البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 175  176  177  178  179 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
معنى ( حصي) و( أحصى).    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

البحث عن جذر حصي في لسان العرب

الحَصَى: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصاة. ابن سيده: الحَصَاة من الحجارة معروفة، وجمعها حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وقول أَبي ذؤَيب يصف طَعْنَةً:
مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عن طَرِيقِها، يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعـيبِ انْـثِـرَارُهـا
يقول: هي شديدة السَّيَلان حتى إنه لو كان هنالك حَصىً لدفعته.
وحَصَيْتُه بالحَصَى أَحْصِيه أَي رميته. وحَصَيْتُه ضربته بالحَصَى. ابن شميل:الحَصَى ما حَذَفْتَ به حَذْفاً، وهو ما كان مثلَ بعر الغنم. وقال أَبو أَسلم: العظيمُ مثلُ بَعَرِ البعير من الحَصَى، قال: وقال أَبو زيد حَصَاةٌ وحُصِيّ وحِصِيّ مثل قَناة وقُنِيّ وقِنِيّ ونَواة ونُوِيّ ودَواة ودُوِيّ، قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وقال غيره تقول حَصَاة وحَصىً بفتح أَوله، وكذلك قَناةٌ وقَنىً ونَواةٌ ونَوىً مثل ثَمَرة وثَمَر؛ قال: وقال غيره تقول نَهَرٌ حَصَوِيٌّ أَي كثير الحَصَى، وأَرض مَحْصَاة وحَصِيَةٌ كثيرة الحَصَى، وقد حَصِيَتْ تَحْصَى. وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعِ الحَصَاة، قال: هو أَن يقول المشتري أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصاةَ إليك فقد وَجَب البيعُ، وقيل: هو أَن يقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ عليه حَصاتُك إذا رميت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، والكُلُّ فاسد لأَنه من بيوع الجاهلية، وكلها غَرَرٌ لما فيها من الجَهالة.والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وهو أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حتى يصير كالحَصاة، وقد حُصِيَ الرجلُ فهو مَحْصِيٌّ. وحَصاةُ القَسْمِ: الحِجارةُ التي يَتَصافَنُون عليها الماء
ولَسْتَ بالأَكثرِ منهم حصىً، وإنما العِزَّةُ لـلْـكَـاثِـرِ
وأَنشد ابن بري:
وقد عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَـيِّدٌ، وأَنك منْ دارٍ شَديدٍ حَصاتُها
وقولهم: نحن أَكثر منهم حَصىً أَي عَدَداً.والحَصْوُ: المَنْع؛ قال بَشِيرٌ الفَرِيرِيُّ:
أَلا تَخافُ اللهَ إذ حَصَوْتَنِـي حَقِّي بلا ذَنْبٍ، وإذْ عَنَّيْتَنِي?
ابن الأَعرابي: الحَصْوُ هو المَغَسُ في البَطْن. والحَصَاةُ: العَقْل والرَّزانَةُ. يقال: هو ثابت الحَصاةِ إذا كان عاقلاً. وفلان ذو حَصاةٍ وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوي:
وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظَّنِّ، أَنَّـه إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ
وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم يَكُنْ له حَصَاةٌ، على عَوْراتِهِ، لَدَلِـيلُ
ونسبه الأَزهري إلى طَرَفة، يقول: إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجُزه عن بَسْطِه فيما لا يُحَبُّ دلَّ اللسان على عيبه بما يَلْفِظ به من عُورِ الكلام. وما له حَصَاة ولا أَصَاة أَي رأْي يُرْجَع إليه. وقال الأَصمعي في معناه: هو إذا كان حازماً كَتُوماً على نفسه يحفَظ سرَّه، قال: والحَصَاة العَقْل، وهي فَعَلة من أَحْصَيْت. وفلان حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ إذا كان شديد العقل. وفلان ذو حَصىً أَي ذو عدَدٍ، بغير هاءٍ؛ قال: وهو من الإحْصاء لا من حَصَى الحجارة. وحَصاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه. وفي الحديث: وهل يَكُبُّ الناسَ على مَناخِرِهِم في جَهَنَّم إلاَّ حَصَا أَلْسِنَتِهِمْ? قال الأَزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، وقد ذكر في موضعه، وأَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ.
قال ابن الأَثير: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ وهي ذَرابَتُه. والحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. الجوهري: حَصاةُ المِسْك قطعة صُلْبة توجد في فأْرة المِسْك. قال الليث: يقال لكل قطعة من المِسْك حَصاة.وفي أَسماء الله تعالى: المُحْصِي؛ هو الذي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه فلا يَفُوته دَقيق منها ولا جَليل. والإحْصاءُ: العَدُّ والحِفْظ.
وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ به. وفي التنزيل: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عدداً؛ الأَزهري: أي أَحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كلِّ شيء. وأَحْصَيْت الشيءَ:عَدَدته؛ قال ساعدة بن جؤية:
فَوَرَّك لَيْثاً أَخْلَصَ القَيْنُ أَثْرَه، حاشِكةً يُحْصِي الشِّمالَ نَذيرُها
قيل: يُحْصِي في الشِّمال يؤثِّر فيها. الأَزهري: وقال الفراءُ في قوله: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه فتاب عليكم، قال: علم أَن لَنْ تَحفَظوا مواقيت الليل، وقال غيره: علم أَن لَنْ تُحْصوه أَي لن تُطيقوه. قال الأَزهري:وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إنَّ لله تعالى تسعة وتسعين اسماً من أَحصاها دخَل الجنةَ، فمعناه عندي، والله أَعلم، من أَحصاها علْماً وإيماناً بها ويقيناً بأَنها صفات الله عزَّ وجل، ولم يُرِد الإحْصاءَ الذي هو العَدُّ. قال: والحصاةُ العَدُّ اسم من الإحصاء؛ قال أَبو زُبَيْد:
يَبْلُغُ الجُهْد ذا الحَصاة من القَوْ مِ، ومنْ يُلْفَ واهِناً فهَو مُودِ
وقال ابن الأَثير في قوله من أَحصاها دخل الجنة: قيل من أَحصاها من حَفِظَها عن ظَهْرِ قلبه، وقيل: من استخرجها من كتاب الله تعالى وأَحاديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يعدّها لهم إلاَّ ما جاء في رواية عن أَبي هريرة وتكلموا فيها، وقيل: أَراد من أَطاقَ العمل بمقتضاها مثلُ من يعلَمُ أنه سميع بصير فيَكُفُّ سَمْعَه ولسَانَه عمَّا لا يجوزُ له، وكذلك في باقي الأَسماء، وقيل: أَراد من أَخْطَرَ بِباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظِّماً لمسمَّاها، ومقدساً معتبراً بمعانيها ومتدبراً راغباً فيها وراهباً، قال: وبالجملة ففي كل اسم يُجْريه على لسانه يُخْطِر بباله الوصف الدالَّ عليه.
وفي الحديث: لا أُحْصِي ثَناءً عليك أي لا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بها عليك ولا أَبْلغُ الواجِب منه. وفي الحديث: أَكُلَّ القرآن أَحْصَيْتَ أَي حَفِظْت. وقوله للمرأَة: أَحْصِيها أَي احْفَظِيها. وفي الحديث:اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا واعْلَموا أَنَّ خيرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ أَي اسْتَقِيموا في كلّ شيء حتى لا تَمِيلوا ولن تُطِيقوا الاسْتقامة من قوله تعالى: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه؛ أَي لن تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه.

