا متين (فلاح بن عبدا لله الغريب)
وقد توجه الشعراء في حصرنا الحاضر إلى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بقصائدهم بكل قوة وعزة؛وسوف استعرض بعض القصائد التي قيلت ـ بعد حملت اليهود والنصارى في الدنمرك وغيرها من بلاد الكفرـ دفاعاً عن الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم
ومن ابرز القصائد قصيدة للشاعر سعد بن ثقل العجمي جعلها اللهم في موازين حسناته؛ ويقول منافحاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
السيّفُ أُشْهِرَ والليوثُ ضــــــواري  ***  ذَوّادةً عن  سيـــدِ  الأبــــــــــــرارِ
يا قائدَ الأحــــــــــــــرار دونك أمةٌ  ***  فاقذفْ بجندك ســــــــــــاحةَ الكفارِ
واضربْ بنا لججَ  المهالكِ غاضباً   ***  حتى  نُركّع سطـــــــــــــــوةَ التيارِ
دَنِمَرْكُ قد خضتِ  الهلاك حماقةً    ***  والآن صرتِ بقبضـــــة  الجــــبّارِ
دَنِمَرْكُ يا بنتَ الصليب تجهّزي    ***   فليخطبنـّـك   قـــــاصفُ     الأعمارِ
دَنِمَرْكُ هل تستهزئين بأعظم الـــ   ***  ــعظمـــاء  في  بَلَهٍ  وفي  استهتــارِ
أو ما علمــــــتِ بأنه قاد الورى    ***  للمجـــــــد  للعليــــــــاء    للإعمارِ
وإذا أتى الأرضَ الخرابَ تزينت   *** لقــــــــــدومه  بــأطايــبِ   الأزهارِ
وجرى عليها من نَميـــرِ عطائه   ***  مــــــاءُ الحياة  زبرجدا  ً ودراري
 وإذا تبسّـــــــــــم فالصباحُ بثغرهِ   ***   سَحَرَ القلـــوب   وليس   بالسّحارِ
وإذا غـــــــــزا فالرفقُ يغزو قبلهُ     ***   والرفـــــــقُ  أعتى  جحفلٍٍ  جرارِ
الفاتـــــــــــحُ الدنيا بأبطال الوغى   ***  يرمي بهم قُضُـــب الكفاح عواري
 الملبـــــــــسُ الدنيا ثيابَ تحررٍ     ***  المُبْـــــــــــــدِلُ  الظلماءَ بالأنــــــوار
 الواهــــــبُ الدنيا شموس هدايةٍ   ***  نبــــــــــــــــــويةٍ  لألاءة  الأفكـــــــارِ
 تفدي جنابَك ألفُ ألـفُ دويــــــلةٍ    ***  حكمـــــت رباها   سلطةُ  الفــــجارِ
 تفدي جنابك ألفُ ألـفُ عـــمامةٍ    ***   مدســـــوسةٍ    خوفاً  من الأخطارِ
 تفدي جنابــــك كلُ نفـــــسٍ حـرةٍ   ***  عافت  حيـــاة  الشـــــر والأشرارِ
تفدي جنـــــابَـك يــا رسول الـله   ***   يا خير البرية  أمــةُ  المــــــليارِ

