البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صادق السعدي -

 11  12  13 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
التعايش الداخلي والتدخل الخارجي 5    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

 
   ما كان العراق يوما خارج المنظومة العربية حتى بعد التقسيم وظهور الدول القطرية. ويجب ألا ننسى أن الدولة العثمانية التي حكمت العراق قرابة أربعة قرون كانت سنية. وكان اختيار ملك عربي سني قد عزز سلطة الأقلية وتهميش الأكثرية الذي غاب صوتها في البرلمان الملكي إلا من ظل شاحب لوزارة غيرة مؤثرة استكثروها على من وصفوهم بالجهال والأميين! ليصبح ساطع الحصري الذي جاء الى العراق بمعية ملك حجازي، ساطع الحصري بتناقضاته وغرائبه وتعليمه التركي وانتمائه الى الحزب الطوراني المعادي للعروبة والدين، المنقلب بلا مقدمات منطقية الى قومي عربي يشرف على مناهج التعليم في العراق وُيعلّم برطانته أكثرية الشعب العراقي لغة العروبة التي يجهلونها!
   إن من واجب الدولة تعليم أبنائها وتأهيل الفرد ليكون منتجا في مجتمعه، لا أن تقصيه وتحرمه من فرص التعليم المتكافئة والوظائف المهمة في الدولة مما يعزز عنده الشعور بالاغتراب في وطنه وأنّه مستهدف بسبب عرقه أو انتمائه المذهبي..
  لقد مارست بريطانيا منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921 لعبة التوازن ومسك كل طرف من اليد التي تؤلمه بترسيخ المذهبية في العراق، أقلية تستأثر بالسلطة لتعزيرموقعها وتعويض النقص العددي بالكم النوعي، والسيطرة على جميع المرافق الحيوية والاستراتيجية للدولة. وفي هذه الحالة لابد من نشوب صراع بين هذه الأقلية الحاكمة، وبين أكثرية تشعر بالتهميش والإقصاء والتعدي على حقوقها. وهذا ما تريده وتفعله كل دولة استعمارية، صراع داخلي مستمر بين أبناء الوطن الواحد يشغلهم عن التفكير في التخلص من الهيمنة الأجنبية. فالأقلية بحاجة الى سند هذا الأجنبي، لأن تمرّدها يعني حرمانها من الدعم الذي لولاه ما استطاعت الوصول الى الحكم، وأكثرية مقموعة لا تستطيع تغيير المعادلة إلا بالتحالف والاستقواء بالأجنبي أيضا. وهكذا أصبحت الأقلية- بساستها تحكم- والأكثرية- بفقرائها- في العراق تلطم! حتى سقوط هذا النظام بقرار أمريكي بريطاني في 9 نيسان 2003.
   ومنطقي أن ما بدأ من الخارج ينتهي غالبا بقرار من الخارج. لتظهر تحالفات جديدة في ظل قوة ومنظومة جديدة، في لعبة ليست بجديدة!

5 - يونيو - 2012
جذور الصراع الطائفي في العراق
كلمة أخيرة    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

 
   أزمة حاضرة وتاريخ مأزوم وأسئلة قد لا نجد لها أجوبة، وإن وجدنا اختلفنا عليها، على حساب الواقع بكل تحدّياته التي تواجهنا كلنا ونحن في عصر تغلبت فيه النزعة المادية الدنيوية، وأصبح جوهر الدين ينسحب شيئا فشيئا من واقع حياتنا، إما لصالح التطرف الديني، أو التطرف المادي. 
    نحن بحاجة فعلا الى مراجعة ووقفة قاسية مع الذات والذهنية التي أفسدتها المداومة على القراءة والنظر بعين واحدة. هل سأل أحدنا نفسه كيف يمكن أن نكون موضوعيين في خصومتنا ونحن لا نقرأ إلا الضئيل القليل من كتب المخالفين لنا عقديا أو مذهبيّا. وحتى عندما نقرأ لا نكون في مناخ يمنحنا القدرة على أن نكون منصفين وموضوعيين. وإن جلسنا للحوار يتربص أحدنا بالآخر تربص العدو بعدوه، لا يستمع إليه إلا وهو حانق معبّأ بأجوبة تاريخية  محفوظة. شعاره: إما أن تقنعني، وهذا مستحيل طبعا، أو أقنعك وهذا هو الحق الذي يجب أن يكون!
    نحن نخشى أن نكون موضوعيين صادقين مع أنفسنا، فنخسر جدارنا الذي نتّكئ عليه!  مذهبنا الذي ننتمي إليه. إنها بالفعل خسارة كبيرة لا يجازف فيها إلا من قرر أن يفر من مذهب الى آخر. أي من حماقة الى أخرى ومن خندق طائفي الى خندق مثله.
 

