البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات يحيي رفاعي سرور سرور

 10  11  12 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تعليق على مقالة عبد الرحمن الحاج    كن أول من يقيّم

يقع البعض تحب إغراء الحديث من منطلق محايد بين الإسلاميين والعلمانيين, هذا يظهرهم في شكل (للأسف) موضوعيين, لكن من حيث هم موضوعيون, فهم مرفوضون, لأنهم بذلك يعيقون تقدم العرب نحو (ذاتهم), ومن حيث هم موضوعيون أيضا فهم لا شيء, إذ أن الموضوعية ذات الطابع الثلجي تأبى عليه دائما أن يكون شيئا ما.
هذا المنطلق المحايد الظريف أفرز ظاهرة منتشرة الآن في الحياة الفكرية, هي ظاهرة "تقديم النصح للإسلاميين", (ويا للدهشة.. هذه النصائح لا تفتقر إلى الصدق!), لكن بصراحة فنحن لا نتقبل تلك النصائح بشيء من الترحيب, شكليا.. قبول النصيحة أمر أخلاقي جميل أيا كان مصدرها, عمليا.. فتقديم النصح لنا ( من بعيد) له دلالة أن الشخص المتطوع الناصح ليس كفئا لإسداء تلك الخدمة, إذ لو كان له من العقل ما يجعله جديرا بتلك المهمة لكان (هو) (نحن) ولم يكن "مجرد ناصح مشفق", لتكفوا أيها الناصحون عن تقديم النصائح للإسلاميين ولتكونوا إسلاميين.
لكن موضة "تقديم النصائح" تلك, أسفرت عن أشياء مستفزة, مثل النصح بالتمييز بين "الدولة الدينية" وبين "الثيوقراطية", إنه لأمر يدعو للاستياء أن يتوجه إلينا بنصائح كنا نحن أول من أكد عليها, كثيرا ما أكدنا على أننا لسنا "ثيوقراطيين" أيها الناصح الأمين.
مثال آخر لـ"بيع الماء في حارة السقائين": "أبو يعرب المرزوقي", الرجل له كتابات جميلة خاصة بابن تيمية كفيلسوف, لكنه يفسد جمال ما يكتب حين يتقدم بالنصح إلى الإسلاميين قائلا: "يجب عليهم محاولة فهم ابن تيمية" , ممن عرف الناس "ابن تيمية" يا سيد "مرزوقي"?
القول بوجود إرهاصات حداثوية في الدولة الإسلامية هو قول يعني أمرا واحدا: هو أن مفهوم الزمان, أي القديم والحديث, ما زال يسيطر على تفكير أولئك الموضوعيين, بديلا غير شرعيا عن مفهوم الحق والباطل, وعلى ذلك فهم ليسوا أهلا للتقييم, فلا زالوا يعتقدون أن هناك أشياء هي, من حيث جوهرها, "حديثة".
القول بوجود تأثيرات يونانية أو فارسية في الحضارة الإسلامية, لا يعني إلا أمرا واحدا: هو أننا, بلغة الصيادلة, لم نضع أيدينا على المادة الفعالة في الحضارة الإسلامية, قد يكون عمر ابن الخطاب اقتبس النظام الفارسي في التدوين, لكن ليست المادة الفعالة في الحضارة الإسلامية هي "نظام التدوين", ذكرني هذا باعتراض "فرج فودة" على القول بوجود نظام سياسي إسلامي, اعتمادا منه على أن منصب الخلافة كان إلهيا( محمد عليه الصلاة والسلام), ثم إجماعيا( أبو بكر الصديق), ثم بالإختيار من متعدد (عثمان ابن عفان),ثم آل الأمر إلى الوراثة ( معاوية فما بعده), والحقيقة أن هذا الرجل "عبيط", لأنه شكل الوصول لمنصب الخلافة ليس جوهريا في النظرية السياسية في الإسلام.
"الحاكمية" ليست شعارا, ولا يصح أن يقال: "صكه أبو الأعلى المودودي, وتلقفه سيد قطب" حكم الله هو أخص خصائص الألوهية, وعمر مفهوم الحاكمية هو من عمر عقيدة التوحيد على هذه الأرض. الله سبحانه يقول: )وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)(المائدة: من الآية44) , وأعتقد أن هذه الآية نزلت قبل مولد الأستاذ: "أبو الأعلى المودودي" والأستاذ: "سيد قطب"
تأبى الحياة الفكرية إلا أن تبرهن لنا على أن "الموضوعية" لا وجود لها في الحقيقة, فغالبا ما ينظر الموضوعيون إلى معالم الفكر الإسلامي على أنه ذو طابع "حشدي" إعلامي, وفي هذا خروج عن "موضوعيتهم" التي تفرض عليهم معالجة الأفكار دون حديث عن النوايا, النظر إلى الفكر الإسلامي كشيء "مستغل سياسيا", يعكس نوعا من اسقاط صورة الآخر على الذات, ذلك الآخر الذي جعل من دينه وسيلة للحفاظ على دولته وليس غاية في ذاته (الكنيسة والدولة), وهذا الاسقاط يبطل دعوى الموضوعية, فالاسقاط نوع من التشوه في صورة الذات, ولو كان في الأمر "موضوعية" , أي استبعاد للذات, لما كان لهذا التشوه أثرا في الفكر, موضوعيتكم تسخر منكم.
