البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 13  14  15  16  17 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أولى لك فأولى    كن أول من يقيّم

إعراب آية كريمة
" واللهُ جعل لكم ممّا خلق ظلالاً وجعل لكم من الجبال أكناناً وجعل لكم سرابيلَ تقيكم الحرّ " ( النحل16/81) .
( لكم ) : في محل نصب مفعول ثانٍ للفعل : جعل. والمفعول الأول :(ظلالاً).وهكذا [ لكم أكناناً ، لكم سرابيل ].( مِمّا ): متعلقان بحال محذوفة من ( ظلالاً). و( لكم): متعلقان بحال محذوفة من ( أكناناً).
قوله سبحانه : ( تقيكم الحرّ) ؛ أي : تقيكم الحَرَّ والبَرْدَ ، فحذف المعطوف ، وهو : البرد ، مع حرف العطف ، وهو الواو ، وذلك ؛ للعِلْم به ، أو ؛ لدلالة ضِدّه عليه ...( البحر المحيط5/524).
( السّرابيل) : هي القُمصان والثياب المتخَذة من الصوف والكِتّان والقُطن ، ومنه قول الشاعر الصحابي لَبِيد رضي الله عنه :
               الحمد لله إذْ لم يأتِني أجَلي        حتى اكتسَيْتُ من الإسلام سِرْبالا
( الأكنان ): جمع :كَنّ- بفتح الكاف- وهو السّترة والغِطاء.
 
تقوية التوكيد
يُقَوَّى التوكيد بكلمة ( أجمع) بعد ( كلّه)، وبكلمة ( جمعاء) بعد ( كلّها)،وبكلمة ( أجمعين ) بعد ( كلّهم ) : " فسجد الملائكةُ كلُّهم أجمعون" الآية. هذا ، وربما يؤكد بأجمع ، وجمعاء ،وأجمعين ، وجُمَع من غير أن يتقدّمهنّ لفظ ( كل) ، ومنه قوله تعالى : " ...لَأُغوِينّهم أجمعين " .
أَوْلى لكَ
( أولى) : الأكثرون على أنه اسم مشتق من الولي وهو القرب . وقيل:من الويل . تعرب مبتدأ ، و( لك) : متعلقان بالخبر ، وتقديره: الهلاك لهم .[ اقتصر عليه العُكبَري]. أو تعرب خبرَ مبتدأ محذوف ، تقديره : الهلاكُ أَوْلى لكَ ؛ أي : أقرب وأدنى. ( أولى) : عند الأصمعي : فعل ماض ، بمعنى : قاربه ما يهلكه ؛ أي : نزلَ به . وفاعله ضمير مستتر يدلّ عليه السّياق ، كأنه قيل : أولى: أي الهلاك. وهذا ظاهر عبارة الزمخشري. وعند المبرّد: ( أولى): فعل ماض بمعنى : قارَبَك الغضب .هذا الأسلوب ( أولى لك) : تهديد و وعيد . قال تعالى : " أولى لك فأولى * ثم أولى لك فأولى"(القيامة75/34 و35 ) .

14 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
ومن الأحلام ما يُتَحقَّق    كن أول من يقيّم

كفاني شرفاً شها دتك يا ست ضياء خانم ، وكفاني فخراً إجازتك يا جوري الشام أستاذي زهير الهمام ، وكفاني حظاً وصفك لي ياعبير الزمان أستاذي حسن بنلفقيه . أطال الله أعماركم في مرضاته ، ورزقكم الحسنى وزيادة في الدارَيْن ، وكلَّ عام وأنتم بألف خير . مع احترامي وتقديري للجميع .
 

