البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمد فريد الكيال

 1  2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تتمة الشعر-8    كن أول من يقيّم

من دونـهـا جـهـنـم

 

ذات زفـير وسـعـر

.
وفي هذه القصيدة يذكر الشيخ الأبيات المقصودة وهي:

تقـول زدنـي يا فـتـى          منــه  فنــعم المختبر

قبلتهـا عـانـقـتـهـا           حلـت مـعـاقـد الأزر

طعنت في مسـتـهـدف          أجـرد ما فـيه شـعـر

وعـرفـه كــأنـــه         ريـح الخزامى والعطـر

                وجـدتـه كـمـثـل نـا          ر لمجوس تـسـتـعـر

.

.

           إلى آخر الأبيات /72 بيتا/.

ثم قال الشيخ ص/115:

 " فليتدبر وليي ما سطرته وليفكر فيما ذكرته وليأخذه عبرة من البصر لبصيرته ومن سره لسريرته فقد آن أن يجيء زمان المحن وقد علمت لما أوجدك ورتبة الكمال الذي أشهدك وما طلب منك إلا ما يقتضيه وجودك ويقضي به شهودك فإن أنصفت فقد عرفت وإن تعاميت بعدما أراك ما قد رأيت فقد وهيت فأسد المقالة سؤاآل الإقالة والسلام فسر بورود كتابي عليه وأمعن بالنظر فيه وإليه فأورثه التفكير فيه علة، كانت سبب رحلته وسرعة نقلته فما بقي إلا أياماً ودرج وعلى أسنى معراج إلى مقصوده عرج وشهدت احتضاره بالدار البيضا إلى أن قضى وسافرت من يومي لاستعجال قومي.

 فهذا بعض ما يحوي عليه هذا المنزل من الأهوال الصعاب التي تعظم في الشهود صورها". ......ثم يذكر بعض العلوم في هذا المنزل كعلم الرحمتين وعلم الإتباع وعلم ثبوت الأمور وعلم الرتق والفتق وعلم التلبيس الذي يقول الشيخ فيه :

"فمن وقف على هذا العلم قال بالري في مشروبه ومن حرمه لم يزل عاطشاً والماء عنده الذي يرويه ولا يشعر به أنه عنده وهو من أسنى علم يوهبه العارفون بالله فهو كالمطر للأرض وليس عين ما تطلبه من الارتواء سوى بخارها صعد منها بخاراً ثم نزل إليها مطراً فتغيرت صورته لاختلاف المحل فما شربت ولا ارتوت إلا من مائها ولو علمت ذلك ما حجبتها المعصرات فتحقق هذا النوع من العلم في العلم الإلهي فما أعطاك إلا منك وما هو عليه فلا يعلمه منه إلا هو فكل عالم فمن نفسه علمه فلذلك قال أهل الله :لا يعرف الله إلا الله ولا النبي إلا النبي ولا الولي إلا الولي".ا.هـ

14 - فبراير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
مع الشعر -9 -    كن أول من يقيّم

  ومن خلال قراءتنا لهذه النصوص نتعرف على عدة أمور نبه عليها الشيخ منها:

1-أن السؤال عن معنى الأبيات سؤال في غير محله لأن عالم المثال ? والذي منه عالم الرؤيا والخيال ? لايطلب فيه الشرح، وإنما يكون السؤال فيه عن التأويل. وهذه الأحداث إنما كانت في عالم المثال كما نص على ذلك الشيخ بقوله:" فعلمت أني بهذا الخطاب في صورة مثالية متجلية في حضرة خياليه" قال تعالى في قصة عزيز مصر ﴿ يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ﴾ ،فلم يسأل : اشرحوا لي هذه الرؤيا بل سأل عن تعبيرها ، ولقد أخبرنا الشيخ في أول هذا الباب عن ذلك بقوله :" واعلم أن النظر والاعتبار من العلوم التي تظهر من الأسرار والأنوار فالنور للبصر والإبصار فقال الله لما ذكر هذا المقام:﴿ فاعتبروا يا أولي الأبصار﴾ أي جوزوا مما أعطاكم البصر بنوره مما أدركه من المبصرات وأحكامها إلى ما تدركونه بعين بصائركم شهوداً" ثم أكد على ذلك عندما قال : "  فليتدبر وليي ما سطرته وليفكر فيما ذكرته وليأخذه عبرة من البصر لبصيرته ومن سره لسريرته"، فمن فاتته هذه التنبيهات فقد وقع عليه اللوم في تقصيره .

