عربيتنا عروبتنا . كن أول من يقيّم
بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على أشرف مخلوق رسولنا الكريم محمد (ص):
وبعد، أشكر الأخ محمد على روحه الغيورة ونفسه التواقة الى الرفع من شأن وحال لغة الضاد.ولا يسعني هنا الا أن أضيف قول الشاعر المصري الكبير حافظ ابراهيم:
رموني بعقم في الشباب وليتني ///// عقمت ولم أجزع لقول عــداتي .
أنا البحر في أحشائه الدر كامن //// فهـل سألوا الغواص عن صدفاتي .
... الخ .
ان مصير لغة الضاد اليوم هو مصير الأمة العربية كلها : ذل ، خنوع ،خضوع ، استسلام ، وتواكل .
لا ننكر أن الغة العربية هي لغة القرآن والحديث، وسجل تاريخ وحضارة العرب ، ولكن حالها الآن غير حالها في عهد الرسول (ص) ، ولا عهد الخلفاء الراشدين ، ولا العهدين الأموي والعباسي ...انها تنعي حظها ، وهي تحتضر على ألسنة العرب ، لتتلكأ لغة أجنبية لا تمت الى عالمنا وواقعنا العربي بصلة, أنا لا أتفق مع من ادعى أن اللغة الإنجليزية هي لغة العلم والعولمة ، والا فماذا نقول عن هذا الموقع[ موقع الوراق] وما تزخر به نوافذه من أعظم الأبواب الدينية، الثقافية،الحضارية ،العلمية والفنية...? أليس هذا دليل على مواكبة اللغة العربية لكل المستجدات وفي كل المجالات والحقول ?ألا يكفينا هذا المنبر الفريد من نوعه في عالم الإنترنيت ?
لا يمكن الادعاء بأن الإنجليزية أو الفرنسية أو غيرهما من اللغات تفضل لغتنا العربية ، ومن درس وتعلم هاته اللغات أدرك قصورها عن مضاهاة صدفات لغتنا السمحة ، ولكنني أقول : اننا فرطنا فيها ، ولم نبذل جهدا من أجل المحافظة على مكانتها وسمعتها كما كانت في عهد السالفين لنا . وأسوق هنا مثالا توضيحيا :
نقول باللغة العربية : ـ أختلف أنا وأخي في الرأي .
ـ اختلف أبي وأخي الى السوق .
ـ اختلف الليل والنهار .
ف كلمة:[ اختلف] لها معاني مختلفة في هذه السياقات .
في حين أن اللغة الفرنسية توظف كلمة واحدة ولا يمكن بأي حال التنويع في الكلمة.شأنها في ذلك شأن اللغة الإنجليزية،
مثلا: I go to school بمعنى أذهب ، أما اللغة العربية فلها خاصية التنويع والشساعة ،فتقول:ـ أنا أذهب الى المدرسة ـ أنا ذاهب الى المدرسة ـ أذهب أنا الى المدرسة ـ ذاهب أنا الى المدرسة ,,,, وهكذا .
وأختم تدخلي هذا بدعوة المشاركين في هذا الباب بملامسة واقعهم اليومي ، وجس نبض لغة التخاطب في الحي والشارع ، والبيت والمدرسة ... ليقفوا على هذا الداء الذي ألم بلسان العربي، فاستهجن لغته ، وتملق الى لغة أجنبية ,وشكرا. |