الرأي والرأي الآخر ! ( من قبل 5 أعضاء ) قيّم
تعقيب على مقالة " العلمانية ضرورة عربيَّة للسلم الأهلي " بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي www.alnahwi.com في كلمة السيد خالد الحروب ، الباحث الأردني الفلسطيني ـ جامعة كمبريدج ، في جريدة الحياة يوم الأربعاء 16/8/1428هـ الموافق 29/8/2007م ، بعنوان : "العلمانية ضرورة عربيَّة للسلم الأهلي " ، في هذه الكلمة كشف الكاتب عن عدد من نواحي الخلل في واقعنا اليوم ، وأحال ذلك كله إلى ما أسماه تسييس الدين ، ورأى بعد ذلك أن العلمانية هي الحل والضرورة للتخلّص من ألوان الصراع الملتهبة . النقطة الأولى هي أنه يحاول أن يتخلّص من الصراع المدوّي في منطقتنا ، ولكن الصراع في حقيقته ظاهرة بشريَّة في التاريخ الإنساني كله ، ولا يكاد يهدأ صراع لفترة من الزمن إلا وينشب صراع جديد ، وهكذا حتى يمكن القول إنَّ تاريخ البشرية هو صراع ممتدٌّ بأشكال مختلفة ، مع تغيّر المعتقدات والمبادئ . ولكن لم تعرف البشرية فترة سلم إلا مع الإسلام ، وبصورة خاصة أيام النبوة الخاتمة والخلفاء الراشدين . والنقطة الثانية هي حديثه عن الدين وإعطاء الدين مفهوماً من عنده ، من خياله ، لا علاقة له بحقيقة مفهوم الدين ، وإعطائه للسياسة مفهوماً من عنده كذلك، بصورة أصبح مفهوم الدين في كلمته وبحثه غامضاً ، ومفهوم السياسة أشد غموضاً ، فالنتيجة التي يصل إليها مضطربة لا تقوم على أسس . ولتوضيح مفهوم الدين يجب أن نفرّق بين كلمة " الدين " في اللغة العربية وكلمة " Religion " باللغة الانجليزية وما يشابهها من مرادفات باللغات الأخرى. فكلمة " دين " في اللغة العربية تحمل عدة معان أهمها : الجزاء ، العادة ، العبادة ، الطاعة ، الحساب ، الغَلبَة ، الاستعلاء ، السلطان ، الملك ، الحكم ، السيرة ، التدبير ، والتوحيد ، وجميع ما يُتعبَّد به الله سبحانه وتعالى ، وغير ذلك من المعاني الممتدة . وقد وردت كلمة " الدين " في كتاب الله سبحانه وتعالى تحمل معظم هذه المعاني ، وخاصة : الجزاء ، والسلطان والحكم والتدبير ...الخ . أما كلمة " Religion " فتعني حسب معظم المعاجم : معتقد يجمع بين النواحي الروحية عند الإنسان ، وربطها بقوة فوق الطبيعة ، ما يتبع ذلك من طقوس . وهذا هو المعنى الذي غلب على الفكر الأوروبي منذ العصور الوسطى وسيطرة الكنيسة الكاثوليكية بالمفهوم الذي اتفق عليه في مؤتمر " نيقية " ، المفهوم المبني على التصور الثلاثي المنحرف عن رسالة عيسى عليه السلام . ومع تطور الحياة الأوروبية ، وما حمل من صراع بين الكنيسة والسلطة الزمنية ، وبينها وبين العلماء والفلاسفة ، ظهر الفكر العلماني مصادماً لفكر الكنيسة التي انسلخت عن رسالة عيسى عليه السلام فكراً وطقوساً وعادات لم يأتِ عيسى عليه السلام بشيء فيها . فمن هذا الموجز السريع نجد أن هنالك فرقاً كبيراً بين كلمتي " الدين " و Religion" "، فرقاً بالمعنى المعجمي ، وفرقاً بالتاريخ لهذه اللفظة وتلك ! فكلمة " الدين " كما وردت في كتاب الله وفي المعاجم وفي الممارسة تحمل معنىً واحداً : يتمثل بنهج كامل للحياة ابتداء من الأمور الصغيرة في حياة الإنسان إلى الأمور الكبيرة كالحكم والسلطان ، والحياة الاجتماعية ، والتربوية ، والاقتصادية ، والسياسية والأدبية وغير ذلك . فالدين منهج عام للحياة كلها . لكنَّ هذا التصور لكلمة " الدين " ، التصور الذي كان يملأ قلوب المسلمين علماء وأدباء ومفكرين في مسيرة طويلة ، اضطرب واختلَّ في القرنين الأخيرين في العصر الحديث ، بعد أن