البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات لحسن بنلفقيه بنلفقيه

 101  102  103  104  105 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
3 ـ الــنــحــل فــي كــتــب الــتــراث    كن أول من يقيّم

  

                                        النحل عند أرسطــو *

 
جاء في كتاب " حياة الحيوان الكبرى " للدميري ، ما نصه [ ص 341] :
" قال أرسطــو :" النحل تسعة أصناف . منها ستة يأوي بعضها إلى بعض ... قال :" و غذاؤها من الفضول الحلوة و الرطوبات التي يرشح بها الزهر و الورق [1] ، و يجمع ذلك كله و يدخره : و هو العسل  ...
و يجمع من ذلك رطوبات دسمة يتخذ منها بيوت العسل ، و هذه الدسومات هي الشمع [2] ، و هو يلقطها بخرطومه ، و يحملها على فخديه [3] ، و ينقلها من فخذيهع إلى صلبه ... هكذا قال ...[4].
..............................
[*] : تحتاج  مقولات القدماء عند اليونان و العرب ، فيما يخص معرفتهم لحياة النحل و سلوكه و طبائعه ، إلى  شروحات لبيان بعض النقط التي كانت غير مفهومة على حقيقتها عندهم ، و تلكم الشروحات بدورها تحتاج إلى مختصين في تربية النحل ... و هذه بعض الإشارات مما يسمح به المقام :
[1[ : الفضول الحلوة التي يرشح بها بعض الأوراق و الجذوع ، هي من نوع " المن = la manne  " ، و منه ما يعرف في اللغة الفرنسية باسم le miellat    ... أما الرطوبات التي يرشح بها الزهر فهي الرحيق ، و مصدرح الغدد الرحيقية ...
[2] : من المعتقدات الخاطئة عند الأقدمين أن النحل يجمع الشمع كما يجرس الرحيق ... و من المعروف الآن ان الشمع يفرز من الغدد الشمعية الموجودة بين حلقات بطن النحلة في الواجهة السفلية منه ...
[3] : هذا الوصف يخص حبوب اللقاح التي كان القدماء يحسبونها شمعا ...
[4] : يعني قاله أرسطو . و هنا إنتهى ما نقل عن أرسطو ..

1 - مايو - 2007
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
2 ـ تربية النحل في الأندلس :    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

     

 
الفقرة الثانية :
 
موضوع  المقالة : تربية النحل في الأنـدلس ... أو ... النحل عند أبي الخير الإشبيلي [0]
 
التعريف بالكتاب :
                           إسم الكتاب :  { كتاب في الفلاحة  ـ  لأبي الخيـر الأنـدلـسـي  }
طبع هذا الكتاب و نشر  بالمملكة المغربية سنة 1358 هـ ، على نفقة القاضي الفقيه سيدي التهامي الناصري الجعفري قاضي ورزازات ... و طبع بالمطبعة الجديدة بشارع الطالعة عدد64 بفاس ...و بالصفحة الأولى صورة ناشر الكتاب و طابعه رحمه الله و غفر له ...
و صحح الكتاب و شرح بعض مفرداته العلامة محمد بن عبد الملك الرسموكي ، رحمه الله ...
                                               ..........................
 

قال المؤلف ، أبو الخير اللإشبيلي الأندلسي في مادة { النــحـــل } [ص 72] : [ تابع ]

 
" و لا ينبغي أن يسوسهن إلا رجل واحد ...
" و لا يقربهن جنب و لا حائض ...[11]
" [ واعلم ] أن الخلوة توافقهن و ينكرن الضجة و الأسواق [12] ...
" و إذا كان الشتاء ، فَـدُقّ زبيبا طيبا و صعترا ، و اصنعه كببا ، و ضعْـه في خلاياهن يأكلنه...
" فإذا انسلخ الشتاء ، فدخن عليهن بزبل الحمام أو بروث حمار ، فإنهن يخرجن إلى المرعى ...
" و افسح لهن لئـلا يمرضن من ضيق المكان ...
" و إذا خفت عليهن القمل [13] ، فدخنهن بقلوب الساج [14]  ... و إذا قملن فخذ عصون التفاح ، و انقعـه في مطبوخ أو شراب طيب الريح ، و ضعه لهن ، فإنهن إذا أصبن منه دفع عنهن القمل ...
"و ينبغي أن يقتل ملوكهن [15] ، إلا واحدا ، فإن كثرة ملوكها مضرة عضيمة لهن ، و واحد يكفي كل خلية من خلاياهن ، , إنما تراد للسياسة [16] ...
" و قتل الذكورة أن ينضح الغطاء عند العشاء بماء ، فإنهن يلزمنه ، فإذا أصبحت أصبتهن عليه ... و ليس لهن حمة [15] فاقتلهن إلا واحدا[16]... و اختر منهن الحمر الألوان و الشقر ثم الرقط اللواتي يضربن إلى
السواد قليلا ، و هن أعظم من النحل  [17] ، و أمنعهن من الطير الذي يأكلهن  ... فأعظم آفاتهن من الشرقراق [18] و الخفاش [19] ...
 
