البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات داوود أبازيد

 10  11  12  13  14 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
العروض الرقمي والأبجدي    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة وبعد ..
وعدت الأخ خشان خشان بالحديث عن العروض الأبجدي ، وقد أعاقني عن ذلك أنني كنت كلما وصلت في كتابة المداخلة إلى نهايتها رفض الجهاز استقبال الإرسال ، وربما انقطع الاتصال بالشبكة لأسباب فنية ، أو غير ذلك ، وقد أعدت كتابة هذه المداخلة مرارا ، كما أسلفت في اعتذاري السابق ، وهو عذري اليوم . وقد دفع بي هذا إلى تهيئة المشاركة على ملف وورد ، تمهيدا لإرساله دفعة واحدة ..
ولقد حز في نفسي قول الأخ خشان في رده على موقفي من الرقمي (وإن كان الأمر كما تفضلتَ بذكره من أنه مجرد ترميز جديد، فلبئس المتبجح أنا في تكراري لهذا القول.) وتالله إن كنت أرمي إلى شيء من هذا .. إذاً فلا رفعت سوطي إلي يدي .. وإنما أنا رجل ليس لي سبيل إلى ولوج منعرجات ومسارب الروابط ، التي تقدم لي ما أريد وما لا أريد .. وإنما حسبي من الجواب ما قل غير مخل ، وما دل غير ممل..
ومثال على ما أريد من الرقمي أو الأبجدي مثلا ما يلي :
تختلط في عروض الخليل تفعيلة (مستفعلن) السالمة / الصحيحة في الرجز مع تفعيلة (متفاعلن) المضمرة في الكامل (والإضمار: تسكين الثاني المتحرك) .. كما تختلط تفعيلة (مفاعيلن) السالمة / الصحيحة في الهزج ، مع تفعيلة (مفاعلتن) المعصوبة في الوافر (والعصب: تسكين الخامس المتحرك) .. وعروض الخليل يحل المشكل بالطريقة المعلومة .. فهل وجد الرقمي لهذا الأمر حلا أسهل وأسلس وأوضح?. هذا ما أبحث عن مثله..
أما عن العروض الأبجدي فأقول :
نادى المنادون بـنظرية (العروض الرقمي) وكنت قد حاورت بعض مبدعيه أو معتنقيه  ، وزعمت بأنه لا يقدم سوى إضافة رموز عروضية جديدة ، أي إنه إذا كانت الرموز السابقة لتفعيلة (فاعلاتن) هي مثل : ( /ه//ه/ه) أو: (ـ ب ـ ـ) وما إليها ، فقد زادها العروض الرقمي نوعا كهذا : (2 1 2 2) أو كهذا: (2 1 4) أو كهذا: (2 3 2) وربما (3 4)! وربما (5 2)! وربما (7)!.. فأبوا إلا أنه شيء كبير ، وفي طياته علم غزير ، وأزعم بأنني لم أستطع فهمه أو سبر أغواره لفرط جهلي .
واليوم .. تتبدى لي نظرية عروضية جديدة ، ربما تكون قد سرقت من العروض الرقمي ! وربما تكون قد لمحته من طرف غير خفي ! تلك هي نظرية (العروض الأبجدي) وفرق ما بين الأبجدي والرقمي هو أن العروض الأبجدي نال تغطية أكاديمية معتمدة ، قد تجعل موقف مبتدعه ومؤيديه أكثر متانة. ومن هنا أنصح من لديه كبير علم بهذا الرقمي ، أن يقدم فيه رسالة لنيل الماجستير أو الدكتوراه ، فينال بذلك تغطية أكاديمية مناسبة ..
جاء في بعض مواقع الشبكة :
