االموقع: شمال شرق السعودية وغرب العراق العاصمة: عمان المساحة: 92,300كلم مربع طول الشاطى :26 كلم التضاريس: أخفض نقطة: البحر الميت 408 تحت سطح البحر أعلى نقطة: جبل الرم 1734 م أللغة الرسمية: العربية عدد السكان: 5,611,202 نسبة ألأعمار: 0-14سنة: 35,2% 15-64 سنة:61,1% 65سنة وما فوق: 3,7% ألعملة: الدينار الأردني العضوية: جامعةالدول العربية
تحتلّ الصّحراء 80% من الأراضي الأردنيّة؛ ويستقرّ السكان في غرب البلاد، وتفصل خطوط سكّة الحديد الصحراء عن غرب البلاد.
تتمتّع المملكة الأردنية الهاشمية بمناخٍ يختلف من الغرب إلى الشرق. فالمُناخ جافٌ في الغرب وصحراوي في الشّرق. ويبلغ معدّل الحرارة 7° درجاتٍ مئويّةٍ في الأراضي المرتفعة في فصل الشتاء، بينما تكون 30° درجة مئويّة في الصّيف.
لا تأخذ الزّراعة الأهمية البالغة في الأردن، لكنّه يوجد تخصيص ميزانية خاصّة لرّي الأراضي الزّراعية منذ عام 1971 ، حيث أقامت المملكة مشروعًا للرّي بإنشاء قناة الغور التي تمتدّ من بحيرة طبرية شمالاً إلى البحر الميّت جنوبًا.
وحتّى العام 1991 تمكّنت هذه المشاريع من ري 63 ألف هكتار من الأراضي الزّراعية. ومن أجود الزّراعات التي تمتاز بها المملكة:
ـ زراعة الخضار، كالبطاطا والبندورة والخيار والباذنجان.
ـ زراعة القمح والشّعير والحبوب.
ـ زراعة الحمضيات.
ـ زراعة الفاكهة، كالبطيخ والعنب والموز.
في الأردن ثروةٌ كبيرةٌ من البوتاس والفوسفات الذّي يُصدّر في أكثره إلى الأسواق العالمية. ويقوم الأردن بتحويل هاتين المادّتين إلى أسمدةٍ تُستَعمل لتخصيب الأراضي الزّراعية.
الصّناعة في الأردن قطاعٌ متحرّكٌ، والفضل في ذلك يعود إلى المصانع التي ينشئها الأردنيّون. ومن هذه الصّناعات: السجائر والإسمنت والمواد الغذائية والسّماد والجلد.
من النّاحية الإقتصادية، يواكب نمو حركة الإقتصاد الأردني تحويلات مالية مهمّة من الأردنييّن العاملين في الخارج، وبالأخص أولئك الذّين يعملون في منطقة الخليج العربي. ولقد فتح الأردن أبوابه أمام الأجانب ليستثمروا أموالهم فيه؛ وحافظوا على وضعه الإقتصادي الجيّد رغم انخفاض نسبة المساعدات التّي كان يتلقّاها من الخارج.
السّياحة قطاع مهمٌّ في الأردن، حيث إنّه يمتاز بمواقع مهمّةٍ تجتذبُ السّائحين كلّ عامٍ (موقع جرش ـ مدينة البتراء- قلعة الكرك- البحر الميّت) ممّا جعل الأردنيين يعتمدون على السّياحة في تأمين 10% من النّاتج القومي الإجمالي.
الموقع: شمال شرق إفريقيّة على المحيط الأطلسي العاصمة: الرباط المساحة: 710،850 كلم مربع طول الشاطىء: 1835 كلم التضاريس أخفض نقطة: سبخة طاه 55م تحت سطح البحر أعلى نقطة: جبل طوبكال 4165م أللغة الرسمية: العربية عدد السكان: 34،343،220 نسمة (سنة 2008) نسبة ألأعمار: 0-14سنة: 32,6% 15-64سنة: 62,5% 65سنة وما فوق: 4,9% ألعملة: الدرهم العضوية: جامعة الدول العربية
المغرب دولةٌ عربيّةٌ مستقلة في الشمال الغربي من قارة إفريقيا، على البحر المتوسط شمالاً، والمحيط الأطلسي غربًا، ويحيط بها من الشّرق الجزائر، ومن الجنوب موريتانيا والجزائر.