2-تحدث الشيخ في هذا الباب عن كتابين : كتاب الأم الذي هو الحق المبين ، وكتاب الإحصاء الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ولا تزال الكتابة فيه ما دام التكليف ، ويفهم من الكتابة وجود صحف يكتب عليها، وقلم تكون به الكتابة ،فيؤثر القلم  في الصحف كما يؤثر السيف في الأجساد ، وأظهر ما يكون آثار هذا القلم  عندما تكون الصحف فارغة جرداء عن كتابة سابقة فيها ، والصحف التي تعد للكتابة لافائدة منها إلا عندما يعمل القلم فيها فيملؤها نثرا أوشعرا أوغير ذلك من أنواع الكتابة . وفي ذلك إشارة لمن يريد فهم الإشارة.

3-إن الكلام في هذا الشعر يتحدث عن عقبة كؤود في منزل القضاء والقدر وأن لها سيفا قاتلا، خاصة في زمان المحن، ومعلوم أن السيف يطعن الأجساد، فالذي لديه علم بهذا المنزل وتلك العقبة، هو الذي يستشار في معرفة تأويل هذه الكلمات وتعبيرها، لا من ليس له في ذلك أدنى معرفة.

4-إن الشيخ وجه هذا الكلام إلى من له معرفة بعلوم الأذواق وقد لقبه الشيخ الأكبر بالولي، وبمولى الموالي (أي سيد السادة) وبالأخ الذي يخاطبه الشيخ عادة في هذه العلوم، إذ من كان من هذه الطبقة له أن يسأل أقرانه، ويسألونه، ويتباحثون مع بعضهم في ذلك.

5-أن هذه المعاني ليست في قصيدة غزل، أو أمور دنيوية أو صفصفة كلام والدليل على علو معانيها ما طرأ على الولي شهاب الدين من سرور بورودها عليه، ثم ما أثر فيه بعد التمعن والتفكر الدقيق، فأورثه علة كانت سبباً في سرعة نقلته.

14 - فبراير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
نهاية الشعر    كن أول من يقيّم

6-إشارة الشيخ الأكبر إلى مزيد من عالم المثال الذي صرح عنه بقصة انتقاله من قونية إلى الدار البيضاء وشهود احتضار الشيخ شهاب الدين، ودفنه، ثم العودة إلى قونية من يومه، لينبه من يتنبه أن الذي يقرأه هنا، هو في أحوال غير اعتيادية، وفي علوم ومسائل وراء طور العقل.

7-التأكيد الثاني الذي أتبعه الشيخ بعد تلك القصة العجيبة، في انتقاله وعودته، الحديث عن أحد أنواع العلوم الإلهية التي أعطت قول أهل الله: "لا يعرف الله إلا الله، ولا النبي إلا نبي، ولا الولي إلا الولي".

8- ولا بأس أن نذكر هنا قصة جرت في عصرنا الحديث، فقد رأى شخص نفسه في عالم الرؤيا، أنه يطأ أختيه، فعظم عنده الخطب وهالته هذه الرؤيا ،وحار في أمره، وبالمختصر سأل الأحباب فأرشدوه إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى فقص عليه الكلام الذي يعتبر مستهجنا ،عند ذلك، أوَّل له الشيخ الشعراوي هذه الرؤيا بما يتناسب مع عالم الخيال، وقال له: إن تأويل هذه الرؤيا أنك ستطأ الحرمين الشريفين ، إن شاء الله ستحج هذا العام وتزور الحرمين الشريفين، ولم يكن لهذا الشخص نية للحج ،ثم كان الأمر مع هذا الشخص كما عبر له الشيخ الشعراوي. ففي هذه القصة القصيرة إشارة مضيئة لمن يضع عقله وراء فكره، فيفكر ليختار الذي يريد أن يفهمه، لا يريد شيئا مسبقا فيفرض على عقله كيف يفكر في إيذاء الآخرين بأي صورة من أنواع الأذية.

