البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عمر أشهب

 1  2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الإمام الشهيد    كن أول من يقيّم

الإمام الشهيد

تحولت بُنية المجتمع الإسلامي بسرعة كبـيرة، فدخل في دين الله أمم كثيرة طوعا وإيمانا، أو حفاظا على الأرض والمال والحرية. فلما انـتخب الصحابة أهلُ الشورى الإمامَ الشهيدَ عثمان رضي الله عنه، سارت الأمور على الوتيرة الأولى صدرا من خلافته. ثم التف بنو أمية من حوله، وكوّنوا بطانة ما لبـثـت أن استبدت بالأمر. وارتكبت الفظائع فاستيقظ العنف. وكان مقتلُ الإمام الشهيد رضي الله عنه الشَّقَّ الذي أخذ يتسع بما أحدث من نـتائج تاريخية حتى شكل بداية انكسارنا ووهنـنا.

نشِبَـتِ الفتـنة الكبرى بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، واجتماع الصحابة على سيدنا علي كرم الله وجهه. قام أهل الشام يطالبون بدم الشهيد، فنازعوا إمام الأمة، واتخذوا ذريعةً لقتاله وجودَ طوائف من الغوغاء الثائرين على عثمان تحت ألويته. قال القاضي ابن العربي يذكر الفتـنة بعد مبايعة الإمام عليٍّ رضي الله عنه: "لأن عثمانَ رضي الله عنه قُتِلَ والصحابة بُرَءاءُ من دمه . لأنه مَنَعَ من قتال من ثار عليه، وقال: لا أكون أوَّلَ من خَلَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بالقتل. فصبر على البلاء، واستسلم للمحنة، وفَدَى بنفسه الأمة. ثم لم يمكن تَرْكُ الناس سُدىً.فعُرِضَت الإمامةُ على باقي الصحابة الذين ذكرهم عمر في الشورى، وتدافعوها. وكان عليٌّ أحقَّ بها وأهلها. فقبلها حَوْطَةً على الأمة أن تُسْفَكَ دماؤها بالتهارج والباطل. ويتخرق أمرها إلى ما لا يتحصل. وربما تغير الدين، وانْقَضَّ عَمودُ الإسلام.

فلما بويع له طلب أهلُ الشام في شرط البـيعة التمكينَ من قَتَلَةِ عثمان، وأخْذَ القَوَدِ منهم. فقال لهم علي: ادخلوا في البـيعة، واطلبوا الحق تصلوا إليه. فقالوا: لا تستحق بيعةً وقَتَلَةُ عثمانَ معك نراهم صباحا ومساء. فكان علي في ذلك أسدَّ رأيا، وأصوب قولا. لأنَّ عليا لو تعاطى القَوَدَ منْهم لتعصبت لهم القبائل، وصارت حربا ثالثة. فانـتظر بهم أن يستوثق الأمْرَ، وتـنعقدَ البَـيْعَةُ العامّة. ويقع الطلبُ من الأولياء في مجلس الحكم. فيُجْرِيَ القضاءَ بالحق".[3]

نلاحظ في نثر فقيهنا وقاضينا أبي بكر تغاضيا حَيِـيّاً عن ذكر ما نشِب بين الصحابة من نزاع وقتال. فيتخطى حرب الجمل وكارثة صفين، ويُرْجِعُ النـزاعَ إلى دمٍ يطالب به الأولياءُ، وكأنَّ المسألة نازلة فقهية يحكم فيها القضاء. وهكذا أمسك علماؤنا، وأوصَوْا بالإمساك، عن ذكر تلك المآسي الدموية. ولئن كان نَبْشُ الماضي للوقوف عنده، والتعرض للصحابة الكرام بالنقد وقد قُضِيَ ذلك الأمرُ، مِمَّا لا يعني الشحيح بدينه، فإن رفع جانب من الستار بقدر ما نـتبـين الأسباب التاريخية للانكسار المُرِيع واجبٌ. ولن نفهم منهاج إعادة الخلافة إن بقينا نغَطِّي وجوهنا كلما ذكرت تلك الفترة العنيفة والِدَةُ كلِّ ويلاتـنا.

وقد خصص القاضي أبو بكر كتابه "العواصم من القواصم" للدفاع عن بني أمية رحمه الله وعفا عنا وعنه.

لندع الأشخاص وما يمكن أن يكون سبـبا لنـزاعهم. ولنعتبر بالزيغ الديني، والخلَل الاجتماعي، كما كنا التمسنا الأسوة بالنموذج الكامل.

3 - ديسمبر - 2005
الانكسار التاريخي
حمية الجاهلية تستيقظ    كن أول من يقيّم

حمية الجاهلية تستيقظ

وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمعا تربط أفراده عصبـية القبـيلة والعشيرة والقُرْبَى. فحافظ على هذا الرباط لم يكسره. لكن وجَّهَ ما يمثله من قوة لخدمة الوَلاية بين المومنين. لم يأمر المسلمين أن يتـنكروا للقبـيلة والعشيرة من حيث كونُها قبـيلة وعشيرة. إنما أمر بمقاطعة الكفر. نقرأ في السيرة النبوية كيف دخل مكة وجُنْدُه كتائبُ منظمَة، كل قبـيلة على حِدَةٍ. فكان شعور المرء بوَلاية الإسلام يتعَضَّد ويَقوَى بشعوره بالأمن بين العشيرة والأهل.أ

وكان للتضامن الأسَرِيِّ والعشيري شأن في بعثة الأنبـياء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال لوط: )لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد([4] قال: قد كان يأوي إلى ركن شديد، ولكنه عنى عشيرته. فما بعث الله عز وجل بعده نبـيا إلا بعثه في ذِرْوَةِ قَوْمِهِ. قال أبو عمر: فما بعث الله نبـيا بعده إلا بعثه الله عز وجل في مَنَعَةٍ من قومه". رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة.

هكذا يريد الله ورسوله أن تكون لُحمةُ النسب والعشيرة سنَداً للدعوة. لكن عندما تكون العصبـيةُ القبليةُ قوةً مضادة للإسلام فالإسلام يحاربها. نقل ابن كثير أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي رُدِّيَ، فهو يَنْـزِعُ بذنبه". وروى أبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من دعا إلى عصبـية، وليس منا من قاتل على عصبـية، وليس منا من مات على عصبـية". وروى البخاري عن جابر قال: "كنا في غَزاة فكَسَعَ (ضربه على ظهره) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار. فقال الأنصاري: يالَلأنصار! فقال المهاجريُّ: يالَلْمهاجرين! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دَعوها! إنها مُنْـتِنَةٌ!".