هناك فصيل إسلامي يسبب لنا المشاكل دائما, هو "الإخوان المسلمين", لهم علينا حق الاعتراف بفضل السبق, وحق النصح أيضا, لا يجوز استخدام الديمقراطية لتحقيق غايات إسلامية, هذا نوع من التضليل, ومن جهة أخرى فهو سلوك عديم الجدوى, (الجزائر.. تركيا.. وأخيرا: حماس ومأزق السلطة), طريقنا أوضح من الشمس, لا حاكم إلا الله.

18 - مايو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
مفهوم الحضارة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

ذكرت قبل ذلك أن المسلمين هم خير البشر, وأن الحديث عن "ما ينبغي أن يكون", ليس تركا للواقع, وليست شيئا نرتكن عليه, وليس مبررا للسكون, بل هو, على العكس, إشارة البدء بالحركة, تلك الحركة التي قوامها التغيير, ذلك التغيير الذي هو العلاقة الأبدية بين الإنسان والواقع, ذلك الواقع الذي يفتقر, عند كونه موضوعا للتغيير, إلى وجهة يتغير نحوها, تلك الوجهة التي تعطي لحركة الإنسان إحداثياتها. تلك الحركة التي يحفزها الحديث عن "العلو العربي", ولا يثبطها.
فما معنى أن يتساءل الأستاذ "النويهي" مرة أخرى قائلا: "هل نرتكن على هذه الخيرية, وتضيع الدنيا من أيدينا?"?, أغلب الظن, ومن الظن ما ليس إثما, أن الأستاذ "النويهي" لم يفهم شيئا مما كتبته.
ولكن لن أكون قاس في هذا الحكم بخصوص رجل تعين عليه, بحكم كونه رجل عدالة, أن يكون من الفاهمين, وسأفترض أن ما حدث هو كالآتي:
"لقد تناولت في حديثي ما هو كائن, وما ينبغي أن يكون, ولم أتعرض لأمر الحضارة, فليست هي مما هو كائن (أي الواقع), ولا نتحدث نحن عليها عادة كأمر ينبغي أن يكون (أي الحق), فلا بد أن الأستاذ النويهي لم يستطع استنتاج وضع الحضارة بين نسق (الحق / الواقع), فما كان منه إلا أن ظنها أمرا مهملا لدينا, فأعاد التساؤل الذي هو: "هل نرتكن على هذه الخيرية, وتضيع الدنيا من أيدينا?" ". وعلى هذا فيبدو أن له بعض العذر".
ولكني قد ذكرت قبل ذلك أن الحضارة الإسلامية هي "محمد", أي رسالة النبوة التي انتشرت في الزمان والمكان في شكل أمتنا الإسلامية, وذلك أثناء استبعادي للتفكير النظري كعنصر جوهري للحضارة, وهذا يعني ضمنا: استبعادي لمسألة التقنية كمحدد ضروري لمعنى الحضارة, وذكرت في "مفهوم المساواة": أن التقنية أدنى من الإنسان لأنها أداته, وهو خلقها, فلا يمكن أن تكون هي مانحته قيمته, ولا بد للشيء الذي يمنح الإنسان قيمته, أن يكون شيئا أعلى منه, وأن العلاقة بهذا المصدر العلوي, الذي تمكنه "علويته" من منحه الإنسان قيمته, هي "التقوى", وأن استبدال التقنية بـ"التقوى" أمر غير منطقي من الأساس. إذا فسأسحب العذر الذي التمسته للأستاذ نويهي, وأعود للحكم الأول, مؤكدا أنه, لا محالة, لم يفهم شيئا مما كتبته.
* * *
مقالة القمني هي استثمار متوقع لحالة من انعدام المناعة في الحياة الفكرية العربية, العلاقة بين حالة انعدام المناعة وبين بدأ الهجوم ليست عرضية, بمعنى أنه ليس الأمر هو أن الأفكار المسمومة تنتظر انعدام المناعة أي يتحقق بطريق المصادفة, بل هي تخلق تلك الحالة, ثم تهاجم المجتمع.
ذكرت مثال على ذلك: فكرة أن الفلسفة الإسلامية هي فلسفة "المشائين", انتشرت هذه الفكرة فيما مضى على يد أشخاص كان منهم "جولد تسيهر", وكان الغرض من تلك الفكرة هو إفقاد الجسم العربي مناعته ضد فكرة أتت بعدها هي أنه: "ليس للإسلام فلسفة مستقلة, فالمشاءون ينتمون إلى اليونان وليس إلى الإسلام", وهي الفكرة التي قال بها "زكي نجيب محمود",  أو فكرة أنه: "ليس للعرب فلاسفة, فالوحيد ذو الأصل العربي "بين الفلاسفة" هو "الكندي"", وهي الفكرة التي قال بها "القمني".
