المفردة رقم 160 بجامع ابن البيطار : { أنـجـرة } = Ortie = Urticaكن أول من يقيّم
يقول ابن البيطار عن هذا النبات أنه معروف ، و أن من أسمائه { القريص } و { الحريق }، بعدها يعرض كعادته أقوال الأطباء في المفردة ، و هم هنا على التوالي :
*- سليمان بن حسان : و يقدم وصفا للنبات وخاصية لسع و حرق هذا النبات لجلد الإنسان ، و يشير إلى وجود نوعين: كبير و صغير ، و أن الكبير هو المستعمل في الطب .
*- الغافقي : الذي يقول بأن { الأنجرة } على الحقيقة ثلاثة أنواع ، و أن الصنف الثالث هو أصغرها و أضعفها قوة و أدقها بزرا .
*- ديسقوريدس : و يشير إلى وجود صنفين ، و بأن كلا الصنفين إذا تضمد به مع الملح أبرأ القروح العارضة من عض الكلاب و القروح الخبيثة و القروح السرطانية و القروح الوسخة و التواء العصب و الخراجات والأورام المسماة فوغطلا [1] و الدبيلات ، و قد يعمل مع القيروطي و يضمد به الطحال الجاسي . و إذا دق الورق و صير في المنخرين قطع الرعاف . و خلط مدوقا ب { المر } و احتمل أدر الطمث . و إذا أخذ الورق و هو طري و وضِع على الرحم الناتئة ردها إلى داخل . و بزر هذا النبات إذا شرب مع الطلاء حرك شهوة الجماع ، و فتح فم الرحم . و إذا دق و خلط بالعسل و لعق نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ، و من الشوصة ، و من الورم العارض في الرئة ، و قد يخرج الفضول التي في الصدر . و قد يقعفي أخلاط الراهم التي تأكل ، . و إذا طبخ الورق مع بعض ذوات الأصداف لين البطن و حلل النفخ و أدر البول . و إذا طبخ بالشعير أخرج ما في الصدر . و طبيخ الورق إذا شرب مع يسير من{ المر } أدر الطمث . إذا تضمد بها أضمرت ورم اللهاة .
*- جالينوس : و يقول بأن ثمر هذا النبات و ورقه هما المستعملان فيما يحتاج إليه من المداواة . و قوتهما قوة تحلل تحليلا كثيرا حتى أنهما يذهبان الخراجات و الأورامالتي تحدث عند الأذنين ، و فيهما مع هذا قوة نافخة بسببها صارا يهيجان شهوة الجماع و خاصة متى شرب بزر هذا النبات مع { عقيد العنب } ... و هو يطلق البطن إطلاقا معتدلا من طريق أنه يجلو و يحرك فقط ، لا من طريق أنه مسهل كسائر الأدوية المسهلة . و الذي يفعله أيضا من شفاء القروح المتأكلة في العلة المعروفة بالأكلة و في السرطانات و في جميع ما يحتاج إلى التجفيف جملة من غير تلذيع و لا حدة و لا خليق به ، إذ كان في مزاجه لطيفا يابسا ليس فيه من الحرارة ما يحدث اللدع . و في كتاب التجربيين : بزر { الأنجرة } يفتتت حصاة الكلية و المثانة و لا سيما الرخصة من حصا الكلية و المثانة اللطيفة فإنه ينقيها تنقية بالغة . و ينفع من علق الدم حيثما كان بتحليله إياها . و إذا طبخ مع { عرق السوس } نفع من وجع المثانة و حرقتها ، و إذا كانت من أخلاط صديدية انصبت إليها . . و ورقها إذا طبخ و درس بسمن ، أو ما هو في قوته ، و ضمد به أورام خلف الأذنين ، أضمرها و نفع منها جداً ./هـ... انتهى ما نقل من الجامع ........................ الهامش : [1] كتبت في النسخة المتداولة من الجامع على شكل " بوحثلاء " ، و التصحيح من ترجمة " لوكليرك " .......................... و { الأنجرة } في معجم أسماء النبات هي : Urtica pillulifera L. ، من أسمائها : أنجرة - قُـرّيـص [ سمي بذلك بسبب أن ورقه إذا أصاب عضوا أصاب به حكة و تقريصا ] - قُـرّاص ? عُـقـّار ? حُـرّيْـق ? مُحرِقة [ اليمن ] ? نبات النار ? كِزنه [ فارسية بزر الأنجرة ] ? من فصيلة القراصيات أو الأنجريات Urticacées . إسمه الفرنسي Ortie romaine ، و الإسم الإنجليزي Roman nettle .
