البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 172  173  174  175  176 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
نفش    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

البحث عن جذر نفش في لسان العرب

النَفَشُ: الصُّوفُ. والنَّفْشُ: مَدُّكَ الصُّوفَ حتى يَنْتَفِشَ بعضه عن بعض، وعِهْنٌ مَنْفُوشٌ، والتَّنْفِيشُ مثلُه. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن كسْب الأَمَةِ إِلاَّ ما عَمِلَت بيدَيْها نحو الخَبْزِ والغَزْل والنَفْشِ؛ هو نَدْفُ القُطْن والصُّوفِ، وإِنما نَهَى عن كَسْبِ الإِماء لأَنه كانت عليهن ضَرائِبُ فلم يَأْمَن أَن يكونَ منهنّ الفُجورُ، ولذلك جاء في رواية: حتى يُعْلم من أَيْنَ هُو. ونَفَشَ الصوفَ وغيره يَنْفُشه نَفْشاً إذا مَدّه حتى يتجوَّف، وقد انْتَفَش. وأَرْنَبةٌ مُنْتَفِشةٌ ومُتَنَفِّشةٌ: مُنبَسطة على الوجه. وفي حديث ابن عباس: وإِن أَتاكَ مُنْتَفِش المَنْخِرَين أَي واسعً مَنْخِرَي الأَنفِ وهو من التفريق.
وتَنَفَّشَ الضِّبْعانُ والطائرُ إذا رأَيته مُتَنَفّشَ الشعَر والرِّيشِ كأَنه يَخاف أَو يُرْعَد، وأَمَةٌ مُتَنَفِّشةُ الشعرِ كذلك. وكلُّ شيء تراه مُنْتَبِراً رِخْوَ الجَوْفِ، فهو مُتَنَفِّشٌ ومُنْتَفِشٌ. وانْتَفَشَت الهِرّةُ وتَنَفَّشَت أَي ازْبَأَرّتْ. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَتى على غُلام يَبِيعُ الرَّطْبةَ فقال: انفُشْها فإِنه أَحْسنُ لها أَي فَرِّق ما اجتمع منها لتَحْسُنَ في عين المشتري.
والنَّفَشُ: المتاعُ المُتفرّق. ابن السكيت: النَّفْشُ أَن تَنْتَشِر الإِبلُ بالليل فتَرْعَى، وقد أَنْفَشْتها إذا أَرْسَلْتها في الليل فتَرْعَى، بِلا راعٍ. وهي إِبل نُفّاشٌ.
ويقال نَفَشَت الإِبل تَنْفُش وتَنفِشُ ونَفِشَت تَنفَش إذا تفرّقت فرَعَتْ بالليل من غير عِلْم راعيها، والاسمُ النفَشُ، ولا يكون النَّفَشُ إِلا بالليل، والهَمَلُ يكون ليلاً ونهاراً. ويقال: باتت غنمُه نَفَشاً، وهو أَن تَفَرّقَ في المرعى من غير علم صاحبها. وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو: الحَبّةُ في الجنّةِ مثلُ كَرِشِ البعير يَبِيتُ نافِشاً أَي راعياً بالليل. ويقال: نَفَشَت السائمةُ تَنْفِش وتَنْفُشُ نُفُوشاً إذا رَعَت ليلاً بلا راعٍ، وهَمَلَتْ إذا رعت نهاراً. ونَفَشَت الإِبلَ والغنم تَنْفُش وتَنْفِش نَفَشاً ونُفُوشاً: انتشرت ليلاً فرعت، ولا يكون ذلك بالنهار، وخص بعضهم به دخولَ الغنم في الزرع. وفي التنزيل: إِذْ نَفَشَت فيه غنَمُ القومِ؛ وإبل نَفَشٌ ونُفِّشٌ ونُفّاشٌ ونَوافِشُ. وأَنْفَشَها راعِيها: أَرْسَلَها لَيْلاً ترعى ونامَ عنها، وأَنْفشْتها أَنا إذا تركتها ترعى بلا راع؛ قال:
اجْرِشْ لها يا ابنَ أَبي كِباشٍ
فما لها اللَّيْلةَ من إِنْفـاشِ،
إِلا السُّرَى وسائقٍ نَجّـاشِ
قال أَبو منصور: إِلاَّ بمعنى غير السُّرى كقوله عز وجل: لو كان فيهما آلهة إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا؛ أَراد لو كان فيهما آلهة غير اللَّه لفسدتا، فسبحان اللَّه، وقد يكون النَفْش في جميع الدواب وأَكثرُ ما يكون في الغنم، فأَما ما يخص الإِبل فَعَشَتْ عَشْواً، وروى المنذري عن أَبي طالب أَنه قال قولهم: إِن لم يكن شَحْمٌ فنَفَشٌ، قال: قال ابن الأَعرابي: معناه إِن لم يكن فِعْلٌ فرِياءٌ

30 - ديسمبر - 2009
الجمع أندية
نفِد ، ينفَد    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