9 - يناير - 2010
الجمع أندية
من موقع ( الدُّرَر السَّنِيَّة).    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

* أسماء الله تعالى الحسنى كما صحت في الكتاب أو السنة (من أحصاها دخل الجنة) مرتبة على حروف المعجم:
الآخر، الأحد، الأعز، الأعلى، الأكرم، الإله، الأول، البارئ، الباسط، الباطن، البر، البصير، التواب، الجبار، الجميل، الجواد، الحافظ، الحسيب، الحفيظ، الحق، الحكم، الحكيم، الحليم، الحميد، الحي، الحيي، الخالق، الخبير، الخلاق، الديان، الرؤوف، الرازق، الرب، الرحمن، الرحيم، الرزاق، الرفيق، الرقيب، السبوح، الستير، السلام، السميع، السيد، الشافي، الشاكر، الشكور، الشهيد، الصمد، الطيب، الظاهر، العزيز، العظيم، العفو، العلي، العليم، الغفار، الغفور، الغني، الفتاح، القابض، القادر، القاهر، القدوس، القدير، القريب، القهار، القوي، القيوم، الكبير، الكريم، اللطيف، الله، المؤخر، المؤمن، المبين، المتعالي، المتكبر، المتين، المجيب، المجيد، المحسن، المحيط، المصور، المعطي، المقتدر، المقدم، المقيت، الملك، المليك، المنان، المهيمن، المولى، النصير، الهادي، الواحد، الواسع، الوتر، الودود، الوكيل ، الولي ، الوهاب.
[من الأسماء التي يظن كثير من الناس أنها من أسماء الله تعالى :
الباقي، البديع، الجليل، الرشيد، الستار، الصبور، الماجد، المبديء، المعيد، المحيي، المميت، المعز، المذل، المغني، المنتقم، النور، الواجد، الوارث
علماً أن هذه الأسماء لم تثبت في كتاب الله ولا في صحيح السنة وإن قال بها بعض العلماء ، فأسماء الله وصفاته توقيفية لا يصِح أن نثبت شيئاً منها إلا بدليل من الكتاب أو السنة].
 
** قال البخاري، رحمه الله ،في صحيحه:
باب قوله تعالى : (فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم)
قال ابن عباس ،رضي الله عنهما،  عارض: السحاب.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف في وجهه. قالت: يا رسول الله: إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عُرف في وجهك الكراهية. فقال: يا عائشة، ما يؤمني أن يكون فيه عذاب. عُذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا:
 (هذا عارض ممطرنا). 

10 - يناير - 2010
الجمع أندية
من موقع ( الألوكة).    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

العلمانية وتكريم المرأة!

