البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صادق السعدي -

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
صارحتنا فصارحناك    كن أول من يقيّم

أنا أيضا تفاجأت، ومع أستاذنا أبا الفداء كل الحق أن يشعر أنها طعنة على الأقل من زاوية الشاعر المرهف الحس، الذي تطربه الكلمة فيجعل منها نشديدا غالبا ما تكون قصائد ماكانت لتولد لاّ في هذا المناخ الفعم  بالإثارة والإستجابة الشعرية المتناغمة معها. من المناسب أن نتصارح وإن كان ماطرحته فيه الكثير من الإثارة بل الصدمة غير المتوقعة، فهذا قليل من كثير مما أراني الزمن وعرفته بالعيان والتجربة، ولعلك قد اطلعت أوسمعت بحديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، عن أثر المكاشفة، وأظنك كمغترب مثلي رأيتَ ما لم ير الأخرون وسمعتَ ما لم يسمعوا، وجرّبتَ ما لم يجرّبوا، وطرقت مختلف الأبواب، وسلكت بك الدروب كما سلكتَ بها استجابة لدعوة القدر المحتوم مرة، والتعلل بالقدر ومعاذيره تارة أخرى. وفي كل الأحوال كان القدر ملاذنا الذي نحتكم إليه عند شعورنا بالعجز والفاقة، أو لا نجدُ مبررا سواه نلوذ به كي نستريح من وغز الضمير، أو لجاجة اللائمين. نحفظ الكثير، وننسى الأهم وهو حفظ ما يُعدّ من الضرورة ألاّ يُنسى: ماكلّ ما يعرف يُقال، وإذا ابتليتم فاستتروا. ولكن هيهات، فهذه حرفة بل ملكة تجري مجرى الدم في أصحابها، وكلما أمعنتَ في الفعل - أيّا كان خيرا أم شرّا- تمكنتَ منك وفيك الملكة وغوّلتها الخبرة والتجربة وطول المراس. لو اطلعت عليهم لولّيتَ منهم فرارا. كأنّك  لم تدرك أو تفطن لم جعل الله تعالى شهود واقعة الزنى أربعة. بل كانت العقوبة لا تتجاوز حبس المرأة في بيتها، وتوبيخ الرجل لاغير، وذلك في صدر الاسلام. وما رجم رسول الله- بعد تقرير حكم الزانية والزاني في الٌقرآن أو السنة - لاختلاف القول بقرآنية الحكم وبقاءه بعد نسخ التلاوة- سوى اثنين أقرّا بفعل الزني، مع كثرة الزناة في عصره وفي كل زمان،  وأنى لك بالشهود الأربعة، ولو وجدوا وشاهدوا الواقعة بأعينهم، فقد لا يكفي هذا أيضا. إقرأ حادثة المغيرة بن شعبة في الكوفة زمن الخليفة عمر رضي الله عنه، وتأمّل. أنتَ تريد أن تفعل ما تراه حاجة ملحة، وأن الأخلاق والمعايير وقيم المجتمع السائدة، إنما هي مواضعات تختلف، يضعها أفراد بل ربما فرد واحد كما فهمتُ من قولك، تتغير باختلاف الازمنة والعصور، وثورة الافكار، وسقوط أنظمة وقيام أخرى، وظهور أنبياء يمدهم الوحي السماوي بما يشرعون ويقررون من أحكام. أنتَ تريد أن تكون صادقا مع ذاتك ومع الآخرين.فأين شروط الحياة القائمة على التعاقد? مع من تعاقدت بذلك? الدين السماوي لايقر ذلك، تذكّر ما قاله السيد المسيح، فيمن ينظر الى امرأة غيره. دعنا من قيم السماء فقد نختلف بحكم اختلاف الإيمان أو الفهم له، كم هو مؤلم أن نجرح مشاعر الآخرين لنشبع رغباتنا غير الممضبطة بأن نسطو على أشرف وأغلى وأعز ما يملكه الإنسان، من أي ملة كان أو عرق وجنس. كيف يأمنك بعد ما صرّحتَ به، صديق أو قريب. أعود كما بدأتُ لأقول: لو تكاشفنا لتباغضنا أو قتل بعضنا بعضا. شرط الحياة الإتفاق على قيم مشتركة تجمعنا ولا تفرقنا، وأن يتنازل كل منا بقدر ما عن بعض رغباته ونزواته واشتراطاته للعيش المشترك. وإذا كان لابدّ من فعل ما هو خارج عن كل ما سلف ذكره من شروط، فألزم الستر. والله يتولىّ السرائر. أقدر فيك الصدق، وربما الشفافية التي تردي صاحبها. لولا محبتنا لك واعتزازنا بك ما صارحناك. نود أن نرى جوانب الجمال فيك وهي كثيرة. نحن بانتظار ذلك.
 