5 - يونيو - 2012
جذور الصراع الطائفي في العراق
شكر واعتذار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
   قبل غلق هذا الملف، لابدّ من تقديم الشكر لكل من ساهم فيه برأي موافق أو مخالف. شكرا لمن انتقد وعلّق وتساءل ,أضاف أواعترض أو غضب. واعتذار حقيقي لكل من رأى فيما كتبته تجريحا، تلميحا أو تصريحا برموز لم يسمع أو يقرأ عنها إلا كل خير وثناء عاطر. ولا أدعي أني بالضرورة كنت موضوعيا أو دقيقا أو حتى مؤهلا للكتابة في مثل هذا الموضوع الشائك والملتبس، وأنا أدون مشاعر وانفعالات وصورا ومواقف وركاما من تاريخ لم نكن شهودا عليه، ولا نعرف عنه إلا ما نقل الرواة وما زعموا.
  كيف لا نختلف في التاريخ ونحن مختلفون في حاضر نشهده بالصوت والصورة! نختلف لأن الموضوعية نسبية والحق كلمة يدعيها كل طرف لنفسه. وقد حاولت أن أستعرض آراء ربما لا يعرفها البعض، أو قرأها بعين واحدة، وظرف مختلف. وفي الإعادة إفادة كما يقولون. كم قرأنا لكننا لم نفهم أو نتعقّل أو نقبل ما يخالف ذائقتنا وموروثنا إلا القليل القليل من ذلك الكم الهائل الذي قرأناه. كنت في كل ذلك متحدثا ربما باسم الشيطان أنقل آراءه وأحزانه ومخاوفه وأوهامه ووساوسه، وربما كان هذا الشيطان قابعا في اللاشعور يُنطقني ويمدني بالحيلة والكيد! ومن يقرأ دفاع الشيطان عن نفسه في الفصل الذي كتبه الشهرستاني في الملل والنحل يتهم هذا الرجل في دينه وسلامة عقيدته، وهذا بالفعل ما حدث. وما جعل الغزالي يكسر مغزله، وقبله أبو حيان التوحيدي يحرق ما كتب!
   ليس ما كتبته فتحا يعيد المياه غزيرة صافية لنهر دجلة والفرات، ولا هو محاولة للطعن والغمز واللمز، لأن القاريء أذكى من أن نلعب عليه بهذه الطريق الباردة! إنما هي تساؤلات سمعتها كثيرا، وقرأتها كثيرا، وشاهدتها في أكثر من مكان كنت أصلي فيه وأنا وحيد في جمع مختلف! في جامع السليمانية- استنبول- قرأت في العيون أسئلة حائرة،ونظرات غريبة في شخص غريب، يصلي بطريقة مختلفة مع جماعة مختلفة! مزحة في مكان لا يحتمل المزح ولا الكمرة الخفية!
   لماذا كان الحديث عن عمر بالذات؟! لأن الخلاف في عمر، ولو كان الخلاف في علي لم يختلف الأمر شيئا. وقد كتبت فصلا في العصمة والخلافة عند الشيعة لم أنشره في هذا الملف خشية الإطالة، ولأنه قد لا يتصل كثيرا بموضوع هذا الملفّ تركته ربما لمجلس آخر إن شاء الله.
   شكرا للجميع، وعذرا للجميع.
والله من وراء القصد
 

