 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | حجية الحمض النووي .. كن أول من يقيّم
الد�تور إبراهيم الحمود الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء: * وماذا عن حجية الحمض النووي (البصمة الوراثية)? - تختلف من شخص لآخر نظرا لاختلاف الصفات الوراثية ما عدا الابن مع والديه، ففي حال تطابق صفاته مع صفاتهما تكون قرينة قاطعة في اثبات النسب، وفي حال اختلافها تكون قرينة على نفي النسب بلا شك. مجلة الدعوة الإسلامية . | 21 - ديسمبر - 2006 | البصمة الوراثية ودورها في اثبات النسب شرعا |
 | وحيد.. كن أول من يقيّم
......................... للشاعر السنغالى الرئيس ليوبولد سيدار سينغور ترجمة سولارا صباح
أنا وحيد في البراري, وفي الليل. مع الأشجار ألتفّ من البرد.
متماسكا بقوة , جسدى بالمرفق, وعضو بأخر.
انا وحيد في البراري. وفي الليل. محاط بالحركات المثيرة للشفقة للأشجار اليائسة; الأشجار التي فقدت أوراقها للجزر الأخرى.
أنا وحيد في البراري, وفى الليل.
كعزلة أعمدة التلغراف الوحيدة فى الطرقات المهجورة.
| 21 - ديسمبر - 2006 | من روائع الشعر العالمى |
 | لعبة المرآة .(.هدية للأستاذ زهير) كن أول من يقيّم
شكرا لك على الهدية..إبداع ثان..يشي بنبض شاعر ، يدرك تماما الأثر البهي الذي يتركه الجمال.. ويشي كذلك بتلك القدرة الفائقة على قراءة النصوص الشعرية ..وأجمل ما فيها استعارتك لمفاتيح القراءة من داخلها .. جميل منك هذا الإصغاء للغة ، و هذاالإنصات لنبضات بني الإنسان..أينما كان.. | فكرة وجملة الشاعر المغربي سعيد موزون صحيفة "الأسبوعية الجديدة"، العدد 32، من 26 إلى 1 أبريل 2005، ص 17 | | الاخراج الرقمي: منعم الأزرق .......موقع المرساة.. | 22 - ديسمبر - 2006 | من روائع الشعر العالمى |
 | النص الخالص.. كن أول من يقيّم
"لن أكتب أبداً أي شيء إلا إذا نجحتُ في كتابة نص خالص عن ســ نص لا يشبه أي جنس أدبي. لا أقول فيه شيئا سوى الكلمات النابعة من وجودها المطلق. لا أقول حكاية، ولكن دفقاً من النبض المتلاحق أو قصيدة بلا كلمات ولا سطور ولكن ببياض عنيف لا حد له." ? محمد الأشعري | 23 - ديسمبر - 2006 | كلمات أعجبتني |
 | شعر الوزير.. كن أول من يقيّم
قصيدة جديدة لمحمد الأشعري وزير الثقافة المغربي ( إهداء للأستاذين زهير وبنلفقيه .)
الغرفةُ استعادت نفسها بعد انتهاء الزوبعة الباب مرَّ بيننا هي التي نأت أما أنا فقد عثرتُ فجأةً على الشخص الذي أُحبُّه
نعم كأنه كان هنا قبل مجيء الزوبعة
مستسلما لعنفه السري رتَّب القتالَ كله الخوفَ والجنون والبكاء والغناء والجروح والجموح والإذعان والوقوع والنجاة كل ذلك التأرجح البهي بين مقتلين
كأنه أتى ليُنقذ المحارب القديم من عطب الحرب التي مضت به ولم تعد
كأنه يوزع الحكاية التي نمَتْ وراء ظهرنا على أبطال مرهقين
هي التي نأت أما أنا فقد وجدتُ بابا موصدا وظلَّ شخصٌ يقتفي هواجسي سألتُهُ: ما يدريك أن الأمر كله ليس سوى احتمالٍ باهت من أين لي أن أدرك الذي لاحت به نظرتُها الجذلى وقد بسطتُ يدها في الضوء شمعة تضيء جرحها وورْطَتِي.. هل كانت جملي طائشة وبحتي موزونة على مقام شرس لماذا انتفضت رموشُها كبجَع مذعور ما الذي هز انخطافا ساهما في ذروة اندهاشها أَكُلّ هذا الشجر الملتاع ومض برق خلب تدنو به الأشياءُ من خرابها