14 - سبتمبر - 2007
رمضان كريم
لِمَنْ هذان البيتان ?    كن أول من يقيّم

بيتان مختلف في قائلهما
                        إذا كنتَ في حاجة ٍمرسلاً           فأرْسِلْ حكيماً ولا تُوصِهِ
                        وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التوى           فشاوِرْ لبيباً ولا تَعْصِهِ
  فهما في شرح ديوان طَرَفة بن العبد : 170-171. وفي( ديوان صالح بن عبد القدّوس :149 ). ونسبا إلى حسّان بن ثابت في ( العمدة لابن رشيق1/301) ، وإلى الزبير بن عبد المطّلب في ( طبقات فحول الشعراء1/246) ، وإلى عبد الله بن معاوية بن جعفر في شعره:51).
إنّ( السِّناد) أنواع كثيرة ، وهو كل عيب يحدث قبل الرّويّ، كإرداف قافية ، وتجريد أخرى ، كالبيتين السابقين. ( يُنظر العِقْد الفريد5/489،والعُمدة1/317، والفصول في القوافي :233لابن الدّهّان ، تحقيق د/صالح العايد، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،العدد السادس عشر ، حَزِيران1996 ، ونضرة الإغريض في نصرة القريض:249-250 للعلوي، تحقيق نهى عارف الحسن،سنة1976 ،مجمع اللغة العربية ، دمشق.
فائدة : فيه مخطوط لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن علي الأصبحي العُنّابي( متوفَّى عام 776 هجري) نسخة شستربِتي ، صوّرتْها جامعة الإمام برقم 4730 ف.

15 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
سيّدي العالم المتواضع    كن أول من يقيّم

سيّدي العالِم المتواضع الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف النويهي الأكرم . سلام عليكم ورحمة من الله وبركات . قد - والله- شرّفتني لؤلؤتك، وأدخلتَ السرور إلى قلبي، وهذا مِن أحَبّ الأعمال إلى الله تعالى.
أسأل الله أن يُبلّغك مقصودك ، ويستجيب دعاءك ، وكلَّ عام وأنتم بألف خير .

15 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
تعدية الفعل بحرف الجر    كن أول من يقيّم

إعراب آية كريمة
" ويسألونك ماذا يُنفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون" (2/219) .
(ماذا) =( ما ): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ( ذا):اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر. جملة ( ينفقون): صلة الموصول الاسمي . جملة ( ماذا ينفقون): في محل نصب ِمفعول ثان للفعل يسأ ل. ( العفو) :مفعول به لفعل محذوف تقديره : أنفِق. وجملة ( أنفِقوا) : في محل نصب مفعول به ؛ لأنه مقول القول.( كذلك) : الكاف اسمية بمعنى : مِثْل،مبنية على الفتح في محل نصب نائب مفعول مطلق ، وهي مضافة ، و(ذا) : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليها؛ أي : الكاف الاسمية. واللام للبعد،والكاف حرف خطاب. جملة ( يبيّن الله): استئنافية لا محل لها من الإعراب.جملة ( يتفكّرون) : في محل رفع خبر ( لعلّ) . جملة ( لعلكم تتفكرون): استئنافية للتعليل .
تعدية الفعل بالحرف
الألف
آمن ب : " آمن الرسول بما أنزِل إليه من ربه..."( 2/285).
آمن ل :بمعنى : أقَرّ :"...لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"(2/55).
آخذ ب: " لا يؤاخذكم الله باللهو ..."(2/225).
اضطُرّ إلى : "وقد فصّل لكم ما حَرّم عليكم إلا ما اضطُرِرتم إليه"(الأنعام6/119).
أُترِفَ في : " لا تركضوا وارجِعوا إلى ما أترِفتم فيه"(الأنبياء21/13).
ائتمر ب : " قال يا موسى إنّ الملأ يأتمرون بك"(القَصص28/20).
أمر ( الأمر إلى : مع المخلوق): "...والأمر إليكِ"(النمل27/33).
أمر ( الأمر ل: مع الخالِق سبحانه) : " ...وألأمر يومئذٍ لله"( الانفطار82/19) .
أفك عن : " قالوا أجئتنا لِتأفِكنا عن آلهتنا" (الأحقاف46/22).
الباء
بَصُرَ ب : " قال بصُرتُ بما لم يبصُروا به ..." ( طه20/96).
أُبعِدَ، يُبعَدُ ، مُبعَد عن: " أولئك عنها مبعَدون"(الأنبياء21/101).أمّا بَعُدَ ، يبعُدُ ، بعيد، فيتعدّى بمِنْ، وبِعَنْ.
تنبيه: أجاب على، قد وردت في ( الخصائص3/38و328و330)؛ لأنّ بعضهم يُصِرّ على ( عن).
بارك على: " وباركنا عليه " ( الصافات37/113) .
بايع على : " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يُبايِعْنَكَ على أن لا يشركن بالله ..."( الممتحنة60/12).
انبغى ، ينبغي ل: " وما علّمناه الشعروما ينبغي له " (ياسين36/69) .
التاء
تبرّأ من : " وقال الذين اتَّبعوا لو أنّ لنا كَرَّةً فنتبَرَّأَ منهم"(2/167) .
تَراضَى ب : " ولا جُناحَ عليكم فيما تراضَيْتم به " ( النساء4/24) .
تاب إلى : " قال سبحانك تبت إليك " ( الأعراف7/143) .
الجيم
جنح ل " وإنْ جنحوا للسلم فاجنَحْ لها " (الأنفال8/61) .

