هل هو بقي بن مخلد؟ كن أول من يقيّم
بَقِيّ بن مَخْلَد: منْ أهْلِ قُرْطُبَة؛ يُكَنَّى: أبا عَبْد الرَّحمن. سَمِعَ: من مُحمد بن عيسَى الأعْشى، ومنْ يَحيَى بن يَحيى. ورَحَل إلى المشْرق فَلقى جَماعة من أَئِمة المحَدِّثين، وكِبار المسْندين وسَمِع: بإفريقيَّة: مِن سحنُون بن سعيد، وعون بن يُوسُف وغَيرهم جَماعة. عَن عَبْدالله بن يُونُس رَاويَة بَقِي آبن مَخْلَد: أن عِدَّة الرِّجال الذَّين لَقيهم بَقِيّ. وسَمِعَ منهم: مائتَا رَجُل وأربع وثمانُون رَجُلاً. قَاَل آبن أبي خَيْثَمة وذكَر بَقِيّ بن مَخْلَد: ما كُنَّا نُسميه إلاَّ المِكنَسَة، وهَل احتاج بَلد فِيه بَقِيّ بن مخْلد أنْ يأتي إلى هُنا مِنْهُ أحد. أو كما قالَ: قال طاهر آبن عَبْد العَزيز: حَمَلت مَع نَفسي جُزْءاً من مُسند أبي عَبد الرَّحمن بَقِيّ آبن مَخْلَد إلى المَشْرق فأريتَه مُحَمد بن إسماعيل الصَّائغ فقال: مَا أُغترفَ هذا إلاَّ مِن بحْر عِلْم. وعجِب منْ كثرة عِلمه. وبقيِّ بن مَخلَد مَلاَ الأندلس حديثاً ورِواية، وأنكر عليه أصحابه الأندلسيون: عبدالله بن خالد، ومحمد بن الحارث، وأبو زيد ما أدخله من: كُتْب الاخْتلاف وغَرائب الحَديث وأغْرُوا به السلطان وأخافوه به. ثمَّ ان الله بمَنَّه وفَضله أظهره عَليهم، وعَصَمه مِنهم. فنشر حديثه، وقرأ للنَّاس رِوايته. فمنْ يومئذ انتشر الحَديث بالأندلس. ثمَّ تَلاه آبن وضَّاح فصَارت الأندلُس دار حَديث وإسناد؛ وإنما كان الغَالِبُ عليها قبل ذلِك حِفْظ رأي مالك وأصحابه. وكان: ممَّا انفَرد به بقِيّ بن مَخلد ولم يُدخله سِواه: )مصنَّف(: أبي بَكْر بن أبي شَيبَة رحمه الله بتمامه. و )كتاب( الفقه: لمحمد بن إدريس الشَّافعي الكبير بكماله، و )كتاب(: التَّاريخ لِخَليفة بن ِخيَّاط، و )كتابه(: في الطَّبقات، و )كتاب(: سير عُمَر بن عَبْد العَزيز رحمه الله، للدّروقي. |