9-وأخيرا أقول لمن يستثقل ذكر مثل هذه الكلمات، أنه ورد في السنة المطهرة في حديث "قصة ماعز" فيما أخرجه أصحاب الصحاح، لفظا أكثر وضوحا وتعبيرا، ولا يجد أحد من المسلمين أي حرج في قبولها، إلا اللهم إن كان ممن يقبل ما يكتبه أعداء المسلمين عن الإسلام في أحد المواقع على الأنترنت، فيما يسيء إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والمطهرة وكافة المسلمين عموما.

10- وأخيرا أقول بلغة حارتنا العامية: احميد ربك يا أخي يلي ما فهمت عالشيخ متل مافهم الولي شهاب الدين ولا لكنت رحت فيها، لأن الشيخ قال:" فقد كانت سبب رحلته وسرعة نقلته فما بقي إلا أياماً ودرج وعلى أسنى معراج إلى مقصوده عرج"

      لك كل المحبة والدعاء بالخير.

﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

فريد

14 - فبراير - 2006
حول كتاب فصوص الحكم
تحية واستعطاف    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الأخ العزيز المحترم زهير:
أشكرك على هذا الترحيب الدافئ بل الحار. فقد أصاب تقصيري وأوجعني حرقة، مع أنه لي جميل عذر عنه، ومع ذلك أرجو معذرتي عن هذا التقصير؛ ولئن قبلت عن نفسي بالتقصير فلا أرضى لها مطلقاً قطع حبال الود، وهل يتركه إلا متهاون؛ ورحم الله من علمني قول من قال: 
هم الأحبة إن جاروا وإن عـدلوا
 
فليس لي معـدل عنهم ولـو فصلوا
إني وإن فتـتـوا في حبهم كبدي
 
باق على ودهـم راض بمـا فعـلوا
ما عودوني أحبائـي  مقـاطعـة
 
بل عودوني إذا  قاطعتهـم  يصلـوا
    لا زال الشيخ الأكبر أكثر من يشغلني، ولا زلت فيه راغباً المزيد، فقربي للضريح وصف لحالي، وأعلم أن حاله t مني بعيد.
وأغتنم الفرصة أولاً لأطلب من المولى العلي القدير أن يمدك بالعون والتوفيق في عملك، لكل ما فيه خير أمتنا وصلاحها، وأن تجد البركة والسعة في الوقت الذي نعاني كلنا من عجلته، حقاً كما أخبر بذلك المصطفى r، إذ كم اقتربت الساعة ونحن غافلون.
وأغتنم الفرصة ثانياً لأقدم لكم التهاني بمناسبة مرور تلك السنوات الخيِّرَة لمجالس الوراق، مبتدئاً من طرفكم الكريم مروراً  بكل العاملين في أسرة الوراق حتى يعم جميع الروّاد أيضاً. فلا عجب أن ينال "الوراق" إعجاب وتقدير المؤسسات العلمية ، ومنابر أهل العلم، وأن  يحصد هذا الصرح اللامع أفضل الجوائز وأقدرها. بارك الله جهود كافة العاملين فيه.
ولقد سررت كثيراً بإنشاء مجموعة "سراة الوراق" فهي لفتة موفقة، واقتراح جيد، وجوهرة أخرى مضيئة في قلادة أعمدة الوراق، التي ستزيده جمالاً ورفعة في طريق المجد، فالعمل القائم على المؤسسات التخصصية لا شك أنه أفضل وأدق في عطائه وأدائه، وإنني لأتمنى للسادة الأساتذة المقترح أسماؤهم الهمّة العالية والنجاح في ما أوكل إليهم. علماً بأنني غير قادر على هذا العمل لاعتبارات كثيرة، وأتمنى لمن سيضطلع به الخير والتوفيق.
ثم إنني قمت بتعديل بعض ما كان في ملفي الشخصي وأحسب أنني ما جئت بكثير جديد،
وأما بخصوص الأسئلة المتعلقة بالشيخ محمود الغراب فسوف أحاول عرضها عليه، وأظن جوابه سيكون بكل بساطة: هذه كتبي عن الشيخ الأكبر منتشرة للداني والقاصي، وقد أمضيت معها تلك السنين الطوال من عمري، وضمنتها الكثير مما يدور على ألسنة المعاصرين وغيرهم، مدحاً وذماً، فهلا همّة صادقة لمن يطلب ما فيها?  أو لعله سيجيبني شيئاً آخر.
وقد حاولت تحميل صورتي فلم أفلح بذلك. 
في الختام أتقدم لكم بصادق التحيات.
                                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                                                                             محمد فريد الكيال