هل أنت من أرى أم ارتجافُ جسدي هل أنت ظل الظل أم ظلي
وقد ثملتُ بانشطاري وصار كل شيء موغلا في زمنٍ بلا مدى أخشى خواء موحشاً يكاد ينتهي كما ابتدا
حائطا تعبره ملامحي وطيفها وصوت واهن كأنه صوت انقطاع وتر على مشارف المقام قلت عثرتُ فجأةً على الشخص الذي أحبه
هيهات، ما إن نأت ملامحي عبر الجدار حتى انبرى الشخص الذي رثيته كان على مقربة من العطر الذي سرقتُه من جيدها هاوياً بلا قرار
أوقفني وقال: لا تخف من جسدٍ تخونه ولا تغير عمرك القديم لا تقايض بأيِّ شيء أيَّ شيء هذا طريقك المنثور في الظلام
لا تنتظر شيئا وجمع حبه المنثال عُد به إلى فراش النهر حيث يمشي الماء يائسا ككل ما يمشي
اجعله خيطا واهيا يربط بين اللفظ والمعنى ضوء جدير بوجدك الأعمى
كان قريبا من جسدي بعيدا منه مفعما بشيء لا أدركه وكانت يدها تلك التي شربتُ نورها مبسوطة في الفسحة التي تفصلنا
هناك بين شجر ينمو وغيم داكن يدنو كأنها تغلق بابا فتحته الزوبعة
| من ديوان سيصدر قريبا بعنوان "قصائد نائية" _________________
| 23 - ديسمبر - 2006 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | حول >الأنا< و>النحن<: كن أول من يقيّم
................... الأنا، رغم أنانية الأنا، أي اعتباره وحدة متفردة ومتوحدة إلا أنه بذاته مركب. إنه مجموعة: طاقات وملكات وأعضاء وأفكار وأحاسيس وتفاعلات وقدرات وتجارب: إنه مجموعة مركبة فيدي لا معنى لها إلا داخل مجموعة هي جسمي الذي هو جزء من أناي، فيد لوحدها لا تعوض الأنا، لا تعوض شعوري بالجوع والألم أو الخوف... لا تعوض مجموع تجاربي الحسية أو النفسية. إن أي عضو وأي عنصر هو جزء من تركيبة، هذه التركيبة لا مثيل لها بالكامل ولا تتكرر. ومجمل القول إن أنا واحد هو تركيبة لانهائية تقريبا من العناصر الممكنة. ولذلك أناي تنطوي تحتها كلمات مثل جسدي وشخصيتي وكل مكوناتي السلبية والإيجابية. وعندما أقابل أنا آخر تتركب الأمور بشكل آخر، فهناك تشابه بين >أنايين وتشارك في عدة مسائل (لغة، دين، إنسانية، مهنة...) وهناك فروق واختلافات (وزن، شعر، لباس طول...). وعلاقة الأنا بالآخر تعقد الأمور ويتركب كل أنا في شكل جديد ويبدأ التفكير عن المشترك بين البشر. تطرح مسألة معرفة الذات لنفسها أو >انعلامها< أو >انعرافها<، إلا أن حياتنا الاجتماعية تغلب الأنا المشترك نظرا لنمطيات وقواعد تثبت نوعا من الأنا الداخلي، الأنا العميق، أو الأقرب الى الأنا إن شئنا، ذلك المكون من مجموعات لا حصر من الانطباعات والأحاسيس الخاصة، فإن اللغة لا تستطيع التعبير عنه كما يجب. التشبث بالأنا الأناني أو الذات المتفردة، لا يعني اعتبار أناي هي منتهى الحقيقة، إنها على هامش الحقيقة المطلقة، إلا أنها ليست مضادة للحقيقة على كل حال. إنها تبحث عن نفسها، وواقعيتها تكمن في بحثها هذا، إلا أنه ليس غاية الغايات. وكل ما أتمناه لهذه الذات هو ألا تفقد هذا الوعي، أي ألا تفقد ذاتيتها الأولى كحقيقة لا مفر منها. هذه الحقيقة البسيطة المتمثلة في الجواب الذي يقدمه أي واحد منا بعد طرقه أحد الأبواب ويسمع: ـ من هناك. ونجيب: ـ أنا شعوري البسيط هذا هو أول أناي. وهذا الشعور يدخلني عالم الوعي، عالم الفكر، عالم