البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عمر خلوف .

 10  11  12  13  14 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تنوّع القوافي    كن أول من يقيّم

7- تنوّع القوافي:
لاشكّ أيضاً أن لتنوّع القوافي أثراً مهمّاً في تنوع الإيقاع في الشعر. ذلك أن الإيقاعَ الواحد؛ يختلفُ اختلافاً جوهريّاً بمجرّد اختلافِ قافيته.
وقد استغلّ الوشاحون، والمحْدَثون هذه الظاهرة، فراحوا يتقلّبون في القصيدة الواحدة على قوافٍ متعدّدة، فبهروا وأبدعوا.
يقول ابن زهر الأندلسي مثلاً:
 
أيُّها الساقي إليكَ المشْتكى ** قدْ دعَوْناكَ وإنْ لَمْ تسْمَعِ
ونديمٍ هِمْتُ في غُرَّتِهِ
وبشُرْبِ الرّاحِ مِنْ راحَتِهِ
كلّما استيقظَ مِنْ سَكْرَتِهِ
جَذَبَ الزِّقَّ إليهِ واتَّكا ** وسَقاني أرْبَعاً في أرْبَعِ

4 - مارس - 2008
التنوّع الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
الخاتمة    كن أول من يقيّم

 
وهكذا تظهر كلُّ قصيدةٍ أمامَنا؛ بحْراً متنوّعَ الموسيقى، مدهشَ الإيقاع، ثريَّ النغم، على الرغم مما يبدو فيها -عروضيّاً- من تماثلٍ في أبياتها، وأجزائها، وقوافيها. فالقصيدة الواحدة -كما رأينا- هي مجموعةٌ مختلفة جدّاً من التحقُّقات، قلّما ينطبقُ أحدها على نمطه العروضيّ انطباقاً تامّاً. وإنّ الموسيقى الرائعةَ للبحر الكامل مثلاً؛ لا تتحقّقُ بالتكرار المتماثل المُملّ لكلمة ( متفاعلن ) في كلّ بيت ستّ مرات، وإنما يتجلّى هذا الإيقاع بِمئات الأشكال والألوان؛ كلُّ بيت فيها هو كشكل الإنسان، أو كبصمة إصبعه. ويصبح بالتالي من البدهيّ أن لا تكونَ القصيدة تكراراً مملاًّ لنمطٍ مثالي، وُضِعَ بهدف التقنين والتعليم، ويستمرّ على مدى القصيدة كلّها، كما يحاول دعاة التغريب إفهامَه لنا. فمثلُ هذا التكرار مُملٌّ فعلاً حتى على نطاق البيت الواحد. ولو كانت دعاواهم المغرضة عن شعرنا صحيحة؛ لنَفَرَ الناسُ منه،وانفضّوا من حوله، قبلَ أن يعبُرَ إلينا ذلك الزمن المتطاولَ القديم. ولكن يبدو واضحاً تماماً؛ أنّ شعرنا العربيّ، لا زالَ يشدُّ إليه الذوقَ العربيّ، ويستقطبُ حوله نخبةَ المثقفين والمبدعين.
 
عمر خلوف

4 - مارس - 2008
التنوّع الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
حول المقتضب    كن أول من يقيّم

الشكر الجزيل لأخي العروضي المفتن سليمان أبو ستة على عرضه الشائق لكتاب التنوخي: إحياء العروض.. وأرجو أن يسعفه الوقت (والنظر) لاستكمال ما بدأه، فقد أصبحنا في شوقٍ إلى معرفة آرائه ونظراته..
 
