البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات cosmos software

 1  2  3  4 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
متحف مصحف عثمان المتحرك آليا في مراكش عام 553هـ    كن أول من يقيّم

لابن الرشيد صاحب الرحلة الشهيرة رسالة في تاريخ مصحف عثمان الذي كان في قرطبة ثم آل إلى مراكش أيام الأمير عبد المؤمن. فصنع له المتحف المتحرك آليا ببرنامج هندسي، لا أريد هنا التطويل في وصفه تاركا القراء مع هذا النص النادر، وهو بتمامه في (نفح الطيب) أوله (ص 198 ) : (وكان كما تقدم بقرطبة المصحف العثماني).

قال:

ثم إنّهم أدام الله سبحانه تأييدهم، ووصل سعودهم، لما أرادوا من المبالغة في تعظيم المصحف المذكور، واستخدام البواطن والظواهر فيما يجب له من التوقير والتعزير، شرعوا في انتخاب كسوته، وأخذوا في اختيار حليته، وتأنقوا في استعمال أحفظته، وبالغوا في استجادة أصونته، فحشروا له الصّنّاع المتقنين والمهرة المتفنّنين، ممن كان بحضرتهم العليّة، أو سائر بلادهم القريبة والقصية،فاجتمع لذلك حذّاق كل صناعة، ومهرة كل طائفة من المهندسين والصواغين والنظّامين والحلائين والنقاشين والمرصّعين والنجارين والزواقين والرسامين والمجلدين وعرفاء البنائين، ولم يبق من يوصف ببراعة، أو ينسب إلى الحذق في صناعة، إلا أحضر للعمل فيه، والاشتغال بمعنى من معانيه، فاشتغل أهل الحيل الهندسية بعمل أمثلة مخترعة، وأشكال مبتدعة، وضمّنوها من غرائب الحركات، وخفيّ إمداد الأسباب للمسببات، ما بلغوا فيه منتهى طاقتهم، واستفرغوا فيه جهد قوتهم، والهمة العليّة أدام الله سموها تترقى فوق معارجهم، وتتخلّص كالشهاب الثاقب وراء موالجهم، وتنيف على ما ظنّوه الغاية القصوى من لطيف مدارجهم، فسلكوا من عمل هذه الأمثلة كل شعب، ورأبوا من منتشرها كل شعب، وأشرفوا عند تحقيقها وإبراز دقيقها على كل صعب، فكانت منهم وقفة كادت لها النفس تيأس عن مطلبها، والخواطر تكرّ راجعةً عن خفيّ مذهبها، حتى أطلع الله خليفته في خلقه، وأمينه المرتضى لإقامة حقّه، على وجه انقادت فيه تلك الحركات بعد اعتياصها، وتخلّصت أشكالها عن الاعتراض على أحسن وجوه خلاصها، ألقوا ذلك - أيدّهم الله بنصره، وأمدهم بمعونته ويسره - إلى المهندسين والصنّاع فقبلوه أحسن القبول، وتصوروه بأذهانهم فرأوه على مطابقة المأمول، فوقفهم حسن تنبيهه ممّا جهلوه على طور غريب من موجبات التعظيم، وعلموا أن الفضل لله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم - وسيأتي بعد هذا إشارة إلى تفصيل تلك الحركات المستغربة، والأشكال المونقة المعجبة، إن شاء الله تعالى - ؛ ممّا صنع للمصحف العظيم من الأصونة الغريبة، والأحفظة العجيبة، أنّه كسي كلّه بصوان واحد من الذهب والفضّة ذي صنائع غريبة من ظاهره وباطنه، لا يشبه بعضها بعضاً، قد أجري فيه من ألوان الزجاج الرومي ما لم يعهد له في العصر الأول مثال، ولا عمر قبله بشبهه خاطر ولا بال، وله مفاصل تجتمع إليها أجزاؤه وتلتئم، وتتناسق عندها عجائبه وتنتظم، قد أسلست للتحرّك أعطافها، وأحكم إنشاؤها على البغية وانعطافها، ونظم على صفحته وجوانبه من فاخر الياقوت ونفيس الدّرّ وعظيم الزمرد ما لم تزل الملوك السالفة والقرون الخالية تتنافس في أفراده، وتتوارثه على مرور الزمن وترداده، وتظنّ العز الأقعس، والملك الأنفس، في ادخاره وإعداده، وتسمي الواحد منها بعد الواحد بالاسم العلم لشذوذه في صنفه واتحاده، فانتظم عليه منها ما شاكله زهر الكواكب في تلألؤه واتقاده، وأشبهه الروض المزخرف غبّ سماء أقلعت عن إمداده، وأتى هذا الصّوان الموصوف رائق المنظر، آخذاً بمجامع القلب والبصر، مستولياً بصورته الغريبة على جميع الصّور، يدهش العقول بهاء، ويحير الألباب رواء، ويكاد يعشي الناظر تألّقاً وضياء، فحين تمّت خصاله، واستركبت أوصاله، وحان ارتباطه بالمصحف العظيم واتصاله، رأوا - أدام الله تأييدهم، وأعلى كلمتهم - مما رزقهم الله تعالى من ملاحظة الجهات، والإشراف على جميع الثنيات، أن يتلطف فيوجه يكون به هذا الصّوان المذكور طوراً متصلاً، وطوراً منفصلاً، ويتأتّى به للمصحف الشريف العظيم أن يبرز تارة للخصوص متبذّلاً، وتارة للعموم متجمّلاً، إذ معارج الناس في