29 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
تابع    كن أول من يقيّم

وهذه رائعة من روائع الشعر الحاضر التي تضمنت أبياتها منافحتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم..حيث قال الدكتور. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل:
أَيَا زُمْـرَةَ الْكُفْرِ جِيْلَ التُّخَمْ   ***  وَرَمْـزَ السَّفَاهَةِ رَمْـزَ النِّقَـمْ
أَلَمْ تَهْجَعُوا مِنْ عَدَاءِ الرَّسُوْلِ ***    وَسُـوْءِ التَّعَامُـلِ مُنْذُ الْقِـدَمْ
أَمَـا آنَ لِلظُّلْـمِ أَنْ يَنـــــْتَهِيْ   ***  أَمَـا آنَ لِلشَّـرِّ أَنْ يُخْـتَـرَمْ
سَخِرْتُمْ بِشَخْصِ النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ    ***  وَأَضْرَمْتُـمُ النَّـارَ بَيْنَ الأُمَـمْ
أَتَهْزَأُ يَا غُـدْرُ بِـالْمُصْطَفَى  *** إِمَــامُ النَّبِيِّيْنَ طَـوْدٌ أَشَـمْ
رَسُوْلُ   عَلَـى خُلُـقٍ نَـيِّـرٍ   *** وَدِيْنٍ قَـوِيْـمٍ وَرَمْزِ الْهِمَـمْ
أَنَرْوِيْـجُ   أَسَّسْتِ     مَـوْقُوْتَـةً       *** بَنَيْتِ مِـنَ الْجَهْلِ أَعْتَى لَغَـمْ
وَكُنْتِ عَنِ    الشَّرِّ فِيْ مَعْـزِلٍ  *** لَبِسْتِ مِـنَ السُّخْرِ ثَوْبَ التُّهَمْ
وَالدَّانَـمَرْكِيُّ   شَيْنُ    الْـوَرَى  *** تَعَـدَّى الْحُـدُوْدَ بِـرَسْمِ الْقَلَمْ
أَسَاءَ إِلَـى  الْمُصْطَفَى مُعْلِنًا *** رِضَـاهُ وَأَوْغَـلَ فِيْنَـا الأَلَـمْ
وَسَــدَّدَ سَهْـمًـا   إِلَى  أُمَّــةٍ  *** تَحَلَّتْ بِنُـوْرِ الْهُـدَى وَالْقِيَـمْ
ومَـوْجُ  الْعُتَـاةِ أَتَى  مُعْلِنًــا    *** بِنَقْض الْعُهُـوْدِ وَنَكْثِ الْقَسَـمْ

************
أَيَا أُمَّةَ الدِّيْـنِ مَـاذَا الْـوَنَى    *** فَذُلُّ التَّـوَانِيْ بِنَـا قَـدْ أَلَـمّْ
شَبَابٌ   تَـرَبَّى    عَلَـى  غَفْلَـةٍ   *** وَرَقْصٍ وَلَهْـوٍ وَتَـرْكِ الْقِيَـمْ
تَرَبَّى عَلَـى  نَغْمَةِ الْفَاتِنَـاتِ   *** فَأَيْـنَ الإِبَـاءُ وَأَيْـنَ الشِّيَـمْ
أَيَسْخَـرُ مِنْ     شَرْعِـنَا زُمْـرَةٌ     *** قَـدِ اغْتَالَهَا سُوْءُ فِكْـرٍ أَصَمَ
وَأَنْتُمْ علـى مَوْج بَحرِ الْهوَى  ***    فَأَيْنَ الْعُـهُـوْدُ وَأَيْنَ الذِّمَـمْ
فَتُوْبُوا فَفِي الدِّيْنِ عِزٍّ لَكُـمْ  *** ونصرٌ وفخرٌ وفضلٌ وكم


