البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 177  178  179  180  181 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الوسطية : أنعِم بها وأكرِمْ.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

                       المسألة الحمارية
رأي سيدنا عمر رضي الله عنه في قضيته المعروفة في علم الفرائض أو المواريث باسم ( الحمارية) أو(الحجرية) وهي قضية يترك فيها الميت من ورثته: زوجاً وأُمًّا واثنان فصاعداً من ولد الأم، وأخاً شقيقاً لأب وأم – أو أكثر من أخ- فقضى فيها عمر مرة بأن للزوج النصف، وللأم السدس، وللإخوة لأم الثلث، يشتركون فيه، ولا شيء للإخوة لأب وأم.
ومرة أخرى،عرضت القضية على عمر، فقضى فيها بنفس القضاء السابق، فقال له الإخوة الأشقاء: يا أمير المؤمنين، هب أن أبانا كان حماراً – وفي رواية: حجراً – ألسنا من أم واحدة؟ فراجع عمر نفسه، وأشرك فيها الإخوة لأب وأم مع الإخوة لأم في الثلث بالتساوي[1].
 
[1]  قال ابن قدامة في المغني: هذه المسألة تسمى المشركة، وكذلك كل مسألة اجتمع فيها زوج وأم أو جدة واثنان فصاعداً من ولد الأم وعصبة من ولد الأبوين، وإنما سميت المشركة؛ لأن بعض أهل العلم شرّك فيها بين ولد الأبوين وولد الأم في فرض ولد الأم، فقسمه بينهم بالسوية.
وتسمى الحمارية ؛ لأنه يروى أن عمر رضي الله عنه أسقط ولد الأبوين فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين هب أن أبانا كان حماراً، أليست أمنا واحدة ؟ فشرّك بينهم. ويقال: إن بعض الصحابة قال ذلك فسميت الحمارية لذلك.
انظر: المغني (7/ 22).
 
                                    موجبات تغير الفتوى
غير المسلمين في المجتمع الإسلامي:
قضية غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (أهل الذمة)، وهو ما يعبر عنه بقضية (الأقليات الدينية) في المجتمعات الإسلامية. وقضية الأقليات المسلمة في المجتمعات غير الإسلامية، وقضية علاقة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم: هل هي علاقة السلم أو الحرب؟ وقضية المرأة، وسفرها وتعليمها وعملها، ومشاركتها السياسية. هذه قضايا أصبح لها في العالم شأن كبير، ولا يسعنا أن نبقى على فقهنا القديم كما كان في هذه القضايا.
يجب أن نراعي هنا مقاصد الشارع الحكيم، وننظر إلى النصوص الجزئية في ضوء المقاصد الكلية، ونربط النصوص بعضها ببعض، وها هو القرآن يقول:{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8]. فهذا هو الأصل، وهو الدستور.
إذا وجدنا أهل الذمة اليوم يتأذون من هذه الكلمة (أهل الذمة). ويقولون: لا نريد أن نُسمّى أهل الذمة، بل نريد أن نُسمّى (مواطنين). فبماذا نجيبهم؟
وجوابنا: أن الفقهاء المسلمين جميعا قالوا: إن أهل الذمة من أهل دار الإسلام، ومعنى ذلك بالتعبير الحديث أنهم: (مواطنون)، فلماذا لا نتنازل عن هذه الكلمة (أهل الذمة) التي تسوءهم، ونقول: هم (مواطنون)، في حين أن سيدنا عمر رضي الله عنه تنازل عما هو أهم من كلمة الذمة؟! تنازل عن كلمة (الجزية) المذكورة في القرآن، حينما جاءه عرب بني تغلب، وقالوا له: نحن قوم عرب نأنف من كلمة الجزية، فخذ منا ما تأخذ باسم الصدقة ولو مضاعفة، فنحن مستعدون لذلك. فتردد عمر في البداية. ثم قال له أصحابه: هؤلاء قوم ذوو بأس، ولو تركناهم لالتحقوا بالروم، وكانوا ضررًا علينا، فقبل منهم وقال: هؤلاء القوم حمقى، رضوا المعنى وأبوا الاسم.
فالأحكام تدور على المسميات والمضامين لا على الأسماء والعناوين، ولا بد أن ننظر في قضايا غير المسلمين، وفي قضايا المرأة نظرات جديدة، وأن نرجح فقه التيسير، وفقه التدرج في الأمور؛ مراعاة لتَغيُّر الأوضاع.
إن كثيراً من المشايخ أو العلماء، يعيشون في الكتب، ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة، كما قرؤوا كتب الأقدمين.
ولهذا تأتي فتواهم، وكأنها خارجة من المقابر!
 
 
                          محاربة العالم كله كيف؟
وهؤلاء هم الذين أفتوا شباب (السلفية الجهادية) وشباب (تنظيم القاعدة) و(تنظيم الجهاد) في مصر وفي عدد من الأقطار: أن عليهم أن يحاربوا العالم كله، شرقيّه وغربيّه، نصرانيّه ووثنيّه، فكل هؤلاء من: كتابيين ووثنيين وملاحدة وبدائيين في فسطاط الكفر، الذي يجب أن يقاتل، مستدلين بقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة:193] وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} [التوبة:36] ونحوها من الآيات التي سموها (آية السيف).
وأكدوا هنا ما ذُكر في كتب الفقه من أن جهاد الكفار فرض كفاية على الأمة، ولا يتحقق فرض الكفاية إلا بغزو بلاد الكفرة مرة في السنة على الأقل، أي مهاجمتها في عُقر دارها، وإن لم يبد منها أي إساءة إلى المسلمين.
وجهل هؤلاء ما انتهى إليه العالم من التقارب حتى غدا كأنه قرية واحدة، وما انتهى إليه من مؤسسات دولية: سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وقضائية، وأن هناك اتفاقيات دولية، وقوانين دولية، ومحاكم دولية، وأن العالم كله أصبح يجرم أي دولة تهاجم دولة أخرى بلا مبرر، وأن حدود الدول يجب أن تُحترم، وأن النزاع بين الدول يجب أن يُحل بالطرق السلمية، وأن هناك معاهدات دولية تقنن سير الحروب إذا ما وقعت، وشؤون الأسرى ومصيرهم.
وإننا نحن المسلمين جزء من هذا العالم لا يمكننا أن نتجاهله ونعيش وحدَنا، وإننا إذا بحثنا في تراثنا الفقهي والشرعي: وجدنا من الأقوال والنصوص ما يؤيد اتجاه العالم إلى السلم، بل هذا الاتجاه عند المقارنة والتأمل هو الأرجح دليلا، والأهدى سبيلا. وهذا ما اتجهت إليه في كتابي تحت الطبع (فقه الجهاد).
أما ما قاله الفقهاء عن (فرض الكفاية) فقد وجدنا له تفسيرا رائعا عند فقهاء الشافعية، وهو: إعداد القوة العسكرية اللازمة القادرة على الردع، وشحن الثغور ومواضع الخوف بالجيوش المدربة، والجنود الأكفاء على كل مستوى: بري وبحري وجوي، بحيث لو فكّر الآخرون في الاعتداء علينا لوجدوا ردنا حاضرا بما يكفل سلامة البلاد والعباد.
                            تهنئة النصارى بأعيادهم
ومراعاة تغيّر الأوضاع العالمية، هو الذي جعلني أخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في تحريمه تهنئة النصارى وغيرهم بأعيادهم، وأجيز ذلك إذا كانوا مسالمين للمسلمين، وخصوصاً من كان بينه وبين المسلم صلة خاصة، كالأقارب والجيران في المسكن، والزملاء في الدراسة، والرفقاء في العمل ونحوها، وهو من البر الذي لم ينهنا الله عنه. بل يحبه كما يحب الإقساط إليهم {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8]. ولا سيّما إذا كانوا هم يهنئون المسلمين بأعيادهم، والله تعالى يقول: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء:86).
 