الحمية الجاهلية هي التـناصر على الباطل. والمثَل العربي يقول: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، يطبقُ المُعْصوصبون للقبيلة هذه المقالة تطبيقا حرفيا. فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم دلالة هذه الكلمة حيثُ قال فيما رواه الإمامان أحمد والبخاري عن الحسن: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما!" قيل: يا رسول الله! هذا أنصُرُهُ مظلوما، فكيف أنصره إذا كان ظالما? قال: "تحجُزُهُ! تمْنَعه! فإنَّ ذلك نصرُه".

قال ابن خلدون يصف توسع دار الإسلام، وأعرابية القبائل، واستيقاظ العصبـية الجاهلية: "وكان أكثر العرب الذين نـزلوا في هذه الأمصار جُفاة لم يستكثروا من صُحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا هذبتهم سيرته وآدابه، ولا ارتاضوا بخُلُقه. مع ما كان فيهم في الجاهلية من الجفاء، والعصبـية، والتفاخر، والبُعْدِ عن سكينة الإيمان. وإذا بهم عند استفحال الدولة قد أصبحوا في مَلَكَةِ المهاجرين والأنصار من قريش، وكنانة، وثقيف، وهذيل، وأهلِ الحجاز ويثرب السابقين الأولين إلى الإيمان. فاسْتَـنْكَفوا من ذلك، وغُصّوا به لِما يرون لأنفسهم من التقدم بأنسابهم، وكثرتهم، ومصادمة فارسَ والروم، مثلُ قبائل بكر بن وائل، وعبد القيس بن ربـيعة، وقبائل كِنْدَةَ والأزْدِ من اليمن، وتميم وقيس من مُضَر. فصاروا إلى الغض من قريش، والأنَفَة عليهم، والتمريضِ في طاعتهم، والتعلّل في ذلك بالتظلم منهم، والاستعداء عليهم، والطعن فيهم بالعجز عن السَّوِيَّة، والعدل في القَسْمِ عن التسوية".[5]

فقد كان إذنْ من جهة غِلْمَة قريشٍ بقيادة مروانَ بن الحكم، زمرةٌ يستغلون السلطان، عدلوا عن التسوية في القَسم، أي مالوا عما كان عليه الأمر من تسوية الناس في العطاء. وكان من جهة أخرى قبائلُ تطمح للسلطان، وتـنظر إلى عددها، ونسبها، فتُفاخر قريشا والقبائل السابقة للإسلام وتـنافسها. لا سيما والأمة كانت مجندة، والصدام مع فارس والروم أعطى كثرةَ العدد وصلابة الشوكة أهمية كبـيرة.

وكان من العمال والحكام من اندسوا تحت بساط الإمام عثمان رضي الله عنه، فكانوا قوما مفسدين، أعطوا غوغاء القبائل التَّعِلَّةَ اللازمة لإظهار السُّخـْط، ثم التَّمَرُّدِ، ثم الثورةِ، ثم الفتكِ بالزكيِّ الطاهر رضي الله عنه. وقد عزَل الإمام بعض العمال ممن سخِطَهم الناس، فلما ضاقت الدائرة حول مروان، وطلبوا أن يُسَلِّم الإمامُ كاتَبه مروان الذي اتهموه بأنه بعث إلى عامل مصر يأمره بقتلهم، حلَّفه الإمام فحلف. فقال عثمان رضي الله عنه: "ليس في الحكم أكثرُ من هذا!". يعني أنه لا يلزَم المتهمَ عند افتقاد البـينة إلاَّ الحلفُ. فحاصروه رحمه الله حتى قتلوه.

أين غابت القوة الوحيدة التي كانت قادرة على صد الغوغاء? ما فعل بقية الصحابة في المدينة وإمامُهم يُغْزَى ويُحاصَر في قَعر بـيته? هنا ثَلْمَةٌ أخرى أدت إلى الانكسار التاريخي. فقد كان الإمام رحمه الله نهاهم عن مواجهة الغزاة بالسيف، مخافةً منه رضي الله عنه أن يزيد الفتـنة اشتعالا. أما الصحابة، وهم قلة وسط هذا البحر الطامي من القبائل الأعرابية، فقد وقفوا موقف المشدوه مما يرون.

قال الباقلاني في كتاب التمهيد يصف وحشية الغوغاء: "وكان النفر الذين ذُكِر أنهم هجموا عليه من المعروفين دون أتباعهم: الغافقي،وكنانة بن بِشر التجيـبي، وسودانُ بن حِمران، وعبد الله بن بُديل بن وَرْقاء، وعمرو بن الحِمق الخُزاعي، في آخرين منهم محمد بن أبي بكر. فتسرع إليه محمد وألقاه لجنبه. وجلس على صدره، وأخذ لحيته فهزها، وغلَّظَ له في القول. وذُكر أنه ضرب جبهته بمِشْقَصٍ (موسى حادة) كانت في يده. فلما أراد أن يُثَنِّيَ وعظه عثمان وقال له: "يَعِزُّ على أبيك أنْ ترقى هذا المَرْقَى!" واستحيى وانصرف. وذُكر أنه لم يَمَسَّهُ في بعض الروايات.

فعرف الغافقي وكنانة أنه انصرف حياء منه. فاقتحما عليه، وبَدَرَهُ التجيـبيُّ بضربةٍ ألقاه منها لجنبه. والمصحف في حجره. فلما سقط الدم عليه أطبقه ثم نحَّاه. وضربه غيرُه.(...) فلما رأت نائلة بنت الفَرافِصَةِ، زوجُ عثمان، وقْعَ السيف، برزت وألقت نفسها عليه. فأصابتها ضربةٌ أندرت من يدها ثلاثَ أصابع، وضرب بعض أولئك الفَجَرةِ يده عليها وقال: "ما أكبر عجيزتها! نَفِّلونيها (أعطوني إياها، يعتبرها سبِيّة!)". وصاح الآخرون: الحقوا بيت المال! وأغاروا بديئاً على رَحْل عثمان وما كان في داره. ثم تـناولوا ما أمكنهم أخذه في بيت المال، وأضرموا الدار عليه بالنار. فاحترق أكثر أبوابها. وذُكر أن عَمرو بن الحمق قال: "طعنت عثمان تسع طعنات، ثلاث لله وستٌّ لغيره!".[6]

وحشية، ونهب، وفجور، وغوغاء صعقت الصحابة وشلت مبادرتهم. فلما رجعوا إلى أنفسهم، واجتمعوا على الإمام علي كرم الله وجهه، ظنوا لحظة أن الفتـنة خمدت. فلما قام أهل الشام بالمطالبة بدم عثمان، واضطرمت نار الحرب بين المسلمين، اعتزل طائفة من الصحابة، وتركت بانسحابها فجوة كبـيرة منها دخل على تاريخنا سابقة الحياد مخافة الفتـنة. وطائفة كانت شجاعتها في الحق ووقوفها مع المشروعية مثل عمار بن ياسر رضي الله عنه مَعْلَمَةً مَجيدة على طريق الاستشهاد في الحق.

