صفحة البداية  تواصل معنا  زوروا صفحتنا على فيسبوك .
المكتبة التراثية
المكتبة المحققة
مجالس الوراق
مكتبة القرآن
أدلة الإستخدام
رحلات سندباد
البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات منصور مهران أبو البركات

 14  15  16  17  18 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عن المعنى أتحدث    كن أول من يقيّم

عند البحث عن معنى العولمة وجدت عدة تسمياتٍ الراجحُ عندي منها اسم ( عَلْمَانية ) نسبة إلى العالم ؛ لأن أساس هذه الدعوة أن يكون العالم كيانا واحدا أو قرية صغيرة يجتمع البشر فيها تحت لواء فكري واحد  ويتعاملون فيما بينهم بنظام واحد في التجارة وفي المعيشة حتى في الألفاظ التي يتناولها العامة . فلا تسألي ياشهد عن تأثير ذلك على مجتمعاتنا وحسبك أن تتأملي ملابسنا التي تحمل سمات مجتمعنا وتوجيهات ديننا كيف اتخذنا بدلا منها شيئا يسمى في حقيقته ( رذيلة ) لما تحمل من عبارات كُتِبَتْ بوضوح من خلف ومن قدام منها (   kiss me    ) ولو بقيت فينا نزعة الغيرة ما رأينا مثل ذلك في بيوتنا ونضحك له ، فلا نفع الآن من نصح والد لولده ولا وعظ واعظ في مستمع فقد اتسع الخرق على الراقع . . . .وليس ثَم والله إلا الوعي و الغيرة فهل يستجيب الإعلام والتعليم ويصححان مسيرتهما في حسن التوجيه والترشيد ? ? لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .

27 - ديسمبر - 2005
العولمة
بأي الهمزيتين يستقيم الوزن    كن أول من يقيّم

أستاذنا / مهدي  ،  لا يخفى على القراء أن همزة ( الانكسار ) وصل لأن مصادر الخماسي التي في أولها همزة كل همزاتها وصل  ، فإذا اضطر شاعر لقطع همزة الوصل  أو وصل همزة القطع فإن ضرورة الوزن تبيح له ذلك ليستقيم الوزن بارتكاب أخف الضرائر  ، وقد جاء مثل ذلك بكثرة في شعراء الأمة ولا نكير عليهم ، وإذا تصفحت كتب الضرائر النحوية وجدت دراسة هذه الظاهرة دون العيب على الشاعر فيما فعل ، ولكن الجميع يتفقون على مراعاة الرسم في الكتابة  ؛ فإذا قطعت همزة الوصل لأمر ما فلا بد من رسم قُطْعَة الهمزة  ، وإذا وصلت همزة القطع فلا بد من حذف قُطْعَة الهمزة ، فلم يكن تنبيهي على أن خطأ كان ، ولكنه لمراعاة جمال كتابة الشعر ليدرك  القارئ نغمة الشعر تأتي عفوا  بلا عناء ليتفرغ  لتأمل مواطن الجمال  فيما يقرأ  ولا ينشغل بالتصحيح الطباعي ، ولعلك تستأنس لكتاب يكون تام التصحيح  ، وتضجر من كتاب تشيع فيه أخطاء الطباعة ، لذلك أحببت للقارئ أن يقبل على شعرك نقيا وضاء لخير ما فيه من معنى الجمال . ولعلي وجهت نصيحتي بغير تبيان فدفعك إلى التعليق وكنتَ في غنى عنه ، مع تحيتي إليك أن أتحت للقراء أن يطلعوا على فائدة المحاورة الهادفة .

27 - ديسمبر - 2005
معلقات 2006
تحية إلى مهدي    كن أول من يقيّم

و أنت الذي  أبديتَ  فضلا iiومَعْلَمَا  لِمَنْ كان في الوراق يرجو تَرَسُما
فقد  وجَدَ   الراءون  عندي  صُبابَةً  ونـالوا   بشعركمْ  نميرًا وبلْسَما
فيا بحرُ  ،  هاتِ درةَ  الشعرِ شاديا  فـإنا نراك ترسِلُ اللحْنَ iiمُسْجَما

28 - ديسمبر - 2005
معلقات 2006
الأبيات السائرة : مَنْ صاحبها ?    كن أول من يقيّم