أرضها عبارة عن جبالٍ عاليةٍ، هي جبال الأطلس، وتمتدّ من الشّمال إلى الجنوب والأطلس الأعلى في الوسط. وتوجد بين سلسلتي الأطلس وادي ملوية ووادي سوس. أعلى قمم جبالها: قمّة طبقال وارتفاعها 3757 مترًا. وفي غرب البلاد تنبسط السّهول السّاحلية على المحيط الأطلسي. أمّا في الجنوب، فثمّة الصّحراء وهي موضع نزاعٍ بينها وبين جبهة البوليساريو المُطالبين بالإستقلال. وتتخلّل سطح الجنوب أنهار عديدة، أهمّها: أمّ الرّبيع وبور قراق وسبو وتانسيفت ودرعة، ومعظمها يصبّ في المحيط الأطلسي.
فُتِحَ المغرب على أيدي العرب سنة683 م، بقيادة عقبة بن نافع، وتعاقبَ على الحُكم الأدارسة فالمرابطون فالموحّدون فالمرينيّون فالوطاسيّون فالسّعديون فالسّلالة العلوية . احتلّها الفرنسيّون سنة 1912 وتقاسمتها مع إسبانيا التي جعلت عاصمة القسم الإسباني تطوان بينما جعل الفرنسيون مدينة الرباط عاصمة لهم. بينما دوّلت مدينة طنجير سنة 1923 وظلت كذلك حتى 1956. واستقلّت المغرب سنة 1956 وأعلنت ملكية سنة 1957. وانسحبت إسبانيا من الصحراء الغربية سنة 1957 فأعلن المغرب ضم هذه المنطقة إليه.
مناخ المغرب في الشرق والجنوب حار جاف، وفي الشمال والغرب متوسطي معتدل، تكثر فيه الأمطار.
تخضع الزّراعة المغربية بدرجةٍ كبيرةٍ إلى الأمطار التّي تتلقاها البلاد. والزراعة المغربية ثنائية التّوجه: مزارع تقليديّةٌ صغيرةٌ مُتخصّصةٌ بالمُنتجات القُوتيّة (قمح وشعير)، ومزراع حمضيات وخضر شتوية شاسعة ومتخصّصة بالمُنتجات المُعدّة للتّصدير. أهمّ زراعات المغرب: القمح والحبوب والذرة والأرز وقصب السّكر والشمندر والكرمة والنخيل والحمضيات والقطن والزيتون. تُربّى الماشية على نطاقٍ واسعٍ (أغنام وماعز)، ويشكّل الصّيد في المغرب موردًا اقتصاديًا مهمًا.
يتمتّع المغرب بموارد منجميةٍ كبيرةٍ، وهو أوّل مُصدّر للفوسفات في العالم. فيها مناجم للفحم والرّصاص والحديد والفضة والنّحاس والفوسفات. أهمّ صادراتها: الفوسفات والحمضيات والأسماك والسّردين والزّيوت والتّمر.
أهمّ الصّناعات في المغرب: صناعة السّماد والمنسوجات وتكرير البترول والإسمنت والسّجاد والسّكر وعصير الفاكهة.
تُعد صناعة البسط والسّجاد اليدويّ من الحرفيّات الصّناعات التّقليديّة العريقة في فلسطين التي نبعت من واقع الحياة البدويّة والرّيفية، وارتبطت دائمًا بمهنة الرّعي والزّراعة.
تتركّز هذه الحرفة الصّناعية في منطقتين رئيستين، هُما: غزّة والخليل، حيث انتقلت إلى غزّة بعد نكبة عام1948 مع هجرة أبناء مدينة المَجدل الذين اشتهروا بحياكة السّجاد اليدوي.
وفي الخليل، تتركّز هذه الصّناعة في منطقة السّموع جنوبًا، وتقوم على العمالة النّسائية في المنازل.
أمّا في غزة، فتوجد مشاغل عديدة تملكها عائلات عُرِفَت منذ سنينٍ بعيدةٍ بصناعة السّجاد اليدويّ. وتنتشر اليوم في غزّة أنواع عديدةٌ من السّجاد اليدوي، أهمّها البُسط التّقليدية والسّجاد ذو الأبعاد الثلاثة .
