البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات داوود أبازيد

 14  15  16 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
هجوم على القرآن الكريم 11    كن أول من يقيّم

كـره النبي صلى الله عليه وسلم للشعر.
الشاعر والمجنون : 
تروي الصلعمية عن كتب الأدب والتاريخ والسيرة في بداية البعثة النبوية على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ما يلي  : [ولم يكن من خلق الله أحد ابغض إلى من شاعر أو مجنون , كنت لا أطيق أن انظر إليهما ... قال : قلت : إن الأبعد يعني نفسه شاعر أو مجنون لا تَحدثُ بها عني قريش أبدا لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها فلأستريحن .] بتصرف . وقد جاءت هذه الرواية في ثمانية كتب من مئة وخمسة وعشرين كتابا من كتب التاريخ والسيرة ، وأشارت بعض هذه الكتب إلى أن العبارة زيادة من أحد الرواة ، ومعلوم بأن روايات كتب التاريخ والسيرة بحاجة إلى كثير من التمحيص ؛ لأنها لا ترقى إلى أضعف روايات الحديث الشريف ، وقد أخذت الصلعمية رواية وأهملت عشرات الروايات ؛ ليتم لها ما تريد . ومع هذا فالمعنى هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكره لنفسه أن يكون شاعرا أو مجنونا ، ولم يكن يكره آدمية الشاعر أو المجنون .. لا يحب أن يكون شاعرا ؛ لأنه أقرب إلى الجاهلية ، وأعلم بوضاعة منزلة الشعر عندهم ، ومن يحب لنفسه منزلة وضيعة ؟! ولا يحب أن يكون مجنونا ، ومن يحب ذلك إلا من أفقدته الخمر والمخدرات عقله؟. أما تمني الموت والشروع في الانتحار ، فمعظم الروايات تروي مكانها قوله صلى الله عليه وسلم (حتى خشيت على نفسي) وعدم رغبة النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون شاعرا ، لا يعني كراهيته للشعر والشعراء ، لأن نفي الشيء لا يثبت ضده ، فنفي الجهل لا يعني العلم ، وهكذا ..
دسيسة جديدة :
أما قولها [فجاءني وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب] فهي عبارة مختارة بطريقة خبيثة ، توحي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصطحب معه كتابا إلى غار حراء ، أي أنه كان متعلما . والتزوير هنا جد دقيق ، فهو يكتفي بحذف الفاصلة (،)، والرواية : (فجاءني ، وأنا نائم ، بنمط من ديباج فيه كتاب) أي إن جبريل عليه السلام جاء النبي وهو نائم ، وكان جبريل يحمل نمطا من ديباج فيه كتاب ، فأيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يقرأ ، ولما كان أميا لا تتأتى له القراءة قال : ما أنا بقارئ ، ويعزز هذا رواية الفاكهي في "أخبار مكة" والبيهقي في "دلائل النبوة" حيث تقول الرواية : (أتاني رجل ، في كفه نمط من ديباج فيه كتاب ، وأنا نائم) ولا علاقة لهذا بكراهية الشعر ..
قم فأجبه :  
 [قام الأقرع بن حابس عند النبي فقال: إني والله لقد جئت لأمر وقد قلت شعراً فاسمعه ...] وأنشد أبياتاً .. [فقال النبي صلعم لحسان: "قم فأجبه"...] وأنشد أبياتاً ... وهذا الشاهد لا دليل فيه على كراهية النبي صلى الله عليه وسلم للشعر ، فهو لم يطلب من حسان إجابة الأقرع بن حابس لأنه يكره الشعر ، ولكنه توزيع للمهام ؛ فقد كان كل وفد قادم ليعلن إسلامه ، يصحب خطيبا وشاعرا ، فيرد خطيب الرسول صلى الله عليه وسلم على خطيب الوفد وشاعره على شاعره . ولو كان الشعر مكروها لمَا اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم شعراء ، ولا سمح بإنشاد الشعر في المسجد . ولمّا كان الرسول صلى الله عليه وسلم خطيبا لا شاعرا ، فقد كان يتولى الرد على خطباء الوفود غالبا ، ويتكفل شعراؤه بالرد على شعرائهم .. فليس في الأمر كراهية للشعر .
الشعر في المسجد : 
[مر ‏‏عمر‏ ‏بحسان ‏وهو ينشد في المسجد ‏ ‏فلحظ ‏‏إليه فقال :‏ ‏قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك] (أي النبي صلى الله عليه وسلم). وهذا إن دل على إنشاد حسان الشعر والرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد فلا يعني أنه كان ينشده له أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إليه ، والشاهد فيه أن عمر هو من كره إنشاد الشعر في المسجد .. فلما أجابه حسان سكت عنه .. ذلك ما قمت أنا بتلخيصه ، أما الصلعمية نفسها فتقدم الملخص التالي :