20 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
تصحيح    كن أول من يقيّم

في البصرة وليس الكوفة.

20 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
عندك العافية    كن أول من يقيّم

سلامات أستاذة ضياء. ألبسك الله تعالى ثوب العافية، ومنّ عليك بموفور الصحة. نحن بباب المدرسة وعلى أهبة الدخول بانتظارك.

25 - أبريل - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
لامسها برفق    كن أول من يقيّم

تحية وتقدير ومحبة خالصة لاخينا وأستاذنا عبد الرؤوف
 
نحن بانتظار بقيّة فصول المسرحيّة
 

2 - مايو - 2007
فى أضواء المسرح العربى والعالمى0
عيون الرضا، وأعين السخط    كن أول من يقيّم

مازلتُ أعتقد أن الانطباع الذاتي هو المهيمن غالبا في ساحة النقد الادبي عندنا. وفي العموم لم يجتمع أو يُجمع هذا الحشد الغفير من الادباء والشعراء المعاصرين لشوقي على إمارة الشعر له بغير حق. أما النزاع على الامارة فقديم، ولو كان على الحجارة. لكن هل كان شوقي مستحقا لهذا التاج الباذخ الذي توّج به محبو شوقي ومريدوه شاعر القصر فتقاطر الآخرون كالعادة عند كل بيعة حقا كانت أم باطلا. هل كانت تلك البيعة من عيون الرضا التي لا ترى فيمن تحب إلا كل جميل ومبهر? أظن كان فيه شيء من ذلك. وأرجو أن لا يلحقني البور والويل والثبور من ذلك. وهي عيون السخط بلا ريب أو شك ما دفعت العقاد الى أن يشن ذلك الهجوم الظالم على شوقي حتي نزع عنه كل فضيلة في الشعر بل راح يعلمه في بعض وقفاته النقدية كيفية كتابة الشعر دون الوقوع بما يقع فيه صغار الشعراء والمبتدئين في نظمه. وزاد في الامر فحمل على شوقي واتهمه بتحريف تاريخ مصر، وتشويه صورتها في بعض مسرحياته، نازعا عنه ثوب الوطنية، غامزا في صدق حبه لمصر. بل كان يشير بطرف ليس بالخفي عن أصوله التي تدفعه الى النيل من تاريخ مصر وحضارتها. وهكذا يضيع الحق وتطغى المحسوبية والحب الشخصي والشللية أو الخصومة والحسد المقيت على موضوعية النقد الجاد، ومحبة الانصاف. وهيهات من ذلك فما زلنا عنه بأشواط.
 
قيل عن الجواهري: شاعر العرب الاكبر ، بل قال بعضهم: ما أنجبت أمة العرب شاعرا في القرن العشرين بحجم قامة الجواهري. فعد البعض هذه مزحة وربما غمزا بقامة الجواهري ودقة عظمه! .واعتبرها آخرون كبيرة، وجهلا فاضحا بأسرار الشعر، وسرّ الشاعرية. ولم يُعرف عن الجواهري الالتزام الديني أو الوقوف على مبدأ والثبات عنده. كان يقول في فتوته:
 
أنا ضد الجمهور في العيش والتفكير طرا وضده في الدين
 
وبقي على ذلك فخسر رضا والخاصة، أما العامة فكانت تشغلهم لقمة العيش عن التفكير في الشعر. وتجنبه البعض لاسيما رجال الدين منهم. فكانت لا تعنيه سنة البلد، وهجر ما تعلمه في الصغر الجسدُ، أما الخوف على الاهل والولد فقد طالته من ذلك أشياء.
 