الاستبصار تختلف، وكلّ له مقام إليه ينتهي وعنده يقف، فعمل فيه على شاكلة هذا المقصد، وتلطف في تتميم هذا الغرض المعتمد، وكسي المصحف العزيز بصوان لطيف من السندس الأخضر، ذي حلية خفيفة تلازمه في المغيب والمحضر، ورتب ترتيباً يتأتى معه أن يكسى بالصّوان الأكبر، فيلتئم به التئاماً يغطي على العين من هذا الأثر، وكمل ذلك كلّه على أجمل الصفات وأحسنها، وأبدع المذاهب وأتقنها، وصنع له محمل غريب الصنعة، بديع الشكل والصيغة، ذو مفاصل ينبو عن دقتها الإدراك، ويشتد بها الارتباط بين المفصلين ويصح الاشتراك، مغشىًّ كلّه بضروب من الترصيع، وفنون من النقش البديع، في قطع من الآبنوس والخشب الرفيع، لم تعمل قطّ في زمان من الأزمان، ولا انتهت قطّ إلى أيسره نوافذ الأذهان، مدار بصنعة قد أجريت في صفائح الذهب، وامتدت امتداد ذوائب الشّهب، وصنع لذلك المحمل كرسي يحمله عند الانتقال، ويشاركه في أكثر الأحوال، مرصّع مثل ترصيعه الغريب، ومشاكل له في جودة التقسيم وحسن الترتيب، وصنع لذلك كلّه تابوت يحتوي عليه احتواء المشكاة على أنوارها، والصدور على محفوظ أفكارها،مكعب الشكل سامٍ في الطول، حسن الجملة والتفصيل، بالغ ما شاء من التتميم في أوصاله والتكميل، جرٍ مجرى المحمل في التزيين والتجميل، وله في أحد غواربه بابٌ ركبت عليه دفتان قد أحكم إرتاجهما، ويسر بعد الإبهام انفراجهما، ولانفتاح هذا الباب وخروج هذا الكرسي من تلقائه وتركب المحمل عليه، ما دبرت الحركات الهندسيّة، وتلقيت تلك التنبيهات القدسية، وانتظمت العجائب المعنويّة والحسيّة، والتأمت الذخائر النفيسة والنفسيّة، وذلك أن بأسفل هاتين الدفتين فيصلاً فيه موضع قد أعدّ له مفتاح لطيف يدخل فيه، فإذا أدخل ذلك المفتاح فيه وأديرت به اليد انفتح الباب بانعطاف الدفتين إلى داخل الدفتين من تلقائهما، وخرج الكرسي من ذاته بما عليه إلى أقصى غايته، وفي خلال خروج الكرسي يتحرك عليه المحمل حركة منتظمة مقترنة بحركته يأتي بها من مؤخر الكرسي زحفاً إلى مقدمه، فإذا كمل الكرسي بالخروج وكمل المحمل بالتقدم عليه انغلق الباب برجوع الدّفتين إلى موضعهما من تلقائهما دون أن يمسهما أحد، وترتبت هذه الحركات الأربع على حركة المفتاح فقط دون تكلف شيء آخر، فإذا أدير المفتاح إلى خلف الجهة التي أدير إليها أولاً انفتح الباب وأخذ الكرسي في الدخول والمحمل في التأخر عن مقدم الكرسي إلى مؤخره، فإذا عاد كلٌّ إلى مكانه انسدّ الباب بالدفتين أيضاً من تلقائه، كل ذلك يترتب على حركة المفتاح، كالذي كان في حال خروجه، وصحّت هذه الحركات اللطيفة على أسباب ومسبّبات غائبة عن الحس في باطن الكرسي، وهي ممّا يدقّ وصفها، ويصعب ذكرها، أظهرتها بركات هذا الأمر السعيد، وتنبيهات سيّدنا ومولانا الخليفة، أدام الله تعالى أمرهم وأعزّ نصرهم. وفي خلال الاشتغال بهذه الأعمال التي هي غرر الدهر، وفرائد العمر،أمروا - أدام الله تعالى تأييدهم - ببناء المسجد الجامع بحضرة مراكش - حرسها الله تعالى - فبدئ ببنيانه وتأسيس قبلته في العشر الأول من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وكمل منتصف شعبان المكرم من العام المذكور، على أكمل الوجوه، وأغرب الصنائع، وأفسح المساحة، وأبعد البناء والنجارة، وفيه من شمسيّات الزجاج وحركات المنبر المقصورة ما لو عمل في السنين العديدة لاستغرب تمامه، فكيف في هذا الأمر اليسير الذي لم يتخيّل أحد من الصّنّاع أن يتم فيه فضلاً عن بنائه? وصليت في الجمعة منتصف شعبان المذكور، ونهضوا - أدام الله سبحانه تأييدهم - عقب ذلك لزيارة البقعة المكرمة، والروضة المعظمة، بمدينة تينملل أدام الله رفعتها، فأقاموا بها بقية شعبان المكرم، وأكثر شهر رمضان المعظم، وحملوا في صحبتهم المصحف العزيز ومعه مصحف الإمام المهديّ المعلوم رضي الله تعالى عنه في التابوت الموصوف، إذ كان قد صنع له غرفة في أعلاه، وأحكمت فيه إحكاماً كمل به معناه، واجتمع في مشكاته فعاد النور إلى مبتداه، وختم القرآن العزيز في مسجد الإمام المعلوم ختمات كادت لا تحصى لكثرتها، وهنا انتهى ما وجدناه من هذا المكتوب.
ثم قال ابن رشيد - بعد إيراد ما تقدّم - ما صورته: نجزت الرسالة في المصحف العظيم، والحمد لله رب العالمين، انتهى محل الحاجة منه

