البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات cosmos software

 1  2  3  4  5 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الحجاج والقرآن    كن أول من يقيّم

ذكر البغدادي هذه الطرفة النادرة في شرح الشاهد (437) من شواهد سيبويه في الكتاب وهو البيت:
ربما تكره النفوس من الأم         ر له فرجةٌ كحل العقال
قال:
والبيت الشاهد قد وجد في أشعار جماعةٍ، والمشهور أنه لأمية بن أبي الصلت، من قصيدة طويلة عدتها تسعةٌ وسبعةٌ وسبعون بيتاً ذكر فيها شيئاً من قصص الأنبياء: داود، وسليمان، ونوح، وموسى. وذكر قصة إبراهيم وإسحاق عليهما السلام، وزعم أنه هو الذبيح، وهو قولٌ مشهورٌ للعلماء.
أما الطرفة النادرة فقد رواها البغدادي ولم تسعفه ذاكرته في تذكر المصدر الذي ذكر هذا الرواية في سبب هروب أبي عمرو بن العلاء، وقد عثرتُ على هذا المصدر وهو كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيتون) لابن نباتة،  أثناء ترجمته للحجاج، قال: ( وقال أبو عمرو بن العلاء كنت أقرأ "إلا من اغترف غرفة" بالفتح وبلغ الحجاج وكان يقرأ بالضم فطلبني فهربت إلى واد صنعاء فأقمت زماناً فسمعت أعرابياً يقول لآخر
قد مات الحجاج فقال الأعرابي:
ربما تجزع النفوس من الأمر         له فرجة كحل العقال
فلم أدر بأي شيء كنت أشد فرحاً أبموت الحجاج أم بسماع البيت أستشهد به على
القراءة.
وهناك رواية اكثر تفصيلا للقصة سأذكرها في ختام هذه البطاقة، وأنقل هنا ما رواه البغدادي من مختلف الروايات في سبب هروب أبي عمرو، قال:
أخرج ابن عساكر من طريق الأصمعي، قال: قال أبو عمرو بن العلاء:
هربت من الحجاج فسمعت أعرابياً ينشد:
يا قليل العزاء في الأهوال         وكثير الهموم والأوجال
إلى آخر الأبيات. فقلت: ما وراءك يا أعرابي؟فقال: مات الحجاج! فلم أدر بأيهما أفرح: أبموت الحجاج أم بقوله فرجة؟ لأني كنت أطلب شاهداً لاختياري القراءة في سورة البقرة: إلا من اغترف غرفة بالفتح. انتهى.
وقد رويت قصة أبي عمرو بن العلاء هذه على وجوهٍ مختلفة منها رواية الصاغاني في العباب، قال: قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء وكان قد هرب من الحجاج إلى اليمن، يقول: كنت مختفياً لا أخرج بالنهار فطال علي ذلك، فبينا أنا قاعدٌ وقت السحر مفكراً سمعت رجلاً ينشد وهو مارٌّ:
ربما تكره النفوس من الأم         ر له فرجةٌ كحل العقال
ومر خلفه رجلٌ يقول: مات الحجاج! قال أبو عمرو: فما أدري بأيهما كنت أفرح، أبموت الحجاج، أم بقوله: فرجة بفتح الفاء، وكنا نقوله بضمها. اهـ.