22 - مايو - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!
هجوم على القرآن الكريم 12    كن أول من يقيّم

حب الشعر :  
[محمد يحب الشعر والشعراء ويعفو عن الشعراء بمدحهم إياه ولو بلغه شعر أخت أو بنت الرجل الذي قتله ما كان قتله] وقد تبين مما سبق أنه صلى الله عليه وسلم لا يحب الشعراء ولا يكرههم ، كما اتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعف عن شاعر لشعره ولا عن فصيح لفصاحته ، ولكنه عفا عن هذا وذاك لتوبته من غير شعر ، ومن غير نثر أيضا ..[وينصّب له شعراء يمدحونه ويسبون من عاداه] كما بيّنا أنه لم ينصّب حسان ليمدحه أو يسب أعداءه ، ولكنه استخدم الشعر سلاحا في معركة استخدم فيها عدوه السلاح نفسه ، ولو فتحنا ديوان حسان لوجدنا مدائحه للنبي صلى الله عليه وسلم أقل ما فيه.. [ويحضر مباراة للشعر بين حسان والأقرع بن حابس وغيرهم] وهذه ليست مباراة ولكنها الأعراف الدبلوماسية والعلاقات العامة ، وتبادل للخطبة مع خطيب الوفد وللشعر مع شاعره.. [والمسجد للصلاة ولتلاوة الشعر] ولعقد النكاح وإدارة شؤون الحرب أيضا فما المشكلة؟. [والشعر حكمة  ومن كلام النبوة]  وهذا تزوير ، والعبارة (إن من الشعر لحكمة) أي إن بعض الشعر حكمة ، أما قولها ومن كلام النبوة فباطل أضافته المقالة إلى الحديث وليس منه لتدسّ أن الشعر من كلام النبوة ، وهو كذب صريح وزادت فيه  (كما قال النبي) إمعانا بالكذب..
[هذا في جانب ...] [وفي الجانب الآخر]   
كراهية الشعر :
 [محمد يكره أن يكون شاعر] نعم يكره أن يكون شاعرا ، فهو يبغي لنفسه منزلة أسمى ، ولكنه لا يكره الشعر والشعراء .. [وليمتلئ جوف الإنسان قيحا ولا يمتلئ شعرا] وهذا شاهد جديد مشوّه من حديث صحيح ، وهو لا يعني كراهية الرسول صلى الله عليه وسلم للشعر ، ولكنه يعني كراهية أن يكون الشعر ديدن المرء وشغله الشاغل ؛ لأنه سيلهيه عن واجباته الدينية والدنيوية.. [والشعراء يتبعهم الغاوون !!!] وهذه الآية عين الصواب لأن الشعراء أكذب الكذبة ، ألم يقل قائلهم قِدْماً (أعذب الشعر أكذبه)؟..
إلى الجحيم : 
[أين أقف؟ أين أضع قدمي؟] ما دامت المقالة على هذه الشاكلة ، من دس وطعن تزوير ، فلتقف في الجحيم ولتضع قدمها في الهاوية ، وبئس المصير .. [فأينما توجهت في الإسلام لا أجد إلا تناقض!!] الواضح من بعض الشوهد القرآنية ، أنها لم تتوجه في الإسلام أية وجهة ، ولم تعرف عنه شيئا ، وإنما هي حاملة أسفار ، يكتبون لها وهي توقع ، وقد كررت تهمة التناقض ولم تقدم أي دليل ، فهي تخترع التهم للتغطية على الطعن والدس والسخرية ، فكراهية الرسول صلى الله عليه وسلم للفاحش من الشعر والكلام ، وإعجابه بفصيح الشعر والكلام ليس تناقضا ، وإنما هو عين الحكمة..
تناقض مزعوم : 
تتابع [تناقض في القرآن يقولون أنه ناسخ ومنسوخ وتدرج] وهذا تكرار للزعم السابق من دون أي دليل ، بزيادة لفظ التدرج ، فلم تعط شاهدا على التناقض بحجة الناسخ والمنسوخ من قبل ، ولا بحجة التدرج الآن [و... تناقض في الأحاديث ؛ الصحيح والحسن والضعيف والمسند والمتصل والمعضل والمرسل والمرفوع والمقطوع و...] وتنتقل إلى مقاييس لا علاقة لها بالتناقض ، مما يفضح جهل الصلعمية ؟. وتتابع [وكتب السيرة والرواة والأشياخ ..] وإذا كانت كتب السيرة والتاريخ تروي روايات متناقضة ، وهي من سمات كتب التاريخ في العالم كله ، فما علاقة القرآن الكريم بتناقضاتها؟.  وتنهي المزاعم بالقول: [بحر يغص بالمتاهات ومن يقول عنهم السنة في علم الجرح والتعديل أنهم رواة ومحدثين ثقاة يقول عنهم الشيعة في علم الرجال أنهم كذابين مدلسين ... أين تجد الإبرة في كومة القش؟؟؟] بالله ما علاقة هذا بالقرآن الكريم والشعر الجاهلي؟. ويكأنّ الصلعمية لم تشأ إنهاء حملة الادعاءات والأكاذيب ، والاتهام بالباطل وبالباطل ، من قبل أن تثير فتنة طائفية هي ثائرة ، ولا تحتاج إلى مثير جديد .. شيء مقرف حقا..