الممكن، عالم أنا جديد هو الأنا المفكر. الأنا المفكر ليس هو أنا الجسد، إذ أحتفظ بفكري في حال العطب والمرض، وليس هو الأنا الاجتماعي لوحده لأن هذا الاخير يحد من فضاءات فكري المتحرر والخاص ويحصرها في المشترك المبني على القوانين والمعايير... وليس هو الأنا التاريخي المحتاج الى الوثائق والاحداث والذي لا يعترف إلا بالمشاهير (حتى في مجال البشاعة والجنون والتقتيل...). أنا المفكر يرفض إقصاءه من التفكير كمتوحد، لا يهمه الدخول أو الخروج من أو الى التاريخ، لأن جانبا من الأنا المفكر لم يؤرخ له. الأنا المفكر يحاول التوفيق بين طرفين: من جهة القوى الهائلة والقاهرة التي تمثل الانتماءات والثوابت والقواعد، ومن جهة أخرى تلك القوة الداخلية المتمردة والمناهضة للتعميم والتنميط. الأنا المفكر يقبل التفكير في كل شيء لكنه لا يقبل فرض أي شيء على التفكير. الأنا المفكر يفكر أيضا في >النحن< والمشترك ولا يريد الموت في وحدته، يؤمن بالاختلاف وبالأنا الآخر ويفكر في أنواع الاشتراك الممكن. يقبل القانون والاخلاق لكنه يريد أن يكون أنا قانونيا وأنا أخلاقيا. ذلك أن النحن قد تكون في كثير من الاحيان ضد الأنا، كما أنها في الاحيان لا تفكر، بل تسير على خطى >نحن< الماضي، نحن ميتة. قد تكون >النحن< مؤدلجة بشكل ينفي الذوات المغايرة (الحروب، الإبادة...) أو أنها تنفي إمكانية التوحد والتفرد (القبلية، القومية، الإثنية...) وهذا ما تقاومه الأنا المفكرة. نقطة اللقاء المفيدة والخطيرة بين كل أنا وأنا، وكل أنا ونحن، هي اللغة. الأنا المفكرة واعية أن أول الحوار الممكن يبدأ من اللغة، وأنا أول الاختلاف وسوء التفاهم منها أيضا، إلا أنه لا مفر من اللغة. هل يمكن أن أفكر دون >نحن<، دون الآخر الذي يحددنا بمقابلته لنا? هل يمكننا أن نفكر دون خطاب، دون وجود المتلقي، دون موضوع أو قوالب، دون ترتيب أو مواصفات، أي بدون هدف?.. *تمورو عبد الصمد..... "الهوية المركبة: نحو حوار ممكن بين الأنا والنحن والآخر"
| 26 - ديسمبر - 2006 | من يقتل الغذامي تقربا لله? |
 | صــورة.. كن أول من يقيّم
الناي و الرذاذ امرأة.. | المصدر:
________موقع المرساة.._________
| | 27 - ديسمبر - 2006 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | أمنيتي..     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم وعيد ميلاد سعيد وأضحى مبارك للجميع | 27 - ديسمبر - 2006 | أمنيات |
 | عيد مبارك سعيد.. كن أول من يقيّم
*أهلا و سهلا بالنورس الجديد ، الآتي من بعيد !..اهبط بسلام ، وأقم بيننا ما طاب لك المقام.. وعــيد مبارك ســعيد ، وكل عام وأنتم بخيـر. | 30 - ديسمبر - 2006 | وصف الناقة عند شعراء المعلقات.. |
 | استدراك.. كن أول من يقيّم
النساء والتبغ والأدب
*دوبرافكا اوغرسيك Dubravka UGRESIC