14 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
ترجمة حياة الشيخ محمود    كن أول من يقيّم

(محمود الغراب-1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الكريم الأخ زهير:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد
فقد راجعت الشيخ محمود محمود الغراب كما وعدتك بشأن الأسئلة التي طلبتها في مقالك السابق ، فكتب بخط يده بضعة أسطر لم تبلغ نصف صفحة، تشتمل على رؤوس أقلام عن حياته، وأمرني أن أضيف إليها أسماء الكتب وبعض التعاريف عنها، فأودعت تلك الأسطر بين ما أقدمه في هذه الصفحات.
ترجمة الشيخ محمود محمود الغراب:
هو العالم الفاضل الأستاذ المحقق الشيخ الجليل أبو عبد الله محمود بن محمود الغراب، أطال الله عمره ونفع به المسلمين، ينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً، أما والدته فهي السيدة الفاضلة فاطمة بنت محمد الخولي، زوجته الحسيبة النسيبة الفاضلة سناء الدويدري، يلتقي معها في النسب إلى سيدنا الحسين t في فرع علي الجماز، و له منها: ولدان وأربع بنات.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ محمود في مدينة طنطا بمصر الشقيقة، عام 1922م  ونشأ في بيت يحمل طابع العلم والعلماء والمعرفة، فوالده الشيخ محمود الغراب تنقل في مناصب القضاء المصري، إلى أن استلم رئاسة محكمة مصر الشرعية، ثم أصبح مفتي القصر الملكي، ثم أصبح عضواً في مجلس الشيوخ.
 انتسب الشيخ محمود محمود الغراب إلى الكلية الحربية بمصر، وتخرج ضابطاً في عام : 1939م، ثم تخرج من كلية الأركان عام  1953م، بعد أن أمضى خمسة عشر عاماً في الخدمة العسكرية، ثم سرح منها عام 1954م، ثم سافر من مصر إلى السعودية، ثم إلى بيروت، ثم إلى دمشق المعروفة وقتها بالشام، مكابداً أياماً عصيبة، وشدّة وضنك في العيش، قلَّ من ينجو منها سالماً، إلا بحفظ من الله جل وعلا، وحفته الولاية والرعاية الإلهية، واستقرت به الأوضاع في دمشق منذ عام: 1955م،  ولا تزال

21 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
ترجمة حياة الشخ محمود-2    كن أول من يقيّم