15 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
تعدّي الفعل بالحرف    كن أول من يقيّم

تعدية الفعل بالحرف
الحاء
حَلّ ، يحِلّ على : " ...ويحِلُّ عليه عذابٌ مُقيم" ( هود11/39) .
حاقَ ب : " ...وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون " ( النحل16/34) .
حادَ من : " ....ذلك ما كنتَ منه تَحيد " ( ق50/19 ) .
حُجِبَ عن : " كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون" ( سورة المطففين83/15) .
الخاء
خُيِّلَ إلى : " ...فإذا حبالُهم وعِصِيُّهم يُخَيَّلُ إليه من سحرهم أنها تسعى"( طه20/66) .
الدّال
دخَلَ ب : نَكَحَ : " ...فإن لم تكونوا دخلتم بهنّ فلا جُناحَ عليكم " (النساء4/23) .
الذّال
اسم الإشارة :( ذلك) قد تعدّى بالباء " ذلك بأنّ الله لم يك مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيّروا  مابأنفسهم " ( الأنفال8/53 ) .
الرّاء
رغِبَ إلى : " ...وإلى ربك فارغبْ " ( الشّرح94/8) .
رغِبَ عن ( انصرف) : " ومَن يرغب عن مِلّة إبراهيم إلا مَن سفِهَ نفسَه " ( 2/130 ) .
ركَنَ إلى : " ولا تركَنوا إلى الذين ظلموا فتَمَسَّكم النارُ "  (هود11/113)
الزاي
زعَمَ ب ( كفَلَ) : " ...وأنا به زعيم " (يوسف12/72).
زاغَ عن : " ومَن يَزِغْ منهم عن أمرنا نُذِقْهُ من عذاب السعير" (سبأ34/12)
 
 

16 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
نَقَمَ مِنْ    كن أول من يقيّم

تعدية الفعل بالحرف
السين
سطا ب : " يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا" (الحج22/72) .
سوّل ل : "قال بل سوّلتْ لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل" ( يوسف12/18).
سها عن : "الذين هم عن صلاتهم ساهون " (الماعون107/5) .
الصاد
صدّ، يصِدّ من : " ...إذا قومُكَ منه يصِدّون" (الزخرف43/57) .
صدّ، يصُدّ عن: " ...وتصُدّون عن سبيل الله" (الأعراف7/86) .
اصطبر ل(مع الخالق) : "...فاعبُدْهُ واصطبِرْ لعبادته" ( مريم19/65) .
صبر على : " فاصبِرْ على مايقولون..." (طه20/130).
الضاد
ضحِكَ من : "...وكنتم منهم تضحكون " (المؤمنون23/110).
ضنّ على : " وما هو على الغيب بضنين " (التكوير81/24) .
الطاء
اطمأنّ ب : " ...واطمأنّوا بها ..." (يونس10/7) .
العين
عهِدَ إلى: " وعهِدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتيَ للطائعين ..."
              ( البقرة/225) .
اعتذر إلى : " يعتذرون إليكم إذا رجَعتم إليهم " (التوبة9/94).
عرّف ل : " ونُدخلُهم الجنّةَ عرّفها لهم "(محمد47/6) .
عيِيَ ب : " أفَعَيِينا بالخَلْق الأول..." (ق50/15).
الغين
غَفَلَ، يَغفُلُ(بضم الفاء) عن : " والذين هم عن آياتنا غافلون" ( يونس10/7) .
غاب عن : " وما هم عنها بغائبين" ( الانفطار82/16).
غَلَظَ، يغلُظ على : " واغلُظْ عليهم" (التوبة9/73).
القاف
اقتدر على : " ...فإنّا عليهم مُقتدِرون" (الزخرف43/42).
تقبّل عن " أولئك الذين نتقبّلُ عنهم أحسن ما عمِلوا" (الأحقاف46/16).
 تقبّل مِنْ أيضاً : " إنما يتقبّل الله من المتقين" ( المائدة5/27)].
 