في أحد الافلام السوفياتية القديمة، "الواحدة والاربعون"، والمُستوحى من بوريس لافرنييف التي تحمل العنوان عينه، هناك مشهد يثير لديّ التساؤل. يروي الفيلم حكاية جندية شابة وشجاعة من الجيش الأحمر أسرت ضابطاً وسيماً من الحرس الأبيض المُعادي. إنهما في كوخ وسط الصحراء ينتظران عودة الوحدة العسكرية التي تنتمي اليها الفتاة. تُغرم الجندية، ذات القلب الكبير المُمانع ازاء التحجّر الفكري، بعدوّها الإيديولوجي الساحر. في لحظة، ينفد ورق السجائر منه، فتُقدّم له بكلّ سخاء الشيء الوحيد الثمين الذي تملكه : دفتراً صغيراً تكتب فيه قصائدها. يلفّ الضابط التبغ في شِعر الجندية ويحرقه دخاناً، بكلّ وقاحة، حتى البيت الأخير، تحت نظر المشاهدين الذين يصعب عليهم التصديق. هل يمكننا تخيّل الوضع المعاكس? لا. ذلك أنّ المشهد المؤثر، وبالرغم من سذاجته، هو أكثر من مشهد سينمائيّ، إنه مختصر استعاريّ لتاريخ الآداب النسائية ولعلاقة النساء بانتاجهنّ الخاصّ وعلاقة الرجال بما تنتجه النساء. على مدى التاريخ، بدّد الرجال الى رماد طموحات النساء الأدبية، والنساء ضحّيْنَ بأنفسهنّ من أجل الآداب الرفيعة، ومنها من لم يستمرّ الاّ بفضلهنّ في الحقبات المظلمة من تاريخه. فلنتذكّرْ، مثلاً، ناديدجا ماندلستام التي كانت تحفظ بإصرار عن ظهر قلب أبيات شعر اوسيب. فأنقذت العديد من قصائده، في الوقت الذي كان ستالين يسعى جاهداً الى محوها من الوجود. فلنتذكّرْ كلّ تلك الزوجات والعشيقات والصديقات والمُعجبات والمُترجمات والمُرافقات والواهبات والراعيات والناقلات والطابعات والمُصحِّحات والناشرات الوفيّات والمُفاوِضات الحكيمات والعميلات الأدبيات والمُلهِمات والمستشارات والمُساهِمات المُتحمِّسات واللّطيفات، المُهتمّات بتعبئة غليون الكاتب وتنظيف مكتبه، طبّاخات دقيقات وحارسات قيّمات للمحفوظات أو المكتبات، قارئات شغوفات وحافظات أمينات للمخطوطات، تماثيل حيّة تعيش في معابد الأدب الجنائزية، مُدبِّرات منزل في متاحف الأدباء تُلمِّع التماثيل النصفيّة وتلتقط الغبار المتراكم فوق المؤلفات الكاملة، مؤسِّسات مُتحمِّسات لهيئات تُعنَى بنشر مؤلّفات الشعراء أحياء كانوا ام أمواتاً. نعم فلنتذكّرْ جميع هؤلاء النساء. بلغة المعلوماتية، كانت النساء طوال التاريخ "تحفظْنَ" النصوص الأدبية، بينما الرجال "يمحونها". كم رجل ـ ديكتاتور أو ثريّ كبير أو رقيب أو مجنون أو مُولَع بإشعال الحرائق او قائد جند أو إمبراطور أو زعيم ـ حمل في نفسه كراهية لا تلين تجاه المكتوب! لو حدث مرة أن وضّبت امرأة السمك الطازج في أوراق شاعر صغير، فأيّ ضرر هذا مقابل الكتب التي أُحرقت في عهد الإمبراطور الصّيني هوان تي? وإذا قامت إحداهنّ باستخدام صفحة قصيدة لتغليف قالب الحلوى، فأين منها أطنان المخطوطات التي دمّرتها الاستخبارات السوفياتية? لو أشعلت إحداهنّ المدخنة بأوراق كتاب، فإنّ ذلك لا يُقاس بالدخان المتصاعد من الكتب التي رُميت في المحارق النازيّة? ولو لجأت امرأة لصفحات رواية لتنظيف زجاج النوافذ، فإنّ ذلك لا يُقارن برماد مكتبة ساراييفو التي أحرقتها قذائف كاردجيك وملاديتش. هل يمكن تصوّر مشهد معاكس? لا، لأنه خارج الاحتمال تماماً. فطوال التاريخ، كانت النساء قارئات، ذبابات صغيرة تعلقنَ في طعم الكتابة: كانت النساء دائماً من جهة الجمهور. هكذا، وفي إطار الأدب الكرواتي الصغير في القرن التاسع عشر، اضطرّ الكتّاب الرجال إقناعهنّ بالتوقّف عن القراءة بالألمانية، لأنّ هؤلاء الكتّاب المحلّيين كانوا يفتقرون الى القرّاء. " ينكمش قلب الوطنيّ عندما يسمع بنات العائلات المحترمة، وأيضاً بنات الناس العاديين، يسخرنَ من اللّغة الوطنية ". ومن شفقتهنّ، راحت