البحث عن جذر نفد في لسان العرب

نَفِدَ الشيءُ نَفَداً ونَفاداً: فَنِيَ وذهَب. وفي التنزيل العزيز: ما نَفِدَت كلماتُ الله؛ قال الزجاج: معناه ما انقَطَعَتْ ولا فَنِيَتْ. ويروى أَن المشركين قالوا في القرآن: هذا كلامٌ سَيَنْفَدُ وينقطع، فأَعلم الله تعالى أَنّ كلامه وحِكْمَتَه لا تَنْفَدُ؛ وأَنْفَدَه هو واسْتَنْفَدَه. وأَنْفَدَ القومُ إذا نَفِدَ زادُهم أَو نَفِدَتْ أَموالُهم؛ قال ابن هرمة:
أَغَرّ كَمِثْلِ البَدْرِ يَسْتَمْطِرُ النَّدَى، ويَهْتَزُّ مُرْتاحاً إذا هو أَنْـفَـدَا
واسْتَنْفَدَ القومُ ما عندهم وأَنْفَدُوه. واسْتَنْفَدَ وُسْعَه أَي اسْتَفْرَغَه. وأَنْفَدَتِ الرَّكِيَّةُ: ذهب ماؤها.
والمُنافِدُ: الذي يُحاجُّ صاحبَه حتى يَقْطَع حُجَّتَه وتَنْفَدَ.
ونافَدْتُ الخَصْمَ مُنافَدةً إذا حاجَجْتَه حتى تقطع حُجَّتَه. وخَصْم مُنافِدٌ: يستفرغ جُهْدَه في الخصومة؛ قال بعض الدَّبِيرِيِّينَ:
وهو إذا ما قيل: هَلْ مِنْ وافِدِ؟
أَو رجُلٍ عن حقِّكُم مُنافِدِ؟
يكونُ للغائِبِ مِثْلَ الشاهِدِ
ورجل مُنافِدٌ: جَيِّدُ الاستفراغ لِحُجَجِ خَصْمِه حتى يُنْفِدَها فَيَغْلِبَه. وفي الحديث: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك، قال: ويروى بالقاف، وقيل: نافذوك، بالذال المعجمة. ابن الأَثير: وفي حديث أَبي الدرداء: إِنْ نافَدْتَهم نافَدُوك؛ نافَدْتُ الرجلَ إذا حاكَمْتَه أَي إِن قلتَ لهم قالوا لك؛ قال: ويروى بالقاف والدال المهملة. وفي فلان مُنْتَفَدٌ عن غيره: كقولك مندوحة؛ قال الأَخطل:
لقدْ نَزَلْت بِعبْدِ اللهِ مَـنْـزِلةً، فيها عن العَقْب مَنْجاةٌ ومُنْتَفَدُ
ويقال: إِنَّ في ماله لَمُنْتَفَداً أَي لَسَعَةً. وانتَفَدَ من عَدْوِه: استوْفاهُ؛ قال أَبو خراش يصف فرساً:
فأَلْجَمَها فأَرْسَلَها عليه، وولَّى، وهو مُنْتَفِدٌ بَعِيدُ
وقعد مُنْتَفِداً ؛أَي مُتَنَحِّياً؛ هذه عن ابن الأَعرابي. وفي حديث ابن مسعود: إِنكم مجموعون في صَعيدٍ واحد يَنْفُدُكُم البَصَرُ. يقال: نَفَدَني بَصَرُه إذا بَلَغَني وجاوَزَني. وأَنفَدْتُ القومَ إذا خَرَقْتَهم ومَشَيْتَ في وَسَطِهم، فإِن جُزْتَهم حتى تُخَلِّفَهم قلت: نَفَدْتُهم، بلا أَلف؛ وقيل: يقال فيها بالأَلف، قيل: المراد به يَنْفُدُهم بصرُ الرحمنِ حتى يأْتِيَ عليهم كلِّهم، وقيل: أَراد يَنْفُدُهم بصر الناظر لاستواء الصعيدِ. قال أَبو حاتم: أَصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإِنما هو بالمهملة أَي يَبْلُغُ أَوَّلَهم وآخِرَهم حتى يراهم كلَّهم ويَسْتَوْعِبَهم، من نَفَدَ الشيءُ وأَنفَدْتُه؛ وحملُ الحديث على بصر المُبْصِر أَولى من حمله على بصر الرحمن، لأَن الله، عز وجل، يجمع الناس يوم القيامة في أَرضٍ يَشْهَدُ جميعُ الخلائق فيها مُحاسَبةَ العبدِ الواحدِ على انفراده، ويَرَوْنَ ما يَصِيرُ إِليه

30 - ديسمبر - 2009
الجمع أندية
بين القدماء والمتأخرين.    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم

قال سيبويه : " ما جاوز الاثنين إلى العشرة مما واحده مذكر، فإن الأسماء التي تبين بها عدته مؤنثة فيها الهاء التي هي علامة التأنيث" ( الكتاب 2/177، ط بولاق).
 وقال:"يقولون رجالٌ خمسةٌ، فيصفون المذكر بالمؤنث" (2/204).
 * إذا تقدم العدد على معدوده، يأخذ المعدود موقعه من الإعراب، ويعرب العدد صفة.
  * العدد الذي تجوز فيه المطابقة والمخالفة يكون في أمرين هما:
أ- إذا كان العدد متأخراً عن المعدود كأن تقول: قابلت رجالاً ستة. يجوز أن تقول: ستاً وحللتُ مسائل تسعاً، يجوز أن تقول:
           "تسعة".
ب- إذا كان المعدود ملحوظاً في الكلام وليس ملفوظاً به كما ورد في الحديث: "ثلاثٌ مَن كنّ فيه كان منافقاً" فيجوز (ثلاثة) وذلك ؛ لأننا نملك التصرف في تقدير المعدود؛ أي أنه يمكن تقديره مذكراً أو مؤنثاً فنقول : (خصال، أو أحوال) ؛أي ثلاث خصال أو ثلاثة أحوال.
 في معجم الأخطاء الشائعة للعدناني ص 171 :
" ويُخطّئون من يقول : قرأت صفَحاتٍ عشْرةً ؛ لأن العدد من 3 إلى 10 يُذكّر مع المعدود المؤنث ، ويؤنث مع المعدود المذكر . ولكن يُشترَط لتحقق هذه المخالفة شرطان:
1-    أن يكون المعدود متأخراً عن العدد.
2-  أن يكون المعدود مذكوراً في الكلام.
فإن لم يتحقق الشرطان معاً ، أو أحدهما ، جاز في العدد التذكير والتأنيث. لذا نكون مصيبين إذا قلنا : قرأت صفحاتٍ عشْرةً ، أو عشْراً . أو صافحتُ أربعة أو أربعاً. " .
 