ومنها ما رواه الدماميني في الحاشية الهندية، قال: يحكى عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان له غلام ماهر في الشعر، فوشي به إلى الحجاج، فطلبه ليشتريه منه. قال: فلما دخلت عليه، وكلمني فيه، قلت: إنه مدبّر. فلما خرجت قال الواشي: كذب. فهربت إلى اليمن خوفاً من شره، فمكثت هناك وأنا إمامٌ يرجع إلي في المسائل، عشر سنين، فخرجت ذات يوم إلى ظاهر الصحراء فرأيت أعرابياً يقول لآخر: ألا أبشرك؟ قال: بلا. قال: مات الحجاج! فأنشده:
ربما تكره النفوس من الأم         ر فرجة كحل العقال
وأنشده بفتح الفاء من فرجة. قال أبو عمرو: لا أدري بأي الشيئين أفرح، أبموت الحجاج أم بقوله فرجة بفتح الفاء، ونحن نقول فرجة بضمها، وهو خطأ. وتطلبت ذلك زماناً في استعمالاتهم. قال أبو عمرو: وكنت بقوله: فرجة أشد مني فرحاً بقوله: مات الحجاج. اهـ.
كذا ساق الحكاية. وفي قوله في آخرها: وهو خطأ نظرٌ لا يخفى. والمشهور أن سبب
هروب أبي عمرو إلى اليمن طلب الحجاج منه شاهداً من كلام العرب لقراءته: غرفة بالفتح، فلما تعذر عليه، هرب إلى اليمن. ولم تحضرني الآن هذه الرواية.

قلت انا زهير: ومما فات البغدادي أن يذكره في سبب هروب أبي عمرو ما رواه القاضي التنوخي في كتابه (الفرج بعد الشدة) بسنده إلى أبي عمرو أنه قال:
كنت مستخفياً من الحجاج، وذلك أن عمي كان عاملاً له، فهرب، فهم بأخذي.
فبينا أنا على حال خوفي منه، إذ سمعت منشداً ينشد:
ربّما تجزع النفوس من الأم         ر لها فرجة كحل العقال
ومنها قوله: ووجدت بخط أبي عبد الله بن مقلة، في كتاب الأبيات السائرة: قال أمية بن أبي الصلت:
ربّما تكره النفوس من الش         يء لها فرجة كحلّ العقال
 ومن الفوائد ما ذكره الرافعي في (التدوين في تاريخ قزوين) في ترجمة أحمد بن صالح الحداد، والد علي بن صالح المقرىء، قال: وسمع أحمد بن صالح أبا الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني "إلا من اغترف غرفة" وغرفة واخترنا الضم لان الغرفة ملء الكف والمغرفة والغرفة بالفتح يكون للقليل والكثير وقد تغرف السفينة مائة قربة وأكثر.
وفي (كنز العمال)
عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف.
عن عثمان أنه قرأ:" إلا من اغترف غرفة" بضم الغين.
وفي (المغني) لابن هشام : (اغترفَ غرفةً بيدهِ) إن فتحت الغين فمفعول مطلق، أو ضممتها فمفعول به، ومثلهما حسوتُ حَسوةً، وحُسوةً.
وأختم هذه البطاقة بما حكاه الشيخ عبد الرحمن  ابن درهم وهو من أهل هذا العصر، توفي عام 1943م قال في كتابه (نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار):
ويروى أن أبا عمرو بن العلاء، كان يقرأ قوله تعالى: (إلا من أغترف غرفة بيده) بالفتح فأحضره الحجاج، وقال: ما حجتك في قراءتها بالفتح؟ قال: أمهلني أيها الأمير. قال: أمهلتك شهراً، فإن لم تأتني بحجة ضربت عنقك، فوكل من به يسير معه في أحياء العرب فلم يجد
حجة إلا أن كمل الشهر، فرده الموكلون به على الحجاج، فلما كان في أثناء الطريق إذ إعرابي يسوق إبلاً له وينشد:
صبر النفس عند كل ملم         إن في الصبر حيلة المحتال
لا تضيقن بالأمور فقد تكشف         غماؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر         له فرجة كحل العقال
فقال له أبو عمرو: ما وجه الفتح في فرجة؟ فقال: كلما أتى على وزن فعلة فلنا فيه ثلاث لغات، ففرح أبو عمرو بوجود الحجة لقراءته ثم قال للإعرابي: ما سبب إنشادك هذه الأبيات؟ قال: أنه قد بلغنا نعي الحجاج، وكنا متخوفين منه، فقال أبو عمرو: والله ما أدري بأيتهما أفرح، بموت الحجاج، أم بوجود الحجة على قراءتي ومذهبي؟!
قال السيوطي في المزهر:
أبو عمرو بن العلاء: اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولاً: أصحّها زَبّان بزاي
معجمة والبقية: جَبْر، جُنَيْد جَزْء، حُمَيْد، رَبّان براء مهملة عُتَيْبَة، عُثْمان، عُرْيان، عقبة، عمَّار، عَيَّار، عُيَيْنَة، فائد، قَبِيصة، مَحْبوب، محمد، يحيى، وقيل: اسمه كنيته، وسبب الاختلاف فيه أنه كان لجلالته لا يُسأل عن اسمه، قال أبو الطيب: أبو عمرو بن العلاء وأخوه أبو سُفْيان زعم النيسابوري أن اسميهما كنيتاهما