                            علي حسن فراج
     

تشغل مسألة تكريم المرأة حيِّزًا كبيرًا من الجدل الفكري بين أصحاب الأيديولوجيَّات والنظريات المختلفة، فكلٌّ يزعُم أنَّ ما عنده هو تكريم المرأة.
ويزعُم العلمانيُّون أنَّ هذه القضيَّة من قضاياهم الرابحة، وأنَّه لم ينجح أحدٌ في حمْل لواء هذه القضيَّة كما نجحوا هم؛ فهم معتنِقو قضايا المرأة، والمنظِّرون لها، والمطالبون بِحقوقِها التي انتزعتها منها الأديان والأعراف عامَّة، والدين الإسلامي خاصَّة.
وأنا - إحقاقًا للحقِّ - عليَّ أن أعترف أنَّ الإسلام وضَعَ من القيود على المرأة ما لم تضعْه العلمانيَّة، فمثلاً: 
في مجال العمل، تُعطيها العلمانيَّة الحقَّ في أن تعمل كلَّ عمل، وتضطلع بأيِّ منصبٍ بلا أدْنى قيد أو تحرُّز، فتفتح لها ذلك الباب على مصراعيْه، فتمكِّنُها من العمل كرئيسة ووزيرة، وسائقة شاحنة وسجَّانة تنفِّذ حكم الإعدام، وأمَّا الإسلام، فيسمح لها ببعض الوظائف، ويمنعُها من مزاولة بعضٍ آخر.
وفي أمور الملبس والأزياء، تُعطي العلمانيَّة المرأة الحقَّ أن تلبس ما تشاء، بأي لون شاءتْ، وعلى أي صفة كانت، والإسلام يقيِّدها في هذا كله.
وفي جانب ثالث - كالرياضة - ترحِّب العلمانيَّة بها بطلةَ ألعاب قوى، وملاكمة، ومصارعة حرَّة، وما دون ذلك، وأمَّا الإسلام، فلا يسمح لها من الرِّياضة إلاَّ بما يُلائم طبيعتَها، مشروطًا بشروط أخرى.
غير أنِّي أعترف كذلك أنَّ الإنسان الأمين الَّذي لا يَجمع مالَه إلاَّ من طرُق مشروعة، بعيدًا عن النَّصب والاحتِيال، هو أكثر تقيُّدًا وأقلُّ حريَّة من ذلك الجشِع المحتال، الذي لا يبالي بأيِّ عُرْف أو فضيلة في سبيل جمع المال واكتِنازه.
وأنَّ الموظَّف الذي يراعي ضميرَه ويتْقِن عمله المنوط به، فلا يتأخَّر عن مواعيد عملِه، ولا يخرج قبل انتهائِه - هو أكثرُ تقيُّدًا وأقلُّ حريَّة من زميلِه المتلاعب الَّذي لا يتقيَّد بوقت حضور وانصراف، ولا بأْس عندَه من تضْييع أعمال المواطنين في سبيل حرِّيَّته.
وأنَّ الإنسان المهذَّب الخلق هو أقلُّ حرِّيَّة من غيره في تعامُله مع الآخرين؛ إذ لا يقدر على نَهر والديْه وزجرهما، أو شتْم الآخَرين وسبِّهم وإيذائهم، كما يفعله صاحب الوقاحة والصفاقة.
وذكرتُ في مقالة سابقة حول الحريَّة الشخصيَّة في الإسلام: أنَّ كثيرًا من المؤسَّسات والهيئات تقوم بتقْييد حريَّة منسوبيها في كثيرٍ من الأمور؛ لأنَّ في ذلك مصلحةً كبيرة لهم.
فماذا تقول العلمانية في مثل هذه القيود؟ أهي كبت لحرية الناس أيضًا، وأن للإنسان أن يكسب ماله كيف يشاء ولو بالنَّصب والاحتيال، ولا يتقن الموظف عمله ولا يتقيد في تعامله مع الآخرين، وينهر والديه ويزجرهما ويسيء إليهما كيف شاء، وحرصًا على حريته فليفعل ما يشاء، في الوقت الذي يشاء، على الوجه الذي يشاء، أهذا ما تريده العلمانية من المجتمع الحر؟!
إذن؛ فالتقْيِيد ليس مذمومًا مطلقًا، والتحرُّر ليس ممدوحًا مطلقًا.