إذا.. هناك مراحل في الغزو, كل مرحلة تتأسس على - ويرتهن نجاحها بـ - المرحلة التي تسبقها, ومهمة المثقف العربي هي فحص كل الأفكار من أساسها, وبلا أي استثناء لأي فكرة.
* * *
الفكرة المطروحة في مقالة "القمني" تتبع نفس المخطط, لكن بدلا من مفهوم الفلسفة, يأتي مفهوم "الحضارة" ليكون هو محور المقالة التي تمحورت حول:
أولا: الإسلام ليس شرط الحضارة, فهي تقوم بعيدا عنه. ويبرهِن على تلك الفكرة بوجود حضارات قامت بالفعل قبل الإسلام, أو بمعزل عن الإسلام.
ثانيا: كما أن الحضارة تقوم بدون إسلام, فالإسلام يتحقق دون أن تكون له حضارة. ويبرهن على تلك الفكرة بأن مهبط الوحي ظل يخلو لمدة طويلة من أي معالم حضارية.
ثالثا: ما أطلق عليه "حضارة إسلامية" فاقدة لأي أثر إلهي يتعلق بالدوام بلا انقطاع, والغلبة المطلقة بلا منازع.
رابعا: ما أطلق عليه "حضارة إسلامية" لم تظهر إلا بعد الانتشار الجغرافي. إذا فالجغرافيا هي العنصر الفاعل للحضارة وليس الوحي.
* * *
لتفنيد تلك الأفكار, هناك حل أبتر, لا يصلح لإحداث انتفاضة في حياتنا الفكرية, هو أن نستدعي إلى ذاكرتنا كل المنجزات المادية والعلمية للحضارة الإسلامية على مر العصور. والحقيقة أنها محاولة صديقة صادقة في العودة إلى الذات, لا يسعنا إلا قول ذلك, لكن أخشى أنها محاولة غير موفقة. فالهروع إلى المنجزات المادية يجعلنا سواسية مع كافة الحضارات, فكل حضارة لها إنجازاتها.
مهمة العودة إلى الذات, مهمة شاقة جدا, عسيرة جدا, جميلة جدا, عميقة جدا, مكلفة جدا, ثورية جدا, وهي مهمة تجعلنا ننصت لمنطق "الذاتية", ذلك المنطق الذي ينظر باستخفاف إلى تلك المحاولات المستميتة التي يحاول فيها البعض البرهنة على أننا "مثل سائر الناس.. لنا إنجازات", ونظرة الاستخفاف تلك.. منشأها هو أن منطق الذاتية لا يبحث عن "المماثلة", بل يبحث عن "اللامماثلة", الذاتية هي أعمق نقطة في الوجود, تلك النقطة التي ليست إلا رفض كل ما هو "آخر", ورفض التماثل معه, تلك النقطة في الإنسان التي تجعله لا يقبل أن يتشابه إلا كحل مؤقت يمَكِّنه من الاختلاف بعد ذلك. لو عجزنا عن الكشف عن النقطة التي تحدد جوهر حضارتنا.. لفقدنا إمكانية العودة إلى الذات, ولفقدنا المناعة ضد أي فكر غازي.
هل حضارتنا هي إنجازاتها المادية, لا تتسرعوا في الإجابة, لو قلتم بذلك.. لمنحتم "القمني" شهادة اعتراف منكم بصدق كل ما قاله, لقد ارتكز على تلك النقطة: "الحضارة هي الأشياء الخاصة بها", وأعتقد أننا بذلك قد وضعنا أيدينا على المفهوم الذي يتحتم علينا إعادة صياغته, أي مفهوم الحضارة.
إذا فهناك نقطة تتعلق بـ"الأشياء", عندها قد يسوغ لنا القول بأن حضارتنا "شاركت" سائر الحضارات في بناء العالم, لكن "المشاركة" ليست أمرا تعبأ به الذاتية, إذا فيجب البحث عن النقطة التي هي أعمق من "الأشياء", تلك التي نقول عندها: لا حضارة إلا الحضارة الإسلامية. 
