 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | قيمة العقاد     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
عبقريات العقاد يا أستاذ عبد الرؤوف هي أول ما أدعو إلى إعادة النظر في قيمتها، وأنا ربما كنت قد جرت عليه في كلمتي السابقة، وأريد هنا أن أضيف أن قيمة العقاد الباقية =من وجهة نظري= هي مذكراته وملاحظاته على رجالات عصره، مع أن الكثير من تلك الملاحظات مختلط ببريق العظمة الذي لبس رداءها طوال نصف قرن. أتمنى ألا تتراجع يا أستاذ عبد الرؤوف عن روعة هذا الملف الذي يضاف إلى أغنياتك الخالدة للحرية المصلوبة على أعمدة الحكمة السبعة. ولا شك عندي أن في أسماعنا دويا لأسماء هي أكبر من العقاد، وسوف تكون مرارة الخيبة أكبر منها بكثير عندما نكتشف إلى أي مدى كانت جوفاء، ثم لا شك عندي أننا عندما نختار للمناهج الدراسية قطعة من تراث الجاحظ أو ابن العميد أو الصابي، أو محمد عبده أو الكواكبي أو رشيد رضا فلا يعني أننا ندعو تلاميذنا للذوبان في شخصياتهم. وسوف لن نكون أوفياء لأجيالنا إذا قدمنا لهم أعلاما مزورة، وصورا مفبركة، وأصناما جديدة. وأمنيتي أن أرى أعلامنا المعاصرين، والذين لا يزالون على قيد الحياة يحتلون في المناهج الدراسية مكانة توازي مكانة الموتى، لأنهم يمكن أن ينطقوا ويستنطقوا، ولن يكون نطقهم معجزة. أو كما قال إبراهيم (ع) (فاسألوهم إن كانوا ينطقون) (الأنبياء: 63) | 15 - يوليو - 2006 | مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار |
 | جواب النويهي كن أول من يقيّم
أنشر هنا جوابي على عتاب أستاذنا النويهي في ملفه الجديد (مثقفونا الرواد الكبار ..إلخ) عـتـابـك أجـمل ما تكتبُ | | فـلا زلـت يـا سيدي iiتعتبُ | ولا زلـتُ أخطئ فيما iiفهمت | | ويـرشـدنـي الأدب الطيب | وإن كـان ذلـك صعبا عليك | | فـذاك عـلـى قلبنا iiأصعب | قـرار حـكـمـت iiبـتنفيذه | | فـمـن ذا يزيد ومن iiيشطب | وأنـت الـعـليم بمر iiالقضاء | | إلـى أي أقـدارنـا iiيـنسب | فـخـل الـقديم وهات iiالجديد | | وأحـسـبك البحر لا iiينضب | ويا طالما صحتُ عبد الرؤوف | | وأنـت عـلى زورقي iiتركب | وتـرقـص تطوان في iiموجنا | | وتـلـعـب مراكش المغرب | وسـجـادة أصـبـحت قصة | | أبـو الـهول في جنبها iiأرنب | سـتنشر صورتها عن iiقريب | | وتـفـعـل فـيها كما iiترغب | فـلا تنس أستاذتي في iiالدموع | | لأمـجـادهـا كـلـها iiتسلب | وأطـفـالها في مهب iiالرياح | | بـقـايـا الـدمار لهم iiملعب | ولـبـنـان يـغرق في باطل | | عـلـى كـل أرجائه iiيسكب | نـظـرت لـهـا شفقا iiأحمرا | | ولـم أدر تـشـرق أم iiتغرب | تـجـيـل الـيهود iiأساطيلها | | وتـضـرب فيها ولا iiتضرب | وبـيـروت أجـمـل غاداتها | | تـهـان وتـسبى ولا iiنغضب | يـقـال قد استوعبت iiأورشليم | | فـبالله هـل أنـت تستوعب | مـتى هي تفهم أن الرصاص | | وأن الـصـواريخ لا iiترهب | وأن الـكـرامة حق الشعوب | | وأن الـشـهـامـة لا iiتغلب | وأن الـسـيـاسة وهم iiيزول | | بـأصـدق أحـوالـها iiتكذب | إذا كـان صـاحـبـها مذنبا | | فـإن الـبـريء هو iiالمذنب | | 16 - يوليو - 2006 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | جواب عتاب كن أول من يقيّم