22 - مايو - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!
هجوم على القرآن الكريم 13    كن أول من يقيّم

التشابه أيضا :
وبعد الملخص السابق الذي ظننته النهاية تسرد المقالة ما تزعم أنه : الآيات المحورية للبحث:[لكن الدارس المدقق الفاهم يجد أن القرآن يشهد أن العرب عندما سمعوا القرآن ووجدوا التشابه بينه وبين الشعر من حيث الصياغة قالوا أن محمدا شاعر] نعم . قالوا أن محمداً شاعر، ولكن ليس لوجود التشابه بين القرآن الكريم والشعر كما تزعم المقالة [وعندما رأوا التشابه بين أفكار القرآن وبين القصص المتداولة عندهم قالوا أساطير الأولين] نعم قالوا أساطير الأولين ، ولكن ليس لهذا السبب أيضا . وتتابع الصلعمية : [وسأورد من القرآن والتفاسير ما يدل على ذلك ...كما سأورد ما جاء به الشعراء قبل محمد وما أخذه محمد منهم ونرى هل صدق حكم العرب فيما قالوا وكذب إله محمد وفشل في دحض كلامهم أم صدق إله محمد وما قاله العرب وطعنهم في القرآن لم يكن إلا افتراء...] ومن قبل قالت سأستعرض ولم تستعرض ، فماذا أوردت مما زعمت أنها ستورده؟. أوردت من تفسير قوله تعالى  (بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ) ونقلت عن المفسرين أن الجاهليين (وقعوا في حيرة ولم يعرفوا ماذا يقولون فمرة يقولون شاعر ومرة كاهن ومرة مجنون ومرة مفتر ، فهذا من حيرتهم) وعلى هذا فلم يصفِ الجاهليون القرآن الكريم بالشعر لأنهم وجدوا التشابه بينه وبين الشعر من حيث الصياغة ، ولم يصفوه بأساطير الأولين لأنهم وجدوا التشابه المزعوم بينه وبين القصص المتداولة ، لأن المؤكد أن قصص الأنبياء على الأقل لم تكن متداولة بين الجاهليين ، وإن كان بينهم بعض النصارى واليهود ؛ لأن هؤلاء وأولئك أرادوا أن يظل العرب في أمية وجهالة ، فكانوا يضنون عليهم بهذه القصص ويخفونها عنهم ليظلوا يسيطرون عليهم باسم الدين ، وهذا يدل على أن يهود ونصارى الجزيرة العربية لم يكونوا عربا ، وإنما كانوا دخلاء عليهم . لقد أطلق الجاهليون تلك التهم لأنهم احتاروا في اختيار فرية تنطلي على الناس ، فلم يتفقوا على شيء ، ولم يعُوا ما يقولون ، فانطلقوا كالمجانين ، يطلقون أي تهمة تلوكها ألسنتهم الكذب ، دون تمييز . وإلا فهل وجدوا تشابها بين كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وكلام المجانين حين قالوا عنه مجنون؟. وهل يصدق عاقل أن مجنونا يمكن أن يأتي بمثل هذا القرآن العظيم؟. وهل وجدوا تشابها بينه وبين كلام الكهان حين قالوا عنه قول كاهن ؟ أو بينه وبين السحرة حين قالوا عنه قول ساحر؟. أم هل وجدوا فيه كذبا وهم الذين لقبوه بالصادق الأمين؟ ولا يقولن أحد بأن هذا من صنع المسلمين ، فكعب بن زهير قبل أن يسلم يقول لأخيه بجير (سقاك بها المأمون كأسا روية      فأنهلك المأمون منها وعلكا) فهو يقول المأمون بدل الأمين سخرية .. فالجاهليون كانوا كالمجانين فعلا ، لا يدرون ما يقولون ، فكانوا يطلقون القول جزافا لعله يصادف غبيا يصدّقه ، أو خبيثا يسوّقه ..
الصلعمية من الشيطان :  
تتابع الصلعمية الدس والكذب : [البلاغة والزخرف من الشيطان :] [* وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا .. قال الطبري: (... القول الذي زيّنه وحسنه بالباطل إلى صاحبه ليغترّ به من سمعه فيضل عن سبيل الله)...(قال القرطبي : (... وكل شيء حسَن مُمَوّه فهو زُخْرُف. والمزخرَف المزيّن.) ... دعنا نأخذ بما قاله المفسرون بأن شياطين الجن يوحون إلى أعداء النبي زخرف القول أي الكلام البليغ المنمق فيضلوا الناس عن سبيل الله . خلاصة القول أن البلاغة من الشياطين. ] قولها (زخرف القول أي الكلام البليغ المنمق) هو قول الصلعمية لا قول المفسرين . أما قولها : [خلاصة القول أن البلاغة من الشياطين.] فهو العجب العجاب ، وأسأل : أتتفق هذه النتيجة مع تلك المقدمة؟ : يقول الطبري : (زخرف القول) هو القول الذي (زيّنه وحسنه بالباطل) ويقول القرطبي : (المزخرَف المزيّن.)  فكيف تكون النتيجة (أن البلاغة من الشياطين.) أهذا هو البحث العلمي؟. يذكرني هذا باستنتاج المنطق الصوري (كل إنسان فان .. سقراط إنسان .. سقراط فان) حيث استنتج بعضهم (الدجاج يأكل العلف .. الإنسان يأكل الدجاج .. الإنسان يأكل العلف).

22 - مايو - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!
هجوم على القرآن الكريم 14     كن أول من يقيّم

