البر بالأستاذ (5) كن أول من يقيّم
بعدك عن العاصمة هل كان له تأثير عليك ..? هذا مألوف ومتوقع منذ القدم في تاريخنا الشعري او النثري لا يبلغ المبدع ما يستحقه من الشهرة الا اذا انتقل الى العاصمة واقدم مثالا على ذلك ( خليل هنداوي) فهو مبدع في الادب المسرحي وفي استيحاء الاسطورة اليونانية وابداع نماذج في غاية الجمال, لكنه كان بعيداً عن العاصمة ولو عاش في دمشق او القاهرة لكان له شأن اكبر لدى الاوساط الادبية. هل كرمت من قبل المؤسسات الثقافية...? كرمت في الجامعة ( حلب) وشاركت جهات ادبية وثقافية في هذا التكريم وقد صدر كتاب عن الجامعة حول هذا التكريم .. ولكن هل اصدر اتحاد الكتاب العرب بدمشق كتاباً عنك ..? لا.. اصدروا منذ سنوات ملفاً خاصاً في الاسبوع الادبي.. لو اتيح لك ان تختار الطريق ثانية فهل تعود..? ج: انا راضٍ عن مسيرتي على الرغم من بطئها وتدرجها , لكن هذا لا يعني اني مقتنع بما انجزت وتطلعاتي واسعة الى ابعد مدى وبين اعمال في رأيي اهم مما سبق لي ان اصدرته ولكن عامل الزمن ومحدودية العمر قد لا يسعفان على تحقيق ما اصبو اليه . ما الجديد لديك ..? اعمل على انجاز كتاب بعنوان : سجية الحلم عند العرب وكذلك ادرس صورة الام في الادب العربي, وهي دراسات شبه منجزة . لمن تقرأ في هذه الايام...? اعود الى الاساطير اليونانية اولا ثم الى الاساطير الشرقية في بلاد الرافدين, لأنني كنت بعيداً عن هذا الجانب من الابداع الانساني ولم يتح لي ان التفت اليه كثيراً . كلمة اخيرة منك .. ارجو ان يتاح للمبدع المزيد من الاهتمام ولا سيما في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ونصيحتي للذين يسيرون على درب الابداع لا تستعجلوا الشهرة ولا تغرنكم الاوهام, الزائف زائل والاصيل باق, اعجابنا بأنفسنا لايكفي , والزمن يغربل.. هل يكرمه اتحاد الكتاب ..? لا ادري لماذا شعرت بنوع من الحزن عندما علمت ان اديبا وناقدا بوزن عمر الدقاق لم يكرم من قبل اتحاد الكتاب العرب بدمشق ولم يصدر عنه كتابا علماً ان سلسلة الادباء المكرمين تجاوزت الثلاثين وربما اكثر بعضهم يستحق وبعضهم لا يساوي ابداعه وزن الورق ا لذي طبع به الكتاب ومع ذلك وان اتى التكريم وهو على قيد الحياة امد الله بعمره, فأفضل من ان يسطروا فيما بعد مطولات لا تغني ولا تفيد, فهل من يسمع . .? *** قالوا في عمر الدقاق د. عبد الكريم الأشتر: رجل قيم ومبادىء.. في يوم تكريمك أحس أن جيلنا كله يكرم فيك, جيلنا الذي عمل فوق ما في الوسع حتى كلت يداه, جيلنا الموسوم بالحيرة وزعزعة الروح وارتباك الفكر.. هذا الجيل لفت أنتَ, بعملك الدائب نظر محبيك إليه, واستدعيتهم الى إنصافه وفهمه وتكريمه.. سلمت على طول السنين ومتعك الله بما جنيت وحصلت وجعلك كما أنت دائماً طيب العطاء جميل الصحة راضياً عما قدمت, مزهراً, مثمراً أبداً. د. عصام قصبجي: أقام أعراس الشعر.. وهكذا آلى على نفسه طوال العقود الماضية أن يجعل من كلية الآداب ملاذاً لأعلام الشعروالفكر, وما أكثر ما شهد مدرج الجاحظ أعراس الشعر, وما أكثر ما ترددت في جنباته قصائد أبي ريشة والقروي, ومحمود درويش, يتقدمهم الأستاذ معرفاً وناقداً يروي ظمأ الناس الى المعرفة والجمال, وما أكثر ما أقيمت الندوات الفكرية تحيي ما اندثر من أخانين العلوم. إحسان كيالي: له أيادٍ بيضاء.. ومن أبرز ما نحفظ للدكتور عمر الدقاق من أيادٍ على الجمعية -العاديات- توليه إصدار الكتاب السنوي (عاديات حلب) بالتعاون مع جامعة حلب وكان حينها عميداً لكلية الآداب فتمكن بخبرته وحكمته من إبراز هذا الدور الرائد في التعاون بين جامعة حلب وجمعية العاديات فأثمر هذا التعاون تلك الحولية الفريدة في مستواها العلمي الرفيع وأبحاثها الجادة الأصيلة, بحيث غدت مرجعاً لا يستغنى عنه في المكتبات. أطال الله عمرك ياأستاذي الأكرم ، وصدق القائل: من علمني حرفاً صرت له عبداً. |