مرحبا بالأخت إيمان

قلت إنّ هذا الإهمال للكتب الدّينيّة يؤدّي إلى قلّة الوعي الدّيني، لكني أقول لك يا أخت إيمان إنّ هذا الإهمال هو نتيجة لقلّة الوعي الدّيني قبل أن يكون مؤدّيا له. فمكتباتنا العربيّة تزخر بالكتب الدّينيّة القديمة والقديمة جدّا لكن وللأسف هذه الكتب قد أصابها التّلف والإهمال والأسباب في ذلك متعدّدة ولعلّ أوّلها هو ما ذكرته: أي قلّة الوعي الدّيني أو الوعي في شكله العام. فنحن نجد الآن عديد الدّراسات عن الكتب الغربيّة في حين أنّ كتبنا العربيّة لازالت تنتظر من يدرسها.

ما أقترحه هو محاولة جمع أكبر ما يمكن من هذه الكتب المتلفة وإعادة تحقيقها تحقيقا علميّا جادّا، على الأقلّ حتّى يتمكن الجيل القادم من الاطّلاع عليها وهي في حلّة جديدة لا وهي مهملة وقد أكلتها الدّيدان. 

السلام عليكم

ولأنّنا يا أخت صبيحة نسمع نفس الخبر بأشكال مختلفة، أقول أنّ المخيّلة البشريّة تعمل بجدّ لأنّ الإنسان لمّا يسمع خبرا ما فإنّه يعمل بمعونة مخيّلته طبعا على أن يبدع في نقله ظنّا منه بأنّ ما يزيده في الخبر إنّما هو جزء لا يتجزّأ من الخبر نفسه. وهذا الجزء المتخيّل في هذه الزّيادات هو الذي يُخرج التاريخ من بعده الوثائقي ليطبع على الخبر طابعا أدبيّا يمتزج فيه بعض التاريخ بكثير من الأدب.

اللّغة تكتسب بالممارسة يا أخي الكريم والدّليل أنّ الإنسان تحدّث وتواصل باللغة قبل أن يضع أبو الأسود الدّؤلي قواعدها، والسبب الرّئيسي لتقعيد اللغة هو خوف العرب قديما على اللّغة العربيّة من أن يصيبها العجم نتيجة تداخل الثّقافات وتداخل الأمم ودخول غير العرب في الدّين الإسلامي لذلك جاءت فكرة وضع قواعد اللّغة أوّلا للحفاظ على لغة القرآن الكريم وثانيا للحفاظ على لغة العرب القدامى ونعني بها لغة الشّعر الجاهلي. والحديث عن اللغة العربية ينطبق على كل اللّغات، فالطفل الصّغير يتعلّم اللغة ولا يفقه قواعدها وتسمّى لغته اللّغة الأمّ لأنه يتعلّمها وهو لا يعرف استعمال قواعدها. نفس الشيء ينطبق على بحور الشّعر، فالخليل قد وضع البحور والشّعر قد قيل بعد أي أنّ البحور الشّعرية قد استنبطها الخليل من الشّعر وليس العكس.  

السلام عليكم

ما معنى أن يكون الإنسان حزينا?? أو ما معنى أن يكون الإنسان فرحا?? أسئلة لا يجيبك عنها إلاّ الحزين فعلا والفرح فعلا. هي أسئلة مثل سؤال ما الأدب تماما. فإذا كان مفهوم الأدب غائما غامضا، فكذا مفهومي الحزن والفرح وكلّ المشاعر التي تختلج في صدر الإنسان.

وإذا عدنا إلى كلمة حزين فلا تعني هذه الكلمة سوى شعور بالنقص، مهما كان نوع هذا النقص، نقص عاطفي، نقص في الإيمان... نقص متى تمّ تعويضه انتقل الإنسان من حالة الحزن إلى حالة أخرى يمكن أن نسمّيها الفرح أو يمكن أن نسمّيها حالة سُدَّ فيها ذلك النقص. وحتى لا يبقى كلامي معلّقا بين أدراج السّماء ممكن أن أشير إلى أنّ الإنسان لمّا يُصاب بالحزن تنتابه نوبة لاشعوريّة يبدأ خلالها بالبكاء وحده في غرفته لا يراه أحد ولا يرى أحدا ويكون بين يديّ الله يطلب الرّحمة تارة ويطلب العفو أخرى ويطلب اللّطف ثالثة... ولمّا تهدأ نفسه يعود كما كان وكأنّ شيئا لم يكن، هذه حالة أسمّيها حالة الحزن العميق أو حالة تقرب كثيرا من الاكتئاب، وسببها واضح وهو كما أشرت إليه سابقا بـ"النقص". ولمّا يُسدّ النقص تعود حالة الاستقرار والهدوء إلى النّفس. ولكن تبقى الكارثة كبيرة إذا لم يتمَّ سدّ هذا النقص أو هذا الفراغ فيلجأ الإنسان حينها إلى ما لا تُحمَد عقباه فإمّا أن ينتحر أو يثور أو ينحرف... 

