مع محبتي لأهل الشام كن أول من يقيّم
المشاغل الكثيرة هي التي تعيقني عن التواصل ومتابعة الدخول الى المجالس بشكل يومي. هذه الظهيرة دخلت المجلس، فوقع نظري على ما كتبه استاذنا الجليل يحيى مصري في كناشته النافعة. لي بعض الملاحضات ارجو أن يتسع لها صدر أستاذي: لبعض المشايخ رأى مازال نافذا ومعمولا به عند الكثير من ارباب العلم وعامة الناس ان الصلاة على الآل مادامت شعارا لطائفة معينة فالمستحب تركها دفعا لشبهة الاشتراك معهم في نواياهم المنعقدة على حصر ذلك في أئمة الشيعة الاثني عشرية! للعلم فقط فالشيعة يتوجهون الى قبلة السنة، يصلون الصلوات الخمس مثلهم، ويحجون البيت كذلك، ويصومون رمضان مع الاختلاف في بعض التفاصيل، ولايعرفون غير هذا المصحف الذي بين ايدي المسلمين جميعا. ولعنة الله على كل من يتخذ غيره قرآنا أو يتعبد بغيره. وقد خاب من افترى، فضيحة في الدنيا، وخزي يوم القيامة. أما ان يسمي الامام علي او الحسن والحسين عليهما وعلى ابيهما السلام اولادهم بأسماء الصحابة رصوان الله عليهم اجمعين، فهذا ديدن اهل البيت وخلقهم ودليل محبتهم لصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويكفي أن أشير هنا وبعجالة، أن أصحاب الامام علي كانوا وهم في معمعة الحرب وشدة القتال مع اهل الشام، ومحاول الطرف الآخر استفزازهم بقولهم: معنا الطيب ابن الطيب- يريدون بذلك عبيد الله بن عمر الذي كان احد قادة جيش معاوية بن ابي سفيان- فكان جواب أصحاب علي: بل معكم الخبيث ابن الطيب. هؤلاء هم شيعة علي الاوائل وهذه هي أخلاقهم. رضوان الله عليهم اجمعين. أما الذين طعنه اعداهه من المنافقين ومدعي التشيع لآل البيت، فهو الحسن بن علي لا الحسين بن علي. واظنه مجرد سهو او زلة قلم. اما شمربن ذي الجوشن، فكان لا يستفر على موقف او عقيدة. له قدم في البيت العلوي وأخرى البيت الاموي. وأظن أن قرآة تاريخه وتاريخ أبيه من قبله، توضح لنا أنه ممن كان( يأكل من كل الدكاكين) وأما ما عرف وشاع على السنة الشيعة قبل السنة من ان اهل الكوفة هم أهل غدر ونفاق، لا يزيد شيئا على الروايات الموضوعة في مدح الشام واهلها- علم الله اني أحب الشام واهلها. فهم ليسوا بحاجة الى وضع الاحاديث في مدحهم كما ان الصحابة بما فيهم أهل البيت ليسوا بحاجة الى مثل هذه الاكاذيب. لكن لكل نحلة وطائفة تجار ومرتزقة. قطع الله اعناقهم قيل ارزاقهم. كانت الكوفة أكبر قاعدة عسكرية منذ الفتح العربي لها في خلافة الفاروق رضي الله عنه. ومنها انطلقت جحافل المسلمين لفتح المشرق الاسلامي. كما كانت مهدا لمختلف الاديان والنحل وتشابكت القروق فيها واختلفت الدماء. وبدا فيها الصراع القبلي والسياسي منذ ذلك الحين، حتى سئم الخليفة عمر من شكوى أهلها وتذمرهم من ولاتهم وكانوا من كبار الصحابة، أمثال أبي موسى الاشعري وعمار بن الياسر. فتعاقب عليها الولاة وشهدت الاضطرابات والفتن منذأواخرعهد عثمان رضي الله عنه. فكانت الكوفة واحدة من ثلاثة أمصار اسلامية وهي مصر والبصرة والكوفة ثارت على سياسة بني أمية كانت نتيجتها مقتل الخليفة الثالث.أما علي فقد رحل اليها مضطرا بعد خروج طلحة والزبير، ورفض معاوية البيعة لمطالبته بدم عثمان. وأما الذين كانوا مع علي ليسوا باجمعهم كانوا شيعة له أو لابنائه من بعده. يكفي ان نعرف أن قائد ميمنته في صفين الاشعث بن قيس وهو سيد كندة وربيعة كان من أعداء علي. فقد كان واليا لاذربيجان في عهد عثمان، وبعد مقتله قرر الالتحاق بمعاوية في الشام لولا نصيحة حجر بن عدي الكندي له أن لا يفضح قومه. فالتحق بعلي وقد اضمر في نفسه اثارة الكوفة ضده كما ذكر بن حبان في تاريخه. وهذ الرجل متهم بالتواطؤ مع بن ملجم في قتل علي كما أن ابنته جعدة وكانت زوجة للحسن بن علي متهمة هي أيضا بقتله في السم... هذ ما يحضرني على عجالة، فعذرا ان أخطاتُ أو سهوت. جمع الله كلمة المسلمين. وهدانا الى سراطه المستقيم |