وصف الناقة. كن أول من يقيّم
أول شيء يقوم به الباحث في مثل موضوعك هو جمع المادة العلمية للبحث، ثم ترتيبها، ثم استخراج الأبيات المتعلقة بالناقة في شعر شعراء المعلقات، مع الاستعانة بالشروحات على هذه الأشعار وهي كثيرة، ولك البدء بعملية سهلة في موقع الوراق، وفي مكتبته شذرات في هذا الموضوع. وهذا مثال على ذلك من كتاب: الأنوار ومحاسن الأشعار للشمشاطي، ص: (69). وهو كما يأتي: ولنُصِبٍ الأَصغَر، ويُكْنَى أَبا الحَجْنَاءِ، يَصِف ناقةً وسُرعتها: هي الرّيح إلاّ خَلْقَها غير أَنّهَا *** تَبِيتُ غَوَادِي الرِّيحِ حيُ تَقِيلُ وهذا إِسرافٌ في الوصف للسرعَةِ. ولم يَصفْ أَحدٌ ممن تقدَّمَ وتَأخًّر النَّاقةَ أَحسنَ من وَصْفِ طَرفةَ بن العَبْد، فإِنّه جَمع صِفَاتٍ خَلْقِهَا وسُرْعَتَها، فجاءَ بها بأَحسنِ كَلامٍ، وأَوضحِ تَشْبِيهٍ بقوله: وإِنّي لأُمْضِي الهَمَّ عند احْتِضارِه *** بعَوْجَاءَ مِرْقالٍ تَرُوحُ وتَغْتـدِي أَمُونٍ كأَلْوَاح الإِرانِ نَسأْتُـهـا *** على لاَحِبٍ كأَنّه ظَهْرُ بُرْجُـدِ نُبارِي عِتَاقاً ناجِيَاتٍ وأَتْبَـعَـتْ *** وَظِيفاً وَظِيفاً فَوق مَوْرٍ مُعَبَّـدِ وفيها: لها فَخِذانِ أُكمِلَ النَّحْضُ فيهما *** كأَنَّهما بَابَا مُـنِـيفٍ مُـمَـرَّدِ وطَيُّ محالٍ كالحِنيِّ خُلُـوفُـه *** وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بدَأْيٍ مُنَـضَّـدِ كأَنّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكْنُفَـانِـهَـا *** وأَطْرَ قِسِيٍّ تحت صُلْبٍ مُؤَيَّدِ لهَا مِرْفَقَانِ أَفتَلانِ كـأَنّـمَـا *** تَمُرُّ بسَلْمَى دَالجٍ مُـتَـشَـدِّدِ كقَنْطَرةِ الرُّومِيِّ أَقْسَمَ رَبُّـهـا *** لتُكْتَنَفنْ حَتَّى تُشَادَ بـقـرْمـدِ صُهَابِيَّةُ العُثنُونِ مُؤْجَدةُ القَـرَا *** بَعِيدَةُ وَخْدِ الرِّجْل مَوّارةُ الـيَدِ أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ *** لَهَا عَضُدَاها في سَقِيفٍ مُسَنَّدِ جنُوحٌ دٌفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفرِغَـت *** لها كَتِفَاهَا في مُعَالَي مُصعَّـدِ ويَصف عُنُقَها فيقول: وأَتلَعُ نَهّـاضٌ إِذا صَـعَّـدَتْ بـه *** كسُكَّانِ بُوصِيٍّ بدِجْلَةَ مُـصْـعِـدِ وجُمْجُمةٌ مِثْلُ الـعَـلاَةِ كـأَنَّـمَـا *** وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلى حَرْفِ مِبْرَدِ هذا البيت قال الأصمعيّ: لم يقل مِثْلَهُ أَحَدٌ وقد ذكَرنَا ما فيه وبيَّناهُ في أَبيات المعاني. وفيها: ووَجـهٌ كـقِـرْطَـاسِ الـشَّـآمِـي ومِـشْـــفَـــرٌ *** كسِـبْـتِ الـيَمَـانِـــي قَـــدُّهُ لـــم يُحَـــرَّدِ وعَيْنَانِ كالمَاوِيَّتَيْنِ اسْتَكنَّتَا *** بكَهْفَيْ حِجَاجَىْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ طَحُورَانِ عُوَّارَ القَذَى فتَراهُمَا *** كمَـكْـحُـولـتَـيْ مَــذْعُـــورةٍ أُمِّ فَـــرْقَـــدِ ويصفُ أُذُنَيْهَا فيقول: وصادِقَنَا سَمْعِ التَّوجُّـسِ لـلـسُّـرَى *** وصادِقَنَا سَمْعِ التَّوجُّـسِ لـلـسُّـرَى مُؤَلَّلَتانِ تَعرِف الـعِـتْـقَ فـيهـمـا *** كسَامِعَتَيْ شاةٍ بـحَـوْمَـلَ مُـفْـرَدِ ويصف طَوْعَها وحُسنَ قِيادها فيقول: وإِن شِئْت سامَي وَاسِطَ الكُورِ رأْسُها *** وعَامَتْ بضَبْعَيْهَا نَجَـاءَ الـخَـفَـيْدَدِ ويَصف إِسراعها ونَشَاطَها فيقول: أَحَلْتُ عَلَيْهَا بالقَطِيع فأَجْذمَتْ *** وقد خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَقَّدِ فذَالتْ كما ذَالَتْ وَلِيدَةُ مَجْلِسِ *** تُرِي رَبَّهَا أَذْيالَ مِرْطٍ مُمَدَّدِ |