((...ناقش الباحث المغربي عبدالله التخيسي أطروحته لنيل دكتوراه الدولة في الآداب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط تحت عنوان (نظرية التناسب في الشعرية العربية المعاصرة.. دراسة في أصولها التراثية والحداثية ) وقد منحت اللجنة العلمية للباحث دكتوراه الدولة بدرجة حسن جدا... ))  وأنا أسمع لأول مرة بدرجة أو مرتبة حسن جدا هذه .. وهذا لفرط جهلي أيضا ..
كان الباحث أمينا حين ذكر أصول نظريته فلم يفعل كما فعل الألى سرقوا نظرية ابن مضاء القرطبي في نبذ العامل النحوي . فقد قال الباحث : ((ولعل عالما كبيراً وهو حازم القرطاجني كان قد رأى ما وراء نظرية الخليل لكن رؤيته هذه ظلت غائمة بعد أن كان قد وضع الحجر الأساس لنظرية التناسب، فتكسر علي محك التطبيق فعل سائر الشعريين العرب من القدماء والمحدثين))
ومما قال التخيسي : ((أما المعايير الأساسية التي اعتمدناها لتحديد الإيقاع في الشعر والنظم العروضيين فهما الحركة والسكون المتلازمان وتناسبهما تناسبا متساويا [حركة وساكن]، ورمزنا له بحرف: (ألف) وتناسبا مضاعفا حركتان وساكن ورمزنا لهذا التناسب بحرف: (باء) ورمزنا لثلاث حركات وساكن بحرف (جيم) .. وهكذا أمكن تحديد الإيقاع في الشعر العربي قديمه وحديثه من القصيدة التقليدية أو العمودية والقصيدة الرومانسية والقصيدة(التفعيلية) وقصيدة النثر، بل يمكن لهذه المعايير الثلاثة أو الأربعة بإضافة نسبة (دال) إلى النسب الثلاثة السابقة ونسبتها هي أربع حركات وساكن فتكون النسب الإيقاعية للشعر العربي القديم منه أو الحديث أربع نسب هي: (أ ب ج د) فهذه المعايير الأربعة لقياس الشعر العربي هي نفسها مقاطع للغة العربية في مختلف أساليبها وأجناسها..)) أ.هـ
فقد رمز صاحب نظرية التناسب للسبب الخفيف (/ه) بحرف (أ) وللوتد المجموع (//ه) بالرمز(ب) وللفاصلة الصغرى (///ه) بالرمز(ج) وللفاصلة الكبرى (////ه) بالحرف (د) [ومن هنا فأنا أسميته بالعروض الأبجدي].. ولكن هذا العروض لا يرمز بشيء للسبب الثقيل // ولا للوتد المفروق(/ه/) ولا للمتحرك المفرد (/) أو الساكن المفرد (ه) أو اجتماع الساكنين (ه ه) وقد تقدم عليه الرقمي في هذا ... وبالتالي فإن رمز فاعلاتن الأبجدي هو (أ ب أ) وربما (أبأ) ورمز متفاعلن هو (ج ب) وربما (جب) ورمز مفاعلتن هو (ب ج) وربما (بج) إلخ ...
قلت : ومن هنا فأنا من أسماه بالعروض الأبجدي .. ولم يسمه به صاحبه الدكتور عبد الله التخيسي ، فليسمه بعد ذلك من يشاء بما يشاء كما يشاء ، فلن يغير من الأمر شيئا ..
ونظر صاحب العروض الأبجدي إلى دوائر الخليل الخمسة : دائرة المؤتلف وفيها بحران.. ودائرة المتفق وفيها بحران.. ودائرة المختلف وفيها ثلاثة أبحر.. ودائرة المشتبه وفيها ثلاثة أبحر.. ودائرة المجتلب وفيها ستة أبحر، فغير هذه الدوائر تغييرا جذريا قائما على تناسبات رباعية ، في كل تناسب أربعة بحور وهذه التناسبات هي: (تناسب التخالف .. وتناسب التماثل .. وتناسب التآلف .. وتناسب التطابق .. )