ما ذكرني في مجلة العلم هوالموضوع المقدم في أول مشاركة في هذا المجلس الخاص بالإعجازالعلمي في القرآن الكريم ، فقد سبق لي أن قرأت على صفحات هذه المجلة موضوعا شيقا عن التقنية التي اتبعها ذو القرنين لبناء السد في وجه ياجوج و ماجوج بصهر الحديد و إفراغ القطر ? و هو النحاس - عليه . و قد تناول وقتها ? ما يقارب الثلاثين سنة ? مهندس مقتدر هذه التقنية بكثير من التفصيل ، و بين بشكل مقنع الإعجاز العلمي للقرآن الكريم المتضمن في الآيات القرآنية :{ قالوا ياذا القرنين إن ياجوج و ماجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا(90)قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما (91) ءاتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال ءاتوني أفرغ عليه قِـطْرا (92) فما اسطاعوا أن يُظهِروه و ما استطاعوا له نقبا ( 93) } [ سورة الكهف ] ? صدق الله العظيم ? أخذت الآيات من مصحف برواية ورش عن نافع ، و مرقمة بالعد المدني . و القطر في الآية هو النحاس . و لقد بحثت في عشرات الأعداد المتواجدة في خزانتي من هذه المجلة ، و لم أعثر بعد على العدد المتضمن للمقال المشار إليه . و أثناء بحثي هذا ، وجدت مواضيع أخرى كثيرة في صميم الموضوع ، منها ما هو بقلم الدكتور مصطفى محمود المصري ، في بداية السبعينات ، و الكل يعلم أن هذا العالم المصري المسلم هو من أوائل المتكلمين عن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في العصر الحديث . و هناك معهد علمي متخصص في الأبحاث الخاصة بالإعجاز العلمي في القرآن و الطب النبوي ? بمصر - يحمل اسمه ، و كثيرا ما يذكره المختصون في هذه العلوم و غيرها من المهتمين . كما تزخر صفحات المجلة بمواضيع جد مفيدة سأحاول مستقبلا تقديم ملخصات عنها ، تقديرا لجهد أصحابها و اعترافا بجميل مسعاهم ، و تذكيرا بهم و لهم . { و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون } .
المفردة رقم161 بجامع ابن البيطار : { أنغرا } [1] = Onagra ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
نقل ابن البيطار في هذه المادة أقوال أطباء الإغريق ، و لم يورد فيها قولا عن أطباء العرب و غيرهم . الإغريقيون المذكورون هم : ديسقوريدس الذي قال : و من الناس من يسميه { أونوتيرا } [ Oenothera] [2] ... له زهرشبيه بـ{ الجلنار} عظيم ، و أصله صغير أبيض ، إذا جفف صارت له رائحة شبيهة برائحة الشراب . و ينبت في مواضع جبلية . و طبيخ أصله إذا شربه الحيوان الوحشي أنسه . و إذا تضمد بهذا النبات سكن انبساط القروح الخبيثة في البدن. و من الأطباء جالينوس الذي قال : أصل هذا النبات إذا جفف صارت له رائحة كرائحة الخمر و قوته أيضا شبيهة بقوة الخمر . و منهم روفس الذي قال : هو النبات الذي يقال له أن الأرض أنبتته لديوسعس [3] ليؤنس به السباع و ذلك أن فيه قوة تطيب النفس إلا أنها باردة ضعيفة ، لأن الذي فيها مما يشبه الشراب يسيرا. /هـ انتهى ما نقل من الجامع .......... علق لوكليرك بعد ترجمته لهذه المادة بقوله [ النص فرنسي ، و الترجمة لي ] : يرى Sprengel في { أنغرا } ديسقوريدس أنه Epilobium angustifolium ، و رأى فيه آخرون أنه Epilobium hirsutum . و نقرأ في الترجمة العربية لدوسقوريدس بأن { الأنغرا } يسمى أيضا { رأس الجاموس } . Tëte de buffle . ./هـ انتهت الترجمة ....... لم أعثر على هذه المفردة بكتاب " تفسير كتاب ديسقوريدس " لإبن البيطار ، تحقيق إبراهيم بن مراد . و أورد هذا الأخير نبات { أنغرا } في كتابه " المصطلح الأعجمي في كتب الطب و الصيدلة العربية " ـ رقم 336 ، ص 143 ، و بالرقم 372 ص 157 ، و أشار إلى مراجعه عنها و ذكر جامع ابن البيطار ، و المنتخب ، و الغافقي ............ و النبات بمعجم أسماء النبات هو : Epilobium hisutum L.& Boiss. = فـرفـور ـ أُنـغـرا [ يونانية ] ـ رأس الجاموس . من فصيلة " الأخدريات Onagracées . من أسمائه الفرنسية : Epilobe hérissé و Onagre . و من أسمائه الإنجليزية : Apple-pie، و Onagrade ./هــ ......و يعرف الأمير مصطفى الشهابي فصيلة النبات في معجمه الزراعي بقوله : Onagracées ، أخدريات : فصيلة من ذوا الفلقتين عديدة التويجيات تشمل الأخدرية و زهرة السنفات و الفوشية ... من اليونانية Onagros أي الأخدر ، إلماعا إلى أوراقها الشبيهة بأذن هذا الحيوان /هـ.... و نجد بمعجم المنهل : Onagre : أحقب ، حمار الوحش ./هـ .....
..........................الهامش : [1] كتبت على شكي { أنفرا } في النسخة المتداولة ? و منها نسخة الوراق ? و التصحيح من الترجمة الفرنسية للوكليرك . [2] كتبت علىشكل { اتوزت } في النسخ المتداولة .[ 3] لم يترجم لوكليرك هذه الكلمة و لم يذكرها كليا في ترجمته . و أقرب لفظة لها بالمعجم اللاتيني الفرنسي هي Dionysiasالتي جاء في شرحها أنها من الأحجار الكريمة التي كان يظن انها تذهب السّـُـكر أو أثر الخمر .
