البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات Makki Kazem

 1  2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ترقبوا اعلان الحل    كن أول من يقيّم

لعلكم تتفقون معي أن تحديد سقف زمني للاجابات قبل إعلان الحل هو أمر يزيد من متعة المشاركة
خاصة وأن المعادلات الرياضية باتت معنية في فك ألغاز الحب .. انه تجاور ممتع ولا ريب
انا أقترح أن نكشف الحل نهاية شهر شباط الحالي
عندها سنعرف معا " الحل المقترح" عن " تقسيم القلب " على الذين سقوه من كؤوس العشق حتى الثمالة التي ارتضت له هذا التشظي
جعلنا الله وإياكم في منأى عن " قمع الحب" وأتعابه
شكري لكم
 

26 - فبراير - 2007
ألغاز شعرية
قبل مزيد من الشكوى .. اليكم الحل    كن أول من يقيّم

قبل أن تزاد الشكاوى فقد قررت اعلان الحل
وهو حل أشار له عدد من الزملاء منهم الأستاذ عبد الحفيظ ومن ذهب مذهبه
لكن لا اعرف ان كام ابو نواس كان يقسم القلب الى ثلثين وثلث ، ام الى ثلاثة أثلاث ثم يوزع على عشاقه الكثر
عموما العدد هو 243
وللاخت ليلى اقول : يا سيدتي انه ابو نواس .. وهو لا يكترث كثيرا بقلبه وربما بقلوب الاخرين أيضا
شكرا

28 - فبراير - 2007
ألغاز شعرية
ما هكذا تورد يا سعد الإبل.. تصويب    كن أول من يقيّم

 

بداية آسف لتأخر التعليق على ما ورد في ملاحظات الزميل علاء أطال الله بقاءه في خير ويمن وطاعة ورضوان
لكن هذا التأخر لا يلغي فرصة طرح وجهة نظري بما قاله راجيا منه رحابة الصدر وقبول الرأي الآخر ففي النص القرآني المبارك هناك صور لحوارات استوعبت حتى إبليس وما يمثله من حالة شيطانية
وبداية أقول إن ما ورد في تعليق العزيز علاء إنما يعبر عن إحدى قراءات الموقف الإسلامي مما يقدم على شاشات التلفزيون في شهر رمضان ، وهي ليست القراءة الوحيدة لأنها تتجاور مع قراءات أخرى ليس هنا معرض تفصيلها.
وإذ أتفق مع السيد علاء تماما في التحذير من " السقوط الاخلاقي والحضاري " الذي انحدرت اليه بعض برامج التلفزيون ، في شهر رمضان وفي غيره من الشهور ، أختلف معه في التعميم والإطلاق إذ ليس كل ما يقدمه التلفزيون مضرا و" محرما " وينتمي الى عالم الشيطان
فجهاز التلفزيون بات كالقدح بإمكان المرء ان يشرب بواسطته الماء أو العصير أو المنكر ، وليس هناك من أحد يُجبر المشاهد على متابعة برنامج بعينه اذا لم يكن راغبا بذلك.
وللشهادة أقول أن عددا لا بأس به من المسلسلات التاريخية والاجتماعية وحتى الفنطازية التي عرضت خلال مواسم شهر رمضان الفائتة وفرت لي ، وربما لكثيرين غيري ، فرصة التعرف على موضوعات ومفاهيم كثيرة دون البحث عنها في بطون الكتب وعلى صفحات الانترنت ، وقدم البعض منها شخصيات تاريخية مدروسة بشكل مجتهد الى الحد الذي تستحق المدح والثناء.
لا اعتقد ان بالامكان إصدار أحكام " إطلاقية " على كل ما يقدمه التلفزيون لأن فيها الغث وفيها السمين.
كما أن خصوصية الشهر المبارك ، الذي نوم الصائم فيه عبادة كما ورد ، لا تلغي حق الانفتاح على المعرفة التي تُقدَّم أحيانا في كتاب أو في ندوة أو في صحيفة .. أو من خلال شاشة التلفزيون.
لذا لأرى ضيرا في متابعة " مسؤولة وواعية " لما يقدمه التلفزيون من برامج تمثيلية أو سياسية أو اجتماعية ، مشددا على أن يلبس المشاهد " عيون " النقد والتفصح
وسلمكم الله جميعا

11 - مارس - 2007
الدراما العربية
كلك زوق.. كما يقولون في الشام    كن أول من يقيّم

رمضان مبارك وكل عام والجميع بخير
أتمناه شهرا للفرج من كل كرب .. والمغفرة من كل ذنب
وأساله تعالى أن يعيده علينا وقد وعينا بالقلب والروح قوله عز من قائل: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا.."
 