************
أَيَـا أُمَّـةَ الدِّيْـنِ مَاذَا أَرَى *** دَيَاجِـيْرَ ظُلْـمٍ وَلَيْـلاً أَطَـمّْ
أَرَى مَـوْجَةَ الشَّرِّ قَدْ آذَنَتْ *** بِحَـرْبٍ عَـلَى دِيْنِنَـا الْمُحْتَرَمْ
أَرَى مَوْجَةَ الظُّلْمِ قَدْ خَيَّمَتْ *** عَلَى حَافَةِ الدِّيْنِ دِيْـنِ الْقِيَـمْ
وَنَحْنُ عَلَى جُـرُفِ الْهَاوِيَاتِ *** نُغَـازِلُ بُرْكَـانَ هَـمٍّ وَغَـمّْ
أَمَا  آنَ  لِلَّيْـلِ أَنْ   يَنْـجَـلِيْ *** وَمَا آنَ لِلْبَـدْرِ يَبْـدُوْ أَتَـمّْ
أَفِيْقُوا  فَـإِنَّ   الْعَـدُوَّ   اعْتَدَى *** عَلَى سَيِّـدِ الْخَلْقِ مَاحِي الظُّلَمْ
رَسُوْلِ الْهُدَى وَالنَّبِيِّ الْكَرِيْمِ *** وَتَـاجِ التُّقَى وَالْـوَفَى وَالْكَرَمْ
أَفِيْقُوا فَـإِنَّ الْعَـدُوَّ اعْتَدَى *** وَأَضْـرَمَ نَـارًا وَفِي النَّارِ سَمّْ
فَأَعْطُـوْهُ مِنْ دَرْسِكُمْ حِصَّةً *** لِتَهْوِيْ بِهِ فِيْ عَمِيْـقِ النَّـدَمْ
وَحُطُّــــــــــوا عَـنِ النَّفْسِ أَوْزَارَهـــــَا  *** بِـمَـــــــالٍ   وَنـــَفْـسٍ وَإِلاَّ فَلَـــــــــــــــــمْ
 
وهذه رائعتا أخرى من روائع الدكتور عبدا لرحمن الاهدل جزاه الله عن كل خير وهوا ينافح عن نبينا محمد صلى الله عيه وسلم ويقول فيها:
أَتَهْزَأُ بِالْمُخْتَارِ يَاسَوَءَةَ الدَّهْرِ   *** وَيَا قِمَّةَ التَّضْلِيْلِ وَالْخُبْثِ وَالْغَدْرِ
أَتَسْخَرُ مِنْ شَخْصِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ *** رَسُوْلٌ أَتَى بِالْحَقِّ وَالْخَيْرِ وَالْيُسْرِ
رَسُوْلٌ حَبَاهُ اللهُ نُوْرًا وَحِكْمَةً    ***  وَأَيَّدَهُ بِالنَّصْرِ فِيْ سَاعَةِ الْعُسْرِ
تَحَلَّى بِأَخْلاَقِ الْكِرَامِ وَإِنَّهُ      *** رَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ مَنْبَعُ الْفَضْلِ وَالصَّبْرِ
مَحَا ظُلُمَةَ الطُّغْيَانِ وَالْجَهْلِ وَالْهوَى  *** بِعَدْلٍ وَإِحْسَانٍ وَبِالرِّفْقِ فِي الأَمْرِ
وَمَا الصَّفْحُ إِلاَّ شِرْعَةٌ وَسَجِيَّةٌ  *** لَدَى الْمُصْطَفَى مِنْ دُوْنِ مَنٍّ وَلاَ كِبْرِ
كَرِيْمٌ حَلِيْمٌ مَا تَوَانَى عَنِ الْوَفَى  *** وَلاَ ضَاقَ ذَرْعًا مِنْ عَنَاءٍ وَلاَ فَقْرِ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ  *** وَأَخْزَاكَ رَبُّ الْعَرْشِ يَاخِنْزَبَ الْعَصْرِ
رَكِبْتَ عَلَى مَوْجٍ مِنَ الْخِزْيِ فَارْتَقِبْ  *** دُوَيْهِيَةً سَوْدَاءَ غُوْلِيَّةَ الْقَعْرِ
حَيَاتُكَ فِيْ ذُلٍّ وَوَقْتُكَ جَمْرَةٌ  *** وَفِكْرُكَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الدَّاءِ وَالضُّرِّ
فَمَنْ رَامَ نَقْصَ الْمُصْطَفَى قَذَفَتْ بِهِ  *** خُطُوْبُ الرَّزَايَا فِيْ سُجُوْنٍ مِنَ الذُّعْرِ
وَزَجَّتْ بِهِ الآَفَاتُ فِيْ كُلِّ مِحْنَةٍ  *** وَصَارَ عَلَى دَرْبٍ مِنَ الذُّلِّ وَالْقَهْرِ
خَسِرْتَ وَلَمْ تَكْسَبْ سِوَىالضَّيْمِ وَالرَّدَى  *** خَسِئْتَ فَأَنْتَ الشَّيْنُ وَالْمَيْنُ لَوْ تَدْرِيْ
وَأَنْتَ سَقِيْمُ الْفِكْرِ وَالْقَلْبُ مَيِّتٌ  *** وَأَنْتَ لَئِيْمُ الطَّبْعِ تَرْتَاحُ لِلْوِزْرِ
أَتَاكُمْ رَسُوْلُ اللهِ بِالنُّوْرِ وَالْهُدَى  *** وَأَنْذَرَ مَنْ يَعْصِيْهِ بِالْوَيْلِ فِي الْحَشْرِ
وَعَلَّمَكُمْ دَرْبَ النَّجَاةِ مُبَيِّنًا  *** لِمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيْلِ سَطْرًا عَلَى سَطْرِ
ضَلَلْتُمْ وَحَرَّفْتُمْ كِتَابَ هِدَايَةٍ  *** وَمِلْتُمْ وَأَسْرَعْتُمْ عِنَادًا إِلَى الشَّرِّ
وَآمَنَ مِنْكُمْ بِالنَّبِيِّ أُولُوا النُّهَى  *** أَولُوا الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَالْفَهْمِ وَالْفِكْرِ
وَكَمْ شَهِدَتْ مِنْكُمْ رِجَالٌ بِنُبْلِهِ  *** وَأَخْلاَقِهِ الْعَلْيَاءِ عَاطِرَةِ النَّشْرِ
فَهَلاَّ تَأَمَّلْتُمْ بِعَيْنٍ بَصِيْرَةٍ  *** وَفِكْرٍ مُنِيْرٍ مُنْصِفٍ بَاسِمِ الثَّغْرِ
وَرَاجَعْتُمُ التَّارِيْخَ فِيْ نَعْتِ أَحْمَدٍ  *** فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ كَالشَّمْسِ وَالْبَدْرِ
مُضِيْئًا مُنِيْرًا هَادِيًا وَمُبَشِّرًا  *** هَدَانَا بِفَضْلِ اللهِ لِلْخَيْرِ وَالأَجْرِ
وَأَنْقَذَنَا مِنْ ظُلْمَةِ الظُّلْمِ وَالْهَوَى  *** بِدِيْنٍ قَوِيْمٍ مَنْبَعِ الصِّدْقِ وَالطُّهْرِ

أَلَمْ تَقْرَإِ الْقُرْآنَ مُعْجِزَةَ الْوَرَى  *** أَلَمْ تَسْتَمِعْ يَوْمًا لآيٍ مِنَ الذِّكْرِ
أَلَمْ تَتَأَمَّلْ فِيْ ثَنَايَا سُطُوْرِهِ  *** وَمَاحَمَلَتْهُ الآيُ مِنْ سَالِفِ الدَّهْرِ
فَفِيْهِ نِظَامٌ شَامِلٌ مُتَكَامِلٌ  *** يَفِيْ بِاحْتِيَاجِ الْخَلْقِ يَكْفِيْ مَدَى الْعُمْرِ
وَفِيْهِ عُلُوْمُ الأَوَّلِيْنَ وَيَنْطَوِيْ  *** عَلَى كُلِّ آتٍ فِيْ فَلاَةٍ وَفِيْ بَحْرِ
تَلاَهُ رَسُوْلُ اللهِ فِيْ كُلِّ مَجْمَعٍ  *** وَكَانَ هُوَ الأُمِّيُّ فِيْ مَعْشَرِ الْكُفْرِ
فَمَاحَادَ عَنْ آيٍ وَلاَ كَانَ لاَحِنًا  *** وَلَكِنَّهُ وَحْيٌ أَتَى النَّاسَ بِالْبِشْرِ
فَصَدَّقَهُ قَوْمٌ لِصِدْقِ حَدِيْثِهِ  *** وَعَانَدَهُ قَوْمٌ فَمَاتُوا عَلَى الْخُسْرِ
وَيَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ أُمَّةَ أَحْمَدٍ  *** قِفُوا وَقْفَةَ الآسَادِ فَالْكُفْرُ مُسْتَشْرِيْ
أَيَسْخَرُ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالظُّلْمِ وَالْقَذَى  *** بِسَيِّدِنَا الْمُخْتَارِ يَا أُمَّةَ الذِّكْرِ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أنَّ احْتِقَارَ نَبِيِّنَا  *** هُوَ الطَّعْنُ فِي التَّشْرِيْعِ فِي الْبَطْنِ وَالظَّهْرِ
وَأَيُّ حَيَاةٍ وَالشَّرِيْعَةُ تُرْتَمَى  *** بِسَهْمٍ مِنَ التَّشْكِيْكِ وَالْهُزْءِ وَالسُّخْرِ
فَسُدُّوا عَلَى الأَعْدَاءِ بَابَ سَفَاهَةٍ  *** وَبُشْرَاكُمُ يَا قَوْمُ بِالْفَوْزِ وَالنَّصْرِ

