البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمود العسكري أبو أحمد

 1  2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الجزء الثاني من القصيدة    كن أول من يقيّم

- 4-

هب النسيم العليل في تلك الروضة الفردوسية ، فلاعب أغصانها ، وداعب بانها ، وخلص إلى حيث يجلس الشاعر ، فأحب مناجاته ، وإسماعه أبياته :-

20- حـيـنـا أكـون نسائما iiفواحة بـالـعـطـر تنعش مهجة iiالمحزون
21- تـلهو مع الأغصان لهو iiطفولة وتقول  ذي الأغصان : ويك دعيني ii!
22- وتـمر فوق الماء تخدش iiوجهه لـكـنـه  خـدش بـكـفِّ iiحـنون
23-  وأكـون حينا زعزعا نكباء iiلا تـبـقـي  عـلـى شيء بلا iiتشيين
24- ريحا سموما تحرق الأجسام وال أشـجـار بـالـلـفحات حرق iiأتون
25-  إن الـحـياة كشاعر يهذي iiفيأ تـي نـثـره فـي شـعره iiالموزون

 

 - 5 -

تلبدت الغيوم ، وبدت ثناياها ، وتحاتت منها أوراق المطر ، فابتسمت لها الأزهار والأشجار ، وحيتها بغنائها الأطيار ، إلا الشاعر فلم تنفرج شفتاه عن بسمه ، وغشت محياه ظلمه ، فأراد الغيم أن ينكت هميان همه ، ويفتح عكم غمه ، بشيء من نظمه ، فأنشأ يقول :-

26-  هـون عـلـيك فما تدوم iiكآبة أرأيـتـنـي أبـقـى طوال قرون ii?
27- إني لتحزنني المحول ومنظر ال قـفـر الـجـديـب فتستهل iiشؤوني
28-  حتى إذا اخضرت وراق iiنباتها ورأيـت فـيـهـا مـا أقـر iiعيوني
29-  كفكفت دمعي وانثنيت إلى iiورا وزجـجـت فـي بحر السماء iiسفيني
30-  كـيـمـا أؤم محلة أخرى iiبها ظـمـأ  إلـي ولـو بـلاد iiالـصين
31-  عـمل دؤوب ليس يقطعه iiونى شـهـد الأنـام بـذاك أم iiجـحدوني
32- فـأنا أؤدي واجبي ، والله - iiإن لـم  يـجـزني أهل الدنا - iiيجزيني

 

- 6 -

أقلع المطر وأمسك ، وتأرج الروض بشذا الزهر وتمسك ، فالتفت الشاعر إلى شجرة خلفه قد تهصرت غصونها عليه ، وتدلت ثمارها إليه ؛ عطفًا وحنانًا ، فعل الأم الرؤوم ، ناجته الشجرة وكلمته ، وأنشدته ما نظمته :-

33- هل أنت تحسب أن هذا الثوب iiالاخـ ذا  النقوش على المدى يكسوني ii?
34- لا يا أخي ، فأنا إذا قدم الخريـ                 ـف أكون عاطلة عن التزيين
35- لكنني آبى الفناء ولا يزا ل إلى الشـتاء تشوقي iiوحنيني
36- حتى إذا هطل الحيا ولبست iiأكـ ـسـيتي أكون بحسن حور iiعين
37-  فاصبر وكن متفائلا واطرح iiهمو مك جانبا والله خير معين
38-  هذي  الحياة ، حلاوة iiومرارة والسـير من عرس إلى تأبين
38-  والدهر صاحب ملبس خشن iiكـأظ فار السباع وملبس ذي لين

 

- 7 -

أفاق الشاعر من سَوْرة الكآبة ، ولبست روحه حلة لرضا ، علم أن الأيام دول ، وأنا الفائز بأمله المجتهد في عمله ، لا القابع في غيابة سوف ، علم أن الدهر لا يحابي ، ليس يعطي اللئيم ويمنع الكريم ، لكلٍّ من كلٍّ حظ ، وإذا علا الأراذل على الأفاضل فهذا عوج يبتغي من يقومه ، وفي الناس ذئاب ضارية ، فلا يصلح أن تحمل لهم أغصان الزيتون ، إنما الحديد بالحديد يُفْلَح ، والصاحب صاحبان : خؤون فاجتنبِهْ ، وأمين فاشدد يداك بِهْ ، وإنما ينكشف لك الخؤون من الأمين ويبين = إذا بلوت صاحبك في الأزمات ، ونفث لسانه هذه الأبيات :-