لا أعرف سبب اختيار الجواهري لهذا الوزن في رثاء شوقي، وتقييد القافية. ربما كان ذلك شكلا من أشكال اختبار شاعريته، وقدرته في التصرف بأوزان الشعر وتطويعه لمختلف الموضوعات. وعلى كل حال فهذه ليست من جياد قصائد الجواهري. لعلي أعود الى بقية الكلام في المساء ان شاء الله حيث تنقشع الغيوم عندنا والرؤية تكون أوضح.

17 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
عودة الى شوقي والجواهري    كن أول من يقيّم

الاسبوع لم ينته عندنا بعد فمازال في الوقت متسع. شغلتني شواغل فانقطعتُ عن الحديث وقلتُ لعلي أعود مساءا. هي عودة متأخرة للمواصلة واتصال ما انقطع. اختار الجواهري كما هو ظاهر معارضة احدى قصائد شوقي رحمه الله. وهي طريقة يختار فيها الشاعر وزن وقافية القصيدة التي يعارضها. وهي عملية لا تخلو في غالب الاحيان من السقوط في فلك الشاعر الذي يقوم الآخر بمعارضة قصيدته خصوصا عندما يكون الاول شاعر كبير متمكن من أدواته الشعرية قادر على التصرف في اللغة وتطويعها لغرضه الشعري، كما هو الحال مع شاعر كبير مثل شوقي. وللرثاء في الشعر خصوصية لابد من مراعاتها وهي صدق العاطفة، والعفوية في التعبير عن احساس الشاعر لا أن تصبح القصيدة تجاه حدث كهذا الى هتاف وبيان احتفالي بانجازات الفقيد و تسجيل لأهم ما حققه في ميادين العلم والشعر والادب. نعم إن التلميح الى كل ذلك وارد وربما مستحب متى كان الشاعر صاحب موهبة حقيقية، وكان ذلك من عفو الخاطر وأصالة التعبير. وكلامي هنا عام لا يخص قصيدة الجواهري ولا غيرها من قصائد كبار الشعراء في هذا الملف الذي يستحق أن يكون كتابا في رثاء الشعراء لشوقي. فشكرا لهذا المجهود الكبير من شاعرنا الاستاذ زهير.
 
ولتقرأ هذه الابيات للجواهري في قصيدته (الى الشعب المصري) بعد دعوة طه حسين له لزيارة مصر. وهي واحدة من قصائده المتميزة:
 
يـا  مصر تستبق الدهور iiوتعثر والـنـيل  يزخر والمسلة iiتزهر
وبـنـوك والتاريخ في iiقصبيهما يـتـسابقان  فيصهرون iiويصهر
والارض  يـنقذ من عماية iiأهلها نـور  يـرفّ على ثراك وينشر
هـذا الصعيد مشت عليه iiمواكب لـلـدهـر مثقلة الخطى iiتتبختر
فـي  كـل مـطـرح وكل ثنية حـجـر  بـمجد العاملين iiيعطر
مـشـت القرون متمتمات iiسابق مـنـهـا  يـحدث لاحقا ويخبر
يصل الحضارة بالحضارة ما بنى فـيـك  المعزّ وما دحا الاسكندر
وتـنـاثر  الجمرات حولك iiنابغ يـخـفـى  وآخر عبقري يظهر
ووسـعـت  أشتات الفنون iiكأنها فـلك  يدور، وأنت أنت iiالمحور
 
دائما الوقت، ربما لنا عودة. فالاحد نهاية الاسبوع عندنا
 

19 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
بين شوقي والجواهري    كن أول من يقيّم

توفي شوقي والجواهري يحث الخطى الى بناء مجده الشعري والصعود نحو قمة الهرم الذي بلغه شوقي بعد رحلة طويلة تنقل فيها بين فنون الادب وضروب البيان ومنها تجربته الرائدة في الشعر المسرحي. وما قيل في مسرح شوقي تباين باختلاف المزاج النقدي وتصور وظيفة العمل المسرحي وشروط الكتابة فيه. وما يسجّل لشوقي في حياته وبعد موته أنه كان شجرة باسقة مثمرة، لم تستنزفها شدة المتهالكين على محبتها والافراط من التعلّق بأغصانها، كما لم تهلكها معاول الضاربين في جذعها الممتد عميقا في واحة الشعر والادب.
 
