مع فارق ألف ومئتي سنة ! كن أول من يقيّم
الشكر الكبير لأستاذنا الكبير زهير على اختياره للشاعر وللقصيدة , ولا أدري لماذا كلما قرأت شعرا للأستاذ زهير أتذكر شيئا لابن الرومي ! وهذا الشبه ليس فنيا فقط بل نفسيا أيضا , فكلاهما يعيش الغربة النفسية نفسها مع فارق ألف ومئتي سنة !! الميزة الأهم في شعر إبن الرومي هي الوصف , فإن وصف تجده مطيلا جدا فيستطرد ويحلل ويوضح الصور ..حتى تبلغ قصيدته المئة أو تزيد , وهو غالبا لايعتني بالجزالة في الوصف أو المحسنات البديعية , بل يهتم بالمعنى والصورة التي تخدم هذا المعنى ولعل أجمل ما قيل شعرا في وصف الغناء هو قصيدته في وصف المغنية ( وحيد ) والتي مطلعها : يا خليلي تيمتني وحيد ففؤادي بها معنى عميد وانظروا إلى أجمل وصف قرأته شعرا لمغني : ظبية تسكن القلوب وترعا ها , وقمرية لها تغريد تتغنى ... كأنها لا تغني من سكون الأوصال وهي تجيد لاتراها هناك تجحظ عين لك منها , ولا يدر وريد من هدو وليس فيه انقطاع وسجوٍ , وما به تبليد مد في شأو صوتها نفس كا ف كأنفاس عاشقيها مديد وأرق الدلال والغنج منه وبراه الشجا فكاد يبيد فتراه يموت طورا ويحيا مستلذ بيسطه والنشيد فيه وشي وفيه حليٌ من النغ م , مصوغ , يختال فيه القصيد طاب فوها , وما ترجع فيه كل شيء لها بذاك شهيد والأهم من طائفة إبن الرومي هو شعره , ولكن هناك ارتباط بين شعره وحياته ومعتقده وطائفته !! وأرجح أنه شيعي , أما عن شكله فلا أظنه أسودا , كيف وأبوه رومي وأمه فارسية , وقد سخر ابن الرومي من شكله ( صلعته , وقصره , وشيبه ) ولكنه لم يذكر لونه الأسود بل وصف نفسه في بعض المواضع من ديوانه بأن بشرته بيضاء , والله أعلم |