...وشاوِرْ لبيباً ولا تعصِهِ * .... ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
المشورة إن عدم المشورة يعني الاستبداد ، والعمل بالرأي الواحد مذموم ولو بلغ صاحبه ما بلغ من الكمالات والمعارف . والشورى وصفٌ يعمّ كل المسلمين ، قال تعالى " وأمرُهُم شورى بينهم " ( الشورى /38) . وبهذا الشمول جاء الأمر للرسول الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، بمشاورة أصحابه : " وشاورْهْم في الأمر " ( آل عِمران/159). وإن أصالة مبدأ الشورى في التكوين البشري من أعظم الطرق لتحصيل المصالح ، وتجنب الأخطار فيها ، وبه ينجو الضعف الفردي ، وتزداد الخبرة والإحاطة بالأمور. لقد كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول لوزيريه أبي بكر وعمر : " لو أنكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبداً ".( مسند أحمد 4/227 ، وابن حَجَر في الفتح 13/340 و341) . وقيل في الأثر : " ما تشاور قوم ٌ إلا هداهم الله لأرشد أمورِهِم " ( بهجة المجالس لابن عبد البَر2/451). وقد قيل : " اضرِبوا الرأي بعضَه ببعض يتولَّدْ منه الصواب ، وتجنبوا شدة الحزم ، واتّهموا عقولكم ؛ فإنّ فيها نتائج الخطأ وذم العافية ". ( بهجة المجالس 2/456). قال عبد الملك بن مروان : " لَاَنْ أخطِىءَ وقد استشرتُ أَحَبُّ إليّ مِن أن أصيبَ من غير مَشُورة " ( بهجة المجالس 2/457). أما المستشار فينبغي أن يكون عالماً دقيقاً ، صاحب خُلُق ، يخشى الله ، وصاحب عقل وسداد رأي ، ولهذا قيل : " استشِرْ عدوك العاقل ، ولا تستشر صديقك الأحمق " . قال الحسن البصري : " أرى ألا تستشيروا المشركين في أموركم وألا تأخذوا برأيهم " ( بهجة المجالس 2/459) . |