تستغرق عملية إنجاز البسط اليدويّ حوالى شهرين من الزّمن، وهي فترةٌ كافيةٌ لغزل الصّوف وصباغته ونسجه. وتُستخدم في صناعته أنوالٌ يدويّةٌ بالكامل، مصنوعةٌ من الخشب وتُحَرَّك بالأرجل.
عُرفت هذه الحرفة في فلسطين منذ القِدَم، حيث أُدخِلَت في سورية منذ العهد الفينيقيّ وتطوّرت بشكلٍ واضحٍ بعد دخول الإسلام، حيث أٌبتكرت أشكالٌ وألوانٌ وزخارف مستحدثةٌ. تتطلّب هذه الحرفة مهاراتٍ تدريبيّةً معيّنةً قد تستغرق3-4 سنواتٍ لإتقانها. كما أنّ أهمّ متطلّبات العمل في هذه المهنة هو تحمّل المشقّة للعمل أمام أفران الشّي، وتُوافر الرّوح الإبداعيّ والفنّي عند العامل لاكتساب مهارات التّشكيل.
تُعدّ هذه الحرفة من الحرفات الصّديقة للبيئة ؛نظرًا لاعتمادها على مُخلّفات الزّجاج كمادّة خامٍ أساسيّةٍ، فضلاً عن بعض الأصباغ والملوّنات. ولا شكّ في أنّ طبيعة العمل في هذه المهنة، والجهد المبذول الذّي لا يتناسب مع المردود المادّي، أدّيا إلى تراجع الإقبال على تعلّم هذه المهنة، وتراجع هذا الفرع الحرفي ذي المغزى التّراثي.
خشب الزّيتون في فلسطين يعود تاريخ هذه الحِرفة إلى القرن16 -17، حيث ارتبطت بدخول البعثات التّبشيرية المسيحيّة إلى بيت لحم. ابتدأت بصناعة المسابح من بذور الزّيتون، ثمّ تطوّرت أشكالها وتخصّصت كلّ مِنطقةٍ في محافظة بيت لحم بإنتاج أشكالٍ معيّنةٍ. فمنطقة بيت جالا تخصّصت بإنتاج الجِمال والأحصنة، وبيت ساحور تخصّصت في صناعة التّماثيل الدّينية.
أمّا مدينة بيت لحم، فقد انتشرت فيها صناعة الأكواب والأواني الخشبيّة.
ويُعد خشب الزّيتون المادة الأولية الرّئيسة في صناعة مُنتجات خشب الزّيتون؛ ويُعدّ الشّجر المَرويّ من أفضل الأنواع المُستخدمة في هذه الصناعة ؛ نظرًا لجمال خشبه وسهولة التّحكم فيه حفرًا وتصنيعًا.
تعتمد حرفة خشب الزّيتون على مهاراتٍ يدويّةٍ بحتةٍ. ويستغرق التّدريب على هذه المهنة فترات طويلة، إذ يبدأ العامل بالتّدرب عليها منذ الطّفولة.
لؤلؤ : اسم جنس جمعي يذكّر ويؤنث ، مفرده لؤلؤة( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
صيـد اللّـؤلـؤ
اللؤلؤ مادّة صَدَفيّةٌ ذات لمعانٍ خاصٍ تنتجُه بعض أنواع المحار، وذلك عندما تتعرّض لظروفٍ معيّنةٍ. ويتكوّن اللّؤلؤ نتيجةً لدخول جسمٍ غريبٍ بين صدفة المحار وغلافها اللّحمي. ولأجل أن تحمي المحارة نفسها من هذا الدّخيل الصّغير، تحيطه بمادّةٍ كلسيّةٍ (كربونات الكالسيوم مع قليل من المواد البروتينيّة)، طبقةً بعد طبقةٍ.
يتألّف اللّؤلؤ من مادّةٍ كلسيّةٍ صَدَفيّةٍ تُشبه السّطح الدّاخلي لغلاف المحار من حيث التّركيبُ الكيمياويّ. وإذا ما طال العهد بهذه المحارة، فإنّ اللّؤلؤة تلتصق بداخل الصّدفة نفسها، وقد لا تظهر للعَيان لأوّل وهلةٍ، بل تحتاج لإخراجها من الصّدفة، في بعض الأحيان، إلى قَطعِ الصّدفة نفسها.