ضرورة التيسير في مناسك الحج:
ومن الأمور التي ينبغي أن ينظر إليها نظرة جديدة نظراً لتغير الأوضاع: مناسك الحج. فإذا كانت العبادات في الإسلام قائمة على التيسير، كما في قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } البقرة:185، وقوله سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج:78]. وقوله صلى الله عليه وسلم  لأبي موسى ومعاذ حين أرسلهما إلى اليمن قائلاً لهما:" يسّرا ولا تعسرا..".
 وأمر به الأمة كلها فيما رواه أنس عنه "يسروا ولا تعسروا". فلا شك أن الحج عبادة خاصة، أشد حاجة إلى التيسير من سائر العبادات الأخرى لعدة أسباب:
أولاً: أن كثيراً من الناس قد يؤدي هذه الشعيرة، في ظروف مادية وصحية غير مواتية تماماً، وقد سافر وارتحل عن أهله ووطنه، والسفر قطعة من العذاب.
ثانياً: لشدة الزحام الذي يشكو منه المسلمون كافة في مواسم الحج طوال السنوات الأخيرة، وهذا من فضل الله تعالى على أمة الإسلام، وخصوصاً عند الدفع من عرفات، والمبيت بمزدلفة، والمبيت بمنى، وعند طواف الإفاضة، ورمي الجمرات. ولا سيما مع قِلة الوعي لدى كثيرين من الحجاج، فكلما يسّرنا على الناس في أداء مناسكهم، أعناهم على حسن العبادة لربهم، وفي هذا خير كثير.
ثالثاً: لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يسر كثيراً في أمور الحج خاصة، فحين سئل يوم النحر عن أمور شتى قدمت أو أخرت، قال لمن سأله: افعل ولا حرج. كما أنه نهى في الحج خاصة عن الغلو في الدين، حين قال للفضل بن العباس حين التقط الحصى للرمي " بمثل هذا فارموا وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين".
لهذا أجزنا الدفع من عرفات قبل كما مذهب الشافعي، وعدم المبيت في بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة والطواف بالكعبة طواف الإفاضة بعد منتصف الليل؛ ليلة العيد، وعدم المبيت بمنى أيام الرمي، والرمي قبل الزوال، وغيرها من التخفيفات التي يقتضيها الحال في هذا الزمان.
 (العلامة يوسف القرْضاوي)

16 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
لا عنوان    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

                                احذروا العباءة الفرنسية
د. عائض القرني
انهمكنا في المسائل الفرعية عن المسائل الكبرى، وتشاغلنا بالجزئيات عن الكليات، وصار حديثنا وكتاباتنا وردودنا وجدلنا وصراخنا ونواحنا عن العباءة الفرنسية والاختلاط والخلوة وحكم الموسيقى والأخذ من اللحية والعدسات الملونة للمرأة وحكم صبغ الحواجب وغيرها من المسائل، وهذه مسائل لا بد أن يبين حكمها الفقيه والعالم بقدرها وحجمها، لكن المشكلة في هذا السخط والاهتمام الكبير وانشغالنا بها عن أصول الديانة وقواعد الملة ومقاصد الشريعة وكبار المسائل في الحياة، تركنا تجميل صورة الإسلام للعالم وأهملنا الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ونسينا تزكية النفوس وتطهير الضمائر وتصحيح العقيدة وإصلاح الأخلاق وطلب العلم النافع وعمارة الأرض وحماية البيئة وامتثال سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وللأسف ما زلنا نتطاحن فيما بيننا بردود غاضبة مزعجة ونفوس متشددة مع التهديد والوعيد حول مسائل تغطية وجه المرأة وكشف وجه المرأة وقيادة المرأة للسيارة والاختلاط والخلوة وأحكام غرفة النوم حتى خشينا على أنفسنا أن نقع بسبب هذه المسائل في حرب أهلية، فكتّاب في الصحف يصفون من خالفهم بالجمود والتزمت والتخلف والأفكار الرجعية والنفس الخارجي والمنهج التكفيري، ودعاة يصفون هؤلاء الكتّاب بالزنادقة والمرتزقة والمرتدين والخارجين عن الإسلام والمحاربين لله ولرسوله، أعرف بعض الوعاظ انشغل في دروسه وكلماته بالعباءة الفرنسية وحكمها ولونها وكيف تلبسها المرأة وهل تضعها على كتفيها أم على رأسها فهو مغرم بهذا الحديث عاشق لهذه المسألة لا يكاد يخلو حديثه من التنبيه عن حكم العباءة وأنواعها وأشكالها، والواجب على العالم والداعية أن يبين حكم كل مسألة على قدر حجمها ومساحتها وقد جعل الله لكل شيء قدرا، لكن أن ينهمك مجتمعنا وعلماؤنا ودعاتنا وكتّابنا في مسائل صغيرة وتسمع لهم صجيجا وضجيجا ونواحا وصراخا مع السب والشتم للمخالف فهذا ليس من الدين.
إن طائفة من شباب المسلمين وقعوا أسرى للمخدرات، وطائفة صاروا رهائن للإرهاب وطائفة للعطالة والبطالة وطائفة للجهل، فأين الاهتمام بهؤلاء وتربيتهم ودعوتهم بالحسنى؟ وعندنا في العالم الإسلامي تخلف في التنمية والصناعة والزراعة والتكنولوجيا بأنواعها، بل وجدت كثيرا من المسلمين في الدول التي سافرنا إليها لا يصلون، بل منهم من لا يعرف العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، فهم على القبور عاكفون، وعلى الأضرحة يطوفون، وعند المزارات ينوحون، ثم تجد أهل العلم والدعوة يؤلّفون ويحاضرون ويدرّسون في مسائل فرعية لها حجمها الخاص بها ولكنها أشغلتهم عن كبار المسائل، وهذا شأن عصر الانحطاط والهامشية والجمود والتقليد، سافر العالم الآخر بالمركبات الفضائية إلى الكواكب السيارة في الفضاء كعطارد والمريخ، ووصلوا أعماق البحار واستخرجوا كنوز الأرض واستولوا على خيرات الدنيا ونحن نصرخ في الفضائيات والدروس والمحاضرات عن العباءة الفرنسية.
بالله هل انشغل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي وعبد الرحمن الداخل وهم يفتحون الدنيا شرقا وغربا ويؤسسون أعظم حضارة وينشرون أفضل رسالة، هل انشغلوا بالجدل العقيم والاختلاف السقيم في مسائل فرعية وتركوا المقاصد الكبرى للإسلام؟ بل هبوا والله بعدما عرفوا الدين الصحيح والعقيدة السليمة يدعون أهل الأرض لعبادة الواحد الأحد ويزكون أخلاق الناس ويطهرون ضمائرهم ويصلحون مجتمعات المعمورة بالحكمة والعدل والمحبة والرحمة والسلام، أما نحن فمع انحسارنا وتقهقرنا وما نعيشه من أمية وجهل وبطالة وعطالة في العالم الإسلامي مع غبش في العقيدة عند الكثير وترك للصلاة ووقوع في الموبقات، ومع هذا تجدنا نشبنا وغرّزنا وغصنا في دقائق المسائل نتناقش ونتهاجر ونتقاطع بسبب هذه المسائل، ولهذا لا نستحق في هذه المرحلة قيادة العالم ولا تصدر البشرية ولا أخذ زمام المبادرة في إصلاح الناس وصناعة القرار الدولي، ولن تعود لنا الخيرية حتى نعود كما كان أولنا في فهم الإسلام الصحيح وإعطاء كل مسألة حجمها وكل قضية حقها: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).
 
