البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 159  160  161  162  163 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رؤية    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رؤية أدونيس النقدية للديانات التوحيدية
 
هيمنة العنف والتكفير باسم التوحيد



عرف أدونيس سواء في أشعاره أو خواطره أو في كتاباته، التي يأتي على رأسها "الثابت والمتحول" بمناهضته لقيم التقليد والتقوقع على الذات وما يطلق عليه اسم "مملكة الوهم والغيب". أدونيس حضر إلى برلين لعرض أطروحاته النقدية حول الديانات التوحيدية تلبية لدعوة رابطة "الديوان الشرقي ـ الغربي".


يعد أدونيس من أهم الشعراء العرب ومن أبرز نقاد الثقافة العربية المعاصرة لم تبرح الديانات التوحيدية تشغل بال المؤرخين والأنثروبولوجيين والفلاسفة ورجال الدين. ورغم أنها استطاعت أن تعصف بديانات أخرى كثيرة، وما يصطلح عليه بالديانات الوثنية، وأن تحتل المشهد الديني بل والسياسي لقرون طويلة، إلا أن العديد من الفلاسفة والمفكرين ظلوا ينظرون إليها بعين متشككة. وينضم أدونيس بأطروحاته النقدية حول الوحدانية، إلى كوكبة من المفكرين القدامى والمعاصرين، اللذين عرفوا بانتقاداتهم الصارمة والجارحة أحيانا للديانات التوحيدية. ونكتفي في هذا السياق بالتنويه بشخصيتين فكريتين داخل المجال الثقافي الألماني المعاصر، وهما عالم المصريات يان آسمان والفيلسوف أودو ماركفارد.


الوحدانية والعنف

يان آسمان يطرح في محاضرته الشهيرة :"الوحدانية ولغة العنف" سؤالا مشروعا وفاضحا في
آن واحد:"لماذا تصف النصوص الإنجيلية تأسيس وفرض الديانات التوحيدية بواسطة صور عنيفة؟ وهل ترتبط فكرة الوحدانية، التي تؤكد على عبادة إله واحد بدلا من آلهة متعددة أو التي تفرق بين الدين الصحيح والدين الخاطئ، بين إله حقيقي وآلهة خاطئة، هل ترتبط بالعنف؟". آسمان يجيب على سؤاله بأن الوحدانية دين، تلعب فيه موضوعات العنف والحق والذنب دورا محوريا، مقارنة بالأديان الوثنية.

هذه الفكرة أكدها أدونيس في محاضرته البرلينية، التي عرض فيها أطروحاته النقدية حول الديانات التوحيدية تلبية لدعوة رابطة "الديوان الشرقي ـ الغربي"، حين أشار إلى أن البعد الأيديولوجي كان ضعيفا في الوثنية، وإلى أن الأديان التوحيدية تخطت عتبة الإيمان وتحولت إلى إيديولوجيا: "الإيمان الديني هو الذي يصوغ البعد السياسي في الأديان التوحيدية. إسرائيل تطالب الفلسطينيين بأن يعترفوا بها بوصفها دولة يهودية. وطبعا مقابل هذه الدولة اليهودية ستكون هناك دولة إسلامية".

في الماضي كانت الآلهة تتصارع وكان البشر يتفرجون، أما اليوم فيتم قتل البشر باسم الإله نفسه، رغم أنه يفترض في الوحدانية، أن البشر تخطوا المرحلة الوثنية إلى مرحلة جديدة يسودها السلام والمحبة. لكن التجربة التاريخية تؤكد بأن الحروب بدأت مع الوحدانيات: "القتل، الأنماط العنصرة وكل أشكال الهولوكست، كل ذلك تم باسم الوحدانية".

دفاعا عن الوثنية والتعدد

لم تنتج الوحدانية في نظر أدونيس سوى الحروب والدمار، كما يرى أن مجرد المقارنة بين الوحدانية والوثنية، ستظهر بأن العصر الوثني كان أكثر إبداعا من عصر التوحيد سواء في الفن أو الفلسفة أو الأدب. إن الوحدانية، يقول أدونيس:"اختزلت العالم في رؤية محددة، وكانت إيذانا بانحطاط البشرية، فما يهيمن اليوم هو لغة العنف والتكفير باسم الدين".

إن الرؤية الوحدانية، وفق رؤية أدونيس تقول إن "نبيها هو النبي الأخير. ثانيا إن الحقيقة التي ينقلها هذا النبي الأخير هي الحقيقة الأخيرة، ومعنى ذلك أن الإنسان ليس له ما يضيفه، وما عليه سوى أن يطيع وينفذ وأقسى ما يمكنه فعله هو تفسير النص. إن الوحدانية تضع العالم أمام باب مغلق. وليس الإنسان وحده من لا يستطيع أن يضيف شيئا ولكن الإله نفسه لم يعد له ما يقوله".

عن هذه الفكرة سبق ودافع الفيلسوف الألماني أودو ماركفارد، الذي ما برح يتساءل: ماذا تنفعنا الحقيقة إذا صنعت منا عبيدا؟ فالوحدانية في نظره تتعارض مع الحرية، لأنها لا تسمح سوى بحقيقة واحدة وتاريخ وحيد، في حين أن تعدد الأديان هو من يحترم فردية الإنسان، ويؤسس لها. إذ كما يقول في "سولا ديفيزيوني":"فصل السلطة داخل المطلق، هو من يمنح الإنسان حريته، ومن يسمح له بتحقيق ذاته كفرد".

