قواعد العربية والهدف البعيد( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تعلم قواعد العربية له هدفان : قريب وبعيد ؛ فالهدف القريب هوتعلمها لذاتها والوقوف عند هذا الحد لا يعد اكتسابا للغة ، وكثيرا ما هم هؤلاء الذين يجمعون القواعد في صدورهم حفظا واستظهارا وإذا تكلموا لا يكادون يبينون ، فإذا تعلم العربية امرؤ يحفظ قدرا من الكلام العربي القويم استقامت له الأداة التي تطلق لسانه وبيانه وهذا هو الذي سماه السيد / أنس بالقواعد التي تضبط اللغة . والهدف البعيد هو تحليل الأساليب وتحديد مؤداها الدلالي ، وهذه مرحلة عليا من مراحل تعلم القواعد العربية وهذا الهدف بدون شك عامل من عوامل الاكتساب لأن المهارة في الأداء هي جزء من اكتساب اللغة ، وما جدوى اكتناز الألفاظ في عقل من يحفظ آلافا منها وهو أعجز من أن يعبر عن رغبته في طعام أو شراب ? و لقد وجدنا عبد القاهر الجرجاني يعد الكلام الذي يخلو من دلالة التركيب واستقامته ، من ساقط القول ( راجع كتابه العجيب دلائل الإعجاز ) فانظر يا رعاك الله كيف يفضي اكتساب اللغة بغير دلالة واستقامة إلي نبذ هذه اللغة وعدها من ساقط القول . وسؤالي الآن : هل نستطيع استخدام اللغة بغير أداة تصونها ? وفي قول علماء أصول الفقه ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) دليل على التلازم بين اللغة وضوابطها لاكتسابها على وجه مقبول ، هذا وبالله التوفيق ولعلي أوضحت وجهة نظري بما تحسبه كافيا .
عمل اسم الفاعل يحدده المتكلم ، فإن شاء جعله قائما مقام الفعل فأعمله بقصد إظهار أهمية المفعول به ، وإن شاء حوله اسما محضا فأضافه بقصد التركيز على المعنى الناشئ من الإضافة . وهذه أمور لا علاقة لها بالإقناع ، إنها ضوابط العربية ولها باب تُشرَح فيه مسائلها ، وهكذا روعيت في كلام العرب .
الفعل ( دعا ) قد يتعدى إلى مفعول واحد كما في الآية : ( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ) سورة القمر / 10 ، وقد يتعدى إلى مفعولين : إلى أحدهما بنفسه وإلى الآخر بحرف جر كما في الآية : ( ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ) سورة غافر / 41 ، ومثله : دعا القائد جنده إلى الجهاد ؛ فهو داعي الجهاد ، كما في الآية : ( أجيبوا داعي الله ) أي : الداعي إلى الله . وهذا سائد في كلام العرب أنك إذا أضفت اسم الفاعل - مما يتعدى بحرف جر - إنك لا تلتفت إلى ذاك الحرف عند الإضافة فالإضافة تقتضي سياقا و معنى غير الذي كان عليه الكلام قبل الإضافة ، وفي الشعر منه كثير مثل قول نصيب بن رباح :
وودعني الشباب وكنت أسعى
إلى داعي الشباب إذا iiدعاني
وأصله الداعي إلى الشباب ، وكقول قطري بن الفجاءة :
سبيل الموت غاية كل حي
فداعيه لأهل الأرض iiداعِ
فأصله : فالداعي إليه . وقد سُمع من كلام العرب : دعوتك (الخير) - متعديا إلى المفعولين بغير واسطة -، فأنا داعي الخير ، وإن كان معناه : دعوتك إلى (الخير) فأنا داعي الخير إيضا . فأنت ترى أن لفظ الخير في الموضعين يختلف إعرابه ، ولكن عند اشتقاق اسم الفاعل وإضافته إليه فالمعنى واحد والصيغة واحدة إن شاء الله . هذا وكنت فيما سبق من تعليقاتي أبحث الأمر من حيث الصنعة النحوية فما تكلفت بيانا غير الذي يفهم من السؤال ، والآن أدع الخوض في هذا الموضوع بعد هذا الإيضاح وشكرا لإتاحة الفرصة للاستفادة من تبادل الرأي وبالله التوفيق .
توجد نسخة من طبعة استانبول كما هو مذكور في فهارس مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في هذه المكتبة ، وبها أيضا عدة نسخ مخطوطة . والباحثون الذين سجلوا الكتاب في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة هم : علي ليمان ( نيجيري ) سجل سنة 1404 هج ، وصال بن مرزوق بن معيض ( سعودي ) سجل سنة 1408 هج ، ولطفي حسين الدخيلي ( تونسي ) وهذا الأخير نوقشت رسالته . أرجو مراسلة الجامعة للتحقق من صحة البيانات وشكرا .