في المحيط 3/57 للأنطاكي :
" جاءت النسوة الثماني – مررت بالنسوة الثماني- رأيت النسوة الثماني ... رأيت نسوةً ثمانياً".
 
 

30 - ديسمبر - 2009
الجمع أندية
نقطة ضوء    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

* سؤال: من القائل ؟ وماذا تعرف عنه ؟
 
اجعلْ صديقك نفسَكْ           وجَوفَ بيتِكَ جِلْسَكْ
واقنَعْ بخُبزٍ ومِلْحٍ               واجعَلْ كتابَكَ أنْسَكْ
واقطَعْ رجاءَكَ إلا              مِمّن يُصرّفُ نفسَكْ
 تَعِشْ سليماً كريماً              حتى تُوافيَ رَمْسَكْ
 
* سؤال : هل " وافقَ شنٌّ طبَقه " جزءٌ من بيت ؟ أم من الأمثال العربية؟

30 - ديسمبر - 2009
الجمع أندية
يا أهل شنقيط لله دركم !    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

 لماذا الشناقطة يحفظون ؟
                        محمود بن محمد المختار الشنقيطي
 كثيرون أولئك الذين يَبْتدرونني بهذا السؤال حين يَضُمني وإياهم مجلسٌ، فيدور الحديث حول مسألة الحفظ باعتبارها من أهم قضايا طلب العلم الشرعي، فيسألونني عن أسباب ظاهرة قوة الحفظ عند قومي، ولماذا كانت أهمّ سمةٍ في علماء الشناقطة ـ الذين رحلوا إلى المشرق واتصلوا بالأوساط العلمية ـ القوة الفذة والقدرة الفائقة على استحضار النصوص؟ ويسألونني عن أعجب ما بلغني من أخبار عن نوادر الحفاظ في الشناقطة.
وكنت أجيب بما يناسب مقام كل مجلس ويفيد منه الحاضرون، دون تقص أو تعمد بحثٍ عن الإجابة على هذه القضية، وحين كتب الله لي أول زيارةٍ ـ العام المنصرم ـ لبلاد الآباء والأجداد (شنقيط)، ووقفت على بعض المحاظر الحية القائمة على أطلال ورسوم المحاظر(1) العتيقة، وحظيت بلقاء أجلة فضلاء من علماء الشناقطة(2)، أدركوا أواخر نهضة علمية، كان من أبرز سماتها اعتمادها على حفظ الصدور لما وجد في السطور، وأن العلم هو ما حصل في الصدر ووعته الذاكرة متناً ومعنى، حتى غدا من أمثالهم التي تعبر عن هذا المعنى: (القراية في الرّاسْ ماهُ في فاس ولا مكناس) أي العلم المعتبر هو ما في حفظك، وليس في كثرة الذهاب إلى المدن الحضارية ومؤسسات التعليم فيها. حين كتب الله لي تلك الزيارة كان مما يدور في خلدي الجواب عن السؤال المتقدم من واقع تجربة طلاب العلم في تلك المحاظر، فتجمعت عندي طرق كانت وراء تيسير الله للشناقطة ملكة حفظ نادرة، وطاقة ذهنية عالية جعلتهم يفخرون في ثقة واعتزاز بقدراتهم على استذكار عشرات الكتب، وجعلت العلامة سيدي محمد ابن العلاّمة سيدي عبد الله ابن الحاج إبراهيم العلوي ـ رحمه الله ـ (ت 1250هـ) يقول: (إن علوم المذاهب الأربعة لو رمي بجميع مراجعها في البحر لتمكنت أنا وتلميذي ألْفَغّ الديماني من إعادتها دون زيدٍ أو نقصان، هو يحمل المتن وأنا أمسك الشروح)(3).
وجعلت العلاّمة محمد محمود التّرْكُزي ـ رحمه الله ـ ت عام (1322هـ) يزهو بحافظته متحدياً الأزهريين بأنه أحق بإمامة اللغة والاجتهاد فيها منهم؛ لأنه يحفظ القاموس كحفظه الفاتحة، فاستبعدوا ذلك وعقدوا له مجلساً بالأزهر، فكان كما قال، فأقرّوا له وصاروا يصححون نسخهم من نسخة التركزي ـ رحمه الله ـ المحفوظة في صدره(4).
وقبل أن أتحفك ـ أخي القارئ ـ بشيء من طرقهم وأساليبهم في الحفظ تتضمن الإجابة عن السؤال المتقدم، أتحفك بأخبار القوم ونوادرهم في الحفظ، مما وجدته مسطوراً في كتب التراجم، أو محكياً على ألسنة الرواة، وسيتملكك العجب، وتعتريك الدهشة لسماعه، وتجزم معي بأن ما حباهم الله به من ذاكرة فذة، وقدرة على استحضار النصوص ربما لا توجد إلا في ذاكرة الحاسب الآلي، حتى صارت حكاياتهم في الحفظ غريبة تشبه الأساطير وما يجري مجرى خوارق العادات.
فمن ذلك ما ذُكر في ترجمة العلاّمة عبد الله بن عتيق اليعقوبي ـ رحمه الله ـ، (ت عام 1339هـ)، أنه كان يحفظ لسان العرب لابن منظور(5).