اختزال مشاكل العالم في الدين

غير أن أدونيس لا يرى أن مشكلة الدين تكمن في التطبيق، بل إنه يؤكد على أن المشكلة تكمن في الدين نفسه، مؤكدا بأن الحقيقة تاريخية وليس سجينة نص أو معتقد. لكنه أشار إلى أنه لا ينتقد سوى الدين الذي يتخطى الفرد ليفرض نفسه على الجماعة، وليحتكر الحقيقة لنفسه:"حين يتحول الدين إلى مؤسسة أو سلطة، حين يحشر الإله نفسه في العالم يتحول إلى مشكلة".

يرى أدونيس بأن الأديان الوحدانية شاخت، ولا يمكن حل مشكلات عالم اليوم، إلا بإعادة النظر جذريا في الرؤية الوحدانية للإنسان والعالم، معرجا على واقع المجتمع العربي المعاصر، المحكوم بالرؤية الوحدانية، شاهدا حيا، على عبث المطلق بالحياة، والديني بالدنيوي، والماضي بالحاضر، ونتيجة طبيعية لثقافة الاستسلام لاجتهاد السلف.

كان أدونيس منسجما مع أطروحاته السابقة في أطروحاته حول الوحدانية، ولم يتوقف عن ممارسة سياسة "المحو"، "أمحو وجهي، أكتشف وجهي". فالابن لا يتحرر إلا إذا قتل أباه، على حد تعبير فرويد. لكن قد ننظر اليوم إلى أطروحات أدونيس، كنوع من التفكير المتقادم، المسكون في اللاوعي بالدين، أو الوجه الآخر للحقيقة الدينية. فنبرة المحاضرة الوثوقية، ونظرتها الثقافوية، التي تختزل مشاكل العالم في الدين، ورفضها المطلق لكل ما هو ديني، لا يمكنها أن تؤسس للتعدد وقد تؤسس لتطرف آخر في اتجاه، قد يكون صحيحا وقد لا يكون.

رشيد بوطيب
حقوق النشر محفوظة: قنطرة 2008


قنطرة


أزمة المثقف العربي اليوم:
فوبيا سلطان الحكم والدين
لماذا لم تظهر شخصية شبيهة بأندريه سخاروف بين العرب خلال العقود الماضية، منذ تبلور النظم السلطوية الحديثة في المجتمعات العربية؟ هذا السؤال يطرحه خبير دراسات الشرق الأوسط عمرو حمزاوي في سياق كتابته عن وفاة المفكر هشام شرابي.

محمد أركون:
ناقد معاصر للعقل الإسلامي
إصدار جديد للباحثة الألمانية أرزولا غونتر يتناول المنظومة الفكرية وسيرة حياة المفكر الجزائري المقيم في فرنسا محمد أركون. مراجعة برهان شاوي

أولية النقد الذاتي الإسلامي
تناقضات العالم العربي والإسلامي
يرى طارق رمضان، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة فريبور السويسرية، أنه بدلا من إلقاء اللوم على الغرب يتوجب على المسلمين البدء في عملية نقد-ذاتي وذلك من أجل الدخول في عملية تجديد ضرورية.

6 - يوليو - 2009
لغة الشعر
تنديد    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

أوراق حضارية

رداً على تصريحاته المتعلقة بالثوابت الإسلامية

جمعية العلماء المسلمين تندد بتصريحات أدونيس

image
الشيخ عبد الرحمان شيبان
استنكرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بشدة التصريحات التي أوردها الشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر، الشهير بأدونيس، حول قضايا متعلقة بالثوابت الإسلامية والقرآن والسنة، على أساس أنها تصريحات تصب في خانة "الطعن في التعاليم الإسلامية الصريحة قرآنا وسنة".
  • وأوضح الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس الجمعية، في بيان تلقت "الشروق" نسخة منه، أن  ما قام به الشاعر أدونيس هو "تجريح سافر، ساخر، في علماء الإسلام وفقهائه المجتهدين القدماء والمعاصرين"، معتبراً أن دعوته المسلمين للتخلي عن دينهم بمثل قوله "إن طريقة النهضة لا يتقدم بنا ـ كمسلمين ـ إلا إذا أحدثنا قطيعة تامة مع تراثنا الديني، وتبنينا منظومة فكرية حداثية ترفض تقديس المقدسات الإسلامية"، وقوله إن "العودة إلى الإسلام تعني انقراضنا الحضاري"، وقوله في المرأة إنها "لا وجود قانوني لها في النص القرآني وأنها ليست حرة ولا هي سيدة مصيرها"، وأنها "أداة لإشباع غريزة الرجل"، أن كل ذلك يُعد من "أراجيفه الوقحة"، حسب البيان.
  • وأبدى رئيس جمعية العلماء المسلمين استياءه في البيان الذي عنونه بقوله "يا للهوان والصغار"، حيث قال: "لا يسعني إلا أن أصرخ بملء الفم ـ رثاء للجزائر التي استهان بها بعض ضيوفها المسجلين الذين لا يتحرجون من شتمها في عقر دارها، وعلى منابرها، في أغلى قيمة روحية تعتز بها، وتحيا بها ولها، ألا وهي الإسلام الحنيف"، وأردف أنه يصرخ قائلاً: "يا للهوان والصغار، شاعر إباحي ملحد يُدعى بغير اسمه ولقبه، شعره بلا روح ولا نغم، يتطاول على الإسلام وعلماء الإسلام في أرض الجهاد والاجتهاد، أرض المليون ونصف المليون شهيد".
  • وحاضر أدونيس في المكتبة الوطنية بالإضافة إلى محاورته في "منتدى الشروق"، حيث أعلن قناعاته المتعلقة بقضايا التراث والدين والحداثة وشروط النهضة وواقع المرأة في البلدان الإسلامية، وهي آراء نشرها من قبل في كتبه واستدعت كثيراً من الردود بسبب تطرفها وإغراقها في نزع التقديس عن المقدسات الإسلامية، إلى درجة جعلت كثيراً من المفكرين الإسلاميين يحكمون عليه بالكفر والردة.
  • وسبق للمكتبة للوطنية أن استضافت عدداً كبيراً من المفكرين والباحثين والأدباء من مختلِف المشارب والتوجهات، كما قامت بتكريم بعض المشايخ وأقامت أياماً دراسية خاصة ببعض علماء الجزائر والشخصيات الوطنية لإحياء مآثرهم وتخليد ذكراهم. 