(محمود الغراب-2)
هي مكان إقامته مع أسرته حتى يومنا هذا، وفيها صنف كل ما كتبه للمكتبة الإسلامية ، فنالت الشام من بركته، كما نال هو من بركتها، وبركة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الذي ارتبط اسمه به بعد حين.
صفاته وأخلاقه:
لا يخفى عن أحد ظرف أهل مصر ودماثتهم  وحبهم للفكاهة، وهذا ما تميز به الشيخ محمود، فهو حسن المعاشرة، طيب الخلق، ممتع الحديث، ما أن تراه مرة حتى تتمنى أن لا تبتعد عنه مطلقاً، حباه الله بصفات خلقية وخلقية عالية، حاد الذكاء، شديد الملاحظة، قوي الذاكرة، مهما كان الموضوع الذي تحاوره فيه معقداً، تجد جوابه عنده بأسهل عبارة، وأوضح فكرة، آتاه الله سبحانه وتعالى فهماً في علوم الشيخ الأكبر لا يدانيه فيه أحد من المعاصرين، ولو توسعنا لقلنا من السابقين أيضاً، ممن أتى بعد عصر الشيخ الأكبر، ظهر ذلك جلياً لكل من عاشره، أو حضر مجلسه العلمي الذي أقامه في داره بدمشق لمدة أربعين عاماً، أو قرأ في كتبه التي ألفها عن علوم الشيخ الأكبر، أو سمع محاضراته التي ألقاها في المجامع العلمية، وقد شهد له بذلك كبار العلماء والمثقفين من كل الأمصار والأقطار.
شيوخه في طريق التصوف:
أولهم العارف بالله الشيخ العالم العابد محمد صادق العدوي إمام جامع سيدي الدردير، وخطيب جامع الروم في القاهرة عام 1953م، والعارف بالله الشيخ العابد العامل محمد المختار بن يوسف الشنقيطي، إمام التجرد والتوكل بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل صلوات الله تعالى 1954م، وسيدي العارف بالله الشيخ العامل العابد أحمد الحارون الحجار شيخ شيوخ زمانه في دمشق الشام من 1955م وحتى 1963م حيث التحق الشيخ أحمد الحارون بالرفيق الأعلى.

21 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
ترجمة حياة الشيخ محمود-3    كن أول من يقيّم

(محمود الغراب-3)
إقامته في دمشق:
دخل الشيخ محمود دمشق عام1955م، فتعرف على الشيخ العارف بالله سيدي الشيخ يحي الصباغ قطب التوكل في زمانه، وعلى إمام الوقت الشيخ أحمد الحارون، الابن الروحي في زمانه للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي، في قصة طريفة لايتسع الوقت لذكر تفاصيلها، فاحتضنه الشيخ أحمد بعد أن عرف فيه آثار الولاية، ولازم الشيخ محمود العارف بالله الشيخ أحمد تلك فترة من حياته وانتفع به، وظهرت بركاته عليه عياناً دون خفاء، أمره الشيخ أحمد بقراءة الفتوحات المكية، فنتج عن هذا الأمر بالإمداد الإلهي الموسوعة الإسلامية المعاصرة عن الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي في خمسة عشر كتاباً، أولها : كتاب الفقه عند الشيخ الأكبر، وآخرها كتاب الحديث في شرح الحديث الذي صدر في شباط 2007م ، وتعرف من خلال صحبته للشيخ أحمد إلى كبار علماء ورجال الشام وما حولها.
كتبه وتآليفه:
كتب الشيخ محمود معظم كتبه عن الشيخ الأكبر، عدا كتاب علماء وأمراء، الذي يعتبر بلسم أمراض عصرنا الحديث، وأما باقي تصانيفه فيقول عنها: وقد كان ترتيب إصدار هذه السلسلة:
 أولاً: كتاب الفقه عند الشيخ الأكبر، يوضح علو كعب الشيخ في الفقه الإسلامي باعتباره متأخراً، ويثبت أنه إمام مجتهد من أئمة أهل السنة والجماعة، فإذا صح هذا فلا يعقل ما نسب إليه من كفر وإلحاد وزندقة، فإن ما دوَّنه في العقيدة والأصول والأحكام، لا يمكن لعاقل إلا أن يقول: إنها لا تصدر إلا من مؤمن كامل الإيمان.
ثانياً: أعقبت الفقه بإصدار كتيب بعنوان الإنسان الكامل، و القطب الغوث، يوضح فهم الشيخ في آية قرآنية واحدة، وحديث صحيح واحد، ليس في هذا الفهم أي مأخذ شرعي، ولو لم تقبله الأمزجة والأفهام القاصرة.