وفسر الماء بالماء :
[قالوا عن محمد شاعر:] ومن ينكر أنهم قالوا هذا؟. ولكن .. أهم صادقون؟. وأوردت المقالة بضع آيات وتفسيرات ثم قالت : [فليس هناك شك من أنهم قالوا في ذلك شعرا...]  أي قالوا عن الآيات إنها شعر ، ثم ذكرت آيات أخرى مع تفسيراتها وقالت : [وهنا تأكيد من المحب الطبري على أن العرب قالوا عن محمد أنه شاعر.] وهذان استنتاجان سخيفان حقا ؛ لأن أحدا لم ينكر أنهم قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر وعن القرآن الكريم شعر ، وتابعت المقالة: [أما نفيه بأن القرآن ليس بقول شاعر يدل على تكرر تقييمهم للقرآن بأنه قول شاعر..] وهذا قمة السخف ؛ فكأن تكرار قولهم أو قول الصلعمية عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه شاعر من غير دليل يجعل أكاذيبهم حقائق!؟. ولو كان التكرار كافيا لقلب الباطل حقا والحق باطلا لاكتفيت بتكرار عبارة (الصلعمية كاذبة) سبع مرات إحداهن بالتراب..
التناقض مرة ثانية : 
[الموقف المتناقض من الشعر والشعراء :] وكأن الصلعمية أدركت بعد كل الكلام السابق أنها لم تقدم دليلا على وجود التناقض .. فهي تريد الآن أن تقدم الدليل ، وأختصره بما يلي : لقد نفى القرآن الكريم عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون شاعرا ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم روى بيتا موزونا ، وهذا يدل في نظر المقالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم شاعر ، وبالتالي يدل على التناقض .. كما نفى القرآن الكريم صفة الشعر عن القرآن نفسه ، مع وجود أجزاء من بعض الآيات في القرآن الكريم لها أوزان كالشعر .. وهذا يدل في نظر الصلعمية على أن القرآن الكريم شعر ، وبالتالي يدل على التناقض .. والرد على هذا  تعرفه الصلعمية جيدا ، على جهلها ، ولكنه لم يعجبها فسخرت منه .. وهو أن العروضيين لا يسمون الكلام شعرا إلا بشرطين : (أن يكون فوق البيتين) و(أن يكون القصد قول الشعر) وكل ما روته المقالة من موزون القرآن خارج عن هذين الشرطين ، فلا يسمى شعرا ، وهذا يبطل التناقض ، ولذلك رفضته ساخرة . ومما لا يعد شعرا ما رووه عن صبي ذهب إلى البائع وقال له (بعني كيلو باذنجان) فكان من وزن البحر المحدث أو المتدارك .. ورووا أن شيخا هدّه المرض فصاح بأولاده (احملوني إلى الطبيب وقولوا له اكتوى) فكان من مجزوء البحر الخفيف ، ولو قال أحدهم لصحبه (هل رأيتم مسلسلا عربيا) فأجابوه (لم نشاهد مسلسلا عربيا) لكان بيتا من البحر الخفيف ، ولو قال (هل رأيتم مسلسلا) فأجابوه (لم نشاهد مسلسلا) لكان بيتا من مجزوء البحر الخفيف ، فهذا وأمثاله لا يسميه العروضيون شعرا ، لا في القرآن الكريم ولا في كلام الناس ؛ لأن القائل لم يقصد قول الشعر ولأنه لم يبلغ البيتين .. فأين التناقض؟.
وختامه إفك : 
وبعد أن تسخر الصلعمية من كل ما نقلته تقول : [ولكن كان يقول أحيانا أخرى أبياتا موزونة في القرآن أو يستشهد بقول شاعر من الشعراء وهذا يدل على حفظه لشعر الجاهلية وإطلاعه على ما قالوا ...] سأتجاهل غمزها بأن القرآن الكريم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأتغاضى عن تكرار تهمة التناقض بعد الدليل المتهاوي ، ولكنني لا يمكن أن أمرر لها تحويل شاهد لم يصلح دليل تناقض إلى الأكذوبة التالية  : (حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لشعر الجاهلية واطلاعه على ما قالوا) إن وجود ما تسميه المقالة أبياتا موزونة في القرآن الكريم (أي أن القرآن من تأليفه) واستشهاد الرسول صلى الله عليه وسلم بقول شاعر من الشعراء ، كل ذلك يدل بزعمها على (حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لشعر الجاهلية واطلاعه على ما قالوا) تصوروا : حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم لشعر العصر الجاهلي كله؟! وليس خمسة آلاف قصيدة أو خمسين ألف بيت كما هو شأن أغلب الرواة !. مع أن كل ما روت عنه كتب الصادقين والكاذبين ، أنه تمثل ببضعة أبيات مكسورة غالبا ، ولم يؤلف منها بيتا واحدا ، بينما روت له كتب الحديث النبوي الشريف عشرات الآلاف من الأحاديث ، بدرجاتها المختلفة ..