6 - يوليو - 2009
لغة الشعر
لاريب في أدونيس ولا مدافع !    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم

يقول (أدونيس) في ديوان له صدر عام 1961م :
(لا الله أختار ... ولا الشيطان .. كلاهما جدار ، كلاهما يغلق لي عيني ، هل أبدِّل الجدار بالجدار) !
تعالى الله عما يقول هذا الظالم علواً كبيراً ..
ويقول في كتابه (زمن الشعر ) ص156 : (من أعقد مشاكلنا مشكلة (الله) وما يتصل بها مباشرة في الطبيعة وما بعدها).
ويقول في ديوان : (أغاني مهيار) ص 49 (اعبر اعبر .. فوق الله والشيطان) !
أما كتابه (مقدمة للشعر العربي) فيقول فيه في ص 131 :
(الله في التصور الإسلامي التقليدي نقطة ثابتة متعالية ، منفصلة عن الإنسان ، لكن التصوف على مذهب الحلاج طبعاً ذوّب ثبات الألوهية .. أزال الحاجز بينه وبين الإنسان ، وبهذا المعنى قتله أي الله وأعطى للإنسان طاقاته) !
ويقول ذلك الصنم في مجموعته الشعرية (3/ 150) :
( يا أرضننا يا زوجة الإله والطغاة) ..
ويقول فيها ( 3/217- 21 : ... (الله يحل في كل شيء ! خلق الضد ليدل على المضدود ، حل في آدم وفي إبليس) ! !
ويقول فيها (1/121) : (أشعلنا الشمع وصلينا ... وتمنينا .. فرأينا الله بلا ميعاد) !
ويقول في تلك المجموعة أيضاً (1/304) : نمضي ولا نصغي لذاك الإله ، تقنا إلى
رب جديد سواه) ! ! !
سبحان الحليم الصبور ، على كل شيطان كفور .

6 - يوليو - 2009
لغة الشعر
المعاني والدلالات    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

اليقين: الموت
·      عِلْم اليقين: كالعِلم بوجود الكعبة.
·      عين اليقين: كرؤية الكعبة .
·      حق اليقين: كالدخول في الكعبة .
الأمة:
·      " كان الناس أمة " ؛ أي: جماعة .
·      "إن إبراهيم كان أمة " ؛ أي: قدوة .
·      "إنا وجدنا آباءنا على أمة " ؛ أي: طريقة أو شريعة
·      " وادّكرَ بعد أمة " ؛ أي: تذكّر بعد نسيان أو بعد مدة من الزمن
الكفر:
·      " إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون : (كفر حقيقي).
·      " ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض " (يتبرأ بعضكم من بعض).
·      " قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " (أم أجحد).
·      " وفعلتَ فَعلتَكَ التي فعلتَ وكنتَ من الكافرين " (من الجاحدين لأنعمنا...) .
 

6 - يوليو - 2009
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
الإنسان والشيطان والقرآن    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم


الإنسان
مِن قعر الهوَّة سُمِع صوت إنسان صارخًا مستنجدًا..
ضاع قلبي، مَنْ على قلبي يَدُلُّني؟
تاهَ روحي، مَنْ على روحي يرشدني؟
وعلى نفسي بكتْ نفسي، فَمَنْ يمسح دمع نفسي؟
وعلى لوعتي ناحَتْ لوعتي، فَمَنْ يُهَدْهِدُ نَوْحَ لوعتي؟
وكُرْبَتي هَاجَتْ أَنَّتي، فَمَنْ يسمع أَنَّتي ويُفَرِّجُ كربتي؟
ويَومي لَقيط بين الأيام لا هوية ولا نَسَب، فَمَنْ إليَّ يردُّ هويتي وإلى نسبي يَنْسُبُني؟..
نومي أرق، وليلِي قلق، وفي جنبيَّ وخزات محرقات جائحات... وأنا شبح شاحب تطويني الغواسق، والليالي الكوالح، تائهًا كملاَّح يقود حُطَامَ سفينته إلى شاطئٍ بعيد المنال يغشاه الضباب والسراب والتوجس والخوف!..