المفردة رقم 162 بجامع ابن البيطار : { أنف العجل } = Antirrhinumكن أول من يقيّم
يعرف ابن البيطار هذه المفردة بقوله :"قال ديسقوريدس : Anarrinon { أنارنن } [1]، و من الناس من يسميه { لخنيس أغريا } [2] . و زعم بعض الناس أن هذا النبات إذا غلي نفع من شرب بعض السموم ، و إذا صير في دهن { السوسن } و دهن به ، صير على وجه المدهنين القبول ... قال جالينوس : ثمر هذا النبات ليس ينفع في الطب ، و أما الحشيشة نفسها فقوتها قريبة من قوة الحشيشة المسماة { بونيون } [3] ، و لكنها دونه كثيرا في القوة ./هـ انتهى ما نقل من الجامع ......يعلق لوكليرك على ترجمته لهذه المادة بقوله :" رأى Sprengel, في هذه المادة Antirrhinum orontium ، و رآى فيه آخرون Antirrhinum majus . /هـ........ و المفردة بمعجم أسماء النبات هي : Antirrhinum majus = أنف العجل [ لشبهه أنف العجل ] ـ دلاقم السردوق [ الجزائر و معناها عرف الديك ] ـ أنف الثور ـ البهار الأصفرـ بوز السبع الكبير . من فصيلة الخنازيريات Scrophulariacées. نت أسمائه المرادفة Orontium majus Pers. . و من أسمائه الفرنسية Gueule-de-lion، و Gueule-de-loup، و Muflier ، و Mufle-de-veau ،. و من أسمائه الإنجليزية Snapdragon ....../هـ..................الهامش [1] كتب محرفاعلى شكل {أبارسن }، و التصحيح من ترجمة لوكليرك . رقم 162 ص 149 . [2] = Lychnis sauvage . [3] = Bunium .
المفردة رقم 163 بجامع ابن البيطار: { أيـذيـصارون }[1] = Hedysarumكن أول من يقيّم
مادة هذه المفردة مأخوذة عن الإغريقيين جالينوس و ديسقوريدس . قال جالينوس : ينفع المعدة إذا شرب ، و يفتح سدد الأحشاء و كذا تفعل أطراف هذه الشجرة . قال ديسقوريدس : هوالذي يسميه العطارون { فالاقينس } [2]، يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة ، و يظن أنه إذا خلط بالعسل و احتملته المرأة قبل أن يدنو منها الرجل ، منع الحبل . و ينبت بين الحنطة و الشعير ./هـ ...انتهى ما أخذ من الجامع .............الهامش : [1] كتب في النسخة المتداولة على شكل " أندروصارون " وهو تحريف اليوناني Hédusaron " إيدوصارون " . و التصحيح من كتاب " تفسير كتاب ديسقوريدس " لإبن البيطار، و فيه قال :" تأويله في اليوناني : " فأسي " ، و سمي بذلك لأن له بزرا له رأسان يشبه الفأس ذات الحدين . [ رقم 125 بالمقالة الثالثة ـ ص 256 ] . [2] كتب على شكل " فالاهنش ". و التصحيح من كتاب " تفسير كتاب ديسقوريدس " لإبن البيطار، و فيه قال : .:" تأويله أيضا " لسان" على ما زعم أبو عبد الله الصقلي ـ رحمه الله ـ . ليس ما ذهبت إليه جماعة من متأخري الأطباء أنه { لسان العصفور } لديهم . لم يفعل ذلك لأن الشجر الذي يثمر " ألسنة العصافير " هو شجر معروف بـ{ الدردار } عند أهل المغرب ، وهو غير { شجر البق } ، و هو من أعظم الشجر . و الدواء المقصود في الترجمة هو من " التمنش " ـ أي الحشيش ـ و بين الشجر العظام و الحشيش تبايُن، فاعلم ذلك ". وقال محقق الكتاب ، إبراهيم بن مراد بهامش الصفحة :" و أول من عرّف { إيذيصارون } بـ{ ألسنة العصافير } هو إسحاق بن عمران ، و تابعه في ذلك إبن جلجل في تفسيره ". و قال عن " التمنش " : فسره ابن البيطار في الجامع بأنه " إسم يوناني لما كان من النبات بين الشجر و الحشيش " . و المصطلح يوناني أصله Thamnos .[ ص 256] . و هو Pelekinos بالترجمة الفرنسية للجامع [ ص 150] . /هــ ........ و تعريف هذه المفردة بمعجم أسماء النبات هو : Hedysarum = إيـدوصارون [ صحتها هكذا في السريانية ، و أنها تكتب " أندوصارون " خطأ ] ـ الفأس [ لشبه ورقه بها ، و له غلف فيه بذر كالخروب الشامي ] ـ فالاقينس [ يونانية Pélékinos ] ـ عدس مر ـ من فصيلة القرنيات : Légumineuses . من أسمائه الفرنسية : Hédysaron، و Esparcette، و من أسمائه الإنجليزية : Hedysarum .
