البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمد عودة

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أركان التصوف (3)    كن أول من يقيّم

ننسج على منوال  ما سبق في العنوان الأول والثاني لأركان التصوف في منظار الكتاب والسنة لنرى كيف يتعامل رجال الطرق الصوفية في حياتهم العملية وكيف يصيغون النهج الذي لابد لكل مريد أن يسلكه معهم لكي يصبح في عداد رجال هذا الطريق الصوفي أو ذاك .........!
 
يبدأ أول ما يبدأ المريد بالاستقامة على أمره تعالى في جوارحه من النظر والسمع و غيره ، فالمريد الصادق الذي يريد وجهه تعالى تراه لا ينظر الى المحرمات ، ولا يستمع للملهيات ، فيده لا يبطش بها ، ورجله لا تمشي لغير ما يرضي ربه وكذلك لا يدخل جوفه طعام من حرام أو شبهة .
فهو مستقيم على أمره سبحانه ناظر لما يرضيه تارك لكل ما لا يسمح به الشرع الحنيف ، وما هذه الاستقامة والامتثال إلا بداية لهذا الطريق العالي الذي يرجو من خلاله التقرب لأعلى الدرجات والمنازل عند مولاه القدير .
 
ففي هذه البداية يمتثل المريد في حفظ جوارحه تلك مجابرةً وقهراً لميول نفسه الأمارة بالسوء ، وهكذا يتقلب في تهذيب تلك النفس ويغلبها وتغلبه إلى أن يصل في النهاية للامتثال الطوعي الذي يتم رغبةً منه لا رهبةً ، ومحبةً لا قهراً فهو قد حاز على جوهرة من الحال القلبي مع الله لا يبغي عنها حولا .
وذلك لما يجد من حلاوة الايمان من جراء مخالفته لهوى نفسه فمن غض طرفه عن محارم الله أورثه تعالى حلاوة في قلبه الى يوم يلقاه ........ أو كما قال .
 
ويشدد رجال الطرق الصوفية الصالحين كل التشديد على تلك الاستقامة ولا يرون حظاً ولا نصيباً لأي مريد في المثابرة معهم في طريقهم ذلك ما لم يتقن الاستقامة الكاملة التي لا خرق لها ولا ازورار .
هذا وإنه لمن المفروض على كل من سلك معهم أن يأتي بالشرع بحذافيره من غير نقص أو انتقاص لأن أي خلل في التطبيق العملي قد يفضي بالمريد بالخروج من حظيرة القرب التي سيكون فيها كل من داوم على ذلك الالتزام .
 
هذا من جهة الاستقامة ، ثم يأتي ذكر الله تعالى الذكرالكثير في مضمار منهج الصوفي المريد ليرقى به في أوقاته من الدنيا وأهلها إلى ملىء أعلى منه ، فمن ذكرني في ملىء ذكرته في ملىء أعلى منه ........أو كما قال.
فيجب أن يذكر الله تعالى ذكراً كثيراً يتغلب فيه  صاحبه على الانشغال في الدنيا ولو عمل بها فتراه مشغولاً بالله ، فالدنيا في يديه وقلبه معلق مع ربه يرجو رحمته ويخشى عذابه .
وكثيرا ما يخصص أهل الطريق الصوفي لمريديهم ورداً يومياً يذكرون ربهم من خلاله فيغدو كل منهم ذو حصة وافرة من ذكره تعالى لا ينقطع عنها ما دام يقدر على ذلك .
وبذكر الله تعالى ينجلي قلب المريد وهو بنفس الوقت ميزان له إذ أن الذاكر لله لا يستطيع أن يخفي عن نفسه تقصيرا قد حصل له أو أن يمحي من مخيلته ذنباً زل به يوما من الأيام فتراه يجهد في محوه ذكراً وعملاً حتى ينجلي ذلك الذنب وتغدو تلك النفس صافيةً تحذر الوقوع بمثله تارة خرى . 
  
نتابع ان شاء الله تعالى في      (أركان التصوف 4 )     ................ والسلام عليكم
 
   
 

17 - مايو - 2007
ما ينطوي عليه (الرجال الصالحين من الصوفية)
لنكن واقعيين أكثر    كن أول من يقيّم

شكرا على هذا الجهد في مقالكم ولكن :
 
ثمة عبارة خطيرة وردت بين طيات هذا المقال وهي
 
( اما طبيبها فيقول -- - لو وسعنى   ان ارد لهذه السيدة عقلها لما فعلت لقد حصلت الان على السعادة التى كانت تنشدها  وارضت احساسها بالاهمية الذى لم ترضه دنيا الحقيقة نعم ان المجانين اكثر سعادة منى ومنك  وكيف لا يكونون  وقد حلوامشكلاتهم ووجدوا فى دنيا الاحلام الاهميةالتى طالما تمنوها في اعماق نفوسهم )
 
إن هذا الكلام لهو دعوة مفتوحة لكل من فشل في تحقيق أحلامه لكي يسلك طريق الجنون وأن يفعل ذلك ليجد ما يصبو اليه وهذا محض الخطأ .
 