5 - يونيو - 2012
جذور الصراع الطائفي في العراق
أهلا بهذه العودة المباركة    كن أول من يقيّم

   سلامات يا أستاذ زهير. على وقع الإفلونزا طبخت شوربا سريعة بهذه المناسبة هدية متواضعة تجدها إن شاء الله في مجلس الأدب. نعم أستاذ جميل أصابتنا يوما ونحن في صحراء رفحاء حمى أعاذك الله من شدّتها. كان أخي قد أصيب بهذه الحمى التي قيل وقتها أنها الحمى القرمزية! فجلست عنده لأكثر من اسبوعين، وكل ما عندنا من دواء:خرقة وماء لم يكن باردا. بعدها أصبت بالعدوى وبقيت طريح الفراش لأسبوع أو أكثر وأخي يدور بين الخيام بحثا عن حبة تخفض الحرارة التي كادت تفتك بي. كان الكثير من الأصدقاء يحب الإجتماع في خيمتنا، وكان أخي الذي لا تنتهي قصصه وأحاديثه عن الأمم المتحدة وهذه الوفود الأوربية التي تزور المعسكر. الكل كان يعقد الآمال الكبيرة والعريضة على هذه القصص والأماني حتى أصبح أخي نارا على علم، يحفظ أسماء قوائم المقبولين للسفر، وأسماء من رفض منهم. في كل ساعة تسمع صوتا من خارج الخيمة: ها أبو جواد شو أخبار الوفد، منو مقبول منو مرفوض!
 
  أما الشوربا فكانت من اختصاصي.
 
طالما سهرت والى جانبي قدح الماء والضمادة أضعها على جبين أحد الأصدقاء. كلما شعرت بحرارة الخرقة، رفعتها عن جبهته ووضعتها في الماء، لأعيدها مرة أخرى أبرد مواضع الجسد الذي كان يلتهب كأنه جهنم. الى بياض الصبح، لم أكن أغفو سوى دقائق متقطعة بين فينة وأخرى أختلسها اختلاسا في فترة انقطاع أنين صديقي المطروح على الحصير!
   ما أجملها وما أمرها من سنوات عجاف. ثم أصبح كل في طريق. وكل له عذره ومشاغله. والبعض كانت صداقته خلّبا، والرجال معادن.

15 - يونيو - 2012
تدبر القرآن الكريم
شاعرية العقاد 2    كن أول من يقيّم

 
   ولعلّ حرمان العقاد المبكر من التعليم النظامي والجامعي قد ترك في نفسه ربما شعورا مركبا بالنقص من جهة، والكبر والتيه من جهة أخرى. فلم يكن يرى كبيرا غير نفسه أو أستاذا دخل في عباءته أو خرج منها. وقد ضاعف ذلك من حسّاسيته وتناقضاته أحيانا؛ حيث رفض الدكتوراه الفخرية وجائزة الدولة التقديرية، في حين كان لا يتردد في طلب المال من بعض أصدقائه بطريقة لا تخلو من توسّل واستجداء!  
   لقد كان العقاد رأسا كبيرا في المعارك الأدبية التي شهدها جيله في تبادل التهم بالسرقة من الآداب العالمية والشتائم والسباب. وأشهر معاركه كانت مع الرافعي وشوقي. ولم تكن النوازع الشخصية والثأرية بعيدة عن تلك الخصومات. وقد تنازع مع الرافعي في حب مي زيادة كما هو شأن بقية رجال الفكر والأدب الذين كانوا يحضرون مجلسها الذي كانت تعقده في كل ثلاثاء والذي قال فيه عبد الرحمن شكري:
إن لم أمتع بمي ناظري غدا        لا عاد صبح يا يوم الثلاثاء
   وكان الرافعي قد أصيب بمرض أفقده القدرة على السمع الا قليلا من أصوات لم يكن يتبينها، فكان العقاد خصمه اللدود يسخر منه ويصفه بالثرثار الأصم!
   ولعلّ شهرة شوقي التي كان يرى العقاد أنها مصطنعة تروّج لها صحف مأجورة وصفها بالخرق النتنة، وشعوره بالمرارة والإحتقان لكساد شعره في سوق الأدب، من أسباب تلك الحملة النقدية غير الموضوعية التي شنها العقاد على أمير الشعراء. بل تجاوز في الكلام عن شوقي وشعره في كتابه (الديوان) الذي نشره مع زميله إبراهيم المازني، أصول النقد الموضوعي وأدب الحوار، مدفوعا بحماس الشباب وطريقة ذلك الجيل باستعمال الألفاظ الجارحة والنقد العنيف مع الخصوم.
   وإذا كان العقاد بحق واحدا من أفضل المنظرين لحركة التجديد في الشعر الحديث. فإنّ شعره الذي أراده تطبيقا نظريا لما ذهب إليه في آرائه النقدية، لم يكن أكثر من نثر موزون، أو نظم عقلي لا روح فيه ولا خيال أصيل ولا شاعرية كما قال ناقدوه.
   ماهو مقدار الحق في مثل هذا التقييم لشعر العقاد أمر متروك لأصحابه. لكن هذا مضمون ما قاله أغلب من كتب عن العقاد باستثناء طه حسين الذي رأى- لسبب ما- أن يتوّج العقاد أميرا للشعر بعد شوقي.
 