 
الكاف
كفر ب : " أولئك الذين كفروا بربّهم" (الرعد13/5) أحياناً لا يتعدّى:
" ألا إنّ عاداً كفروا ربهم" (هود11/60).
اللام
لفَتَ عن (صَرَفَ): " قالوا أجِئْتَنا لِتَلفِتَنا عمّا وجدنا عليه آباءَنا..."
                      (يونس10/78).
الميم
ماز، يَمِيزُ مِن : " ...حتى يَمِيزَ الخبيثَ من الطّيّب"(آل عِمران3/179).
مكّنَ ل : " أولم نُمكِّنْ لهم..." (القَصص28/57).
النون
نكص على : "...نَكَصَ على عقِبَيْهِ..." (الأنفال8/48).
نصر على : " ونصرناهُ من القوم الذين كذّبوا بآياتنا" ( الأنبياء21/77).
نَقَمَ مِنْ : " وما نقَموا منهم إلا أن يُؤمنوا بالله العزيز الحميد"
               ( البروج85/8).
الهاء
هُرِعَ إلى : "وجاءه قومُهُ يُهرَعون إليه"(هود11/78).
الواو
واثَقَ ب : " واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثَقَكُم به "
            ( المائدة5/7).
أوحى ل : " بأنّ ربك أوحى لها" (الزلزلة99/5).
أوحى إلى: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتّخِذي من الجبال بيوتاً..."
             ( النحل16/68).

16 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
الدعاء لصاحب الأبيات    كن أول من يقيّم

في أخلاق الأمم   للشاعر الحكيم: زهير ظاظا
 
 
ومـا  مـن أمة حكمت iiوأفتت ولـيـس على مهندها iiشطوبُ
فإن  رُضيت فبالأخلاق iiتُرضَى وبـالأخـلاق  تفتخر iiالشعوبُ
وليس  الصقر يجرحُ في iiسماء يـعـيـق فراخه فيها iiالوثوبُ
كـمـثل الذئب يفتك في iiقطيع يـمـين شمال، متعتُهُ iiالنشوبُ
فـقـل  للذئب عينُك لا iiسواها حـديثك  عنك في الدنيا iiينوبُ
إذا وقـف الـرجال أمام iiصقرٍ فـكـل  حديثها النظر iiالخلوبُ
ومـا حـكم الخليقة في iiشموخٍ بـعـالمها، ولا الوجه iiالقطوبُ
تـولـيـنـا مـحـبتها iiقرونا تُـقـطّـعُ في محبتنا iiالجيوبُ
وآخـرنـا  مـقـيم في iiمناها وآخـر مـن يـسفّهنا الهروبُ
ومن حسب امتطاء الخيل زعما فـأول مـا يـؤدّبـه iiالركوبُ
إنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس . أعتقد
 جازماً بأنّ أستاذنا الشاعر الحكيم والأديب الأريب والناقد العالم الذوّاقة...يستحقّ منّا جميعاَ أن نخصه بالدعاءعندفِطرِنا في هذ الشهر الكريم؛ ذلك بأنّ الدعاءهو مخ العبادة .جزى الله خيرًا أخانا وأستاذنا، وأجاب دعاءه، وستره في الدنيا والآخرة.

