وما زلنا في التزوق والتذوق..     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
إن ابتعدت عن الوراق لا أستطيع أن أبتعد عن (التمتمات)، لذلك أطالعها يومياً، فهي قريبة من نفسي، ربما بسبب بطلتها، وربما بسبب زوارها، وربما لأنني أجد فيها ملاذي وما يمتص صدماتي، وربما لكل هذه الأسباب، وكثيراً ما أعيد القراءة فيها لتعقيبات قرأتها سابقاً، ولأن الغالي هشام تأخر في الجلسة الأخيرة أود أن أقول شيئاً بينما يحضر، فنحن لا نعرف ولن نعرف متى يحضر ومتى يختفي.. لأول مرة أحس بـ(بحة) في صوت ضياء خانم، لا أدري ما سبب هذا التخيل أو الخيال، ولم يغب صوتها طوال قراءتي لتعليقها السابق، ولا أستطيع أن أقدم أي تفسير أو تعليل فأنا لم أسمع صوتها من قبل، وهنا فقط أنقل ما حدث.. ولها كل تقديري على ما تمتلك من مقومات إنسانية وذوقية نفتقدها ونشتاق إليها. الأستاذ زهير.. لقد (زوقت) الكلام فيما لا أستحق، لكنني لا أملك إلا الخضوع لذي (الذائقة) النادرة، وأقول لك يا أستاذ أيضاً: ربما الأستاذ هشام يعيد طرح السؤال السابق عن (المفرق) ليسمعه منك، فتهيأ للإجابة لأنك إلى الآن لم تجاوب، وإن كانت مسابقة فأنا أرشح الأستاذة ضياء للفوز بها فقد (كفَّت ووفّت).. ولأن (الشيء بالشيء يذكر) فإنني استغربت فيما مضى من مهنة عجيبة اسمها (الذواق)، فقد شاهدت مقابلة تلفزيونية في دمشق لسيدة (ذواقة) تعمل في مؤسسة كبيرة لصناعة القهوة، وعمل هذه السيدة هو أن تذوق خلطات القهوة، وخبرتها كافية كي ترشد العاملين في تعديل التركيبة كإضافة (الهيل) مثلاً أو التخفيف منه، أو إضافة ما يسمى (المسكة) أو التخفيف منها، أو زيادة في (تحميص) القهوة أو التخفيف منه. والمهنة هي نفسها قرأت عنها في الصحف أيام نهاية ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، إذ تم ترشيح عدد من الشخصيات السياسية اللبنانية ممن لهم حظ أوفر في الوصول إلى قصر بعبدا، وقد نشرت الصحف حينها السيَر الذاتية لكل منهم، وعرفت من خلال سيرة أحدهم أنه كان يعمل (ذواقاً) في أحد الفنادق الفخمة، أو المطاعم الضخمة، ولأن ذاكرتي مهلهلة فإنني لا أذكر اسم ذلك السياسي ولا اسم ذلك الفندق أو المطعم. أما الأمير تميم الفاطمي فكان عاشقاً رقيقاً في (التزويق): كُـلُّكَ يا معشوقُ مما iiغدا | | إلـيـه كُـلُّ اللّحظ تَوّاقُ | كـأنـما زَوَّق ما فيك من | | بـدائـع الأنـوار iiزَوّاق | ساويتَ بين الزَّهْرِ في نَبْتِه | | كـأنّـمـا لـحظك iiورّاق | وفي (التزويق) أيضاً، وخروجاً من الجد إلى الطرافة أسوق قول الشاعر أبي دلف الينبوعي: ويـحك هذا الزمان iiزورُ | | فـلا يـغـرّنّـك iiالغرور | زوِّقْ ومخرِقْ وكل وأطبق | | واسرقْ وطلبقْ لمن iiيزور | لا تـلـتـزم حالةً iiولكنْ | | درْ بـالـليالي كما iiتدورُ | |