فضّل الكثيرون الجواهري على الزهاوي والرصافي وشعراء عرب آخرين كبار، ولعلهم محقون في ما ذهبوا إليه. وقد أقرّ الرصافي بذلك وهو يخاطب الجواهري في إحدى قصائده: وقد كنتُ قبل اليوم مثلك شاعرا. وقدمه آخرون على شوقي، وزعموا له الامارة من بعده. وهذا ما أختلف عليه الكثيرون أيضا وخاضوا كالعادة في جدال ودخلوا في خصومة من أجل ذلك.
 
بعد عقدين وزيادة بسنتين يتقدم الجواهري وقد أعد عدته واستكمل أدواته، وكان قد قطع بشعره دربا طويلا من التجربة والدربة وتخطي تجاربه السابقة في كتابة الشعر متجاوزا الى حدّ كبير الاطار التقليدي الذي ظل فيه مقلدا تجارب من سبقوه من شعراء العراق المعروفين مثل الرصافي والزهاوي وغيرهم من شعراء العرب في القرن الماضي وما سبقه بعدة عقدود، كان في مقدمة هؤلاء محمود سامي البارودي والذي رأينا كيف أن العقاد يحتفي به على عكس عمله وموقفه من أحمد شوقي. هؤلاء كانوا قد بدأوا يخطون بالقصيدة العمودية التقليدية الى مديات رحيبة من التصرف بفنون الشعر وموضوعاته، وصوره وأخيلته. فكان كل ذلك فعلا بداية لهذا الشوط الذي قطعه من جاء بعدهم من الشعراء ومنهم الجواهري. ولقد سمعتُ مرة من أحد النقاد المهمين أن الجواهري قفل القصيدة العمودية بقفل ذهبي. ولا تعليق على مثل هذا القول. ولقائله كل الاحترام. لأن المطالبة بنقد موضوعي صرف هو ضرب من المحال، حتى عند كبار التقاد. لذا نجد هذا الاختلاف الكبير في وجهات نظرهم، وموقفهم المتباين من العمل الادبي الواحد. ولاعيب في هذا الضرب من النقد الذي تتعدد فيه الرؤى لأنه إثراء للعمل الادبي مهما كان جنسه. المهم أن لايخرج الناقد عن المقرر في القواعد العامة والاصول الثابتة في الفن الذي يعمل فيه متجنبا الفوضى النقدية.
 
نعم لم نعد نرى تلك الصور التقليدية في هذه المرحلة من شعر الجواهري والذي كان يتكيء في الكثير من معانيه وصوره على عكاز المتنبي والبحتري وابي تمام والمعري وغيرهم من الشعراء الذين حفظ شعرهم من أيام صباه وراجع دواوينهم كما قرأ قصائد من عاصره من الشعراء أومن سبقه مثل أستاذه في الشعر معروف الرصافي الذي تفوق عليه وأقرّ له الاستاذ بذلك، كما قرأ الزهاوي. وفي مقدم من قرأهم وتأثر بهم بلا شك، كان شوقي رحمه الله.
 