أما قول التنوخي عن المقتضب: إنه مجزوء للمنسرح، فهو برأينا لا معنى له ..
ورحم الله الخليل، كم كانت أذنه حساسة في التفريق بين الأوزان المختلفة.
فالمقتضبُ وإن كان بعضاً من وزن المنسرح، لم يجز ردّه إليه على الإطلاق، لأننا نرى أن الإيقاعات تتنامى من بداياتها، فإذا وافق الإيقاع القصير بدايةَ إيقاعٍ تام أمكن ردّه إليه.. وإلاّ كان شيئاً فذّاً فريداً، كما هو الحال مع المقتضب.
ولو أننا سرنا على قاعدة التنوخي هذه لأمكننا أن نرد المقتضبَ إلى البسيط أيضاً، لأن المقتضب يُشكّل بعضاً من أواخر البسيط، كما في قوله:
السيفُ أصدقُ أنباءً منَ الكُتُبِ
في حدّه الحَدُّ بين الجدّ واللعِبِ
ولأمكننا أن نرد المجتث إلى المتقارب أو الطويل، كما أمكننا أن نرد كثيراً من المجزوءات إلى غير أوزانها الأصلية.
وربما كان رأي الشيخ بدوي بردّ المقتضب إلى مجزوء المتدارك أشد سوءاً وتهافتاً من قول التنوخي.
أما ملاحظته حول سلامة (مفعولاتُ) من الزحاف، وجواز حذف ساكنيها (الفاء والواو) معاً فصحيحة، ولها عندنا شواهد أخرى.
وأخيراً، فإن للمقتضبِ عندنا عدداً كبيراً من الصور سوى ما ذكره أخي سليمان نقلاً عن كتابي التعليمي المختصر: كن شاعراً. وسأعمد إلى نشر دراستي عن المقتضب على شرفة منفصلة من شرفات الوراق العامرة إن شاء الله.

12 - مارس - 2008
مع كتاب "إحياء العروض" للعلامة عز الدين التنوخي
عن البحر المتدارك    كن أول من يقيّم

أخي سليمان..
جزاك الله خيراً على تجشمك عناء إيصال أفكار هذا الكتاب النادر..
وعن المتدارك أقول:
 
أعتقد أن الجوهري في كتابه (عروض الورقة) هو أول من أصّل لقواعد البحر المتدارك، وأعتقد أنه أول من أطلق عليه هذا الاسم. وأما من سبقه من العروضيين كالزجاج وأبي محمد العروضي فلم يزيدوا على الإشارة إلى وجوده في واقع الشعر، ومحاولة إعطائه مبرر وجوده بربطه بمهمل الدائرة الخليلية الخامسة.
ولم يكن الجوهري في مستوى عبقرية الخليل رحمه الله تعالى، فجاء تأصيله هشّاً، لم يرْقَ إلى مستوى التأصيل الخليلي الفذ لبقية أوزان الشعر العربي.
ومع ذلك فقد كانَ تأصيله كافياً لإظهارالبحر المتدارك الذي على (فاعلن)، وإنْ كان المقصود أصلاً بحر الخبب الذي على (فعلن).
ونظراً لندرة شواهد البحر عموماً، والمجزوء منه خصوصاً، فقد توهّم معظم دارسي المتدارك أن ضرب المجزوء المرفل لا يأتي إلاّ مخبوناً على (فعلاتن)، اعتماداً منهم على شاهده الوحيد الذي وضعه الجوهري كما نظن.
ومع ذلك فإن قول الجوهري بعد الشاهد: "عروضه وضربه مخبونان مرفّلان" لم يكن القصد منه سوى وصف حالة الشاهد نفسه، لا لزوم الأمر في جميع أبيات القصيدة. ولو كان الأمر كذلك لكان الضرب المذال جديراً بالخبن كذلك، ولكن الجوهري مثّل له مخبوناً وغير مخبون، والضرب المرفّل أحق بذلك منه.
 
أما قول التنوخي رحمه الله بعد صورة المجزوء المرفل: "وبعد المطلع يلتزم الشاعر في العروض صحّتها" لا يدلّ دلالة قطعية على أنه يقصد صحتها من الزحاف، ويمكن أن يفهم منه صحتها من الترفيل الذي جاء في المطلع. ويدعم ذلك أنه وصف الضروب قبل ذلك بأنها: المرفل والمذيّل والصحيح.
 
أما الأمثلة على إمكانية مجيء (فعِلن) في العروض زحافاً، فهي أكثر من أن تحصى، سواء في الصور التامة أم المجزوءة، ومن ذلك ما جاء في ذات المجزوء المرفل:
حانَ  وقتُ الذهابِ iiفيا ** مهجتي لن أقولَ وَداعا
بـل أقولُ إلى الملتقى ** [والأماني تَمرّ سِراعا]
ومثله شاهد الجوهري في الضرب المذال:
مَنْ يدَعْ عينَهُ هَمَلاً يُبْتَلى  قلبُهُ iiبِحِسانْ
 
في انتظار المزيد منك ومن التنوخي أخي سليمان
وبارك الله فيك

14 - مارس - 2008
مع كتاب "إحياء العروض" للعلامة عز الدين التنوخي
أ- التداخل العَرَضي (أو الزحافي):    كن أول من يقيّم