 
وهذه قصيدة للشاعر الدكتور : عثمان قدري مكانسي وهوا يبين صفات الاعداء ورذالتهم ويتوجه بمطلع القصيد الى نداء المسلمين وتحريك اللهمم ويقول فيها:
يا مسلمـون : حبيـبُ قـلبِكُـمُ النبي *** يؤذيه قوم على الإفساد قد سـاروا
يحيَـوْن للكـفـر لا ديـنٌ ولا مُـثـُـلٌ *** ولا مروءة َ، بل فُحشٌ ودينـارٌ
تاهوا وضلّوا ، وكُرْهُ الحقّ دَيْدنُهم *** وشـتمُ دينِكمُ فـي شـرعهـم ثـارٌ
لا يرقبـون - كما قـال الإلـهُ- بنا *** إلاًّ وعهداً وفي عدوانهمْ جاروا
يبغـون منـا عـلى الأيام غـفـلـتـنـا *** كي ينفثوا حقدَهم والغدرُ دوّارٌ
يسعَوْن فينا على الأزمان َمنقصةً *** ومرجل الغيظ في الأحشاء أوّارٌ
ونحـن فيهـمْ إذا ذلّـوا على كـرمٍ *** أو يظهَروا فالدٍّما في الساح أنهار
في ديننـا نحتفي بالرْسل قـاطـبـةً *** وذكـرُهم سامقٌ والقـدر مـوّارٌ
ولـن تـرى لنـبـيّ فـضـل سابـقـةٍ *** في غير إسلامنا ، حبٌّ ومقدارٌ
وفي الأناجيـل والتـوراة مهـزلـةٌ *** إذ حُرّفتْ فرجالُ الله أشرارٌ !!
لـم ينجُ من إفكهـم إنْسٌ ولا مَلَـكٌ *** والرسْل واحسرتا في القوم فُجّارٌ!
لـو أنهـم عقلوا مـا في كـتـابهِـمُ *** من وصف طه لكانوا للهدى طاروا
فإن عيسى على الأشهاد بشّرهم *** بالمصطفى، دينُه شمسٌ وأنوارٌ
واليـوم ويحهُـمُ يرمون سـيدَهـم *** مَن جاءهم رحمةً – حاقت بهم نار
أم كنت ترجو من الخِنّوْص مكرمةً *** أو كان يرقى إلى الأفهام " أبقارٌ"
هم مثلُ ما عايشوا ثيرانُ مزرعةٍ *** يحدوهمُ مُرقُصٌ والقـسّ خمـّارٌ
لن نقبل العذر منهم إنهم" نجس"  *** ولو أتـَوْنا وملءُ الأرض أعـذارٌ
والمسلم الحـــق َ  من   يهوى  " محمّدَه "  *** وينصرالدين . من للدين أنصارٌ?
صلّوا عليه وصونوا الدهر ملتـَهُ    *** فالنصر غالٍ وأهل الدين أحرارٌ
يا رب  هبـْه العلا ثم الوســــــــــيلة  في  *** جوار  فضلك ، نعم  الفضل   والـــــجارُ
 