فلنعُد إذن إلى مسألة تكْريم المرأة في العلمانيَّة.
ماذا قالت العلمانيَّة في هذا؟ وكيف صنعت فيه؟
دعونا من العلمانيَّة التنظيريَّة، ولننظر في العلمانيَّة التطبيقيَّة على أرض الواقع.
أيُّهما أكثر بروزًا في اللَّوحة العلمانيَّة: عقل المرأة أم جسدها؟ 
يُمكنُنا أن نقول: جسد المرأة هو الأظهر في المشهد العلماني، ويُمكن للعلمانيِّين أن يقولوا: بل عقلها، ولكن لنترُك الواقع لعلَّه يقول الصدْق بلا مواراة ولا مواربة.
لنسأل: ما هو سلاح أجهِزة المخابرات الأمضى في تجْنيد الجواسيس واقتِناص المعلومات من كبار القادة والمسؤُولين؟ إنَّه المرأة لا ريب!
لكن أهو ذكاؤُها وعقلها واحترام شخصيَّتها هو المعين لها في نجاحها في تحقيق ما تُريده تلكم الأجهزة؟ كلا، بل هو أوَّلاً وأخيرًا، وباعتِراف المرأة واعتِراف هذه الأجهزة، واعتِراف الضَّحايا جميعًا: جسدها، قولاً واحدًا.
أعقلها أم جسدها هو الَّذي يجعلها تظهر دائمًا شبه عاريةٍ خلْفَ منتج أيِّ شركة تريد ترْويج منتجها إعلاميًّا؟!
ما نسبة استِخْدام الرجل في الدعاية والإعلان بجانب نسبة المرأة؟ أمصدر تفوُّقها على الرجل في هذا المضْمار كون النَّاس يَحترمون عقلها فيثِقون بما تكون مروِّجة له من سلع؟! أم أنَّها تستخدم جسدها فتحقِّق به ما لا يحقِّقُه الرَّجل؟!
أعقلها أم جسدها هو سرُّ نجاحها في مضمار السكرْتارية وضيافة الطَّيران ونحو ذلك؟!
أعقلها أم جسدها هو الَّذي يجعل نشر صُوَرها وسيلةً تلجأ إليْها المجلاَّت الكاسدة هابطة الموضوعات، فتَروج وتنتشر ويصبح لها قاعدة عظمى من القراء؟!
إذا كانت المرأة في ظلال العلمانيَّة مكانتها بعقْلِها لا بجسدها، فلماذا لا تتغلَّب المرأة على عقدة تعْرية الجسد ولبْس الفاتن من الثياب، مع التفنُّن اللامحْدود في ذلك، ولو كانت هذه المرأة تشغل منصبًا سياسيًّا أو علميًّا؟!
لماذا لا يحرِص الرَّجُل على إظهار شيءٍ من جسدِه كما تحرص عليه المرأة؟ بل نجِده يجد تأنُّقه عندما يلبس ما يستر جسدَه كله، والمرأة لا يكمل تأنُّقها - في ظلال العلمانيَّة - حتَّى تبدي أكبر قدر ممكن من مفاتنها؟!
أهو الشعور بالنَّقص عند المرأة راحت تكمله بذلك؟
أم أنَّ المرأة هي المرأة مهْما كانت في أي زمان ومكان، والرَّجُل هو الرجل في كلِّ زمان ومكان، فهما مختلِفان في كثيرٍ من الأشياء وليسا متماثلَين كما تقول العلمانيَّة الشَّمطاء؟!
يُمكنك الآن - أيها القارئ - أن تحكم أنت بنفسك: هل العلمانية تحترم عقل المرأة حقًّا مع ما ذكرْناه من حال المرأة فيها؟
أم احترام عقْلها وتكريمها هو فيما جاء به الإسلام دين الفِطْرة، الذي راعى طبيعتها الجسديَّة والنفسيَّة المغايرة لطبيعة الرجُل، فصانها بحجابِها لئلاَّ تكون سلعةً تباع وتشترى، ومنعها من ممارسة ما يُنافي طبيعتها الأنثويَّة، ومع ذلك كلَّفها تكليفًا شرعيًّا كما كلَّف الرجُل، وأناط بها واجبات شرعيَّة كما أناطها بالرجُل، ووعدها الثَّواب إن أحسنت والعقاب إن أساءت كما وعد الرجل؟