والمثير في الأمر هو أن كلا المبتدعَين ــ مبتدع العروض الرقمي ، ومبتدع العروض الأبجدي ــ يبدوان كأنما يمتحان من قليب واحد ؛ فهما لا يتورعان عن إقحام القرآن الكريم في هذه المعمعة غير الكريمة ..أما أهل العروض الرقمي فقد أنفذوا أمرهم ، فأخضعوا آيات القرآن الحكيم للتقطيع ، كما شهد موقع الفصيح ، الذي أغلق باب الحوار عند محاولة تقطيع سورة الفاتحة ، وأما صاحب الأبجدي فقد أشار إلى إمكان تطبيق النظرية التناسبية على الشعر والنثر ، بعبارة توحي بأنه يجمع القرآن الكريم والمقامات في صعيد واحد وهيهات.. بل توقع تطبيقها على لغات أخر حيث يقول:
 (ويمكن أن تطبق هذه النظرية علي لغات أخري كالفارسية والإسبانية) ، كما يقول : ((أما بالنسبة إلي نظريتنا فإن التفاعيل تؤول جميعها إلي تناسب (أ ب ج د) ليس في الشعر وحده وإنما في عموم اللغة العربية وآدابها...)) ويجتمع كل ذلك في قوله : ((فجمعنا أطراف هذه المباحث في رباعية واحدة من رباعيات النظرية سواء علي مستوي المجرد كما فعلنا في كل قسم من أقسام النظرية أم علي مستوي المجسد من النصوص الشعرية التفعيلية ومن قصيدة النثر، وذهبنا صعدا نحو المقامات ، والآيات البينات سورا وآيات دون أن تتأثر النظرية أو تتعثر في مدارجها ومعارجها نحو البحث عن تطبيقاتها في اللغات الأخرى )) والرقمي والأبجدي كلاهما يعلم علم اليقين ، ويغمض عين اليقين ، ويتجاهل حق اليقين ، الآيات التي تقطع أدنى سبب بين القرآن الشعر ..
ويذهب صاحب العروض الأبجدي أو نظرية التناسب بعيدا حيث يقول : (وليس بخاف علي أحد أن نظرية التناسب هي وجه آخر للنظرية النسبية لآينشتاين بمعني من المعاني تتخالف مادتهما ويتآلف جوهرهما وتلتقي النظريتان في رباعيات من بينها رباعية الزمان والمكان والقول بعدم الفصل بينهما...) إن هذا الكلام وما يتلوه ، يحمل أكبر العذر لمن لا يفهمه ، أو لمن لا يريد أن يفهمه أو لمن يريد أن يضرب الذكر صفحا عن مجرد قراءته?.
إن التجديد في العروض لا يعني التوسع في  حمل مقاييسه على الشعر والنثر ، ولا ينطلق من إزالة الحدود بينهما ، فالشعر شعر والنثر نثر ، أو كما قال مارون عبود ( النثر مشي والشعر رقص) وإنما ينبع التجديد من قصر معايير الشعر على الشعر وحده ، والوقوف بها عند حدود التعريف الجامع المانع ، الذي لا يدخل في باب الشعر ما ليس منه ، ولا يجوز التوسع في هذه المعايير إلا لاستنباط أوزان عروضية جديدة ، للأشكال الشعرية الجديدة ، كالموشحات وما يصاقبها ، حيث أخفقت كل المحاولات التي دأبت على استنباط معايير للموشحات ، على غرار  معايير الخليل للشعر .. أما اعتماد (الماستر كي) في المعايير والمقاييس فيعني ترك الأمر مشاعا للفوضى ، والباب مشرعا للشرذمة.. هذا والله تعالى أعلم .. مع أطيب تمنياتي .. داوود ..

