سبب خفيف خصرها ووراءه .... من ردفها سبب ثقيل ظاهر كن أول من يقيّم
ومن كتب في هذا الباب أيضا العلامة جلال الدين السيوطي. فله كتيب اسمه: رشف الزلال من السحر الحلال, وفيه عشرون مقامة كتبها عشرون عالما. وكل عالم عبر عما جرى بينه وبين حليلته في ليلته بلغة صناعته. وسأنقل لكم ما قاله العروضي, مع حذف ما قد يخدش الحياء:
قال صاحب العروض:
دخلت الخيمة وأنا شديد الأيمة, فزحفت عليها, لأنظر إليها, فإذا ... أعلاه كقبة من الباب, سمين ثمين, حسن التضمين, على ما استودعته أمين, فيه لهب النيران كمين, وردف روي ووري, عظيم الحجم عنبري, وفوقه خصر دقيق, لا يوجد مثله في سوق الرقيق.
سبب خفيف خصرها ووراءه....من ردفها سبب ثقيل ظاهر لم يجمع النوعان في تركيبها ... إلا لأن الحسن فيها وافر
فأبرزت لها ...., طويل بسيط وافر مديد, سالم من الخبن والطي والوقص, ومن الشكل والخزل والعقص, لا مخزوم ولا مخذوم, ولا مقطوف ولا مقصوم, ذو تأسيس وترفيل, وتسبيغ وتذييل. ف..... في دائرة المتقارب, وأتيب الضرب المتدارك المتراكب....وأنا أوالي إسنادها وسنادها, وأترنم في إنشادها:
.....
وإني رجل أديب أريب, أنظم في كل فن غريب, وإني لما خلوت بعرسي, رأيت نهاية بسطي وأنسي, فأنشدكم في ذلك نفسي:
يا سائلي عن الكلام المنتظم ... في وصف وصل بت فيه مغتنم إسمع لآداب الوصال منصتا.... واحفظ جميع الأدوات يا فتى رأيت خودا وجهها إذا بدا ... وشعرها إذا التوى تجعدا تقول ما أنقى بياض العاج .... وما أشد ظلمة الديباج و... إذا تبدى واضحا ... تقول قد خلت الهلال رائحا و.... يحكيان الوردا ... تقول عندي منوان زبدا دونك وصل ...يا من ... ولا تبالي خف وزنا أو رجح رمانه خض فلا تخشى فرط..... إذا ألف الوصل من تدرج سقط ....
.... .... ولا تقصر في ارتكاب الوصل...فالزرع تلقاء الحيا المنهل حددت هذي نعمة وطولا ... والحمد لل على ما أولى
انتهى ما وصف العروضي.
أقول:لقد جاء السيوطي في مقاماته بالشيء العجيب من التورية, وإن كان أفحش فيها كل الفحش. فلعل ذلك يشفع له. ولا أرى بأسا من أن يقرأ الشادي المتأدب هذا النوع من الأدب, شريطة أن لا يكون عزبا. وإن رأى الأساتذة الكرام تحرير المزيد من الألفاظ الخادشة, فليفعلوا مشكورين.
والسلام
|