13 - مارس - 2006
نوادر النصوص
بريجييت رمز الإباء اليهودي    كن أول من يقيّم

غـلـط  الـسـياسة خاننا ورمانا فـي لـيـل لـبنان الجديد iiطوانا
حرب الخيانة في الجنوب ولا أرى إلا خـيـانـتـنـا لـه iiعـنوانا
مـن أجـل إسـرائيل لن iiيترددوا أن  يـذبـحـوا مـن أجلها iiلبنانا
ويـزيـد حـزب الله ذلـك iiرفعة ويـزيـد  بـوش وضاعة iiوهوانا
وتـمـوت ضـاحية الرماد وحيدة أنـسـت  مـجازرها مجازر iiقانا
أولـمـرت أجـبن أن يقرر وحده هـذه الـمـجـازر كائنا من iiكانا
لـن  يرتوي الإرهاب من iiإجرامه حـتـى  يـسـمى مجرما iiوجبانا
وصـديـقـتي بريجيت تعلم iiأنني سـأكـون  فـي أحـزانها iiقربانا
ووقـوفـهـا  في وجه أكبر iiمارد شـرف  سـأكـتـبـه لها iiديوانا
وسـتـدخـل الـتاريخ من أبوابه إنـسـانـة  مـمـلـوءة iiإيـمانا
رمـز  الإبـاء يـرن في iiأحفادها بـريـجـيـيت  شكرا مثله iiرنانا

8 - أغسطس - 2006
رسالة بريجيت
من تاريخ العمائم    كن أول من يقيّم

قال المقري في (نفح الطيب : الوراق، صفحة 35)