عـتـابـك أجـمل ما تكتبُ | | فـلا زلـت يـا سيدي iiتعتبُ | ولا زلـتُ أخطئ فيما iiفهمت | | ويـرشـدنـي الأدب الطيب | وإن كـان ذلـك صعبا عليك | | فـذاك عـلـى قلبنا iiأصعب | قـرار حـكـمـت iiبـتنفيذه | | فـمـن ذا يزيد ومن iiيشطب | وأنـت الـعـليم بمر iiالقضاء | | إلـى أي أقـدارنـا iiيـنسب | فـخـل الـقديم وهات iiالجديد | | وأحـسـبك البحر لا iiينضب | ويا طالما صحتُ عبد الرؤوف | | وأنـت عـلى زورقي iiتركب | وتـرقـص تطوان في iiموجنا | | وتـلـعـب مراكش المغرب | وسـجـادة أصـبـحت قصة | | أبـو الـهول في جنبها iiأرنب | سـتنشر صورتها عن iiقريب | | وتـفـعـل فـيها كما iiترغب | فـلا تنس أستاذتي في iiالدموع | | لأمـجـادهـا كـلـها iiتسلب | وأطـفـالها في مهب iiالرياح | | بـقـايـا الـدمار لهم iiملعب | ولـبـنـان يـغرق في باطل | | عـلـى كـل أرجائه iiيسكب | نـظـرت لـهـا شفقا iiأحمرا | | ولـم أدر تـشـرق أم iiتغرب | تـجـيـل الـيهود iiأساطيلها | | وتـضـرب فيها ولا iiتضرب | وبـيـروت أجـمـل غاداتها | | تـهـان وتـسبى ولا iiنغضب | يـقـال قد استوعبت iiأورشليم | | فـبالله هـل أنـت تستوعب | مـتى هي تفهم أن الرصاص | | وأن الـصـواريخ لا iiترهب | وأن الـكـرامة حق الشعوب | | وأن الـشـهـامـة لا iiتغلب | وأن الـسـيـاسة وهم iiيزول | | بـأصـدق أحـوالـها iiتكذب | إذا كـان صـاحـبـها مذنبا | | فـإن الـبـريء هو iiالمذنب | | 16 - يوليو - 2006 | مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار |
 | على هامش وحيد كن أول من يقيّم
يـا لـيل لا ترهق بنصك iiهامشي |
|
دعـني وحيدا في خراب iiعرائشي |
واسـحـب رجاءً كل لونك iiإنني |
|
لا وقـت عـنـدي للكلام الفاحش |
إنـي أريـدك فـي الـنهاية هكذا |
|
كـي لا أريدك، فاحتفظ iiبحشائشي |
وانـشـر حصيرتي التي iiأحرقتها |
|
واقـسـم لـهيبي للرماد iiونابشي |
حرفي الجريح على خيوطك خنجر |
|
فـي عـين كل مفاوض iiومناقش |
لـن تـنتهي شمسي مجرد iiصهوة |
|
لـن يـنتهي قمري مجرد iiرائش |
الـصـمـت يكبر داخلي iiبحرابه |
|
والدمع يصغر وهو أشرف iiجائش |
أهـديـك مـولاتـي بقية iiفرحة |
|
قـتـلـت سـعادتها بسهم iiطائش |
مـا أصـعب الكلمات لست iiأقولها |
|
مـثل الشواهد في قبور iiهوامشي |
| 16 - يوليو - 2006 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | عبقرية العقاد كن أول من يقيّم
أستاذتي ضياء خانم: هذه صفحات متتاليات اخترتها لأصدقائنا من كتاب (عبقرية عمر) معتمدا (نشرة المكتبة العصرية : صيدا) مذكرا بكلمة النويهي بأن هذه السلسلة تدرس في المداس في مصر ! قال (ص 168) ملقيا الضوء على صرامة عمر (ر) في السياسة: (وما كانت لعمر صرامة مع علي لم تكن له مع غيره في مأزق الخوف من الفتنة والذود عن الوحدة، فقبل أن يسلم الروح كانت وصيته وهو لا يعلم مَن الخليفة من بعده: (إن اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف، وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا ، وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما، فإن رضي ثلاثة رجلا منهم، وثلاثة رجلا، فحكّموا عبد الله بن عمر، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس) قال العقاد مبينا هنا عبقرية عمر (ر): (وما اختار ابنه عبد الله للفصل بين الفئتين المتساويين إلا لأنه خارج من الاختيار، ثم لم يجعل له القول الفصل حتى يفتح للناس مخرجا من رأيه إن شاءوا أن لا يتبعوه، ولن يقضي بأمثل من هذا القضاء في مأزق الفتنة أحد له قضاء عادل منزه عن خبايا القلوب) وقال (ص171) بعدما قص موقف عمر يوم السقيفة: (وكان انتهاء مسألة الخلافة بسلام أعجوبة الأعاجيب، وتبحث عن سر هذه الأعجوبة، أو عن سرها الأكبر فيغنيك فيها أن تذكر اسما واحدا هو عمر بن الخطاب. إلى أين كانت تلك الفتنة ذاهبة لو لم يقف في وجهها عمر وقفته المرهوبة يوم السقيفة ? سؤال يدلك على سر تلك العجيبة قبل كل جواب. فما عُرف رأي عمر في البيعة حتى بطل الخلاف إلا ما لا خطر له، واطمأن من يوافق، وعلم من يخالف أن خلافه لا ينفعه، واجتمعت كلمةٌ على مبايعة أبي بكر أوشكت أن تكون كلمات ... ثم حكى ما جرى بين أبي بكر وعمر في ذلك ثم قال: فبايع عمر، فقطعت جهيزة قول كل خطيب) =كذا= ! وقال في شرح المثل: (يضرب للبت في الأمر، كثر فيه الرأي ودار حوله الخلاف). وهذا خطأ بلا شك، لأن المثل يضرب للرجل يقطع على الناس ما هم فيه بحماقة يأتى بها. قال (ص172) في خبر الردة: (وأعجوبة الأعاجيب في هذا الأمر موقف الرجلين من المشكلة الكبرى التي واجهتهما معا بعد موت النبي بأيام قلائل وهي مشكلة الردة ونكوص العرب عن أحكام الدين، وحيرة الصحابة الكبار فيما يتعامل به المرتدون، وليس العجب أن يختلف أبو بكر وعمر في مشكلة كبيرة أو صغيرة، وإنما العجب هو نوع هذا الخلاف الذي لم يتوقعه أحد، فيخالف أبو بكر لأنه يجنح إلى الشدة والصلابة، ويخالف عمر لأنه يجنح إلى اللين والهوادة، ثم يلتقيان ولا يتعارضان) وقال (ص182) أثناء تناوله قصة خالد ومالك بن نويرة: (وقد أبلغ الخبر عمر بن الخطاب فقال لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق، فاعتذر له أبو بكر بأنه (تأول فأخطأ) وودى مالكا، واستدعى خالدا إليه.. وقدم خالد فدخل المسجد وعليه قباء، وفي عمامته أسهم غرزها للمباهاة، فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له: قتلت امرءا مسلما، ثم نزوت على امرأته ? والله لأرجمنك بأحجارك.
| 17 - يوليو - 2006 | مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار |
 | عودة يمامة كن أول من يقيّم
ها هي قد عادت يمامة ترفرف في الوراق،
وكنا ظننا أنها قاطعتنا،
فالحمد لله على السلامة،وعودا محمودا،
وكنت قد أعددت قصيدة فيالاعتذار إليها،
وتحينت مناسبة لنشرها،
وأرى هنا الفرصة سانحة لمصالحتها واستعتابها،ولكن أتساءل هنا:
لماذا يا يمامة لم تذكري لنا من أين جئت
بهذه القصة ?
هلا اقتديت بهدهد سليمان ففصلت لنا الخبر بالتمام:
هل هي من سبأ أم باريز، أم من جزر اليابان أم من سواحل الإنكليز ?