 
 
التعليــقــــات
                                      تعليق
 
 . عبد الرحمن المرعشلي، »، 13/01/2010
على القبور عاكفون وعلى الأضرحة يطوفون!!! ما هذا الكلام يا شيخ من يطوف بضريح في القرن الواحد والعشرين ولا حتى في جميع القرون , نحن نزور مقامات اولياء الله للتبرك بهم والدعاء عند قبورهم فأن لله خواص في الأزمنة والأمكنة والأشخاص , وكان بلال يسافر للمدينة لزيارة قبر الرسول وكذلك السيدة فاطمة ابنته رضي الله عنهما, ولست جاهلا او غبيا او لا اعرف افكار جماعات غيري فلقد قرأت كتاب الفتاوى لأبن تيمية من الجلدة للجلدة ولم يقنعني ب1% في هذا الموضوع , حتى النصارى لديهم قديسهم يضعون رفاتهم في بازيليك او يطوفون بالرفات يوما في السنة في احيائهم وهم مع ذلك اخترعوا الصاروخ والقمر الصناعي والأتصالات ,حتى ابن تيمية نفسه سجن ولم يخرج من سجنه الا على الآلة الحدباء , فكلامك هذا يدل عن قلة علم بالطوائف الأسلامية الأخرى ولماذا تزور اضرحة اوليائها عليك ان تتقبل الآخر فكل لديه تفسير مختلف للكتاب والسنة ولا تملك انت الحقيقة المطلقة.
 
د/ يحيى مصري الحلبي/ أميركة، كلفورنية، 14/01/2010
إني لم آت الحجر ، وإنما أتيتُ رسول الله ، إني سمعت رسول يقول: لاتبكوا على الإسلام إذا وليه أهله، ولكن ابكوا على الإسلام إذا وليه غير أهله : قالها أبو أيوب الأنصاري عندما وضع جبهته على قبر رسول الله ، فرآه مروان بن الحكم ، فأخذ برقبته ، فالتفت إليه أبو أيوب. فمضى مروان...فقال أبو أيوب كلمته. هذا الحديث تجده يا د/ عائض في صحيح مستدرك الحاكم. إنّ وضع أبي أيوب جبهته على القبر لم يستنكره أحد من الصحابة ، وكذلك الأئمة أحمد بن حنبل وإبراهيم الحربي وغيرهما...إن الذي انفرد عن أئمة الخلف والسلف بهذا الذي ذكرته يا دكتور إنما هو من الشاذ، وانظر مصنف ابن أبي شيبةج3ص450 تر نفراً من أصحاب النبي،صلى الله عليه وسلم إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رمانة المنبر القرعاء فمسحوها ودعوا...ابن الجزري من أقران الحافظ ابن حجر، قال: وقبر معروف الكرخي الترياق المجرَّب... لاتزال يا شيخ في أول الطريق وتحاول الإصلاح ما استطعت : أعطني حاكماً يخاف الله ، وعالماً محققاً شجاعاً، وغنياً كريماً..-إلامن رحم ربي- أضمن لك إصلاحاً. الدنيا بخير ..والإسلام ينتشر، وسيحكم. ولا تقنّط الناس يادكتور، واترك تقليد شيخك أبي العباس ...

16 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
ارجِعوا    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

" ... وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {النور24/28}.
 " قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ }؛ أي إذا اُمِرْتُمْ بالانصرافِ فانصرفوا وتقوَّسُوا على باب البيت فلعلَّ صاحبَ البيتِ لا يرضى أن يقعَ بصرُ المستأذنِ على أحدٍ من حَرَمِهِ، وكذلك لو لَم يقُلْ لكم صاحبُ الدار ارجعوا، ولكن وُجِدَ منهُ ما يدلُّ على ذلك وجبَ الرجوعُ، لقوله صلى الله عليه وسلم: " الاسْتِئْذانُ ثَلاَثٌ، فإنْ أُذِنَ لَكَ وَإلاَّ فَارْجِعْ " ورُوي " الاسْتِئْذانُ ثَلاَثٌ: مَرَّةٌ يَسْتَمِعُونَ، وَمَرَّةٌ يَسْتَصْلِحُونَ، وَمَرَّةٌ يَأْذنُونَ " وقولهُ تعالى { هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } أي الرجوعُ أطهَرُ وأنفعُ لدِينكم من الجلوسِ على أبواب الناس، { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }؛ أي بما تعملونَ من الدُّخول بإذنٍ وغير إذن عالِمٌ."( الطبراني).
 
" فإن قال لكم أهل البيوت: ارجعوا عنها فارجعوا ولا تدخلوها { هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } ، أي الرجوع أزكى لكم: أي أطهر لكم عند الله. ثم قال: { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } ، أي بما تعملون من رجوعكم إذا قيل لكم ارجعوا، وطاعتكم لما أمركم به" .( مكي القيسي).
 
" أي: إذا ردوكم من الباب قبل الإذن أو بعده، { فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } أي: رجوعكم أزكى لكم وأطهر { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وقال قتادة: قال بعض المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية، فما أدركتها؛ أن أستأذن على بعض إخواني، فيقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط؛ لقوله: { وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } " ( القرطبي).
 
" كان الرجل منهم إذا أراد أن يدخل بيتاً غير بيته يقول: حُييتم صباحاً، حييتم مساءاً، فربما أصاب الرجلَ مع امرأته في لحاف. رُوي أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أَأَسْتأذنُ على أمي؟ قال: " نَعَم " قال: ليس لها خادم غيري، أأستأذن عليها كلما دَخَلْتُ؟ قال صلى الله عليه وسلم: " أتحُبُّ أن تراها عريانة...؟ " { لعلكم تذكَّرون } أي: أمرتكم به، أو: قيل لكم هذا؛ لكي تتعظوا وتعملوا بموجبه.
{ فإن لم تجدوا فيها }؛ في البيوت { أحداً } ممن يستحق الإذن، من الرجال البالغين, وأما النساء والولدان فوجودهم وعدمهم سواء، { فلا تدخلوها } ، على أن مدلول الآية هو النهي عن دخول البيوت الخالية؛ لما فيه من الاطلاع على ما يعتاد الناس إخفاءه، وأما حرمة دخول ما فيه النساء والولدان فمن باب الأولى؛ لما فيه الاطلاع على الحريم وعورات النساء. فإن لم يُؤذن لكم فلا تدخلوا، واصبروا { حتى يُؤْذَنَ لكم } من جهة من يملك الإذن، أو: فإن لم تجدوا فيها أحداً من أهلها، ولكم فيها حاجة فلا تدخلوها إلا بإذن أهلها؛ لأن التصرف في ملك الغير لا بد أن يكون برضاه.
{ وإن قيل لكم ارجِعُوا } أي: إذا كان فيها قوم، وقالوا: ارجعوا { فارجعوا } ولا تُلحُّوا في طلب الإذن، ولا تقِفُوا بالأبواب، ولا تخرقوا الحجاب؛ لأن هذا مما يُوجب الكراهية والعداوة، وإذا نهى عن ذلك؛ لأدائه إلى الكراهية؛ وجب الانتهاء عن كل ما أدى إليها؛ من قرع الباب بعنف، والتصييح بصاحب الدار، وغير ذلك. وعن أبي عبيد: " ما قرعت باباً على عالم قط ". فالرجوع { هو أزْكَى لكمْ } أي: أطيب لكم وأطهر؛ لِمَا فيه من سلامة الصدور والبُعد عن الريبة، والوقوفُ على الأبواب من دنس الدناءة والرذالة. { والله بما تعملون عليم }؛ فيعلم ما تأتون وما تذرون مما كلفتموه، فيجازيكم عليه. وهو وعيد للمخاطبين
".( ابن عجيبة).

16 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
إعراب آية كريمة    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

" ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (الكهف18/69) .
" أيهم " استفهامية عند الخليل مبتدأ ،خبره " أشد " ، والجملة محكية بالقول ، ومفعول " لَننزِعنّ " محذوف تقديره : الفريق الذي يقال فيهم أيهم أشد . وذهب يونس إلى أن  أياً رفع بالابتداء ، لا على الحكاية ، والجملة هي المفعول،  والفعل معلق . وذهب سيبويه  إلى أنّ " أياً " مبنية على الضم ؛ لأنها عنده بمنزلة " الذي" . وقال الكسائي :" لننزعن " واقعة على المعنى . وقال الفراء : معنى"لننزعن"  لننادين ، فلم يعمل؛ لأنه بمعنى النداء  ... وقال المبرد : إن " أيهم " رفع؛ لأنه متعلق بـ " شيعة " ، والمعنى : من الذين تشايعوا أيهم ؛ أي :من الذين تعاونوا ونظروا  أيهم .
( المشكل 2 /60 ، 61 ، 62 )، وانظر( دراسات 1 /604 ) .
وفي دراسات 1 /605 : " وقال الأخفش والكسائي :"من" زائدة في المفعول، وأيهم استفهامية " .
في فتح القدير للشوكاني  3/344 :" وقد اتفق القراء على قراءة أيهم بالضم إلا هارون الغازي فإنه قرأها بالفتح . وقال الزجاج : في رفع أيهم ثلاثة أقوال : الأول قول الخليل بن أحمد أنه مرفوع على الحكاية . والمعنى : ثم  لننزعن من كل شيعة الذين يقال لهم أيهم أشد ...
القول الثاني  قول يونس : وهو أن" لننزعن" بمنزله الأفعال التي تلغى وتعلق ، فهذا الفعل عنده معلّق عن العمل في  (أي) ...
القول الثالث قول سيبويه : إن (أيهم) هاهنا مبني على الضم ... وقد غلط سيبويه في قوله هذا جمهور النحْويين حتى قال الزجاج : " ماتبين لي أن سيبويه غلط في كتابه إلا في موضعين هذا أحدهما " .
في الأشباه والنظائر 1 /222 ـ 223 : " قال الأبذي في شرح الجزولية: بنيت " أي " في نحو قوله تعالى : " أيهم أشد " عند سيبويه؛ لخروجها عن نظائرها وكان حقها أن تعرب لتمكنها بالإضافة ولا سيما وهي مضافة إلى مضمر، والمضمرات ترد الأشياء إلى أصولها ، ولذلك تقول زيد ضربتم أخاه ، ثم تقول وضربتموه ولا تقول وضربتمه " .
( انظر مجلس الخليل مع سيبويه في الكلام على قوله تعالى : ثم لننزعن من كل شيعة ... في الأشياء والنظائر 3 /66 ، 77 طبعة مكتبة الكلمات الأزهرية ) .وانظر الآية ( ثم لننزعن ) في كتاب يونس البصري :ص 225 ، 228، 229 ، 231 ، 232 .

16 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
هذا هو رسول الله ( صلوات ربي وسلامه عليه).    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

لقد صحّ عن سعيد بن المسيب أنه في وقعة الحَرّة لمّا خلا المسجد النبوي وتعطل من الأذان والإقامة ، صار يسمع الأذان والإقامة من الحجرة الشريفة. وقد سمع كثير من الناس رَدَّ السلام من قبره ، صلى الله عليه وآله وسلم.
قلت أنا يحيى : وهذا حق ؛ بدليل الحديث : " إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء " . ذكره الألباني في السلسلة ، وبدليل الحديث الذي رواه البيهقي وغيره بأسانيد صحيحة عنه ،صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال : " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" . وفي الصحيحين أنّ الله بعث لنبينا جميع الأنبياء ليلة الإسراء ، فصلى بهم إماماً ركعتين . والصلاة ذات ركوع وسجود ، وهي تستدعي جسداً حياً . قال ، عليه الصلاة والسلام:
 " وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا هو جعد ( يعني شعره) غير سبط ، كأنه من رجل شنوءة..." .
 قال الشيخ علي القاري : قلت : قد سبق أنهم ؛ أي الأنبياء ، أحياء عند ربهم....
قلت أنا يحيى : قال البيهقي في كتاب ( الاعتقاد) : " الأنبياء بعدما قُبِضوا ، رُدَّتْ إليهم أرواحُهم، فغُيِّبوا عنا...لا نراهم كالملائكة...إلا لمن أكرمه الله تعالى بنوع كرامة ... قلتُ =  وممن رُزِق هذه الكرامة علّمني صيغة في الصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلوات ربي وسلامه عليه، أن أقول : " اللهم صلّ وسلم وبارك على أسعد مخلوقاتك سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد صلاةً توصّلني إليه، وتجمعني عليه، وتقرّبني لحضرته، وتمتّعني برؤيته، فأشاهده عياناً، وأراه يقظة ومناماً ، وتقع عين قلبي على عين ذاته ، وأحظى بعطفه ، وأفوز بمناجاته...

16 - يناير - 2010
رسول الهدى والرحمة : الرحمة المهداة للناس من رب العالمين.
الآية " ويطعمون الطعام على حبه..." (1).    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

[" ... عن ٱبن عباس: في قوله عزّ وجلّ: { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً. وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } قال: مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعادهما عامة العرب؛ فقالوا: يا أبا الحسن ـ ورواه جابر الجُعْفيّ عن قَنْبَر مولى عليّ قال: مرض الحسن والحسين حتى عادهما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا أبا الحسن ـ رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبي سليم ـ لو نذرتَ عن ولديك شيئاً، وكل نذر ليس له وفاء فليس بشيء. فقال رضي الله عنه: إن بَرأَ ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكراً. وقالت جارية لهم نوبية: إن بَرأَ سيِّداي صمت لله ثلاثة أيام شكراً. وقالت فاطمة مثل ذلك. وفي حديث الجُعْفيّ فقال الحسن والحسين: علينا مثل ذلك فأُلْبِس الغلامان العافية، وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فانطلق عليّ إلى شمعون بن حاريا الخيبريّ، وكان يهودياً، فٱستقرض منه ثلاثة أصوُع من شعير، فجاء به، فوضعه ناحية البيت، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وٱختبزته، وصلّى عليٌّ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه. وفي حديث الجُعْفيّ: فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرص، فلما مضى صيامهم الأوّل وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش؛ إذ أتاهم مسكين، فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهلَ بيت محمد ـ في حديث الجُعْفي ـ أنا مسكين من مساكين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنا والله جائع؛ أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه عليّ رضي الله عنه، فأنشأ يقول:
فاطمَ ذاتَ الفضلِ واليقينْ
   