وأما زيّ أهل الأندلس فالغالب عليهم ترك العمائم، لا سيما في شرق الأندلس، فإن أهل غربها لا تكاد ترى فيهم قاضياً ولا فقيهاً مشاراً إليه إلاّ وهو بعمامة، وقد تسامحوا بشرقها في ذلك، ولقد رأيت عزيز بن خطاب أكبر عالم بمرسية، حضرة السلطان في ذلك الأوان، وإليه الإشارة، وقد خطب له بالملك في تلك الجهة،وهو حاسر الرأس، وشيبه قد غلب على سواد شعره. وأما الأجناد وسائر الناس فقليل منهم تراه بعمّة في شرق منها أو في غرب، وابن هود الذي ملك الأندلس في عصرنا رأيته في جميع أحواله ببلاد الأندلس وهو دون عمامة، وكذلك ابن الأحمر الذي معظم الأندلس الآن في يده، وكثيراً ما يتزيّا سلاطينهم وأجنادهم بزيّ النصارى المجاورين لهم، فسلاحهم كسلاحهم، وأقبيتهم من الإشكرلاط وغيره كأقبيتهم، وكذلك أعلامهم وسروجهم

22 - أغسطس - 2006
نوادر النصوص
قبر جمال الدين الأفغاني    كن أول من يقيّم

قال المرحوم أحمد أمين في كتابه حياتي (ص245) أثناء حديثه عن مكتبة (شهيد علي) باستنبول، وذلك يوم 8/ يوليه/ 1928م : (وكان أمين المكتبة أفغانيا فتحدثنا عن السيد جمال الدين الأفغاني، واستفسرنا منه عن موقع قبره فأرشدنا إليه، فذهبنا عصرا إلى جهة يقال لها (متشكة) ... سألنا بواب المقبرة عن قبر جمال الدين فلم يعرفه، ولكنه أحضر لنا شيخ المقبرة، فسألناه فدلنا على القبر: قبر عادي ليس له ضريح ولا حوله بناء، ويظهر أنهم عند دفنه تعمدوا ألا يشيدوا بذكره، وأن يدفن كما يدفن أي رجل عادي، ولكن أخيرا وضع على القبر تركيبة من الرخام حولها سور صغير من حديد، وقرأنا على التركيبة اسم الشيخ جمال الدين وتاريخ وفاته، وفي ناحية أخرى سطران تركيان ترجمتهما: أنشأ هذا المزار الصديق الحميم للمسلمين في أنحاء العالم الرجل الخبير الأمريكاني المستر تشارلس كرين سنة 1926م) وسألنا الشيخ عن قبر عبد الله نديم فأخبرنا أنه في جهة بكطاش ولكن لا يدري بالضبط موضع دفنه. ثم ذكر أحمد أمين آخر مشهد ودع به أستاذه (علي بك فوزي) (الرجل الغريب جدا)

3 - أكتوبر - 2006
نوادر النصوص
رأي ابن تيمية في الشعر الحديث    كن أول من يقيّم

اقتبسنا هذا النص النادر من مشاركة لأستاذنا طه أحمد المراكشي بعنوان (رأي في الشعر الحر) وهي منشورة في دوحة الشعر في موضوع بعنوان (أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث) قال: وهذا الأستاذ البديع الأعجوبة ابن تيمية له كلام عجاب في إنكار الإخلال بالشعر العربي وتغيير نظامه, كأنه شاهد عيان على ما حدث في أيامنا يقول في مجموع الفتاوى (م32 ص 252) : '' ..أن هذا الكلام الموزون كلام فاسد مفردا أو مركبا, لأنهم غيروا فيه كلام العرب, وبدلوه بقولهم: ماعوا وبدوا وعدوا.وأمثال ذلك مما تمجه القلوب والأسماع, وتنفر عنه العقول والطباع.
وأما مركباته فإنه ليس من أوزان العرب, ولا هو من جنس الشعر ولا من أبحره الستة عشر, ولا من جنس الأسجاع والرسائل والخطب.
ومعلوم أن تعلم العربية, وتعليم العربية, فرض على الكفاية وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن. فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي, ونصلح الألسن المائلة عنه, فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة, والاقتداء بالعرب في خطابها. فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصا وعيبا, فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية  المستقيمة, والأوزان القويمة, فأفسدوها بمثل هذه المفردات والأوزان المفسدة للسان,الناقلة عن العربية العرباء إلى أنواع الهذيان, الذي لا يهذي به إلا قوم من الأعاجم الطماطم الصميان.''
قال: وهؤلاء قوم تركوا المقامرة بالأيدي, وعجزوا عنها: ففتحوا القمار بالألسنة, والقمار بالألسنة أفسد للعقل والدين من القمار بالأيدي. 
ثم قال:.. بل لو فرض أن الرجل نظم هذه الأزجال العربية من غير مبالغة لنهي عن ذلك, بل لو نظمها في غير الغزل, فإنهم تارة ينظمونها بالكفر بالله وبكتابه ورسوله, كما نظمها (أبو الحسن التستري) في ( وحدة الوجود) وأن الخالق هو المخلوق, وتارة ينظمونها في الفسق: كنظم هؤلاء الغواة, والسفهاء الفساق. ولو قدر أن ناظما نظم هذه الأزجال في مكان حانوت: نهي, فإنها تفسد اللسان العربي, وتنقله إلى العجمة المنكرة.
وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات, وهو التكلم بغير العربية إلا لحاجة, كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد, بل قال مالك: من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه, مع أن سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها, ولكن سوغوها للحاجة, وكرهوها لغير الحاجة, ولحفظ شعائر الإسلام,  فإن الله أنزل كتابه باللسان العربي, وبعث به نبيه العربي, وجعل الأمة العربية خير الأمم, فصار حفظ شعارهم من تمام حفظ الإسلام. فكيف بمن تقدم على الكلام العربي مفرده ومنظومه- فيغيره ويبدله, ويخرج عن قانونه, ويكلف الانتقال عنه? إنما هذا نظير ما يفعله بعض أهل الضلال من الشيوخ الجهال حيث يصمدون إلى الرجل العاقل, فيولهونه ويخنثونه, فإنهم ضادوا الرسول إذ بعث بإصلاح العقول والأديان, وتكميل نوع الإنسان, وحرم ما يغير العقل من جميع الألوان.فإذا جاء هؤلاء إلى صحيح العقل فأفسدوا عقله وفهمه, فقد ضادوا الله وراغموا حكمه, والذين يبدلون اللسان العربي ويفسدونه, لهم من هذا الذم والعقاب بقدر ما يفتحونه,فإن صلاح العقل واللسان,مما يؤمر به الإنسان, ويعين ذلك على تمام الإيمان, وضد ذلك يوجب الشقاق والضلال والخسران, والله أعلم.'' اه