الشيطان
ويحك يا إنسان.. ما أشقاك وأتعسَك.. صوت عذابك صَكَّ سمع الأرضين السبع، وعَويلك هَزَّ -في الأسافل- الظلمات من تحت أبِينا المبَجَّل "إبليس".. ما خَطْبك؟! وأيُّ داهية دهياء حلَّتْ بك وقلبتْ كيانك؟!
تلتمس قلبك فلا تجده.. حسنًا لا تفزع.. هو عندي وبمعيّتي، ناديتُه، أغريتُه، فأتاني على عجل.. وعلى عجل أبحرتُ به إلى عوالمي الشيطانية لأُسَلّيَهُ وأُنسِيَهُ هَمَّ نفسه.. فسقَيتُه من كؤوسي، وأَكْرَعْتُهُ من شرابي.. حتّى دار عقله، وانتشى لُبُّه، وغاب عن نفسه، وضلَّ عن ذاته.. ولقد اقتحمتُ جُمجُمَتَهُ وهالني ما تزدحم به من عظيم الفِكَر.. وبنفخة واحدة طار كل شيء وصارتْ فارغة تعصِف بها الأهواء.. لقد مررتُ بكل الأزمنة، والْتقيتُ "الإنسان" في كل مكان، ولم أدهشْ لشيءٍ دهشَتي للفِكْر المستولي على القلب البشري كيف يتحول إلى شعلة متوقدة في دم الحضارات، وكيف يغدو معراج ارتقاء وسُلَّمَ سُمُوٍّ للإنسان.. فحزَّ ذلك في نفسي، فشققتُ الأرض عويلاً وصراخًا، وأسرعت أطوي بحار الظلمات حتى لحقتُ به، وسلبتُه كُلَّ فكرٍ مُضْنٍ، وأبدلته عن ذلك حَشْوًا هائلاً من ترهات الفِكَر التي لا تشحذ ذهنًا، ولا تضيء وجدانًا!.. فبَعد كُلِّ هذا الذي فعلتُه لقلبك -يا إنسان- تتهم محبتي لك، وإخلاصي من أجلك؟.. فما أَقَلَّ وفاءَك، وأكبر غدرك!..

القرآن الكريم:
يا إنسان!.. يا موضع نظر آياتي، يا قطعةً من روح كلماتي، يا قلبًا نازلاً من فوق سبع سموات، يا مأوى حكمتي، يا نجم سمائي، يا مقيمًا في ثنايا ضميري.. باسمك دعوتُ، وأبوابي لك فتحتُ، والأبديةَ إليكَ أَزْجَيْتُ، وأقباسًا من روحي في روحك أشعلتُ، ولغتي لك ضَوَّأْتُ، وأزليتي لك أَقْرَأْتُ!..
مَحَضْتُكَ قلبي ليخفق في قلبك، وأَعَرْتُكَ عيني لتنير في عينك.. فاسْتُرْ شَجْوَك، وَاكْتُمْ وجَعَكَ.. فقلبك السليب آيب، وروحك الشريد إليك عائد.. لا تخفْ، ولا تَذُبْ أَسًى وحسرةً، فَلَنْ تموتَ روحك ولو باتَتْ تتعذَّبُ ألفَ سنة في جحيم الشيطان.. ولن تصهر النيران جوهر ذاتك ولو سلَّطَ عليه الشيطانُ كُلَّ شواظات ذهنه الجهنّمي.. يخطئ اللعين إذا هو ظنَّ أَنَّ الهلاك مقدور لك ولا مناص لك منه!..
عُدْ إليَّ -يا إنسان- فأغمرك بنوري، وأجلببك بحبوري، وأنشر عليك رحمتي، وأرتفع بروحك، وأسمو بعقلك، وأُرْهِف حِسَّك، وأُهَذِّب شعورك، وأُحرّرك من قَيْدَي زمانك ومكانك، وأنقذك من الفناء، وأصِل حَبْلك بحبل البقاء، وأَسْتَلكَ من العدم، وأهديك الوجود، وأخلّصك من الزوال، وأدفعك إلى الخلود.. وأجعلك كونيَّ السَّعَةِ عَالَـمي النظر، إنسانـيَّ النـزوع، عظيم النفس، أخلاقي السلوك، مُتَجَدِّد الذَّات، لا تَتَعَتَّق أبدًا، ولا تتقادم سرمدًا.. شبابك دائم، وروحك لا تشيخ، وقلبك لا يَبْلَى!..
--------------------------------
(*) كاتب وأديب عراقي : جزاه الله خيراً.

6 - يوليو - 2009
القــرآن الكـريم كاملاً للجوال والكمبيوتر بصـوت 25 قـارئ فلا تترددوا بالتحميل أحبائي
الألوان (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الألوان والإنسان

العدد: 2 (يناير-مارس) 2006
 
مليح مرد / علم النفس
 
 
 