16 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
نصيحة ذهبية للعلامة زهير ظاظا    كن أول من يقيّم

نصيحة ذهبية
للعلامة : زهير ظاظا
إن للألفاظ القرآنية مكانةً محصنة في لغة العرب، ليس في وسع أي صاحب معجم أن ينال منها، فقد ألفت فيها مئات الكتب، تناولت بالتفصيل جميع الألفاظ القرآنية، ما كان منها مهملاً، أو غريبًا، أو داخلاً في باب الأصول. فما كان منها داخلاً في باب الأصول لا يمكن لأحد أياً كان أن يزيد في معناها أو ينقص، وإذا فعل ذلك كانت فعلته عدواناً على القرآن. وأمّا ما كان منه مهملاً وغريباً، مِمّا لم يَرِدْ في القرآن إلا المرّة والمرّتين، فيمكن البحثُ فيه بشرط عدم الخروج عن معاجم اللغة الموثوقة). وأتمنى أن أوفّق في التعبير عمّا ترسّخ في مخيلتي من ملاحظة البون الشاسع والمترامي الأطراف ما بين واقع المذاهب الإسلامية اليوم، وخصائص نشأتها ومراحل تطورها. وأضرِب لك مثلا ًالمذهب الحنبلي، الذي أصبح اليوم في الطرف الأبعد من الشيعة الإمامية. بينما كان يوماً من الأيام مذهب الكثيرين من أعلام الشيعة الإمامية. فهذا ابن الفوطي (ت723هـ) صاحب (معجم الألقاب) والذي كان قيماً لأكبر مكتبة في الدنيا في عصره (مكتبة الرصد) لم يجد ما يعيبه في أن يكون شيعياً حنبلياً، وهذا الحكيم الطوفي (ت710هـ)، وهو من تلاميذ ابن تيمية كما ذكر ابن رجب، كان حنبلياً شيعياً، وترك خزانة كتب من تصانيفه. وهذا شيخ الإمامية وعالمهم في عصره شمس الدين السكاكيني، كان حنبلياً من تلاميذ مكي بن علان، وقد ناظره ابن تيمية وشهد له بالتفوق وقال: "هو ممن يتشيع به السُّنّي، ويتسنن به الرافضي" ونسخ صحيح البخاري بيده، وتوفي يوم 26/ صفر/ 721هـ ومولده سنة (635) وهو صاحب القصيدة المشهورة التي ردّ عليها ابن تيمية، وأولها: (أيا معشر الإسلام ذمّي دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة)... وهو صاحب الكتاب المظلوم (الطرائف في معرفة الطوائف) الذي قطعه التقي السُّبكي وغسله بالماء ثم أحرقه. وهو غير كتاب ابن طاووس المطبوع بنفس الاسم. ولو رجَعنا إلى أبعد من ذلك رأينا الحلاج وهو رأس العجائب والغرائب، كان حنبلياً لا ينتطح في ذلك عنزان. ولو قلّبت النظر في طبقات الحنابلة رأيت عشرات الأعلام، ولدوا ونشأوا وعاشوا وماتوا في أجواء بعيدة كل البعد عن حنبلية القرون الأخيرة. فما أحْوَجَنا إلى حِدّةٍ في النظر تتجاوز غبار الطائفية وإرثها، لتصل إلى دراسة علاقة المذاهب الإسلامية في ظلال الدول التي رزقت قسطاً من الأمن والاستقرار. أتمنى أن نعود إلى الوراء قرونا عدة، ونقرأ ترجمة البهاء العاملي (كبير الشيعة في عصره) بقلم المُحِبّي (كبير أهل السُّنّة في دمشق) قال في خلاصة الأثر: "وهو أحق من كل حقيق بذكر أخباره ونشر مزاياه وإتحاف العالم بفضائله وبدائعه، وكان أمّة مستقلة في الأخذ بأطراف العلوم، والتضلع بدقائق الفنون، وما أظن الزمان سمح بمثله وأجاد".
                             نعَم ، فإنه لايشكر الله مَن لا يشكر الناس. جزاك الله يا أستاذنا
                             خير ما جزى عباده المتّقين، وجعل أعمالك كلها في موازين
                             حسناتك، وجمعنا وأمثالك في الجنة على سُرُرٍ متقابلين . آمين.
 