22 - مايو - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!
هجوم على القرآن الكريم 15     كن أول من يقيّم

نسبة وتناسب :
وإذا لم تكتف الصلعمية بكل تلك الردود ، فلتسأل ولتجب :
1.  كم عدد الآيات التي وجدها العلماء موزونة في القرآن الكريم؟. فالقرآن الكريم يقع في 604 صفحات في طبعة المدينة المنورة ، في كل صفحة 15 سطراً ، أي إن القرآن حوالي 9060سطرا تقريبا ، أفتبلغ أجزاء الآيات الموزونة تسعة أسطر؟. وهل تشكل واحدا في الألف من القرآن الكريم ؟. أفيستدعي هذا أن يوصف القرآن الكريم كله بأنه شعر؟.ما هذا الهراء؟.
2.  وكم عدد الأبيات التي أقام الرسول صلى الله عليه وسلم وزنها ؟. فعدد الأحاديث الشريفة يربو على ثلاثمئة ألف حديث ، أفتبلغ الأبيات التي أقام وزنها ثلاثة أحاديث وهي بيت شعر واحد؟. وهل تشكل واحدا في مئة الألف من الحديث الشريف ؟. أفيستدعي هذا أن يوصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر؟. أيقبل العقل هذا؟. أيقول هذا عاقل؟..
التحدي الأكبر : 
لقد تحدى الله الإنس والجن منذ خمسة عشر قرنا أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، أو بعشر سور مفتريات ، أو بسورة ، أو بآية ، ولم ينهض أحد للرد على هذا التحدي إلى اليوم . وهذا هو التحدي الأكبر . الماضي إلى يوم الدين .. وإنّ تجاهُلَ المتجاهلين لا يعني سوى العجز عن رد التحدي ..
التحدي الأصغر : 
وأنا أتحدى اليوم : أن يقدم أحد آية قرآنية كريمة كاملة ، أو جزءا متكاملا منها ، على وزن أي بحر من بحور الشعر العربي المعروفة أو المهملة ، تاما كان البحر أو مجزوءاً أو مشطورا أو منهوكا ، من دون زيادة أو نقص أو تبديل أو تغيير في حركة أو سكون أو وصل أو فصل أو وقف ليستقيم له الوزن .
كما أتحدى أيضا : أن يستخرج أحد من كتب الحديث النبوي الشريف كلها ، الصحيحة والضعيفة ، حديثا واحدا موزونا ، هو أو جزء متكامل منه ، على أي بحر من بحور الشعر العربي المعروفة أو المهملة ، سواء أكان البحر تاما أو مجزوءاً أو مشطورا أو منهوكا ، من دون زيادة أو نقص أو تبديل أو تغيير في حركة أو سكون أو وصل أو فصل أو وقف ليستقيم له الوزن ..
 وفي الختام :  
حدثتني نفسي أن أغيظ الصلعمية ببضعة شواهد ، من أدلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، ولكنني لست في موطن الإغاظة ، كما أن الصلعمية لم تقصد الاتهام ، ولا يهمها أن يصدقها القراء أو يكذبوها أو يجدفوا عليها ، فغايتها تمرير مطاعنها الخبيثة ؛ لذا كانت تتقافز من تهمة إلى أخرى بلا دليل ، ظنا منها أن تتابع الأكاذيب يجعلها حقائق ، أو يغطي على ما فيها الدس والطعن . وهذه المطاعن وإن كانت معدة في مطابخ المبشرين والمستشرقين ، إلا أنها تعتمد أسلوب البلشفية المنهار (اكذب واكذب واكذب ، فلا بد أن يصدقك بعض الناس) وهذا هو العجب ، أن تلتقي البلشفية والتبشير على صعيد واحد..
وأخيرا : يسلم عليكم المتنبي ويقول :
وكــم مـن عائـبٍ قــولاً صحــيحاً                وآفـتــه مــن الفــهـم السـقـــيـم
والحمد لله رب العالمين ..

22 - مايو - 2008
هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!!!
اكتساب الفصحى بالسماع    كن أول من يقيّم