الإعجاز العلمي للقرآن الكريم و بعض علماء الغرب في القرن العشرين :كن أول من يقيّم
أ ُشـْهـِـدُ اللـهَ على ما أقول ، بأن ما سأقصه في هذ الواقعة أحداث واقعية ، عشتها ، لا زيادة فيها و لا نقصان ، عشتها كما سأرويها ، و الله على ما أقول شهيد . و القصة فيها عبر كثيرة يطول التطرق إلى كل عبرة منها . و إنما المقصود من ذكرها الإشارة إلى تقبل جهابذ ة العلم و الفكر لدى بعض علماء الغرب لقول الحق ، كيفما كان مصدره . و القصة باختصار : سافرت إلى بلجيكا في أواخر سنة 1980 لإجتياز امتحان نظري في تربية النحل أو النحالة Apiculture ، بعد عامين من الدراسة بالمراسلة ، و بعد نجاحي في تدريب تطبيقي استمر مدة سنة عند نحال بلجيكي مقيم بالمغرب. و بعد اجتياز الإمتحان بتفوق ، قرر مدير المدرسة البلجيكية الأستاذ Grand-Moulin ، تكريمي بصفتي أول طالب من خارج أوروبا يتابع الدروس و يتسلم ديبلوم المدرسة التابعة للفيدرالية الملكية لتربية النحل ببلجيكا ، و التي فتحت أبوابها منذ 1969م . و أسْنِدَت المهمة إلى الأستاذ المكلف بالعلاقات الخارجية للمدرسة . و قرر هذا الأخير أن يكون التكريم في المتحف البلجيكي للنحلة ، نعم : متحف للنحلة أو Musée de l?Abeille . كان الشهر شهر أكتوبر ، و المتحف مغلق في عطلته السنوية . أخذني الأستاد إلى مقر بلدية البلدة و سأل عن أمينة المتحف التي تحتفظ بالمفتاح ، فأ ُخـْبـِـرَ أنها تقضي عطلتها في مدينة تبعد أكثر من مائة كيلومتر . ابتسم الأستاذ ، و كنت أظن أنه سيعتذر لطول المسافة ، و كبر سنه ، و كنت سأتفهم الأمر و أقبله بكل عفوية . لكنه على عكس ما توقعت ، قال لي حرفيا :" إنها لفرصة ثمينة ستمكنني من أن أعرّفـَك بزملاءَ لك ، نجحوا مثلك في الشهادة ، و تتواجد مساكنهم في طريقنا لأخذ مفتاح المتحف " . و كان الأمر كذلك . كان هذا الأستاذ الكريم الشهم ، يقدمني و هو فخور بتقديمي ? و فخور بأن يقول لأبناء جنسه و ملته ، هذا مغربي عربي مسلم ، جاء من بلاد المغرب ، و نجح في نيل الشهادة مثلكم ـ و أشير بالمناسبة إلى أن عند إدارة موقع الوراق هذا نسخة من صورة شهادتي تلك ـ و عليها إمضاءات إثنى عشر أساتذة و دكاترة مختصين في تربية النحل . و بعد أخذ المفتاح و الرجوع ، ثم الدخول إلى المتحف ، فـتح الأستاذ قاعة للعرض السينمائي ، تفتح عادة لمجموعات رواز المتحف ، لعرض أفلام و وثاق عن تاريخ تربية النحل و محتويات المتحف التاريخية . و القاعة كبيرة و فخمة ، و تسع لما يقرب من مائة مقعد . جلست على مقعد منها ، و وقف الأستاذ عند رأسي و وضع أوراق بيضاء و قلما امامي و قال لي :" سأعرض لك أفلامَ و وثائقَ لا تعرضُ عادة إلا و القاعة ملأى بالزوار . فتابع العرض و اكتب استفساراتك ، و سأتولى الإجابة عنها بعد العرض . و بعد ان أجاب عن تساؤلاتي . بدأنا زيارة المتحف و الوقوف على محتوياته الواحدة تلو الأخرى ، و هو دليلي ـ و ما أدراك ما دليلي ـ . و المتحف عبارة عن قصر قديم من طابقين ، جُمِعَتْ فيه مقتنيات خاصة بالنحالة من جميع أوروبا و خارجها . و عند نهاية الزيارة ـ و هنا الشاهد و بيت القصيد ، و الغاية من السرد ـ وقف الأستاذ في الدرج الأول و قال لي : " و الآن ، و نحن نوشك أن ننهي هذه الجولة ، أود معرفة شعورك ، و أن أسمع منك كلمة بهذه المناسبة ". شعرت بهيبة الموقف ، و ثقل العبء الملقى علي من طرف عالم متمكن من علوم عصره و تخصصه ، كريم في خلقه و خلقه ، إنسان في طبعه و طبيعته ، حسبما رأيت منه و لمست في تعامله و معاملته . و هو الآن بكل يقين قد فارق هذه الدنيا ، و هذا بعض عمله يذكرني به ، إنه الأستاذ " جاك لومير Jacque LEMAIRE " من مدينة " لييج البلجيكية " . و أمام جسامة الموقف ، قدمت شكري و امتناني و تقديري لهذه الحفاوة و التكريم الذين أعجز عن وصفهما ، و بحثت عن ما يمكنني قوله في هذا الموقف الرهيب ، فقلت بكل عفوية :" إ نني أستاذي العزيز لمبهور بما رأيت و شاهدت منك أولا ، ثم هذه العناية الفائقة التي تولونها لهذه الحشرة الصغيرة في حجمها الكبيرة في قدرها ، و التي جعلها الله من أسباب تعارف خلقه على اختلاف لغاتهم و ثقافاتهم و دياناتهم ، فها نحن متفقين مجتمعين حول هذه الحشرة ، فهي و لا شك مذكورة في إنجيلكم . و ليس عندي لك من جديد عنها ، إلا ما جاء في حقها في الكتاب المقدس عند المسلمين و هوالقرآن ، و أنا على استعداد لأحاول ترجمة معاني اللآيات المنزلة في حقها أن كانت لكم رغبة في سماعها ". ابتسم بلطف ، وقال أسمعني . عدلت من وقفتي ، و جمعت يدي إلى صدري ، ثم بدات أقرأ جزءً من الآية بصوت مسموع و أترجم معانيه ، و الأستاذ يسمع باهتمام