لو لم نتجاوز الأشياء فسوف لا ينحصر الخطر في فقداننا "نقطة العودة", بل سيتجاوز ذلك إلى الوقوع في شرك أخطر, "فالأشياء" ليست فقط أمرا هامشيا بالنسبة للذاتية إذا لا يمنحها ذاتيتها, بل هي أمر خانق للإنسان, ذلك الكائن الذي يفقد وعيه بنفسه كلما امتلك "الأشياء", "الأشياء" دائما ما تغري الإنسان بالسيطرة عليها, لكن ما إن يتم له ذلك حتى تسيطر هي عليه. إن إنسانيتهم تئن تحت إنجازاتهم المادية, حتى أنهم بدأوا يتساءلون: " هل حقا أن الحضارة هي مصدر سعادة بالنسبة للإنسان الفرد?", حتى أن أحدهم قد ارتكز على هذه النقطة في نقده لـ"فرويد", فقد قال فرويد في تفسيره للحضارة: إن الحضارة هي محصلة تنازل كل فرد من أفرادها عن لذته الطبيعية, في مقابل عودة محصلة تلك اللذات إلى الجماعة في شكل حضارة, فقال ذلك الناقد: إن الحضارة تفتك بالإنسان الفرد, فكيف تكون هي شكلا من أشكال اللذة المرجئة?.
بل أدهى من ذلك, إن فناء العالم مرهون بفقدان الإنسان وعيه تماما, أي بالسيطرة على الأشياء تماما: "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس". (يونس 24), فكيف يكون جوهر وجودنا مرتبط بتلك "الأشياء".
ولكن.. لو تحتم علينا التنقيب عن جوهر إنسانيتنا المميَّزة عن غيرها, واضطررنا في سبيل ذلك إلى تجاوز الإنجازات المادية لحضارتنا التي هي بلا شك "فوق الحضارات", ترى.. أين هي تلك النقطة العصيَّة التي يمثل نجاحنا في العثور عليها.. نجاحنا في العودة إلى الذات?
للحديث بقية.

7 - يونيو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
تابع مفهوم الحضارة    كن أول من يقيّم

بالطبع هناك عدة أوجه للمقارنة بين الحضارتين: الإسلامية والجاهلية. "القمني", نظر إلى الحضارة الإسلامية بمعيار الحضارة الجاهلية من حيث هي: "تفاعل مع الأشياء", بخرج بنتائج سيئة, فكان لا بد من المقارنة بين الحضارتين من خلال علاقة كل منهما بالأشياء. فنقول:
إن الحضارة الجاهلية هي محصلة تحول الإنسان إلى شيء من الأشياء, أما الحضارة الإسلامية فهي إمكانية شهود الإنسان للحقيقة في الأشياء مع احتفاظه بعلاقة متعالية بها.
البعض لا يروق له كلمة "متعالية", ما رأيكم لو استخدمنا لغة تلميذنا البليد "كانط", استبدلنا كلمة "ترنسندنتالية" بدلا من "متعالية"?, هل تروق لكم هذه الكلمة? هل تبدو أكثر جمالا? هل هي دليل على أن من يستخدمها في كتاباته هو شخص قد قطع شوطا كبيرا في الفكر, وهو من أجل ذلك جدير بكل ثقة? يا لكم من سطحيين. أم تراكم تقولون: إن "كانط" كان يعني بها تعالي العقل فوق موضوعات المعرفة ووجوده كبناء قبلي مستقل عن تلك الموضوعات? نعم.. هو كذلك, تماما كما حَصَرَ الحرية في المعرفة, لا.. الإنسان كوحدة, كعقل وإرادة, له وجود مستقل عن الأشياء وليس منبثق عنها, والأمر ليس محصورا في العقل وموضوعات معرفته, من أجل ذلك قلنا إن "كانط" تلميذ بليد.
* * *
تبدو علاقة الإنسان بالأشياء على النحو التالي:
الإنسان هو إرادة داخلية تبحث عن التمثل في الخارج.. هذه الإرادة تجعل علاقة الإنسان بالأشياء هي: أنه يحاول أن يجعلها مثله.. من أجل أن يجعل الإنسان الأشياء مثله فلا بد له من "الظهور على الأشياء".. "الظهور على الأشياء" رغم أنه يبدو وكأنه نوع من تحقق الإنسانية.. إلا أنه في الحقيقة يتضمن فناء الإنسان, وذلك كالآتي:
عندما يمارس الإنسان "إرادة الظهور على شيء ما" فإن هذا الشيء قد أملى بوجوده على الإنسان وجهته وموضوع إرادته, فالإنسان الذي يولد إلى جانب النهر.. يزرع, والإنسان الذي يولد إلى جانب البحر.. يصطاد, والإنسان الذي يولد إلى جانب المنجم.. يُنَقِّب. معنى ذلك أن النهر هو من جعل الإنسان الأول.. زارعا, وأن البحر هو من جعل الإنسان الثاني.. صيادا, وأن المنجم هو من جعل الإنسان الثالث.. مُنَقِّبا, وكل منهم لا يستطيع أن يتخلى عن كونه كذلك.