يا بنتَ خير الناسِ أجمعينْ
أما تَرَينَ البائسَ المسكينْ
   
قد قام بالباب له حنينْ
يشكو إلى الله ويستكينْ
   
يشكو إلينا جائعٌ حزينْ
كل ٱمرىء بكسبه رهينْ
   
وفاعل الخيرات يستبِينْ
موعِدُنا جَنّة عِلِّيينْ
   
حرّمها الله على الضَّنِينْ
ولِلبِخيل موقِفٌ مهِين
   
تَهوِي بِهِ النار إلى سِجِّينْ
شرابه الحميم والغِسْلينْ
   
من يفعلِ الخيرَ يقم سمينْ
ويَدْخُـل الجنـةَ أيّ حِيـنْ
 
 

17 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
آية " ويطعمون الطعام على حبه..." (2).    كن أول من يقيّم

فأنشأت فاطمة رضي الله عنها تقول:
أطعِمه اليوم ولا أبالِي
   
وأوثر اللَّهَ على عيالي
أَمَسوْا جياعاً وَهُمُ أَشْبَالي
   
أصغرُهم يُقتَلُ في القِتالِ
بِكَرْ بَلاَ يُقتَلُ بٱغْتَيالِ
   
يا ويلُ لِلقاتِل مَعْ وَبَالِ
تَهوى به النار إلى سِفالِ
   
وفي يديهِ الغُلَّ والأغلال
كبولـة زادت علـى الأكبـالِ
   
 
فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القَرَاح؛ فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته وٱختبزته، وصلّى عليٌّ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم؛ إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، تأسروننا وتَشُدُّوننا ولا تُطْعِمونناٰ أطعموني فإنّي أسير محمد. فسمعه عليّ فأنشأ يقول:
فاطم يا بنتَ النبيِّ أحمدْ
   
بنت نبِيٍّ سيِّدٍ مُسَوَّدْ
وسماه الله فهو محمد
   
قد زانه الله بِحسنٍ أغيدْ
هذا أسِيرٌ للنبيّ المهتدْ
   
مُثقَّلٌ في غُلِّه مُقيَّدْ
يَشكو إلينا الجوعَ قد تمددْ
   
من يُطعِمِ اليومَ يجِده في غدْ
عند العليّ الواحِدِ الموحَّدْ
   
ما يزرع الزارِعُ سوف يَحصُدْ
أعطيـه لا لا تجعلِيـهِ أقعـد
   
 

17 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
آية " ويطعمون الطعام على حبه..." (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

فأنشأت فاطمة رضي الله تعالى عنها تقول:
لم يَبْقَ مِمّا جاء غيرُ صاعْ
   
قد ذهبت كَفِّي مع الذِّراعْ
ٱبنايَ والله هُمَا جِيَاعْ
   
يا ربّ لا تتركهما ضياعْ
أبوهما للخير ذو ٱصطناعْ
   
يَصطنِع المعروفَ بابتداعْ
عَبْلُ الذِّراعين شديد الباعْ
   
وما على رأسِيَ مِن قِناعْ
إلاَّ قنـاعاً نَسْجـهُ أَنْسَـاعْ
   
 
فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئاً إلا الماء القَرَاح، فلما أن كان في اليوم الرابع، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن، وبيده اليسرى الحسين، وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع؛ فلما أبصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا أبا الحسن ما أشدّ ما يسوءني ما أرى بكم ٱنطلق بنا إلى ٱبنتي فاطمة "].
فانطلقوا إليها وهي في محرابها، وقد لصق بطنها بظهرها، وغارت عيناها من شدة الجوع، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف المجاعة في وجهها بكى وقال: " واغوثاه يا الله، أهُل بيت محمد يموتون جوعاً " فهبط جبريل عليه السلام وقال: السلام عليك، ربك يقرئك السلام يا محمد، خذه هنيئاً في أهل بيتك. قال: " وما آخذ يا جبريل " فأقرأه { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ } إلى قوله:
 { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً. إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً }.
*** ذكره الثعلبيّ. وقال أهل التفسير: نزلت في عليّ وفاطمة رضي الله عنهما وجارية لهما ٱسمها فضة.
 
               تعليق القرطبي:
  • قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول: فهذا حديث مُزوَّق مُزيَّف، قد تَطرَّف فيه صاحبه حتى تَشبَّه على المستمعين، فالجاهل بهذا الحديث يَعَضُّ شفتيه تلهفاً ألاّ يكون بهذه الصفة، ولا يعلم أن صاحب هذا الفعل مذموم؛ وقد قال الله تعالى في تنزيله:وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ }[البقرة: 219] وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك، وجرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متواترة بأن " خير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى». «وٱبدأ بنفسك ثم بمن تعول " وٱفترض الله على الأزواج نفقة أهاليهم وأولادهم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يَقُوت " أفيحسب عاقل أن عليًّا جهل هذا الأمر حتى أجهد صبياناً صغاراً من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليهن؟ حتى تَضوَّروا من الجوع، وغارت العيون منهم؛ لخلاء أجوافهم، حتى أبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بهم من الجهد. هَبْ أنه آثَرَ على نفسه هذا السائل، فهل كان يجوز له أن يحمل أهله على ذلك؟! وهَبْ أنّ أهله سمحت بذلك لعليّ فهل جاز له أن يحمل أطفاله على جوع ثلاثة أيام بلياليهن؟! ما يُروج مثل هذا إلا على حَمْقى جهّال؛ أبى الله لقلوب متنبهة أن تظن بعليّ مثل هذا. وليت شعري من حفظ هذه الأبيات كل ليلة عن عليّ وفاطمة، وإجابة كل واحد منهما صاحبه، حتى أدّاه إلى هؤلاء الرواة؟! فهذا وأشباهه من أحاديث أهل السجون فيما أرى. بلغني أن قوماً يُخلَّدون في السجون فيبقون بلا حيلة، فيكتبون أحاديث في السَّمَر وأشباهه، ومثل هذه الأحاديث مفتعلة، فإذا صارت إلى الجهابذة رمَوا بها وزَيفَّوها، وما من شيء إلا له آفة ومكيدة، وآفة الدِّين وكيُده أكثر.
 
  • قال القرطبي:
قوله تعالى: { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ } أي يقولون بألسنتهم للمسكين واليتيم والأسير
 { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ } في الله جلّ ثناؤه فزعاً من عذابه وطمعاً في ثوابه. { لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً } أي مكافأة. { وَلاَ شُكُوراً } أي ولا أن تثنوا علينا بذلك؛ قال ٱبن عباس: كذلك كانت نياتهم في الدنيا حين أطعموا. وعن سالم عن مجاهد قال: أما إنهم ما تكلّموا به ولكن علمه الله جلّ ثناؤه منهم فأثنى به عليهم؛ ليرغب في ذلك راغب. وقاله سعيد بن جُبير حكاه عنه القُشيريّ. وقيل: إن هذه الآية نزلت في مُطْعِم بن ورقاء الأنصاريّ نذر نذراً فوفَّى به. وقيل: نزلت في من تكفّل بأسرى بدروهم سبعة من المهاجرين: أبو بكر وعمر وعليّ والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وأبو عبيدة رضي الله عنهم؛ ذكره الماورديّ. وقال مقاتل: نزلت في رجل من الأنصار أطعم في يوم واحد مسكيناً ويتيماً وأسيراً. وقال أبو حمزة الثُّمَالي: بلغني " أن رجلاً قال يا رسول الله أطعمني فإني واللَّهِ مجهود؛ فقال: «والذي نفسي بيده ما عندي ما أطعمك ولكن ٱطلب» فأتى رجلاً من الأنصار وهو يتعشى مع ٱمرأته فسأله، وأخبره بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فقالت المرأة: أطعمه وٱسقِه. ثم أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم يتيم فقال: يا رسول الله! أَطعمني فإني مجهود. فقال: «ما عندي ما أطعمك ولكن ٱطلب» فٱستطعم ذلك الأنصاريّ فقالت المرأة: أطعمه وٱسقِه، فأطعمه. ثم أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم أسير فقال: يا رسول الله! أطعمني فإني مجهود. فقال: «والله ما معي ما أطعمك ولكن ٱطلب» فجاء الأنصاريّ فطلب، فقالت المرأة: أطعمه وٱسقِه. فنزلت: { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } "
 
قلت( القرطبي): والصحيح أنها نزلت في جميع الأبرار، ومَن فعل فعلاً حسناً؛ فهي عامة. وقد ذكر النقاش والثّعلبيّ والقشيريّ وغير واحد من المفسّرين في قصة عليّ وفاطمة وجاريتهما حديثاً لا يَصِحّ ولا يثبُت،.....
( كل أولئك من القرطبي).

