البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عمر خلوف .

 11  12  13  14  15 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
5- التداخل العَرَضي بين الكامل والمجتث:    كن أول من يقيّم

وكثيراً ما يتداخل الكامل في شكله: (متْفاعلن فعِلاتن) مع المجتث. لأنه بذلك يساوي الشكل: (مستفعلن فعِلاتن) من المجتث.
يقول ابن عبد ربه من الكامل:
جَرَّعْتَني غُصَصاً بها ** كدَّرْتَ صَفْوَ حياتي
ومنه قول ابن المعتز:
سَلْ بالزمانِ خبيرَهُ ** إنّي بهِ لَعَليمُ
صاحَبْتُهُ فذَمَمْتُهُ ** إنَّ الزمانَ ذميمُ
ومثلهما من المجتث؛ قول الوليد بن يزيد:
إنّي سمعْتُ بليلٍ ** نحو الرّصافةِ رَنَّهْ
يقلْنَ: وَيْلي وعَوْلي ** والوَيْلُ حلَّ بِهنَّهْ

19 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
6- التداخل العرضي بي الكامل والرجز والمجتث:    كن أول من يقيّم

وتتداخل هذه البحور الثلاثة معاً بالشكل: ( مستفعلن مفعولن ).
يقول ابن المعتز من المجتث:
يا ربّ قد أبْلاني ** حُبّي لذا الخَوّانِ
ويقول صريع الغواني من الرجز:
أكثرْتُما تفْنيدي ** لو ينفع التفنيدُ
ويقول ابن عبد ربه من الكامل:
أين الذينَ تسابقوا ** في المجْدِ للغاياتِ
بل قد تتداخل هذه البحور الثلاثة بطريقة أخرى، وذلك عندما يصحّ أحد الشطرين على الكامل والرجز مثلاً، ويصحّ الشطر الثاني على الكامل والمجتث.
        فمن ذلك مثلاً؛ قول ابن عبد ربه من الكامل:
يا أيّها الشادي صَهٍ ** ليستْ بساعةِ شَدْوِ
وقد يصح صدر البيت على الكامل والرجز، بينما يصح عجزه على الكامل والرجز والمجتث معاً.
يقول ابن سناء الملك، من قصيدة رجزية:
واعْقِدْ لِبنْتِ الكَرْمَةِ ** عَقْداً على ابْنِ المُزْنِ

19 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
التشابه لا الاندماج    كن أول من يقيّم

كلما قرأتُ قولاً لعروضي (قديم أو حديث)، يحاول فيه أن يدمج بحراً في بحر -ادّعاء التيسير- أبتدرُ بالترحّم على عبقري هذه الأمة: الخليل بن أحمد الفراهيدي، رحمه الله تعالى. فلقد كان في تمييزه أوزان الشعر العربي إلى ما هي عليه بالفعل فذّاً لا يُجارَى.
فالتأصيل الحق يجب أن يقوم على واقع الشعر، لا على الأهواء والأمزجة.
وواقع الشعر العربي يؤكّد بلا شك تمايز الرجز عن الكامل عن السريع. وأخطأ من ظنّ أنه بعمله هذا يُبسّط لنا علم العروض، بل هو تعقيدٌ يصعبُ معه التمييز بين صور هذه البحور المختلفة.
وكان الجوهري -رحمه الله- قد وقع بمثل هذا التعقيد، عندما جعل السريع من البسيط، والمنسرح والمقتضب من الرجز، والمجتث من الخفيف... حيث اضطر في شرحه أن يُمايز بينها على الرغم من جمعها تحت باب واحد.
ولذلك فلا بدّ لكل محاولات الدمج بين الأوزان المتقاربة أن تذهب أدراج الرياح، ولن تجد لها أذناً صاغيةً من شاعر يمتلك حسّاً شاعرياً حقيقياً.
 
جزاك الله خيراً يا أبا إيهاب
نحن في انتظار مزيدك، ولا تبخل علينا بمداخلاتك وتعليقاتك حول ما تعرضه.

19 - مارس - 2008
مع كتاب "إحياء العروض" للعلامة عز الدين التنوخي
7- التداخل العرَضي بين المخلّع والكامل:    كن أول من يقيّم