23 - ديسمبر - 2008
نوادر النصوص
صنم ملك التيبت المعلق داخل الكعبة    كن أول من يقيّم

صنم ملك التيبت المعلق عام (201هـ) داخل الكعبة مع قصة إسلامه، التي كتبها وزير المامون الحسن بن سهل (1)

نقلت هذا النص النادر من كتاب (أخبار مكة) للأزرقي في فصل بعنوان (في معاليق الكعبة) أي فيما هو معلق في الكعبة في عصره، وكانت وفاة الأزرقي سنة 250هـ فهو معاصر للخليفة المأمون الذي بعث بهذا السرير والكتاب إلى الكعبة. قال الأزرقي:

حدثني سعيد بن يحيى البلخي، قال: أسلم ملك من ملوك التبت، وكان له صنم من

ذهب يعبده في صورة انسان، وكان على رأس الصنم تاج من الذهب مكلل بخرز الجوهر والياقوت الأحمر والأخضر والزبرجد، وكان على سرير مربع مرتفع من الأرض على قوائم، والسرير من فضة، وكان على السرير فرشة الديباج، وعلى أطراف الفرش أزرار من ذهب وفضة مرخاة، والأزرار على قدر الكرين في وجه السرير، فلما أسلم ذلك الملك، أهدى السرير والصنم إلى الكعبة، فبعث به إلى أمير المؤمنين عبد الله المأمون هدية للكعبة، والمأمون يومئذ بمرو من خراسان، فبعث به المأمون إلى الحسن بن سهل بواسط، وأمره أن يبعث به إلى الكعبة، فبعث به مع نصير بن إبراهيم الأعجمي، رجل من أهل بلخ من القواد، فقدم به مكة في سنة احدى ومائتين، وحج بالناس تلك السنة إسحاق ابن موسى بن عيسى بن موسى، فلما صدر الناس من منى، نصب نصير ابن إبراهيم السرير وما عليه من الفرشة والصنم، في وسط رحبة عمر بن الخطاب، بين الصفا والمروة، فمكث ثلاثة أيام منصوباً ومعهم لوح من فضة مكتوب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا سرير فلان بن فلان ملك التبت، أسلم وبعث بهذا السرير هدية إلى الكعبة، فاحمدوا الله الذي هداه للاسلام، وكان يقف على السرير محمد بن سعيد ابن أخت نصير الأعجمي، فيقرأه

على الناس بكرة وعشية، ويحمد الله الذي هدى ملك التبت إلى الاسلام، ثم دفعه إلى الحجبة، وأشهد عليهم بقبضه، فجعلوه في خزانة الكعبة، في دار شبة بن عثمان، حتى استخلف حمدون ابن علي بن عيسى بن ماهان، يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومي على مكة، وخرج إلى اليمن فخالفه إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي إلى مكة مقبلاً من اليمن، فسمع به يزيد بن محمد فخندق على مكة وسكها بالبنيان من أنقابها، وأرسل إلى الحجبة فأخذ السرير وما عليه منهم، فاستعان به على حربه، وقال: أمير المؤمنين يخلفه لها، وضربه دنانير ودراهم، وذلك في سنة اثنتين ومائتين، فبقي التاج واللوح في الكعبة إلى اليوم.