25 - أكتوبر - 2006
نوادر النصوص
أبو تمام بين الكتب    كن أول من يقيّم

قال ابن المعتز في ترجمته لأبي تمام في كتاب الطبقات: (وحدثني أبو الغصن محمد بن قدامة قال: دخلت على حبيب بن أوس بقزوين وحواليه من الدفاتر ما غرق فيه فما يكاد يرى، فوقفت ساعة لا يعلم بمكاني لما هو فيه، ثم رفع رأسه فنظر إلي فسلم علي، فقلت له: يا أبا تمام إنك لتنظر إلى الكتب كثيراً وتدمن الدرس فما أصبرك عليها! فقال: والله ما لي إلف غيرها ولا لذة سواها، وإني لخليق إن اتفقدها أن أحسن. وإذا بحزمتين: واحدة عن يمينه وواحدة عن شماله، وهو منهمك ينظر فيهما ويميزهما من دون سائر الكتب، فقلت: فما هذا الذي أرى من عنايتك به أؤكد من غيره? قال: أما التي عن يميني فاللات، وأما التي عن يساري فالعزى، أعبدهما من عشرين سنة. فإذا عن يمينه شعر مسلم بن الوليد صريع الغواني، وعن يساره شعر أبي نواس.
ومما يستملح من شعره- وشعره كله حسن- داليته في المأمون التي أولها: "كشف الغطاء فأوقدي أو أخمدي" وهي أشهر من الفرس الأبلق، وكذلك كل ما نذكر من قصائد ها هنا، فإنا نقتصر على ذكر أوائلها نحو قوله: "وأبي المنازل إنها لشجون" وقوله: "سرت تستجير الدمع خوف نوى غد" وقوله: "متى أنت عن ذهلية القوم ذاهل" وقوله: "أصغى إلى البين معتزاً فلا جرما" وقوله: "دمن ألم بها فقال سلام" وقوله: "بدلت عبرة من الإيماض" وقوله: "الحق أبلج والسيوف عواري" وقوله: "السيف أصدق أنباء من الكتب" وقوله: "نسج المشيب له قناعاً مغدفا" وقوله: "خشنت عليه أخت بني خشين" وقوله: "خذي عبرات عينك من زماعي" وقوله: "يوم الفراق لقد خلقت طويلاً"
و استقصينا ذكر أوائل قصائد الجياد التي هي عيون شعره لشغلنا قطعة من كتابنا هذا بذلك وإن لم نذكر منها إلا مصراعاً، لأن الرجل كثير الشعر جداً، ويقال إن له ستمائة قصيدة وثمانمائة مقطوعة، وأكثر ماله جيد، والرديء الذي له إنما هو شيء يستغلق لفظه فقط. فأما أن يكون في شعره شيء يخلو من المعاني اللطيفة والمحاسن والبدع الكثيرة فلا، وقد أنصف البحتري لما سئل عنه وعن نفسه فقال: جيده خير من جيدي، ورديي خير من رديه، وذلك أن البحتري لا يكاد يغلظ لفظه، إنما ألفاظه كالعسل حلاوة، فأما أن يشق غبار الطائي في الحذق بالمعاني والمحاسن فهيهات، بل يغرق في بحره. على أن للبحتري المعاني الغزيرة، ولكن أكثرها مأخوذ من أبي تمام، ومسروق من شعره