21 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
ترجمة حياة الشيخ محمود-4    كن أول من يقيّم

(محمود الغراب-4)
ثالثاً: أعقبت هذا بكتاب شرح الكلمات الصوفية، و الرد على ابن تيمية, ناقشت فيه كل التهم التي نسبها الإمام ابن تيمية إلى الشيخ الأكبر، بمقارنة النصوص الواردة عن كل من الرجلين، ويتضح للقارئ المنصف المحقق عدم صحة ما نسبه الإمام ابن تيمية إلى الشيخ الأكبر، ثم جمعت شرح الشيخ لبعض كلمات الصوفية وبعض كلامه، الذي يتوهمه القارئ أو السامع ببادئ الرأي أنها كفر، وكيف ألبسها الشيخ ثوب الشريعة بالنصوص، وأنه كلام في دقائق التوحيد من مقام الإحسان.
رابعاً: فوجب التعريف بالشيخ، فأصدرت كتاب الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترجمة حياته من كلامه، وفيها جمعت كل ما أمكنني مما قاله الشيخ عن نفسه وسلوكه وتحصيله وفتوحه وعلومه، وشرطه، ونصه على من يخاطب بها.
خامساً: كان لابد من توضيح ما جاء في بعض هذه الترجمة، فكان كتاب : الحب والمحبة الإلهية، مترجماً عن أذواق الشيخ في المحبة الإلهية ومقام المحبوبية، الذي جاء به القرآن والسنة الصحيحة.
سادساً: ختمت هذه السلسلة بكتابي هذا: الخيال عالم البرزخ والمثال, و الرؤيا والمبشرات، يعلم منه القارئ ما هي الحضرة التي يتكلم منها الشيخ في كتبه? ومع من يتكلم من البشر? وهل هذا الذي جاء به هو محض أوهام وخيالات فاسدة، كما يتصوره العقل القاصر وعديم الذوق، أم هي خصوصيات يختص إلهية بها الله من يشاء من عباده، أثبتها الشرع، وجاء بها الرسول r ، ولكن غفل عنها كثير من الناس? (كتاب الرؤيا والمبشرات/86، 87). ا هـ
فكان عدد هذه الإصدارات /9/ تسعة كتب تلتها مجموعة أخرى وهي:
10- كتاب: شرح فصوص الحكم، وهو أول كتاب في سلسلة المجموعة الثانية، اشتمل على بحث دقيق بالشرح والتحقيق للنصوص الواردة في الكتاب المعروف بـ فصوص الحكم، مستنداً إلى الأصول والقواعد العلمية في إظهار صحة النص ، وصحة النقل، وأظهر هشاشة وضعف صحة نسبة هذا الكتاب إلى الشيخ الأكبر ، وعرض ما فيه من الدس والتزوير والمخالفة لمذهب الشيخ الأكبر المبين في كتبه المعتمد نسبتها إليه دون خلاف.

21 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
ترجمة حياة الشيخ محمود-5    كن أول من يقيّم