نسخة ما في اللوح الذي في جوف الكعبة الذي كان مع السرير

بسم الله الرحمن الرحيم، أمر عبد الله الامام المأمون أمير المؤمنين أكرمه الله ذا الرياستين، الفضل بن سهل بالبعثة بهذا السرير من خراسان إلى بيت الله الحرام، في سنة مائتين وهو سرير الاصبهبد كابل شاه بعد مهراب بني دومي كابل شاه، المحمول تاجه إلى مكة المخزون سريره في بيت مال المسلمين، بالمشرق في سنة سبع وتسعين ومائة، ومن نبأ أمر الاصبهبد، أنه أضعف عليه الخراج والفدية عن بلاد كابل والقندهار، ونصبت المنابر وبنيت المساجد فيها، وخرج الأصبهبد كابل شاه، نازلاً عن سريره هذا خاضعاً لله مستسلماً، حتى حاول حدود كابل وأرض الطخارستان، ووضع يده في يد صاحب جبل خراسان ذي الرياستين على ما سامه ذو الرياستين، من خطة الذل للدين ولامام المسلمين، ثم أقام البريد من القندهار إلى الباميان، وأضاف بلاد كابل والقندهار إلى بلاد خراسان، وأذعن للوالي مع الجنود مقيماً حدود الله والاسلام، عاملاً بأحكامه فيه وفي من اختار الاسلام معه، وأقام

على العهد في مملكته، وسير الامام أكرمه الله الرايات الخضر على يدي ذي الرياستين إلى القشمير، وفي ناحية التبت ما سيرها، فأظهره الله سبحانه على بوخان وراور بلاد بلور صاحب جبل خاقان وجبل التبت، وبعث به إلى العراق مع فرسان التبت، ومن ناحية السرير ما طلب على باراب وشاوغر وزاول، وبلاد اطراز، وقتل قائد الثغر وسبا أولاد جبغويه الخرلخي مع خاتوناتة، بعد أحجاره اياه ببلاد كيماك وبعد غلبه ما غلب على مدينة كاسان وبعث بمفاتيح قلاع فرغانة إلى العرب، فمن قرأ هذه السطور فليعن على تعزيز الاسلام وتذليل الشرك بقول أو فعل؛ فإن ذلك واجب على الناس تعزيز الدين إذا قامت به الأئمة، ومن أراد الزهد والجهاد وأبواب البر والمعاونة على ما يكسب الاسلام كهذا العز وهذه المفاخر، وقد نسخنا ما كان حفر على صفيحة تاج مهرب بني دومي كابل شاه، في سنة سبع وتسعين ومائة على هذا اللوح ومن نصر دين الله نصره الله، لقوله تبارك وتعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز.

وكتب الحسن بن سهل صنو ذي الرياستين في سنة مايتين.

___________

1- الحسن بن سهل هو وزير المامون بعد اخيه الفضل، ووالد بوران (زوجة المأمون)  توفي سنة 236هـ سجينا في مشفى المجانين. واما الفضل فقد قتل بامر المأمون مغافصة في الحمام يوم 2/ شعبان/ 202هـ

 

1 - مارس - 2009
نوادر النصوص
جامع دير القمر    كن أول من يقيّم

قال المرحوم محمد كرد علي في كتابه (غرائب الغرب) أثناء حديثه عن خروجه من دمشق إلى لبنان:

 (ودير القمر هو مركز الجبل القديم وصلت اليه قبيل الغروب وقد بدت القصبة بابنيتها الشاهقة كالعروس في حليها وعكست شمس الاصيل على زجاج نوافذها وسطوحها فاختلطت الحمرة بالصفرة بالخضرة بالزرقة فكان من اجمل منظر تقع عليه عين انسان واهل الدير كمعظم سكان الجبل موصوفون بالرقة وحسن العشرة يتحببون الى الغريب كيف كانت حاله، وفي هذه القصبة إلى اليوم جامع قديم من القرن العاشر بناه أحد أمراء لبنان ولا يزال الديريون يحرصون على سلامته فيتعهدونه بالعمارة وإن لم يكن له من يقيم فيه الصلاة).