اللّؤلؤ الطّبيعي داخل المحار لا يكون كرويًا تامًا ،وإلاّ لما التصق في مكانٍ واحدٍ. والحقيقةُ أنّ اللّؤلؤ يحتاج إلى صقلٍ فنّيٍ بعد إخراجه من المحار، وذلك لإزالة الشّوائب النّاجمة عن التصاقه بصدف المحار، الأمر الذي يجعل اللّؤلؤ على هيئةٍ تقرب من نصف الكرة.
تعدّدت مصادر استخراج اللّؤلؤ من سواحل استراليا وأمريكا الوسطى وبعض الجزر الواقعة جنوب المُحيط الهادي وخليج المكسيك، حيث كان يقوم الهنود الحُمر باستخراجه. أمّا أشهر مناطقه فكانت الهند والخليج العربي؛ وامتاز لؤلؤ البحرين عن غيره بالجودة، وقد عُرِفَ بـ" لؤلؤ بومباي" لأنه يُباع في هذه المدينة. وكان البحّارة المُسلمون يعرفون مناطق الغوص التي تتوافر فيها اللآلئ بكثرةٍ. وقد عَرَف صيّادو اللّؤلؤ، نتيجةً لخبرتهم الطّويلة، أنّ المحار المشوّه الشّكل والقليل النّمو بالنّسبة لأقرانه والذّي يحتوي على خراجات ودمامل أو ثقوب تشبه خلايا النّحل، أكثر احتمالاً لوجود اللّؤلؤ في داخله من غيره السّويّ. وقد تعدّدت أسماء اللؤلؤ في اللّغة العربية، فاشتهر منها: اللّؤلؤة والمرجانة والنّطفة والتّوْءَمة والنّوامية واللّطيميّة والصّدفية والسّفانة والجمانة، إلخ...
أمّا عند الجوهرييّن فقد اختلفت المُسمّيات وَفق أشكالها المُختلفة. فيذكر البِيروني في كتابه "الجماهر": إنْ كان كُرويًا رائعًا، سمَّوه نجمًا؛ أمّا المُستطيل المُتشابه الطّرفين بالاستدارة فيُشبَّه بِبَعر الغنم أو بِبَعر الظّبي؛ وقد يُشبّه بالزّيتونة، فيُقال زيتونيّ؛ ومنه البيضيّ نسبةً إلى البيضة؛ والغُلامي هو المخروطيّ الذي تكون قاعدته جزءًا من الكرة؛ وقد يُقال عن اللّؤلؤ لوزيّ وشعيريّ ومضرس. فاللّوزي شبيه باللّوزة، والشّعيري ما شابه شكله حبة الشّعير، والمضرس ما التحم بعضه ببعض".
اللؤلؤ بشارة سارة " اللؤلؤ يدل على الخير العظيم كتعلم القرآن والعلوم الشرعية ، إلا أن تبيعه فهو إهمال ونسيان ، ومن رأى أنه يتقلد قلادة على صدرة فسيحفظ القرآن ، ومن رأى أنه يلبَس خاتماً من لؤلؤ فسوف يتزوج بامرأة جميلة ولو بعد حين.
وإهداء لؤلؤة إليك يعني أنك ترزق بولد إن كانت زوجتك حاملاً.
ومن رأى أنه بلع لؤلؤ فهو دليل كِتمان الحق وأكْل أموال الناس بالباطل .
أمّا من رأى أنّ لؤلؤاً خرج من فمه، فيدل على أنه رجل صالح يعلّم الناس الخير ....".
