هجوم على القرآن الكريم كن أول من يقيّم
(هجوم على القرآن الكريم) مقدمــة : نقل الأستاذ صبري أبو حسين إلى موقع الوراق جزءا من مقال بعنوان (هجوم على موقف القرآن الكريم من الشعر!) وختمه بالقول : (فهل من قارئ هذا المقال؟ وهل من رادٍّ عليه بطريقة عقلية بحثية؟!) ولما دخلت الرابط ، وجدت موقعا صليبيا يدعى (إسلاميات) على مبدأ (قـرّاديات) . ووجدت الهجوم منصباً على الله والنبي والقرآن والإسلام وجبريل ، وليس على موقف القرآن الكريم من الشعر .. ووجدت أغلب التهم والشواهد لا علاقة لها بموقف القرآن الكريم من الشعر، وإنما سيقت للتغطية على مطاعن تريد الصلعمية تمريرها ؛ للتنفيس عن إحن وأحقاد لم تكن دفينة قط . وأنا على ثقة من أن طبيعة الرد الصادق لا تهم الناشر المتلطي تحت اسم (ناهد فيبي) ، فالمهم عنده هو أن يجد من يرد عليه ولو بصفعة ؛ لأن ذلك يمثل بالنسبة له انتشار المقال في موقع آخر، وهو أحد الأهداف المقصودة . ووسمتُ المقالة بـ (الصلعمية) لاستخدامها لفظ (صلعم) بدلا من (صلى الله عليه وسلم) هزواً .. وقد جاءت معظم التهم والمطاعن بلا شواهد ، ثم جمعت الشواهد في نهاية المقال ، على شكل أبيات منسوبة لامرئ القيس وشعراء جاهليين مغمورين ، وفيها ألفاظ مماثلة لألفاظ قرآنية ، لتزعم أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، سرق القرآن الكريم من أولئك النكرات ، وكأن الألفاظ وقف على فرد أو زمن . وقد وجدتُ ردودا (عقلية بحثية) نقل الأستاذ صبري من أحدها - مشكورا - خمسة أوجه من أصل واحد وعشرين ، ثم أكمل الحديث عن خلف الأحمر . وقد نفت الردود صحة نسبة تلك الشواهد إلى العصر الجاهلي وشعرائه ؛ لأنها لم ترد في أيٍّ من مصادر الشعر العربي الموثوق أو المنحول ، لذا بطل الاستدلال بها جميعا . ولو كانت جاهلية حقا لتلقفها الجاهليون وواجهوا بها النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ . ثم اتضح أن تلك الشواهد هي من منحول مستشرقة القرن التاسع عشر ، الذين شككوا في الشعر الجاهلي حين كانوا يرون أنه شاهد على إعجاز القرآن الكريم ، فلما أوحى إليهم شياطينهم بأن هذا الشعر مصدر القرآن الكريم ، نكسوا على رؤوسهم ، وزعموا بأن القرآن الكريم الذي لا يؤمنون بقدسيته ، سرق من الشعر الجاهلي الذي لا يؤمنون بوجوده ، من دون أن يتراجعوا عن سابق أكاذيبهم وافتراءاتهم .. وأذكـّر في هذه المقدمة بما يلي : أعداؤنا بغوا علينا بما لا نستطيع الرد عليهم بمثله : · سبّوا إلهنا ونحن لا نسبّ ؛ لأن الله إله العالمين ، فهو إلهنا وإلههم .. · شتموا نبينا ، ونحن لا نشتم ؛ لأنهم أنبياء الله ، فهم أنبياؤنا أيضا.. · سخروا من ديننا ، ونحن لا نسخر ؛ لأن الدين كله لله .. · يحتجون بحرية الرأي ، وكأن الشتيمة رأي والسخرية حضارة .. · نحن نؤمن بالمسيح ولا نتبعه ، وهم يؤمنون بموسى ولا يتبعونه .. · من الكفر أن تحب من صلب المسيح ، وتكره من يحترم المسيح .. · اقتضت حكمة الله التدرج ، ولو شاء لأرسل نبيا واحدا وشريعة واحدة.. · لم يقدموا دليلا علميا قط ، ولن يقدموا شاهدا صحيحا عَوْضُ .. وعلى الرغم من قناعتي ، التي ستتضح مع تقدم الرد خطوة خطوة ، بأن هدف المقال هو الدس والطعن ، وليس البحث العلمي العقلي . واعترافا مني بجهود الأستاذ صبري ، الذي تجشم نسخ قسط كبير من الردود ، قررت إعادة تدوين ما تيسر لي من ردودي على الصلعمية . وقد تركت عبارة الأصل [بين قوسين] والخطأ اللغوي فيه تحته خط . وحذفت ما يسمح به الاختصار ، مما لا يؤثر في جوهر الموضوع .. |