10 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
معنى ( الأَلُوكة) ؛ لأنّ ثَمة موقعاً يُدعى الألوكة.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

البحث عن جذر ألك في لسان العرب

في ترجمة علج: يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل، وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج. الليث:الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة، سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب: الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ، والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ. ابن سيده: أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه. والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم؛ قال لبيد:
وغُلامٌ أَرْسَلَتْهُ أُمُّـه بأَلوكٍ، فَبَذَلْنا ما سَأَلْ
قال الشاعر:
أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُـكةً، عن الذي قد يُقالُ مِ الكَذبِ
قال ابن بري: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛ وقال فيها:
يل ليت شِعْري عنكِ دَخْتَنوسُ، إِذا أَتاكِ الخبرُ المَـرْمُـوسُ
قال: وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وقوله:
أَبْلِغْ يَزِيد بني شَيْبان مَأْلُكَةٌ: أَبا ثُبَيْتٍ، أَما تَنْفَكُّ تأْتَكِلُ؟
إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب. قال ابن سيده: ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه؛ فأَما قول عديّ بن زيد:
أَبْلِغِ النُّعْمان عني مَأْلُـكـاً: أَنه قد طال حَبْسي وانْتِظار
فإِن سيبويه قال: ليس في الكلام مَفْعُل، وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال: مَأْلُك جمع مَأْلُكة، وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة، والذي روي عن ابن عباس أَقيس قال ابن بري: ومثله مَكْرُم ومَعُون، قال الشاعر:
ليوم رَوْغٍ أَو فَعَال مَكْرُم
وقال جميل:
بُثَيْنَ الْزَمي لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِه، على كثرةِ الوَاشينَ، أَيّ مَعُون
قال: ونظير البيت المتقدم قول الشاعر:
أَيُّها القاتلون ظلماً حُسَيْنـاً، أَبْشِرُوا بالعَذابِ والتَّتْكـيل،
كلُّ أَهلِ السماء يَدْعُو عليكُمْ: من نَبيّ ومَلأَكٍ ورسـول
ويقال: أَلَك بين القوم إذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك، وهي الرسالة، وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً، والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها، فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة، وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة، إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم:
ولا تَهَيَّبُني المَوْماةُ أَركبها
أَي ولا أَتَهَيَّبُها، وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل، وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل؛ وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة:
أَلِكْني إِليها بالسلام، فإِنَّهُ يُنَكَّرُ إِلْمامي بها ويُشَهَّرُ
أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها، وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ؛ قال عمرو بن شَأْسٍ:
أَلِكْني إِلى قومي السلامَ رِسالةً، بآية ما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا
فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه، وإِن شئت حملته إذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة؛ والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس:
أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ ال إِله، فما كانوا ضِعافاً ولا عُـزْلا
وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه، وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام؛ وعليه قول الشاعر:
أَلِكْني يا عتيقُ إِليكَ قَوْلاً، سَتُهْدِيهِ الرواةُ إِليكَ عَني
وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه:
أَلِكْني إِلى قومي، وإِن كنتُ نائياً، فإِني قَطُينُ البيتِ عند المَشَاعِرِ
أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وهي الرسالة. وقال كراع:المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي.وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك. ابن الأَنباري: يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني، وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني، والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة؛ وأَنشد:
أَلِكْني إِليها بخير الرسـو لِ، أُعْلِمُهُمْ بنواحي الخَبَرْ
قال: ومن بنى على الأَلوك قال: أَصل أَلِكُني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً؛ وأَنشد:
أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ قولا
قال أَبو منصور: أَلِكْني أَلِكْ لي، وقال ابن الأَنباري: أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه؛ وقا ل أَبو عبيد في قوله:
أَلِكْني يا عُيَيْنُ إِليكَ عني
أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك، والمَلَكُ مشتق منه، وأَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك؛ وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر:
فلسْتَ لإِنْسيٍّ،. ولكن لمَلأَكٍ تَنَزَّلَ من جَوِّ السماء يَصُوب
والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب، ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة، وقد قالوا المَلائك. ابن السكيت: هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب. والملائكة: جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان، وأَصله مَلأَك كما ترى. ويقال: جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته.

10 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
إعراب آيتين كريمتين من القرآن الكريم.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" الأنفال ـ64 .
 "من" في موضع نصب  على العطف ، على معنى الكاف في "حسبك"؛ لأنها في التأويل : في موضع نصب،لأن معنى"حسبك الله" : يكفيك الله ، فعطف" مَن " على المعنى .
في دراسات 3/ 538 : " ... فالأولى أن يكون على تقدير حذف مضاف؛أي:
"وحسب" لدلالة  "وحسبك " عليه.
  "وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" هود ـ71.
 " من رفع " يعقوب " جعله  مبتدأ، وما  قبله خبره والجملة في موضع  نصب على الحال المقدرة من المضمر  المنصوب في " بشرناها " ، فيكون " يعقوب " داخلاًفي البشارة .
ويجوز رفع " يعقوب " على إضمار فعل  تقديره : ويحدث من وراء إسحاق  يعقوب ، فيكون"يعقوب " غير داخل في دائرة البشارة . ومن نصب " يعقوب" جعله في موضع خفض على العطف على" إسحاق" ، لكنه لم  ينصرف للتعريف والعجمة ،وهو مذهب الكسائي ، وهو ضعيف عند سيبويه والأخفش إلا بإعادة الخافض ؛ لأنك  فرقت بين الجار والمجرور بالظرف ، وحق المجرور أن يكون ملاصقاً للجار ،والواو قامت مقام الجر، ألا ترى أنك لو قلت مررت بزيد ، وفي الدار عمرو ، قبح ، وحق الكلام : مررت بزيد وعمرو في الدار ، وبشرناها  بإسحاق ويعقوب من ورائه .
وقيل : " يعقوب  " منصوب ، محمول على موضع " بإسحاق " وفيه  بعدٌ أيضاً؛للفصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله : " ومن وراء إسحاق يعقوب "  كما كان في الخفض. و" يعقوب " في هذين  القولين  داخل في البشارة . وقيل : هو منصوب  بفعل  مضمر دل عليه الكلام ، تقديره : ومن وراء إسحاق وهبنا له يعقوب ، فلا يكون داخلاً في البشارة " . يُنظَر: (سيبويه 1/ 48 ، والبيان 2/ 21 ).
 النصب لـ " يعقوب " هي قراءة ابن عامر وحمزة وحفص ، وقرأ الباقون بالرفع. ( الإتحاف ص 258،والنشر 2/ 279 ) .

10 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
أرذل العمر    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

(إننا كأي دولة مسؤولة قادرون على تأمين حدودنا ولن نقبل بأي تواجد لمراقبين أجانب عن الجانب المصري )
محمد حسني مبارك
(غزة دي محتلة والحدود يجب أن تكون تحت سيطرة إسرائيل.)
محمد حسني مبارك
(إن ما يدخل من المعبر لا بد من موافقة إسرائيل عليه فهي التي تحتل الأرض ومن حقها معرفة ما يدخل).