إذا.. فقد أصبح الإنسان وكأنه شيء من أشياء النهر.. أو البحر.. أو المنجم.. إنه في النهاية.. شيء من الأشياء, ليست له إرادة مستقلة عنها, وهذا هو المعنى الحقيقي لانتصار الأشياء على الإنسان, لا المعنى الشائع والذي هو أن الطبيعة تحاول تدمير الإنسان بالبراكين والزلازل والسيول والرياح, وأن الإنسان يحاول السيطرة على تلك الأشياء بالتنبؤ بها وتجنبها والسيطرة عليها والإفادة منها, والأمر أعمق من ذلك, الإنسان يسعى لتحويل الطبيعة إلى شيء من أشيائه, والطبيعة تغريه بتمكينه من السيطرة عليها في حين أنه قد أصبح جزء منها.
* * *
الحضارة بشكل عام هي تكرار لنفس السيناريو:
الأمة: هي شكل من أشكال الإنسان.. هذا الشكل يتميز بأنه : جماعة إنسانية لها إرادة واحدة ممتدة عبر أجيال.. هذه الإرادة التي هي روح الأمة تبدأ في "الظهور على الأشياء".. وأول ما تبدأ به هو أفرادها .. فتحولهم إلى أشياء من أشيائها عن طريق السيطرة عليهم بالدولة.. وهي, أي الأمة, تمنح الدولة الأدوات اللازمة للسيطرة.. فيكون القانون. وهي تستغل خيال أفرادها لتنقذ روحها وإرادتها من خلاله.. فيكون الفن. ثم لا بد من أجل السيطرة على الأشياء من "رؤية" لها, فتكون الثقافة, لكن "الظهور على الأشياء" هو أصلا محاولة للظهور على الزمان, فيكون الظهور على الماضي باستدعاء التاريخ, وعلى المستقبل فكون المباني التي ستدوم طويلا.
في مسيرة الأمة للظهور على الأشياء بكون الأشياء قد توغلت وأحكمت سيطرتها على أفراد تلك الأمة, فتصبح الحضارة وبالا على فرديتهم التي نسوها أول الأمر, فيعيش الفرد ليحصل على "أ" ليتمكن من الحصول على "ب", وهو يسعى إلى "ب", من أجل تجنب خطر "ج", و"ج" خطر لأنها قد تتسبب في الحرمان من "د", و"د" هي المنفذ الوحيد لـ"هـ", ثم "هـ" هي التي ستمكنه من اقتناء "و". المشكلة أن الإنسان ليس هو "أ", وليس هو "ب", وليس هو "د", وليس هو "هـ", وليس هو "و". إنه عالم من الأشياء يعيش فيه الفرد ليقوم بعمل لا يحبه, من أجل اقتناء أشياء لا تروق له, لتحقيق غايات لا يعيها.
في النهاية.. الحضارة بهذا المعنى هي سقوط الإنسان في الأشياء.
رسالة الحضارة الإسلامية هي تقديم نموذج لعلاقة الإنسان بالأشياء, علاقة تضمن له إمكانية اتصاله بها بحكم استخلافه عليها مع استقلاله عنها بحكم جوهرية وجوده إزائها? ما هي دلائل استقلال جوهر الحضارة المسلمة عن الأشياء, ثم ما هي طبيعة ذلك الجوهر المتعالي?
للحديث بقية.

10 - يونيو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
تابع مفهوم الحضارة (ج)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

نعتذر عن التأجير لأسباب خارجية.
الموضوع كان "دعوى التمييز بين مفهوم الإسلام ومفهوم الحضارة, تمهيدا لتكريس القول بأنه: "ليس هناك ما يسمى بـ "الحضارة الإسلامية", وكان أساس هذه الدعوى: البرهنة على عدم التلازم بين المفهومين في التاريخ, فمن ناحية: الحضارة متحققة القيام دون إسلام (الفارسية, الفرعونية,.. الخ), ومن ناحية أخرى: الإسلام متحقق دون حضارة (العرب قبل الانتشار الجغرافي, الواقع العربي اليوم), ومن ناحية ثالثة: ما يقال عنها أنها "حضارة الإسلام" لا تحمل أي صفات إلهية (ليست خالدة أبدا, ليست متغلبة دائما), من ناحية رابعة: ما يقال عنها أنها "حضارة الإسلام" ليست, عند الفحص, إلا أثر الجغرافيا على إنسان إقليمها. من ناحية خامسة: الإسلام هو الوحي, والوحي خال من أي أسس علمية للحضارة.
هذه المطاعن الخمسة كلها تعتمد على فكرة خاطئة, هي أن الحضارة هي: "حاصل تفاعل الإنسان مع الأشياء", أي ما يعرف بالمنجزات المادية, لم نسلم نحن لهذه الرؤية للحضارة, وذكرنا أن انبثاق الإنسان من الأشياء ليس تحقيقا لوجوده بل هو بداية سقوطه, وكان هذا هو أساس القول بأن مفهوم الحضارة كحاصل لتفاعل الإنسان مع الأشياء هو مفهوم غير إنساني, وفي المقابل, فالحضارة الإسلامية قدمت مفهوما متميزا عن الحضارة (عفوا.. نحن لا نقدم مفاهيم بل نماذج عملية), مفهوما قوامه: استقلالية الوجود الإنساني قبل الأشياء, وأسبقيته عليها.
