| تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
| المديد مع الخبب: كن أول من يقيّم
(11-4): وكالرمل؛ يتداخل المديد مع الخبب أيضاً، إذا جاء شطره على (فعِلاتن فعِلن فعِلاتن) أو (فعِلاتن فعِلن فعِلن). لكنه أقل من الرمل لندْرة مجيء (فاعلن) الحشوية على (فعِلن) بعد (فعِلاتن). يقول ابن بقّي: ظهَرَ الحسْنُ فأضحى مَلاذا ** وأبى القلْبُ فصارَ جُذاذا ويقول أيضاً: فَلِذا دقَّ هَوايَ وجَلاّ ** إنّ مَنْ ماتَ هَوىً إستراحا ومن ذلك قول محمد عبد المنعم خفاجي: عَبَقَ المجْدُ بها وسَما ** بِحِماها الملِكُ الحَسَنُ | 21 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| المجتث مع الخبب: كن أول من يقيّم
(11-5): ويتداخل المجتث في شكله (مفتعلن مفعولن) ـ على قلّته ـ مع الخبب أيضاً. فمن ذلك ما ذكره الجوهري في عروضه: جاريةٌ من رعْبٍ ** قد مَلأَتْ عَلْبَيْتِ ومثله قول ابن المعتز: وكنْ مع الدهْرِ دهْراً ** عُمْرُكُما مِثْلانِ | 21 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| الدوبيت مع الخبب: كن أول من يقيّم
(11-6): ومن مداخلات الدوبيت مع الخبب؛ قول العماد الأصفهاني: لا راحَةَ في العيشِ سوى أنْ أغزو في قتْـلِ ذوي الكفْرِ يكونُ العِزُّ فهما بتفعيلات الدوبيت()يساويان: (فعْلن فعِلن مفتعلن مفعولن). وهما بتفعيلات الخبب يساويان: ( فعْلن فعِلن فاعِلُ فعْلن فعْلن). ومن مجزوء الدوبيت؛ قول وليد الأعظمي: للطائفِ بالبيتِ هيامُ ويساوي بتفعيلات الخبب: (فعْلن فعِلن فاعِلُ فعْلن).
| 21 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| 12- التداخل الخَرْمي: كن أول من يقيّم
وهو من أنواع التداخل العَرَضي، لأنه ناتجٌ عن زحاف الخَرْم ( ويعني سقوط متحركٍ أول الشطر ). وهو من الزحافات القليلة التي وردت في أشعار القدماء، وكادت تتلاشى بعد ذلك. ويدخل الخرم -عند أكثر العروضيين- على ما كان أولُهُ وتَدٌ من البحور؛ كالطويل والمتقارب والوافر والهزج والمضارع. وأباحَ غيرهم دخولَه على سواها. (12-1): فبالخرم؛ قد ينتقل إيقاع الطويل إلى إيقاع الكامل، كما في قول يحيى بن زياد الحارثي: لَمّا رأيْتُ الشيْبَ لاحَ بياضُهُ ** بمفرِقِ رأسي قلتُ للشيبِ: مرحَبا فصدر البيت على الطويل يساوي: (عولن مفاعيلن فعولُ مفاعِلن).بينما هو على الكامل يساوي: (متْفاعلن متْفاعلن متَفاعلن). ومثله قول الأخطل: أبلِغْ أميرَ المؤمنين رسالةً ** جزاءً بنُعْمى قبلَها ووسيلُ وقد خَرمَ المتنبّي في موضعين فقط من ديوانه؛ أحدهما في الوافر، والثاني في الطويل، وذلك قوله: لا يُحزِنُ اللهُ الأميرَ فإنّني ** سآخذُ منْ حالاته بنصيبِ ومن المحدثين؛ يقول مصطفى بدوي (وكرر الخرمَ في ذات القصيدة 4 مرات): نامي فهذا الليلُ أوشَكَ نصفُهُ ** يموتُ، وضوءُ البدْرِ قَبَّلَ مغْرِبَهْ | 26 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| خرم المتقارب: كن أول من يقيّم