(محمود الغراب-5)
 ولما كان لهذا الأمر صلة بكل من " الفهرس" و "الإجازة" فقد ألحق الشيخ محمود في هذا الكتاب تحقيقاً علمياً خاصاً بكل من " الفهرس" و "الإجازة"، ظهر من خلاله عدم صحة هاتين الوثيقتين ، وبالتالي عدم صحة الاعتماد عليهما في صحة نسبة الكتب للشيخ الأكبر، كما ألحق بهذه الدراسة المراسلات التي تمت مع جامعة السوربون الفرنسية حول هذا الموضوع، كما تضمن البحث جدولاً مفصلاً بأسماء الكتب التي يصح نسبتها للشيخ الأكبر وعددها/ 74/ كتاباً فقط، فوجب على كل باحث أو طالب علم التحفظ من كل ما ينسب للشيخ الأكبر إذا كان يريد أن يستبرئ لعمله من النقض والنقص.
.   وبالمناسبة أقول للأخ الأستاذ الكريم زهير ظاظا،  جواباً لما سأل سابقاً عن محبِ للشيخ الأكبر، الذي ينبغي عليه أن يبين الكتب التي تصح نسبتها للشيخ الأكبر، ويوضح سقيمها من سليمها، وأن يشرح المواضيع  التي اتهم فيها الشيخ الأكبر بما اتهم به، إلى غير ذلك من التساؤلات.. أقول: لقد وضع الشيخ محمود محمود الغراب أجوبة لتلك التساؤلات منذ عام /1985/م في هذا الكتاب، شرح الفصوص وغيره، فما الذي استفدته منها? لعلك يا أخي لم تسمع بها، أو سمعت عن بعضها فشغلتك كتبٌ غيرها عن مطالعتها والتعرف على ما جاء فيها، ولست على ثقة ،بعد أن شاهدتك مع مجهرك في الفتوحات المكية، أن تلقى عندك قبولاً أو إنصافاً، لذلك لنتذكر سوية ما نبهنا به رسول الله r وعلمنا أن ندعو فنقول: " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه". نفعني الله وإياك بالصالحين.
11- بعده صدر كتاب: شرح رسالة روح القدس، وهو يتحدث عن عرض الشيخ الأكبر نفسه على ثلة من الصحابة الأولين وثلة من الصالحين الآخرين، رضوان الله عليهم أجمعين، واختار لكل واحد منهم مسألة أو أكثر ليتحدث فيها، عبـر دقائق ورقائق لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، ويبين الشيخ الأكبر كذب من افترى عليه القول بأنه يفضل نفسه على بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وغير ذلك من الافتراءات، وفي هذا الكتاب أيضاً إرشاد للغافل لما كان عليه السلف الصالح من التقوى والعمل الصالح، وفيه هداية إلى طريق السعادة لمن عادى الصوفية والتصوف، فلم يفرق بين الصوفي والمتصوف، ولم يفرق بين مشايخ الصوفية وبين من لبس زيهم

21 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
ترجمة حياة الشيخ محمود-6    كن أول من يقيّم

(محمود الغراب-6)
ونسب نفسه زوراً لهم، تماماً كما هو الفرق بين علماء الحق والعدل، وبين علماء السوء في كل زمان ومكان.
12- كتاب: الطريق إلى الله والشيخ والمريد، وفيه بيان لما تعارف عليه أهل التصوف باسم الطريق أو الطريقة، والشيخ والمريد، والإجابة على سؤال: هل صحيح أن هناك طريقة تدعى بالأكبرية? وأجوبة عن شروط الشيخ المربي الذي يحق له أن يكون المريد بين يديه كالميت بين يدي الغاسل، وفيه تتمة لما جاء في الفتوحات المكية الباب رقم:/560/ المعروف بالوصايا، وقد أضاف الشيخ محمود إلى هذا الكتاب مجموعة الكتب والرسائل التالية:
-       رسالة الشيخ الأكبر للإمام الرازي.
-       رسالة الرسالة.
-       كتاب الأمر المحكوم المربوط فيما يلزم أهل طريق الله من الشروط.
-       كتاب حلية الأبدال.
-       كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية.
-       كتاب كنه ما لابد منه.
-       كتاب الوصايا (وهو غير الذي ورد في الفتوحات المكية).
-       كتاب الوصية.
-       رسالة ما لا يعول عليه.
-       كتاب مواقع النجوم.
-       كتاب الإسرا إلى مقام الأسرى.
-       رسالة نسبة الخرقة وإلباسها للشيخ الأكبر.
-       رسالة أوراد الأسبوع.
-       دعاء الدور الأعلى.
إضافة إلى ما ورد عن "الخلوة"  و  "الأذكار"  وغيرها .. مما يلتقي جميعه في نفس موضوع الكتاب.

21 - فبراير - 2007
الحديث في شرح الحديث
 1  2  3  4