بالغ ، و يستوقفني لمزيد من الإستفسار ، ثم أقول الجزء الآخر و الآية تلو الأخرى . و لما أتممت مــدّ يــده و أمـسـك بـيـدي في يده و قال لي بالحرف :" أحسنت و أجدت ، و ليس عندي بعد ما قلته ما أضيف ". و بقي آخذا بيدي و نحن ننزل الدرج ، ثم ذهب بي إلى خزانة المتحف ، و بدأ يخرج الكتب و المجلات الخاصة بتربية النحل ، و يكتب في الصفحة الأولى لكل منها عبارة :" إلى السيد الحسن ، بمناسبة زيارته لبلجيكا و نجاحه في الشهادة ، ثم يختم بإمضائه . حتى إذا جمع رزمة من الكتب لا يكاد يحملها من ثقلها قدمها لي كهدية . و اغتنمت الفرصة و أخذت له صورا بباب المتحف و هو يدون ترحابه على صفحات هداياه و هدايا المتحف . و طلبت منه أن يأخذ لي صورا تذكارية بباب المتحف ، فتقبل الطلب بصدر رحب ، و ناولته آلة التصوير ، فإذا به يشير إلي بالوقوف في أماكن يظهر منها اسم المتحف و صورة النحلة و الخلية التاريخية التي تزين مدخله . ثم أوصلني إلى مكان إقامتي فودعني و ودعته ، و كلي إعجاب و تقدير و احترام لمثل هذه النمادج البشرية . التي تقدم الدروس في كل تصرفاتها ، داخل المدارس و خارجها " . أما الآيات القرآنية التي سمعها الأستاذ مني فهي قوله تعالى في سورة النحل { و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون () ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل َ ربِّـكِ ذ ُلـُـلاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون () } ـ صدق الله العظيم ـ . و الحق أن في هذه الآيات من الإعجاز العلمي ، على قدر علمي ، و ما توصل إليه العلم الحديث منذ سنين ، ما فيه خير مثال و حجة على أن في القرآن كنوز و كنوز من آيات العلم الرباني ، التي نصبح و نمسي و نحن عنها غافلون ، فـَهـِـمَ معناها الأستاذ و أدرك بعلمه أنها لا يمكن أن تصدر إلا عن عليم قدير ، و أن ما بها من علم ، يفوق بكثير علوم المسلمين في عصرهم هذا ، بل و حتى علوم الغرب رغم تقدمهم ، و يدرك بعلمه و تخصصه أن ما أعْرِضُ عنه من حقائق ربانية في شرحي لمعنى الآيات ، يـفوق و بكثير و من بعيد مستوى علمي رغم نجاحي في شهادتهم ، و لا أنكر فضل علمهم في فهم هذه الآيات و تدبرها . و سأتناولها ببعض من البيان و التفصيل في الحلقات المقبلة بهذا المجلس المبارك إن شاء الله .
المفردة رقم 164 بجامع ابن البيطار : { أنداهيمان } = [ مجهول }كن أول من يقيّم
قال ابن البيطار :" قال الرازي في الحاوي : هو دواء كرماني معروف . و قال بديغوراس : ينفع من استطلاق البطن بخاصية فيه ، و بدله وزنه { طين أرميني } ، و وزنه { قشور رمان } ، و نصف وزنه { صندل أبيض } سواء ". /هـ ... انتهى ما نقل عن الجامع ............. ....................و علق لوكليرك بعد ترجمته لمادة هذه المفردة بقوله :" نجهل ماهية هذا النبات . قرأ المترجمون الألمان { أندهمان } . و يعطي الرقم 1023 { أنداهمار } . و نقرا عند منانسكي Meninski { انداهيمان } و هو ما يوافق القراءة التي اعتمدنا ، و هي قراءة غلاند Galland أيضاً /هـ...انتهى تعليق لوكليرك ..............و لم أعثر بعد على أثر لهذا النبات في مراجعي المعتمدة في إعداد مادة هذا المجلس الخاص بالنبات الطبي عند العرب
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله : إلى الأخ الكريم الأستاذ زهيرأحمد ظاظا ، أخي و سيدي : إن رسالتك هذه ، على رؤوس الأشهاد ، هي رسالة لم اكن أتوقع قط أن أتوصل بمثلها و لا حتى بعشر معشار ما جاء فيها ، و من عظم أثرها علي بعد قراءتها ، ما كان مني إلا أن قمت لأصلي ركعتي شكر لله الذي منّ علي بهذه الإلتفاتة الربانية التي أجراها على يد أخ نبيل ، اختاره و سخره من بين خيرة خلقه . ثم و أنا واقف بين يدي الله ، أقرأ الفاتحة التي أحفظها عن ظهر قلب و أردد آياتها منذ ما يزيد عن خمسين عاما ، حتى هذه الآيات ، و من فرط تأثري بمضمون رسالتك ، و جدتـُني بقلب خاشع و طرف دامع أقرأ: " إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عَـلـَيَّ " تنبهت للخطأ في القراءة ، و اعدت تلاوة الآية ، و سجدت للسهو . بعدها تذكرت الحديث النبوي الشريف ، عن فرحة الأعرابي الذي قال :" اللهم انت عبدي و أنا ربك " من أثر فرحته عند عثوره على ناقته في صحراء كاد أن يضيع فيها غير مُكـْـتــَرِثٍ به . فما أشبهني بذلكم الأعرابي . أَوَلا يكفيك هذا يازهير ? ، فبالله رفقا بي ، و لا تحملني ما لا طاقة لي به . سامحك الله و تقبل منك ، و جازاك عني خير الجزاء . و الله أسأل أن يجعلني أهلا لثنائك ، و عند حسن ظنك بي ، و يرزقني و إياك ، و كل من اطلع على هذا الكلام ، حسن الختام ، و السلام .