7 - يناير - 2007
العروض رقميا - مادة تستحق عناية الدارسين
الشريف والاغتراب    كن أول من يقيّم

سبقني الإخوة في الحديث عن الشريف الرضي ، ولا أملك إلا أن أكرر ما قالوا .. فخير من تحدث عن الشريف هو زكي مبارك في عبقرية الشريف الرضي ، كما جاءك في أول الغيث من الأخ منصور مهران .. وثمة كتاب اسمه ( الشريف الرضي حياته وشعره ) لمحمد سيد كيلاني وهو دون ذلك بكثير .. وأرجو أن يكون قد حذف منه فقرة تافهة حول أسباب الفساد الخلقي في العصر العباسي ؛ لأنه أهجر فيها ...
ومن قمم الاغتراب عند الرضي هذه الأبيات التي أنقلها عن مداخلة الأخ زهير :
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى مضاربهم
 
وَطُـلـولُها بِيَدِ البِلى iiنَهبُ
فَوَقَفتُ حَتّى ضَجَّ مِن iiلَغَبٍ
 
نِضوي  وَلَجَّ بَعُذَّلي iiالرَكبُ
وَتَـلَفَّتَت عَيني فَمُذ iiخَفِيَت
 
عَـنها الطُلولُ تَلَفَّتَ iiالقَلبُ
وبعد أن  قد تطرق زكي مبارك  إلى بعض ما يُرى من الفسق في ألفاظ العاشقين .. تمثل بهذه الأبيات ، ثم صاح قائلا : الله أكبر !.. ما هذا السحر يا أظرف الفاسقين ?!.
وقد تجد الاغتراب مبثوثا في حجازياته تحديدا ، وفي طللياته كذلك ، كقصيدته التي مطلعها :
من الركب ما بين النقا والأناعم نشاوى من الإدلاج ميل iiالعمائم
فهنا اغتراب لضرورات الرحيل المختلفة .. وقد تجد الاغتراب في حكمته كما في قوله :
فـلا تـطـلبوها سمعة في معرة تـحـدث عـنكم كل غاد iiورائح
خمول الفتى خير من الذكر بالخنا وجـر ذيول المخزيات iiالفواضح
فهنا اغتراب عن الفحشاء مثلا ، على حد ما يروى عنه صلى الله عليه وسلم : المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ..
وأضم صوتي إلى الإخوة المطالبين بإتاحة فرصة للسراة لمراجعة وتصحيح مداخلاتهم بعد اعتمادها بفترة زمنية محدودة ، لبضع ساعات مثلا .. مع الشكر ..

8 - يناير - 2007
الشريف الرضي وظاهرة ا لاغتراب ..!!
ذائقة رائعة    كن أول من يقيّم

أكتشف في الأستاذ زهير كل مرة كشفا عظيما ، فهو ليس بالباحث والعالم والشاعر والمؤرخ فحسب ، ولكنه يضيف إلى كل ذلك ذائقة أدبية وشعرية ونقدية فذة ، تبدو جلية في هذه القصيدة المختارة ، وأنا لا أستبعد أن أجد له يوما مختارات كمختارات البارودي أو حماسة كحماسة أبي تمام ..
فمن أي عالم أتيت لنا بهذه الرائعة يا زهير?. وإلى متى تظل هذه الكنوز مخبوءة يعلوها غبار السنين ، ليزعم الزاعمون وليهم الواهمون بأن ما يأتون به من الهراء الحديث أقدر على التعبير وأصدق في التعبير عن المشاعر الحديثة ، وكأن المشاعر كالنقود تتغير مع العصور والأزمان والحكام والسلاطين ..
هذه القصيدة عين من عيون الرثاء ، على أن الرثاء لا المديح هو عين الشعر الإنساني ، فهذه القصيدة هي عين العين. فلا تبخل على عيوننا يا أستاذنا الكريم بأن تكتحل بمثل هذا الوجد الإنساني الرفيع .. داوود .. 

16 - فبراير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
العروض ونظرية أينشتاين    كن أول من يقيّم