17 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
ذرب    كن أول من يقيّم

ذَرِبَ (القاموس المحيط)
ذَرِبَ، كَفَرِحَ، ذَرَباً وذَرَابَةً، فهو ذَرِبٌ: حَدَّ.
وكمَنَعَ: أحَدَّ، كَذَرَّبَ.
وقَوْمٌ ذُرْبٌ، بالضم: أحِدَّاءُ.
والذِّرْبَةُ، بالكسرِ: السَّلِيْطَةُ اللِّسانِ، وهو ذِرْبٌ، والغُدَّةُ،
ج: كَقِرَبٍ.
وكَتُرَابٍ: السَّمُّ.
وسَيْفٌ مُذَرَّبٌ، كَمُعَظَّمٍ: مَسْمُومٌ.
والذَّرِبُ، كَكَتِفٍ: إزْميلُ الإِسْكَافِ، وبالكسرِ: شَيْءٌ يكونُ في عُنُقِ الإِنْسانِ أو الدَّابَّةِ مِثْلَ الحَصاةِ،
كالذِّرْبَةِ، أو داءٌ يكونُ في الكَبِدِ، وبالضم: جَمْعُ ذَرِبٍ، كَكَتِفٍ، لِلحَدِيدِ اللِّسانِ، ومُحَرَّكَةً: فَسادُ اللِّسانِ وبَذَاؤُه،
ج: أذْرابٌ، وفَسادُ الجُرْحِ واتِّساعُهُ، أو سَيَلانُ صَدِيدِهِ، وفَسادُ المَعِدَةِ،
كالذَّرَابَةِ والذُّرُوبَةِ، بالضم، وصَلاحُها، ضِدُّ، والمَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ، والصَّدَأُ، والفُحْشُ.
ورماهُ بالذَّرَبَيْنِ: بالشَّرِّ والخِلافِ.
والتَّذْريبُ: حَمْلُ المَرْأةِ طِفْلَها حتى يَقْضِيَ حاجَتَه.
وتَذْرَبُ، كَتَمْنَعُ: ع.
والمِذْرَبُ، كَمِنْبَرٍ: اللِّسانُ.
والذَّرَبى، كَجَمَزى،
والذَّرَبِيَّا: العَيْبُ.
والذَّرَبَّى، مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً: الدَّاهِيَةُ،
كالذَّرَبِيَّا.
والذِّرْيَبُ، كَطِرْيَمٍ: الزَّهْرُ الأَصْفَرُ.
ط و الأَذْرَبِيُّ: نِسْبَةٌ إلى أذْرَبيجانَ ط.
ذرب (الصّحّاح في اللغة)
الذَرِبُ: الحادُّ من كل شيء.
وقال الراجز:

    دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ


أي حديداتُ اللسْعِ.
ولِسانٌ ذَرِبٌ وفيه ذَرابَةٌ، أي حِدَّةٌ.
وسيفٌ ذَرِبٌ.
وامرأةٌ ذَرِبَةٌ: صَخَّابَ'ٌ؛ وذِرْبَةٌ أيضاً. قال الراجز:

    إليكَ أشكو ذِرْبَةً من الذِرَب


وذَرِبَتْ
مَعِدَتُهُ تَذْرَبُ ذَرَباً: فَسَدَتْ. قال أبو زيد: في لسانه ذَرَبٌ، وهو الفُحْشُ. قال: وليس من ذَرَبِ اللسانِ وحِدَّتِهِ.
وأنشد:

ثقيلٌ مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني    أَرِحْني وَاسْتَرِحْ مِنّي فإنِّي


والجمع أذرابٌ.
وقال الشاعر:

ووَعَرَفْتُ ما فيكم من الأَذْرابِ    ولقد طَوَيْتُكُمُ على بَلُـلاتِـكُـمْ


وذَرِبَ
الجُرْحُ، إذا لم يقبل الدواءَ.
ومنه الذَرَبَيَّا، وهي الداهية. قال الكميت:

وبالذَرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُهـا    رَمانيَ بالآفاتِ من كُلِّ جانِبٍ


والتذريب: التحديد. يقال سِنانٌ مُذَرَّبٌ. قال كعب بن مالك:

وبكلِّ أَبْيَضَ كالغَديرِ مُهَنَّدِ    بمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَواهِـلٍ


وكذلك المذروب. قال الشاعر:

عَلى الأَعداءِ مَذروبَ السِنانِ    لقد كان ابْنُ جَعْـدَةَ أَرْيَحـيَّا
ذرب (مقاييس اللغة)

الذال والراء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف الصَّلاح في تصرُّفه، مِن إقدامٍ وجرأةٍ على ما لا ينبغي. فالذَّرَبُ: فَسادُ المَعدة. قال أبو زيد: في لِسانِ فلان ذَرَبٌ، وهو الفُحْش.
وأنشد:
أرِحْني واستَرِحْ مِنِّي فإنِّي    ثَقِيلٌ مَحْمَلِي ذَرِبٌ لِسانِي


وحكى ابنُ الأعرابيّ: الذّرَبُ: الصدأ الذي يكون في السَّيف.
ويقال ذَرِبَ الجُرح، إذا كان يزدادُ اتِّساعاً ولا يَقبل دواء. قال:
أنت الطبيبُ لأدْواء القلوب إذا    خِيِفَ المُطَاوِلُ من أدوائِها الذّرِبُ


وبقيت في الباب كلمةٌ ليس ببعيد قياسُها عن سائر ما ذكرناه؛ لأنَّها لا تدلُّ على صلاحٍ، وهي الذَّرَبَيَّا، وهي الدَّاهية. يقال: رماه بالذَّرَبَيَّا. قال الكميت:
رمانِيَ بالآفات من كلِّ جانبٍ    وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها


ذرب (لسان العرب)
الذَّرِبُ: الحادُّ من كلِّ شيءٍ . ذَرِبَ يَذْرَبُ ذَرَباً وذَرابةً فهو ذَرِبٌ ؛ قال شَبيب بن البَرْصاءِ: كأَنها من بُدُنٍ وإِيقارْ، * دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ قال ابن بري : أَي كأَنّ هذه الإِبِلَ من بُدْنِها وسِمَنِها وإِيقارِها الذَّبُّ: الدَّفْعُ والـمَنْعُ.
والذَّبُّ: الطَّرْدُ . باللحم ، قد دَبَّتْ عليها ذَرِباتُ الأَنْبارِ ؛والأَنْبارُ : جمعُ نَبْرٍ ، وهو ذُبابٌ يَلْسَعُ فيَنْتَفِخُ مكانُ لسْعِه،فقوله ذَرِبات الأَنْبار أَي حَديداتُ اللَّسْع ، ويُروى وإِيفار، بالفاءِ أَيضاً .وقَوْمٌ ذُرُبٌ. ابن الأَعرابي : ذَرِبَ الرَّجلُ إِذا فَصُحَ لسانُه بعدَ حَصرِه .
ولسانٌ ذَرِبٌ: حديدُ الطَّرَف؛ وفيه ذَرابةٌ أَي حِدَّةٌ .