وقع اختياري في شهر دجنبر 1972 ، كموظف إداري و تقني فلاحي ، لأشرف على تدريب في تربية النحل ، لفائدة فلاحين كهول و شباب ، موطنهم بالساحل الأطلسي الغني بالغابات و النباتات الرحيقية ، ما بين مدينتي الجديدة و الوالدية ، قصد تكوينهم لإنشاء تعاونيات لتربية الحل ، على أن يتم التدريب في المؤسسات النحلية المغربية ، و هي في ملكية نحال بلجيكي ، بقرية سيدي يحي الغرب، ناحية مدينة القنيطرة . أما التدريب فهو تحت إشراف و بتمويل من المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بدكالة ، و هو مكتب تابع لوزارة الفلاحة و الإصلاح الزراعي بالمغرب . و النحال البلجيكي هذا هو السيد Paul Haccour ، وهو من أوائل النحالين العصريين الذين دخلوا المغرب في السنوات الأولى من استعمارالبلد من طرف الفرنسيين ، و كان مشهورا و معروفا في جميع المناطق المغربية لتنقلاته التجارية لعرض خلاياه العصرية الفارغة و المسكونة بالنحل من جهة ، لبيعها للفلاحين بعد تعريفه لها و شرحه لمزاياها و كثرة إنتاجها ، ثم هو كثير التنقل في ربوع المغرب لأنه كان محاضرا بارزا ، كثير الكلام بيـِّن الحجة ، فاهـِمًا لتقاليد المغاربة و عاداتهم و لهجتهم ، يتكلم كثيرا عن مزايا العسل و اللبن الحامض ، و الغذاء الملكي Gelée royale ، و حبوب اللقاح Pollen ، و وسخ الكوار Propolis و الأعشاب الطبية في حفظ الصحة و الوقاية من الأمراض و في علاجها . يـُسْتـَـدْعى لإلقاء المحاضرات في المدارس و المعاهد الفلاحية و المؤسسات العمومية و الشركات الخاصة ، فيركز تدخلاته عن دور النحل في الحياة العامة ، و أثره كعامل اقتصادي في تلقيح المزروعات ، بتنقلاته خلال جمعه للرحيق و حبوب اللقاح من الزهور ، بل و يؤكد أكثر على نصح الفلاحين بكراء خلايا النحل و وضها على مقربة من مزروعاتهم و أشجارهم المزهرة لتتم عملية التلقيح هذه بنجاح فيتضاعف الإنتاج عدة مرات ، و تتحسن جودة المنتج . لذا فإني تعرفت عليه لأول مرة منذ سنة 1967 و أنا طالب بالمدرسة الفلاحية بالسويهلة ناحية مراكش . و هو فوق هذا و ذاك حائز على وسام ملكي عام 1935 ، و على ميدالية ذهبية من المنظمة الدولية لتربية النحل APIMONDIA .... تعمدت اطالة الكلام عن النحال و الأستاذ البلجيكي Paul Haccour و التعريف به لأنه الملحد المشار إليه في عنوان هذا المقال كما سيأتي على لسانه هو بنفسه .