تحية طيبة وبعد ..
ردا على سؤال الدكتور يحيى للدكتور أسامة : (هل لك في أمثلة تدل القراء فيها على الاكتساب الطبيعي بالسماع) أقول :
لو قيض لأسرةٍ ما أبٌ وأمٌّ يتكلمان الفصحى فقط مع أطفالهم ، حتى يبلغوا سنا مناسبة ، لصار أطفالهم يتكلمون لغتين : الفصحى التي رضعوها من أهلهم ، والعامية التي تعلموها من المجتمع . وبالطبع يتكلمون الفصحى سليقة ، دون معرفة بمواقع الإعراب .. 
وقد جربت ذلك مع أطفالي أشهرا ، فتعلموا مني (ماء) بدل (مي) و(حثالة القهوة) بدلا من (حثل) العامية ، وظلوا يرددون ذلك حتى بعد توقفي عن الفصحى بأشهر ..
ويروى أن محمود سامي البارودي (رب السيف والقلم) أخذ الفصحى من مطالعاته لدواوين الشعر العربي الجاهلي والإسلامي ، فكأنما تلقى عربيته سليقة ، حيث لم يتعلم في المدرسة العسكرية سوى القليل من العربية .
ويروى أن شخصا لا يتكلم إلا الفصحى ذهب لزيارة صديقه ، فلما دق الباب فتح له الباب طفل في سن المدرسة ، فقال الشخص : أين أبوك ياغلام؟. قال (مش هون) قال : فأين هو إذاً؟. قال (ما بعرف) قال : (حين يأتي أخبره أن فلانا جاء يسأل عنك) وانصرف الشخص ، ولما عاد صاحب الدار قال له ولده (يا بابا سأل عنك شخص) قال الأب ما اسمه أجاب الولد لقد نسيت وبدأ يصف لوالده هيئة الشخص ، فلم يتعرف عليه الوالد ، وأخيرا قال الولد (آه لقد نسيت إنه يتكلم بالقراءة أيضا) ويقصد بالفصحى .. وشكراً

16 - يناير - 2011
ليس بالإعراب وحده تفهم اللغة
في الطريق إلى الحرية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

تحية وسلام وبعد .. 