وإليك قصيدتنا يا يمامة، ولكن رفقا بعشنا،
ولا تقولي: (إن اليمام إذا دخلت عشا ملأته بأجنحتها غبارا، وجعلت عاليه سافله):
أتـعـبـتـني يا iiيمامه |
|
عـلام عـتـبي iiعلامَهْ |
ولـسـت أعرف iiعذرا |
|
أشـيـخـة أم iiغـلامَهْ |
أمـا الـكـلام iiفـيعني |
|
أســتــاذة عـلّامـه |
إن صح في الظن حدسي |
|
فـلا أحـب iiالـسـلامه |
والـصـقر أجمل iiشيء |
|
إذا رأيــت iiقـيـامـه |
ولـيـس فـي مفرداتي |
|
شـيء يـسـمى iiندامه |
أراك لـمـت iiزهـيـرا |
|
ومـا فـهـمـت كلامه |
وقـلـت شـكـرا ولكن |
|
أردتـه كـالـمـلامـه |
جـرح الـمـلاح بـليغ |
|
ولا أطـيـق سـهـامه |
هـذا أنـا iiوحـكـيمي |
|
وعـيـنـهـا iiالـنمامه |
رمـت بـسـهم iiوولت |
|
وأورثـتـنـي iiسـقامه |
يـا شـهـرزاد iiالنويهي |
|
مـا كـنـت أقصر iiقامه |
وشـهـريـار iiولـكـن |
|
كـالـقـس فـي سلّامه |
كـتـبـت فـيك iiودادا |
|
قـصـيـدة iiكـالـمقامه |
إن تـقـبـلـيها فعندي |
|
زيادة وكـرامـه |
| 18 - يوليو - 2006 | من ترجماتي |
 | يمامة الموج كن أول من يقيّم
يـمـامـتي ما لك من غافل | | لاعـبـة فـي برجه iiالمائل | الـصـقر لا يسأل في iiصيده | | جـوابُـه فـي أعين iiالسائل | إن تـسلمي من مخلب iiجارح | | لا تـسـلمي من لحظه iiالقاتل | شـكـرا على هزلك في iiجده | | أخـرجـته من شغله iiالشاغل | لا تـزعـلي مني فلم iiأستسغ | | حـكـايـة الجورب بالكامل | فـأيـن فـيها دفقك iiالمشتهى | | عهدت فيه لـذة iiالعاقل | لا تـزعـلي مني فلسنا iiهنا | | عـلـى حساب بيننا iiواصل | أسـلوبك الساحر غطى iiعلى | | مـوضـوعها الطالع iiوالنازل | في صدرنا نحل على iiروضها | | ومـا لنا في خصرك iiالناحل | أمـسـكتها أنظر في iiريشها | | فـلـيـت أني شاعرٌ iiجاهلي | سـامـحـتِ بـالحق iiولكنما | | يـسـامَح الشاعر في iiالباطل | يـمـامـتـي قصة iiمستعمر | | أنـشـرهـا في خبر iiعاجل | والله إنـي رجـل iiطـيـب | | وكـل أشـعـاري بلا طائل | وكـل مـا أهـديـه iiإسوارة | | مـن الـكلام المخمل iiالرافل | دخلت في موجي ولن تخرجي | | يـمـامـة في حلمه iiالراحل | ولتخبري الناس لكي iiينظروا | | إلى سرى الموج من iiالساحل | قـفي على زندي ولا iiتستحي | | فـلـست بالوغد ولا iiالهازل | بالله أسـتـعـديك في iiوجنة | | تـغـرق فـي مدمعها iiالوابل | لـو كـنت وحدي هان لكنني | | أحـمـل بـغداد على iiكاهلي | سـألـت عنها زورقا iiزورقا | | نـهـرا من القدس إلى iiكابل | ودخـلـت بـيروت ما iiبيننا | | واخـتـلـط الـحابل iiبالنابل | كـيـف بكاء اثنين في أربع | | فـأجّـلـي الـدمع إلى iiقابل | | 18 - يوليو - 2006 | من ترجماتي |
 | قصيدة نادرة كن أول من يقيّم
هذه قصيدة طريفة، من روائع إقبال، ,ويبدو لي أن عنوانها في الترجمة العربية: (الزهد والفسق) قد ناله شيء من التعديل لتلطيف الأجواء، وربما أكون مصيبا في أن إقبالا سماها (الشيخ والزنديق) وهي من قصائد إقبال في ديوانه: (صلصلة الجرس) نقلتها عن ترجمة جلال الحفناوي (ص73) وديوان (صلصلة الجرس) هو باكورة دواوين إقبال، نشر لأول مرة عام (1924م) ومنذ ذلك الوقت طبع أكثر من أربعين مرة، وهو مقسم إلى ثلاثة أقسام، تضمن القسم الأول أشعاره الأولى حتى سفره إلى أوربا عام (1905م) واشتمل القسم الثاني على أشعاره التي نظمها أثناء إقامته في أوربا ما بين (1905 و 1908م) وأما القسم الأخير فيضم ما نظمه بعد عودته إلى الهند حتى عام (1924م) ومن أشهر قصائده في هذا الديوان قصيدة (شكوى) و(جواب شكوى) التي غنت أم كلثوم ترجمتها بصياغة الصاوي شعلان، كما يضم أعظم قصائد إقبال وأشهرها وهي قصيدته في رثاء أمه.