ويتداخل المخلّع بشكله: (مستفعلن فعِلن فعولن)، على قلّته، مع الكامل، لأنه يساوي حينئذٍ: (متْفاعلن متَفاعلاتن) من الكامل.
        فمن ذلك قول امرئ القيس:
عيناكَ دمْعُهُما سِجالُ ** كأنّ شأنَيْهما وِشالُ
وقول علقمةَ ذي جدن:
ذو عثكلانَ وذو خليلٍ ** ما منهما ناطقٌ يُجيبُ
وقول خالد الكاتب:
ما بعْدَ بُعْدِ العيونِ فيكا ** سعْدَ الهوى لكَ عاشقيكا
وقول الششتري أيضاً:
مَنْ يعْتَبِرْ يَجِدِ اعْتبارَهْ ** ويشهد الحقُّ والشهودُ
وهذا في الكامل كثير طبعاً. كما في قول أحمد رامي:
الصبُّ تفضحُهُ عيونُهْ ** وتَنِمُّ عن وجْدٍ شؤونُهْ
إنّـا تكَتَّمْنـا الهوى ** والداءُ أقتلُـهُ دفينُـهْ
بل إن في الشطر الأول من البيت الثاني تداخلاً بين الكامل والرجز كما هو واضح، وبذلك يكون البيت ثلاثي البحور.

20 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
8- التداخل العرَضي بين المقتضب والكامل:    كن أول من يقيّم

        ويتداخل المقتضب في شكله: (فعِلاتُ مفْتَعَلن) مع الكامل، لأنه بذلك يساوي: (متَفاعِلن فعِلن) من الكامل.
        وأمثلة ذلك في المقتضب قليلة، لقلّة ورود (فعِلاتُ) فيه، فلقد وَرَدَ هذا التداخلُ مرّةً واحدةً فقط، في قصيدة لأحمد شوقي عدّتها (79 بيتاً) مطلعها:
حفَّ كأسَها الحَبَبُ ** فَهْيَ فضَّةٌ ذهَبُ
        وذلك في قوله:
شَرُفَتْ مَنافِحُها ** واعتلى بها العِنَبُ
ومثل ذلك قول الرافعي من المقتضب:
منْ أشعّةِ النّظَرِ ** لأشعّةِ القَمَرِ
منْ سُهادِ أعيُنِهِ ** لكواكبِ السّهَرِ
        وقول إبراهيم العريض:
تستفزُّ ناظرَها ** بِمُجرّدِ النّظَرِ
وقول سعيد عقل:
زنبقاتُنا وَجِعَتْ ** لِقَوامِكِ النّكِدِ
سألَتْ وما سألَتْ *
* عنْ غِواكِ والغَيَدِ
لكنّ أمثلة ذلك في الكامل كثيرة طبعاً.
        يقول ابن المعتز:
ولقد طَرقْتُ على **رصَدٍ وعيْنِ حَذِرْ
رشَأً بِمَحْنِيَةٍ
  ** شرِبَ الكرى فسَكِرْ

20 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
9- التداخل العرضي بين الرمل والمقتضب:    كن أول من يقيّم

        ويتداخل الرمل (فاعلاتن فاعلن) مع بعض صور المقتضب، إذا جاءت (فاعلاتن) فيه على (فاعِلاتُ)، فهو يساوي عندئذٍ (فاعِلاتُ فاعلن)، وهي من صور المقتضب غير الخليلية.
فعلى الرمل، يقول ابن المعتز:
رابَ دهْراً و سَطا ** و أَسَا، فأفْرَطا
هل يروعُ بازِياً
** رزْءُ أفراخِ القطا
ومثله قول عمر الأميري:
مُرْسِلٌ منْ كبِدي** زفْـرَتي وأنَّـتي
ويقابل ذلك من المقتضب، قول أبي العتاهية:
لِلمَنونِ دائرا ** تٌ، يُدِرْنَ صَرْفَها
        وقول هارون هاشم رشيد:
عائدونَ يا رُبى ** عائدونَ يا هضابْ
عائدونَ للصِّبا
** عائدونَ للشبابْ

20 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
10- التداخل العرَضي بين المتقارب والمتدارك:    كن أول من يقيّم

ويتداخل المتقارب مع المتدارك بطريقة فريدة إلى حدٍّ ما. فمن المعلوم أنه يصحّ في عروض المتقارب أن ترد على (فعولُ) أو (فعو) إلى جانب الأصل (فعولن). فإذا جاءت العروض على (فعولُ) المتحركة الآخر، حصَلَ نوعٌ من تَمادي الحركة إلى ما بعدَها من بداية العجز، اتّقاءً للوقوف على متحرك. وبانتقال الحركة إلى بداية الشطر الثاني، ينتقل إيقاع العجز من المتقارب إلى المتدارك، دون أن يؤثر ذلك على وقْع البيت في أذن المتلقّي لتشبعها مسبقاً بإيقاع البحر الأصلي.
        ومثل ذلك كثيرٌ جداً. يقول الكاتب (وقد تعمّدْنا كتابةَ الحرف المتحرك الواقع آخر الصدر، في بداية العجز ):
وشَطْرَكِ يَمَّمَ وجهيْ الحنيـ**ـنُ وَآفاقُ بُعْدكِ بِي نائِيَهْ
  //ه/ //ه/  //ه /ه    //ه  **  ///ه  /ه//ه  ///ه  /ه//ه
فعولُ  فعولُ  فعولن   فعو  ** فعِلن  فاعِلن  فعِلن  فاعلن
        ومنها:
أُسائِلُ عنكِ الخَيالَ الْمُطِلْـ**ـلَ وَهَمْسَ السكونِ بأسْماعِيَهْ
وعَزْفَ الرؤى خلْفَ حُجْبِ الظلا**مِ إذا ضمّني ليلُها ساريَهْ
فهـذي بقايـاكِ والذّكْريا ** تُ تُجـدِّدُ بالشّوقِ أيّامِيَـهْ