" هو ابن عبد الله محمد بن سنان بن جابر الحراني المعروف باسم "البتاني"، ولد في بتان نواحي حرَّان حوالي 850م وتوفي في العراق سنة 929. يُعدُّ البتاني من عباقرة علم الفلك في العالم، وكذلك من عباقرة علمي الجبر وحساب المثلثات، وهو من الذين أسدوا خدمات جليلة لتطور العلوم الرياضية عبر التاريخ البشري. اشتهر برصده للكواكب والأجرام السماوية، وبالرغم من بدائية الآلات التي استعملها فقد توصَّل لنتائج مذهلة ما زالت محطّ إعجاب العلماء ودهشتهم، وبقيت جداوله الرياضية وبراهينه الهندسية من أهم المراجع حتى بداية القرن الثامن عشر، فاعتبره كل من "كاجوري" و"هاليه" من أعظم علماء الرصد، وسمَّاه بعض الباحثين "بطليموس العرب"، وفيه قال سارطون: "إنَّ البتاني من أعظم علماء عصره وأنبغ علماء العرب في الفلك والرياضيات"، وقال العالم الفرنسي الشهير "لالاند": إنَّ البتاني من العشرين فلكياً المشهورين في العالم كله. منهجه العلمي: تتضح منهجية البتاني من خلال أقواله وما ذكره في مؤلفاته عن طريقة عمله وتفكيره، فيقول: "طالما أطلت النظر في هذا العلم وأدمنت الفكر فيه، ووقفت على اختلاف الكتب الموضوعة لحركات النجوم، وما تهيأ لبعض واضعيها من خلل وما اجتمع في حركات النجوم على طول الزمان.."،" إنَّ علم الفلك من العلوم الأساسية المفيدة، إذ يمكن بواسطته أن يعرف الإنسان أشياءً مهمة يحتاج إلى معرفتها واستغلالها بما يعود عليه بالنفع والفائدة.."، "إنَّ أهم مقومات التقدم في علم الفلك هو التبحُّر في نظرياته ونقدها، وجمع الأرصاد الوفيرة، والعمل على إتقان تلك الأرصاد.."، "..ذلك لأن الحركات السماوية لا تحاط بها معرفة مستقصاة حقيقية إلا بتمادي العصور والتدقيق في الرصد.."، ".. وإنَّ الذي يكون فيها من تقصير الإنسان في طبيعته عن بلوغ حقائق الأشياء في الأفعال كما يبلغها في القوة، يكون يسيراً غير محسوس عند الاجتهاد والتحرز، لا سيما في المدد الطوال، وقد يعين الطبع وتسعد الهمة وصدق النظر وإعمال الفكر والصبر على الأشياء وإن عسر إدراكها، وقد يعوق من ذلك قلة الصبر ومحبة الفخر والحظوة عند ملوك الناس بإدراك ما لا يمكن إدراكه عن الحقيقة في سرعة، أو إدراك ما ليس من طبيعته أن يدركه الناس.."، وكثيراً ما استشهد البتاني بآيات القرآن الكريم. أهم منجزاته: ترك البتاني عدة مؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا، وأهمها على الإطلاق "كتاب الزيج الصابي" الذي يعتبر من أصلح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى. § البتاني هو أول من أدخل مصطلح الجيب (Sinus)، والعارفون بعلم المثلثات (Trigonometrie) يدركون جيداً أهمية هذا الإنجاز، ويرون فيه ابتكاراً ساهم كثيراً في فهم علم المثلثات، وتقول العالمة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": إنَّ مصطلح الجيب قد دخل إلى رياضيات كل شعوب العالم بعد ترجمة كتاب البتاني. هو من أوجد مصطلح جيب التمام (Cosinus)، وهو من استخدم الخطوط المماسة للأقواس (Tangentes)، وظلال التمام (Cotangentes)، والقواطع (Secantes)، وقواطع التمام(Cosecante)، وأدخلها في حساب الأرباع الشمسية وفي قياس الزوايا والمثلثات، كما أوجد العلاقات فيما بينها ونظَّم جداول هامة بهذه العلاقات. § البتاني هو من استنبط القانون الأساسي لاستخراج مساحة المثلثات الكروية. § واستطاعت عبقرية هذا العالم أن تحلَّ بعض العمليات الحسابية وبعض النظريات بطرق جبرية وليس بطرق هندسية، كما كان يحلّها من سبقه من العلماء العرب واليونانيين، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية، وكان هذا ابتكاراً أضيف إلى الكثير من الإضافات التي أدخلها العرب في علم المثلثات، وإليهم يعود تأسيس هذا العلم الهام. § وعلى صعيد الإنجازات الفلكية