وهو أبسط أنواع التداخل الوزني، وأكثرها توارداً بين البحور، وسببه الزحاف أو التغيير العارض الذي كثيراً ما يعتري الأوزان، وهو ما أشار العروضيون إلى بعض أشكاله.
        فقد يؤدي "الزحاف" أو التغيير العارض، الواقع على تفاعيل بحرٍ ما، إلى دخوله ساحةَ بحرٍ آخر، دون أن يشعر السامعُ أو القارئ باختلال وزنه، أو اختلاف نغمته، أو نشازٍ في إيقاعه، لأنه دخولٌ سطحيٌّ غير متعمّق، لا يتجاوز "المنطقةَ الحرّةَ" التي يُسمح له بعبورها. وقلَّما يستغرق التداخل شطرَيْ البيت الواحد، فإذا حصل؛ نَدَرَ أن يتجاوز الاستغراقُ ذلك البيت إلى الذي يليه.

18 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
1- التداخل العَرَضي بين الكامل والرجز:    كن أول من يقيّم

يدخل البحر الكامل ساحةَ الرجز بمجرد استغراق البديل (متْفاعلن=مستفعلن) جميعَ تفاعيل الشطر أو البيت. وهو على مستوى الشطر الواحد كثير جداً، ولكنه على مستوى البيت التام قليل إلى حد ما.
فمن ذلك مثلاً؛ قول عنترة العبسي، من الكامل([1]):
إنّي امرؤٌ مِنْ خيْرِ عبْسٍ مَنْصِباً

 
شَطْري، وأحْمي سائري بالْمُنصلِ

        ومثله من الرجز، قول أبي نواس:
لَمّا تجلّى اللّيلُ وابيضَّ الأفُقْ

 
وانجابَ ستْرُ الليلِ عن وجْهِ الطّرُقْ

        ومما جاء على الضرب ( مفعولن ) من الكامل، قول شوقي:
يا وَيْحَهمْ، نَصَبوا مَناراً من دَمٍ

 
يُوحي إلى جيلِ الغَدِ البَغْضاءَ

        ومثله من الرجز، قول أبي نواس أيضاً:
يا رُبَّ ظَبْيٍ بمكانٍ خالِ

 
صَبَّحْتُهُ والليلُ ذو أهْوالِ

        ومن مجزوء الكامل، قول الجواهري:
نامي جِياعَ الشعْبِ نامي

 
يا درَّةً بينَ الرُّكامِ

        ومثله من مجزوء الرجز، قول الزركلي:
إنْ تجْهلوا ما كان مِنْـ

ـ
ـكمْ، فاعرفوا ما كان منّا

        وغير ذلك كثير جداً.

 

18 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
2- التداخل العَرَضي بين الكامل والسريع:    كن أول من يقيّم

.
        ويتداخل الكامل "الأحذّ" ذو العروض (فعِلن)، والضرب (فعِلن أو فعْلن) مع السريع ذي العروض والضرب المماثلين، وذلك عندما تستغرق (متْفاعلن=مستفعلن) جميعَ تفاعيل الشطر أو البيت كذلك. والأبيات التالية؛ تصلح للكامل والسريع معاً، ولا يميّزها إلا موقعها من بقية أبيات القصيدة. يقول الشاعر من الكامل:
حتّامَ تقضي العمْرَ منْتَقِلاً

 
في الأرضِ لا تأوي إلى وطَنِ

عُدْ يا غريبَ الدارِ إنّ بها

 
شوقاً لمرْأى وجْهِكَ الحَسَنِ

        ومثلهما من السريع؛ قول ابن عبد ربه:
ضاقتْ عليَّ الأرضُ مُذْ صَرَمَتْ

 
حَبْلي، فما فيها مكانُ قَدَمْ

        وللكاتب من الكامل (الضرب: فعْلن):
هذي الحنايا بالضّنا وَجَفَتْ

 
واخْضَلَّت الأجفانُ بالسّهْدِ

        ومثله من السريع؛ قول ابن عبد ربه أيضاً:
ألحاظُهُ في الحبِّ قد هَتَكَتْ

 
مكْتومَهُ، والحبُّ لا يُكْتَمْ

18 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
امنحني صبرك!    كن أول من يقيّم

أخي الأستاذ الفاضل د.صبري
 
لا زلتُ في النوع الأول من أنواع التداخل الثلاثة التي ذكرتها في المقدمة، ولا يخفى على الجميع صعوبة إدخال المشاركات منَسّقةً في الوراق، وهو أمر مجهد بحق، نرجو من القائمين عليه أن يسهّلوا علينا ذلك.
 