إن المريض فكرياً محجوب عن الواقع وعن التمييز وعن الحس وعن الفكر السليم :
 فأنى له أن يكون سعيداً ?
وأنى له يشعر أو يتحسس لأهميته ?
وأنى له أن يكون أسعد مني ومنك ?
 
وكيف له أن يكون قد وجد حلاً لمشكلته وهو لا يعرف الطول من العرض ولا السماء من الأرض أو الشرق من الغرب ?
أم كيف له أن يحلم أو أن يدري ما في أعماق نفسه ?
 
أما التفسير لتلك الحالة وما شابهها من الحالات لمثل هؤلاء المرضى هو أن أمانيهم تلك و تطلعاتهم التي أودت بهم لما صاروا إليه من الجنون وذلك لاستحالة بلوغهم أربهم وأحلامهم ، أنها قد بقيت في حيز النفس لاصقةً بها !!!!!???
 
وعندما انفصل الفكر عن النفس في حالة الجنون انتهت وظيفة التفكير والمحاكمات الفكرية فغدى ذلك المريض يهذي بمعقولاته النفسية التي طالما غاصت بها نفسه حلماً وأملاً وطموحاً إلى أن غادرت تلك النفس تطابقها للفكر السليم وذلك عندما حدث الجنون في لحظة ودع كلاهما الآخر (أي الفكر والنفس) فغدى صاحبهما مريضاً لا يعرف طعماً للواقع أو تطابقاً للحقيقة .
 
أرجو أن يكون تذكيري هذا بناءً ولا يمس صاحب الموضوع بأدنى مضايقة فنحن هنا لنتعاون ومن البر ما كان عوناً......   

17 - مايو - 2007
السر الاكبر فى معاملة الناس
أركان التصوف 4    كن أول من يقيّم

نتحدث اليوم عن المحبة والمعية :
 
إن المحبة ما بين أهل الايمان شيء أساسي في طريق الايمان وركن من أركانه التي لايمكن الاستغناء عنها ، فمن المعروف أن المحبة تعبد الطريق أمام المتعلم و تختصر له الزمن وتجعله يصل بسرعة لمبتغاه طاوياً مراحل كثيرة في فترات قصيرة ، فكما قال أحد المربين لوالد تلميذ عنده ( خذ ابنك عني فإنه لا يحبني ) أي أنه لن يتعلم مني ما دام يفقد تلك المحبة .
إن هذه القاعدة التربوية لهي من صلب الدين الاسلامي وعليها بني الايمان في النفوس ، فالصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم لم تنهض نفوسهم ذلك النهوض ولم تسمو ذلك السمو إلا بمحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعشقهم له .
وكذلك هي الحال ما بين المريد والمرشد فطالما أن ذلك المريد في معزل عن تلك المحبة لمن يأخذ بيده الى الله تعالى فهو من الوصول ممنوع ومن الاتصال مقطوع .
   
فقد جاء في الحديث الشريف :
 
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ?"? لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا
 
لذلك نرى أن رجال الطرق الصوفية يحرصون كل الحرص على العلاقة الروحية مابين المريد ومعلمه لأن تغييراً بسيطاً في خاطر المريد مع مرشده يجعله يسيء الظن فيه واذا أساء الظن فيه انقطعت تلك الصلة فيما بينهما ، الأمر الذي يؤدي به للخروج من تلك الدائرة من حيث لايشعر فيغدو مفتقراً لتلك المشاعر العالية التي كان عليها من جراء تلك المحبة المتبادلة ما بينه بين محبوبه .
 على العكس من ذلك فالذي يبتغي وجه الله تعالى في تلك المحبة فإنك تراه يغذيها بحسن الظن تارة و بما تراه نفسه من حال طيب كلما تذكر معلمه وما له من فضل عليه بتسليكه تلك الطريق النقية التي جعلته يستقيم على أمر ربه ويسعد بعبادته ويترك ما سواه من أمور مختلطة لا خير فيها .
 
عندها ينشد المريد البقاء في ذلك الحال النفسي الطيب بتلك المعية والصحبة النفسية ويسعى على الدوام أن يكون بحضور نفسي قلبي مع خالقه بمعية أهل الايمان فلا تعدو عيناه عنهم طلية نهاره وفي حله وترحاله فهو معهم ومنهم وفيهم .
وذلك مصداق قوله تعالى :
 
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا 28 الكهف .

نراكم إن شاء الله في ( أركان التصوف 5 )
 
 
 

21 - مايو - 2007
ما ينطوي عليه (الرجال الصالحين من الصوفية)
 1  2  3