كنت أود الاقتراح على الأخ زهير أن يخصص مجلسا للعروض والقافية بدلا من التردد بين الرسائل الجامعية والأدب العربي وربما غير ذك من المجالس ..ولكن لا بأس ..
لقد انتظرت مداخلة جديدة ، فلما لم أجد دخلت الرابط التالي في منتدى العروض والقافية، في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية:
فوجدت الأستاذ خشان يقول فيه:
 (ولنا أن نتصور المقطع الساكن نواةً أمامها مداران يستوعب الواحد منهما متحركا واحدا لا غير، والذي يُمْلَؤُ (كذا) أولا هو المدار الأقرب للنواة، فإن وجدت متحركا آخر ملأت به الثاني فصار مجموع الأحرف ثلاثة وهو الوتد، وإن لم تجد اكتفت بواحد وصار عدد الأحرف اثنين وهو السبب.)
وعلى الرغم من أن الحديث عن السبب يستدعي الحديث عن السبب الخفيف والسبب الثقيل ، وأن الحديث عن الوتد يدعو إلى ذكر الوتد المجموع والوتد المفروق ، وأن الحديث عنهما يجب أن يفضي إلى بيان الفاصلة الصغرى والفاصلة الكبرى .. فليس هذا هو المهم ؛ المهم أن هذا القول ذكرني بقول الدكتور عبد الله التخيسي في عروضه الأبجدي الذي سماه (نظرية التناسب في الشعرية العربية المعاصرة ):
(وليس بخاف على أحد أن نظرية التناسب هي وجه آخر للنظرية النسبية لآينشتاين بمعنى من المعاني تتخالف مادتهما ويتآلف جوهرهما وتلتقي النظريتان في رباعيات من بينها رباعية الزمان والمكان والقول بعدم الفصل بينهما.)
 مدهش حقا هذا التوارد في الخواطر !.. إن هذين القولين اللذين يربطان العروضين الرقمي والأبجدي بنظرية آينشتاين، يبدوان مدهشين حقا.. فإن قالوا إنما هو تصوير وتشبيه قلنا: إنما نحن أمام علم، وليس مما يناسبه استخدام هذا الشكل اللفظي فيه ، ودعاة التجديد من قبل الحداثة يقولون: لا يجوز التعبير عن الأفكار الحديثة بأسلوب قديم .. وكنت من قبل عقبت على كلمة التخيسي بالقول: (إن هذا الكلام وما يتلوه، يحمل أكبر العذر لمن لا يفهمه، أو لمن لا يريد أن يفهمه.. أو لمن يريد أن يضرب الذكر صفحا عن مجرد قراءته ?.) أما ما يتلوه فهو قوله : (يقول صاحب كتاب النسبية بين العلم والفلسفة في مفهوم آينشتاين للزمان والمكان: إن الزمن بمدلوليه نسبي بينما هو مطلق في الفيزياء الكلاسيكية وباختصار شديد يجوز القول بأن زمن نيوتن والفيزياء الكلاسيكية كوني وبأن زمن آينشتاين محلي وتلتقي النظريتان في مفهوم الفضاء الذي يتضمن فكرتين: الأولي تقول بنسبية المسافة والثانية تقول بأن الفضاء مربع الأبعاد . وهنا تلتقي النظريتان: النسبية والتناسب في اعتمادهما علي الأبعاد الأربعة للفضاء، أعني الزمان والمكان والتفرد باعتماد الرباعيات في منظومات الشعر واللغة والكون. )
وهذا أنكى من سابقه!? فكيف للشاعر الأديب بأن يدرك رباعية الزمان والمكان وهما اثنان لا أربعة?. أو أن يدرك مدلولي كل من الزمان والمكان?. وإن أدرك بأن لكل منهما مدلولين فكيف تتحول ثنائية الزمان وثنائية المكان إلى رباعية الزمان والمكان?. فالزمان نسبي ومحلي عند اينشتاين، فهذه ثنائية، وهو مطلق وكوني عند نيوتن فهذه ثنائية أخرى، فكيف تصير الثنائيتان رباعية?. بعد أن ألغت نظرية أينشتاين نظرية نيوتن ?. وهل يمكن جمع برتقالتين وليمونتين في أربع برتقالات و/أو ليمونات?. كما قال لي أحد اقطاب العروض الرقمي حين جمعت له بين 2+2=4 و2+3=5 و4+5=9 .. هذا إن أطاق الشاعر أن يحل معضلة النسبي والمطلق والكوني والمحلي?.  وإن وعى الكوني المطلق والنسبي المحلي أصلا?. أو الثنائيات والرباعيات على أقل تقدير!.