                نعيب زماننا والعيب فينا        وما  لزماننا عيب iiسوانا
هذا البيت ، أو قل :  هذه المقطعة التي تفضل أستاذنا زهير بإيراد بيت منها مسبوق بقوله عن الشاعر ابن لنكك : ( وهو صاحب الأبيات السائرة ) . ولهذه المقطعة قضية مشهورة تنظرها (  محكمة الروايات  ) ولا تزال ساحة المحكمة غاصة بالشهود لكل طرف شهوده ، حيث حضر الخصمان  : محمد بن إدريس الشافعي الفقيه القرشي ، ومحمد بن محمد بن جعفر الملقب بابن لنكك  ،  وما إن جلس القاضي مجلس القضاء حتى نادى المنادي : محمد بن إدريس الشافعي  أ أنت ثَم ? فقام محمد بن إدريس يتمتم بكلمات سمعهن القاضي بجلاء لأنه كان الأقرب إلى مقعد الشافعي ، فقال القاضي : ما هذا الذي تقوله يا رجل في مجلس القضاء ? فقال الشافعي : أتعجب من أحدهم يسرق فلذات أقوالي وينسبها إلى نفسه وتتوالى الأجيال تنشدها لغير قائلها ولا أجد من ينصفني من هذا الادعاء ويدفع عني ذاك الافتراء  . فقال القاضي : وما دعواك إذن ? قال الشافعي : إني كنت في غابر القرون _  يوم كنت أحيا  _  أتعاطى قرض الشعر إلى جانب الفقه ، أطلقه استجابة للفطرة ولم أتعمد قرضه لأنه ليس من ديدن المشتغلين بالعلم وقد كان مني أني قلت يوما :
                 ولولا الشعر بالعلماء يزري لـكنت اليوم أشعرَ مِنْ لبيد
لهذا قل ميراثي من القريض ، ولما وجد المتشاعرون هذا الشعر نهبًا لم يَدَعُوا في جعبتي من رائق القول شيئا إلا انتحلوه وأعانهم على الظلم قوم آخرون . فقال القاضي : وماذا أخذ منك المدعو ابن لنكك ? قال الشافعي : هذه الأبيات :
                   نعيب  زماننا  والعيب  فينا وما   لزماننا  عيب  iiسوانا
                   وقد نهجو الزمان بغير جرم ولو  نطق الزمان بنا iiهجانا
                   فدنيانا   التصنع   iiوالترائي ونحن  به  نخادع مَنْ يرانا
                   وليس  الذئب  يأكل لحم ذئب ويـأكل بعضنا بعضا عيانا
قال القاضي : ومَنْ يشهد لك ? قال الشافعي : ما تقول في ابن قتيبة ? قال القاضي : خطيب أهل السنة ، وحسبنا ذاك من وصف وتزكية  ؛ يا قوم  فليُدْعَ ابن قتيبة للشهادة ، فيقوم ابن قتيبة متثاقلا وقد جعل حول جسمه لفافة ثوب بالٍ وهو يصرخ ماذا تريدون منا ونحن أهل الزمان الفاني ? فقال القاضي هون على نفسك إنما نبتغي إحقاق الحق ولا نريد منكم جزاء ولا شكورا ؛ أأنت سمعت هذا الشافعي ينشد هذا الشعر ? فرد ابن قتيبة بلهجة المُنْكِرِ : وهل كل شعر بلغكم عن السابقين في دفاتر العلم سمعه المؤلفون من القائلين ? إنما هي رواية يتناقلها الناس وقد يبدلون فيها ويغيرون حسب أذواقهم وثقافتهم ، وقد يزيدون وقد ينقصون ولا تثريب عليهم فيما يغيرون  ولكن التثريب واللوم عليهم في ادعائهم ما ليس لهم ، وكان مماتي سنة  276  الهجرية أي قبل أن يولد ابن لنكك بزمن طويل ، وقد سجلت شهادتي لصاحب الشعر محمد بن إدريس الشافعي  في كتابي ( عيون الأخبار ) المطبوع في دار الكتب المصرية سنة 1346 هج = 1928 م في الجزء الثاني منه ص 260  . ثُم نادى القاضي  :  أين ابن لنكك ? فقفزت عظام نخرة في أطمار بالية وقال صاحب الروح التي سكنتها زمن المعاش : ها أنا ذا  . فقال القاضي : ما تقول في ما يدعيه عليك ذاك القرشي ? قال ابن لنكك : والله ماعلمنا عليه كذبا في حديث رسول الله  ، صلى الله عليه وسلم ، أفنكذبه في شعرٍ ذاهبٍ مَذْهَبَ اللهو ?  إنني بهذا ذو خسران مبين  . قال القاضي : ولكن دكتورا في الأدب يقال له ( زهير غازي زاهد ) كان قد جمع شعرك وجعل أبيات الشافعي ضمن شعرك ص 68  الصادر عن ( منشورات الجمل )  ، فضحك ابن لنكك وقال : الجمل  ?  ها ها ها . والله ، ذاك عمل لا ناقة لي فيه ولا جمل ، فأنتم يا أهل الدنيا شغلتم أنفسكم بصناعة الجمع و التحقيق وتتخذون منها شهادات وألقابا ما أنزل الله بها من سلطان وصار أحدكم يفرح أن يجعل قبل اسمه لقب الشهادة الجوفاء وترسمونها  ( د . فلان الفلاني ) ولو استنشدته شعرا سمعت عجبا كأنك في وادي لندن أو شعيب باريس ، ولو طرحت بين يديه كتابا ليقرأ  - كالذي تسمونه في مدارسكم حصة المطالعة - لا يكاد يقيم حرفا في العربية  . وليس أدل على ما أقول من سخرية بعضكم من بعض في حواشي تخريج الشعر ، وهذا خلق عام في جيلكم فهذا  مثلا طبيب يصف لك دواء فإن لم تجد فيه نفعا فإنك تتوجه به إلى طبيب غيره فيقول لك : من الحمار الذي وصف لك هذا الدواء ? وأحيانا يكون الجواب عن غفلة وأحيانا عن خبث ( طبيب مثلك وشرواك ) فهذه يا سيدي القاضي أخلاق أهل زمانكم ولا أحسب مقاييسكم صالحة لمحاسبتنا فلو أرجـأت دعوى الشافعي إلى زمن العدالة الكبرى لكان أحسن لي وله فإن قضيتنا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فلا تفتح للناس بابا يجلب عليهم العار وهم يتسترون في لباس الأتقياء ، ثم إن هذه ليست مهمتكم إنها مما يفصل الله فيه بحكمه يوم القيامة وهو أحكم الحاكمين  . فارتفع صوت القاضي : نعم نعم رُفِعَت الجلسة .