قلتُ بعد قدين من قصيدة الرثاء في شوقي، يظهر الجواهري شاعرا كبيرا، متألقا في مهرجان الشعر بدمشق في الذكرى الألفية لأبي العلاء المعري، الشاعر الذي عشقه الجواهري بصدق، كما كانت فرصة يبث فيه الشاعر بعض ما كان يعتلج في صدره من هموم سياسية واجتماعية كان يشهدها الواقع العراقي وقتها. والجواهري يتألق عادة في مثل هذه المناسبات، فيأتي شعره حافلا بالصور الشعرية المبتكرة، والايقاء الموسيقي العذب كقوله:
 
 
قـف بـالمعرة وامسح خدها iiالتربا واسـتوح  من طوق الدنيا بما وهبا
واسـتـوح من طبب الدنيا iiبحكمته ومـن على جرحها من روحه iiسكبا
وسـائـل  الحفرة المرموق iiجانبها هـل تبتغي مطمعا أو ترتجي iiطلبا
يـا بـرج مفخرة الأجداث لا iiتهني ان لـم تـكوني لأبراج السما iiقطبا
أبـا  الـعلاء وحتى اليوم مابرحت صناجة الشعر تهدي المترف الطربا
نـوّر  لـنـا انـنـا في أي iiمدّلج مـمـا  تشككتَ ان صدقا وان iiكذبا
 
كان الجواهري رحمه الله وغفر له، يرى أنه ولد سنة  1903 كأنّه لم يكفه ما عاشه من عمر مديد، ربما أراد المغالطة في الحساب، ولكن على أي حساب. فكان على النقيض من أبي العلاء في ذلك.

20 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
أعاده الله عليكم وعلينا باليمن والبركات    كن أول من يقيّم

الانسان والاديب المبدع ومحامي الحرية سلمك الله، رحلة مباركة وعودة ميمونة، شيخ الوراق استاذنا الحسن بنلفقيه، شاعرنا المبدع ومعلمنا الاستاذ زهير، المتألقة كما عهدناها (أستاذتنا ضياء أم الجواد آريان)، الرقيق العذب عزيزي الاستاذ عبد الحفيظ، الاستاذة الفاضلة الاديبة صبيحة شبر، الاستاذ الاديب المهندس محمدهشام، أستاذنا الاديب يحيى، استاذنا الفاضل منصور مهران، الاستاذ الحبيب الدمنهوري، الاستاذ العزيز طه المراكشي، ....... وجميع الاساتذة الافاضل من محبي الوراق ورواد مجالسه، رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.

12 - سبتمبر - 2007
رحلة المعتمر 0000عبادة وشجون
مع محبتي لأهل الشام    كن أول من يقيّم

المشاغل الكثيرة هي التي تعيقني عن التواصل ومتابعة الدخول الى المجالس بشكل يومي. هذه الظهيرة دخلت المجلس، فوقع نظري على ما كتبه استاذنا الجليل يحيى مصري في كناشته النافعة. لي بعض الملاحضات ارجو أن يتسع لها صدر أستاذي:
 
لبعض المشايخ رأى مازال نافذا ومعمولا به عند الكثير من ارباب العلم وعامة الناس ان الصلاة على الآل مادامت شعارا لطائفة معينة فالمستحب تركها دفعا لشبهة الاشتراك معهم في نواياهم المنعقدة على حصر ذلك في أئمة الشيعة الاثني عشرية! للعلم فقط فالشيعة يتوجهون الى قبلة السنة، يصلون الصلوات الخمس مثلهم، ويحجون البيت كذلك، ويصومون رمضان مع الاختلاف في بعض التفاصيل، ولايعرفون غير هذا المصحف الذي بين ايدي المسلمين جميعا. ولعنة الله على كل من يتخذ غيره قرآنا أو يتعبد بغيره. وقد خاب من افترى، فضيحة في الدنيا، وخزي يوم القيامة.
 
أما ان يسمي الامام علي او الحسن والحسين عليهما وعلى ابيهما السلام اولادهم بأسماء الصحابة رصوان الله عليهم اجمعين، فهذا ديدن اهل البيت وخلقهم ودليل محبتهم لصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويكفي أن أشير هنا وبعجالة، أن أصحاب الامام علي كانوا وهم في معمعة الحرب وشدة القتال مع اهل الشام، ومحاول الطرف الآخر استفزازهم بقولهم: معنا الطيب ابن الطيب- يريدون بذلك عبيد الله بن عمر الذي كان احد قادة جيش معاوية بن ابي سفيان- فكان جواب أصحاب علي: بل معكم الخبيث ابن الطيب. هؤلاء هم شيعة علي الاوائل وهذه هي أخلاقهم. رضوان الله عليهم اجمعين.
 