القارئات الكرواتيات يطالعنَ كتبهم وهنّ يتثاءبنَ ضجراً... هكذا يمكن القول أنّ النساء أطلقنَ أدب هذا البلد الصغير. طالما كانت النساء الأرواح المنزلية للأدب وهنّ من الجنّ الطيبين. فمن باب الاستعارة أنّ كلّ بيت أدبيّ مسكون بظلّ بانيته الحقيقية وهي امرأة. مقابل تعبهنّ، يهبهم الكتّاب مديحاً جماعياً في الغالب. هكذا يرد اسمهنّ في أسفل قائمة الأشخاص الموجّه اليهم الشكر، من مدراء أدبيين أو وكلاء أو ناشرين أو أصدقاء ومؤسّسات.عند قاعدة الهرم، يبقى حاضراً ظلّ ماري أو جاين أو فيرا1. ولنعد إلى موضوعنا الأساس، ونقول أنّ تاريخ النساء والكتب والدخان واحد لا ينفصل، وكدت أقول أنه تاريخ مشترك. وحدهنّ النساء والكتب أُحرقنَ من على محارق محاكم التفتيش. لم يلعب الرجال دوراً يُذكر في رماد التاريخ، فالساحرات (وكنّ من المتعلمات) والكتب (مصدر المعرفة واللذة) اعتُبرنَ من أعمال الشيطان، في كلّ مرة كان هذا الإعلان ضرورياً في تاريخ البشرية 2 . وتُقفل الدائرة مع الانتحار الاستعاري لسيلفيا بلاث التي تُدخل رأسها في الفرن المنزليّ، كذكرى استعاديّة لفكرة الجحيم. لكن لنسترجعْ، في خاتمة هذه القصة الحزينة، مثلاً روسياً أيضاً ولكن أكثر بهجة. كانت إحدى الأمهات الموسكوبيات قلقة على ابنها، والسبب أنه كان تلميذاً متفوّقاً ومُحباً للأدب يُؤلّه بوشكين الخ... لكنّ الأمّ كانت تخاف عليه من المخدّرات، فكانت تفتّش جيوبه بانتظام، وانتهى بها الأمر الى العثور على ما كانت تبحث عنه: قطعة صغيرة من مادة سمراء غامقة مُوضّبة بعناية في ورق من الألمنيوم. وبدل التخلص منها، فضّلت المرأة تجربة المادة على نفسها، ومع أنها لم تكن تملك أية خبرة في هذا المجال إلاّ أنها تمكّنت من لفّ سيجارة. لكنّ ظهور ابنها في الباب انتزعها من سباتها اللطيف. أين التراب? سألها. دخّنته، أجابت بفرح. في الواقع هذا لم يكن حشيشاً، بل تراب من قبر بوشكين المقدّس في نظر الابن. فالمرأة دخّنت إذن بوشكين، لتثأر من الجندية الكريمة الأخلاق في الجيش الأحمر والتي تحوّلت أشعارها إلى رماد على يد أحمق. هذه المرأة المجهولة ربما فتحت صفحة ثورية جديدة في تاريخ الأدب. أقول ربما. في كلّ حال شكراً لها!
الهوامش * كاتبة صربيّة في المنفى. المقطع مقتطف من ديوان سيصدر في ايلول/سبتمبر 2005 لدى دار فايار، باريس، تحت عنوان Ceci n’est pas un livre ________________________________________ 1- ستاسي شيف، مؤلفة سيرة فيرا (زوجة فلاديمير نابوكوف) تكتب: "نظرا الى قائمة الاشياء الذي لم يحسن القيام بها ـ الطبع على الآلة الكاتبة، قيادة السيارة ، التحدث بالالمانية، العثور على الاغراض الضائعة، اغلاق الشمسية، الرد على الهاتف، تفتيح صفحات كتاب... يمكن التكهن بأي مهمات أمضت فيرا حياته". 2- في فيلم "محامي الشيطان" الاميركي لتايلور هاكفورد، يبدو تصوير الشيطان مثيرا للاهتمم حيث ان ابليس (آل باتشينو) وتابعاته لهما ميزتان: يدخنون ( ما عاد احد يدخن في اميركا الا من كان تحت تأثير قوى الشر) ويتكلمون بطلاقة لغات اجنبية (كذلك المتعلمون يقعون تحت تأثير قوى الخطيئة!). عن الموقع الإلكتروني للوموند ديبلوماتيك _________________ عن موقع المرساة.. | 30 - ديسمبر - 2006 | ارجوالمساعدة |