وذَرَبُه
:حِدَّتُه .
وذَرَبُ
المَعِدَة: حِدَّتُها عن الجُوعِ .ذَرِبَتْ مَعِدَته تَذْرَبُ ذَرباً فهي ذَرِبة إِذا فَسَدَتْ .
وفي الحديث : في أَلبانِ الإِبِل وأَبْوالِها شِفاءُ الذَّرَبِ ؛هو بالتحريكِ ، الدَّاءُ الذي يَعْرِضُ للمَعدة فلا تَهْضِمُ الطَّعامَ ، ويَفْسُدُ فيها ولا تُمْسِكُه . قال أَبو زيد : يقال للغُدَّة ذِرْبةٌ ، وجَمْعُها ذِرَبٌ.
والتَّذْريبُ :التَّحْديدُ . يقال لسانٌ ذَرِبٌ ، وسِنانٌ ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ؛ قال كعب بنُ مالك: بمُذَرَّباتٍ ،بالأَكُفِّ ، نواهِلٍ، * وبكلِّ أَبْيضَ ، كالغَدير ، مُهَنَّدِ وكذلك المَذْروبُ ؛قال الشاعر : لقد كان ابنُ جَعْدَةَ أَرْيَحِيَّا * على الأَعْداءِ ، مَذْروبَ السِّنانِ وذَرَبَ الحَديدَة يَذْرُبُها ذَرْباً وذرَّبَها :أَحدَّها فهي مَذرُوبَة.
وقَوم ذَرْبٌ: أَحِدَّاءُ.
وامرأَةٌ ذِرْبَةٌ، مثلُ قِرْبَة ،وذَرِبَةٌ أَي صَخَّابةٌ ، حديدةٌ سَلِيطَة اللّسانِ ،فاحِشَة ،طَويلَة اللّسانِ.

وذَرَبُ
اللّسانِ:حِدَّتُه.
وفي الحديث عن حذيفة قال : كنتُ ذَرِبَ اللّسانِ على أَهلِي، فَقُلْت:يا رسول اللّه ،إِنِّي لأَخْشَىأَنْ يُدْخِلَنِي النارَ ؛فقال رسولُ اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم : فأَيْنَ أَنتَ من الاسْتِغفارِ؟إِنِّي لأَسْـتَغْفِرُ اللّهَ في اليومِ مائَةً؛فذكرْتُه لأَبي بُرْدَة فقال : وأَتُوبُ إِليه . قال أَبو بكر في قولِهم فلانٌ ذَرِبُ اللسانِ، قال : سمعتُ أَبا العباسِ يقول : معناهُ فاسِدُ اللِّسانِ ، قال : وهو عَيْبٌ وذَمٌّ . يقال : قد ذَرِبَ لسانُ الرَّجلِ يَذْرَبُ إِذا فَسَد. ومِنْ هذا ذَرِبَتْ مَعِدَتُه:فَسَدَتْ ؛ وأَنشد : أَلم أَكُ باذِلاً وِدِّي ونَصْري ، * وأَصْرِف عنكم ذَرَبِي ولَغْبِـي قال: واللَّغْبُ الرَّدِيءُ من الكلامِ.
وقيل: الذَّرِبُ اللسانِ هو الحادُّ اللسان، وهو يَرْجِعُ إِلى الفَسادِ؛ وقيل: الذَّرِبُ اللِّسانِ الشَّـتَّامُ الفاحِشُ.
وقال ابن شميل: الذَّرِبُ اللسان الفاحِشُ البَذِيُّ الذي لا يبالي ما قال.
وفي الحديث: ذَرِبَ النِّساءُ على أَزْواجِهِنَّ أَي فَسَدَتْ أَلسِنَتُهنَّ وانْبَسَطْن عليهم في القول؛ والرواية ذَئِرَ بالهمز، وسنذكره.
وفي الحديث: أَنّ أَعشى بني مازن قدم على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فأَنشد أَبياتاً فيها: يا سَـيِّدَ الناسِ، ودَيَّانَ العَرَبْ، * إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً، من الذِّرَبْ خَرَجْتُ أَبْغِـيها الطَّعامَ في رَجَبْ، * فخَلَفَتْنِـي بنِزاعٍ وحَرَبْ أَخْلَفَتِ العَهْدَ، ولَطَّتْ بالذَّنَبْ، * وتَرَكَتْنِـي، وَسْطَ عِـيصٍ، ذي أَشَبْ تَكُدُّ رِجْلَيَّ مَسامِيرُ الخَشَبْ، * وهُنَّ شَرُّ غالِبٍ لِـمَنْ غَلَبْ قال أَبو منصور: أَراد بالذِّرْبَةِ امرأَتَه، كَنَى بها عن فسادِها وخِـيانَتِها إِيَّاه في فَرْجِها، وجَمْعُها ذِرَبٌ، وأَصلُه من ذَرَبِ الـمَعِدة، وهو فسادُها؛ وذِرْبةٌ منقول من ذَرِبَةٍ، كمِعْدةٍ من مَعِدَة؛ وقيل: أَراد سَلاطة لسانِها، وفسادَ مَنْطِقِها، من قولهم ذَرِبَ لسانُه إِذا كان حادَّ اللِّسانِ لا يُبالِـي ما قال.
وذكر ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَن هذا الرَّجَزَ للأَعْوَرِ بنِ قراد بنِ سفيان، من بني الـحِرْمازِ، وهو أَبو شَيْبانَ الـحِرْمازِيّ، أَعْشى بني حِرْمازٍ؛ وقوله: فخَلَفَتْنـي أَي خالَفَت ظَنِّي فيها؛ وقوله: لَطَّتْ بالذَّنَب، يقال: لَطَّت النَّاقَةُ بذَنَبِها أَي أَدْخَلَتْهُ بين فَخِذَيْها، لتَمْـنَع الحالِبَ.
ويقال: أَلْقَى بينَهم الذَّرَبَ أَي الاخْتِلافَ والشَّرَّ.
وسُمٌّ ذَرِبٌ: حديدٌ.
والذُّرَابُ: السُّمُّ، عن كراع، اسمٌ لا صِفَةٌ.
وسيف ذَرِبٌ ومُذَرَّبٌ: أُنْقِعَ في السُّمِّ، ثم شُحِذَ. التهذيب: تَذْريبُ السَّيف أَن يُنْقَعَ في السُّمِّ، فإِذا أُنْعِمَ سَقْيُهُ، أُخْرِجَ فشُحِذَ. قال: ويجوز ذَرَبْتُه، فهو مَذْرُوبٌ؛ قال عبيد: وخِرْقٍ، من الفِتْيانِ، أَكرَمَ مَصْدَقاً * من السَّيْفِ، قد آخَيْتُ، ليسَ بِـمَذْرُوبِ قال شمر: ليسَ بفاحِشٍ.