أرجو أن تبقى عينك مفتوحة على هفواتي، لكي أستطيع أن أرقى بالبحث درجة إلى أعلى.
 
لك خالص شكري وتقديري.
عمر

18 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
3-التداخل العرضي بين الكامل والرجز والسريع معاً    كن أول من يقيّم

فصدر البيت التالي يصحّ على الكامل والسريع، بينما يصحّ عجزه على الكامل والرجز معاً:
إنّي مِنَ القومِ الذين إذا ** فارَقْنَهمْ جاراتُهمْ أثْنَيْنا
ومثل ذلك قول إبراهيم ناجي:
لا شيءَ مُلْتَفّاً يُعانقُهُ ** غير السّنا في ضوئِهِ المشْتاق
بانَتْ لهُ الدنيا على قَلَقٍ ** مشتاقةً تهفو إلى مشتاق"
بل إن المطالعَ المُصَرَّعةَ لمثل هذا الضرب، قد ترِدُ في الكامل والرجز والسريع معاً، ولا يصحّ نسبتها إلى أيٍّ منها إلاّ بعد معرفة ما يليها. كما في قول الشاعر:
يا أمَّ بكْرٍ حبُّكِ البادي= لا تصْرِميني إنّني غادِ
 

19 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
4- التداخل العرَضي بين الوافر والهزج:    كن أول من يقيّم

        ويتداخل الوافر مع إيقاع الهزج عندما تستغرق (مفاعلْتن=مفاعيلن) جميعَ تفاعيل الشطر أو البيت.
        فمن الوافر التام؛ قول إحسان البني:
سألْتُ اللهَ أن يُبقيكِ في صدري ** كنَزْفِ الجرْحِ في آهاتِ ذِكْرانا
فطَعْمُ الجرْحِ في ذِكْراكِ أعشَقُهُ ** وقد أضحتْ جراحي فيكِ إدْمانا
        وقول المتنبي:
إذا غامَرْتَ في شرَفٍ مَرومِ ** فلا تقْنَعْ بما دونَ النجومِ
فطعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حقيرٍ ** كطعْمِ الموْتِ في أمْرٍ عظيمِ
        ولا يذكر العروضيون من هذا إلاّ ما جرى بين مجزوء الوافر والهزج، وهو كثير جداً. فمن مجزوء الوافر مثلاً؛ يقول ابن قيس الرقيّات:
وقالوا داؤهُ طبٌّ ** ألا بلْ حبُّها طبّي
نهاني أخوتي عنها ** وما للقلبِ مِنْ ذنْبِ
        ومثلهما من الهزج؛ قول الفند الزماني:
صفَحْنا عنْ بني ذهْلٍ ** وقلْنا:القومُ إخوانُ
عسى الأيامُ أنْ يُرْجِعْـ ** ـنَ قوماً كالذي كانوا
        بل إن كثيراً من الشعراء -قدماءَ ومحدثين- خلطوا بين هذين البحرين خلْطاً صريحاً بخلطهم بين زحافَيْهِما، فجمعوا بين (مُفاعَلَتُن و مَفاعيلن و مفاعيلُ) في قصيدة واحدة، بل في بيت واحد أحياناً.
                فمن قصيدةٍ وافريّة لابن قيس الرقيات، جاء هذا البيت الهزجي الصريح، بزحافه (مفاعيلُ):
وما أقْبَلُ نُصْحَ النّا ** صِحي مِنْ شدّةِ الكَرْبِ
        كما أن صدري البيتين التاليين لإبراهيم ناجي وافريّان، وعجزيهما هزجيان:
وكان الليلُ مُرْتَمِياً ** على النافذَةِ الوَسْنى
تلَصَّصَ خِلْسَةً يرنو ** إلى معْبَدِنا الأسْنى
        ولا شك أن مثل هذا الخلط بين الأوزان، أسهلُ تقبُّلاً على الأذن في الأوزان القصيرة منها في الأوزان التامة، ذلك أنّ في الأوزان التامة فسحةً كافية للأذن لكي تُمَيّز بين الأوزان، وتقلّ مثل هذه الفرصة مع الأوزان القصيرة.
        وسوف نخصّص لتداخل الوافر والهزج دراسةً منفصلة إن شاء الله.

19 - مارس - 2008
التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي
 10  11  12  13  14