إن دعاة التجديد في كل مجالات الحياة ، ومنها النحو والنقد والشعر والعروض ، يشكون مما يزعمون أنه تعقيد أو صعوبة في العلوم السابقة، ومن بينها عروض الخليل، فبالله عليكم أفي العروض الخليلي الجميل مثل هذا الإغراب والإهجار?!..أليس الأجدى أن يشغل المرء نفسه بإبداع ما هو جديد مفيد ، بدلا من أن يشغل نفسه بهدم ما هو قديم قائم على أصوله?.  أليس الأجدى للباحثين المجددين في علم العروض أن يبحثوا في هذا الذي يدعونه بالشعر المنثور وقصيدة النثر، وأن يستخرجوا له أوزانا تناسبه وتليق بمقامه الحديث المعاصر الجديد ، وأن يخلوا بين الخليل بن أحمد وعروضه القديم المتعفن البالي ، بل أن يخلوا الخليل مرتاحا في مرقده البرزخي?!.
ويحملني اليوم هذا التصاقب، وربما توارد الخواطر، بين الرقمي والأبجدي، وإن كان أمر الرقمي فيه أهون، على القول: إن الربط بين الأدب والنقد والبلاغة والعروض من جهة، وبين النظريات العلمية، وخاصة النظرية الذرية (atomic ) أو النووية (nuclear) الانشطارية (fission) أو الاندماجية (fusion) وما إليها، وإن الربط بين الحركة والسكون من جهة، وبين البروتون والنيوترون والإليكترون من جهة أخرى. أو قل: إن استخدام مثل هذا الأسلوب في الشرح والتوضيح والتصوير، يجب أن يتم بحذر شديد؛ حتى لا نقع في خطأ علمي يغض من قدر الأدب أمام العلم، أكثر مما هو عليه. فليس في الكون سكون كما في سكون العروض، وليس في الحياة سكتة كسكتة الموسيقى والإيقاع، فالسكون في الكون يعني العدم، والسكتة في الحياة تعني الموت، وكل شيء في الكون يدور حول نفسه وحول غيره..
ونواة الذرة في الطبيعة، ليس لها مثل هذه المدارات التي يفترضها الرقمي أو سواه أمام المقطع الساكن وليس ساكنا، وإنما المدار يكون حول الشيء لا أمامه. وملء المدارات بالإليكترونات ليس فيه حرية الملء وعدمه ، إن وجد ملأ وإن لم يجد اكتفى، هذا أمر لا نصيب له من العلم ، فسلب إليكترون أو فرض إليكترون يحول المادة إلى مادة أخرى، وهذا لا يتفق مع قوله إن التغيير يخرج من البحر ولا يخرج من الشعر .. فالعلم علم والشعر شعر ، ولمن شاء أن يرجع إلى كتب الكيمياء والجدول الدوري أو جدول مندلييف، وسيجد الأمر غير قابل للتشبيه أو التمثيل بين العروض والذرة أو النواة.. فلنواة أية مادة سبعة مدارات رئيسية، ويدور في كل مدار عدد محدد قل أو كثر من الإليكترونات، وتحت كل مدار رئيسي مدار طاقة فرعي فيه مستوى أدنى من الطاقة، وفوق كل مدار رئيسي مستوى أعلى من الطاقة... فهذه المدارات وما يدور فيها شيء لا مجال للاقتراب منه في أمور الشعر والأدب.
أكتفي بهذا القدر؛ لأن طريقي العروض الفيزياء لا يلتقيان؛ ليس لأنهما متوازيان؛ وإنما لأن كلا منهما يقع في مستوِ أعلى أو أدنى من صاحبه.. والله أعلم..