لقد غادرت الوراق منذ مدة، ولم يتسن لي أن أعود إلى صفحاته ونفحاته إلا بعض دقائق سرقتها في غفلة من الظروف .. ولكنها من بعد ضاقت ، فتسللت تحت جنح الظلام ، عبر الوديان والهضاب والأشواك ، وتجاوزت الحدود ، وصرت خارج الوطن الحبيب ، والحمد لله ..
حاولت إدخال نصي هذا في موضوع مستقل فتعذر علي ، فلجأت إلى هذا الموضوع المقارب ، ودخلت من دون أن أطرق الباب ، فالتمسوالي العذر أيها الأفاضل . مع إعجابي بما قدم الأخ الدمنهوري .. وأكتب هذا أيضا في فرصة قد لا تواتيني كلما أردت .. 
في الطريق إلى الحرية
قضى الله فينا أن تتم المطالب       إذا صدقت منا النوايا الرواتب
ولكن بعض القوم قد عزّه التقى       فأبطأ نصر الله والله عاقب
فيا أيها الأحرار في كل بقعة       أئما النوى فينا وإما النوادب؟
لحا الله من لم يرع للحق حرمة       إذا هَمّ يوما أعوزته المراكب
غدوتُ غريب الأهل والدار نازحا       وكم من كريم غرّبته النوائب
وصرتُ طريدا لاجئا في عصابة       وكم من عزيز ألجأته العواقب
خرجتُ شريدا ، خلِّ عِطفيك جانبا       نجاءً برأس شيبته التجارب
أطوّف في الآفاق بين أحبة       كرام إذا عُدّ الكرام النجائب
وقد كنت قبل اليوم كالسيف ينتضى       ويغمد إما يرتضي أو يُغاضِب
فما كل ما ناب الكريم مصيبة       إذا نزلت بين الكرام المصائب
أتزعم أن القوم في خير موطن       وموجبهم يوم الحقيقة سالب
وحاكمهم وغد ومرشده عمٍ       ونائبه يجفوه حتى الأقارب
وقائدهم في السلب والنهب حاضر       ولكنه في مشهد الخير غائب
وحارسهم لص وصالحهم ردٍ       وآمنهم خوفا من الأمن هارب
وشاعرهم غاوٍ وقائلهم كذا       فليس له قول إذا قال صائب
وزائرهم ضيف ثقيل مغلق       وراحلهم همٌّ ثقيل مغالب 
ممثلهم في البرلمان مصفق       ووازرهم مَن وازرته المخالب
عصابة إرهاب يسمَّون دولة       وشذاذ آفاق وقومٌ ثعالب
يروغون من حقد علينا مسلط       فليس لهم بين الرعية صاحب
يسوسون بالإجرام والجهل أمة       لها منهج في العلم والحلم لاحب
بلينا بحكام كبطن جهنم      تفوح المخازي منهمُ والمثالب
بُلينا بهم خمسين جفت ضروعنا      وآضت خلاء أرضنا والملاعب
لقد كذبوا خمسين طقت قلوبنا      بما حملت من كذبهم فهي حاقب
ومن قبل كان الضيف يلقي رحاله      لدينا ويثوي وهو غرثان لاغب
فيطعم من جوع ويرتاح من عنا      ويلقى أماناً وهو غاد وآيب
ينام قرير العين ملء جفونه      يراود عينيه الكرى ويداعب
وكنا أناسا قبل أن نَحمَد السرى      ننوء بأثقال السرى ونغالِب
وكنا زمانا قبل أن نهجر الكرى      ونسعى إلى العلياء لا نتثاءب