21 - مارس - 2008
نوادر النصوص
رد سريع على الوهابية    كن أول من يقيّم

الفجر الصادق في الرد على منكري التوسل والكرامات والخوارق
كتاب من نوادر ما ألف في الرد على الوهابية، وتاتي ندرته أنه من تأليف جميل صدقي الزهاوي.

طبع بمطبعة الواعظ بمصر سنة 1323هـ 1905م وملتزم الطبع أحمد علي المليجي، في (76) صفحة. وقدم الناشر للكتاب بقوله:
(إنه تأليف نابغة هذا الزمان، من تفرد فيه على معاصريه بحسن البيان.... الأستاذ الذي هو لأحسن الكمالات حاوي سيدي الشيخ جميل أفندي صدقي الزهاوي) وفي خاتمته يقول الزهاوي:  (لقد تم ما أردت تنميقه في هذه العجالة منعا لاتساع المذهب الوهابي وانتشاره في بغداد وما جاورها من البلاد كي يتضح الحق لعيني القارئ وينجلي الصواب، فلا يغير بما نشرته هذه الفرقة المارقة وموهت به على البسطاء والجاهلين. وقد ساعدني في تاليفها وتنميقها حضرة أخي وصاحبي العلامة معروف أفندي الرصافي دام في حفظ الباري والحمد لله أولا وأخيرا. بغداد في غرة رمضان سنة 1322هـ الفقير إليه تعالى زهاوي زاده جميل صدقي.
وقرظ الرصافي الكتاب ببيتين هما:
هذا كتاب فيه يتضح الهدى = علما فتسطع للعقول حقائق...

يا ظلمة الشبهات والكذب انجلي = فلقد بدا للحق فجر صادق...
وكان الزهاوي في الثانية والأربعين من عمره لما ألفالكتاب، ومولده يوم 18/ 5/ 1863م
يقول الأستاذ عبد الرزاق الهلالي (الزهاوي: ص 37): (إنه بحث عن السبب الحقيقي الذي كان وارء تأليف الكتاب فتوصل إلى أن الزهاوي والرصافي أرادا بذلك التقرب  إلى والي بغداد الجديد عبد الوهاب باشا الألباني الذي كان في طريقه إلى بغداد، وقد صدر مرسوم تعيينه واليا على بغداد يوم 17/ شعبان/ 1322 ودخل بغداد يوم الجمعة 10/ شوال/ 1322.
وانظر وصفا مطولا للكتاب في (الزهاوي وديوانه المفقود: ص54) للأستاذ هلال ناجي.

 

25 - مارس - 2008
نوادر النصوص
قصة احتيال الحافظ ابن حجر على زوجته    كن أول من يقيّم

كتاب الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، لتلميذه السخاوي يعتبر من أكبر الكتب المؤلفة في ترجمة شيخ واحد، وتقع مطبوعته في (1279) صفحة، عدا الفهارس، في ثلاثة مجلدات، وفي الفصل التاسع منه ترجم لزوجات ابن حجر وبناته وولده (الوحيد) بدر الدين الذي كان ثمرة هذه القصة قصة زواج ابن حجر من (خاص ترك) جارية زوجته أنس خاتون ابنة القاضي ناظر الجيش كريم الدين اللخمي النستراوي، وذلك سنة 814 وكان ابن حجر وقتها في الواحدة والأربعين من العمر، ومولده يوم 23/ شعبان/ 773هـ.
 قال السخاوي: (إن صاحب الترجمة =أي الحافظ ابن حجر= لما رأى كثرة ما تلده أم أولاده من الإناث، وأحب أن يكون له ولد ذكر، ولم يمكنه التزويج مراعاة لخاطرها = أي مراعاة لخاطر زوجته =  اختار التسري، وكانت لزوجته جارية جميلة يقال إنها ططرية، اسمها (خاص تُرك) فوقع في خاطره الميل إليها، فاقتضى رأيه الشريف أن أظهر تغيظا منها بسبب تقصيرها في بعض الخدمة، وحلف أنها لا تقيم بمنزله، فبادرت زوجته لبيعها بعد أن أمرها أن تأمر القاصد بعدم التوقف في بيعها بأي ثمن كان. قال: وكل ما رمتيه من الزيادة على ذلك أقوم لك به، ففعلتْ.
وأرسل هو الشيخ شمس الدين ابن الضياء الحنبلي فاشتراها له بطريق الوكالة، وأقامت ببعض الأماكن حتى استبرأها، ثم وطأها فحملت بولده القاضي بدر الدين أبي المعالي محمد، وكان مولده في ثامن عشر صفر سنة (815) واستدعى صاحب الترجمة بالطلبة ونحوهم يوم السابع إلى منزل أم أولاده وعمل لهم شواء، فكانت العقيقة عندها وهي لا تشعر. وأقام عند أمه وشيخنا يتردد إليها حتى بلغ الخبر أم أولاده قبل انفصال الولد عن الرضاع، فركبت هي وأمها من فورها إلى المكان الذي كانا به وأحضرتهما معها إلى منزلها، فتركتهما ببعض المعازل إلى أن حضر شيخنا من الركوب وليس عنده شعور بما وقع، فاستخبرته عن ذلك فما اعترف وأنكر، بل ورّى بما يفهم منه الإنكار. فقامت وأخرجت الولد وأمه فسُقط في يده، وبادر فاختطف الولد وذهب به إلى بعض من يثق به من النسوة بمصر، ثم توجهت إليه أمه بعد ذلك، ولم تزل به (1) إلى أن زوجها بالزين عبد الصمد ابن صاحبه الشيخ شمس الدين الزركشي، أحد من سمعنا عليه الحديث، واستمرت معه حتى ماتت)
(1) أي لم تزل زوجته تنكد عيشه وتطلب منه تطليق (خاص ترك)

13 - أبريل - 2008
نوادر النصوص
يحيى بن أرميا: من فرسان اليهود    كن أول من يقيّم

عثرت على هذه القصة النادرة في تاريخ الذهبي (نشرة الوراق: ص1684)
في ترجمة إبراهيم بن المهدي
، وتحكي ما جرى له مع فارس يهودي من أهل البلقاء يسمى (يحيى بن أرميا) قال الذهبي:
قال عليّ بن المغيرة الأثرم: حدّثني إبراهيم بن المهديّ أنّه ولي إمره دمشق سنتين، ثمّ أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق. وأخبرت أنّ الآفة كانت في قطع الطّريق من دعامة والنعمان موليان لبني أميّة، ويحيى بن أرميا من يهود البلقاء. وانّهم لم يضعوا يدهم في يد عامل. فلمّا ولّيت كاتبتهم.
قال: فكتب إليه النّعمان بالأيمان المحرجة أنّه لا يفسد في عمله ما دام والياً.
قال: ودخل إليّ دعامة سامعاً مطيعاً، وأعلمني أنّ النعمان قد صدق وأنه يفي. واعلمني أن اليهودي كتب إليه إنّي خارج إلى مناظرتك فاكتب لي أماناً تحلف لي فيه أنّك لا تحدث فيّ حدثاً حنّى تردّني إلى مأمني. فأجبته.
قال: فقدم عليّ شابّ أشعر أمعر، عليه أقبية ديباج ومنطقة وسيف محلّى. فدخل إلى دار معاوية، وكنت في صحنها. فسلّم من دون البساط. فقلت: ارتفع.
فقال: أيّها الأمير إنّ للبساط ذماماً، أخاف أن يلزمني جلوسي عليه، ولست أدري ماذا تسومني
. فقلت له: أسلم واسمع وأطع .
فقال: أمّا الطاعة فأرجو. وأما الإسلام فلا سبيل إليه. فأعلمني بما لي عندك إذا لم أدخل في دينك.
قال: فقلت لا بدّ من أداء الجزية.
فقال: يعفيني الأمير.
قال: فقلت: لا سبيل إلى ذلك.
قال: فأنا منصرف على أماني.
فأذنت له، وأمرتهم بان يسقوا فرسه عند خروجه إليه. فلمّا رأى ذلك دعا بدابّةٍ شاكريّة، فركبها وترك دابّته، وقال: ما كنت لآخذ معي شيئاً قد ارتفق منكم بمرفق فأحاربكم عليه.
قال: فاستحسنت منه ذلك وطلبته، فلمّا دخل قلت: الحمد لله الذي أظفرني بك بلا عقد ولا عهد.
قال: وكيف ذاك? قلت: لأنك قد انصرفت من عندي ثم عدت إليّ.
قال شرطك أن تصيرني إلى مأمني. فإن كان دارك مأمني فلست بخائف، وإن كان مأمني داري فردّني إلى البلقاء.
فجهدت به إلى أداء الجزية، على أن أهبه في السنة ألفي دينار، فلم يفعل. فأذنت له في الرجوع إلى مأمنه. فرجع ثم أسعر الدّنيا شرّاً.

ثم حمل إلى عبيد الله بن المهديّ مالٌ من مصر فخرج اليهوديّ متعرّضاً له، فكتب إلى النعمان بذلك، فكتبت إليه آمره بمحاربة اليهوديّ إن عرض للمال. فخرج النعمان ملتقياً للمال، ووافاه اليهوديّ، ومع كلّ واحد منهما جماعته. فسأل النعمان اليهوديّ الانصراف، فأبى وقال: إن شئت خرجت إليك وحدي وأنت في جماعتك، وإن شئت تبارزنا، فإن ظفرت بك انصرف أصحابك إليّ وكانوا شركائي في الغنيمة، وإن ظفرت بي صار أصحابي إليك.
فقال له النعمان: يا يحيى، ويحك أنت حدثٌ، وقد بليت بالعجب. ولو كنت من قريش لما أمكنك معارّة السلطان. وهذا الأمير هو أخو الخليفة. وإنّا وإن فرّقنا الدّين أحبّ أن لا يجري على يديّ قتل فارسٍ من الفرسان، فإن كنت تحب ما أحب من السلامة فأخرج إليّ، ولا يبتلى بك وبي من يسوءنا قتله.
قال: فخرجا جميعاً وقت العصر، فلم يزالا في مبارزة إلى الظّلام، فوقف كل منهما على فرسه، واتكأ على رمحه، إلى أن غلبت النعمان عيناه، فطعنه اليهوديّ، فوقع سنان رمحه في منطقة النعمان، فدارت المنقطة وصار السنان يدور بدوران المنطقة إلى الظهر، فاعتنقه النعمان وقال له: أغدراً يا ابن اليهوديّة? فقال له: أو محاربٌ ينام يا ابن الأمة واتّكى عليه النعمان عند معانقته إيّاه، فسقط فوقه، وكان النعمان ضخماً، فصار فوق اليهودي، فذبحه وبعث إليّ برأسه. فلم يختلف عليّ بعدها أحد.
ثمّ ولي بعدي دمشق سليمان بن المنصور، فانتهبه أهل دمشق وسبوا حرمه، ثم ولي بعده أخوه منصور، فكانت على رأسه الفتنة العظمى. ثم لم يعط القوم طاعة بعد ذلك، إلى أن افتتح دمشق عبد الله بن طاهر سنة عشر ومائتين.
 (تاريخ الذهبي: نشرة الوراق: ص1684)

14 - أبريل - 2008
نوادر النصوص
يوم كسر الحجر الأسود    كن أول من يقيّم

قال ابن كثير في (البداية والنهاية) في مفتتح كلامه عن حوادث سنة (413)

فيها: جرت كائنة غريبة عظيمة، ومصيبة عامة، وهي أن رجلاً من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء، وذلك أنه لما كان يوم النفر الأول طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى نعبد هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت. وجعل يرتعد فاتقاه أكثر الحاضرين وتأخروا عنه، وذلك لأنه كان رجلاً طوالاً جسيماً

أحمر اللون أشقر الشعر، وعلى باب الجامع جماعة من الفرسان، وقوف ليمنعوه ممن يريد منعه من هذا الفعل، وأراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه بها، وتكاثر الناس عليه فقتلوه وقطعوه قطعاً، وحرقوه بالنار، وتتبعوا أصحابه فقتلوا منهم

جماعة.

ونهبت أهل مكة الركب المصري، وتعدى النهب إلى غيرهم، وجرت خبطة عظيمة، وفتنة كبيرة جداً، ثم سكن الحال بعد أن تتبع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد غير أنه قد سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة، محبباً مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك والك وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر واستمر على ما هو عليه الآن، وهو ظاهر

لمن تأمله.

24 - يوليو - 2008
نوادر النصوص
 1  2  3  4