20 - يونيو - 2012
شاعرية العقاد
شاعرية العقاد 3    كن أول من يقيّم

   أما صديق العقاد الدكتور زكي نجيب محمود الذي كان يشاطره الرأي في وظيفة الشعر من منظور عقلي وفلسفي، فقد ترقى في ذلك عندما وضع شعر العقاد في مصاف روائع الشعر العالمي. لكن العقاد الكاتب والأديب والناقد والمثقف العصامي، لم يتمكن من إقناع جمهور القراء من محبيه قبل خصومه بشاعريته بالرغم من دواوينه التسعة أو العشرة التي أصدرها والتي قد تفوق في حجمها دواوين كثير من شعراء عصره بل ومن جاء بعدهم من مشاهير الشعراء. وما يحسب للعقاد هذه القدرة العجيبة في كتابة الشعر بهذه التدفق والغزارة بالرغم من اتساع دائرة اهتماماته الثقافية في الأدب والنقد والفلسفة واللغة والإسلاميات وطائفة من علوم أخرى.
    والشعر بطبعه لا يحب الضرائر. فهل ماكتب العقاد لم يكن شعرا يستغرق فيه صاحبه ويعطيه من جهده وأعصابه ووقته ما لا يتسع معه البحث أو القراءة المتعمقة في علوم أخرى الا في حدود ضيقة كلما اتسعت، أثرت بوضوح على موهبة الشاعر وتدفق خياله وقدرته على إثراء تجريته الشعرية وصقلها.
   وكان صديق العقاد عبد الرحمن شكرى قد طوى صفحة الشعر، وغادر الحياة الأدبية في وقت مبكر منعزلا وحيدا بسبب وضعه الصحي ورومانسيته العالية وروحه الشفافة التي لم تحتمل قسوة الحياة وطبيعة البشر المطوية على الغدر والشر كما كان يرى هذا الشاعر الحالم. وقد دخل في خصومة مع رفيقه وأقرب زملائه في المهنة وثالث ثلاثة في قيام مدرسة الديوان إبراهيم المازني. وكان المازني صديقا لشكري، وقد أشاد بتجرته الشعرية وفضله على حافظ ابراهيم. لكن شكري ذكر بعض سرقات المازني في الشعر، فانقلب هذا الأخير عليه، ونزع عنه كل تلك الاوسمة الشعرية الرفيعة التي قلدها إياه يوما. واستمر العقاد مسيرته مع الشعر متحديا وساخطا على الموقف السلبي لأغلب النقاد من تجربته الشعرية التي كان يراها رائدة في مجال التجديد.
 أين هذه اللغة الشعرية الصادمة التي تذكرنا بحركة الشعر الجديد كما يرى الشاعر فاروق شوشه في أبيات العقاد من ديوانه عابر سبيل:
بنو جرجا ينادون على تفاح أمريكا
واسرائيل لا يألوك تعريبا وتتريكا
وأقزام من اليابان بالفصحى تحيّكا
وان لا تكن الفصحى فبالإيماء تغنيكا
قريب كلها الدنيا كرجع الصوت من فيكا
دعى الداعي فلبوه طغاة وصعاليكا
اذا ناديت يا ديار من ذا لا يلبيكا
فما في الناس هذاك ولا في الناس هتيكا
 