تنام شعوب الأرض ملء جفونها      خلا أنّنا ملءُ الجفون الترائب
ننام من الإعياء والخوف من غد      وليس لنا إلا المدى والكواكب
ونحلم أن نفنى فنرقى فإن نعش      عبيدا فنشقى أوجعتنا المصاعب
فكم وجد الأحرار في عقر دارنا      لهم ملجأ يحمي وجارا يواكب
بذلنا لهم مأوى كريما وموطنا      عزيزا ومغنى فيه للود جانب
ولكنّ أبناء التمتع أسرفوا      وطاشت بهم أحلامهم والرغائب
فقد طفح الكيل الذي كان طافحا      وطال بنا شوق إلى الحق لاهب
خبرناهم قبلا وبعدا وبينها      مطامعهم لا تنقضي والمآرب
همُ أوجه في السلم أقفاءُ في الوغى      وليس وراء السلم والحرب عائب
وهم لعنة في الوجه ثنتان في القفا      فليس لهم بطن وظهر وقالب
وتخزيهم في القول والفعل صورة      فما بَدؤه كِذب فعقباه كاذب
ثلاثون والجولان يسأل جاهدا      أضاع المكان والزمان المناسب؟
فكم وعدوا والغدر فيهم سجية      وقد جاء وعد الله والله غالب  
وكم ولوا الأدبار في كل وقعة      وأنحو علينا اللوم لِمْ لا نحارب
وكم هربوا في كل ساح وأجلبوا      على الشعب يالله ما الظلم جالب
وما انتصروا يوما سوى أن جيشهم      يصب علينا ناره وهو سارب
نظام يولّي ثم يفخر أنه      أتيح له نصر من الله لازب
ثلاثون لم ندر السلاح الذي اشتروا      أآتٍ إلى الأوطان أم هو ذاهب
إلى أن رأينا وجهه لصدورنا      ولم نر يوما وجهه وهو قاطب
لقد جندوا أبناءنا لقتالنا      غباء عجيب أم حلوم عجائب
فلما قضينا من هوان وذلة      وقمنا نراعي حقنا ونطالب
وجدنا من الحكام طيشا وخفة      وكل إناء بالذي فيه ناضب
ولما نهضنا نطلب العز والعلا      ونرجو الذي كنا عليه نواظب
وجدنا من الأيام ما هي أهله      عقوق وإهمال وشيء مقارب 
سمعنا كلاما ليس للفعل بعده      سبيل وكم من ناطق يتلاعب
لئن قالت الأتراك ثم بدا لها      فقد فعلت ساسان والغرب غارب
رمانا ذوو الأحلام من عترة الدجى      فهل للدجى حِلم وذقن وشارب
لنا الله لا مولى سواه فمن يثق      بمولى سواه فهو للحظ نادب
لنا الله قلناها ونعلم حقها      وأن ولي الشرق والغرب خائب
لعمرك ما أَرضي علي بموطن      إذا كان فيها للخسيس المراتب
فما وطن إن لم تعش فيه سالما      ورأسك مرفوع وقلبك راغب
وعيشك موفور وعرضك صيّن      وربك وهّاب وكفك واهب
يفيض عليك الرزق من كل وجهة      لكل فقير فيه حق وواجب
سقى الله في الأوطان أهلا وجيرة      لهم في الحشا مني هوى متراكب
لنا موعد في الدار آن أوانه      إذا ما هممنا أعجلتنا الحقائب

17 - فبراير - 2012
نهار ضاحك من ليل حالك
 14  15  16