10 - يناير - 2010
حلب: مقامات المسرة
شعر جيد    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

http://www.google.com/search?hl=en&rls=com.microsoft%3Aen-us%3AIE-Address&rlz=1I7ACEW_enUS332US332&q=%D8%AD%D8%B3%D9%86%D9%8A+%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83+%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%A8&btnG=Search&aq=f&aql=&aqi=&oq=

10 - يناير - 2010
حلب: مقامات المسرة
الاشتغال بالقرآن الكريم واجب.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

" اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ"
{42/19}
" أي بارٌّ رحيم بهم، يعني أهلَ طاعة، وقال مقاتلُ: (لَطِيفٌ بالْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، لاَ يُهْلِكُهُمْ جُوعاً)، يدلُّ على هذا قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ }؛ وكلُّ مَن رزقَهُ اللهُ من مؤمنٍ وكافر ذي روحٍ ممن يشاء أن يرزقَهُ، { وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ }؛ على ما أرادَ من رزقِ مَن يرزقهُ، { ٱلْعَزِيزُ } يعني الغالبُ الذي لا يلحقهُ عَجْزٌ فيما أرادَ. واللطيفُ هو الْمُوصِلُ للنفعِ إلى غيرهِ من جهةِ يدُقُّ استدراكُها." ( الطبراني).
" يقول تعالى ذكره: الله ذو لطف بعباده، يرزق من يشاء فيوسع عليه ويقترِّ على من يشاء منهم { وَهُوَ القَوِيُّ } الذي لا يغلبه ذو أيدٍ لشدّته، ولا يمتنع عليه إذا أراد عقابه بقدرته { العَزِيزُ } في انتقامه إذا انتقم من أهل معاصيه" ( الطبري).
" قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" .{34/39}
" إشارة إلى أن نعيم الآخرة لا ينافي نعمة الدنيا، بل الصالحون قد يحصل لهم في الدنيا النعم مع القطع بحصول النعيم لهم في العقبـى بناءً على الوعد، قطعاً لقول من يقول: إذا كانت العاجلة لنا والآجلة لهم فالنقد أولى، فقال هذا النقد غير مختص بكم فإن كثيراً من الأشقياء مدقعون، وكثير من الأتقياء ممتعون وفيه مسائل:
المسألة الأولى: ذكر هذا المعنى مرتين: مرة لبيان أن كثرة أموالهم وأولادهم غير دالة على حسن أحوالهم واعتقادهم، ومرة لبيان أنه غير مختص بهم كأنه قال وجود الترف لا يدل على الشرف، ثم إن سلمنا أنه كذلك لكن المؤمنين سيحصل لهم ذلك، فإن الله يملكهم دياركم وأموالكم، والذي يدل عليه هو أن الله تعالى لم يذكر أولاً لمن يشاء من عباده، بل قال لمن يشاء، وثانياً قال لمن يشاء من عباده، والعباد المضافة يراد بها المؤمن، ثم وعد المؤمن بخلاف ما للكافر، فإن الكافر دابره مقطوع، وماله إلى الزوال، ومآله إلى الوبال. وأما المؤمن فما ينفقه يخلفه الله، ومخلف الله خير، فإن ما في يد الإنسان في معرض البوار والتلف وهما لا يتطرقان إلى ما عند الله من الخلف، ثم أكد ذلك بقوله:
وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرازِقِينَ }[الجمعة: 11] وخيرية الرازق في أمور أحدها: أن لا يؤخر عن وقت الحاجة والثاني: أن لا ينقص عن قدر الحاجة والثالث: أن لا ينكده بالحساب والرابع: أن لا يكدره بطلب الثواب والله تعالى كذلك.
أما الأول: فلأنه عالم وقادر والثاني: فلأنه غني واسع والثالث: فلأنه كريم، وقد ذكر ذلك بقوله:
يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ }[البقرة: 212] وما ذكرنا هو المراد، أي يرزقه حلالاً لا يحاسبه عليه والرابع: فلأنه علي كبير والثواب يطلبه الأدنى من الأعلى، ألا ترى أن هبة الأعلى من الأدنى لا تقتضي ثواباً.
المسألة الثانية: قوله تعالى: { وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } يحقق معنى قوله عليه الصلاة والسلام:
" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان، يقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم اعط ممسكاً تلفاً " وذلك لأن الله تعالى ملك علي وهو غني ملي، فإذا قال أنفق وعلى بدله فبحكم الوعد يلزمه، كما إذا قال قائل: ألق متاعك في البحر وعلى ضمانه، فمن أنفق فقد أتى بما هو شرط حصول البدل فيحصل البدل، ومن لم ينفق فالزوال لازم للمال ولم يأت بما يستحق عليه من البدل فيفوت من غير خلف وهو التلف، ثم إن من العجب أن التاجر إذا علم أن مالاً من أمواله في معرض الهلاك يبيعه نسيئة، وإن كان من الفقراء ويقول بأن ذلك أولى من الإمهال إلى الهلاك، فإن لم يبع حتى يهلك ينسب إلى الخطأ، ثم إن حصل به كفيل مليء ولا يبيع ينسب إلى قلة العقل، فإن حصل به رهن وكتب به وثيقة ولا يبيعه ينسب إلى الجنون، ثم إن كل أحد يفعل هذا ولا يعلم أن ذلك قريب من الجنون، فإن أموالنا كلها في معرض الزوال المحقق، والإنفاق على الأهل والولد إقراض، وقد حصل الضامن الملىء وهو الله العلي وقال تعالى: { وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } ثم رهن عند كل واحد إما أرضاً أو بستاناً أو طاحونة أو حماماً أو منفعة، فإن الإنسان لا بد من أن يكون له صنعة أو جهة يحصل له منها مال وكل ذلك ملك الله وفي يد الإنسان بحكم العارية فكأنه مرهون بما تكفل الله من رزقه ليحصل له الوثوق التام، ومع هذا لا ينفق ويترك ماله ليتلف لا مأجوراً ولا مشكوراً. المسألة الثالثة: قوله: { خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } ينبـىء عن كثرة في الرازقين ولا رازق إلا الله، فما الجواب عنه؟ فنقول عنه جوابان أحدهما: أن يقال الله خير الرازقين الذين تظنونهم رازقين وكذلك في قوله تعالى: وهوأَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ } الصافات: 125) وثانيهما: هو أن الصفات منها ما حصل لله وللعبد حقيقة، ومنها ما يقال لله بطريق الحقيقة وللعبد بطريق المجاز، ومنها ما يقال لله بطريق الحقيقة ولا يقال للعبد لا بطريق الحقيقة ولا بطريق المجاز لعدم حصوله للعبد لا حقيقة ولا صورة، مثال الأول العلم، فإن الله يعلم أنه واحد والعبد يعلم أنه واحد بطريق الحقيقة، وكذلك العلم بكون النار حارة، غاية ما في الباب أن علمه قديم وعلمنا حادث، مثال الثاني الرازق والخالق، فإن العبد إذا أعطى غيره شيئاً فإن الله هو المعطي، ولكن لأجل صورة العطاء منه سمي معطياً، كما يقال للصورة المنقوشة على الحائط فرس وإنسان، مثال الثالث الأزلي والله وغيرهما، وقد يقال في أشياء في الإطلاق على العبد حقيقة وعلى الله مجازاً كالاستواء والنزول والمعية ويد الله وجنب الله." ( الرازي).
" وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" {42/25}
" يقول تعالى ممتناً على عباده بقبول توبتهم إليه: إذا تابوا ورجعوا إليه: إنه من كرمه وحلمه أنه يعفو ويصفح ويستر ويغفر؛ وكقوله عز وجل: { وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } وقد ثبت في صحيح مسلم رحمة الله عليه، حيث قال: حدثنا محمد بن الصباح وزهير ابن حرب قالا: حدثنا عمر بن يونس، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدثني أنس ابن مالك، وهو عمه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " للهُ تعالى أشدُّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه مِن أحدِكم كانت راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك، إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخُطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك : أخطأ من شدة الفرح " وقد ثبت أيضاً في الصحيح من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نحوه." ( ابن كثير).