ذكرت أن الكشف عن قبلية الوجود الإنساني بالنسبة للأشياء هو أشبه بـ, وأعم من, برهنة "كانط" على قبلية العقل الإنساني بالنسبة للأشياء من حيث هي موضوعات للمعرفة, ولكي نفهم موقف "كانط" هذا لا بد أن نفهم الرأي الذي خرج هو عليه: كان اليونان يعتقدون أن العقل هو جوهر مستقل عن الإنسان, وأن استخدام الإنسان له هو فيض من فيوضاته, ومن ثم.. رفض كل المتأرسطين العرب أي دور للفطرة في المعرفة, لأن الفطرة هي أعمق الوجود الإنساني, وبالتالي فهي كمصدر, بعيدة تماما عن المصدر الذي زعموه للعقل, والذي هو خارج الإنسان. وبوحي من الحضارة الإسلامية, بدأ عصر النهضة في الاقتراب بالمعرفة من مصدرها الإنساني, فبدأ "ديكارت" بمقولة: "أنا أفكر..", كما رد "لوك" موضوع المعرفة إلى الإنسان من حيث هو قدرة على الإحساس, "كانط" قطع شوطا أكبر في الاقتراب بالمعرفة من الإنسان, فقال بأن العقل ملكة إنسانية وليس جوهرا مستقلا عن الإنسان, وإنسانية العقل تجعله أيضا مستقلا عن المحسوسات, فالعقل موجود بوجود الإنسان, ليس له وجود قبل الإنسان, وليس مرهونا في وجوده على مباشرة الإنسان للأشياء, وغير منبثق منها.
ذكرت أن "كانط" كان "تلميذا" في هذا الأمر لأنه لم يفعل, ليبرهن على قبلية العقل على موضوعات معرفته, سوى أنه اقتبس من الفكر الإسلامي أساس نقده لمنطق أرسطو, وأساس هذا النقد كان إنساني في بُعدُه الأول, كان النقد بكل مشتقاته يدور حول رد العقل إلى الإنسان, أي إلى الفطرة (حيث الفطرة هي مفهوم قبلي إنساني سابق على الأشياء), ومن ثم.. رد الاعتبار للإيمان بالمحسوسات, لأن إيمان الإنسان بجسده الذي يَحسّ.. هو أمر فطري فوق أي برهان, (بوحي من الحضارة الإسلامية ـ وليس تشابها عرضيا أو مصادفة تاريخية ـ اقترب عصر النهضة في نظرية المعرفة من إنسانيتها, مبتعدين عن نظرية المعرفة عند اليونان التي كانوا يعالجون موضوعات غير إنسانية في غاياتها, ويردون المعرفة إلى أصول غير إنسانية في مصدرها, أرقام فيثاغورس.. مُثُل أفلاطون.. وماهيات أرسطو.. العقل الإنساني مجرد أثر من آثار العقل الفعال.. الخ) , وكنتيجة لرد العقل إلى الفطرة عند "كانط", كان, رد مفهوم الزمان والمكان إلى العقل القبلي, أي إلى الفطرة أيضا (وإن كان "كانط" لم يحسن هذا الرد), وكان بهذا مقتبسا لموقف "الغزالي" في صراعه مع الفلاسفة اليونان, ذلك الموقف الذي كان مؤسسا على "نسبية مفهوم الزمان وطبيعته الإنسانية المحضة السابقة على التجربة", إنها دنيا المفارقات التي جعلت مَنْ قيل عنه أنه "أبو الفلسفة الحديثة" ليس إلا عالة على من قيل عنهما أنهما "سبب موت الفلسفة", الغزالي وشيخ الإسلام.
كما ذكرت أن "كانط" تلميذ بليد, في هذا الأمر لأنه اكتفى بالعقل, ولم يتحدث عن قبلية الإنسان العاقل ككل بالنسبة للأشياء, وهذا هو مأخذ "نيتشة" عليه, أي حرية الإنسان, كوجود شامل وليس فقط كعقل, تجاه الأشياء, إلا أن "نيتشة" استغرق في مفهوم الحرية, وعجز عن مواجهة هذا السؤال: "وماذا بعد الحرية?", ولم يقدم أي إجابة, وصرح بأن الحرية ليست طريقا سوى إلى العدم, (راجع المقالات المتعلقة بتهافت بمفهوم الحرية عند الغرب).