40- لـم يـا فـؤادي صار دأبك iiزفرة حـرى  وفـرط تـوجـع وأنـيـن ii?
41-  لـم يـا عيوني صار دأبك iiعبرة مـهـراقـة ? ، كـفي الدموع iiوصوني
42-  إن الـحـيـاة تـريـد جلدًا iiأيِّدًا يـتـوقـع  الـلـمـكـروه أيـة حين
43- ولـذاك يـلـفـى ذا فـؤاد iiواثق بالله دومــا ذا رضــا iiويــقـيـن
44-  ولـذاك سـوف أكـون جلدا iiأيدا والـصـبـر فـي نوب الزمان iiعريني
45-  مـتـفـائـلا بقريب عز iiجاعلا طـلـب  الـمـفـاخـر والمآثر iiديني
46-  ألـج الـمـهـالك لا أرى متهيبا فـزع الـفـؤاد لـمـسـحـة iiالعثنون
47- كـلا ولا يـثني طموحي أن iiأرى فـي  الـعـز صـاحب خمرة iiومجون
48- والـمـسـتكين إلى تدابير iiالقضا أقـبـح بـه مـن جـاهـل iiمـأفـون
49- والناس فيهم - إن أردت صداقة - مـا أبـتـغـي مـن صـادق iiوأمـين

[ تمت ]   

8 - يناير - 2006
دعوة إلى شعراء مجالس الوراق
نفس لوامة    كن أول من يقيّم

أمـا  آن الـتـراجع iiوالمتاب وهـجرك  ما مغبته العذاب ii?
أتـرجو  من إله العرش iiعفوًا ومن  تقواه قد صَفِر الوطاب ii?
وفي مرعى الذنوب لك iiانتجاع وفي سوق الشرور لك iiاكتساب
وتنتهب  الخطا نحو iiالمعاصي وتـرتـكب الخِطَاء ولا iiتهاب
وتصطحب الألى فسقوا وخابوا وتـجـتنب الألى فازوا وتابوا
وعـن  بيت الإله لك iiازورار ولـلـحـانات  قصد iiوانتياب
أغـرك  ما وهبت من iiالعطايا فـجـرك لاقترافك ما يعاب ii?
تـبـصـر إن تكن فطنًا iiلبيبًا فـعقبى  سعيك الأعمى iiالتباب
وعَـجِّـلْ  بـاغتنامِ تقًى iiوبرٍّ وسارع  قبل أن يطوى iiالكتاب
فـلا  وزر إذا هجمت iiشَعُوبٌ وعضك من هزبر الموت iiناب
ومـا  وفـد الـمنية عنك iiناءٍ إذا مـا حـل بـالفود iiالشهاب

21 - فبراير - 2006
دعوة إلى شعراء مجالس الوراق
لزوميات    كن أول من يقيّم

أرغب أن يكون هناك تبارٍ بين شعراء الوراق في كتابة قصائد ومقطوعات لزومية ، وهذه أبيات توعَّدتُّ فيها شخصًا كنت تجادلت معه في أمر فرد عليَّ بكلام فيه جفاء وتطاول .

أنـكـرْتَ إِذْ أنـكـرْتَ غيرَ مُوَفَّقٍ قـولـي بـقـولٍ فـاحشِ iiالأوهام
وسـلـلـت سـيفًا من بذائك iiخلته فـارٍ ، لـعـمـري كـان جِدَّ iiكَهام
أنا من أنا ?! أنا صاحب الشعر الذي دقـت بـدائـعـه عـلـى iiالأفهام
مـن  كـل بِـكْـرٍ لا يُرَامُ iiخِباؤها وَافَـتْ  إِلَـيَّ بـومـضـة iiالإلهام
فـالـجـم لـسانك عن مراتعِ iiغَيِّه أعـذَرْتُ إذ أَنْـذَرْتُ وَقْـعَ iiسهامي