هذا هو الرمضان الأول الذي يطل فيما وجه أمي غائب بعد أن وافاها الأجل قبل شهور
رحمها الله تعالى ورحم أموات المؤمنين والمؤمنات
 
متعنا الله وإياكم بصوفية وعرفانية هذا الشهر الفضيل ورزقنا توفيق أداء واجباته وحقوقه
واسمحو لي بتهنئة خاصة للعزيز زهير الذي أكرمني بلطفه الجميل
 
أبو أوس 

24 - سبتمبر - 2007
رمضان كريم
أحسنت يا سيدي    كن أول من يقيّم

أحسنت يا أخا لم ألتقيه وجها لوجه لكني التقيته قلبا لقلب
 
وشكرا لك مواساتك الصادقة.. أساله تعالى أن يحفظك ومن يلوذ بك ويحميكم من كل مكروه
 
ما أجمل قافيتك يا سيدي

25 - سبتمبر - 2007
رمضان كريم
نعم هو حالها    كن أول من يقيّم

وجميل منك ما تفضلت به من لطف يا سيد عبد الحفيظ
 
حماك الله ومتعنا بتعليقاتك الثرية

25 - سبتمبر - 2007
رمضان كريم
استشراق واستغراب    كن أول من يقيّم

هذا الموضوع يا سيدي الكريم يقود إلى نبش جديد ل" مشروع الإستشراق " ينتهي إلى تحديد موضوعي ومعرفي لما له "أعني الإستشراق "وما هو عليه.
وكمتابع "متواضع" أميل إلى قبول دعوة الدكتور حسن حنفي إلى ضرورة " أن يكون الغرب موضوعاً للدراسة والتحليل من قبل الشرق حتى نكوّن عنه رؤيتنا من خلال دراسات وتحليلات علمية" عندها سيفهم الباحث الشرقي سر " الاستحواذية " التي تتميز بها المواقف الإستشراقية التي تستند في الغالب إلى ثقافة تعتقد أن عصر ما بعد التنوير في الغرب له فضل في " إنتاج " شرق جديد وتبيح لنفسها مثلا " خلق شرق أوسط جديد"!.
 
وإذ نتحفظ جميعا من الكتابات الإستشراقية المتشددة التي تبيح نظريا أو عمليا استباحة الشرق والتشكيك في منجزه المعاصر فإن من المناسب أيضا أن يكون لنا موقف واضح وجريء من تصرف العالم الإسلامي بمنطق أنه "الأفضل" ، نتيجة لرؤية دينية تحكم نظرته الشاملة للأمور، واعتبار أنه يمتلك كل شيء وليس بحاجة لمعرفة الغرب "الكافر" ولا للتعامل معه.
 
إن النقطة التي يفترض أن يلتقي عندها الجمعان تلك التي تتفق على احترام المنجز الإنساني من اين أتى ومواجهة تحديات الجهل وقمع الحريات والعنف والإرهاب من أي طرف صدرت ، وهنا لا بد من استشراق واستغراب متجاوران ومتفاعلان من أجل رسم فهم مشترك للعديد من العناوين التي لا تزال موضع خلاف بين الفريقين.
 
أكتفي بذلك واتمنى قراءة مداخلات تضيء مزيدا من العتمة التي تلف هذه المطارح في الفكر والثقافة.  

25 - سبتمبر - 2007
مالك بن نبي ونقد الاستشراق .....
وللجواهري الراقد في دمشق الى الابد رأي فيها    كن أول من يقيّم

شممت تربــــــك لا زلفى ولا ملقــــــا *** وســـرت قصدك لاخبّاً و لامذقــــــا

وما وجــــدت إلى لقيــــاك منعطفــــا *** إلا إليـــك , ولا ألفيـــت مفترقــــــاً