11 - مارس - 2009
نوادر النصوص
مصرع ابن عياد الجربي    كن أول من يقيّم


هذه قصة طريفة ذكرها الجبرتي في وفيات عام (1200هـ) قال: (ومات الأجل المكرم أحمد بن عياد المغربي الجربي، كان من أعيان أهل تونس وتولى بها الدواوين وأثرى، فوقع بينه وبين اسمعيل كتخدا حمودة باشة تونس أمور أوجبت جلاءه عنها، فنزل في مركب بأهله وأولاده وماله وحضر إلى إسكندرية، فلما علم به القبطان أراد القبض عليه وأخذ أمواله فشفع فيه نعمان أفندي قاضي الثغر، وكان له محبة مع القبطان، فأفرج عنه فأهدى بن عياد لنعمان أفندي ألف دينار في نظير شفاعته كما أخبرني بذلك نعمان أفندي المذكور.
 ثم حضر إلى مصر وسكن بولاق بشاطئ النيل بجوار دارنا التي كانت لنا هناك، وذلك في سنة اثنتين وتسعين، ومعه ابنه صغيراً ونحو اثنتي عشرة سرية من السراري الحسان طوال الأجسام وهن لابسات ملابس الجزائر بهيئة بديعة تفتن الناسك، وكذلك عدة من الغلمان المماليك، كأنما أفرغ الجميع في قالب الجمال، وهم الجميع بذلك الزي. وصحبته أيضاً صناديق كثيرة وتحائف وأمتعة، فأقام بذلك المكان منجمعاً عن الناس لا يخرج من البيت قط ولا يخالط أحداً من أهل البلدة ولا يعاشر إلا بعض أفراد من أبناء جنسه يأتونه في النادر.
فأقام نحو ثمان سنوات ومات أكثر جواريه ومماليكه وعبيده، وخرج بعده من تونس اسمعيل كتخدا أيضاً فاراً من حمودة باشا ابن علي باشا وحضر إلى مصر وحج ورجع إلى اسلامبول، واتصل بحسن باشا ولازمه فاستوزره وجعله كتخدا.
فلما حضر حسن باشا إلى مصر أرسل إليه ابن عياد تقدمة وهدية فقبلها وحضر أيضاً في أثره اسمعيل كتخداه المذكور فأغراه به لما في نفسه منه من سابق العداوة. والظلم كمين في النفس، القوة تظهره، والضعف يخفيه.
فأرسل حسن باشا يطلب ابن عياد للحضور إليه بأمان، فاعتذر وامتنع فسكت عنه أياماً ثم أرسل يستقرض منه مالاً فأبى أن يدفع شيئاً ورد الرسل أقبح رد، فرجعوا وأخبروا اسمعيل كتخدا، وكان بخان الشرايبي بسبب المطلوب من التجار، فحنق لذلك وتحرك كامن قلبه من العداوة السابقة وركب في الحال وذهب إلى بولاق ودخل إلى بيته وناداه فأجابه بأحسن الجواب وأبى أن ينزل إليه وامتنع في حريمه، وقال له: أما كفاك أني تركت لك تونس حتى أتيتني إلى هنا. وضرب عليه بنادق الرصاص فقتل من أتباعه شخصين، فهجم عليه اسمعيل كتخدا وطلعوا عليه وقتلوه وقطع رأسه، وأراد قتل ولده أيضاً فوقعت عليه أمه فتركوه وأخرجوا جثته خارج الزقاق فألقوها في طريق المارة، وأخرجوا نساءه وخدمه واحتاطوا بالبيت وختموا عليه.