(12-2): وبالخرم؛ يتداخل المتقارب: (عولن فعولن فعولن فعو) مع ما أسميناه بالبحر اللاحق: (مستفعلن فاعلن فاعلن). يقول امرؤ القيس: يا هندُ لا تنكحي بوهةً ** عليهِ عقيقتُهُ أحْسَبا ويقول أيضاً: وعيْنٌ لها حَدْرةٌ بَدْرةٌ ** شُقَّتْ مآقيهما منْ أُخَرْ ومثلهما من البحر اللاحق؛ قول ابن الحفّاظ: ما زلْتُ في حُبِّهِ مُنْصِفاً ** مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمُ ويقول الأخطل من المتقارب: (عولُ فعولُ فعولن فعو): لَمْ أرَ ملحمةً مثلها ** فقِفْ لي أُخبِّرْكَ أخبارَها ومثله من اللاحق: (مفتعلن فعِلن فاعلن)، قول نازك الملائكة: سُمْرَتُها عسَلٌ سائلٌ ** للحسْنِ في خَدِّها رقْرَقَهْ *** بل إنّ خرم المتقارب المجزوء: (عولن فعولن فعولن) يُداخله مع المجتث: (مستفعلن فاعلاتن)، ونمثل له بقوله: وجْهٌ كطلْعَةِ بَدْرٍ ** تَحَيَّرَ فيه الجَمالُ | 26 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| خرم المنسرح: كن أول من يقيّم
(12-3): فإذا انخرمَ المنسرح بسقوط سببه الأول (x تفعلن فاعلاتُ مفتعلن)، دخل إيقاعه في إيقاع الخفيف (فاعلاتن متفعلن فعِلن). يقول الشمّاخ بن ضرار: قاتِلِ القومَ يا خزاعُ ولا **يدخلْكمُ منْ قتالِهمْ فشَلُ بل إن مثل هذا التداخل هو تداخلٌ ممتدّ، يتجاوز الصدر، ليشمل العجز أيضاً، فبتدوير البيت السابق يتحول كليّةً إلى الخفيف هكذا: قاتِلِ القومَ يا خزاعُ ولا يدْ **خلْكُمُ منْ قتالِهمْ فشَلُ حيث أصبح تفعيله: (فاعلاتن متفعلن فعِلاتن ** فاعلاتن متفعلن فعِلن). ومثال ذلك من الخفيف؛ قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إنما الناسُ ظاعنٌ ومُقيمٌ ** فالذي بانَ للمقيمِ عِظَهْ وهذا مثالٌ آخر للخرم في المنسرح، جاء صدره على: (فعِلن مفعولاتُ مفتعلن). ويساوي ذلك من الخفيف: (فعِلاتن مستفعلن فعِلن) . يقول ابن قيس الرقيات: طَرَقَتْهُ أسماءُ أمْ حَلِما ** أمْ لَمْ تكُنْ من رحالِنا أَمَما | 26 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| هدية مقبولة كن أول من يقيّم
إلى الدمشقي الأصيل: أستاذي د. يحيى حفظه الله رحم الله شيخنا الجليل، علي الطنطاوي، الذي سبق عصره بمثل هذه النظرات الرائعة، والذي كان في أسلوبه الفائق أجمل من الشعراء. ولكن.. لولا خيطه لَما سُمّي العقد عقداً، ولَما أمكن له أن يفترش الصدور. وكلما كان التأنق في صناعة العقود أكبر، كان العقد أغلى وأحلى. الشعر ظاهرة موسيقية قبل كل شيء، ولأجلِها افترق الشعر عن النثر، ولأجلها كذلك تسنّم الشعر ذروة الفنون الأدبية. ولا ينفي هذا أن يكون النثر في كثير من الأحيان متفوقاً على كثير من الشعر. فلنُبْقِ للشعر إذاً سحرَ موسيقاه، وللنثر سحر أسلوبه. سعدتُ بمداخلتك الرائعة أستاذي تقبل محبتي وودّي | 26 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| أحسنت يا زين الدين كن أول من يقيّم
ليس في القصيدة ما يُشير إلى قدمٍ يمتد أكثر من زمن زكي مبارك فالمعاني والكلمات والتراكيب كلها حديثة فهل من عالمٍ في آثار الشعر، ينقب فيها، ويبين لنا الحقيقة؟ | 27 - مارس - 2008 | قصيدة منسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم |
| هديتي لابن حلب الأصيل كن أول من يقيّم