25 - فبراير - 2006
دعوة إلى شعراء مجالس الوراق
نقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى الساكن قبله    كن أول من يقيّم

من أبيات الأستاذ / زهير الرجزية قوله : [ وكان إذ يقعد محني الظهْرْ - يذهب عني في أعاصير الدهْرْ ] ، وقوله أيضًا : [ أهدي إلى القراء حقي في نشْرْ - ما اخترته من القصائد العشْرْ ] ، وقد أتت علة الإذالة في هذه الأبيات ، وهي جائزة في الرجز ،  ولكن كان من الممكن اجتنابها باتباع اللغة التي ذكرها النحاة ، وهي نقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى الساكن قبله - إذا ناسب -  تخلصًا من اجتماع الساكنين وبيانًا لإعراب الكلمة ، فتصبح نهايات أبياته : [ الظهِرْ ، الدهِرْ ، نشِرْ ، العشِرْ ] ، ولكن لعل غرابة هذه اللغة هي التي دعته أن يجتنبها هي ، لا سيما أن الرجز ليس بشعر كما قال هو .

8 - أبريل - 2006
ملاحظة عروضية
أقصر فؤادي    كن أول من يقيّم

من شعر إسماعيل صبري قوله :-

أقصر فؤادي فما الذكرى iiبنافعةٍ ولا بـشـافـعةٍ في رد ما iiكانا
سـلا الفؤاد الذي شاطرته iiزمنًا خفق الصبابة فاخفق وحدك الآنا

10 - أبريل - 2006
بيت شعر قريب من قلبك جدا..........
رأي في قضية الطب النبوي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى ، ولا يأتي ما يأتي من الأمور عفوًا ، فهو مُوَفَّقٌ ومُسَدَّدٌ في أقواله وأفعاله من الله ، وما من قولٍ له إلا وفيه الفائدة والحكمة ، ولا فعلٍ إلا وهو مشتمل على المنفعة والمصلحة ، فينبغي للمسلم أن يقتدي به - صلى الله عليه وسلم - في كل أقواله وأفعاله جملةً وتفصيلاً ، وأن يجعل أخلاقَه وآدابَه وأعمالَه جميعَها الصُّوَى الهاديةَ في طريقه إلى الله تعالى ورضوانه ، سواءٌ كانت تلك الأعمال من قبيل الطاعات أو العادات ، وسواءٌ كانت من أمور الدين أو من شؤون الدنيا .

ومن تلك الأمور التي ينبغي أن يكون للمسلم فيها اقتداءٌ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ورد من هديه في الأغذية والأدوية ، وما أرشد إليه من سبل العلاج والتطبيب ، مع التنبُّه إلى التأكد من صحة الأحاديث التي تضمنت هذا الطب النبوي ، لأن الطب النبوي أحد الأبواب التي كَثُرَ من الوضَّاعين ولوجُها ، فاختلطت أحاديثه صحيحًا بسقيمٍ ، فمتى وجد المرء حديثًا صحيحًا ثابتًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرشد فيه إلى الإكثار من طعامٍ ما ، أو التقليل منه ، أو علاج بعض الأمراض به ، أو أرشد فيه إلى عادة غذائية أو سلوكية تعود على الصحة بالحفظ والبدن بالقوة والذهن بالصفاء وأشباه ذلك = فليأخذ به وليعمل بمقتضاه سعيدًا مغتبطًا مستشعرًا أنه يقتدي ويأتسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، آملاً باقتدائه وائتسائه هذا المثوبةَ والأجرَ ، غيرَ غافلٍ ولا تاركٍ بالتأكيد مشورة الأطباء والأخذ بأدويتهم وعقاقيرهم ، فهذا أمر لا غنًى عنه ، وهو يتكامل مع الطب النبوي ويسير بجانبه ، لا يتعارضان ولا يتنافران .