16 - فبراير - 2007
العروض رقميا - مادة تستحق عناية الدارسين
رعاة الوراق    كن أول من يقيّم

تحية أخي زهير وبعد ..                   
بادئ ذي بدء أشكرك على ثقتك الغالية ، فالحق، والحق أقول، أنني لم أطلع على مشروع رعاة الوراق ، فلا تعتب علي كثيرا ، لأن حالتي كحالة الطقس، وكأنني منوط بنشرة الأحوال الجوية ، مع أنني لست من متابعيها ، فأنا أيها العزيز قد أنقطع فترة لأسباب طارئة فلا أدخل الموقع أو غيره إلا لماما ، ومن هنا تفوتني كثير من الفوائد، ولكن ما حيلتي?. إن مشروع رعاة الوراق، من دون أن أطلع عليه ، لن يكون أقل قيمة من سراة الوراق ، فهذه من ابتكاراتكم المستمرة ، فأرجو أن تطلعني على تفاصيل المشروع في رسالة على بريدي الإليكتروني .. ولكم مني جزيل الشكر ..   

17 - فبراير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
التوكيد المعنوي    كن أول من يقيّم

يعذرني الأستاذ منصور إذا أجبت عنه فقلت : إن التوكيد المعنوي لا يخلو منه كتاب نحو موسع أو موجز .. وأبرزها: نفس.. عين.. كل.. كلا.. كلتا.. أجمع.. جُمَع.. أجمعون.. جميع ..إلخ .. ويشترط أن يتصل بكل منها ضمير يعود إلى المؤكَّد.. وثمة شروط لا مجال لشرحها..

17 - فبراير - 2007
إعراب كلمة
خطوة جديدة للوراق    كن أول من يقيّم

تحياتي إلى الوراق وسراة الوراق ورعاة الوراق وضيوف الوراق وبعد ..
بداية أقول : كان حريا بهذا المشروع أن يعلن على صفحة البداية ، وليس في أي مجلس من المجالس ، فكيف لمن لا يرتاد هذا المجلس أو ذاك أن يعرف بالخبر ?. وعلى الأخص إذا لم تكن أوقات دخوله الموقع منتظمة ..
وفي العمق أقول: إنه لشرف كبير لي أن أختار راعيا لمجلس اللغة العربية.. وإن كنت أرى كل واحد من الكرام المشاركين أصلح مني لهذا الشرف الكبير ، أصلح علما وأصلح وقتا .. والحق أنني رجل شديد الحساسية تجاه المناصب ، فأنا أفر من كل منصب أو ملحق بالمنصب أو مشابه للمنصب ، ولا أرغب إلا أن أكون واحدا من عامة الناس ، أسهم بما يقدرني عليه الله وحسب.. إنني راع ، ليس من حيث كوني حاملا لهذا اللقب ، ولكنني راع من حيث قول الرسول عليه الصلاة والسلام : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .. فأرجو أن يطمئن الأحبة الذين وجدوا في هذا الاختيار شكل قائمة وزراء  معينين ، بأنهم أمام قوم يرون الأمر تكليفا لا تشريفا ، وإن كانوا يشرفون بهذا ..
إن الأمر يستدعي بيان المهام والواجبات وطرق التواصل ، التي تحدد الاستمرار أو الاستقالة .. وإن هذا الأمر واجب لا يحق لأحد أن يرفضه أو يتنصل من القيام به ، ولكنه يحق بل يجب على كل من يجد في نفسه أو وقته أو ظروفه ما يمنعه أو يعيقه ، أن يصرح بذلك لينهض بمهامه ومسؤولياته من يصلح لها ، مع كل محبة وأخوية ..داوود ..
 