قال الباقلاني: "فإن قال قائل: فإذا كان الأمر في هذا على ما وصفتم من ظلم القوم له (ظلم الرَّعاع للإمام عثمان) وتَعدِّيهم عليه، فما بال الصحابة لم يسارعوا إلى إنكار ذلك وصدِّهم عنه? وأيّ عذر لهم في إسلامه والتساهل في خِذلانه? قيل له: معاذ الله أن يكون فيهم من خذله أو قعد عن نصرته عند دعائه لهم. وإنما لزموا بيوتهم لأنه أمرهم بذلك وكرره عليهم، وناشدهم الله عز وجل".[7]

الإمساك مخافة الفتـنة سابقة مكنت الرَّعاع من قتل الإمام عثمان، وأضعفت موقف الإمام علي من بعده. يقول الباقلاني: "فإن قال قائل: فإذا كانت إمامة علي من الصحة والثبوت بحيث وصفتم، فما تقولون في تأخر سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأسامة بن زيد، وسلامة بن وقش، وغير هؤلاء ممن يكثر عددهم، وقعودهم عن نصرته، والدخول في طاعته? قيل لهم: ليس في جميع القاعدين ممن أسميناه أو أضربنا عن ذكره من طعن في إمامته، واعتقد فسادها. وإنما قعدوا عن نصرته على حرب المسلمين لتخَوُّفهم من ذلك، وتجنب الإثم فيه، وظنهم موافقة العصيان في طاعته في هذا الفعل. فلذلك احتجوا عليه في القعود ورووا له فيه الأخبار.

وقال منهم قائل (وهو سعد بن أبي وقاص): "لا أقاتل حتى تأتيَني بسيف له لسان يعرف المومن من الكافر ويقول: هذا مومن وهذا كافر! فأستَلّهُ". ولم يقل: إنك لست بإمام واجب الطاعة.

وقال له محمد بن مسلمة بعد مراجعته ومعارضته: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ إذا وقعت الفتـنة بين المسلمين أن أكسر سيفي وأتخذَ مكانه سيفا من خشب".[8]

نطوي هذه الصفحة المؤلمة إذ تكفينا العِبرةُ، وتكفينا آلامُ الحاضر الناتجةُ عن تلك الفتـنة الهوجاء. والقضاء والقدر لله والأمر كله إليه تعالى وتقدس.

 

www.yassine.net 

 


[1] سورة النور، الآية 55.

[2] أحكام القرآن ج 3 ص1380-1381.

[3] أحكام القرآن ج 4 ص1706.

[4] سورة هود، الآية 80.

[5] المقدمة ص380.

[6] نصوص الفكر السياسي الإسلامي ص93-94.

[7] نصوص الفكر السياسي الإسلامي ص96.

[8] نصوص الفكر السياسي الإسلامي ص112-113.

3 - ديسمبر - 2005
الانكسار التاريخي
ولك يا سيدي جلال الدين اعظم الشكر أجزله,آمين يارب العالمين.    كن أول من يقيّم

                                                           بسم الله الرحمن الرحيم  

 

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد , الفاتح الفتاح لمن شاء كيف شاء.المعطي لمن يشاء بغير حساب .احمده حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .

 

واصلي على المبعوث رحمة وضياء للعالمين صلاة وسلاما لا عد لهما ولا حصر, يارب صلي عليه وسلم وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه .

     

أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, على بركة الله نتابع سيرة الرجل المعجزة مولانا سعيد بديع الزمان النورسي رضي الله عنه وأرضاه.

مع القرآن الكريم:

في عام 1894 تناهى إلى سمعه أن وزير المستعمرات البريطاني (غلادستون) وقف في مجلس العموم البريطاني، وهو يحمل المصحف الشريف بيده، ويهزه في وجوه النواب الإنكليز، ويقول لهم بأعلى صوته: (ما دام هذا الكتاب موجوداً، فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان. لذا، لا بد لنا من أن نعمل على إزالته من الوجود، أو نقطع صلة المسلمين به). فصرخ العالم الشاب سعيد النورسي من أعماقه: "لأبرهنن للعالم أجمع، بأن القرآن العظيم شمس معنوية لا يخبو سناها، ولا يمكن إطفاء نورها".

 

رؤيا صادقة:

ورأى النورسي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلم، وسأله أن يدعو الله له: أن يفهمه القرآن، ويرزقه العمل به، فبشره الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بذلك، قائلاً له: سيوهب لك علم القرآن، شريطة ألا تسأل أحداً شيئاً.

 

وأفاق النورسي من نومه، وكأنما حيزت له الدنيا بل أين هو من الدنيا، وأين الدنيا منه.. أفاق وكأنما حيز له علم القرآن وفهمه، فقد آلى على نفسه ألا يسأل أحد شيئاً، استجابة لشرط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد وهبه الله ما تمنى، وصار القرآن أستاذه، ومرشده وهاديه في الدياجير التي اكتتفت تركيا الكمالية.

 

بديع الزمان في مهب الأعاصير:

نستطيع تمييز مرحلتين في حياة الإمام سعيد النورسي:

الأولى: مرحلة سعيد القديم، وتبدأ من مولده حتى نفيه إلى بلدة (بارلا) عام 1926، وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد الذاتي لنفسه، ومرحلة العمل الفردي، وخوض المعارك السياسية، مدافعاً عن الخلافة، وعن القرآن والإسلام، مهاجماً أعداء الإسلام وأعداء الخلافة والقرآن.

 

وفي هذه المرحلة:

وفي هذه المرحلة سافر إلى إستانبول عام 1896 ليقدم مشروعاً لإنشاء جامعة إسلامية حديثة في شرقي الأناضول بلاد الأكراد وأطلق عليها اسم (مدرسة الزهراء) لتكون على منوال (الأزهر) في مصر، غير أنها تختلف عن الأزهر بتدريس العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية والعربية، وذلك من أجل النهوض بالأكراد المسلمين المهملين الذين يفتك بهم الجهل والفقر والتخلف، ولكن النورسي لم يلق قبولاً من السلطان عبدالحميد ومن وزير داخليته.

 

وفي عام 1907 سافر مرة أخرى إلى إستانبول، للغرض ذاته، وقابل السلطان عبدالحميد، وانتقد الاستبداد ونظام الأمن واستخبارات القصر (يلدز) فأثار عليه حاشية السلطان، وأحالوه إلى محكمة عسكرية.

 

وكان النورسي في منتهي الشجاعة في التعبير عن رأيه أمام القضاة العسكريين، الأمر الذي جعل رئيس المحكمة يحيله إلى الأطباء النفسانيين، للتأكد من سلامة قواه العقلية، وكانت لجنة الأطباء المؤلفة من طبيب تركي، وآخر أرمني، وثالث رومي ومن طبيبين يهوديين (!!!) قررت وضعه في مستشفى (طوب طاش) للمجانين) (!!!).

 

وعندما حضر طبيب نفساني إلى المستشفى، لفحص قواه العقلية، بادره النورسي بحديث رائع عميق يأخذ بالألباب، فما كان من الطبيب إلا أن يكتب في تقريره: لو كانت هناك ذرة واحدة من الجنون عند بديع الزمان، لما وجد عاقل واحد على وجه الأرض.

يتبع:يتبع

5 - ديسمبر - 2005
سيرة الأستاذ الكبير سعيد بديع الزمان النورسي رضي الله عنه
زدنا زادك الله أخي منصور مهران    كن أول من يقيّم

بارك الله  فيك كلام جميل .

5 - ديسمبر - 2005
مفردة "المنهاج" ومفردة"الشرعة"
الله الله بذكر الصالحين تتنزل الرحمات    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين .

إن الله وملائكته يصلون على النبي، يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما

الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا حبيب الله، الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا نبي الله ، الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله ، ألف صلاة وألف سلام عليك وعلى آلك وأصحابك يا خير خلق الله أجمعين .

اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وخوانه وحزبه.

أما بعد:ما عساني ان اقول انا القزم امام جبل شامخ هو مةلانا الشيخ ماء العينين رضي الله عنه وارضاه.استغفر الله استغفر الله .

6 - ديسمبر - 2005
الشيخ ماء العينين بين السطور
مع الصفحات الأخيرة من حياة الرجل المعجزة .    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثرا طيبا مباركا .

والصلاة دائما وأبدا على المصطفى العدنان وعلى آله وصحبه واخوانه وحزبه .

أما بعد:ها قد وصلنا الى نهاية رحلة رجل مبارك وسنرى فيها كيف  فارق ها الرجل هه الحياة وهو من هو علما وزهدا وورعا وصدقا .

السلام عليك يا سيدي بديع الزمان النورسي وعلى روحك الطيبة الطاهرة وألحقنا المولى الكريم بك ونحن على طريقك ودربك .آمين

مع وزير الداخلية:
ثم أحيل النورسي إلى وزارة الداخلية، وكان الحوار التالي بينه وبين وزير الداخلية الذي حسب أن النورسي كسائر من عرف يمكن شراؤه بثمن بخس، فلطالما اشترى الوزراء علماء بدارهم معدودة، فكان الوزراء والعلماء والسائرون في ركابهم، كارثة على الشعوب والمبادئ والقيم.

- قال له الوزير في فرح وطمأنينة: إن السلطان يخصك بالسلام مع مرتب بمبلغ ألف قرش، وعندما تعود إلى بلدك سيجعل مرتبك ثلاثين ليرة كما أرسل لك ثمانين ليرة هدية سلطانية.

- قال بديع الزمان هي شموخ: لم أكن أبداً متسول مرتب، ولن أقبله ولو كان ألف ليرة لأنني لم آت لغرض شخصي، وإنما لمصلحة البلد، فما تعرضونه علي ليس سوى رشوة السكوت.

- قال الوزير مهدداً: إنك بهذا ترد الإرادة السلطانية، والإدارة السلطانية لا ترد.

- أجابه بديع الزمان بتحد: إنني أردها، لكي يستاء السلطان ويستدعيني عند ذلك أستطع أن أقول له قولة الحق.

- قال الوزير متوعداً: إن العاقبة ستكون غير سارة.

- قال بديع الزمان في استهانة: تعددت الأسباب والموت واحد، فإن أعدم فسوف أرقد في قلب الأمة، علماً بأنني عندما جئت إلى إستانبول كنت واضعاً روحي على كفي اعملوا ما شئتم، فإني أعني ما أقول: إنني أريد أن أوقظ أبناء الأمة، ولا أقوم بهذا العمل إلا لأنني فرد من هذا البلد، لا لأقتطف من ورائه مرتباً، لأن خدمة رجل مثلي للدولة لا تكون إلا بإسداء النصائح، وهذه لا تتم إلا بحسن تأثيرها، وهذا لا يتم إلا بترك المصالح الشخصية فإنني معذور إذن عندما أرفض المرتب.

- ذعر الوزير من كلام الشيخ، ومن صرامة موقفه، فقال له لين: إن ما ترمي إليه من نشر المعارف في بلدك هو موضع دراسة في مجلس الوزراء حالياً.

- بديع الزمان: إذن فلم يتأخر نشر المعارف، ويستعجل في أمر المرتب? لماذا تؤثرون منفعتي الشخصية على المنفعة العامة?

مع قره صو:
ثم ذهب إلى (سلانيك) مقر يهود الدونمة ومشتقاتهم من جمعية (الاتحاد والترقي) و (الماسونية) وسواهما، والتقى عدداً من شخصيات (الاتحاد والترقي) الذين كانوا يطمعون في كسب النورسي العبقري إلى صفهم، وكان ممن التقاهم: (عما نوئيل قره صو) رئيس المحفل الماسوني، وعضو مجلس المبعوثان (أي النواب) العثماني، وكان قره صو يطمع في النورسي، ولكن المقابلة بينهما لم تطل، لأن قره صو فر هارباً من اللقاء، وهو يقول: كاد هذا الرجل العجيب النورسي يدخلني في الإسلام، بحديثه. و (قره صو) هذا هو أول صهيوني ماسوني عمل على خلع السلطان عبدالحميد وإلغاء الخلافة.

شموخ الإيمان:
وفي هذه المرحلة اتهم فيمن اتهم بحادثة 31 مارت (13/4/1909) وسيق إلى المحاكمة، ورأى في الساحة خمسة عشر رجلاً معلقين على أعواد المشانق، ظناً من القضاة أن هذا المنظر سوف يرهبه، قال له الحاكم العسكري خور شيد باشا: وأنت أيضاً تدعو إلى تطبيق الشريعة? إن من يطالب بها يشنق هكذا (مشيراً بيده إلى المشنوقين).

فقام بديع الزمان سعيد النورسي وألقى على سمع المحكمة كلاماً رائعاً نقتطف منه ما يأتي: لو أن لي ألف روح لما ترددت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام، فقد قلت: إنني طالب علم، لذا فأنا أزن كل شيء بميزان الشريعة، إنني لا أعترف إلا بملة الإسلام، إنني أقول لكم وأنا واقف أمام البرزخ الذي تسمونه (السجن) في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة، لا لتسمعوا أنتم وحدكم بل ليتناقله العالم كله: ألا لقد حان للسرائر أن تنكشف، وتبدو من أعماق القلب، فمن كان غير محرم فلا ينظر إليها.. إنني متهيء بشوق لقدومي للآخرة، وأنا مستعد للذهاب مع هؤلاء الذي علقوا في المشانق.. تصوروا ذلك البدوي الذي سمع عن غرائب استانبول ومحاسنها فاشتاق إليها، إني مثله تماماً في شوقي إلى الآخرة والقدوم إليها، إن نفيكم إياي إلى هناك لا يعتبر عقوبة، إن كنتم تستطيعون فعاقبوني المعاقبة الوجدانية، لقد كانت هذه الحكومة تخاصم العقل أيام الاستبداد والآن فإنها تعادي الحياة، وإذا كانت هذه الحكومة هكذا: فليعش الجنون، وليعش الموت، وللظالمين فلتعش جهنم.

وفي جلسة واحدة فقط صدر حكم ببراءة بديع الزمان سعيد النورسي من تلك المحكمة الرهيبة التي شنقت العشرات.

المجاهد:
أسس (الاتحاد المحمدي) في سنة 1909 رداً على دعاة القومية الطورانية، والوطنية الضيقة، كجمعية الاتحاد والترقي، وجمعية تركيا الفتاة.

انضم إلى (تشكيلات خاصة) وهي مؤسسة سياسية عسكرية أمنية سرية، شكلت بأمر السلطان محمد رشاد قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، من أجل المحافظة على أراضي الدولة العثمانية، ومحاربة أعدائها، وكان قد انضم إلى هذه المؤسسة كثير من المفكرين والكتاب، وكان النورسي من أنشط أعضاء قسم (الاتحاد الإسلامي) فيها، وأصدر مع عدد من العلماء (فتوى الجهاد) التي تهيب بالمسلمين أن يهبوا للدفاع عن الخلافة.

وفي هذه المرحلة سافر إلى مدينة (وان) عام 1910 وبدأ يلقي دروسه ومحاضراته، متجولاً بين القبائل والعشائر الكردية، يعلمهم أمور دينهم، ويرشدهم إلى الحق.
وفي سنة 1911 سافر إلى دمشق، وألقى في المسجد الأموي خطبته الشهيرة باسم الخطبة الشامية التي وصف فيها أمراض الأمة الإسلامية، ووسائل علاجها.

وفي سنة 1912 عين بديع الزمان قائداً لقوات الفدائيين الذين جاؤوا من شرقي الأناضول، من الأكراد خاصة.

في الأسر:
وفي سنة 1916 تمكنت القوات الروسية من الدخول إلى مدينة (أرضروم) التركية، وقد تصدى النورسي وتلاميذه المتطوعون للقوات الروسية، وخاضوا عدة معارك ضدها، ثم جرح النورسي جرحاً بليغاً، ونزف نزفاً شديداً كاد يودي بحياته، الأمر الذي اضطر أحد تلاميذه إلى إعلام القوات الروسية بذلك، فاقتادوه أسيراً، وبقي في الأسر في (قوصطرما) سنتين و أربعة أشهر، ثم تمكن من الهرب من معسكرات الاعتقال، إثر الثورة البلشفية في روسيا.

عزة المؤمن:
وذات يوم قدم هناك إلى المحكمة الحربية بتهمة إهانة القيصر والجيش الروسي. أما قصة ذلك فهي كما يأتي: كان خال القيصر القائد العام للجبهة الروسية (نيكولا نيكولافيج) يزور معسكر الأسرى فقام جميع الأسرى لأداء التحية ما عدا (سعيد النورسي)، لا حظ القائد العام ذلك، فرجع ومر ثانية أمامه، فلم يقم له كذلك، وفي المرة الثالثة وقف أمامه وجرت المحاورة الظريفة الآتية بينهما بوساطة مترجم للقائد:

-  الظاهر أنك لم تعرفني?

-  بلى... لقد عرفتك، إنك نيكولا نيكولافيج، خال القيصر، والقائد العام في جبهة القفقاس.

-  إذن فلم تستهين بي?

-  كلا، إنني لم أستهن بأحد، وإنما فعلت ما تأمرني به عقيدتي.

-  وماذا تأمرك عقيدتك?

- إنني عالم مسلم، أحمل في قلبي إيماناً، والذي يحمل في قلبه إيماناً هو أفضل من الذي لا إيمان له، ولو أنني قمت لك لكنت إذن قليل الاحترام لعقيدتي ومقدساتي، لذلك فإنني لم أقم لك.

- إذن فإنك بإطلاقك علي صفة عدم الإيمان، تكون قد أهنتني وأهنت جيشي وأمتي والقيصر كذلك، فيجب تشكيل محكمة عسكرية للنظر في هذا الأمر.

أمام المحكمة:
تشكلت المحكمة العسكرية، وقدم إليها سعيد النورسي بتهمة إهانة القيصر والأمة الروسية والجيش الروسي.

ويسود حزن في معسكر الأسرى ويلتف حوله الضباط الأسرى من الأتراك والألمان والنمساويين ملحين عليه القيام بالاعتذار للقائد الروسي وطلب العفو منه، إلا أنه رفض ذلك بإصرار، قائلاً لهم: "إنني أرغب في الرحيل إلى الآخرة، والمثول بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لذلك فإنني بحاجة فقط إلى جواز سفر للآخرة، وأنا لا أستطيع أن أعمل بما يخالف إيماني.

وتصدر المحكمة قرارها بالإعدام، وفي يوم التنفيذ تحضر ثلة من الجنود على رأسها ضابط روسي لأخذه إلى ساحة الإعدام، ويقوم سعيد النورسي من مكانه بابتهاج قائلاً للضابط الروسي: أرجو أن تسمح لي قليلاً لأؤدي واجبي الأخير. ثم يقوم ويتوضأ ويصلي ركعتين.

وهنا يأتي القائد العام ليقول له بعد فراغه من الصلاة: أرجو منك المعذرة، كنت أظنك قد قمت بعملك قاصداً إهانتي، ولكنني واثق الآن أنك كنت تنفذ ما تأمرك به عقيدتك وإيمانك، لذا فقد أبطلت قرار المحكمة، وإنني أهنئك على صلابتك في عقيدتك، وأرجو المعذرة منك مرة أخرى.

في استانبول:
في 13/8/1918 عين عضواً في (دار الحكمة الإسلامية) التي كانت تضم كبار العلماء والشعراء والشخصيات. قررت الحكومة له مرتباً، ولكنه ما كان يأخذ منه إلا ما يقيم أوده، والباقي ينفقه على طباعة رسائله العلمية التي كان يوزعها مجاناً.

وبعد أن احتل الحلفاء (الإنكليز والفرنسيون) العاصمة استانبول، ألف النورسي كتابه (الخطوات الست) وحكم عليه الحاكم العسكري الإنكليزي بالإعدام على هذا الكتاب، وعلى نشاطه المعادي للقوات المحتلة، وأراد محبوه إنقاذه، فدعوه إلى (أنقرة) فأجابهم: أنا أريد أن أجاهد في أخطر الأمكنة، وليس من وراء الخنادق، وأنا أرى أن مكاني هذا أخطر من الأناضول.

في أنقرة:
دعي إلى أنقرة سنة، 1922 واستقبل في المحطة استقالاً حافلاً، ولكنه لاحظ أن أكثر النواب لا يصلون، كما أن مصطفى كمال يسلك سلوكاً معادياً للإسلام، فقرر أن يطبع بياناً تضمن عشر مواد، وجهه إلى النواب، واستهله بقوله: "يا أيها المبعوثون... إنكم لمبعوثون ليوم عظيم".

وكان من أثر هذا البيان الذي ألقي على النواب، أن ستين نائباً قاموا لأداء فريضة الصلاة، والتزموا بالدين، الأمر الذي أغضب مصطفى كمال فاستدعى النورسي وقال له: "لا شك أننا في حاجة ماسة إلى أستاذ قدير مثلك، ولهذا دعوناك إلى هنا للاستفادة من آرائك السديدة، ولكن أول عمل قمت به هو الحديث عن الصلاة لقد كان أول جهودك هنا هو بث الفرقة بين أهل المجلس.

فأجابه بديع الزمان، مشيراً إليه بإصبعه في حدة: "باشا.. باشا إن أعظم حقيقة تتجلى بعد الإيمان هي الصلاة، وإن الذي لا يصلي خائن، وحكم الخائن مردود".

عندها فكر مصطفى كمال بإبعاده عن العاصمة، فعينه واعظاً عاماً للولايات الشرقية، وبمرتب مغر، ولكن النورسي رفض الوظيفة والراتب، لأنه عالم رباني، وأنى للعالم الرباني أن تغريه المناصب والأموال!

- كتب النورسي ونشر في هذه المرحلة عدة كتب ورسائل منها: إشارات الإعجاز والسنوحات والطلوعات ولمعات - وشعاعات من معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسواها باللغة العربية.

المرحلة الثانية من حياته:
في عام 1923 غادر النورسي مدينة أنقرة إلى مدينة "وان" حيث انقطع للعبادة في إحدى الخرائب المهجورة على جبل "أرك" ولم يدر شيئاً عن الأعاصير التي تنتظره.

وجاء من يدعوه إلى تأييد ثورة الشيخ سعيد بيران ضد الحكومة الكمالية العلمانية المعادية للإسلام، فأبى تأييدها، لأنها تؤدي إلى اقتتال المسلمين فيما بينهم، وإراقة دمائهم، وهذا لا يجوز شرعاً، ولكن هذا الموقف السلبي من ثورة الشيخ سعيد، وذلك الانقطاع للعبادة، لم ينجياه من غضب حكومة أنقرة العلمانية كدأب الحكومات العلمانية مع الحركات الإسلامية ورجالها فقد أمرت بالقبض عليه، ونقله إلى إستانبول، ومن ثم إلى مدينة "بوردور" ثم إلى "بارلا" في جو بادر من شتاء عام 1926 القارس، فقد كان الجو بارداً، ومياه البحيرة متجمدة وأحد جذافي القارب الذي يحمله إلى منفاه في المقدمة يكسر الثلوج بعصاً طويلة في يده، ليفتح بذلك طريقاً للقارب الشرعي.

وفي (بارلا) بدأت المرحلة الثانية من حياة بديع الزمان، وهي المسماة مرحلة (سعيد الجديد) وقد كانت حافلة بالاتهامات والملاحقات والمطاردات والسجون والمعتقلات والمحاكمات والمنافي، مما لم يمر في حياة إنسان وهو صابر محتسب، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، شعاره في ذلك: "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة التي أنجبت هؤلاء السياسيين العلمانيين الظالمين الذين ليس لهم إلاً ولا ذمة.

وفي هذه البلدة (بارلا) صنع له أحد النجارين غرفة خشيبة صغيرة غير مسقوفة، وضعت بين أغصان شجرة الدلب العالية حيث كان النورسي يقضي فيها أغلب أوقاته في فصلي الربيع والصيف، متعبداً لله، متأملاً متفكراً، وعاكفاً على تأليف رسائل النور طوال الليل، والناس يسمعون همهمات العالم العابد المتهجد، ولا يستطيعون الاختلاط به ومحادثته، والإفادة من علمه، لأن هذا محظور عليهم وسوف يكلفهم كثيراً.

أمضى النورسي في (بارلا) ثماني سنوات ونصف السنة، ألف فيها أكثر رسائل النور، وهو يعاني من عدة أمراض، ولا يشتهي الطعام، بل كان يكتفي من الطعام بكسيرات من الخبز مع قليل من الحساء "الشوربة"، ولا يقبل هدية ولا تبرعاً ولا زكاة من أحد.. كان - كما قال عن نفسه - يعيش على البركة والاقتصاد، لأن الاقتصاد والقناعة يعنيان الانسجام التام مع الحكمة الإلهية، والتوافق الكامل معها، وإن من لا يقتصد مدعو للسقوط في مهاوي الذلة ومعرض للاستجداء والهوان، كما أن الاقتصاد سبب حازم لإنزال البركة، وأساس متين للتعايش الأفضل، ولقد كفاني هذه الشهور الستة الماضية ستة وثلاثون رغيفاً قد خبزو في كيلة من الحنطة، وما زال الخبز باقياً، ولا أعرف متى ينفد.. كان يتناول وجبتين في اليوم، يأكل فيهما ما يقوم بأوده، ويحفظ نفسه من الهلاك.

وفي هذه المرحلة كان يؤلف ويكتب باللغة التركية المكتوبة بالحروف العربية، ويأمر تلاميذه بالكتابة بالحروف العربية، حفاظاً عليها من النسيان، فقد كان أتاتورك ألغى الكتابة بالحروف العربية واستبدل بها الحروف اللاتينية، وكانت هذه الجريمة من أكبر جرائم أتاتورك الذي جيء به لينفذ تعاليم سادته من اليهود والصليبيين.

وقد أسهمت النساء المسلمات العفيفات الصالحات المجاهدات بنسخ الرسائل الكتب التي كان يمليها بديع الزمان على بعض تلاميذه في غفلة من الرقباء لأنه كان منفياً وموضوعاً تحت الرقابة، ثم يقوم هؤلاء بتهريبها إلى النساء، ليسهرن في نسخها، ويقضين الليالي في ذلك، حتى إذا أنجزنها، سارت بها ركبان طلبة النور في طول البلاد التركية وعرضها، حتى عمت سائر المدن والقرى التركية.

ورسائل النور هذه تدعو إلى إنقاذ الإيمان، وعودة الإسلام إلى الحياة، وعودة المسلمين إلى دينهم، وقرآنهم، وتحكيم شرع الله في سائر أمورهم وأحوالهم.. تصدى بها للعلمانيين والقوميين والسياسة الميكيافيلية القائمة على التزلف والنفاق والمصالح الشخصية، السياسة التي نحت الدين جانباً، وولى أصحابها وجوههم نحو أوروبا، والسير في ركابها؛ ولهذا رأيناه في هذه المرحلة، يقف بكل قوة في وجه التيارات الإلحادية الشاملة، برغم ضراوة الهجمة وشراستها، وبرغم ما تعرض له من نفي وسجن واعتقال واضطهاد، وتضييق.

وهذا يعني أن شعاره في هذه المرحلة: (أعوذ بالله من الشيطان والسياسة) لا يعني أنه تخلى عن السياسة فعلاً، بل أراد به حماية تلاميذه من شرور الأشرار من السياسيين العلمانيين السائرين في ركاب الصهيونية والماسونية وبناتها الفاجرات، ومع ذلك، لم ينج هو ولا تلاميذه من الملاحقة والمحاكمات والسجون التي أطلق عليها النورسي وتلاميذه اسم: المدرسة اليوسفية أسوة بسيدنا يوسف - عليه السلام -.

وقد جاء في قرار اللجنة المدققة لرسائل النور في مدينة (دنيزلي): "ليس لبديع الزمان فعالية سياسية، كما لا يوجد أي دليل على أنه يؤسس طريقة صوفية، أو قائم بإنشاء أي جمعية، وإن موضوعات كتبه تدور كلها حول المسائل العلمية والإيمانية وهي تفسير القرآن الكريم، وصدق الله العظيم (وجعلنا من بين أيديهم سداً، ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون) (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

عندما أطلق سراحه في الخمسين، كان في السابعة والسبعين من العمر، وكان يقول لزائريه أو الذين يرغبون في زيارته: كل رسالة من رسائل النور تطالعونها، تستفيدون منها فوائد أفضل من مقابلتي ومواجهتي بعشرة أضعاف.

وكان قد طلب أكثر من مرة من تلاميذه طلبة النور، ألا يربطوا الرسائل بشخصه الضعيف، فيحطوا من قيمتها، لأن للإنسان أخطاء وعيوباً قد سترها الله عليه.. كما كان يدعو تلاميذه إلى عدم التعلق به، لا في حياته، ولا بعد مماته، فذلك له أضرار جسيمة على الدعوة.. أمرهم أن يتعلقوا بالأفكار الواردة في رسائل النور، وهي أفكار إسلامية صريحة نقية صافية.
وكان النورسي (الذي يحب معالي الأمور، ويسمو بنفسه وروحه وعقله عن السفاسف والترهات) يحب أعالي الجبال، وأعالي الأشجار الباسقة الشاهقة، وكان يفضل الصلاة على الصخور المرتفعة، وكان يقول لتلاميذه: " لو كان في ّ قوة شبابكم هذا لما نزلت من هذه الجبال ".

لقد كان النورسي أمة في رجل، وربى تلاميذه بالقدوة، وحياته كانت أكبر كرامة.. إنه رجل عصر المصائب والبلايا والمهالك - كما قال عن نفسه- وهو عصرنا، وقد هيأ الأدوية الناجعة للجروح الإنسانية الأبدية، وقدمها إليها خلال رسائله وكتبه التي هي من نور القرآن العظيم، تدعو إلى تطهير النفس، وصقل الروح، وغرس الإيمان والإخلاص في النفوس.

وفاته:
توفي بديع الزمان النورسي في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1379هـ الموافق للثالث والعشرين من شهر آذار 1960م تاركاً موسوعة علمية، أدبية، إيمانية ضخمة تسد حاجة هذا العصر، وتخاطب مدارك أبنائه، وتدحض أباطيل الفلاسفة الماديين، وتزيل شبهاتهم من أسسها، وتثبت حقائق الإيمان وأركانه بدلائل قاطعة، وبراهين ناصعة، جمعت في ثمانية مجلدات ضخام، هي: الكلمات المكتوبات اللمعات الشعاعات إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز المثنوي العربي النوري الملاحق صيقل الإسلام، وقد ترجمت إلى اللغات العربية والإنكليزية، والألمانية، والأردية، والفارسية، والكردية، والفرنسية، والروسية وغيرها، ودفن في مدينة (أورفه).

وبعد الانقلاب العسكري في تركيا في 27/5/1960 قام الانقلابيون العسكر بنقل رفات الإمام النورسي إلى جهة غير معلومة.

وقد وصف شقيقه الشيخ عبد المجيد النورسي نقل رفات أخيه بديع الزمان في مذكراته، بعد خمسة أشهر من وفاته، فقد قالوا له: سنقوم بنقل رفات أخيك الشيخ سعيد النورسي من أورفه.. وقاموا بهدم قبر بديع الزمان، وقلت في نفسي: (لابد أن عظام أخي الحبيب قد أصبحت رماداً، ولكن ما إن لمست الكفن، حتى خيل إلي أنه قد توفي بالأمس، كان الكفن سليماً، ولكنه كان مصفراً بعض الشيء من جهة الرأس كانت هناك بقعة واحدة على شكل قطرة ماء).

وهكذا نقله العسكر بطائرة مروحية إلى جهة مجهولة، وكأن الله العلي القدير قد استجاب لرغبة الإمام بديع الزمان، بأن يكون قبره مجهولاً.

ضاق الأوباش بالإمام حياً، فاضطهدوه، وضاقوا به ميتاً فدفنوه في مكان لا يعرفه أحد.. وكذلك يفعلون ولكن هذا لا يضير الإمام، فهو من الصالحين ومع الصالحين، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون) وها هم أولاء تلاميذ النورسي يملؤون تركيا، ويعملون من أجل الإسلام ودحض الكفر والشرك والعمالة والظلم، مهما غلا الثمن لأن سلعة الله أغلى.
المصادر: :
http://islamselect.com/conts/new1/12_1425/1_10/6152.htm
موقع الأستاذ عبد السلام ياسين
http://yassine.net/Default.aspx?article=alminhaj_part3_13

9 - ديسمبر - 2005
سيرة الأستاذ الكبير سعيد بديع الزمان النورسي رضي الله عنه
احسنت اختي "sabiha"    كن أول من يقيّم

احسنت اختي صبيحة بارك الله فيك. لي مداخلة لكن ليس الآن .

12 - ديسمبر - 2005
الإسلام إلى أين ?! رأيك هنا يضع بصمة خالدة ربما في تاريخنا كله
هذا هو الامام الشهيد مولانا حسن البنا رضوان الله عليه .آمين    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه واخوانه وحزبه.

أما بعد : هذا هو الامام الشهيد مولانا حسن البنا رضوان الله عليه :

 

لقد كان- رحمه الله- غير حريص على تصدر الجلسات، أو تقدم الصفوف، إلا في مواطن البذل والعطاء!! بهذا الخلق نصل إلى قلوب الناس، ونحتل منها مكانًا عليًّا، وبهذا الخلق نستنطق ألسنتهم بالصدق، ونلزمهم كلمة التقوى

كان في قمة التواضع!!

 

لا يكفي أن نقول في حق الرجل إنه كان متواضعًا، فهذا قليل في حقه، وأقل ما يفي ببيان الصورة الحقيقية لتواضعه، فمن الإنصاف والعدل أن نذكر أنه- رحمه الله- كان يتربَّع على قمة سلم التواضع، ولقد ضرب الأمثلة الرائعة في هذا الميدان.

 

يُجمِع عارفوه على أنه: كان بسيطًا كل البساطة، ينام في الأكواخ- في رحلاته وجولاته- ويجلس على المصاطب، ويأكل ما يقدَّم إليه، وهذه لوحة رائعة يرسمها للإمام مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني- رحمه الله- قائلاً: ".. أذكر أني لقيته ذات مرة في وليمة، دعا إليها السيد عبد الرحمن عزام (الأمين السابق للجامعة العربية) المرحوم محمد علي جناح (الرئيس الأول لدولة باكستان)، وكنت والمرحوم الشهيد حسن البنا في أوائل من وصلوا إلى بيت صاحب الدعوة، وشرع المدعوون يَفِدُون الواحد تلو الآخر، وقد استرعى نظري أن الشهيد الشيخ حسن البنا كان يتنحَّى عن مقعده إلى القادم بعده، ثم إلى غيره من القادمين، إلى أن أصبح يحتل آخر مقعد عند الباب.

 

ولما اكتمل عدد المدعوين دعا صاحب البيت الضيوف إلى دخول غرفة المائدة، وكان الشهيد المرحوم أقربهم جميعًا إلى مدخلها، فدعاه للدخول، ولكنه ظلَّ يتأخر، ويقدِّم سواه حتى كان آخر الداخلين؛ مما دلني على ما كان عليه- رحمه الله- من تواضع وخلق كريم؛ لذلك فقد كان فقده خسارةً فادحةً.. هيهات أن نجد عليها عزاء وعوضًا.."!! ثم استشهد بهذا البيت القائل:

هيهات أن يأتيَ الزمان بمثله               إن الزمان بمثله لبخيل

 

لقد كان- رحمه الله- غير حريص على تصدر الجلسات، أو تقدم الصفوف، إلا في مواطن البذل والعطاء!! بهذا الخلق نصل إلى قلوب الناس، ونحتل منها مكانًا عليًّا، وبهذا الخلق نستنطق ألسنتهم بالصدق، ونلزمهم كلمة التقوى.

 

فللذين يستهويهم تصدر المجالس، ولا يحلو لهم إلا الصفوف الأمامية، والمقاعد المتوسطة، المُحاطة بالهالات، المكشوفة لـ(فلاش) الكاميرات، الذين يحبون أن يقوم لهم الناس ترحيبًا، وتهليلاً.. نقول: إن التواضع رفعةُ شأن، وعلوُّ مكانة، يعكس نبل الأخلاق، وجودة المعدن، وأصالة المنبت.

 

إن القيام بأمر الدعوة لا يزيد الصادقين المخلصين إلا تواضعًا، والممتلئين المهتمين المغتمين بأمرها إلا انحناءةَ السنبلة حين يثقلها الخير.

المصدر:
الكــاتب:د/ عبد الله فرج الله .عن موقع :www.ala7rar.net

14 - ديسمبر - 2005
رجلٌ غيّر مجرى التاريخ !!!
لقد كان في قصصهم عبرة.    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه واخوانه وحزبه .

يرحم الله الامام ويرحمك من كا تب ..ما احوج الدعاه اليوم الى هذا النمط التربوي قصص متحركه لهؤلاء انقراءة اوسماع مثل هذه السير تولد في النفس الشجن وتعطي شحنات ذات قوى محركه ما اعظم المنهج العوي المتحرك والقدوه التي تفوق الخطاب المجرد وهكذا كان الداعيه الاول الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث كان خلقه القران فكان اعظم البشر حتى وصفه مخالفوه اليوم بانه اول العظماء قول وعمل والنا س تؤمن بلسان الحال لابلسان المقال وهكذا كان البنا خير تلميذ لاعظم معلم ..معاشر العاه وانتم يا ابناء الصحوه لاينقصكم فقه اوعدد لستم بالقله بل قد تجاوزتم النصاب تنقصكم قدوه وتمثل لما تقولون والله لوتمثلنا بمعشار مانقول وكنا دعوه وقران متحرك لتبعتنا امم الارض واعطتنا زمام الرياده وخنس الباطل وانكفا يرحم الله البناء لم يسهب في التنظير لكنه كانقدوه .اسلام متحرك فاحبه اتباعه كأعظم ما يكون الحب واحترمه باجلال كل من عرفه من مخالفيه لو وجد اليوم في كل قطر اسلامي خمسه بنا ء قدوه وحرقه وحركه واخلاص وتجرد كيف سيكون حالنا .والله اكبر ولله الحمد.

المصدر:  

كتبه الاستاذ مهدي الهجر  ونشر على موقع :

www.ala7rar.net بتاريخ 06/05/2005

اخوكم عمر أشهب يسألكم الدعاء له ولوالديه .

06/05/2005

15 - ديسمبر - 2005
رجلٌ غيّر مجرى التاريخ !!!
الخليفة النبوي المجدد    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وإخوانه وحزبه.

 

أما بعد: هذا وبالله التوفيق فقد ارتأيت أن اكتب هذه الرسالة لاضاح بعض الأمور وقد كان سبب كتابة هذه الرسالة سؤال طرحه علي احد الإخوة المقمين بالخارج.

ثانيا لان هناك ما يدعو إلى كتابتها ? أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الله تعالى خلق الخلق وبعث الرسل وانزل الكتب وختمها بالكتاب الخالد القران الكريم هو كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وختم أيضا الرسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهو خاتم الرسل وإمام المرسلين وسيدهم.

 

وجعل الله تعالى لهؤلاء الرسل وراث يرثون الأمانة ليبلغوها إلى الناس فجعل سبحانه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خلفاء.

 يتبع .......

 

 

17 - ديسمبر - 2005
رجلٌ غيّر مجرى التاريخ !!!
 1  2  3  4