20 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
11- بحور الشعر العربي والخبب:    كن أول من يقيّم

ولعلّ أغربَ التداخلات العَرَضية بين البحور، أن تتداخلَ ستّة بحور هي: (الرجز والسريع والرمل والمديد والمجثت والدوبيت) في بحر أهمله العروض الخليلي هو: (الخبب).
(11-1): فمن مداخلات الرجز مع الخبب، كلّ ما جاء من الرجزعلى (مفتعلن مفتعلن مفتعلن) أو (مفتعلن مفتعلن مفعولن) وأشباهها ذات الضروب (مفعولْ أو مفْعو)..
يقول المبرّد في هجاء ثعلب:
أقسِمُ بالمُبْتَسَـمِ العَذْبِ
لو كتَبَ النّحْوَ عن الربِّ
ما زادَهُ إلاّ عَمـى قَلْبِ
ومثله قول فتيان الشاغوري:
وابْنِ فقيهٍ حَسَنِ الحالَهْ
     وهي على الرجز تساوي: (مفتعلن مفتعلن فعْلن). بينما تساوي على الخبب: ( فاعِلُ فعْلن فعِلن فعْلن ). (وهم يعدّون مثل هذه الأبيات -خطَلاً- من السريع، وهي رجز لاغير).
      ومن ذلك أيضاً قول الراجز القديم (الضرب مفعولْ):
أنا ابن حرْبٍ ومعي مخْراقْ
أضربُهمْ بصـارِمٍ رقْراقْ
إذْ كَرِهَ الموتَ أبو إسْحاقْ
ولكشاجم (على الضرب مفعولن):
غيثٌ أتانا مؤْذِنٌ بِخَفْـضِ
متَّصلُ الوَبْلِ حثيثُ الركْضِ
      ومن مجزوء الرجز؛قول صريع الغواني:
تفّاحـةٌ شاميّـةٌ ** منْ كفِّ ظبْيٍ غَزِلِ
ما خُلِقتْ مُذْ خُلِقتْ **
تلكَ لِغَيْرِ القُبَلِ
      ومن منهوكه؛ قول الراضي بالله:
فليسَ فيكَ أدْري
منفعَتي مـنْ ضرّي

21 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
السريع مع الخبب:    كن أول من يقيّم

(11-2): ومن مداخلات السريع مع الخبب؛ قول أبي نواس (على العَروض فاعلن والضرب فعْلن):
يسقيهمُ حمراءَ ياقوتةً ** تُسْرَجُ في الكأسِ وفي الكفِّ
ثمَّ تغنّى طرَباً عندهمْ ** وهْوَ منَ القومِ على خَوْفِ
فالصدرُ هنا للسريع، والعجز للخبب، (بل وللرجز أيضاً).
ومن مداخلات السريع مع الخبب أيضاً؛ قول ابن زاكور (على العروض والضرب فعِلن):
أحْمرُهُ الغَضُّ وأبيَضُهُ ** إنْ شُبِّها؛ الياقوتُ والذهبُ
وقوله أيضاً (على العروض فعِلن والضرب فعْلن):
أصفرُهُ الفاقِعُ منْ ذهَبٍ ** والأبيضُ الناصِعُ من فضَّهْ
ومثله لسعيد عقل:
يا نَسَماً مَرَّ على شَعَري ** فهَدَّني بعْضاً على بعْضِ
وعجُزا البيتين الأخيرين هما من الرجز أيضاً كما سبق القول.
 

21 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
الرمل مع الخبب:    كن أول من يقيّم

(11-3): ومداخلات الرمل مع الخبب كثيرة جدّاً؛ فكلّ شطرٍ استغرقت (فعِلاتن) جميعَ تفاعيله هو خبب صريح.
يقول ابن خفاجة:
إنّ للجنّةِ في الأندلسِ** مُجْتلى حُسْنٍ و ريّا نفَسِ
فسَنا صُبحَتِها من شَنَبٍ** ودُجى ظُلْمتها منْ لَعَسِ
ومن مجزوئه؛ قول صريع الغواني:
ذهَبٌ في ذهَبٍ را**حَ بها غصْنُ لُجَيْنِ

21 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
 11  12  13  14  15