 

16 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
هذا الحديث    كن أول من يقيّم

حذف الصفة
قال تعالى : " ...وكان وراءَهم ملِكٌ يأخذ كلَّ سفينةٍ غصباً" (الكهف18/79).
أي : يأخذ كل سفينةٍ صالحةٍ غصباً .( غصباً) : مفعول مطلق،أو مصدر في محل نصب حال.
فائدة : (وراء) في اللغة تحتمل الأمام، والخلف.
 
حذف الصفة والموصوف
قال العباس بن مِرداس السُّلَمي :
            وقد كنتُ في الحرب ذا تُدرأٍ      فلم أُعطَ شيئاً ولم أُمنَعِ
       في الشطر الأول حُذِفت الصفة : فلم أعط شيئاً طائلاً . وفي الشطر الثاني حُذِفت الصفة والموصوف معاً : ولم أُمنَع الشّيء الحقير.
( في الحرب) : متعلقان ب( كان).
( ذا) : خبر ( كان) المنصوب،وعلامة نصبه الألف ؛ لأنه من الأسماء السّتة.وهو مضاف.
( تُدْرَأٍ): مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة. 
( فلم) : الفاء عاطفة. ( ولم) :عاطفة أيضاً .
( شيئاً) : مفعول ثانٍ، ونائب الفاعل المستتر في : لم أُعطَ سدّ مسدَّ المفعول الأول لِ (لم أعط). ومعنى ( تدرأ) :قوّة على دفع العدو في ميادين الحرب والطعان.يشير إلى غزوة حُنَين، لمّا وزّع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم على المؤلَّفة قلوبُهم ، فكان نصيب الشاعر أقلَّ ، فقال: ما أراك عدلتَ يا رسول الله! فقال عمر: دعني أضرِبْ عنقه ، فقال صلى الله عليه وسلم : دعهُ ، فإنّ هؤلاء يُغالون في الدِّين حتى يمرقوا منه كما يمرق السهم من الرّمية .
هذا الحديث الشريف
" مَن توضّأ يوم الجمعة فبِها ونِعمتْ ..."
( بها) : متعلقان بفعل محذوف تقديره: أخَذَ ؛ أي: فبالرخصة أخذ. وقد حُذِف تمييز ( نِعمت)؛أي: نِعْمَتْ رُخصةً . قال تعالى في وصف النار :"عليها تسعةَ عشَرَ " ( المدّثّر74/30) ؛ أي: نقيباً أونوعاً من الملائكة . وقال سبحانه: " أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ"(الأعراف7/179) ؛ أي: أضلّ طريقاً . ( البحر4/428). وقال تعالى: " وقال لهم خَزَنَتُها سلامٌ عليكم طِبتم فادخلوها خالدين" ( الزمر39/73)؛ أي: طِبتم حالاً ،فالتمييز محذوف.(حاشية الجَمَل3/626) .
هذا البيتُ !!!
                           يُوشِكُ مَن فَرَّ مِن منيّتهِ        في بعض غِرّاتِهِ يُوافِقُها
  نهايةُ ما يجتمع في قافية واحدة؛ وذلك أنه اجتمع فيه خمسة أحرف، وهي: التأسيس، والدخيل ،والرّويّ ، والصلة ، والخروج، وكلها يلزم تكراره إلا الدخيل ، واجتمع فيه أربع حركات، وهي:
الرّس ، والإشباع ، والإطلاق ، والنفاذ، فهذه تسعة أشياء،فالألف في البيت تأسيس ، وحركة ما قبلها رسٌّ، والفاء دخيل ،وحركتها إشباع ، والقاف رويّ ، وحركتها إطلاق ، ومجرى إنْ شئت ،والهاء
صلة ، وحركتها نفاذ ، والألف خروج. إنّ هذا البيت منسوب في ( تاج العروس للزَّبيدي اليمني3/217)
لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما .
وصية
أوصى يحيى بن خالد ابنه فقال : يا بُني إذا حدّثك جليسك حديثاً فأقْبِلْ عليه وأَصغِ إليه ، ولا تقُلْ قد سمِعتُهُ وإنْ كنتَ أحفَظَ له وكأنك لم تسمعه إلا منه ، فإنّ ذلك يكسبك المحبة والميل إليك .

17 - سبتمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
 13  14  15  16  17