إذا فنحن كنا بصدد البرهنة على أسبقية الحضارة الإسلامية على الأشياء, وكان يمكن في هذا الصدد.. القول ببساطة: أن النبوة, بكل ما تحمله من رسالة إلى الإنسان, هي جوهر الحضارة وليس منجزاتها المادية, لكن هذا ليس برهانا, بل هذا ما نريد البرهنة عليه, أما البرهان فهو مشتق من تحليل الحضارة الإسلامية نفسها, وفي إطار هذا التحليل يمكن رصد عدة ظواهر:
 أول ظاهرة متعلقة بالحضارة الإسلامية من حيث النشأة الإنسانية, نشأة حضارة الإسلام هي أهم ما يميزها, وأهم ما يجب أن يستدعي وقفات, الحضارة الإسلامية لم تنبثق من الأشياء بل انبثقت من قلب رجل, لا توجد حضارة في التاريخ بدأت تلك البداية, لاحظ أننا لا نتحدث عن الوحي, بل نتحدث عن "البداية غير التقليدية" للحضارة الإسلامية, لم نطرح تفسيرا يتعلق بقدرة الله على صنع حضارة من قلب رجل, بل فقط نطرح بداية بعيدة عن الأشياء, نحلل الأمور من زاوية تكوين الحضارة نفسها. البداية في حضارتنا كانت فردا, في حين أن الفرد في أي حضارة أخرى هو صنيعة أمته, وَعَى ذلك أم لم يعِ, وأمته هي صنيعة الأشياء منذ البداية. وهذا هو الأساس النظري لعلم الجغرافيا السياسية, ولفكرة "الطابع القومي", الذي كان أحد تطبيقاته الرائعة كتاب: "شخصية مصر" للدكتور جمال حمدان.
الملاحظة الثانية خاصة بالنشأة الإنسانية أيضا, فهذا الرجل, الذي هو صانع حضارة الإسلام, لم يتوجه بدعوته إلى المجتمع بوصفه مجتمع, بل بوصفه مجموعة أفراد, أي أنه فرد يخاطب الفردية, ومعنى أنه لم يتوجه إلى المجتمع بوصفه مجتمع.. أنه لم يرفع مثلا شعار: مصلحة قريش, أو مستقبل العرب, بل كانت دعوته هي أن ينفك كل فرد من أسر التبعية للمجتمع, حتى أن الله سبحانه قد وصف رسالته بـ"الصَّدْع": (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94), ودلالة كون صاحب الرسالة قد بدأ بالصراع مع المجتمع, والسعي لطلب تحالف الفردية معه, دلالة ذلك هو أنه لم يرتكز على شيء صنعته الأشياء, وهو هنا المجتمع الذي صنعته الصحراء, إذا.. فحضارتنا, على خلاف سائر الحضارات, قد انبثقت من قلب فرد, ذلك الفرد توجه بدعوته إلى الأفراد, محدثا فيهم انقطاعا عن المجتمع, ذلك المجتمع الذي هو بداية "تشيؤ" الإنسان, لأن الإنسانية الحقة هي إنسانية الفرد.
سننتقل من النشأة الإنسانية ذات الطابع الفردي للحضارة الإسلامية, إلى النشأة الجغرافية التي كانت يد الله هي الفاعلة بمنتهى الحكمة فيها, الطبيعة المقفرة التي نشأت فيها الحضارة الإسلامية, أي تلك الطبيعة الخالية من "أشياء" الحضارة, أي مقوماتها المادية, تلك الطبيعة التي حاول "القمني" أن يفرق بين الإسلام وبين الحضارة من خلالها, بدعوى أن الوحي لم يَخْلُق "أشياء" في مهبطه, تلك الطبيعة هي قصد إلهي غايته تحقيق الوجود الإنساني الكامل بمعزل عن الأشياء, إن مهبط الوحي ذا الطابع الصحراوي كان مهدا لإعداد الحضارة الأكمل في التاريخ, تلك التي, وحدها, لم تنبثق من الأشياء, فقد نشأت خالية منها وبعيدة عنها, فكيف تكون رسالة الحضارة الإسلامية هي إتاحة فرصة لوجود إنساني مستقل عن الأشياء ثم يطعن شخص, لا نحب تكرار اسمه, في تلك الحضارة لكونها لم تنبثق, كسائر الحضارات عن الأشياء?