وكان الغلام في قبيلة مُدْلِشْ يحفظ (المدوّنة) في فقه الإمام مالك قبل بلوغه، وكانت توجد في قبيلة (جكانت) ثلاثمائة جارية تحفظ الموطأ فضلاً عن غيره من المتون، وفضلاً عن الرجال، ولهذا قيل: العلم جكني(6).
وروي عن الشيخ سيد المختار ابن الشيخ سيدي محمد ابن الشيخ أحمد بن سليمان (ت 1397م) حِفظ كثير من كتب المراجع مثل: فتح الباري، والإتقان للسيوطي، غير المتون والكتب التي تُدرّس في المحظرة(7).
ومن العجيب ما تجده من محفوظات فقهائهم غير متون الفقه والأصول وما يتعلق بالتخصص، فهذا قاضي (ولاته) وإمامها سيدي أحمد الولي بن أبي بكر المحجوب كان يحفظ مقامات الحريري، وليست من فنون القضاء ولا الفقه، وسمعتها عن الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب الأضواء ـ رحمة الله عليه(8).
وأما المتخصص في الأدب والشعر فلا يحفظ أقلّ من ألف بيت في كل بحر من بحور الشعر العملية؛ حتى تتهيأ له ملكة أدبية لينظم أو ينثر ما يريد.
فهذا العلامة الأديب محمد محمود بن أحمذيه(9) الحسني ـ رحمه الله ـ، كان يحفظ في الأدب وحده مقامات الحريري، والمستطرف، وكامل المبرد، والوسيط في أدباء شنقيط، وديوان المتنبي، وديوان أبي تمام، وديوان البحتري؛ هذا في الأدب وحده دون غيره من فنون ومتون المنهاج الدراسي المحظري(10).
ومن نوادر نساء الشناقطة في قوة الحفظ ما حدّث به العلاّمة محمد سالم بن عبد الودود أن أمه مريم بنت اللاّعمة كانت تحفظ القاموس، وقد استوعبته بطريقة غريبة، حيث كان والدها يرسلها من حين لآخر إلى خيمة أحد علماء الحي تنظر له معنى كلمة في القاموس ـ وكان هذا العالم ضاناً بنسخته لا يعيرها ـ فكانت البنت تحفظ معنى الكلمة وتعود بها إلى والدها وهكذا حتى حفظت مادة القاموس كلها. وإن تعجب أخي القارئ من المتقدمين فلعل ممن أدركنا من المعاصرين الأحياء من يماثلهم في الحفظ؛ فمن ذلك ما حدثني به والدي ـ حفظه الله ـ قال لي يا بني: لقد كنا أيام طلبنا للفقه عند شيخنا الفقيه عبد الرحمن ولد الداهي، نتسابق في ختم المختصر ليالي الجمع فيستفتح من (يقول الفقير المضطر) بداية الكتاب فلا يطلع الفجر إلا وقد ختمناه لا نشكك إلا في مواطن قليلة في أقفاف(11) السفر نكرر ذكر ذلك مرات، وممن أدركناه من الأحياء العلامة الشيخ أحمدّو بن العلامة الشيخ محمد حامد بن آلاّ الحسني نزيل المدينة النبوية ـ متع الله ببقائه.
ولا أبالغ إن قلت: إن ما في صدره من العلم لو جلس يمليه عاماً كاملاً لما كرر ولا أعاد منه شيئاً؛ فمن محفوظاته في النحو والصرف طرة(12)، ابن بونة على الاحمرار(13) يحفظها بنصها، وطرة الحسن بن زين على احمراره للامية الأفعال لابن مالك أيضاً، والمقصور والممدود لابن مالك مع شواهده وهي تقرب من ألفي بيت، وضوابط وشواهد على مسائل ألفية ابن مالك بعضها له وبعضها لوالده ولبعض العلماء الشناقطة تبلغ نحواً من ثلاثة آلاف بيت، إضافة إلى بعضٍ من ألفية السيوطي في النحو.
وفي غريب اللغة نظم ابن المرَحّلْ، ونظم أبو بكر الشنقيطي كثيراً من مواد القاموس، وجل شواهد الغريب من تفسير القرطبي، ومثلث ابن مالك وهو يبلغ ثلاثة آلاف بيت مع شواهده. إلخ من العلوم والفنون...
ومن المعاصرين الحفاظ أيضاً صاحب المحضرة العامرة العلامة محمد الحسن بن الخديم وقد حدثني بعض تلامذته أنه يحفظ النص من مرتين فقط، وأنه لا يكاد يوجد فن إلا ويحفظ فيه ألفيةً؛ حتى في الطب والعقيدة والقواعد الفقهية والقضاء، وأنه يحفظ كثيراً من كتاب سيبويه وتمنى لو جاءه في الصغر(14).
ومن النساء المعاصرات: العالمة المفتية الفقيهة مريم بنت حين الجكنية والدة الشيخ عبد الله بن الإمام، حدثني بعض تلامذة ابنها أنها كانت تشرح له في ألفية ابن مالك إذا لم يكن ابنها في البيت، ورويت عن قريبات لي أنها تحفظ كثيراً من المتون الفقهية وتفتي النساء في الحج والحيض، ولها ألفية في السيرة ولها منظومات فقهية لبعض المسائل والنوازل. وهذه نتف مما وقفت عليه لعل فيها ما يذكي الحماس لدى طلاب العلم المعاصرين.
 