 
يكشف لنا النور حين يلامس أي شيء عن عالم من الألوان. حينئذ يكتسب أثاثنا الخالي من الحياة معنى جديدا وتسري روح الحياة في الأرفف البنية، والمنضدة الرمادية، والأكواب الخضراء، والبسط والمفارش والستائر؛ حتى حقول القمح التي تكتسي باللون الأصفر وقت الحصاد والجرار الفخارية الزرقاء؛ والملابس التي تستر أجسادنا، والأشجار الخضراء الزاهية التي تحيط بها البنايات وتظللها السماء الزرقاء... كل هذا يصبح أكثر بهاء وحيوية حين تزينه الألوان.
فلنرتحل إذن عبر عالم الألوان الرائع؛ فخلف كل لون قصة، بعضها جميل تستبين العيون الباصرة الحقيقة فيها، بينما ترى عيون أخرى فيها روح الشحناء والبغضاء وكل آفات النفس البشرية. لأجل هذا نستطيع القول إن الألوان تحمل المشاعر المتناقضة، فهي تحمل مشاعر الأمل واليأس، وترمز لمفاهيم الإثم كما ترمز لمفاهيم البراءة، ولذا يساء استخدامها حينا ويُضحَّى بها حينا آخر، يفضّل بعضها ويزدرى البعض الآخر.
فاللون يُعرَف بأنه ظاهرة من النور أو الإدراك البصري يمكّن المرء من التمييز بين الأشياء التي لولا هذا اللون لكانت متطابقة. ولكونها إحدى الخصائص التي تمكننا من تمييز الأشياء، تعد الألوان معنى من معاني الحياة. وعليه، فإن قلنا إن الحقيقة تتداخل مع الحياة كان لنا أن نقول إنها -أي الحقيقة- تُرى من خلال الألوان المختلفة.
أثر الألوان على الإنسان
ربما يكون ذلك التجاوب النفسي والمبهج الذي تثيره الألوان هو أهم أثر لها في الحياة اليومية وهو ما يعرف بالإدراك النفسي، فضلا عن آثارها في حياة الفن، الموضة، التجارة والانفعالات النفسية والعاطفية.
على سبيل المثال تعتبر الألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر والبني ألوانا ساخنة، بينما تعد الألوان الأزرق والأخضر والرمادي ألوانا باردة.
من هنا قيل إن الألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر تثير البهجة والشهية وتدفع الإنسان نحو العدوانية، بينما تدعو الألوان الأزرق والأخضر إلى الحس بالأمان والهدوء والسلام. أما الألوان البني والرمادي والأسود فهي تثير الحزن والإحباط والقنوط. وبالرغم من هذا فيمكننا القول بأن هذه المفاهيم ما زالت فردية وتختلف من فرد لآخر.
فالسن والحالة المزاجية والصحة النفسية إضافة إلى عوامل أخرى تؤثر على إدراكنا للألوان. فالأشخاص الذين يشتركون في صفات فردية مميزة غالبا ما يشتركون في إدراكهم للألوان وتفضيلهم لبعضها على بعض. ولنضرب مثلا على هذا بالأشخاص المصابين بانفصام الشخصية (الشيزوفرانيا)؛ حيث يقال إن لديهم إدراكًا غير طبيعي للألوان؛ وكذلك يفضل الأطفال في مرحلة تعلم التمييز بين الألوان اللونين الأحمر أو البرتقالي.
ويؤكد الأطباء النفسيون أن تحليل استخدام المرء للألوان وتجاوبه معها يكشف لنا معلومات نفسية وثيقة الصلة بالتحليل النفسي؛ بل يذهب البعض منهم إلى أن بعض الألوان لها آثار علاجية لبعض الإعاقات النفسية والجسدية.
ففي الصين والهند واليابان تستخدم الألوان في الطب البديل، فيعتبر اللون البرتقالي مفيدا في حالات الاكتئاب، والأصفر لمرضى السكر، والأخضر للمصابين بالقرحة والخمول الروحي، والأزرق البنفسجي لمرضى الصرع.
ما يهمنا هنا هو العضو الجسدي الذي يستقبل اللون مثل العين ومراكز الإحساس في البشرة.
فطول الموجة الخاصة بكل لون يحمل وينقل الطاقة إلى العضو الجسدي الذي يحوي ذلك اللون، وتقوم تلك الطاقة بإزالة الاضطرابات الجسدية والنفسية.
فالأشعة الملونة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، لذا تتم معالجة العلل المختلفة بأشعة متنوعة الألوان لتنوع تأثيرها ولتعدد درجاتها.
وعلى الرغم من أن هذه الفوائد الطبية مازالت قيد البحث فإن الألوان تحدث رد فعل جسدي ونفسي محدد وواضح؛ فالغرف والأشياء ذات اللون الأبيض وتلك التي لها ظلال خفيفة لألوان "مبهجة" ربما تبدو أوسع من تلك التي طليت بألوان داكنة أو "دافئة". وكما يعلم المصممون ومهندسو الديكور فإن الألوان الداكنة لها أثر تقليصي؛ فالحجرة المبهجة التي تطلى باللون السماوي تحتاج إلى تثبيت منظم أضواء، أعلى من الحجرة المطلية بلون برتقالي باهت حتى يمكن الحصول فيها على نفس درجة الإحساس بالدفء.
ويعاني الأفراد الذين يتعرضون لألوان غير عادية منبعثة من مصادر خاصة من صداع واضطرابات عصبية؛ بل إن الأطعمة التي يتم تقديمها في هذا الجو ربما تصيب الانسان بالتقزز والمرض.
وعلى النقيض نجد ألوانا أخرى تدعو إلى البهجة؛ فحينما يتعرض المرء للون مبهج بعد تعرضه للون آخر داكن يزداد لديه الشعور بالسعادة بدرجة أعلى مما لو كان قد تعرض مباشرة للون مبهج فقط، ويعرف هذا الأمر بتطوير التباين المؤثر.
كيف يرى الناس الألوان؟
بعض اللغات لا تحوي كلمات منفصلة تعبر عن الألوان الأخضر والأزرق والأصفر والبرتقالي؛ بينما يستخدم الإسكيمو 17 كلمة لوصف اللون الأبيض الذي يصفون من خلاله درجات الثلج المتنوعة. وتُظهِر لنا مقارنة مصطلحات الألوان وجود نماذج خاصة؛ فكل اللغات تحوي أسماء محددة للونين الأبيض والأسود؛ وإذا قمنا بتمييز لون ثالث سنجده الأحمر يتلوه الأصفر أو الأخضر ثم تليها بقية الألوان.
والألوان هبات ومنح ولا يجب أن تكون سببا للتشرذم. يوضح لنا عالم الاجتماع "أورخان كول أوغلو" أن أتباع المذاهب والسياسات المختلفة يختارون ألوانا مختلفة؛ ففي البلقان مثلا يعتبر اللونان الأبيض والأزرق ألوانا يونانية حيث يحوي العلم اليوناني اللونين الأبيض والأزرق. أما اللونان الأحمر والأسود فغالبا ما يرتبطان بالصراع السياسي والاجتماعي؛ فقد ظل الأحمر لعدة سنوات رمزا للعنف والقتل والظلم والإرهاب ومعاداة الديمقراطية. وبتعبير آخر يعني الأحمر وجها مملوءا بالغيظ (أحمر الوجه) أو دمويا (عينان دمويتان).
أما في مجال السياسة فيشير اللون الأحمر إلى الإثارة أو الدفع نحو تغيير اجتماعي سياسي جذري مصحوبا بالقوة كما هو الحال في الثورة الحمراء وأيّ شيء آخر يتصل بالشيوعية مثل المربع الأحمر الخاص بالاتحاد السوفيتي السابق. بل يوجد في العالم جيشان أحمران؛ الجيش السوفيتي الذي أسس عقب ثورة 1917، والجيش الأحمر الياباني الذي أسس عام 1969، وعرف أولهما بقوانينه ونظمه الصارمة مثل معاقبة بعض الكتائب بإرسالها في موجات انتحار جماعية، غير أن مجموعة من القوانين الجديدة سنت عام 1960 خففت من حمرة الجيش السوفيتي؛ أما الثاني فهو عبارة عن منظمة إرهابية يابانية صغيرة بقيت ناشطة حتى 1990.
أما الألوية الحمراء الإيطالية وهي منظمة إرهابية يسارية متطرفة فقد اختارت اللون الأحمر والعنف، في سعيها لتهيئة إيطاليا في السبعينيات لثورة ماركسية؛ كما اختار الثوريون الصينيون الذين سعوا لإنهاء الثقافة التقليدية الصينية اللون الأحمر والعنف؛ وتابعهم الثوار الكمبوديون الذين يعرفون باسم "الخمير الحمر" والذين قاموا بقتل جيل بأكمله أو ما يقارب المليون ونصف المليون نسمة من السكان البالغ عددهم 5.7 مليون نسمة في فترة حكم امتدت لثلاث سنوات ونصف فقط.
أما اللون الأسود فهو يستخدم للإشارة إلى الأمور الثقيلة والخطيرة (مكيدة سوداء)، أو المتسخة والملوثة (أيدي سوداء)، أو المكر والخبث والشر (أفعال سوداء)، أوالأشياء ذات الأثر السلبي (علامة سوداء في سجل المرء)، أو الأمور الغيبية أو الشيطانية (سحر أسود)، أو الأحداث والمشاعر الحزينة واليائسة والمصائب (اليأس الأسود)، أو الجوائح (السبت الأسود)، أو العداوة والغضب والتجهم (الحقد الأسود)، أو الأمور المشوهة والسخرية الشاذة (الفكاهة السوداء)، أو عمليات الاستخبارات السرية (المهام الحكومية السوداء).
يقول طبيب علم النفس الاجتماعي "إبراهيم بالي أغلو": "على الرغم من أننا نربط الأسود بمعان سلبية فلا يمكن أن ننكر أنه يمثل الجدية والاحترام والنبل. فهناك مواطن لا يعد فيها اللون الأبيض الذي هو لون الطهر لونا مناسبا. ولابد أن تستخدم الألوان مع درجاتها وتجميعاتها المناسبة".
ويرى الطبيب نفسه أن من المنطقي ربط الأبيض بالمفاهيم الإيجابية والأسود بالمفاهيم السلبية: "الأبيض والأسود كالليل والنهار، فبينما يثير سواد الليل الذعر
في القلوب يشيع ضوء النهار فيها الطمأنينة والسكينة، كما أن عتمة الليل تخفي الألوان بينما يظهر النهار بريقها. والناس بطبيعتهم يميلون لحب الضوء وألوانه الساطعة، كما أننا نستخدم الضوء الأبيض في علاج الاكتئاب. واهتمام المرء بالألوان الداكنة يعطينا مفتاحا لمزاج هذا الشخص، بينما ارتداء المريض لملابس بيضاء يعطينا انطباعا أنه آخذ في التحسن".
ويسجل لنا التاريخ أن جماعات مثل "جماعة اليد السوداء" و "جماعة الأوجه السوداء" و"جماعة الستر السوداء" دأبت على العنف والتخريب. وتعد جماعة الستر السوداء التابعة للزعيم الفاشي موسوليني أهمها على الإطلاق. فبعد طرد هذه الجماعة على إثر انقلاب عام 1943 تجنب الناس ارتداء القمصان السود.
أما
اللون الأبيض فهو يعني الخلو من الألوان، كما يعني الضوء أو الشحوب (شعر أبيض، شفاه بيضاء، أيْ من الخوف)، كما يعني الخلو الانحراف الأخلاقي، ويحمل معنى بريء أو عفيف (زواج أبيض)، ومعنى غير ضار (كذب أبيض وسحر أبيض)، كما يشير إلى الأشياء السعيدة أو الأثيرة لدى المرء (أيام الحياة البيضاء)، ويعني أيضا المحافظ سياسيا أو الشعب التقليدي الذي يقوم بإجراءات ثورية مضادة (إرهاب أبيض).
وفي مجال الموسيقى يرتبط الأبيض بجودة النغمة الموسيقية المتميزة بنقاوتها وخلوها من التردد والاهتزاز.
أما
اللون الأخضر فيحوي معنى الرحمة واللطف والاعتدال (شتاء أخضر-معتدل)، ومعنى الجاذبية والبهجة، ومعنى الشباب والحيوية وعدم النضج أو الاكتمال (تفاح أخضر)، وكذلك معني الجدة. وفي المقابل قد يعني شيئا له مظهر باهت ومريض أو شخص حسود (اخضرّ من الحسد)، كما يشير هذا اللون إلى الحركات السياسية المناصرة للبيئة (السلام الأخضر)، أو الأفراد الذين يعملون من أجل الحفاظ على البيئة (حزب الخضر).
أما
الأصفر فهو يرتبط بمواد الفضائح المثيرة والأخبار المزيفة (الصحافة الصفراء)، كما يشير إلى الجبن (شيء من الجبن في شخصية الرجل).
أما اللون
الزهري فيعني أن الشخص راديكالي معتدل يحمل رؤى اشتراكية سياسية كانت أو اقتصادية، كما يعني أيضا الإثارة العاطفية (زهري مبهج).

6 - يوليو - 2009
أما آن أن نقف على رؤوسنا ؟!
الألوان (2)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هل للأمم ألوانها الخاصة ؟
المناسبة بين الألوان وتفضيل بعضها على بعض وما تمثله بعض الألوان من معان، فضلا عن الجوانب النفسية للألوان، كلها أمور خاصة بكل أمة وتختلف باختلاف الزمان والمكان. فالأمريكان واليابانيون مثلا يحملون نفس المفهوم حول الألوان الساخنة والألوان الباردة. وعلى الرغم من هذا يرى اليابانيون أن الأزرق والأخضر ألوان طيبة والبرتقالي والأحمر الأرجواني ألوان سيئة، في الوقت الذي يرى فيه الأمريكان الألوان الأخضر والأصفر والأحمر ألوانا طيبة ويضعون البرتقالي والأحمر الأرجواني في مصاف الألوان السيئة. وبينما يمثل اللون الأسود لون الحزن في الغرب يستبدل به الأبيض أو الأرجواني أو الذهبي في بعض الثقافات الأخرى.
ويذهب "أورخان قورال" إلى أن المجتمعات تميل لاستخدام الألوان التي تتسق مع معتقداتها وثقافتها. ففي جزر بانجي الإندونيسية يعتقد المواطنون أن أسلافهم وصلوا إلى المكان في زوارق بُنّيّة اللون. ولذا فهم يبنون بيوتهم على هيئة زوارق طليت باللون البني، بل يذهبون إلى حد التضحية بحيوان عجل البحر لتعليق رأسه على المنازل كي يزيدوا في زخرفتها، ويرتدون اللون الأحمر في أثناء الجنائز حيث يشيع هذا اللون في ثقافتهم وتمتلىء الشوارع بالمشيعين الذين يتشحون باللون الأحمر.
أما في منغوليا فيشيع اللون الأخضر حيث يحب السكان الطبيعة والحيوانات، وفي جواتيمالا أجبر المحتل الأسباني كل قبيلة من السكان الأصليين على ارتداء لون معين كي يستطيع تمييزهم. وكأن الناس أحبوا هذا الأمر وقبلوه، فما زال الأمر ساريا حتى اليوم. أما مدينة فارانسي الهندية ونهر الجانج فهما يذكران المرء باللون البرتقالي على حين يذكرك تاج محل باللون الأبيض.
وتقول "نوّال سَوِينْدي" التي عاشت في إيران لفترة: "إن الإيرانيين يرون أن اللون الأسود لون شريف"، وترى "نوال" أن الإيرانيين والغربيين كذلك يرون اللون الأسود رمزا للحداد؛ ويتشح الإيرانيون باللون الأسود لتذكر أئمتهم، بينما يرتدي الغربيون السواد في جنائزهم لتذكر قديسيهم.
وتستطرد سويندي: "يبدو أن الإيرانيين يرتدون ثياب الحداد على الدوام فكربلاء تعيش داخلهم. أما الأتراك فلا يعدون اللون الأسود لونا حزينا. لذا فهم يرتدون ثيابا عادية أثناء حضور الجنائز لأنهم ينظرون إلى الموت كجزء لا يتجزأ من الحياة.
أما اللون
الأحمر فهو عند الإيرانيين لون العار، وأما في تركيا والصين والهند فيعد الأحمر لون الزفاف حيث ترتدي العروس خمارا أحمر على رأسها عشية زفافها وتحيط خصرها بحزام أحمر اللون يوم الزفاف؛ كما تضع المرأة ساعة الولادة أيضا شريطا أحمر اللون كإشارة إلى أنها على عتبة مستقبل جديد مليء بالثراء والغنى.
أما الأفارقة والآسيويون فهم يحبون ارتداء الألوان المتعددة، وأرى أن هذا يرجع إلى طبيعة البلاد التي يقطنونها حيث الطبيعة والجو المشمس الساطع الذي يؤثر على أرديتهم وأمزجتهم.
أما اللون
البنفسجي
فهو لون الإمبراطورية البيزنطية حيث كان الإمبراطور وحده هو من يرتدي هذا اللون، وحتى بعد موت الإمبراطور بنيت مقبرته من حجارة بنفسجية اللون. وأظهرت حفريات تيومولوس بمدينة "تكيرداغ" في تركيا أن الإسكندر الأكبر كان يرتدي غالبا اللون القرمزي. وربما يكون هذا هو السبب وراء تفضيل أباطرة الدولة البيزنطية هذا اللون بدرجاته المختلفة.
هل للأديان ألوان؟

يجاب عن هذا السؤال بـ"نعم" و"لا" في الوقت نفسه، فالمسلمون مثلا يفضلون اللون الأخضر حيث تغطى قبورهم وأضرحتهم بأردية خضراء، كما يَشيع اللون ذاته في مساجدهم. ومن المعلوم أنه ليس للإسلام لون خاص؛ وربما يربط بعض الناس بين الإسلام واللون الأخضر حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب اللون الأخضر، فهو يريح العين ويرتبط بالطبيعة. لكن الحقيقة هي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن يرتدوا ما صفا لونه وخلا من الدنس وأراح العين.
ونرى القساوسة الأرثوذكس الشرقيين يتشحون بالسواد ويضعون غطاء رأس أسود اللون، بيد أن هذا الأمر ربما ليس له أيّ مغزى ديني، إلا أن رجال الدين والراهبات الكاثوليكيين ربما يفضلون اللون الأسود لبساطته ووقاره.
وبعض الرهبان البروتستانت (مثل اللوثريين-أتباع مارتن لوثر) يرتدون اللون الأبيض أو الرمادي ربما كردّ فعل ضد الكنيسة الكاثوليكية؛ كما ترتدي بعض الجماعات اليهودية المتشددة المعاطف السوداء الطويلة والقبعات السوداء عادة في أثناء المناسبات الدينية أو الأحداث الهامة ليدلوا على أهمية الحدث.
تستخدم الألوان في أغراض شتى تتنوع ما بين الطب والفن والسياسة والأنثربولوجيا. والألوان جزء لا يتجزأ من الحياة، ولا يهمنا كيف تستخدم الألوان، فأفضل استخدام لها نستطيع أن نراه في صنع الخالق العظيم سبحانه.
الترجمة عن الأنكليزية: بهاء الدين إبراهيم نعمة الله.
--------------------------------
(*) كاتب و باحث تركي