22 - يونيو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
تابع مفهوم الحضارة..    كن أول من يقيّم

الملاحظة الثالثة الخاصة باستقلال الحضارة الإسلامية عن الأشياء لن نتناولها من حيث نشأتها الإنسانية أو الجغرافية, بل من حيث "طبيعة تعامل الحضارة الإسلامية مع الأشياء", الحضارة الإسلامية عالجت الأشياء بطريقة لا يفهم منها إلا أن تلك الحضارة لها منطق مختلف عن منطق الأشياء, والأمثلة على ذلك كثيرة إلا أنها بحاجة إلى تأمل لأنها أمامنا منذ فترة ولم نلتفت إليها :
الثروة.. شيء من الأشياء له منطقه الخاص به, الثروة.. قوة, والقوة.. سُعار, والنتيجة هي أن الثروة متلازمة في التاريخ مع الحرب واللا-أخلاقية, حتى الأخلاق الأسرية تتفكك عراها بموت أحد الأثرياء بمجرد البدأ في تقسيم ثروته, حتى أن سفهاءهم قد أعلنوا ببجاحة أن الأخلاق هي وسيلة بديلة يتكيف بها فاقدي الثروة, فهل موقف الحضارة الإسلامية من "الثروة" هو موقف سائر الحضارات منها, لتصل إلى إجابة حاسمة, قارن بين اختفاء الفكر وتراجع المسألة الأخلاقية الّذَيْن كانا رد فعل الغرب عندما هبطت عليهم ثروة دولة الخلافة بعد أن أصبحت بلا صاحب, فوجدوا أنفسهم فجأة, بعد زوال الخلافة, العثمانية  أمام كنوز الدنيا, فما هو رد الفعل, إنه منطق الثروة نفسها: حربين عالميتين أسفرتا عن 75 مليون قتيل, وعلى الصعيد الفلسفي: بداية الحديث عن الـ"لا-فكر", تكريسا لـ"اللا-أخلاق". أما الحضارة الإسلامية.. فقد كانت نتيجة لتحول قبائل رعوية إلى إمبراطورية ماموثية في خلال ربع قرن من الزمان, أي أن "فجائية" ظهور الثروة كان من نصيبهم كذلك, ومع ذلك فلم يصابوا بسُّعار الثروة, ولم يروا أنفسهم إلا حَمَلة رسالة النبوة وإشعاعها, لم يكن هناك سُعار الثروة الذي أصاب الغرب, يدل على ذلك عدم تراجع الفكر (ليس الفكر بمعنى النشاط الذهني المجرد, بل الفكر بمعنى الرسالة, بهذا المعنى.. فالعقيدة نوع خاص من الفكر), ويدل على عدم تراجع الفكر.. احتفاظ طبقة العلماء بمكانتهم, بحيث لم يكن يجرؤ حاكم على المساس بها من حيث المبدأ, أما الاضطهاد فكان موجها بشكل فيه تحايل, كان موجها إلى العالم ليس بوصفه عالما, بل بوصفه فردا, وهذا الاضطهاد نفسه هو دليل على استقلالية الرسالة وعدم تأثرها بظهور الثروة.
عبَّر "هيدجر" بقوة, دون أن يشعر وبصورة عملية, عن حالة التراجع الفكري والأخلاقي للحضارة الغربية فور هبوط الثروة عليهم, "هيدجر" كان حالة مزرية لانزواء الفكر لحساب السلطة, ودوران السلطة في فلك الثروة, بعد أربعة شهور من استيلاء هتلر على السلطة في 1933 , عُيِّن "هيدجر" رئيسا لجامعة فريبورج, وفي أول مايو من العام نفسه أعلن انضمامه إلى الحزب النازي, وأيد الحكومة النازية عندما طردت عشرين فيلسوفا من وظائفهم الأكاديمية (حرية الفكر!), وكان من بينهم: "ارنست كاسيرز", و"هانز ريشنباخ", و"ماكس هوركهيمر", و"بيودور أدورنو", و"بول تليخ", و"لدوفيج فتجنشتين", و"رودولف كارناب", و"كارل بوبر", و"كارل هامبل", و"هانا أرنت", وأعلن "هيدجر" لطلابه أن الـ"فوهرر هتلر" هو وحده الذي ينبغي أن يكون معبرا عن وجودهم. وكان معروفا عن "هيدجر" أنه كان (مرشدا) للنظام, أي (واشيا), أي (خائنا) لأصدقائه.
قارن بين هذا الموقف وبين موقف العلماء من السلطة في الحضارة الإسلامية, "الحجاج" رغم عنفوانه وجبروته كان يستجدي "سعيد ابن جبير" ليمنحه هذا الأخير بعض المشروعية بالانضمام إليه, "الحجاج" رغم عنفوانه وجبروته.. لم يكن يجرؤ على التفكير في منصب الخلافة, لأن قوته العسكرية ـ وهو أكبر حاكم ولاية في التاريخ ـ ليس لها أي منطق في سياق الحضارة الإسلامية التي كانت لا ترى الخلافة إلا في قريش, سنفهم موقف "الحجاج" بشكل أقوى حين نعلم أن الشرط الوحيد لمنازعة أحد اللوردات لمن فوقه هو "قدرة" هذا اللورد "عسكريا" على ذلك.

22 - يونيو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
مشاركة على الطاير    كن أول من يقيّم

زهور زهير.. أسعد الله أيامكم جميعا, زهرة.. زهرة.
 وأبارك وأهنئ أستاذنا الكبير زهير ظاظا على بستانه الجديد، راجيا المولى عز وجل أن يكون باكورة حدائق أخرى مليئة بكل جميل من المعنى.
طاب صباحكم ومساؤكم.

25 - مارس - 2009
ديوان زهير
 10  11  12