استقبلنا السيد " هاكور " بضيعته ، و أسكننا في بيت صغير على بضعة أمتار من بيته الذي يسكنه هو و زوجته البلجيكية ? أو الفرنسية ? و خادمة مغربية . و يوجد بمحاداة البيت المرافق الخاصة بصنع البيوت الخشبية العصرية لتربية النحل ، و تعرف بالأجباح في المغرب ، و كذا البنايات المجهزة لإنجاز العمليات التقنية لإستغلال النحل و فرز العسل ، و مختبر خاص بتقنية تربية الملكات و إنتاج الغذاء الملكي . و لي مع هذا المختبر و صاحبه قصة طريفة ، تستحق الذكر ، و لا يسمح المقام بعرضها . أما مآت الخلايا المسكونة فكانت موزعة على شكل مناحل في كل منحل ما بين خمسون إلى مائة جبح ، في أنحاء مختلفة من غابات المنطقـة . و منذ الأيام الأولى من التدريب ، و خلال تواجدي معه داخل سيارته ، أثناء تنقلاتنا بين المناحل ، كان يكثر من اسئلته لي في مختلف الميادين ، كما كنت أكثر من أسئلتي له عن تربية النحل خاصة . و من أولى أسئلته لي كانت في استفساره عن مدى إيماني بتعاليم الدين الإسلامي ، و درجة تطبيق هذه التعاليم في الوسط العائلي ، فأجبته بكل تلقائية و صدق ، بأني ابن فقيه إمام ـ يؤم المصلين في المسجد ـ ، و كان رحمه الله [ـ توفى في 16 نونبر سنة 1964 ـ] يشتغل عدولا رسميا يحرر الوثائق الشرعية و العقود القانونية بين المسلمين ، خطيب جمعة ، مفت في الديار ، أستاذ في القراءات القرآنية ، عارف بالله ، لا يخشى في الحق لومة لائم ، حارس على تربية ذريته و نشأتها على سنة الله و رسوله . و لم أسأله وقتها عن مدى تمسكه هو بتعاليم دينه ، بل و لم أسأله حتى عن دينه ، أمسيحي هو أم يهودي ، و كان غالب ظني أنه مسيحي نصراني كما يقول المغاربة . و مرت الأيام و الشهور ، مع تغير أعضاء فريق التدريب من الفلاحين كل ثلاثة أشهر ، و بقائي في الضيعة لإستقبال الوافدين الجدد و السهر على تنظيم تدريبهم تحت إشراف عمال الضيعة المختصين و رئيسهم و بتعليمات الأستاذ صاحب الضيعة . و في بداية صيف 1973 ، وقعت حادثة سير للسيد " بول هاكور " ثم بعد رجوعه من المستشفى إلى بيته ، علمت بخبر عودته . فذهبت أطرق باب بيته ، و أطلب من زوجته السماح بزيارته لأطمئن على صحته . رحبت السيدة الكريمة ، و قادتني إلى غرفة نومه . و ما إن دخلت و سلمت ، و بدأت كالمعتاد في مثل هذه المواقف ، أشجع المريض و أتمنى له الصحة و العافية ، فقلت دون تفكير :" أسأل الله يا مسيو أكور ، أن يعجل بشفائك ، و أن ..." ...??? توقفت الكلمات في حلقي و لم استطع إتمام نطقها ، لأني رأيت أمامي السيد بول هاكور صاحب الجسم الضخم ، و القامة الفارهة ، و السن القريب من الثمانين ـ و عمري أنا آنذاك 23 سنة ـ رأيته يغطي وجهه بيديه و ينتحب كالطفل الصغير و هو يبكي . لم أكن أتوقع مارأيت . و أمام استغرابي سارع فقال لي : " انصت يا ابن الفقيه لـِـمَا سأقوله لك . إنني أعلم أنك مسلم مؤمــن بوجود الله مطمئن لإيمانك ، لذا فلا يمكن أن تشعر يوما بما أشعر به أنا الآن . إنني عشت كل حياتي ـ يقول بول هاكور حرفيا ـ و أنا لا أومن بوجود الله ، و لا أومن بوجود خالق . و الآن و قد رأيت الموت عيانا في هذه الحادثة ، وبعد أن تقدم بي العمر ، فإني أخشى ما أخشاه هو أن يكون هناك فعلا إله خالق لهذا الكون ، فأكون بلا شك من أصحاب النار " . و زاد في بكائه . بقيت هذه الكلمات ، بل هذا البوح العجيب ، يرن في أذني ، فأجبته بما تيسر لي آنذاك من القول ، لأخفف من روعه . و أخبرته أن ديننا الإسلامي يقول بأن باب التوبة إلى الله يبقى مفتوحا لعباده التائبين ........و بعدها شفي السيد هاكور من كسور في رقبته و وهنـه و استعاد نشاطه تدريجيا . و قد كنت طيلة فترة نقاهته أنا المكلف بنقله من بيته إلى المستشفى ، في سيارتي الشخصية و بطلب من امرأته لأنها تطمئن اكثر على رفيق دربها و هو في سيارتي و بمعيتي في تنقلاته و هو ضعيف و في حاجة إلى رعاية . فقد سبق أن تعطلت سيارتهم قبل الحادثة بشهور ، و طلبوا مني إيصالهم في سيارتي إلى زيارات عديدة لمعارفهم في مناسبات مختلفة ، قالت لي زوجة بول هاكور خلالها ، و على مسمع من زوجها ، ان سياقتي للسيارة تشعر بأمان ، عكس سياقة زوجها تماما. . و لما بدأ بول هاكور نشاطه و تنقلاته بين مناحله ، و محاضراته التي أصبح يصطحبني إليها لأكون بجانبه بإشارة من زوجته ، كمساعد و مرافق له ، قال لي بعد خروجنا من إحدى المحاضرات بنادي خاص ، كان موضوعها كعادته عن استعمال منتوجات النحل في حفظ الصحة و الوقاية و الحمية و علاج الأمراض ، قال لي :" إنني لا أكذب على الناس يا ابن الفقيه ، و الدليل أن سبب التِـئام الشقوق التي كانت في فقرات عنقي ، و رغم تقدم سني ، هو نتيجة مداومتي لأكل الغذاء الملكي و حبوب اللقاح و العسل ، و هذا ما أنصح به الجميع " . عندها تذكرته و هو يبكي فوق سريره ، فقلت في نفسي ، نسيَ الأستاذُ ضعفـَه ، و لو تذكره لأرجع فضل شفائه لخالقه . و لقد توفى السيد هاكور هذا سنة 1986 بباريس عند ابنته . و لي معه خلال السنة التي قضيتها في مؤسسته جارا و تلميذا و مرافقا و موظفا إداريا يزاول عمله ، ذكريات و ذكريات ، أتمنى أن تساعد الظروف في ذكرها لما فيها من فوائد و عبر ......