تحية واستعطاف كن أول من يقيّم
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العزيز المحترم زهير: أشكرك على هذا الترحيب الدافئ بل الحار. فقد أصاب تقصيري وأوجعني حرقة، مع أنه لي جميل عذر عنه، ومع ذلك أرجو معذرتي عن هذا التقصير؛ ولئن قبلت عن نفسي بالتقصير فلا أرضى لها مطلقاً قطع حبال الود، وهل يتركه إلا متهاون؛ ورحم الله من علمني قول من قال: هم الأحبة إن جاروا وإن عـدلوا | | فليس لي معـدل عنهم ولـو فصلوا | إني وإن فتـتـوا في حبهم كبدي | | باق على ودهـم راض بمـا فعـلوا | ما عودوني أحبائـي مقـاطعـة | | بل عودوني إذا قاطعتهـم يصلـوا | لا زال الشيخ الأكبر أكثر من يشغلني، ولا زلت فيه راغباً المزيد، فقربي للضريح وصف لحالي، وأعلم أن حاله t مني بعيد. وأغتنم الفرصة أولاً لأطلب من المولى العلي القدير أن يمدك بالعون والتوفيق في عملك، لكل ما فيه خير أمتنا وصلاحها، وأن تجد البركة والسعة في الوقت الذي نعاني كلنا من عجلته، حقاً كما أخبر بذلك المصطفى r، إذ كم اقتربت الساعة ونحن غافلون. وأغتنم الفرصة ثانياً لأقدم لكم التهاني بمناسبة مرور تلك السنوات الخيِّرَة لمجالس الوراق، مبتدئاً من طرفكم الكريم مروراً بكل العاملين في أسرة الوراق حتى يعم جميع الروّاد أيضاً. فلا عجب أن ينال "الوراق" إعجاب وتقدير المؤسسات العلمية ، ومنابر أهل العلم، وأن يحصد هذا الصرح اللامع أفضل الجوائز وأقدرها. بارك الله جهود كافة العاملين فيه. ولقد سررت كثيراً بإنشاء مجموعة "سراة الوراق" فهي لفتة موفقة، واقتراح جيد، وجوهرة أخرى مضيئة في قلادة أعمدة الوراق، التي ستزيده جمالاً ورفعة في طريق المجد، فالعمل القائم على المؤسسات التخصصية لا شك أنه أفضل وأدق في عطائه وأدائه، وإنني لأتمنى للسادة الأساتذة المقترح أسماؤهم الهمّة العالية والنجاح في ما أوكل إليهم. علماً بأنني غير قادر على هذا العمل لاعتبارات كثيرة، وأتمنى لمن سيضطلع به الخير والتوفيق. ثم إنني قمت بتعديل بعض ما كان في ملفي الشخصي وأحسب أنني ما جئت بكثير جديد، وأما بخصوص الأسئلة المتعلقة بالشيخ محمود الغراب فسوف أحاول عرضها عليه، وأظن جوابه سيكون بكل بساطة: هذه كتبي عن الشيخ الأكبر منتشرة للداني والقاصي، وقد أمضيت معها تلك السنين الطوال من عمري، وضمنتها الكثير مما يدور على ألسنة المعاصرين وغيرهم، مدحاً وذماً، فهلا همّة صادقة لمن يطلب ما فيها? أو لعله سيجيبني شيئاً آخر. وقد حاولت تحميل صورتي فلم أفلح بذلك. في الختام أتقدم لكم بصادق التحيات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد فريد الكيال |