28 - ديسمبر - 2005
مختارات من ديوان ابن لنكك البصري
فائدة رائعة    كن أول من يقيّم

وهذه فائدة رائعة تؤصل ما يصنعه العشاق في زماننا هذا عندما يحب أحدهم إرسال قبلة إلى حبيبته عبر الأثير فيقبل يد نفسه أوأطراف أصابعه أو إصبعا واحدة منها ثم ينفخ القبلة تجاهها وهو تنظر وتنتظر وصولها بلهفة وشوق ، وسبكا للدور تراها تتلقف القبلة بين كفيها تحتضنها فيهما هنيهة حتى إذا سرت سخونتها في البدن مسحت وجهها بكلتا الكفين كما يصنع الداعي بعد دعائه ، وللسيوطي رسالة لطيفة في أدلة مسح الوجه بالكف بعد الدعاء  . ثم نشكر الأستاذ زهيرًا على فوائده  تمهيدا لشكره على عوائده ( كأن يهدينا كتابا من مطبوعات مراكزالثقافة والفكر في دولة الإمارات العربية المتحدة  وله في الذمة مثله أو أحسن  ، مما يصدر هنا في الرياض إن شاء الله ) ولا بأس من إزجاء الشكر العميم سلفا فكم طوق عنقي بطُرَفِه الجليلة  . 

28 - ديسمبر - 2005
عادة إلقاء السلام بتقبيل الإصبع من بعيد
( ما )    كن أول من يقيّم

هناك دراسة عنوانها ( ما  واستمالاتها في اللغة العربية ) أعدها الأستاذ فايز زكي محمد دياب ، لنيل درجة الماجستير في اللغويات من جامعة الأزهر , وأخرى بالعنوان نفسه من إعداد الدكتور محمد عبد الرحمن المفدي . الأولى تباع في مصر والثانية تباع في المملكة العربية السعودية . ثم انظر كتب حروف المعاني مثل مغني اللبيب لابن هشام ، والأزهية للهروي ، والجنى الداني لابن أم قاسم وفي مراجع محققيها عشرات الكتب التي تفيد في دراستك  وبالله التوفيق .