فقد أصلح قيمة الاعتدالين الصيفي والشتوي، وكذلك حدَّد قيمة ميلان فلك البروج على فلك معدل النهار، (أي: ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سباحتها حول الشمس)، ووجد أنه يساوي 23 درجة و35 دقيقة، وتبين حديثاً أنه أصاب في رصده إلى حدِّ دقيقة واحدة، وكذلك حدَّد طول السنة الشمسية رغم بدائية الآلات التي استخدمها فكانت نتائجه 365 يوما و5 ساعات و46 دقيقة و24 ثانية، وأخطأ بالنسبة للحسابات الحديثة بدقيقتين و22 ثانية فقط. § حقق البتاني مواقع كثير من النجوم وصحَّح بعض حركات القمر والكواكب السيارة، وخالف بطليموس بثبات الأوج الشمسي، وأقام الدليل على تبعيته لحركة المبادرة الاعتدالية، واستنتج من ذلك أنَّ معادلة الزمن تتغيَّر ببطء شديد على مر الأجيال، وأثبت على عكس ما ذهب إليه بطليموس بتغيّر القطر الزاوي الظاهري للشمس واحتمال حدوث الكسوف الحلقي، وعن أحوال خسوف القمر، ويعترف " نللينو" "بأن البتاني استنبط نظرية جديدة تشف عن كثير من الحذق وسعة الحيلة لبيان الأحوال التي يرى فيها القمر عند ولادته.."، ونجد أن العالم كوبرنيكوس يستشهد كثيراً بأعمال البتاني في كتابه الشهير سنة 1530 وكذلك بأعمال العالم العربي الزرقالي. § اعتمد دنثورن سنة 1794 بتحديد تسارع القمر في حركته خلال قرن من الزمن، على نتائج أرصاد البتاني في الكسوف والخسوف ( التي أجراها في الرقة وأنطاكية). § سجَّل البتاني بكتابه الشهير "الزيج الصابي" (يوجد نسخة منه في مكتبة الأسكوريال في إسبانيا ونسخة في مكتبة الفاتيكان) جداول تتعلق بحركة الأجرام التي اكتشفها بنفسه، كما يذكر الكواكب الثابتة حتى سنة 249 هجرية، ويقول "نللينو" رأيه في هذا الكتاب:"..في هذا الزيج توجد أرصاد البتاني التي كان لها أثر كبير في علم الفلك وفي علم المثلثات الكروي، وبقي هذا الكتاب مرجعاً للفلكيين في أوروبا خلال القرون الوسطى وأوائل عصر النهضة. § ويصف العالم "بال" أعمال البتاني بقوله: إنَّ الزيج الصابي من أنفس الكتب، فقد وفِّق البتاني في بحثه عن حركة الشمس توفيقاً عجيباً. § ترجم الكتاب إلى اللاتينية "تيفوك" في القرن الثاني عشر باسم "علم النجوم"، ثم ترجم وطبع عدة مرات وبعدة لغات. خاتمة: من خلال هذه العجالة السريعة نستطيع القول بأنّ البتاني علمٌ من أعلام الحضارة العربية الإسلامية الذين قدَّموا للبشرية نتاج عبقريتهم التي لا تقدَّر بثمن، والعالمة الألمانية "هونكه" من العلماء الذين قدَّروا مساهمات العلماء العرب في مسيرة الحضارة الإنسانية، وتقول بهذا الخصوص: "إنَّ الغرب بالتأكيد أخذ عن العرب أسس علم الفلك، وما يؤكد هذا الكلام الاستمرار باستعمال أسماء النجوم كما سمَّاها العرب وكذلك وجود أكثر من 160 مصطلحاً فلكياً باللغة العربية يستعملها الغربيون في علم الهيئة اليوم، نذكر منها: الثور (Altaur)، الجدي (Algedi)، الذنب ( Denab )، آخر النهر (Acarnar)، الفرقدان (Farcadin)، قلب الأسد (Kalbehsit )، قلب العقرب (Kalbolacrab)، الكوكب (Kochab)، رأس الجوزاء (Rasalgeuse)، المركب (Markab)، التنين (Etanin )، الخابور (Alchabor)، الدبة (Dubhe)، الطائر (Altair)، الفرس (Alpherath)، الغراب (Algorab)، الكور (Alkor)، فم الحوت (Famlhaut)، الواقع (Wega)، بطن الحوت (Baten-Kaitos)، رأس الغول (Algol). والتاريخ يؤكد بأن البتاني من الذين ساهموا في وضع أسس علم المثلثات الحديثة وعملوا على توسيع فهمها، ولا شك أن إيجاده لقيم الزوايا بطرق جبرية يبرهن على خصوبة قريحته، وعلى فهمه الواسع لبحوث الهندسة والجبر والمثلثات فهماً أنتج تلك الإبداعات العظيمة، والبتاني من أهم علماء العرب الذين طوروا علم الفلك ونقلوه من علم ممزوج بالخرافة والأوهام إلى علم يستخدم المنهج العلمي في سبيل تحقيق غرضه.....".