أما القول بأن ما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الطب والعلاج النبوي أمرٌ يرجع إلى عادات العرب وعلومهم الطبية فلا يتعلق به اقتداءٌ ولا تكون في اتباعه مَحْمدةٌ = فهو قولٌ خاطئٌ ، وتبيان الخطأ : 1 / أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سبق ليس كأحد من البشر يحتمل كلامه الحق والباطل ، والهدى والزيغ ، والقبول والرد ؛ بل هو حق وهدًى كله ، ولا يحتمل غير القبول والتسليم والرضا . 2 / وأمر ثانٍ ؛ لو كان الأمر على فَهْمٍ هؤلاء فلِمَ اهتم الصحابة والتابعون بنقل هذه الأحاديث وروايتها ? ولِمَ اهتم العلماء من بعدهم بتدوينها وحفظها في بطون الكتب ? ولِمَ جهدوا في تمييز صحيحها من ضعيفها ومقبولها من مردودها وفي ذياد الكذابين والوضاعين عنها من أن يقحموا فيها ما ليس منها ، شأنها في ذلك شأن سائر الأحاديث ? لم كل هذا وهي لا تعدو - كما تقولون - كلام من كلام العرب وشيء من علومهم في الطب والعلاج ? ، واعتقادنا أن الصحابة والتابعين والعلماء الأجلة كانوا على درجة من الفهم والوعي والفقه تجعلهم يميزون بين ما ينقلونه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون في اتباعه طاعة وعبادة ، وبين ما لا ينقلونه عنه مما لا يكون في اتباعه عبادة وطاعة ، ولعل معترضًا يقول : إنهم نقلوها لأنها - على مُدَّعانا - شيءٌ من طب العرب ، ولم يكن عند الصحابة والتابعين من بعدهم مزيدٌ على هذا الطب العربي القديم ، والجواب : إذًا فلماذا اهتموا بنسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصَّةً ? ولماذا جشموا أنفسهم مشقة التمييز بين الصحيح والضعيف من الأحاديث في هذا الباب ? لم تكن هناك إذًا من ضرورةٍ دافعةٍ إلى هذه النسبة وإلى تجشم تلك المشقة غير ما ذكرته من أنها أمر يتعلق به الاقتداء والائتساء . 3 / وأمرٌ ثالثٌ يشهد به واقع الطب الآن ؛ وهو انتشار التداوي بالأعشاب والنباتات الطبيعية ، والأخذ بكثير من طرائق وتدابير الطب الشعبي ، والله عز وجل خلق هذه النباتات والأعشاب والفواكه الكثيرة وجعلها لنا غذاءً ودواءً وجعل فيها منافع جمة لا نحصيها ، فما المانع إذًا - لو سلمنا جدلاً بأن اتباع الطب النبوي ليس طاعةً ولا سنةً - أن نأخذ به كنصائح طبية عامة قضت بفائدتها التجربةُ وعملُ العرب بها جيلاً بعد جيلٍ ! .

وظني أن ابن خلدون ما قال هذا الكلام إلا ربما لأنه رأى بعض المتصوفة والمتفقهة في عصره يأخذون بالطب لنبوي ويهملون إهمالاً كليًّا علاج الأطباء وأدويتهم ، ولعله قاله أيضًا لما سبق ذكره من أن كثيرًا من أحاديث الطب النبوي واهية أو موضوعة ومع ذلك يأخذ بها الناس ، فقال هذا الكلام بيد أنه اشتطَّ بعض الشيء من أجل هذين السببين ، فينبغي أن يحمل كلامه على هذا الوجه ، وتَمَحُّلُ الأعذار والمحامل الحسنة لكلام العلماء أدبٌ ينبغي أن يأخذ به طلابُ العلم أنفسَهم .