أما عن قصتي هذه ، فإني كلما تذكرتها حمدت الله على نعمة الإسلام و الإيمان ، و فهمت أكثر مضمون آيات بينات من كتاب الله ، لا أمل من قراءتها ، و أجد معانيها تتجدد في كل قراءة لها و كأني أقرأها لأول مرة ، و هذا ما أشعر به فعلا ، و الله على ما أقول شهيد ، و إليكم بعض هذه الآيات ، و لاحظوا تأثيرها فيكم بعد قراءتها إثر قراءة هذه الواقعة مع استحضار خواطر المريض ـ الملحد و المشرك و الكافر ـ في الضر و النعمة .......... يقول جل من قائل في سورة يونس :{ و إذا مـَسَّ الإنسانَ الضّـُـرّ ُ دعانا لجنبهِ أوقاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضـُرَّهُ مَـرَّ كأن لم يـَدْعُـنـَا إلى ضـُـٍرّ مَـسّـهُ كذلك زُيــِّـنَ للمُـسـرفيـنَ ما كانوا يعمَـلون (12) } [1]. و يقول في سورة النحل:{ و ما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تَـجْـئــَـرون (53) ثم إذا كشف الضـرَّ عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون (54) ليَكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون (55) }. و يقول في سورة الروم :{ و إذا مَـسَّ الناسَ ضـُـرّ ٌ دَعـَـوْا ربـَّـهم مُـنِـيـبـيـنَ إليـه ثم إذا أذاقـَهم منـه رحـمـة ً إذا فريقٌ منهم بربهم يُـشـركون (33) ليكفروا بما ءاتيناهم فــتَـمَـتـَّـعوا فسـوف تعلمـون (56) } . و قال تعالى في سورة الزمر :{ و إذا مَـسَّ الإنـسانَ ضـُـرّ ٌ دعا ربـَّه مُـنيـبـاً إلـيـه ثم إذا خَـوّلــَـهُ نِـعمـَـة ً منه نـَسـِيَ ما كان يدعـو إليه من قبـل و جَـعَـل لـلـه أنـداداً لَـيُـضِل عن سبيلـه قل تَـمـَـتـع بـكفرك قليـلا إنـك من أصحـاب النـار (8) } ، و { فإذا مـسَّ الإنـسانَ ضـُـرّ ٌ دعانا ثم إذا خَـوَّلناهُ نـِعْـمـَـةً منّـا قال إنما أُوتـيتـُه على عِـلم بل هي فِـتنـة ولكن أكثـَرَهم لا يعلمـون (49) قد قالها الذيـن من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) } ..... و هناك آيات أخر لمن أراد البحث عنها ـ صدق الله العظيم ـ .
المفردة رقم 165 بجامع ابن البيطار : { أنـدروصاقس } = Androsacesكن أول من يقيّم
قال ابن البيطار :" نوع من الحمض [1] يعرف عند بعض أهل المغرب بـ{ الملاح } و بـ{ الكملج } و بـ{ الكشملخ } أيضا . قال ديسقوريدس : ينبت بالبلاد التي يقال لها سوريا في السواحل منها ... مُرُّ الطعم حريف ، لا ورق له ، و له في طرفه غلاف فيه البزر . و إذا شرب من هذا النبات مقدار درخمين بشراب بوّل بولا كثيرا من به الإستسقاء . و طبيخ هذا النبات إذا شرب ، أو بزره ، يفعل ذلك . و قد يتضمد بالنبات للنقرس و ينتفع به . قال جالينوس : هذه حشيشة مرة المذاق حريفة ، و إذا هي جففت و شربت هذه الحشيشة نفسها أو ثمرتها كانت قوتها تدر البول إدرارا كثيرا ، و الأمر فيها بيّن أنها مع هذا القدر تحلل و تجفف ". /هـ... انتهى ما نقل من الجامع .....................الهامش : [1] كُتِبَ في الجامع على شكل { الحمص } بالصاد ، و هو خطأ ، و التصحيح من الترحمة الفرنسية للجامع ، و فيها يقول لوكليرك المترجم :" C?est une éspèce de plante salée " أي " من الحمض " بالضاد ، لا " الحمص " بالصاد . و مثل هذه الأخطاء لا يدركها اللغويون المحققون لكتب الطب العربي الذين ليس لهم اطلاع بعلم النبات و مصطلحاته، و هي أخطاء كثيرة حتى في الكتب المحققة في هذا الميدان . و من أغرب الأمثلة عما قلت ، ما ورد في معجم أسماء النبات و نصه :" كشملخ [ نوع من الحمص البري ] بالصاد ، و أكتبها مصححة أسفله فيما أنقله عن المعجم، لأني أستبعد مثل هذا الخطأ عن صاحب المعجم ، و أغلب ظني أنه خطأ مطبعي ./هـ............ يُعرِّفُ أحمد عيسى هذا النبات في معجمه بقوله : Androsaces lactia L. = أندروصاقس ـ مــلاح [ المغرب ] ـ كَـلـَف ـ كشملخ [ نوع من الحمض البري ] ـ رقاقـس [ يونانية ] ـ جَفـْـت آفِـرِيـد . جـفـتـا فـريـد [ فارسية ، و تأويله المخلوق زوجا أو المزدوج ] .من فصيلة Primulacées . من أسمائه الفرنسية Androsace ، و Androselle. و من أسمائه الإنجليزية Androsace ، و Sea-navel-wort .