وهذه قصيدة للشاعرمحمد عبد الله ولد محمد سالم ولد محمد ببَّاه.وهوا ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم ببسالة وبحزم وأكثر الله من أمثاله..ويقول:
تبوَّأتَ العُلوَّ من المقـــــــــام    ***   وأسْبغْتَ السَّـــلام عــــــلى الأنام
وألَّفْتَ القلوب بكل حُـــــــبٍّ    ***   وما قصَّرْت فــــــي صنع الـكـرام
زَرَعْت السِّلم في الثَّقلَيْن طُرًّا   ***   فعـاشَـا في أمــــانٍ    واحتــــــرام
وحاربْتَ الغُـلُوَّ وكنْتَ سَمْحًا    ***   تُـرَبِّـي بالـمـــودَّةِ والوِ ئــــــــــام
ولم تكُ قطُّ في الأفعـال فظًّا     ***   ولا مُتـغـلِّــــظًـا وقْـت الــــــــكلام
بِحَسْبِكَ ما رَسَمت من المعالي  ***   ظَـفرتَ,وخـابَ رَسَّـام الظـــَّـــلام
طَغَى بِرُسُومه شُـلَّـتْ يَــــــداهُ  ***   وشُـلَّ الغـربُ عَـامًا بعْد عَــــــــام
حبــيبي يارسـول الله إنَّــــــــا  ***    فِــداكَ,ودون عِرضِكَ كالسِّـهــــام
فلن نرضى المذلَّـةَ في حيــاةٍ   ***    ولن نرضى الدَّ نِـيَّـةَ في مُـقـــــام
فكلُّ مُوَحِـدٍ صَحَّـتْ وتَمّـــَـتْ   ***   عَقِـيدَتُـهُ فِــدَاكَ على الــــــــــدَّوام
ستبْقى رغْمَ أنْفِ الغرْبِ طُـرًّا  ***   على الأعْداءِ والحُسّـــــَـادِ سَــامي
جَـزاك الله عـنَّا كــــــلَّ خيْــرٍ  ***   فـقـد كنْتَ المُبَـشِّـرَ بالتَّـمـــــــــــام
وأحْيَـيْتَ الأنـام , وكنــت حَـقًّـا ***   بِـحَــمْدِ اللهِ داعِــــيَـةَ ا لـسَّــــــلاَمِ
وللشاعر ياسر أبو عمار قصيدة جعلها الله في موازين اعماله,وهوا يفدي عرضه وروحة لنبي صلى الله عليه وسلم ويقول:
إمام المرسلين فداك روحــي ***  وأرواح الأئــمة والدعــاة
رسول العالمين فداك عرضي  ***  وإعراض الأحــبة والتقــاة
ويا علم الهدى يفديك عمـري ***  ومالي يا نبــي المكرمــات
ويا تاج التقى تفديك نفســي ***  ونفس أولي الرئاسـة والـولاة
فداك الكون يا عطر السجايـا  ***  فما للناس دونك من زكــاة
فلو جحد البرية منك قـولا    ***  لكبوا في الجحيم مع العصــاة
وذكرك يا رسـول الله زاد  *** تضاء به أسارير الحـيــــاة
وما لجنان عدن مـن طريق *** بغير هداك يا علم الهــــداة
ولم تنطق عن الأهواء يوماً *** وروح القــدس منك على صلاة
عليك صلاة ربك ما تجلـى *** ضياء واعتـلى صوت الهــداة
يحار اللفظ في نجواك عجزا *** وفي القلب اتقاد الموريـــات
ولو سفكت دمانا ما قضينـا *** وفاءك والحقوق الواجبـــات
ونكتفي بهذا العرض لبعض القصائد التي قيلت في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحملة الشرسة ولم يتجرائون على مثل فعلهم هذا إلا بعد هوان الأمة وضعفها اللهم انصر المسلمين على من تطاول على نبيك آمين؛والقصائد في العصر الحاضر كثيرة ولا يمكن حصرها في هذا البحث المحدود.