وأحب أن أُعَقِّبَ على ما تداوله الإخوة من الكلام في حديث أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - للعرنيين بشرب أبوال الإبل وألبانها ، فهذا حديث صحيح ، وهو ثابت غير منسوخ ، أما استدلال الأخت [ أم الرضا ] على نسخه بحديث الأمر بالاستنْزاه من البول = ففيه نظر ، لأن حديث الاستنْزاه إنما هو في مسألة الطهارة والنجاسة ، وحديث أبوال الإبل إنما هو في مسألة التداوي ، فلا تعارض بين الحديثين ، سواءٌ قلنا بأن أبوال الإبل طاهرة أو نجسة ، فإن كانت طاهرة وهو مشهور قول الحنابلة والمالكية فلا إشكال في التداوي بها ، وإن كانت نجسة وهو مشهور قول الشافعية والحنفية فلا إشكال في التداوي بها أيضًا ؛ لأن هناك ضرورة ، والضرورات تبيح المحظورات ، ومَثَّلَ لهذا المسألة فقهاء الشافعية والحنفية بالمضطر يأكل من لحم الميتة ، وبالغاصِّ يذهب غصته بالخمر ليس عنده غيرها ، والأدوية الآن تدخل في تركيبها بعضُ المواد السامة بنسبٍ مُعَيَّنةٍ ، وكلا القولين له أدلته القوية ، وقد رَدَّ الحنابلة والمالكية استدلال الحنفية والشافعية بحديث الاستنْزاه على نجاسة بول مأكول اللحم = بأن [ أل ] في كلمة [ البول ] الواردة في حديث الاستنْزاه إنما هي [ أل ] العهدية لا الجنسية ولا الاستغراقية ، وذلك لأنَّ ما يؤمر الإنسان بالاستنْزاه عنه ينبغي أن يكون مما يصيبه عادةً ، والبول المعهود إصابته للإنسان هو بوله نفسه ، أما غيره من الأبوال فلا يصيب الإنسان عادةً .     

4 - يونيو - 2006
رأي ابن خلدون في الطب النبوي
تعقيب    كن أول من يقيّم

ربما أكون قد أخطأت عندما ذكرت أن ابن خلدون قال هذا الرأي سدًّا للذريعة ، وكان ينبغي عليَّ أن أعتبره رأيًا له عنده أدلته وبراهينه المسبقة ، ولم أكن أقصد الغض من قدر هذا الإمام علي أيَّةِ حالٍ ، = ولكن قد يكون من المفيد أن ننقل الحوار إلى دائرة أخرى ؛ وهي : [ الطب النبوي ؛ هل يؤخذ به أم لا ? ] ، وابن خلدون لم ينف الأخذ به كليَّةً ، وإنما جعله من جهة التبرك وصدق العقد الإيماني ، وأنه بذلك يكون له أثر عظيم في النفع ، إذًا فالعلماء الذين لم يجعلوا الطب النبوي من الوحي والذين جعلوه من الوحي متفقون على الأخذ به وإن اختلفت جهة الأخذ ، فالأولون يجعلونه من آثار الكلمة الإيمانية فقط ، والآخرون يجعلونه من هذه الجهة أيضًا ومن جهة العلاج والطب المزاجي كذلك ، فما دام أنهم اتفقوا على الأخذ به = فالخلاف في كونه من العاديات أو الشرعيات هَيِّنٌ .

6 - يونيو - 2006
رأي ابن خلدون في الطب النبوي
القرآن والحديث والنظريات العلمية    كن أول من يقيّم

وجدت كلامًا حسنًا يوضح الصواب في هذه المسألة في (( الظلال )) لسيد قطب - رحمه الله - ، في تفسير الآية [ 189 ] من سورة البقرة ، وما قاله في القرآن ينطبق على الحديث أيضًا ، فمن الخطأ أن نربط بين أحاديث الطب النبوي وبين النظريات والكشوف العلمية الطبية ربطًا تامًّا ، وأن نجعل هذه النظريات هي عين ما دلت عليه هذه الأحاديث ، ونلهث جاهدين في تحميلها ما لا تحتمل من معانٍ ، لأن مما لا خلاف عليه أن الشريعة الإسلامية - في أصل مقصدها وهدفها - ليست رسالةَ طبٍّ أو فلكٍ ، وإنما هي رسالةُ توحيدٍ وعقيدةٍ وأخلاقٍ ، ولكن هذا لا يمنعنا من أن نقول : إن في القرآن آيات أشارت إشاراتٍ عامَّةٍ إلى بعض الحقائق العلمية وأسرار الكون ، وأن فيه بذلك نوعٌ من الإعجاز العلمي ، ولا يمنعنا من أن نقول : إن الطبَّ النبويَّ فيه علاجٌ وشفاءٌ ، وأنه من الأمور التي يحصل فيها اقتداءٌ وائتساءٌ ، فنحن نأخذ هذه النظريات العلمية كأداةٍ لتعميق دلالات القرآن والحديث ؛ من غير أن نسلك سبيل الألى يلْوُون أعناق النصوص كي توافقَ هذه النظريات العلمية ، وتجدهم فرحين بأنهم بهذا التعسف جعلوا الشريعة آتيةً بما لم يكتشفه العلم الحديث إلا بعد قرونٍ ، وهذا دليلٌ على الانهزامية لا أكثر ولا أقل ، وإنما هم بذلك يسيؤون من حيث يظنون الإحسان .