السّلام عليكم

سألتُ وانتظرتُ لكن للأسف لا من مجيب. فأين أنتم يا رجال الأدب والعلم????

السّلام على من اتّبع الهدى

انتظرت ردّا سريعا من روّاد الورّاق لكن للأسف الشّديد عندي أكثر من شهر ولم أجد من كتب تعليقا عن هذا الكتاب الموسوم بـ"عجائب المقدور في أخبار تيمور"?? فهل هذا الكتاب غير مطبوع أم غير معروف أم ماذا??

أرجو أن أجدك لديكم الجواب الكافي الشّافي ولكم منّي أجمل التحيّات

مرحبا بكم مجدّدا

سؤالي بسيط جدّا، أعرف أنّ الكتاب موجود على الورّاق منذ سنوات لكن ما سألت عنه هو: هل هذا الكتاب يعدّ من كتب التّاريخ أو من كتب الأدب? فإن كان في عداد كتب الأدب فهل من الممكن دراسته دراسة أدبيّة، وإن كان من كتب التّاريخ فهل يمكن اعتماده وثيقة تاريخيّة يعتدّ بها المؤرّخون، علما وأنّ هذا الكتاب مسجوع على غرار المقامات.

والسّلام وشكرا

السلام عليكم

سؤالك مهمّ أيّها الأخ الكريم والمتعلّق بـ "كيف نقرأ التّاريخ" لكنّي أظنّ أنّ هناك سؤالا آخر يسبق سؤالك هذا وهو : "من هو المُخوّلُ لكتابة التّاريخ?" أو "من لهُ الحقّ في كتابة التّاريخ?".وإن أجبنا عن هذا السّؤال فإنّ الإجابة عن سؤالك ستصبح سهلة. فالتّاريخ مليء بالأخبار المتعارضة والتي يناقض بعضها البعض، كلّ يكتب من وجهة نظره وحسب انتمائه ومذهبه. فمن نصدّق ومن نكذّب?  فكاتب التّاريخ يجب أن يكون شديد الموضوعيّة عندما يكتب التّاريخ. لكن هل توجد فعلا موضوعيّة في كتابة التّاريخ?? ذلك من المُحال والمستحيل. وشكرا على طرح الموضوع. 

شكرا لكلّ من ساهم بالردّ حتّى و إن لم تحصل الإفادة، شكرا لك يا أخ "السّعدي"، لقد عبّرتَ فعلا عمّا يجب أن يُقال، فهذه ليست المرّة الأولى التي أطرح فيها موضوعا قيّما وجديرا بالدّرس لكنّه لا يلقى صدى عند روّاد الورّاق رغم ما عهدته في هذا الموقع القيّم من حرص وعناية على التّعاون الإيجابي في شتّى المواضيع، فلا أدري هل هو العيب في الموضوع المطروح أم ماذا. على كلّ فأنا من الأوفياء لهذا الموقع الممتاز لما يحمل في طيّاته من جواهر لا تقدّر بثمن، وعلى ثقة تامّة بأنّ أهل العلم والأدب أكثر من أن يُحصى، وأنّ لا حياة دون علم. وإن لم يلق موضوعي الردّ فهذا لا يغيّر للودّ قضيّة، وسأبقى دائما وفيّة لهذا الموقع لأنّه إن لم يُفدني اليوم فإنّه أفادني بالأمس وسيفيدني بإذن الله غدا. فلن أبخل على طالب علم إن كان بذهني ما يمكنني الإفادة به طبعا.

والسّلام 

شكرا للأخوة الكرام على المساعدة، أنا سأدرس الموضوع التّالي في أدب الرّحلة وهو "صورة الآخر عند العرب من خلال أدب الرّحلة من خلال نماذج : رحلة ابن فضلان ورحلة ابن جبير ورحلة ابن بطّوطة" بمعنى كيف رأى العرب غيرهم عندما قاموا برحلاتهم تلك، وبطبيعة الحال سأتطرّق إلى ما هو واقعي وإلى ما هو متخيّل في هذا الأدب. والسّلام