نصيحتي إلى السيد / أشرف ، ألا يعتمد مصدرا أو مصدرين أو حتى قائمة محدودة التنوع ؛ لأن الأدب الأندلس ممزوج أحيانا بالتاريخ في مصدر واحد ، لذلك فمن الأجدى والأنفع أن يتأمل مراجع المؤلفات المتأخرة والحديثة ففيها شمول لأكثر ما كتب حول الأندلس ، وإني مُحيلك إلى كتاب مفيد جدا ألا وهو ( معجم الشعراء الأندلسيين والمغاربة ) تأليف الدكتور عفيف عبد الرحمن ، والكتاب مطبوع في المجمع الثقافي سنة 1424 هج = 2003 م ، أبو ظبي .و في نهاية هذا الكتاب قائمة ضخمة للمصادر الرئيسة للأدب الأندلسي ، والمراجع الثانوية القديمة والحديثة ، والرسائل الجامعية . وفيه فوائد لا يستغني عنها دارسو الأدب الأندلسي بأي حال ، وأتمنى لك التوفيق .
محاولة لفهم مصطلح ( السلف )( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
وجدنا من تتبع اسم ( السلف ) أو مصطلح السلف شبه اتفاق على أن السلف هم جيل الصحابة ، وزاد بعضهم جيل التابعين . والحقيقة أن التابعين ليسوا جيلا واحدا فمما وجدناه عند ابن سعد في كتابه ( الطبقات ) أنهم طبقات يمثلون عدة أجيال ، كما زاد الاتساع حتى شمل غير الصحابة والتابعين ؛ وذلك بالتحديد الزمني المحصور في القرون الثلاثة الأولى ، والناظر المدقق في أقوال التحديد لا يجد مقياسا واحدا عند هؤلاء المحددين لهذا الجانب من معنى السلف لذلك يتوقف عن قبول الجزاف في التحديد ، ويتحول إلى مقياس من نوع آخر يدرك به أقرب المعاني لاسم ( السلف ) ولعل المنطَلَقَ العقدي الذي اتخذه أصحاب هذا الاتجاه الذين يرون أن كمال الإيمان بالوقوف عند حد وصف الله عز وجل نفسه فنؤمن بأسمائه وصفاته كما تلقيناها عن رب العزة بلا تجسيم ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل ، و نأخذ ظواهر النصوص المتعلقة بذلك كما وردت ونفوض معانيها إلى الله فهو أعلم بمراده منها . هذا المنطَلَقُ هو أدعى لتحديد معنى السلف : فيكون معنى السلف مقرونا بهذا المعتقد ، وكل ملتزم به فهو من السلف ولوكان معاصرا لتاريخ تعليقي هذا ونسقط الحساب الزمني من المصطلح لتوسيع دائرة الشمول ؛ لأنا وجدنا ناسا من الصحابة وناسا من التابعين وتبعهم أناسي كثير بعد هؤلاء وهؤلاء إلى يومنا هذا كان لهم قول يفسر أحيانا ويؤول أحيانا بعض النصوص التي يوجب أصحاب مبدأ ( السلف ) التوقف عندها ( ولست هنا بصدد التدليل والترجيح ولكني أناقش مسألة محددة تتعلق بمفهوم اسم السلف ، ومن شاء غير ذلك فليرجع إلى الكتب المختصة وهي بحر قاموس ) . وبذلك نخرج من حرج الزمن المحدد ، حتى لا يتحول المفهوم إلى انتماء الحديث إلى القديم من الأجيال بتقليد يشبه حركة النقل الآلي من عصر إلى عصر ، ولكننا نحبها عقيدة ثابتة من حيث كونها في خاتمة الرسالات السماوية ، ومتجددة من حيث كونها عقيدة كل جيل من أجيال هذه الأمة إلى أن يُسْمَعَ في القيامة ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) ، وهنا يتضح مغزى هذا التحديد الذي شرحته آنفا ؛ ليكون فكر الأمة فيما وراء ذلك المعتقد مفتوحا للأخذ والرد والبيان والدفاع على حد سواء بلا حجر ولا جمود ما لم تكن دعوة إلى كفر صراح ، لنزيح بذلك أثقال الوقفة المتكررة على محيط دائرة لا يُدْرَك لها طرف وكان الأَوْلَى أن تكون خطى ذات حركة على طريق سوي ومستقيم . والله أعلم وأستغفر الله من الزيغ والبهتان .
قال الأعلم الشنتمري في مقدمة شرحه لشعر النابغة الذبياني : ( وإنما سمي النابغة لأنه لم يقل شعرا قط حتى صار رجلا وساد قومه ، فلم يفجأهم إلا وقد نبغ عليهم بالشعر بعدما كبر ؛ فسمي النابغة ...) - حققه محمد أبو الفضل إبراهيم ، وطُبع في دار المعلرف بمصر .
راجع كتاب ( معجم مصنفات القرآن ) تأليف د . علي شواخ إسحاق ، ومقدمة كتاب ( البسط ) في القراءات العشر ، تأليف سمر العشا ، وقائمة مراجع ( معجم القراءات ) الكتاب الذي ألفه العالم الجليل الدكتور عبد اللطيف الخطيب ، وطُبع في دار سعد الدين بدمشق .