وبالتنبه إلى الفرق السابق يحسم كثيرٌ من الاضطراب في هذه المسألة .

8 - يونيو - 2006
رأي ابن خلدون في الطب النبوي
شهادة أفتخر بها    كن أول من يقيّم

- أشكر الأساتذة الكرام على كلماتهم الرقيقة الجميلة ، وأجدني في أشد الخجل أمام هذا الإطراء البالغ الذي لا أستأهله ، وإنما هو نابعٌ من نفوسهم العالية الكريمة ، ولقد كان جَعْلِي ضمن [ سراة الوراق ] تبعةً ، أَمَا وقد زاد هذا الإطراء فما أراها إلا ثَقُلَت ، وعساي أن أُوَفَّقَ إلى حملها ، وهذه قصيدةٌ للأستاذ / زهير :-

يَا إِمَامَ السُّرَاةِ وَالْكُبَرَاءِ ؛ ŸŸŸ بَعْضَ هَذَا الثَّنَاءِ وَالإِطْرَاءِ ،

أَنَا دُونَ الَّذِي وَصَفْتَ ، وَلَوْلا ŸŸŸ أَنَّكَ الْمُثْنِي خِلْتُ ذَا لازْدِرَائِي ،

مَا لِمِثْلِي - مَا زَالَ فِي أَوَّلِ الدَّرْ ŸŸŸ بِ - انْتِقَادُ الأَقْوَالِ وَالآرَاءِ ،

غَيْرَ أَنِّي عَلِمْتُ حِلْمَكُمُ الْوَا ŸŸŸ سِعَ عَمَّا أَقُولُهُ مِنْ هُرَاءِ .

أَيُّهَا السَّيِّدُ الَّذِي لِمْ تَقَعْ قَطُّ ŸŸŸ عَلَى كُفْئِهِ عُلاً عَيْنُ رَائِي ؛

بِكَ تَاهَتْ عَلَى الْبِلادِ دِمَشْقٌ ŸŸŸ وَسَمَتْ فَوْقَ مِصْرَ وَالزَّوْرَاءِ ،

أَنْتَ فِي هَذَا الْعَصْرِ فَارِسُ أَهْلِ الْـ ŸŸŸ أَدَبِ السَّامِي وَاحِدُ الشُّعَرَاءِ ،

لَكَ أَعْطَى الْمَقَادَةَ الشِّعْرُ طَوْعًا ŸŸŸ وَالْقَوَافِي إِمَاكَ دُونَ مِرَاءِ ،

لَمْ يُنَازِعْكَ شَاعِرٌ فِي افْتِضَاضِ الْـ ŸŸŸ ـحِكَمِ الْبِكْرِ وَالرُّؤَى الْعَذْرَاءِ ،

وَسَعَتْ نَحْوَكَ الْمَعَانِي الْغَوَانِي ŸŸŸ وَأَتَتْ بِالْقَصَائِدِ الْغَرَّاءِ ،

حَلَّقَ الشِّعْرُ مِنْكَ فِي أُفُقِ الإِبْـ ŸŸŸ ـدَاعِ لَمْ يَنْزِلْ حَمْأَةَ الأُسَرَاءِ .