. أحكي لكم حكاية أحد الشيوخ، ولا أروم بذلك إظهار حدة طبعي أو تعصبي. . كان فائق الشهرة لنشأته الصوفية، ويحترمه الجميع: كبار القوم وصغارهم. . كان يقول: إن الشريعة كامنة في التصوف مثلما المعاني مضمرة في الكلمات. . وكان إبريق قلبه يفيض بخمر الزهد، بينما قاع الإبريق مملوءٌ بجميع رواسب ألم الخيال. . كان يظهر كراماته حتى يضاعف من أعداد مريديه. . كان يسكن بجواري منذ فترة، وهكذا كان لقاء الفاسق بالزاهد منذ زمان. . سأل الشيخ أصدقائي فقال: إن إقبالا مثل طائر القمري على شجر صفصاف المعاني. . فكيف يلتزم بأحكام الشريعة ? مع أنه مثار حسد الكليم الهمداني = كليم الهمداني: ملك الشعراء في بلاط الإمبراطور المغولي شاهجهان توفي عام 1061م = . وأسمع أنه لا يعد الهندوسي كافرا، وهذا الاعتقاد لديه من أثر دراسة الفلسفة. . كما أنه يميل إلى التشيع، وقد سمعناه يتحدث بلسانه ويفضل علياً. . ويعتقد أن الغناء يدخل في صلب العبادات، ولا يقصد من ذلك إلا الإهانة. . ولا يخجل من الذين يتاجرون بالحسن، وهذه عادة قديمة عند شعرائنا. . حيث يكون الغناء في الليل، والتلاوة في السحر. وهذا الرمز لم تنكتشف معانيه لنا حتى الآن. . لكن علمت من مريديّ أن شبابه نقي مثل السحَر. . هو مجموعة من الأضداد، وليس هو إقبال، قلبه كتاب للحكمة، بينما هو ذو طبيعة مذبذبة. . هو عليم بالفسق والتهتك، وعالم بالشريعة، ولو سألته عن التصوف فإنه يبدو كأنه المنصور الثاني =الحلاج= . ولو تكشفت لنا حقيقة هذا الشخص فربما يكون مؤسسا لإسلام جديد. . والخلاصة أنني أسهبت في الوعظ حتى يثبت الحديث عن بيانه. . فالكلام الذي يقال في هذه المدينة يدركه الجميع، وقد سمعته أيضا على ألسنة أصدقائي. . وذات يوم قابلت السيد الزاهد على قارعة الطريق، فردد في حديثه نفس الكلام القديم. . قال: إن الشكوى كانت بسبب الحب، وكان فرضاً عليّ أن أرشدك إلى طريق الشريعة. . قلت له: إنني لست متضايقا، فقد كان هذا واجبك بحكم الجوار. . إنني أخفض رأس التسليم أمامكم، وبسبب التواضع تحول شبابي لشيخوخة. . لو أنك لا تعرف حقيقتي فلا يدل هذا على قصور في معرفتك. . أنا نفسي لا أعرف حقيقة ذاتي، وأن ماء بحر أفكاري عميق. . أنا أيضا أتمنى أن ألتقي بإقبال، ولطالما سالت دموعي الغزيرة على فراقه. . إن إقبالا لا يعرف إقبالا، والله ليس في هذا الأمر سخرية.
| 19 - يوليو - 2006 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | فأما الزبد فيذهب جفاء كن أول من يقيّم
يبدو أني ارتكبت عدة أخطاء متتالية، لا أدري بالضبط ما هي، فرأيت أحسن ما أقوم به أن أحذف سبب هذه الفاجعة، مع أنها عزيزة علي جدا، أو كانت عزيزة جدا، وقد ذهبت جفاء، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ترضى عنه ضياء فيمكث في الديوان. وقد كان قصدي أن أواسي أستاذتي في أحزانها فإذا بي أتسسب لها بفاجعة، فصرت مثل (جهيزة) التي أكثرت من ذكرها، وكما يقال عندنا في الشام (من عيّب ابتلَى، يا دافع البلا) | 19 - يوليو - 2006 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | المعذرة يا أستاذ كن أول من يقيّم
المعذرة يا أستاذ، لقد آثرت أن أحذف ما تسبب بتكدير خاطركم، وخاطر أستاذتنا، وأتمنى انا لا أكون بتصرفي هذا قد أخطأت أيضا، لذلك أعتذر أيضا مقدما. | 19 - يوليو - 2006 | مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار |