الفصحى والعامية . كن أول من يقيّم
صحيح ما أوردته الأنسة المحترمة على أن العامية أصبحت لغة رسمية في كل مكان ،وتخلت الفصحى عن مرتبتها لها , وبالتالي أصبح المهتم بحقل وهموم التربية والتعليم يلمس ظاهرة هيمنة العامية [ الدارجة ] في المؤسسة التعليمية .ولكن لهذا الاكتساح عدة أسباب لا يمكن الاحاطة بها كاملة في هذا المجال ، ولكن يمكن ذكر بعضها ـ وهي قابلة للنقاش والتوسع ـ دون مس أو تجريح لهذا الطرف أو ذاك ما دام هذا الباب التربوي لا يسمح بذلك مهما كانت الظروف والأحوال .ولكل مقام مقال . ومن هذه الأسباب أذكر أساسا:
ـ ارتفاع نسبة الأمية ، وعدم اكتراث الآباء بتطبيع ألسنة أبنائهم على اللغة العربية الفصحى .
ـ اقتصار الجيل المعاصر على الكتاب المدرسي والتقيد بمحتوياته ،في حين انه أداة للتعلم ليس الا.
ـ تقصير وسائل الإعلام في هذا الجانب .
ـ عدم تخصيص مكان فضائي داخل المؤسسات لإلقاء ومناقشة عروض من لدن المتعلمين .
ـ نطق بعض المدرسين سامحهم الله بكلام عامي في حصة اللغة العربية الفصحى .
ـ هيمنة التلفاز والانترنيت وقاعات التسلية على وقت فراغ الناشئة .
ـ انسداد آفاق التشغيل أمامهم وضآلة مناصب الشغل باللغة العربية ، ونحن نرى التعامل الإداري بالمكتوب الفرنسي وغيره.
ـ ترسب بقايا الاستعمار في أعماق المواطن العربي وشغفه بلغة ذلك المعمر الغاشم.
وأعتقد أن الباب مفتوح للزيادة والرد والنقد ما دمت قد اجتهدت [ ومن اجتهد وأصاب فله أجران ، ومن أخطأ فله أجر واحد ] والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. |