لَسْتُ أَجْزِيكَ بِالْمَدِيحِ مَدِيحًا ŸŸŸ كَمُحَابٍ مُدَاهِنٍ أَوْ مُرَائِي ،

إِنَّهُ بَعْضُ مَا أَجَنَّ فُؤَادِي ŸŸŸ مِنْ وِدَادِي ، وَلَمْ يُشَبْ بِافْتِرَاءِ .

كَانَ يَجْرِي الْيَرَاعُ أَكْثَرَ مِنْ ذَا ŸŸŸ فِي قَصِيدِي لَوْ لَمْ يُقَيَّدْ بِرَاءِ .

- أما عن إيقاع المنسرح فأنا اطمأننت إليه ، لا سيما أني وجدت بالصدفة بعد كتابتي لهذا الموضوع موقع [ أوزان ] للأستاذة / لينة ملكاوي المشاركة في الوراق ، ووجدت قصائد المنسرح في هذا الموقع قد أنشدت على نفس الإيقاع الذي ثبت لديَّ ، ربما خانتني العبارة في التعبير عنه ، لكن إذا استمع الأساتذة إلى القصائد الموجودة في الموقع السابق فأظن أنهم سيرتاحون إلى أن هذا هو إيقاع المنسرح لا غير ، وإن وجدوا أنه ليس بإيقاعه فستتلاشى البسمة التي لم تكد تعلو شفاهنا بأوبة هذا الغائب ، ونعود لرحلة البحث عنه من جديد ، ويكون الإيقاع الذي تذوقته إيقاعٌ آخر تلاقى مع المنسرح مصادفة كالتي تحصل بين الكامل والرجز والوافر والهزج ، ويكون ما ذكرته من اختفاء شيء من العذوبة في ( مفعولات ) السالمة دليلٌ على هذا .

18 - يونيو - 2006
إيقاع بحر المنسرح ، ومسائل أخرى
الفروق    كن أول من يقيّم

 1 / أنواع المنافاة ، ( منطق ، أصول فقه ) :-

[ وأنواع المنافاة على ما تقرر في المنطق أربعة : تنافي النقيضين ، وتنافي العدم والملكة ، وتنافي الضدين ، وتنافي المتضايفين ، ... وأهل الأصول يجعلون أقسام المنافاة اثنين فقط : تنافي الضدين ، وتنافي النقيضين ، ويجعلون العدم والملكة داخلين في النقيضين ، والمتضايفين داخلين في الضدين ، ولهذا يقولون المعلومات منحصرة في أربعة أقسامٍ : المثلين ، والضدين ، والخلافين ، والنقيضين ... ] ، شرح أم البراهين ( بهامش حاشية الدسوقي عليه ) / السنوسي / ص 121 .

 

2 / الدليل العقلي ، ( منطق ، أصول فقه ) :-

[ وأما الدليل فهو إما نقلي وإما عقلي ... ، وأما العقلي فهو عند المناطقة : قولٌ مُؤَلَّفٌ من مقدمتين يستلزم لذاته قولاً آخر ، سواءٌ كانت المقدمتين يقينيتين أو ظنيتين أو إحداهما يقينية والأخرى ظنية ، ... وأما عند الأصوليين فهو ما احتوى على الموصل للمطلوب لا نفس الموصل ، ... فالدليل العقلي مركب عند المناطقة ومفرد عند الأصوليين ] ، حاشية الدسوقي على شرح أم البراهين / ص 148 .

 

3 / الاستقراء ، ( منطق ، أصول فقه ) :-

[ فالاستقراء هو : تتبع جميع الأفراد ، ثم يثبت حكمٌ كُلِّيٌّ ، فهذا استقراءٌ قطعيٌّ ، وإن كان التتبع لأكثر الأفراد فهو استقراءٌ ناقصٌ يفيد حكمًا ظنيًّا ، وهذا المعنى موافقٌ لمذهب المناطقة ، وأما عند الأصوليين فالتام هو : تتبع جميع الجزئيات ما عدا صورة النِّزاع ، فيثبت الحكم في صورة النِّزاع قطعًا ، والناقص هو : تتبع أكثر الجزئيات من غير صورة النِّزاع ، فالمقصود بالاستقراء عند المناطقة : إثبات الحكم الكلي ، والمقصود به عند الأصوليين هو : إثبات الحكم في صورة النِّزاع ، كما يعلم من كلام المحشي المحقق الشربيني ] ، حواشي القلائد الجلية / الفضفري / ص 96 .