طرق الحفظ لدى الشناقطة:
ولهم في الحفظ وسائل وطرق أجملها فيما يلي:
أولاً: التعليم الزّمَرِيّ أو ما يسمى بلغة المحاظر (الدولة) وهو دراسة جماعية يشترك فيها مجموعة من الطلبة متقاربي المستويات يقع اختيارهم على متن واحد يدرسونه معاً، حصةً حصةً، يتعاونون على تكراره واستظهار معانيه(15)، يتحاجون فيه، ويُنَشّط بعضهم بعضاً على المواصلة والاستمرار ومدافعة السآمة والملل. أذكر وأنا في المرحلة (المتوسطة الإعدادية) أنني أدركت مجموعة من طلاب العلم الشناقطة (دولة) في المسجد النبوي في شعر المعلقات.
ثانياً: تقسيم المتن إلى أجزاء وهو ما يعرف بلغة المحاظر (الأقفاف) مفردها: قُفّ. والمشهور في المحاظر أن متوسط درس أو قف المتن المنظوم خمسة أبيات لا يزيد عليها إلا المبرزون الأذكياء. وأما المتون المنثورة فيتعارف أهل المحاظر على تقسيم شائع بينهم، فمثلاً مختصر العلامة الشيخ خليل عندهم ثلاثمائة وستون(16) قفاً، ولا تخفى فائدة هذا التقسيم للمتن المراد حفظه، فيعرف الطالب مواضع الصعوبة من السهولة فيحتاط في المراجعة والتكرار، كما أن تخزين المادة في الذاكرة مرتبة منتظمة أيسر في استظهارها واسترجاعها.
ويرى الشناقطة ـ وهم مضرب المثل في قوة الحافظة والذكاء ـ أن (القف) الكثير لا يستطيع استيعابه مع الاحتفاظ به في الذاكرة إلا قلة من الحفاظ ولذلك عمدوا إلى تجزئة كل متن.
وسارت عندهم هذه العبارات مسار المثل: (قفْ أف) أي أنه بمثابة الريح (أف اسم صوت) يمر عابراً فلا يستقر منه شيء في الذاكرة.
(نص لا بُدّ الُ يْخصّ) أي أن النصف لا يمكن الاحتفاظ به جملة فلا بد أن ينسى قارئه بعضه أو يعجز عن استيعابه أصلاً.
(الثلث يوترث) أي أن ثلث القف يعلق بالذاكرة فلا ينساه قارئه حتى يموت كأنه يورث من بعده(17).
ثالثاً: وحدة المتن واستيفاؤه: فينصحون الطالب أن يشتغل بدراسة متن واحد يفرغ قلبه له، ويستجمع قوته لحفظه ولا يجمع إليه غيره، ولا ينتقل عنه حتى يستوفي دراسته كله، بل يرون أن جمع متنين معاً يحد من قدرة الطالب على الاستيعاب فيظل جهده الذهني موزعاً بين عدة متون لا يكاد يتقن أياً منها، كما أن بتر المتن دون حفظه كله يضيع جهد الدارس هباءً، وينم عن كسل وقصور في همة الطالب، ويمثلون لمن يروم حفظ نصين في وقت واحد بالتوأمين؛ فلا سبيل إلى خروجهما معاً في آن واحد، بل لا بد أن يسبق أحدهما الآخر، ونظموا هذا المبدأ بقولهم:
وإن تُرد تحصيلَ فَنّ تَمّمهْ ... وعن سواهُ قبل الانتهاءِ مَه
وفي ترادف الفنون المنعُ جا ... إذ توأمان اجتمعا لن يخرجا(18)
رابعاً: صياغة المتن المنثور نظماً:
لقد وظف الشناقطة ملكَة الشعر كثيراً في تيسير العلوم للحفظ، وضمان حظ أوفر من القبول والبقاء له، ولذا غلبت الصبغة النظمية في نظام الدرس المحظري. وكما هو معلوم فإن النظم أسهل حفظاً واستحضاراً من النثر، قال ابن معط ـ رحمه الله ـ في خطبة ألفيّة في النحو:
لعلمهم بأن حفظ النظم ... وفق الذكي والبعيد الفهم
لا سيما مشطور بحر الرّجز ... إذا بُني على ازدواج موجز
وفي المحضرة قلّ أن تجد متناً يُدرس في فن إلا وجدت من نظمه حتى يسهل حفظه على الطلاب، فمن ذلك(19) أن أبا بكر بن الطفيل التشيتي ـ رحمه الله ـ (ت 1116هـ) نظم كتاب (قطر الندى) لابن هشام ـ رحمه الله ـ.
والعلامة محمد المامي الشمشوي ـ رحمه الله ـ (ت 1282هـ) عقد كتاب الأحكام السلطانية للماوردي بنظم سماه (زهرالرياض الورقية في عقد الأحكام الماوردية).
والعلامة الأديب عبد الله بن أحمد أُبّه الحسني نظم كتاب (مجمع الأمثال) للميداني.
 

30 - ديسمبر - 2009
قراءة القرآن الكريم بين الترتيل والغناء.
يا أهل شنقيط لله دركم ! (2)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

 لماذا الشناقطة يحفظون ؟
                        محمود بن محمد المختار الشنقيطي
 
خامساً: تركيزهم على بداية الحفظ والمراجعة المستمرة للمحفوظ، فعدد تكرار الطالب المتوسط للقدر المراد حفظه من مائة مرة إلى ألف مرة، ويسمونه بلغة المحاضر (أَقَبّاد) فيجلس طالب العلم يكرر لوحة بصوت مرتفع في الصباح(20) ثم يعود إليه بعد الظهر ثم بعد المغرب ثم من الغد يبدأ بمراجعته وتسميعه قبل أن يبدأ في درس جديد، وهكذا يفعل مع الدرس الجديد وفي نهاية الأسبوع تكون مراجعة لما حفظ من بداية الأسبوع مع ما قبله من المتن حتى ينتهي من المتن بهذه الطريقة، ثم يأخذ متناً آخر وتصبح لهذا المتن الأول ختمة أسبوعية يمر عليه كله، وبعد تثبيته في الذاكرة ومزاحمة غيره له، لا يصل الإهمال والانشغال أن يترك ختمة شهرية للمتن، وأعرف من المشايخ في المدينة النبوية من عنده ختمة أسبوعية للألفية ولمختصر خليل وختمة شهرية للمتون القصيرة كـ (لامية الأفعال) في الصرف لابن مالك والبيقونية والرحبية وبلوغ المرام وغيرها.
سادساً: حفظ النص قبل الحضور إلى الشيخ ليشرحه، وهذه من أهم الطرق التي تعين الطالب على متابعة الحفظ دون انقطاع أو تأخر، وكان شيخنا الشيخ سيد أحمد بن المعلوم البصادي ـ رحمه الله ـ لا يشرح لأي طالب نصاً حتى يسمعه منه غيباً، فيبدأ الشيخ في شرحه وتفكيك ما استغلق على الطالب فهمه.
سابعاً: لا يحفظ الطالب إلا ما يحتاجه ويمارسه في حياته من العلوم والأبواب في الفن. فالطالب إذا كان يقرأ مختصراً فقهياً مثلاً، وبلغ في المتن كتاب الحج، ولم يكن من أهل الوجوب والاستطاعة فإنه يتعداه إلى غيره وهكذا في أبواب الفرائض والقضاء والجهاد وقِس على ذلك بقية الأبواب في الفنون المختلفة.
ثامناً: تأثر البيئة بالحركة العلمية: فقد خالط حفظ العلم في بلاد شنقيط حياة الناس هناك؛ ففي بلاد الزوايا(21)، يعتبرون من تقصير الأب في حق ابنه إذا بلغ وهو لا يحفظ القرآن حفظاً متقناً ولا يعرف من الأحكام ما يقيم به عباداته، ولا من العربية ما يصلح به لسانه، بل ينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار وأنه قد عق ابنه وقصّر في تربيته. وكان من عادة أهل الشيخ القاضي (اجيجبه) أن لا يتسرول(22) الشاب منهم حتى يتم دراسة مختصر خليل، فحفظ المختصر عندهم شرط معتبر للرجولة وسمة للنضج.
وتجد أمثال العامة ومخاطباتهم خارج حلقات الدرس قد صبغت بلون المتون السائدة؛ فمن أمثالهم إذا أرادوا وصف الشيء بأنه بلغ إلى منتهاه يقولون: (لا حِق فلا إشكال) أي وصل في كذا إلى ذروته وعبارة (لاحق فلا إشكال) هي آخر جملة في مختصر الشيخ خليل.
ومن أمثالهم قولهم: (وحَذْفُ ما يُعلم جائز) وهو جزء من بيت من خلاصة ابن مالك في الألفية.
 تاسعاً: عقد مجالس للمذاكرة والإنشاد والألغاز في العطلة المحضرية. وهي عطلة نهاية الأسبوع العمرية (الخميس وجناحاه مساء الأربعاء وصباح الجمعة).
فيعقد طلاب (الدولة) أو المنتهون مجالس السمر وغالباً تكون ليلة الخميس أو الجمعة يتذاكرون فيها ما درس خلال الأسبوع ويتبارون في تجويد حفظه وإتقانه، أو يحددون باباً أو فصلاً من كتاب يتحاجون فيه، وأعرف عدة مجالس في المدينة المنورة عقدت لهذا الغرض منها مجالس لبعض النساء عَقَدْنَهُ لمذاكرة حفظ القرآن والفقه والسيرة النبوية، ومن ذلك ما يُروى أن محمد بن العباس الحسني ـ وهو راوية شعر ـ ادعى ليلة في مجلس سمر أنه لا يسمع بيتاً من الشعر إلاّ روى القطعة التي هو منها، وذكر الكتاب الذي توجد فيه، فتصدى له حبيب ابن أمين أحد تلامذة العلامة حُرْمة بن عبد الجليل ـ رحمة الله على الجميع ـ فسأله من القائل:
لو كنت أبكي على شيء لأبكاني ***عصر تصرّم لي في دير غسّانِ
فقال ابن العباس: نسيت قائل هذا البيت، وهو من قطعة أعرفها في حماسة أبي تمام، فدعي بالكتاب، وقلب ورقة ورقة، فلم توجد فيه فقال لهم حبيب: ها هي بقية الأبيات وذكرها:
دير حوى من (ثمار) الشام أودها *** وساكنوه لعمري خير سكان
دهراً يدير علينا الراح كل رشا *** خمصان غض بزنديه سُواران
وقال: إن القطعة من إنشائه، نظمها تعجيزاً لزميله، وساق دليلاً على صحة قوله أن دير غسان لا وجود له في أديرة العرب.
كان شيخ المحضرة الفقيه اللغوي الشاعر حرمة بن عبد الجليل (ت 1234هـ) ـ رحمه الله ـ حاضراً فالتفت إلى تلميذه حبيب وأنشأ على البديهة:
لله درك يا غليّم من فتى *** سن الغليم في ذكاء الأشيب
لستَ الصغير إذا تَنِدّ شريدةٌ *** وإذا تذاكر فتيةٌ في موكب
إن الكواكب في العيون صغيرة *** والأرض تصغر عن بساط الكوكب(23)
عاشراً: اغتنام لحظات السحر في تثبيت الحفظ، فلا تكاد تجد طالباً من طلاب المحضرة في وقت السحر نائماً بل يزجرون عن النوم في هذا الوقت.
 حدثني الوالد ـ حفظه الله ـ قال: كان إذا صعب علينا حفظ شيء انتظرنا به السحر فيسهله الله علينا، ولا ريب أنها لحظات مباركة؛ لأنها وقت النزول الإلهي، ووقت الهبات والأعطيات(24). وساعات السحر هي لحظات الإدلاج التي أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسير إلى الله فيها كما في صحيح البخاري ـ رحمه الله ـ (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدّلجة) وهي سير آخر الليل(25).
وذكر أهل العلم بالتفسير آثاراً عن بعض الصحابة والتابعين ـ رضي الله عن الجميع ـ في انتظار يعقوب ـ عليه السلام ـ لزمان الإجابة حين قال له أبناؤه: ((يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)) [يوسف: 97] فقال: ((قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [يوسف: 98] أنه أخّرهم إلى وقت السحروضابط وَقت السحر على الصحيح أنه قبل طلوع الفجر بساعة تقريباً على ما حققه الحافظ ـ رحمه الله ـ في الفتح.
وبعدُ.. أخي القارئ الكريم:
بهذه العوامل والأسباب خطف علماء الشناقطة المتجولون الأضواء، وبهذه الطرق والأساليب في الحفظ بزّوا غيرهم في العلوم التي شاركوهم فيها، فهل تجد في هذه الإجابة المقتضبة ما يشحذ همتك ويحرك إرادتك ويكون مثالاً لك تحتذيه، ويستحثك لجعل الحفظ أهم طرق العلم الشرعي؟! ذلك ما كنا نبغي، وفضل الله واسع، وكم ترك الأول للآخر ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنَافِسُونَ)) [المطففين: 26].
وصلى الله وسلم وبارك على النبي وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
جزاكم الله خير الجزاء يا سيّدي.

31 - ديسمبر - 2009
قراءة القرآن الكريم بين الترتيل والغناء.
نعتذر إليكم ، ولا تؤاخذونا بغَيرتنا .    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

إن الموضوع الذي أود أن أسمع رأيكم فيه اليوم هو قراءة القرآن الكريم بالترجيع والتغني، فقد أصبح مجودوا القرآن الكريم مجبرون على الالمام بالمقامات الموسيقية وحسن استعمالها في تجويدهم للقرآن الكريم، إذ يعتبرون التغني بالقرآن الكريم واجب، ويستندون في ذلك للحديث الذي رواره البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
وهذا ما يجعلنا نتسائل عن مفهوم التغني.....

31 - ديسمبر - 2009
قراءة القرآن الكريم بين الترتيل والغناء.
خالي د/ عمر خلوف : هل لك في تعليق ؟    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

البحث عن جذر سند في لسان العرب

السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي، والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً، فهو مُسْنَد. وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:
سانَدُوه، حتى إذا لم يَرَوْه شُدَّ أَجلادُه على التسنيد
وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري: السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والسَّنَدُ: سنود القوم في الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن، ويروى بالشين المعجمة وسنذكره. وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسنَدوا إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد للكثرة.
وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ وكاتَفْتَه. وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي عامر: حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والمُسْنَد والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:
كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ
وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي معتَمَدٌ.
وأَسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَسنَد الحديثَ: رفعه. الأَزهري: والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل. والإِسنادِ في الحديث: رَفْعُه إِلى قائله. والمُسْنَدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه يَدَ الدهر ويَدَ المُسْنَد أَي لا آتِيهِ أَبداً.
وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُسْنَدَةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر. وناقة مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب:
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى، جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُـنـيبُ
ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وقال الأَصمعي في المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِـنـادٌ، يُشِـلُّـهـا وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ
جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.
والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. وأَزَجُّ الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.
والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ والهَمْلَجَة.
ويقال: سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا إِليه. يقال: أَسنَدَ في الجبل إذا ما صَعَّدَه.
والسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن الأَعرابي: السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود. وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: السَّندُ ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف ثوراً وحشيّاً:
كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ
وقال ابن بُزُرخ: السنَدُ الأَسنادُ من الثياب وهي من البرود، وأَنشد:
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِـيٌّ لـونُـهـا، لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَر
ْ قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إذا لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود. وخرجوا مُتسانِدينَ إذا خرجوا على راياتٍ شَتَّى. وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين به. والمُسْنَدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالمسند؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل: هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: المُسْنَدُ كلام أَولاد شيث.
والسِّنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة إِليهم سِنْديّ.
أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول عَبِيد ابن الأَبرص:
فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ، كأَنَّ عُيونَـهُـنَّ عُـيونُ
عِينِ ثم قال:
فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبـابـي وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ
وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال:
وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَين
والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول. وروي عن ابن سلام أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.
ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إذا خرج كل بني أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة:
وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ أُجانِبُه المَسانِدَ والمُـحـالا
ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله:
شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَمـيم بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا
وقوله فيها:
أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ، جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا?
فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود، وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال: ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال الشاعر:
فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ
فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو الحسن أَنه إذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية الأَبيات كالمسند إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:
فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد
الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول الحطيئة:
وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْد
قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب المُسْنَد والمُسْنَد إِليه؛ المسند هو الجزء الأَول من الجملة، والمسند إِليه الجزء الثاني منها، والهاء من إِليه تعود على اللام في المسند الأَول، واللام في قوله والمسند إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند، لأَنه أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب المُسْنَدِ والمُسْنَدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُسْنَدٌ، فالسَّنَدُ كقولك عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح مُسْنَدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم:
تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِـن لَـحْـم، تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن
قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه عن الخليل.
الكسائي: رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً تحت العمامة من الدُّهْن.
والأَسْنادُ: شجر. والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.
والسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.
وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ وزِنْجٍ.
والمُسَنَّدَةُ والمِسْنَديَّةُ: ضَرْب من الثياب. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.
وسَنْدادٌ: موضع. والسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:
يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ
والعَلياءُ: اسم بلد آخر. وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُر:
والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد

31 - ديسمبر - 2009
الجمع أندية
سنة 2010    ( من قبل 17 أعضاء )    قيّم

1- سنسحب رصيدنا من الخارج ، ونضعه في الداخل.
2- سنسترد المسجد الأقصى .
3- سنقول قليلاً ، وسنفعل كثيراً.
4- سنكافئ العلماء : زغلول النجار، وأحمد زويل ، وطارق الحجي...
5- سنلغي فتاوى قتل الأبرياء.
6- سنحرق البيت القائل :
   متى يبلغ البنيانُ يوماً تمامَه *** إذا كنتَ تبنيهِ وغيرُك يهدمُ
7- سنخرّج معلمين قدوة ، وسيتسلّمون رواتب عالية.
8- سنلغي الطائفية.....وستعيد بغداد والكوفة والبصرة مجدها....
9- سنسحق المحسوبية، وستكون الانتخابات نظيفة.
10- سننتبه إلى بيوتات الوزراء وسياراتهم ..... وسنراقب مصروفات
أبنائهم في السفارات في الخارج....
11- سنطالب علماء الشريعة بفتوى جماعية....
12- سنقضي على الظلم والجهل ، وسنستبدل بهما : العدل والعِلم .
 
خريج جامعة : أمام مدير التربية !!!
 
خِرّيجُ جامعةٍ أمامَكَ واقفٌ *** يرجو الوظيفة ، هل لديكَ وظائفُ؟
حرَقَ السنين دراسةً وفلافلاً*** وإذا تبرجز فالطعامُ نواشفُ
تقديرُه الممتازُ يشكو للورى *** فَقْرَ الجيوبِ ومِن قرارِكَ خائفُ
 
               يا حلاوة :
 
ليس المؤهِّلُ يا فتى بشهادةٍ *** غيرَ الوساطةِ، كلُّ شيءٍ تالفُ
تقديرُكَ الممتازُ لا يكفي هنا*** إنّ الحياةَ معارفٌ ومَناسفُ
اِنقَعْ شهادتَكَ التي أحرزتَها*** واشرَبْ ؛ فإنّ العِلْمَ شيءٌ زائفُ
 
قال ربنا : لا تنازعوا... ، ولكننا لم ننته ، ولن تُصلَحَ حالُنا إلا بالتغيير: ما بأنفسنا ،ثم.............................
 
[كل عام نستقبل وأنتم بخير].
 

1 - يناير - 2010
أقبل العيد
ينبغي للمجالس.....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

تحياتي أستاذي زهير ، وكلَّ عامٍ يُقبل والأمة العربية والإسلامية في تحسُّن ..... والعاقبة الطيبة في السنة القابلة بمشيئة الله.
لقد أعجبتني الرسالة الداعية إلى ضبط بعض الكلمات..... ولي إضافة مع الرجاء ، وهي : الانتباه إلى الأخطاء النحْوية والإملائية ،وإيجاد طريقة لتصويبها........ و انظروا إذا تكرمتم ( المجالس = عالم الكتب) ترَوْا هذا العنوان : ( عن امرؤ قيس).
 
 

1 - يناير - 2010
الغَيْم بمعنى العطش
 172  173  174  175  176