31 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
الفصل الثالث..    كن أول من يقيّم

( الخصائص الفنية لشعر المنافحة)
 
 
عناصر الفصل..
ـ خصائص فنية في شعر المنافحة
الألفاظ والمعاني..
2ـ الأساليب..والتراكيب
3ـ الصور الفنية
4ـ بعض مميزات شعر المنافحة
5ـ أهم الأغراض المستخدمة ..
.....................................................
 
 
 

31 - مايو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
ـ المعاني و الألفاظ:ـ    كن أول من يقيّم

 
ـ المعاني و الألفاظ:ـ
 
قد حلت المعاني الإسلامية  في شعر المنافحة محل المعاني الجاهلية وان لم يخل الفخر من بعض المعاني القديمة, ولكن هذه المعاني كانت تتصل بالقيم التي يحترمها العرب ويجلونها كما يحترمها الإسلام ويجلها مثل الدفاع عن الحمى والكرم والشجاعة ونجدة الضعيف وما إلى ذالك أما المعاني الجديدة فكانت تدور حول الإسلام ومثله كقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
قومٌ إذا حاربوا ضروا عـدوّهم     أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلـــك منهم غـير محــدثة     إن الخلائق_فاعلم_ شرُّها البدع
لا يرقع الناس ما أو هـت اكفـهم     عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم    فكل سـبق لأدنـى سبقـهم تــبــع

والمعاني الإسلامية هي:
]سجية:طبع  ,غير محدثة:جديدة , الخلائق:الأخلاق , البدع:المستحدثات,
اوهت:أضعفت, ولا يوهون:لا يضعفون[
يريد بذالك أن المسلمين إذا حاربوا انزلوا الخسائر في أعدائهم وإذا أرادوا أن ينفعوا أشياعهم (أي أشياعهم ومناصريهم ) فعلوا ذالك ,وهو طبع فيهم لم يستحدثوه لان شر الأمور مستحدثاتها ,والناس لا يستطيعون أن يعتدوا عليهم فهم يملكون زمام أمرهم والناس تابعون لفضلهم.(1)
وفي الألفاظ يتضح لنا اثر القران حيث كثيراً ما يتكرر لفظ الجلالة وألفاظ قراءانية أخرى مثاله قول حسان رضي الله عنه:
 
هجوت محمداً فأجبت عنه      وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت مباركاً  بـرّاً حنيفاً      أمين الله شـيمته الوفــــاء
أمن يهجو رسول الله منكم      ويمدحـه وينصُره سـواء
(كالجزاء ,وبرا,وحنيفا..)وغيرها من المعاني القراءنية التي تأثر بها الشعراء في قصائدهم .
 
وتعتبر الألفاظ السالفة الذكر ظاهرة إسلامية محضة أدخلت الشعر في طور دلالي وإبداعي جديد يتجاوز الطور الجاهلي بقيمه وأخلاقيته ,ويشكل ذالك انعطافاً مهما في مسيرة الشعر العربي بعد البعثة النبوية الشريفة. .(1)
ويتضح غالباً في المعاني فطرية صريحة صادقة لا مبالغة فيها, فالعبارات تقريرية مباشرة,وشديدة الوضوح,ورقة وألفة في الألفاظ  مثاله كقول كعب بن مالك رضي الله عنه:
               شهدنا بان الله لا رب غيـــره 
                                      وان رسول الله بالحق ظاهرُ
            وكان رسول الله قد قال اقبلوا
                                      فولوا وقالوا إنما أنت ساحرُ
 
وعلى العموم  فان المعاني والألفاظ كانت صادقة, واختلف أسلوب الشعر  بشكل بسيط ويسير عن أسلوب الشعر الجاهلي ، وذلك بسبب تأثره في هذا العصر بالقرآن الكريم والحديث الشريف وبعاطفة المسلم الرقيقة ، فمن ناحية الألفاظ : فأصبح الشاعر الإسلامي يختار الألفاظ والتراكيب الواضحة التي تؤدي المعنى ، مع جزالة اللفظ؛ وأما من ناحية المعاني فقد اختلفت بشكل كبير ولكنّها لم تنفصل عنه ، فأصبح الشاعر يختار من المعاني ما يخدم الرسالة  وما يدعو إليها .
 