28 - ديسمبر - 2005
ساعدونى اعزكم الله اقوم ببحث عن كلمة " ما " وانا قسم اللغة العربية واريد كتبا او مواقع تفيدنى
خطأالتسمية    كن أول من يقيّم

قد يكون الخطأ كامنا في التسمية ولأن المعنى المُُكتَسَب بالإضافة إلى ( عصر الانحطاط ) هو الذي وصم الأدب بهذه الوصمة ، وتأتي قسمة عصور الأدب في المحل الأول من القضية ؛ لأن أدب الأمة لا يتجزأ  والتصاقه بالأمة كالتصاق الأبناء بالآباء فهي نسبة لا تزول إلا بزوال الأمة ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) ، وأرى أن الأدب الجيد يفرض وجوده في كل عصر وما سلم من عوادي الأيام إلا لأنه جيد ، وجودته أنه قُرِئَ  وحُفِظَ حتى بلغ زماننا فمن الجفاء أن نقابله بوصف الضعف أو وصف الانحطاط ، ولا يجوز إهماله لأنه قطعة من تاريخ الأمة ولأنه مِحْرَض يثير في النفوس النزعة إلى الإصلاح . ثم إن مثل هذه التسميات دخيلة على أدب الأمة منذ العقد الثالث من القرن العشرين ( سنوات 1921 - 1930  ) عندما أصبح الأدب العربي وتاريخه علما من علوم العربية واستقل بتدريسه طائفة من الأساتذة الأجانبُ منهم والمصريون ، فكانت فكرة تقسيم الأدب تابعة لتقسيم العصور ، ولا بأس في ذلك ، ولكن البأس كل البأس في تسمية الأدب تسمية خاضعة لهوس إفرازات الفورة الشعبية التي أسموها ثورة سنة 1919  ، وكانت تسمية ( ثورة ) هي بداية التيار الجارف للتسميات الخطأ التي يجب العدول عنها واختيار التسميات الصحيحة الدلالة ، ثم إن الزمن الذي أعقب سقوط بغداد في أيدي التتار الممتد إلى ما يُسَمى بعصر النهضة فيه تراث أدبي كثير بإنتاجه وبرجاله وجودته بادية للعيان فانظروا إلى بعض هذا الزمن من خلال كتاب ( عصر سلاطين المماليك ) ومؤلفه محمود رزق سليم ، وانظروا إلى الكتب الجمهرات الضخمة التي أُلفَتْ في هذا العصر ، وانظروا إلى مؤلفات محمد كامل حسين  و  محمد محمد حسين  وماذا قال هذان الرجلان عن هذا العصر ،  إن أدب الأمة كالأمة جسد واحد لا يجوز تمزيقه ولا إهانته والله المستعان على ما يصفون وما يفعلون بإرثنا العظيم  .

29 - ديسمبر - 2005
الأدب وتهمة الانحطاط
ومرجع آخر    كن أول من يقيّم

 وهذا مرجع آخر وصل إلي اليوم رغم أنه طُبِع سنة 1989 م  ، وعنوانه ( قاموس الألوان عند العرب ) تأليف الدكتور عبد الحميد إبراهيم ، وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة  -  في 303  صفحة من القطع الصغير ، ولم أقراه بعدُ .

29 - ديسمبر - 2005
من يزودني ببحث حول دلالة الألوان في القرآن الكريم يا إخوتي ياكرام
ثراء اللغة من الشعر    كن أول من يقيّم

إذا تأملنا ديوان شعر وقرأناه كاملا وسجلنا جميع الكلمات دون المكرر فسنجد كلمة أو أكثر ذات دلالة غير واردة في المعاجم التي بين أيدينا ، وهذا  أقوى دليل على أن ثراء المعاني وألفاظ اللغة كامن في الشعر ، وقد لاحظ هذه الظاهرة كثير من علماء الأمة قديما وحديثا وكان الشيخ سيد علي المرصفي يشرح كتاب الكامل في حلقته المشهورة وكلما مر بيت لشاعر قديم أنشد الشيخ بيتا مماثلا لشاعر جاء بعده ليبين : كيف انتقل المعنى من القديم إلى الذي بعده  ?  فتارة بتوسيع المعنى وتارة بتضييقه وأحيانا إلى غير المعنى الأصلي ويقول كلمة صارت لازمة له ( فاللغة تلد المعاني ) وهو يعني أنها تتوالد وتزيد ، أماالزيادة في الألفاظ فتكون من تفاعلات الحياة في العقول ومن حاجات البشر في التواصل . ومن أشهر العلماء الذين حاولوا جمع معجم لتاريخ المعاني في لغة العرب وتطورها عبر العصور هو  ( فيشر ) الألماني ، فتتبع ألوف الدواوين والكتب والرسائل  ، وسجل آلاف البطاقات تميدا لإصدار ( المعجم  التاريخي ) ومات الرجل قبل أن يرى معجمُهُ النور ، وضاع مشروعه في الهمم الفاترة ؛ حيث شرع مجمع اللغة العربية بالقاهرة في معجم شبيه بمعجم فيشر وانقضى نحو أربعين سنة ولم يصدر منه سوى ستة أجزاء ، وياعالم متى يخرج كاملا ? ربما في نهاية الألفية  إن شاء الله . وإحقاقا للحق فقد أصدر المجمع فصلة من معجم فيشر وكأنها تذكار لهذا المسكين الذي أنفق عمره في بطاقات بعضها حبيس الخزائن وبعضها تسرب إلى شخص ما فأفاد منها أيما إفادة ، والعاقبة للتقوى .