كنت الطـــريق إلى هــاوٍ تنازعــــــــه *** نفس تسدّ عليه دونهـــا الطرقــــــا

وكــان قلبــي إلى رؤيـــاك باصرتـــي *** حتى اتهمت عليك العين والحدقـــا

شممت تربك أستاف الصبا مرحــــــا *** والشمل مؤتلفاً , والعقد مؤتلقـــــا

وســرت قصــدك لا كالمشتهي بلـــــدا *** لكن كمن يتشهّى وجه من عشقـــــا

قالـــوا دمشق وبغداد فقلت همــــــا *** فجر على الغد من أمسيهما انبثقـا

ما تعجبون ؟ أمن مهدين قد جمعـــــا *** أم توأميـــن على عهديهما اتفقا ؟

أم صـــامدين يرُبّـــان المصير معــــــا *** حبّـــاً ويقتسمان الأمن والفرقــــــا

يهــدهــدان لســاناً واحــداً ودمـــــاً *** صنـــواً ومعتقــداً حراً ومنطلقـــــا

أقسمت بالأمة استوصى بها قــــــدر *** خيـــراً ولاءم منها الخَلــق والخُلقــا

من قال أن ليس مــن معنى للفظتهــا *** بلا دمشق وبغـــــداد فقد صدقــــا

فـلا راعى اللـه يومـــاً دسّ بينهمــــا *** وقيعــــــة ورعى يوميهمــا ووقـــا

يا جلـق الشــام والأعـــوام تجمـع لــي *** سبعاً وسبعين ما التأما ولا افترقـا

ما كــان لي منهما يومــان عشتهمـــا *** إلا وبالسؤر من كأسيهمــــا شرقــا

يعـــــاودان نفـــاراً كلـــما اصطحبــــا *** وينسيان هـــوى كانـــا قد اغتبقــا

ورحـــت أطفــو على موجيهــما قلقــاً *** أكاد أحســـد مرءاً فيهمــا غرقـــــا

ياللشـــباب يغـــار الحلـــم من شــــر *** بــه وتحســد فيــه الحنكــة النزقــا

وللبســـاطــة مـــا أغلــى كنائزهـــــا *** قـارون يرخص فيها التبر والورِقـــا

تلـــم كأسي ومن أهــوى وخاطرتـــي *** ومــا تجيش وبيت الشعر والورَقـــا

أيـــام نعكــف بالحسنى علــى ســـــمر *** نساقط اللغو فيه كيفمـــا اتفقــــــا

إذ مســكة الربوات الخضــر توسعنـــا *** بمـــا تفتـق من أنسامهـا عبقـــــــا

إذ تسقط الهامةُ الإصبــاح يرقصنـــــا *** وقاسيون علينـــا ينشر الشفقــــــــا

نرعى الأصيل لداجي الليل يسلمنــا *** ومن كوى خفرات نرقـــب الغسقـــا

ومــن كــوى خفــــرات تستجـــد رؤى *** نشوانـــة عن رؤى مملولة نسقـــــــا

آه علـــى الحلـــو في مــر نغصّ بـــــه *** تفطـــرا عسلاً في السم واصطفقــــــا

يــا جلـــق الشــام إنـا خلقـة عجــــب *** لــم يــدر ما سرها إلا الذي خلقــــا

إنــا لنخنـــق في الأضـــلاع غربتنـــــا *** وإن تنزّلــت على أحداقنــا حرقــــا

معــذبون وجنـــات النعيـــم بنـــــا *** وعاطشـون ونمري الجونة الغدقـــــا

وزاحفــــون بأجســــام نوابضهـــــــا *** تســـتام ذروة علييــــن مرتفقـــــــا

نغنــي الحيـــاة ونستغني كأن لنـــا *** رأد الضحى غلـــة والصبح والفلقــــا

يا جلق الشام كم من مطمـــح خلــس *** للمرء في غفلة من دهــره سرقــــــا

وآخـــر ســلّ مــن أنيــاب ذي لبــــد *** وآخــرٍ تحت أقـــدام لـــه سحقـــــــا

دامٍ صـــراع أخـــي شجــــوٍ وما خلقــا *** مـــن الهموم تعنّيه وما اختلقـــــا

يســـعى إلى مطمـــح حانت ولادتــــه *** في حين يحمل شــلواً مطمحاً شنقـــا

حـــران حيـــران أقوى في مصامـــدة *** علــى السكوت وخير منه إن نطقـــا

كـــذاك كل الذيــن استودعوا مثُـــلاً *** كذاك كل الذين استرهنوا غلقـــــا

كــــذاك كــان وما ينفــك ذو كلـــــف *** بمـــن تعبــد في الدنيا أو انعتقــــا

دمشـــق عشـــتك ريعانــاً وخافقـــــة *** ولمّة والعيـــون الســـود والأرقـــــــا