 

2 - يونيو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
ـ الأساليب والتراكيب..    كن أول من يقيّم

 
 
ـ الأساليب والتراكيب..
 
السهولة في الأساليب سهولة صافية لا التواء فيها ولا اعوجاج ويعود السبب إلى تأثير الأساليب بالقرآن الكريم ودعوته توخي السهولة والعذوبة ومخاطبة الناس بما يفهمون.(1)
 وغالباً ما تكون  بالأسلوب القصصي والأساليب الطلبية الإنشائية كالأمر والدعاء والاستفهام.مما تثير في القصيدة نوعا من الحركة حيث تعمل الأساليب الطلبية على إثارة المتلقي فيستجيب لانفعالات الشاعر كقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
وإلا  فاصبروا  لجلاد يوم 
                              يعز الله بــه مـن يشـــــاء
وقوله:
ألا أبلــغ أبا سفيان عنــــي
                         فأنت مجوف نخب هواء
أمن يهجو رسول الله منكم  
                            ويمدحـه وينصُره ســواء
 
فقوله :(آلا ابلغ , وأمن يهجو, وما إلى ذالك)استنفار لمشاعر التلقي ودعوة للمشاركة الوجدانية.
وكذالك قول كعب بن مالك رضي الله عنه:
فلما لقينــاهم  وكل  مجاهد
                                لأصحابه مستبسل النفس صابر
شهدنا بان الله لا رب غيره   
                                وان رســول الله  بالحق  ظاهر
 
وهكذ ظهر في الاسلوب الترابط والتلاحم في اجزائه حيث تاخذ الابيات برقاب بعض ,فتلتحم لتكون اعضاء متناسقة في جسم واحد وبذالك تكون الوحدة العضوية للقصيدة في صورة متكاملة..
 
ـ ومن مميزات شعر المنافحة  الارتجالية.
 
وتكثر في شعر المنافحة في حيات النبي صلى الله عليه وسلم الارتجالية في القول ويكون قد قيل على البديهة,وكلها مرتجل عليه دلائل القريحة من سهولة وحرارة وتدفق كقول ابي دجانة: .(1)
 
                   أنا الذي عاهـدني  خلـــيلي
                                  ونحن بالسفح لـدى ألنخيلي
                   إلا أقوم الدهر في الكــبول
                                  اضرب بسيف الله والرسول
 
فقد اتخذ شعر الارتجال طابع الخطابة انفعالاً وجدلاً ,وشدة وعنفاً في مواجهة الخصوم,وشاع فيه الأسلوب الخطابي,كقول عمرو بن سالم الخزاعي:
 
               فانصر هداك الله نصرا اعتدا
               وادع عباد الله يأتوا  مــــــددا
               إن قريشا أخلفوك الـــــموعدا
               وزعموا إن لست تدعو أحـدا
 
فما هذه الأرجوزة إلا خطبة النفير , فيها ما في الخطابة الحربية من إيجاز وحرارة ,وأساليب إنشائية وقوة وجزالة .
 
ومن المزايا التي تميزت بها اغلب القصائد التي قيلت في المنافحة إنها مهملة المقدمة الغزلية ,ويدخل في الموضوع دون تمهيد,ومن مثله قول كعب بن مالك رضي الله عنه:
    عجبت لأمــر الله والله قـــــادر  
                            على ما أراد ليـس لله قـــــاهر
قضى يوم بدر أن نلاقي معشـــراً
                          بغوا وسبيل البغي بالنـاس حائر

3 - يونيو - 2007
fبحثي الثاني لموقع الوراق..(شعر المنافحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم)
 1  2  3  4  5