6 - يوليو - 2009
أما آن أن نقف على رؤوسنا ؟!
أزهر وزهراء    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

                               أزهر وزهراء
يقال : زَهَرَ زَهَراً وزَهارةً وزُهُورةً : حَسُنَ وابْيَضَّ وصَفَا لونُه  فهو أزهرُ وهي زهراءُ .
والأزهر : كل لون أبيضَ صافٍ مُشرِقٌ مُضيء.
ويقال للقمر ليلةَ النصف : أزهرُ . وليوم الجمعة : يومٌ أزهرُ . ولِلَيلَة الجمعة : ليلة زهراءُ .
ومثنى ( الزهراء ) : الزهراوان.
والزهراوان : سورتا البقرة وآل عِمران من القرآن الكريم .
والزهراء : لقَبُ السيدة فاطمةَ بنتِ رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم . و ( أل) كمالية .
وزهرة الدنيا : بهجتُها ومتاعُها .
والزهرية : وِعاءٌ من خَزَف ونحوِهِ ، يُوضَعُ فيه الزهر ؛ للزينة .
وماءُ الزهر : رائحةٌ طيّبة تُخرَجُ من زهر النارُنج .

7 - يوليو - 2009
استراحات
سروري    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

مفاجأة
تعليم اللغة العربية لغير أهلها

7 - يوليو - 2009
(لا) أداة للتأديب والتعليم وليس للعقاب
...وشاوِرْ لبيباً ولا تعصِهِ * ....    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

المشورة
إن عدم المشورة يعني الاستبداد ، والعمل بالرأي الواحد مذموم ولو بلغ صاحبه ما بلغ من الكمالات والمعارف .
والشورى وصفٌ يعمّ كل المسلمين ، قال تعالى " وأمرُهُم شورى بينهم " ( الشورى /38) .
وبهذا الشمول جاء الأمر للرسول الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، بمشاورة أصحابه :
" وشاورْهْم في الأمر " ( آل عِمران/159).
وإن أصالة مبدأ الشورى في التكوين البشري من أعظم الطرق لتحصيل المصالح ، وتجنب الأخطار فيها ، وبه ينجو الضعف الفردي ، وتزداد الخبرة والإحاطة بالأمور.
لقد كان رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول لوزيريه أبي بكر وعمر :
" لو أنكما تتفقان على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبداً ".( مسند أحمد 4/227 ، وابن حَجَر في الفتح 13/340 و341) .
وقيل في الأثر : " ما تشاور قوم ٌ إلا هداهم الله لأرشد أمورِهِم " ( بهجة المجالس لابن عبد البَر2/451).
وقد قيل : " اضرِبوا الرأي بعضَه ببعض يتولَّدْ منه الصواب ، وتجنبوا شدة الحزم ، واتّهموا عقولكم ؛ فإنّ فيها نتائج الخطأ وذم العافية ". ( بهجة المجالس 2/456).
قال عبد الملك بن مروان : " لَاَنْ أخطِىءَ وقد استشرتُ أَحَبُّ إليّ مِن أن أصيبَ من غير مَشُورة " ( بهجة المجالس 2/457).
 أما المستشار فينبغي أن يكون عالماً دقيقاً ، صاحب خُلُق ، يخشى الله ، وصاحب عقل وسداد رأي ، ولهذا قيل : " استشِرْ عدوك العاقل ، ولا تستشر صديقك الأحمق " .
قال الحسن البصري : " أرى ألا تستشيروا المشركين في أموركم وألا تأخذوا برأيهم " ( بهجة المجالس 2/459) .

7 - يوليو - 2009
استراحات
 159  160  161  162  163