10 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
مكي بن أبي طالب والمُعرِبون.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

                          مكي لا يرى الجر على الجوار في العطف :
قال مكي  في  " وأرجلكم " في الآية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ (1) إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
 المائدة ـ 6: " من نصبه عطفه على " الأيدي والوجوه "، ومن خفضه عطفه على"الرؤوس"،  وأضمر ما  يوجب الغسل ، والآية محكمة ، كأنه قال : وأرجلكم غسلاً ...". (مشكل إعراب القرآن لِمكي 1/ 221 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النصب قراءة نافع وابن عامر وحفص والكسائي ويعقوب ، وعن الحسن  أنه قرأ بالرفع على الابتداء والخبر  محذوف ، وقرأ الباقون بالخفض . انظر النشر 2/ 240 ، والكشف 1/ 406 .
في البيان  1/ 285 : " قيل : هو مجرور على الجوار،كقولهم : هذا جُحرُ ضَبٍ خربٍ. وهو قليلٌ في كلامهم ".
وفي العُكبرَي 1/117 : " وهو الإعراب الذي يقال هو على الجِوار ، وليس  بممتنعٍ أن يقع في القرآن لكثرته ..".
انظر دراسات لأسلوب القرآن الكريم 3/ 590 ، وخزانة الأدب 2/ 325 .
*في كتاب أثر القرآن والقراءات في النحو العربي للدكتور محمد سمير اللبدي ص 118 : " ابن جِني والسيرافي لا يريان الخفضَ على الجوار " . وانظر المغني 2/ 683 .
                                 عطف المستقبل على الماضي
قال مكي  في الآية " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " الحج ـ25 .
" إنما  عطف " يصدون " وهو مستقبل على " كفروا "  وهو ماض ؛ لأن"يصدون " في موضع  الحال.." . (المشكل 2/ 94 ) .