وهــــا أنــا ويـــدي جلـــــدٌ وسالفتي *** ثلــج ووجهــي عظم كاد أو عرقـــــا

وأنــت لـــم تبرحي في النفس عالقــة *** دمــي ولحمي والأنفاس والرمقـــــا

تمــوّجيــن ظلال الذكريــــات هـــوى *** وتسعديــن الأسى والهمّ والقلقـــــا

فخــــراً دمشـــق تقاسمــنا مـراهقـــة *** واليـــوم نقتسم الآلام والرهقــــــا

دمشق صبراً على البلوى فكم صهرت *** سبائك الذهب الغالي فما احترقـــا

على المــدى والعــروق الطهر يرفدنـا *** نســـغ الحياة بديـلاً عن دم هرقـــا
 
عن الشاعر:
 
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في 1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة لكن ذلك لم يمنعه في شبابه من الانتماء لليسار السياسي في العراق  

‏أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .‏

كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له. فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .‏

نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين . 

أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره . 

انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين . 

واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .

في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .

بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كرمه  بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» ذروة من الذرا الشعرية العالية .

يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.

وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ودفن في دمشق .‏
 
وآسف للاطالة .. يا أحبتي
 

21 - يونيو - 2008
حدثني عن الشام واحك لي عن دمشق
سوق الوراقين ببغداد .. قديم الحرائق وجديدها    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

يذكر النديم (ت 388 ) أول محنة من محن الوراقة ببغداد إبان الحرب بين الأخوين الأمين والمأمون، عندما نُهبت الدواوين: «كانت تمحى ويُكتب فيها» (الفهرست). وبعدها أُحرقت على مرأى من الناس، أكثر من مرة، كُتب أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 460)، وذلك حال دخول السلاجقة بغداد، فاضطر إلى الإقامة بالنجف، وكان ذلك سبباً لتأسيس الحوزة العلمية عام 448هـ.
وحسب ابن الأثير فأن مكتبة المدرسة النظامية ببغداد أُحرقت في سنة 510هـ لكن الكُتب نجت بأعجوبة. (المكتبات في الإسلام عن الكامل في التاريخ).
وبعدها كانت كارثة الكُتب إبان الغزو المغولي لبغداد (656هـ). إلا أن المؤرخين اختلفوا في تقديراتهم، بين مغالٍ قال جرت دجلة بلونين: أحمر من كثرة الدماء وأسود من كثرة المداد. ومن دون ذكر أي رأي آخر ظل المعاصرون يرددون تلك المقولة، مع أنها ليست ثابتة ولا مؤكدة في التاريخ.
وخلاف ذلك يذكر الفقيه والمؤرخ الحنبلي ابن الفوطي (ت 723هـ) في معجمه «تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب»، أن عالم الفلك الخواجة نصير الدين الطوسي (ت 673هـ)، الذي كان أحد المرافقين لهولاكو مع فقهاء وعلماء آخرين، تكلف بحماية العلماء وحماية المكتبات، فكلف بدوره شارح نهج البلاغة الشافعي ابن أبي الحديد (ت 656هـ) وآخرين بإعادة الكُتب المنهوبة من الخزائن، والتي اشتراها أهل الحلة والكوفة أيام حصار بغداد، قبيل الغزو.
أما كُتب المدرسة المستنصرية فيقال انها لم يصبها أذى، وظلت المدرسة عاملة حتى القرن العاشر الهجري. إضافة إلى مكتبة المستنصرية التي افتتحت العام 631هـ وحينها قال أحد الشعراء:
 