13 - مايو - 2009
نوادر النصوص
يوم غرقت الموصل في الدماء    كن أول من يقيّم

قال ابن الأثير في حوادث سنة 132: (4/ ص 339)
وفي هذه السنة استعمل السفاح أخاه يحيى بن محمد على الموصل عوض محمد بن صول.
وكان سبب ذلك أن أهل الموصل امتنعوا من طاعة محمد بن صول، وقالوا: يلي علينا مولى الخثعم، وأخرجوه عنهم. فكتب إلى السفاح بذلك واستعمل عليهم أخاه يحيى بن محمد وسيره إليها في اثني عشر ألف رجل، فنزل قصر الإمارة مجانب مسجد الجامع، ولم يظهر لأهل الموصل شيئاً ينكرونه ولم يعترض فيما يفعلونه، ثم دعاهم فقتل منهم اثني عشر رجلاً، فنفر أهل البلد وحملوا السلاح، فأعطاهم الأمان، وأمر فنودي: من دخل الجامع فهو آمن؛ فأتاه الناس يهرعون إليه، فأقام يحيى الرجال على أبواب الجامع، فقتلوا الناس قتلاً
ذريعاً أسرفوا فيه، فقيل: إنه قتل فيه أحد عشر ألفاً ممن له خاتم وممن ليس له خاتم خلقاً كثيراً.
فلما كان الليل سمع يحيى صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن، فسأل عن ذلك الصوت فأخبر به، فقال: إذا كان الغد فاقتلوا النساء والصبيان. ففعلوا ذلك، وقتل منهم ثلاثة أيام.
وكان في عسكره قائد معه أربعة آلاف زنجي، فأخذوا النساء قهراً.فلما فرغ يحيى من قتل أهل الموصل في اليوم الثالث ركب اليوم الرابع وبين يديه الحراب والسيوف المسلولة،فاعترضته امرأة وأخذت بعنان دابته، فأراد أصحابه قتلها فنهاهم عن ذلك، فقالت:
له: ألست من بني هشام؟ ألست ابن عم رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؟ أما تأنف للعربيات المسلمات أن ينكحهن الزنج؟ فأمسك عن جوابها وسير معها من يبلغها مأمنها، وقد عمل كلامها فيه. فلما كان الغد جمع الزنج للعطاء، فاجتمعوا، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.

20 - مايو - 2009
نوادر النصوص
فلا تبذل نفسك إلا فيما هو أغلى منها    كن أول من يقيّم


قال ابن حزم في كتابه (الأخلاق والسير: ص 93)
ووجدت العامل للآخرة أن امتحن بمكروه في تلك السبيل لم يهتم، بل يسر، إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال به عون له على ما يطلب، وزايد في الغرض الذي إياه يقصد. ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم، إذ ليس مؤاخذاً بذلك، فهو غير مؤثر في ما يطلب. ورأيته إن قصد بالأذى سر، وإن نكبته نكبة سر، وإن تعب فيما سلك فيه سر، فهو في سرور متصل أبداً، وغيره بخلاف ذلك أبداً. ... فلا تبذل نفسك إلا فيما هو أغلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم. وباذل نفسه في عرض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
_________

قوله: اغلى، في الأصل المطبوع (اعلى) والتصرف مني انا زهير

29 - يوليو - 2009
نوادر النصوص
أصحاب القبور السبعة    كن أول من يقيّم

أصحاب القبور السبعة التي كانت تزار في القرافة، وكان لزيارتها قواعد متبعة، ذكرها المقريزي في (المواعظ والاعتبار) انظرهم على الوراق،

وأولهم: الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن سهل بن الصائغ الدينوريّ وتوفي ليلة الثلاثاء، لثلاث عشرة بقيت من شهر رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.

والثاني: عبد الصمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البغداديّ، صاحب الخلفاء، وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

والثالث: أبو إبراهيم إسماعيل بن... المزنيّ، وتوفي سنة أربع وستين ومائتين.

والرابع: القاضي بكار بن قتيبة، وتوفي سنة سبعين ومائتين.

والخامس: القاضي المفضل بن فضالة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

والسادس: القاضي أبو بكر عبد الملك بن الحسن القمنيّ، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.

والسابع: أبو الفيض ذو النون ثوبان بن إبراهيم المصريّ، وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين

. ..قال المقريزي بعد ما سمى أصحاب القبور السبعة:  وقد حكى صاحب كتاب (محاسن الأبرار ومجالس الأخيار) سبعة غير من ذكرنا وسماهم المحققين وهم:

صلة بن مؤمّل.

وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن عليّ بن جعفر الخوارزميّ.

وسالم العفيف.

وأبو الفضل بن الجوهريّ.

وأبو عبد الله محمد بن عبد اللّه بن الحسين، عُرف بالبزار.

 وأبو الحسن عليّ، عُرف بطير الوحش.

وأبو الحسن عليّ بن صالح الأندلسيّ الكحال.

وذكر أيضاَ سبعة أخر وهم:

عقبة بن عامر الجهنيّ.

والإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعيّ.

وأبو بكر الدقاق.

وأبو إبراهيم إسماعيل المزنيّ.

وأبو العباس أحمد الجزار.

والفقيه ابن دحية.

والفقيه ابن فارس اللخميّ.

وزيارتهم يوم الجمعة بعد صلاة الصبح، والعمل عليها في الزيارة الآن، إلاّ أنهم يجتمعون طوائف، لكلّ طائفة شيخ، ويقيمون مناور كباراً وصغاراً ويخرجون في ليالي الجمع وفي كلّ سبت بكرة النهار، وفي كلّ يوم أربعاء بعد الظهر، وهم يذكرون اللّه، فيزورون. ويجتمع معهم من الرجال والنساء خلائق لا تحصى، ومنهم من يعمل ميعاد وعظ، ويقال لشيخ كل طائفة الشيخ الزائر، فتمرّ لهم في الزيارة أمور منها ما يستحسن ومنها ما ينكر، ولكلّ عبد ما نوى.) ثم سمى المقريزي ما ألف من الكتب في زيارات القبور السبعة، منها: كتاب (هادي الراكبين في زيارة قبور الصالحين) لأبي محمد عبد الكريم بن عبد (ا بن طلحة) و كتاب (مرشد الزوّار) للموفق ابن عثمان. وكتاب (الزيارة) للشيخ محمد الأزهريّ ...

. وكان الذي يقود موكب الزيارة هذه يسمى (الزَّوّار) قال: وكانوا أوّلاً يزورون بعد صلاة الصبح وهم مشاة على أقدامهم إلى أن كانت أيام شيخ الزوّار محمد العجميّ السعودي، فزار راكباً في يوم السبت بعد طلوع الشمس لأن رجليه كانتا معوجتين لا يستطيع المشي عليهما، وذلك في أواخر سنة ثمانمائة... (باختصار عن :المواعظ والاعتبار)

5 - يناير - 2010
نوادر النصوص
عملية جراحية نادرة في حدود عام 248هـ    كن أول من يقيّم

يعقوب الصفار : واحد من جبابرة المتمردين، في العصر العباسي، زلزل عصره بانتصاراته الساحقة، على عمال الخليفة وجيوشه، وكانت وفاته يوم الثلاثاء 14/ شوال/ 265هـ كما حقق ابن خلكان وقد خصه بواحدة من أطول تراجمه في كتابه (وفيات الأعيان) وفيها يذكر هذه النادرة عن تفاصيل عملية جراحية أجريت له بعدما تلقى ضربة سيف سقط معها نصف وجهه قال :

وقال علي بن الحكم: سألت يعقوب بن الليث الصفار عن الضربة التي على وجهه، وهي منكرة على قصبة أنفه ووجنته، فذكر أن ذلك أصابه في بعض وقائع الشراة، وأنه طعن رجلاً منهم، فرجع عليه فضربه هذه الضربة، فسقط نصف وجهه حتى رد وخيّط، قال:

فمكثت عشرين يوماً في فمي أنبوبة قصب، وفمي مفتوح لئلا يتقرح رأسي، وكان يصب في حلقي الشيء بعد الشيء من الغذاء، قال حاجبه: وقد كان مع هذه الضربة يخرج ويعبي أصحابه للحرب ويقاتل.