10 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
فائدة عظيمة للمشتغلين بكتاب الله....    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

قوله تعالى: {..... وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }.
(فُصِّلتْ41/46).
" ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من كونه ليس بظلام للعبيد، ذكره في مواضعَ أخر، كقوله تعالى في سورة آل عمران{ ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا }[آل عمران: 182ـ183] الآية. وقوله في الأنفالذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ }[الأنفال: 51ـ52] الآية. وقوله في الحج:ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلعَبِيدِ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ }[الحج: 10ـ11] الآية. وقوله في سورة ق:مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ }
[ق: 29].
وفي هذه الآيات سؤال معروف، وهو أن لفظة ظلام فيها صيغة مبالغة.
ومعلوم أن نفي المبالغة، لا يستلزم نفي الفعل من أصله.
فقولك مثلاً: زيد ليس بقتال للرجال لا ينفي إلا مبالغته في قتلهم، فلا ينافي أنه ربما قتل بعض الرجال.
ومعلوم أن المراد بنفي المبالغة، في الآيات المذكورة هو نفي الظلم من أصله.
والجواب عن هذا الإشكال من أربعة أوجه:
الأول: أن نفي صيغة المبالغة في الآيات المذكورة، قد بينت آيات كثيرة، أن المراد به نفي الظلم من أصله.
ونفي صيغة المبالغة، إذا دلت أدلة منفصلة على أن يراد به نفي أصل الفعل، فلا إشكال لقيام الدليل على المراد. والآيات الدالة على ذلك كثيرة معروفة، كقوله تعالى:

إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا }[النساء: 40] الآية. وقوله تعالى:
إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }[يونس: 44]. وقوله تعالى:
وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }[الكهف: 49] وقوله تعالى:وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً }
[الأنبياء: 47] الآية. إلى غير ذلك من الآيات كما قدمنا إيضاحه في سورة الكهف والأنبياء.
الوجه الثاني: أن الله جل وعلا نفي ظلمه للعبيد، والعبيد في غاية الكثرة.والظلم المنفي عنهم تستلزم كثرتهم كثرته، فناسب ذلك الإتيان بصيغة المبالغة للدلالة على كثرة المنفي التابعة لكثرة العبيد، المنفي عنهم الظلم، إذ لو وقع على كل عبد ظلم ولو قليلاً، كان مجموع ذلك الظلم في غاية الكثرة، كما ترى.
وبذلك تعلم اتجاه التعبير بصيغة المبالغة، وأن المراد بذلك نفي أصل الظلم، عن كل عبد من أولئك العبيد، الذين هم في غاية الكثرة، سبحانه وتعالى عن أن يظلم أحداً شيئاً، كما بينته الآيات القرآنية المذكورة.وفي الحديث:
" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي " الحديث.
الوجه الثالث: أن المسوغ لصيغة المبالغة، أن عذابه تعالى بالغ من العظم والشدة، أنه لولا استحقاق المعذبين لذلك العذاب بكفرهم، ومعاصيهم لكان معذبهم به ظلاماً بليغ الظلم متفاقمه، سبحانه وتعالى في ذلك علواً كبيراً.
وهذا الوجه والذي قبله أشار لهما الزمخشري في سورة الأنفال.
الوجه الرابع: ما ذكره بعض علماء العربية وبعض المفسرين، من أن المراد بالنفي في قوله
 { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد } [فصلت:46] نفي نسبة الظلم إليه، لأن صيغة فعال مراداً بها النسبة فتغني عن ياء النسب كما أشار له في الخلاصة بقوله:
                            ومع فاعل وفعَّال فِعلْ
   
في نَسَب أغنى عَنِ اليَا فقبِلْ
ومعنى البيت المذكور، أن الصيغ الثلاثة المذكورة فيه التي هي فاعل كظالم وفعَّال كظالم، وفعِل كفرح، كل منها قد تستعمل مراداً بها النسبة، فيستغنى بها عن ياء النسب، ومثاله في فاعل قول الحطيئة فيه هجوه الزبر قان بن بدر التميمي:
                      دع المكارم لا ترحل لبغيتها
   
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فالمراد بقوله الطاعم الكاسي النسبة، أي ذو طعام وكسوة، وقول الآخر وهو من شواهد سيبويه:
                             وغررتني وزعمت أنك
   
لابن في الصيف تامر
أي ذو لبن وذو تمر، وقول نابغة ذبيان:
                              كليني لهم يا أميمة ناصب
   
وليل أقاسيه بطيء الكواكبي
فقوله: ناصب أي ذو نصب، ومثاله في فعال قول امرئ القيس:
                          وليس بذي رمح فيطعنني به
   
وليس بذي سيف وليس بنبال
فقوله: وليس بنبال أي ليس بذي نبل، ويدل عليه قوله قبله:
وليس بذي رمح وليس بذي سيف.
وقال الأشموني بعد الاستشهاد بالبيت المذكور: قال المصنف يعني ابن مالك: وعلى هذا حمل المحققون قوله تعالى: { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [فصلت:46] أي بذي ظلم اهـ.
وما عزاه لابن مالك جزم به غير واحد من النحويين والمفسرين، ومثاله في فعل قول الراجز وهو من شواهد سيبويه:
                  لست بليلى ولكني نهر
   
لا أدلج الليل ولكن أبتكر
فقوله نهر بمعنى نهاري، وقد قدمنا إيضاحه معنى الظلم بشواهده العربية، في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك، والعلم عند الله تعالى." ( الشنقيطي).
 

10 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
 175  176  177  178  179