                                        أنشأ الخليفة للعلوم خزانة.. سارت بسيرة فضله أخبارها
 
وقد يفاجأ المثقفون الذين تابعوا تفجير سوق الوراقين إذا علموا أن بين أروقة المدرسة المستنصرية ومكتبها اخترعت قراءة وكتابة العميان، أي سبقت باريس وعالمها (بريل) بسبعمائة عاماً، والمخترع هو مدرس المدرسة والمقيم فيها الأعمى زَين الدين علي بن أحمد الآمدي (ت 714هـ).
إلا أن سوق الوراقة، التي ذكرها النديم، والمكتبات التي ظلت قائمة بعد الغزو المغولي، لم يبق منها شيء في العهد العثماني. إذ لم يجد الرحالة نيبور، الذي زار بغداد في القرن السادس عشر الميلادي، «سوقاً للكُتب»، ويقصد بيع المخطوطات. ولا ريب أن العديد من المخطوطات، مثلما الآثار الإسلامية، أخذت طريقها إلى استانبول، حيث عُمرت على حساب مدن أقاليم الإمبراطورية العثمانية الأخرى. ولم ينشأ سوق الوراقين مجدداً إلا بداية القرن العشرين.
ومن نافلة القول ان وجود الكتاب المطبوع ليس بالجديد ببغداد، رغم محدوديته، فقد نشر أيام الوالي المملوكي داود باشا (1830) كتاب «دوحة الوزراء»، من مطبعة «دار السلام»، لرسول الكركوكلي. كذلك بدأت مطبعة الموصل الحجرية تطبع الكتب منذ 1856، وذلك بجهود الآباء الدوميكان.
ولا ندري، إن كان سوق السراي هو وريث سوق الوراقين المذكور سلفاً، إذ تأسست فيه أوائل العشرينات مكتبات قليلة، مثل المكتبة «العصرية» لمحمود حلمي ، ومكتبة «النعمان»، والمكتبة «الحيدرية»التي اسسها عبد الامير الحيدري ثم تولاها بعد وفاته نجله الاكبر كاظم الحيدري الذي يصفه الباحث العراقي حسن العلوي بأنه آخر الوراقين في بغداد، والمكتبة «العربية»، ومكتبة عبد الحميد زاهد.
وتأسست في الثلاثينات مكتبة «المثنى»، التي يعد صاحبها الوراق قاسم محمد الرجب (ت 1974) كأحد أهم تجار وصُناع الكتاب ببغداد، وله مجلس أدبي في باحة المكتبة رغم انه لم يكمل دراسته المتوسطة وقد ظل المجلس مفتوحاً حتى وفاته وقد أسس مكتبته بدكان صغير في سوق السراي، وظل يتنقل بها من دكان إلى آخر حتى «اشترى بيت الدكتور صائب شوكت فحوّله إلى مكتبة المثنى في شارع المتنبي» (المطبعي، موسوعة أعلام العراق). وكان للمثنى، التي تعرضت هي الاخرى إلى حريق مدمر في نهاية التسعينات من القرن المنصرم، فرع بساحة التحرير، من الباب الشرقي، وقد فهرسها صاحبها بستة مجلدات، وصدر مجلة «المكتبة» الخاصة بعالم الكتب.
 
في المرة القادمة ساتحدث عن "مطعم الاخلاص" الذي يقع في بداية شارع المتنبي من جهة شارع الرشيد و"مقهى الشابندر" القريب من رأس سوق السراي ، وأعد ان الكلام سيكون خاليا من السرد التاريخي الممل باذن الله

22 - يوليو - 2008
شارع المتنبي ببغداد.. هل ينهض من جديد؟
ليبرالية .. في قراءة التاريخ    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

العزيز محمد
اتذوق مثلك تماما مرارة الفقدان الموجع لتراثنا وهو فقدان من نوع خاص لان العرب - وبقصد او بدونه - شاركوا أحيانا ضياعه .. عموما وكما قيل :  "في فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء".
أما بخصوص رواية ابن الفوطي فقد أردت ان أكون " ليبراليا " في قراءة التاريخ ولذا ادرجت هذه الرواية رغم ضعفها كما تفضلت في تعليقك.
والحقيقة اني لست في موقع الحكم على صحتها او لا صحتها ، فهناك آليات لتدقيق الروايات لها اهلها المختصون بها لكني اميل الى الايمان الكامل بان المغول حملوا مشروع "التخريب" بكل جوانبه واطفأوا به فناراتنا الفكرية والثقافية وليس غريبا ان تلحظ معي شدة العتمة الابداعية في تلك الفترة.
صدقني يا عزيزي كم انا سعيد لاهتمامك معي بهذا الشارع راجيا ان تكون عند حسن ظنك الكتابات اللاحقة عنه. وألف شكر

23 - يوليو - 2008
شارع المتنبي ببغداد.. هل ينهض من جديد؟
 1  2  3  4