أما الذين طعنه اعداهه من المنافقين ومدعي التشيع لآل البيت، فهو الحسن بن علي لا الحسين بن علي. واظنه مجرد سهو او زلة قلم.
 
اما شمربن ذي الجوشن، فكان لا يستفر على موقف او عقيدة. له قدم في البيت العلوي وأخرى البيت الاموي. وأظن أن قرآة تاريخه وتاريخ أبيه من قبله، توضح لنا أنه ممن كان( يأكل من كل الدكاكين)
وأما ما عرف وشاع على السنة الشيعة قبل السنة من ان اهل الكوفة هم أهل غدر ونفاق، لا يزيد شيئا على الروايات الموضوعة في مدح الشام واهلها- علم الله اني أحب الشام واهلها. فهم ليسوا بحاجة الى وضع الاحاديث في مدحهم كما ان الصحابة بما فيهم أهل البيت ليسوا بحاجة الى مثل هذه الاكاذيب. لكن لكل نحلة وطائفة تجار ومرتزقة. قطع الله اعناقهم قيل ارزاقهم. كانت الكوفة أكبر قاعدة عسكرية منذ الفتح العربي لها في خلافة الفاروق رضي الله عنه. ومنها انطلقت جحافل المسلمين لفتح المشرق الاسلامي. كما كانت مهدا لمختلف الاديان والنحل وتشابكت القروق فيها واختلفت الدماء. وبدا فيها الصراع القبلي والسياسي منذ ذلك الحين، حتى سئم الخليفة عمر من شكوى أهلها وتذمرهم من ولاتهم وكانوا من كبار الصحابة، أمثال أبي موسى الاشعري وعمار بن الياسر. فتعاقب عليها الولاة وشهدت الاضطرابات والفتن منذأواخرعهد عثمان رضي الله عنه. فكانت الكوفة واحدة من ثلاثة أمصار اسلامية وهي مصر والبصرة والكوفة ثارت على سياسة بني أمية كانت نتيجتها مقتل الخليفة الثالث.أما علي فقد رحل اليها مضطرا بعد خروج طلحة والزبير، ورفض معاوية البيعة لمطالبته بدم عثمان. وأما الذين كانوا مع علي ليسوا باجمعهم كانوا شيعة له أو لابنائه من بعده. يكفي ان نعرف أن قائد ميمنته في صفين الاشعث بن قيس وهو سيد كندة وربيعة كان من أعداء علي. فقد كان واليا لاذربيجان في عهد عثمان، وبعد مقتله قرر الالتحاق بمعاوية في الشام لولا نصيحة حجر بن عدي الكندي له أن لا يفضح قومه. فالتحق بعلي وقد اضمر في نفسه اثارة الكوفة ضده كما ذكر بن حبان في تاريخه. وهذ الرجل متهم بالتواطؤ مع بن ملجم في قتل علي كما أن ابنته جعدة وكانت زوجة للحسن بن علي متهمة هي أيضا بقتله في السم...
هذ ما يحضرني على عجالة، فعذرا ان أخطاتُ أو سهوت. جمع الله كلمة المسلمين. وهدانا الى سراطه المستقيم

22 - أكتوبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم    كن أول من يقيّم

استاذنا العزيز كنتَ قد وجهتني الى موقع(مهتدون) فوجدت العبارة بنصها عند المجلسي ص 44-34 ودلائل الامامة للطبري ص64 وفيها تأكيد لما ذهبتُ إليه من ان الحسن بن علي هو من طعنه بعض اصحابه وسموه مذل المؤمنين. واذا كانت قفا نبكي اشهر ما حفظه الشعراء، فقصة الحسن هذه اشهر ما يحفظه أرباب التاريخ. وفقكم الله لكل خير. وجل من لا يسهو.

23 - أكتوبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
 1  2  3