20 - يونيو - 2012
شاعرية العقاد
شاعرية العقاد 4    كن أول من يقيّم

 
   ويصف فاروق شوشه لغة هذه الابيات بأنّها بسيطة عارية من الزخرفة والبلاغة، لغة تتسم بالواقعية الشديدة والبعد عن تهاويل الرومانسية وجلجلة الكلاسيكية وصخبها، وهي اللغة التي تمثلها- كما يعتقد شوشه- صلاح عبد الصبور في قصيدته ( الحزن) إحدى قصائد ديوانه الاول( الناس في بلادي) وهو يقول:
يا صاحبي إني حزين
طلع الصباح فما ابتسمت، ولم يثر وجهي الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
فشربت شايا في الطريق
ورتقت نعلي
ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
قل ساعة أو ساعتين
قل عشرة أو عشرتين
ثم يقول ان العقاد بهذا المعنى يكون سابقا لرواد الشعر الجديد في تبني هذه اللغة الشعرية...
ولا وجه للشبه أو المقارنة بين القصيدتين. عبد الصبور في هذه القصيدة ليس فقط أكثر صدقا وعفوية في التعبير عن هموم الناس، وإنما اختياره لمفردات القصيدة وتوزيعها في بناء البيت الشعري يدل على ذوق شاعر مرهف الحس موهوب، يفهم طبيعة الشعر الحديث ويحسن التصرف في مفاتيحه بقطع النظر عن الموقف من قضية هذا النوع من الشعر والخلاف المزمن في شرعيته..
   صلاح عبد الصبور أقرب الى الشارع من العقاد الذي يقول بما معناه أنّه يستطيع أن يضع إصبعه على أي جزء من خارطة العالم ثم يقوم بوصفها والحديث عن جغرافيتها ومناخها وسكانها.. وشتان بين من يعيش الواقع، وبين من يصفه على الورق!
واذا كانت لغة العقاد في هذه الأبيات كما قال عنها فاروق شوشه بسيطه وعارية من الزخرفة والبلاغة، فإنّها أيضا عارية من ثوب الشعر الأنيق.
    ويستغرب شوشه كيف أنّ العقاد قد اصطنع مثل هذه اللغة الشعرية في هذا الديوان وفي غيره من دواوينه الشعرية، ومع ذلك لم ينجح في تحريض الناس كما يقول على مقاربة شعره أو التعامل معه...
ويقول أيضا: سيبقى العقاد الشاعر أضعاف العقاد الكاتب..
ما هو المحفوظ من شعر العقاد، حتى عند أكثر المعجبين بشعره؟ ماذا يبقى للعقاد الكاتب، لو تغلب عليه العقاد الشاعر؟!
    ربما مثل هذه الأبيات التي يحفظها البعض في صدقها وغنائيّتها الجميلة:
 أذا شيّعـوني يـــوم تقضى منيّتــي           وقالــــوا أراح الله ذاك المعـذبـــا
فلا تحملـوني صامتـيـن الى الثري           فإنّـي أخـــاف اللـحد أن يتهـيّـبـــا
وغنــوا فإن المــوت كأس شهيّــــة           وما زال يحلـو أن يغنى ويشـربــا
وما النعش إلا المهد مهد بني الردى          فلا تحزنوا فيـــه الوليـد المغـيّبــا
ولا تذكـــــروني بالبـــكاء وإنمـــــا          أعيدوا على سمعي القصيد فأطربا
 

20 - يونيو - 2012
شاعرية العقاد
 11  12  13