29 - ديسمبر - 2005
الشعر و اللغة
والحلم بالجميع أليق    كن أول من يقيّم

أستاذنا الفاضل زهير - عطر الله أجواء الوراق بزهره - أتراني أتهم الدكتور غازي لشخصه ? لا وربك ما كنت لأفعله ، وإنما وجهت لومي للمحققين كافة ، وتمثلت باسم محقق واحد هو الذي يعنينا في هذا المقام ، فلولا ثقل مهمة المحقق ما استحق لقب المحقق ولا كان أولى بمهمة التحقيق من دون الناس ، فأين تمحيصه ? وأين تذهب نظراته في الشعر ? وأين معايشته للشعراء ولأخبارهم ? أظن أن ذلك كله مما لا ينكره كلانا ، وجملة ما عبرت عنه كان في وجه طوفان الكتب ( المحققة  ?  ) وليس فيها من تحري الدقة و إتقان العمل ما يطمئن الباحثين على صدق ما يقرؤون ، ولولا أني لا أتخذ هذا الباب لتجريح أشخاص بأعيانهم  إذ يكفي التعبير عن عموم البلوى بإشارة ومن أراد التبين والتحقق فليرجع إلى أي ديوان شعر مكتوب على غلافه ( حققه فلان ) وليختر شيئا من التخريج ولينظر مدى المحقق من الوعي بمهمته . هذه واحدة والثانية أنكم أحلتم إلى ياقوت والصفدي للتدليل على صحة نسبة الشعر إلى ابن لنكك ، وأنا لم أتناول مسألة التدليل لأجعلها قضيتي بل اتجه قولي إلى اختلاف المصادر والمراجع الثانوية حول نسبة الشعر ولم أنته إلى حكم قاطع لأن مثل ذلك الحكم مرجأ إلى الله وحده كما فعل شيخ المعرة في رسالته إلى ابن القارح ( رسالة الغفران ) ، ثم إن ياقوتا والصفدي متأخران جدا عن ابن قتيبة ولا يجوز ترجيح نسبةٍ وردت في كتابٍ متأخرٍ على نسبة ثبتت في كتابٍ متقدمٍ حتى يكون للمتأخر دليل يستمسك به صاحب الدعوى ، وقولك  عما ثبت في عيون الأخبار  : ( يمكن أن يكون ما ورد في كتاب ابن قتيبة من زيادات النساخ ) قد توجهه المناقَشَة والمحاوَرَة إلى كلا الكتابين  كتاب ياقوت وكتاب الصفدي ، فقاعدة الإمكان بغير ضوابط تفضي إلى التشكيك في كل ما نقرأ ، لذلك يجب الأخذ بما ثبت ولو بظن راجح حتى يظهر دليل أقوى فينقضه . والمحققون الرواد كانوا يحكمون على شيء بأنه من الممكن أن يكون من زيادات النساخ ولو في الاحتمال  إذا وجدوا هذه الزيادة في بعض النسخ المخطوطة دون بعضها الآخر ومع ذلك لا يقطعون بالأمر إلا في وجود نسخة المؤلف عندئذ يتحول الاحتمال إلى يقين ؛ بأن ما في غير نسخة المؤلف هو من زيادات النساخ  . وكنت أحسب أن المسألة برمتها لا تعدو أن تكون طرفة من الطرف التى يجمل بها الكتاب كتاباتهم حتى أبى أستاذنا الفاضل زهير إلا أن يجعلها قضية جادة فاستجبنا له وجددنا القول فيها كما أحب له أن يكون ، فشكرا له وآمل أن تكون المحاورة بيننا محاولة لتبادل أجزاء المعرفة ، فابن آدم طالب علم حتى الممات ، هذا وبالله التوفيق .

30 - ديسمبر - 2005
مختارات من ديوان ابن لنكك البصري
 14  15  16  17  18