22 - فبراير - 2007
مشروع رعاة الوراق
دعبل والولاء    كن أول من يقيّم

تحية وبعد ..
أليس مكان هذا هو مجلس الأدب العربي أو دوحة الشعر يا أستاذ زهير ?.أم ترى تاريخ الأدب من التاريخ?.
لقد صنع أستاذنا عبد الكريم الأشتر ديوان (دعبل الخزاعي) وكتب على الديوان (صنعة عبد الكريم الأشتر) كما كان يفعل بعض الأقدمين فلم يكن لدعبل ديوان شعر مجموع من قبل .. ولهذا فقد كان الأشتر يحب دعبلا حبا جما .. وفي امتحان الأدب العباسي كان سؤال الأدب في زمني بهذا المعنى: ( ليس الشر في نفس دعبل إلا بمقدار ما هو في كل نفس بشرية ) فخالفته تماما ، وبشرني زملائي بالرسوب فكان العكس .. وأذكر مما كتبت: إن الله فطر الإنسان على الخير لا على الشر ، والنفس مفطورة على حب من أحسن إليها ، أما دعبل فهو على العكس تماما ، إنه يسيء لمن أحسن إليه ، فالشر في نفسه هو شر لا نجد له مثيلا عند غيره .. وهو فوق ذلك لا ولاء له لا لمذهب ولا لقبيلة ولا لمحسن إليه .. أما المذهب فقد ذكر الأخ نور الدين آنفا وهو ما ذكرته في الامتحان من أمر هجاء دعبل للكميت وهما من شيعة آل البيت رضي الله عنهم ، فلم تشفع له عنده وشيجة آل البيت . وألأما الولاء للقبيلة ، فقد ذهب إلى المطلب الخزاعي ، وهو من قبيلته ، وكان واليا على مصر ، فلما أبطأ الحاجب في إدخاله غضب وطلب من المطلب قتله ، ولكنه أبى ، ثم طلب من المطلب ولاية ، فولاه (أسوان) فلما ذهب إليها وجدها بعيدة جدا ، فرجع عنها وغادر وهو يهجو المطلب وخزاعة في قصيدته التي منها :
يقول لأصحابه في الوغى إذا انهزموا عجلوا iiعجلوا
فـأنـت لأولـهـم iiآخر وأنـت  لآخـرهـم أول
وأما من أحسن إليه ، فقد أحسن إليه هارون الرشيد فمدحه ، حتى إذا مات الرشيد انقلب يهجوه ويذمه ..
ولا أدري اليوم إن كان ما سبق لي أن ذكرته صحيحا ..فلقد طال بيني وبينه العهد..مع تحياتي ..

24 - فبراير - 2007
آخر أيام دعبل الخزاعي
الشرق المستيقظ    كن أول من يقيّم

تحية وبعد .. لو ألغينا من مصطلحاتنا كلمات الشرق بصفاتها المتعددة : الأوسط والأقصى والأدنى والكبير والصغير والجديد والقديم.. لو فعلنا ذلك وتمسكنا بتسمياتنا ومصطلحاتنا الأصيلة الثابتة ، لسددنا ضربة لجزء من محاولات العدو لطمس تاريخنا وجغرافيتنا .. فحتى هذه الكلمات المنحوتة ليست من أساليب لغتنا ، فهي ليست من قبيل التركيب المزجي العربي .. ولهذا أصاب الأخ منصور في رده ، ولو حاد عن الجواب وقال : (خلال جولته في العالم العربي) أو الإسلامي أو في شرق آسيا أو جنوب أفريقيا ، لكان محقا أيضا ، ولو أدى ذلك إلى وصف جوابه بالحيدة ..

27 - فبراير - 2007
لغتنا الجميلة
طه حسين وردود على الشعر الجاهلي    كن أول من يقيّم

تحية وبعد ..
لقد نسي الأخ عبد الرزاق كتابين مهمين جدا وهما :
1- المعركة بين القديم والجديد " تحت راية القرآن" .. لمصطفى صادق الرافعي .
2- مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية .. للدكتور ناصر الدين الأسد .. وفي هذا الكتاب دراسة مقارنة مختصرة لآراء طه حسين ومؤيديه ومخالفيه ، ورأي الدكتور الأسد في الموضوع برمته ..
ولا يسعني هنا إلا أن أقول : لقد كانت دراسة الدكتور الأسد الدراسة الموضوعية الوحيدة من بين كل الردود على طه حسين ، ومع ذلك فقد ثارت ثائرة الدكتور طه حسين على الدكتور الأسد ، وأغلظ له القول ، كما ورد في مقابلة مع الدكتور ناصر الدين الأسد في برنامج مسارات على قناة الجزيرة الفضائية ، حيث ذكر الدكتور الأسد ذلك بحرقة ظاهرة . فإذا كان هذا شأن طه مع المعتدل فما بالك بموقفه من الألداء ?!!.

21 - مارس - 2007
في الشعر الجاهليِّ، طه حسين.
 10  11  12  13  14