غزانا الغرب بكل أسلحته الفكرية والمذهبية والأدبية والعسكرية ، فاختلطت كلمة " الدين " بمعناها القرآني بكلمة " Religion " وظلالها . وكلما نادت أوروبا بفصل الدين " Religion" عن السياسة وحصره في الكنائس ، انتقل هذا التصوّر الخاطئ إلى كلمة " الدين " في حياة المسلمين ، وغلب الجهل على قلوب الكثيرين ، وتسللت أفكار الغرب إلى الملايين من المسلمين ، حتى غاب التصور الحلق لكلمة " الدين " في الإسلام بأنها تعني المنهج المتكامل للحياة في جميع جوانبها : ( ....... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ........ ) [ المائدة : 3 ] فالإسلام هو دين جميع الرسل والأنبياء ، دين واحد في رسالات ربَّانيَّة متعددة ، فهو دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، ودين موسى ودين عيسى عليهم السلام جميعاً ، فقد كانوا جميعهم مسلمين ، وكذلك كان من آمن بهم واتبعهم ، وكان دينهم الإسلام وكانت رسالتهم ودعوتهم الإسلام . ومن الواضح أنَّه لا يعقل أن يبعث الله لعباده بأديان مختلفة يتصارعون عليها ، ثمَّ يحاسبهم يوم القيامة . فالله واحد ، والدين واحد ، دين الإسلام ، دين الله الذي خُتمت رسالاته كلها برسالة محمد r مصدّقة لما بين يديها من الكتاب ومهيمنة عليها ، لأنها الرسالة الخاتمة ، لتقدم للبشرية كلها منهجاً كاملاً متكاملاً متناسقاً للحياة كلها . إنَّما هي مسؤولية الإنسان نفسه أن يمارس هذا الدين في كل زمان ومكان وواقع مهما تغيّرت الأحداث والأحوال . وهذا الدين لا يصلح أمره إلا أن يكون له أمة قويّة عزيزة تحمل مسؤولية تبليغه وممارسته ممارسة إيمانية ، وتبلّغ هذا الدين بلاغاً وافياً إلى الناس كلهم كما أُنْزِلَ على محمد r ، وتتعهدهم عليها . ولكن لحكمة بالغة لله وهنت الأمة المسلمة لأسباب متعددة ، وضعفت عن الوفاء بأمانتها ابتلاء منه سبحانه وتعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ آل عمران : 110] إنَّ ضعف هذه الأمة وهوانها وعجزها عن حمل الرسالة وأداء الأمانة ، لا يغير من الحقيقة الكاملة أنَّ هذا الدين الإسلامي هو دين الله ، منهج كامل للبشرية كلها ، للعالمين :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) [ الأنبياء : 107] وهنا تبرز القضية الخطيرة في هذا الدين ، حيث إنه منهج كامل للحياة الدنيا يقود إلى النجاة في الدار الآخرة ، التي هي الأهم والأخطر في ميزان الله ، وفي مستقبل البشرية . العلمانية تحاول جهدها أن تنظم شؤون الدنيا بنظرة مادية معزولة عن الدار الآخرة . ليست مشكلتها أنَّ الإنسان حين يموت ماذا يكون مصيره ؟! والإسلام يرى أنَّ القضية الخطيرة في حياة كل إنسان ، وفي حياة البشرية كلها هي مصيرنا جميعاً بعد الموت ، وبعد البعث والحساب ، أإلى جنَّة أم إلى نار ! محور ذلك كله وأساسه قضية واحدة : هل تؤمن أيها الإنسان بالله إلهاً واحداً لا إله إلا هو ، وبرسله جميعاً ، وما أنزل من كتاب ، وأنَّ محمداًr خاتم الأنبياء والرسل ، فإن آمنت وضَحَتْ تلك الصورة وانجلت ، وإن لم تؤمن فالعلمانية وأمثالها سبيل آخر مختلف كل الاختلاف ، والصراع ماض على سنن لله ثابتة في الكون والحياة ، لا تتعطل ولا تتبدّل ، قضاء نافذ وقدر غالب وحكمة بالغة . ماذا يقول من لا يؤمن إذا فاجأه الموت وما بعده ؟! فهل من مخرج ؟! ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [ المؤمنون : 99-100] الذين لا يؤمنون ليس لديهم إلا الظنّ ، والظن لا يُغني من الحقِّ شيئاً . لو فكروا وتأمَّلوا قليلاً لوجدوا أنَّ حياة الجنين ونموّه وولادته ومراحل ذلك سنن ثابتة في الحياة ، تمتدُّ إلى النمو في شباب وكهولة وشيخوخة ، ثمَّ الموت ، ثمَّ البعث ، ثمَّ الحساب . فكيف يؤمنون بثلاثة أرباع الرحلة وينكرون تتمتها ؟! وهل يُعْقل أن تنتهي الحياة ويتساوى فيها المجرم الظالم والصالح المظلوم ؟! لا أختلف مع السيد خالد الحروب في أنَّ المسلمين اليوم فشلوا في تقديم الصورة المشرقة لهذا الحق المبين ، من خلال صراع ممتد على غير أسس إيمانية ، ومن خلال انشغال بمصالح ومطامع دنيوية ، فلم ينصرفوا إلى تبليغ رسالة الله كما أُنْزِلتْ على محمد r إلى الناس كافة وتعهدهم عليها ، حتى تكون كلمةُ الله هي العليا . هذه هي المهمة والأمانة التي خلق الله عباده ليوفوا بها من خلال عهد وميثاق أخذه منهم ، ومن خلال ابتلاء وتمحيص ، ذلك لأن الدين ـ الإسلام ـ دين جميع الأنبياء والمرسلين ، له مهمة عظيمة في حياة البشرية . فلو أُلْغيَ الدين وسادت العلمانية فلن ينتهي الصراع كما يتوهّم السيد خالد ، وإنما سيمتد ويزداد بعد أن أُلْغيَ كل ما يؤثِّر للناس كوابح وضوابط لأهوائهم وشهواتهم وأطماعهم . الصراع ينطلق من حيث الأساس عن غلبة الأطماع والشهوات . والذين قادوا أقسى الحروب ومارسوا أشد وحشية هم العلمانيون الذين لم يكن الدين سبباً لأطماعهم وجرائمهم ، ولكنَّ أطماعهم تفجّرت بعلمانيتهم وبتخليهم عن منهج الدين وتكامله . وأخيراً أقول للسيد خالد إنَّ الدين ـ الإسلام ـ حاجة الإنسان الأولى ، حاجة البشرية، لا سلام ولا صلاح خارج الإسلام . بغير الإسلام يقع الإنسان في خطرين أكيدين : خطر الدنيا وصراع المجرمين ، وخطر الآخرة الذي لا ريب فيه . إنَّ الذين يدعون إلى الإيمان والتوحيد والإسلام حجّتهم أنَّ الله جعل الإيمان والتوحيد في فطرة الإنسان السليمة التي فطره الله عليها . وحجّتهم بلاغ الرسل الذين بعثهم الله على مرِّ العصور والأجيال يبلّغون رسالة ربانية واحدة ، لا يكذّب رسولٌ رسولاً أبداً إنما يصدقه، بما جاء من نبأ الغيب والوحي . وحجّتهم الآيات البيّنات في السموات والأرض وفي أنفسنا ، وأخيراً النبأ الحقّ والكتاب الصادق القرآن الكريم الذين أُنْزِلَ على محمّد r مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه ، كتاباً معجزاً يحمل الحجّة القاطعة لمن يريد أن يتبع الحقّ . أما الذين لا يتبعون الدين الإسلامي وليس " Religion " فليس لديهم حجة إلا الظن ، وإنَّ الظنَّ لا يُغْني من الحقِّ شيئاً : ( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ) [ النجم : 28-30 ] |
واستند في بلاغه على أنه "وصف اثنين من الصحابة بالردة" في إحدى خطبه في أثناء معركته الانتخابية ضد الإصلاحيين
وأرفق ممدوح إسماعيل بلاغه بأسطوانة مدمجة بها النص المرئي لتصريح (نجاد) التليفزيوني الذي
وأضاف "أجمع أهل السنة على أن الصحابيين الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله من العشرة المبشرين بالجنة،
وأشار إلى "أهل السّنة أجمعوا على أن الصحابة كلهم عدول بلا استثناء، وأنهم أفضل الناس بعد الأنبياء، ويجب الإمساك عما شجر بينهم،
وطلب البلاغ من النائب العام إصدار قرار بمنع دخول (نجاد) لمصر التي نشرت وسائل الإعلام أنها ستتم في منتصف يوليو/تموز الحالي
وقال إسماعيل إنه " يُعَدُّ بذلك شخصاً غيرَ مرغوب فيه من الشعب المصري، وتقتضي مصلحة الأمن القومى منعه من دخول مصر،
وأضاف أنه توجد أيضاً "أدلة ووقائع مشهورة ومعروفة علانية على استبداده وتزويره انتخابات الرئاسة الإيرانية الأخيرة،