10 - يونيو - 2010
نوادر النصوص
ابن تيمية يغمض عينيه طوال إلقائه دروسه    كن أول من يقيّم

عمر بن علي بن موسى بن خليل البغدادي الأزجي البزار سراج الدين أبو حفص (688 – 744هـ) من كبار تلاميذ ابن تيمية، وله في سيرته كتاب مفرد سماه (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية) ومما قاله فيه يصف طريقة ابن تيمة في إلقاء دروسه: (وأما ذكر دروسه فقد كنت في حال إقامتي بدمشق لا أفوتها، وكان لا يهيئ شيئا من العلم ليلقيه ويورده، بل يجلس بعد أن يصلي ركعتين فيحمد الله ويثني عليه ويصلي على رسوله - صلى الله عليه وسلم - على صفة مستحسنة مستعذبة لم أسمعها من غيره، ثم يشرع فيفتح الله عليه إيراد علوم وغوامض ولطائف ودقائق وفنون ونقول واستدلالات بآيات وأحاديث وأقوال العلماء ونقد بعضها وتبيين صحته أو تزييف بعضها وبإيضاح حجته واستشهاد بأشعار العرب وربما ذكر ناظمها، وهو مع ذلك يجري كما يجري السيل ويفيض كما يفيض البحر، ويصير منذ يتكلم إلى أن يفرغ كالغائب عن الحاضرين مغمضا عينيه من غير تعجرف ولا توقف ولا لحن بل فيض إلهي حتى يبهر كل سامع وناظر فلا يزال كذلك إلى أن يصمت، وكنت أراه حينئذٍ كأنه قد صار بحضرة من يشغله عن غيره، ويقع عليه إذ ذاك من المهابة ما يرعد القلوب ويحير الأبصار والعقول.....وكان إذا فرغ من درسه يفتح عينيه ويقبل على الناس بوجه طلق بشيش وخلق دمث كأنه لقيهم حينئذٍ، وربما اعتذر إلى بعضهم من التقصير في المقال مع ذلك الحال، ولقد كان درسه الذي يورده حينئذٍ قدر عدة كراريس (

23 - يوليو - 2010
نوادر النصوص
قصيدة دحية الكلبي في وصف قيصر الروم    كن أول من يقيّم

قصيدة دحية الكلبي يصف فيها دخوله على قيصر الروم لما بعثه النبي (ص) برسالته إليه والظاهر أن السهيلي انفرد برواية القصيدة في (الروض الأنف) وعنه نقل صاحب (زهر الأكم) إلا أني رأيت العبدري في كتابه (تمثال الأمثال) ينقل القصيدة عن (بلبل الروض) وهو كتاب وضعه الإمام الذهبي على (الروض الأنف) قال:

ومما قاله دحية بن خليفة في قدومه على قيصر:

ألا هل أتاها على نأيها بأني قدمت على قيصر
فقدرته(1) بصلاة المسيح وكانت  من الجوهر iiالأحمر
وتدبير ربّك أمر السما ء والأرض فاغضى ولم iiينكر
وقلت تقرّ ببشرى المسيح فقال سأنظر، قلتُ iiانظر
فكاد يقرّ بأمر الرسول فمال إلى البدل الأعور(2)
فشكّ وجاشت له نفسه وجاشت نفوس بني iiالأصفر
على وضعه بيديه iiالكتاب على الرّأس والعين والمنخر
فأصبح قيصر من أمره بمنزلة الفرس iiالأشقر

يريد بالفرس الأشقر مثلاً للعرب يقولون:

أشقر إن يتقدّم ينحر وإن يتأخّر يعقر(3) ا. هـ

1-            في زهر الأكم (فغررته) وفي مخطوطتي (تمثال الأمثال) (فقرزه) و(ففرزه)

2- البدل الأعور) من أمثال العرب أيضا: يضرب في المذموم يخلف المحمود كما في (فصل المقال) (183)

  3- مجمع الأمثال للميداني (2/114) المثل (كالأشقر إن يتقدم ينحر وإن يتأخر يُعقر) قال والعرب تتشاءم من الأفراس بالأشقر، ثم حكى قصة لقيط بن زرارة يوم شعب جبلة....)

24 - نوفمبر - 2010
نوادر النصوص
 1  2  3  4  5