 

4 / دلالتا التضمن والالتزام ، ( منطق ، بيان ، أصول فقه ) :-

وضعيتان عند المناطقة ، عقليتان عند البيانيين ، التضمن وضعية والالتزام عقلية عند الأصوليين . تسهيل المنطق / عبد الكريم مراد / ص 13 .

 

5 / دليل إثبات الواجب ، ( فلسفة ، علم كلام ) :-

[ وطريق إثبات الواجب عند الحكماء ؛ أنه لا بد للممكنات من علة بها يترجح وجودها على عدمها ، فإن كانت واجبًا فذلك ، وإن كانت ممكنًا فلا بد من علة أيضًا ، وينقل الكلام إليها ، فإما أن يدور أو يتسلسل وذلك محال ، أو ينتهي إلى واجب وهو المطلوب ، وعند المتكلمين ؛ أن لا بد لحدوث المحدثات من محدث ، فإن كان قديمًا فذاك ، وإن كان حادثًا فلا بد له أيضًا من محدث ،  وينقل الكلام إليه ، فلا بد من الانتهاء إلى قديمٍ دفعًا للدور والتسلسل ] ، فعلة الاحتياج إلى الموجد هي الإمكان عند الفلاسفة ، والحدوث عند المتكلمين ، تقريب المرام / السنندجي / ص 199 .

 

6 / أقسام [ أل ] ، ( نحو ، معاني ) :-

[ أل ] عند النحاة على ثلاثةِ أقسامٍ : عهديةٍ ، جنسيةٍ ، استغراقيةٍ ، أم عند البيانيين فقسمان : للعهد ، وللحقيقة ، فالتي للعهد لها ثلاثة أقسام : ذكريٌّ ، ذهنيٌّ ، حضوريٌّ ، والتي للحقيقة لها أربعة أقسام : للحقيقة من حيث هي ، وباعتبار وجودها في بَعْضٍ معين ، وباعتبار وجودها في كل فرد ، وللحقيقة المعتبر فيها الماصدق .

 

7 / التمثيل والقياس ، ( منطق ، أصول فقه ) :-

القياس عند المناطقة : قولٌ مؤلف من مقدمتين يستلزم لذاته قولاً آخرَ ، والتمثيل عندهم هو : إثبات حكمٍ في جزئي معين لوجوده في جزئي آخر لأمر مشترك بينهما ، أما القياس عند الأصوليين فهو التمثيل عند المناطقة .

 

8 / ركنا الجملة ، ( نحو ، منطق ، معاني ) :-

من نافلة القول أن ركني الجملة في النحو هما : الفعل والفاعل ، والمبتدأ والخبر ، وفي المنطق هما : المحمول والموضوع ، وفي المعاني هما : المسند والمسند إليه ، فهي عباراتٌ لماصدقٍ واحدٍ .

 

9 / الكلمة والفعل ، والحرف والأداة ، ( منطق ، نحو ) :-

الكلمة في المنطق هي : ما دل على حدث واقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، ولكنها أخص من الفعل في النحو؛  لأن الفعل المضارع يعتبر في المنطق مركبًا لا مفردًا ، والأداة في المنطق هي : ما افتقر في دلالته إلى ضميمة من اسم أو كلمة ، ولكنها أعم من الحرف في النحو ؛ لأنها تشمل نَحْوَ : كان .

 

10 / السنة ، ( عقيدة ، حديث ، أصول فقه ، فقه ) :-

السنة عند علماء العقيدة ضد البدعة ، والمؤلفين في الملل والنحل يجعلون الطوائف الإسلامية قسمين : سنة وشيعة ، والسنة عند المحدثين والأصوليين هي ما نسب إلى النبي r من قول أو فعل أو تقرير أو صفة ، وهي عند الأصوليين أيضًا والفقهاء ما قابل الواجب فهي ترادف المندوب .

28 - يونيو - 2006
الفروق بين مباحث الفنون واصطلاحاتها
 1  2  3  4