والذَّرَبُ
فسادُ اللِّسانِ وبَذَاؤُه.
وفي لسانِهِ ذَرَبٌ: وهو الفُحْشُ. قال: وليسَ من ذَرَبِ اللِّسانِ وحِدَّتِه؛ وأَنشد: أَرِحْني واسْتَرِحْ منِّي، فإِني * ثَقِـيلٌ مَحْمِلي، ذَرِبٌ لِساني وجمعه أَذْرابٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِـحَضْرَمِـيَّ ابن عامرٍ الأَسَدي: ولَقَدْ طَوَيْـتُكُمُ على بَلُلاتِكُمْ، * وعَرَفْتُ ما فِـيكُمْ من الأَذْرابِ كَيْـمَا أُعِدَّكُمُ لأَبْعَدَ مِنْكُمُ، * ولقد يُجاءُ إِلى ذَوِي الأَلبابِ معنى ما فِـيكُم مِن الأَذرابِ: مِن الفسادِ، ورواه ثعلب: الأَعيابِ، جَمعُ عَيْبٍ. قال ابن بري: وروى ابن الأَعرابي هذين البيتين، على غير هذا الـحَوْكِ، ولم يُسَمِّ قائِلَهما؛ وهما: ولقد بَلَوْتُ الناسَ في حالاتِهِم، * وعَلِمْتُ ما فِـيهم من الأَسبابِ فإِذا القَرَابَةُ لا تُقَرِّبُ قاطِعاً، * وإِذا الـمَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَنْسابِ وقوله: ولقد طَوَيْـتُكُمُ على بَلُلاتِكُم أَي طَوَيْـتُكُم على مَا فِـيكُم مِن أَذًى وعَداوَةٍ؛ وبَلُلاتٌ، بضم اللام، جمعُ بَلُلَةٍ، بضم اللام أَيضاً، قال: ومنهم مَنْ يَرْويه على بَلَلاتِكُم، بفتح اللام، الواحِدَةُ بَلَلة، أَيضاً بفتح اللام؛ وقيل في قوله على بَلَلاتِكُم: إِنه يُضْرَبُ مثلاً لإِبْقاءِ الـمَوَدَّة، وإِخْفاءِ ما أَظْهَرُوه من جَفائِهِمْ، فيكون مثلَ قولهم: اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه، لينْضَمَّ بعضُه إِلى بعضٍ ولا يَتبايَنَ؛ ومنه قولهم أَيضاً: اطْوِ السِّقاءَ على بَلَلِه، لأَنه إِذا طُوِيَ وهو جافٌّ تَكَسَّر، وإِذا طُوِيَ على بَلَلِه، لم يَتَكَسَّر، ولم يَتَبايَنْ.
والتَّذْريبُ: حَمْلُ الـمَرْأَة وَلَدَها الصَّغيرَ، حتى يَقْضِـيَ حَاجَتَه. ابن الأَعرابي: أَذْرَبَ الرَّجُلُ إِذا فسد عَيْشُه.

وذَرِبَ
الجُرْحُ ذَرَباً، فهو ذَرِبٌ: فَسَد واتسع، ولم يَقْبَل البُرْءَ والدَّوَاءَ؛ وقيل: سالَ صَديداً، والـمَعْنَيان مُتَقارِبانِ.
وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: ما الطَّاعُون؟ قال: ذَرَبٌ كالدُّمَّل. يقال: ذَرِبَ الجُرْحُ إِذا لم يَقْبَلِ الدَّواءَ؛ ومنه الذَّرَبَيَّا، على فَعَلَيَّا، وهي الدَّاهِـيَةُ؛ قال: الكُمَيْت: رَمَانِـيَ بالآفَاتِ، مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، * وبالذَّرَبَيَّا، مُرْدُ فِهْرٍ وَشِـيبُهَا وقيل: الذَّرَبَيَّا هو الشَّرُّ والاخْتِلافُ؛ ورَمَاهُم بالذَّرَبِـينَ مثلُه.
ولَقِـيتُ منه الذَّرَبَى والذَّرَبَيَّا والذَّرَبِـينَ(1) (1 قوله «والذربين» ضبط في المحكم والتكملة وشرح القاموس بفتح الذال والراء وكسر الباء الموحدة وفتح النون، وضبط في بعض نسخ القاموس المطبوعة وعاصم أَفندي بسكون الراء وفتح الباء وكسر النون.) أَي الداهِـيَةَ.

وذَرِبَتْ
مَعِدَتُه ذَرَباً وذَرَابَةً وذُرُوبَةً، فهي ذَرِبَة، فَسَدَتْ، فهو من الأَضْدادِ.
والذَّرَبُ
الـمَرَضُ الذي لا يَبْرَأُ.
وذَرَب
أَنْفُه ذَرابةً: قَطَرَ.
والذِّرْيَبُ: الأَصْفَرُ من الزَّهْرِ وغيره. قال الأَسود ابن يَعْفُرَ، ووصَف نباتاً: قَفْرٌ حَمَتْهُ الخَيْلُ، حتَّى كأَنْ * زاهِرَه أُغْشِـيَ بالذِّرْيَبِ وأَما ما ورد في حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: لَتَـأْلَـمُنَّ النَّومَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِـيِّ، كما يَـأْلَمُ أَحَدُكُمْ النَّومَ على حَسَكِ السَّعْدانِ؛ فإِنه ورَد في تفسيره: الأَذْرَبيّ مَنْسوبٌ إِلى أَذْرَبِـيجان، على غيرِ قياس. قال ابن الأَثير: هكذا تقول العرب، والقياس أن تقول أَذَرِيٌّ، بغير باءٍ، كما يقال في النَّسَبِ إِلى رَامَ هُرْمُزَ، رَامِـيٌّ وهو مطرد في النَّسب إِلى الأَسماءِ المركبة.
 

17 - يناير - 2010
من كنوز المعجمات
تنبيه مهم من هاتين الآيتين الكريمتين.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

( يوسف12/2).
يقول تعالـى ذكره: إنا أنزلنا هذا الكتاب الـمبـين قرآناً عربـيًّا علـى العرب، لأن لسانهم وكلامهم عربـي، فأنزلنا هذا الكتاب بلسانهم لـيعقلوه ويفقهوا منه، وذلك قوله عزّ وجلّ: { لَعَلَّكُمْ تَعْقلُونَ }.
"... يقول: إنا أنزلناه قرآناً عربياً بلسان العرب، إذ كنتم أيها المنذرُون به من رهط محمد صلى الله عليه وسلم عرباً { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يقول: لتعقلوا معانيه وما فيه من مواعظ، ولم ينزله بلسان العجم، فيجعله أعجمياً، فتقولوا: نحن عرب، وهذا كلام أعجميّ لا نفقه معانيه...".
من:( تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ).
تنبيه مهم : كلمة( قرآن) كتبت في رسم المصحف هكذا: (قرءان)، إلا في الموضعين السابقين . وقرءان مثنى (قُرء) . وللفائدة : القُرء في اللغة العربية يقع على الطُّهر والحَيض جميعاً، فهو من الأسماء المشتركة ، فقوله تعالى : " فطَلِّقوهُنّ لِعِدّتهنّ " ينصرف الإذن بالطلاق إلى زمن الطُّهر ؛ لأنّ الطلاق في الحَيض مُحرَّم .( مُغني المحتاج3/385). وقد رُوِيَ عن النبي ، صلى الله عليه وسلم، أنه قال : " طلاق الأمَةِ طَلْقتان ، وقُرؤُها حيضتان" . وهذا نص على أن القُرْء هو الحَيض.
 ( المغني 7/454).
 
 

17 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
 177  178  179  180  181