هذه القصيدة القديمة، قلتها (فسْط) حلب، أيام الدراسة الجامعية عام 1974م، أهديها لأستاذنا الحبيب د.يحيى المصري الحلبي، ولكل محبّي حلب: أنـتِ الـخـلودُ وأنتِ المجْدُ يا iiحلَبُ | | تيـهـي فـمَـجْدُكِ زاهٍ زاهِرٌ iiقَشِبُ | فيـكِ الـجـمالُ وفيكِ السِّحْرُ iiمؤتَلِقُ | | يا وردةً فـي حَـنـايا البيدِ تنتصِبُ | يـسْـري عبيرُكِ في أرجاءِ iiأعْصُــرِنا | | فيسْـكَـرُ الكونُ والتاريخُ iiوالحقَبُ | أنـت الـفَـخارُ فَخارُ العُرْبِ iiماوُجِدوا | | ومـنـبـرُ الشّرقِ تزهو فوقَه iiالخُطَبُ | مـا زالَ إسْـمُـكِ مـرفوعاً .. لَهُ نغَمٌ | | في مـسمعِ الكونِ تجثو عندَهُ iiالشُّهُبُ | سـنـابِـكُ الخيلِ منْ حمدانَ ما فَتِئَتْ | | لـهـا على الأرضِ منْ تَجْوالِها iiجَلَبُ | نَشْوى منَ الطّعْنِ إذْ يحْمى اللظى وعـلى | | مـتـونِـها الغُرِّ أبطالُ الوغى iiركِبوا | مـنْ كـلِّ أصْـيَـدَ منْ حمدانَ iiمنبِتُهُ | | أكْرمْ بـهِ بـطَـلاً كـالـنارِ iiيلتهِبُ | الـنـصـرُ غـايـتُهُ ، والحقُّ iiساعِدُهُ | | والـسِّـلْمُ دَيْدَنُهُ .. لا الحَرْبُ iiوالحَرَبُ | سَـلِ الـمَـعاليَ عنّا ، هلْ جرى iiدمُها | | إلاّ بكُـلِّ عُـلاً قـد شـادَهُ iiالـعَرَبُ | سـلِ الـمـعـاليَ عنّا ، يومَ iiعطَّرَها | | نفْـحٌ مـنَ المجْدِ، كانتْ مسْكُهُ iiحلَبُ | هـيَ الـفـداءُ إذا مـا كُرْبةٌ iiعَصَفَتْ | | هـيَ الـنِّـداءُ، هيَ اللُّقْيا، هيَ الغَلَبُ | هـيَ الـحَـيـاةُ إذا ما السِّلْمُ iiعطَّرَها | | هـي الـنَّعيمُ، هيَ المَهْوى، هيَ iiالأدبُ | | 27 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
| ب- التداخل التزاوجي: كن أول من يقيّم
تتركّب معظمُ صور البحور العربية من ازدواجٍ لا متماثل بين شطرَيْ الوزن الواحد. فغالباً ما يختلف الصّدْر عن العَجُز طولاً وقصَراً، وخفّةً وثقَلاً، تبعاً للاختلاف البيّن بين تفعيلَتَيْ العروض والضرب. وقليلاً ما يتطابق التركيب الإيقاعي لصدر البيت وعجزه تطابقاً تامّاً. فإذا ضربنا المثلَ بالبحر الطويل؛ وجدنا التبايُنَ في تركيب الصدر والعجز قائماً في صورتين من صوره الثلاث: 1-*فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلن**فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 2-*فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلن**فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلن 3-*فعولن مفاعيلن فعولن مفاعِلن**فعولن مفاعيلن فعو لُ فعولن
ولا شك أن في مثل هذه الصور نوعاً من التباين الإيقاعيّ المحبَّب، لأنه يكسر حدّةَ التماثل التام بين شطْرَيْ الصورة الواحدة، ويُنوّع الأنغامَ داخلَ الوزن الواحد. ولا يختلف التداخل التزاوجي بين البحور المختلفة عن هذا النوع من التباين الإيقاعي. إلاّ أنه مزاوجة بين وزنين أو بحرين مختلفين، متوائمَيْ التركيب الإيقاعي، يستقلّ فيها كلُّ وزنٍ منهما بشطر واحد من شطري البيت الشعري، ويستمرّان على مدى القصيدة كلّها. | 28 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |