المصادر الأصلية:1 ـ القرآن الكريم. كن أول من يقيّم
* المصادر الأصلية: ونعني بالمصادر الأصلية، المصادر الأولى الأساس التي استقَت منه اللغة العربية مادتها الأولى، وهي كما يأتي: 1 ـ القرآن الكريم. يعتبر القرآن الكريم، المصدر الأول والرئيس للغة العربية،. وما ذلك إلا لخُلوص لغته، فلغته عربية خالصة لا يشوبها شيء من التحريف أو الخروج عن نطاق القواعد العامة للغة العربية، وقد شهد له بذلك خصومه، فقد نزل بلغتهم التي يتقنونها، ويملكون زمام أمورها، ومع ذلك فإنهم وقفوا حائرين أمام قوته.. فكان أن تحداهم الله عز وجل بأن يأتوا بمثله في الفصاحة والبيان.. وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره (3 / 193) أنه ما دام من الجائز إثبات اللغة بشعر مجهول، فجواز إثباتها بالقرآن العظيم أولى.. فقد قال عند تفسيره لقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }( الآية 156 آل عمران). (قال قطرب : كلمة ?إذ? وإذا ، يجوز إقامة كل واحدة منهما مقام الأخرى، وأقول: هذا الذي قاله قطرب كلام حسن، وذلك لأنا إذا جوزنا إثبات اللغة بشعر مجهول منقول عن قائل مجهول ، فلأن يجوز إثباتها بالقرآن العظيم ، كان ذلك أولى، أقصى ما في الباب أن يقال ?إذ? حقيقة في المستقبل، ولكن لم لا يجوز استعماله في الماضي على سبيل المجاز لما بينه وبين كلمة ?إذ? من المشابهة الشديدة ? وكثيرا أرى النحويين يتحيرون في تقرير الألفاظ الواردة في القرآن، فإذا استشهدوا في تقريره ببيت مجهول فرحوا به، وأنا شديد التعجب منهم، فإنهم إذا جعلوا ورود ذلك البيت المجهول على وفقه دليلا على صحته، فلأن يجعلوا ورود القرآن به دليلا على صحته كان أولى ). ويقول الإمام السيوطي في كتابه الاقتراح: ( أما القرآن فكل ما ورد أنه قرئ به جاز الاحتجاج به في العربية سواء كان متواترا أم آحادا أم شاذا، وقد أطبق الناس على الاحتجاج بالقراءات الشاذة في العربية إذا لم تخالف قياسا معروفا، بل ولو خالفته يحتج بها في مثل ذلك الحرف بعينه وإن لم يجز القياس عليه، كما يحتج بالمجمع على وروده ومخالفته القياس في ذلك الوارد بعينه ولا يقاس عليه...) ثم ذكر بعض الأمثلة التوضيحية، فليُرجع إليه. وقد حظي القرآن الكريم بالدراسة منذ وقت مبكر، من ذلك: تفسير ابن عباس الذي يعتبر أول تفسير للقرآن الكريم، نهج فيه منهجا لغويا محضا، وهو من رواية الكلبي عن أبي صالح، وهي الرواية التي جمعها الفيروزآبادي (816ه) في الكتاب الموسوم ب: " تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ". ولكن الباحث لا يستطيع نسبة هذا الكتاب لابن عباس، لأسباب عدة منها: ـ توجد به غيبيات لا تتفق مع الوضوح الذي عرف به ابن عباس. ـ أنه مشوب بنزعة فارسية في تفسير بعض الألفاظ. ـ مخالفته في كثير من التفاسير لروح العربية وذوقها. بالإضافة إلى أنه من رواية محمد بن مروان السذي الصغير عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح، وهذه السلسلة تعرف بسلسلة الكذب كما ذكر السيوطي في الإتقان (2 / 189). |