            ...........................تمت مادة هذه الفقرة الثانية ، و تليها هوامشها ..............................
 
 

2 - مايو - 2007
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
ـ هوامش الفقرة الثانية من :" تربية النحل بالأندلس :    كن أول من يقيّم

    

.....................................
هذه الهوامش من وضعي { بنلفقيــه }
[11] : و هذا مثال مبلغ حرص الأقدمين على تبجيل و توقير النحل و منتوجه العسل ، لشرفهما بذكرهما في القرآن الكريم  و في أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم . ..
[12] : و ما زالت الضجة و قرب الأسواق الأسبوعية مثل ما هي معروفة في البادية المغربية مثلا ، تسبب ضياعا كثيرا في النحل الذي يهلك في محلات بيع الحلويات ، و الشاي و غيره من المواد الجاذبة للنحل ... كما أن اهتزازات مرور القطارات و أزيز الطائرات يقض راحة خلايا النحل و يسبب لها إنزعاجا مضرا بها ، يتسبب في نقص إنتاجها ، و قلة أعداد أفراد طوائفها.
[13] : إسمه اللاتيني Braula ، و الإسم الفرنسي Braule ، و هو حشرة من ثنائية الأجنحة diptères، مثل الذباب ، قصار القرون brachycères ، يعيش متطفلا على النحل داخل الخلايا ، يلتصق على شعر جسم النحلة ، و يسمى " قمل النحل " poux des abeilles .
[14] : ســاج : شجر من جنس Tectona ، و اسمه المرادف هو Theka ...  إسمه الفرنسي Teck  ... و الإنجليزي Teak ، من فصيلة الساجيات  Verbenacées .
[15] : المقصود هنا هي " الذكور "
[16] : لم يكن القدماء ـ [ من يونان و عرب و غيرهم ] ـ  يميزون بين ملكات النحل و ذكورها ، و لم يكن معروفا عندهم أن في كل خلية ملكة واحدة هي وحدها التي تبيض ... و كانوا يظنون الملكة ملكا ... و الذكور ملوكا  ، و ذكورا ....
[17] : و الكلام هنا يخص ملكات النحل لا ذكورها ...
[18] : الشرقراق : طائر يعرف بهذا الإسم عندنا في المغرب ، هجم على منحلي في أواخر السبعينات ،  بمآت الأفراد منه ، و بشكل قوي أشبه ما يكون بفيلم { الطيور  Les Oiseaux } لهيتشكوك ... و تعرفت على أعشاشه في التراب على جنبات الوادي ، و وجدت الثعابين تتصيدهم ، فتيقنت و زاد إيماني أكثر  بحكمة الله و تدبيره لأمور خلقه ...  و ماتزال هذه الطيور  تظهر سنويا بعشرات من الأفراد الجائعة و تهاجم المنحل لأيام ثم تغادر المنطقة .
يطلق إسم { شرقراق }  في المعاجم على أنواع  مختلفة من الطيور يطول تفصيل الكلام فيها  ... و الراجح عندي أنه الطائر المعروف باسم  { الخضار } و { الوروار } بمعجم الشهابي ، إسمه اللاتينيapiaster  Merops    بمعنى الوروار آكل النحل Guêpier mangeur des abeilles ... و جل المراجع تقول أن { شرقراق } هو الطائر المسمى Pivert  بالفرنسية ... لم يذكره الشهابي في معجمه . و ذكر { شقراق = أخيل = ضؤضؤ } إسمه اللاتيني Coracias ، و إسمه الفرنسي Rollier ...
[19] : الخفاش  عند اللغويين هو { طير الليل } Chauve-souris.. و الخفافيش أجناس ، منها " الخفاش الآذن " Vespertilio auritus ، و هو  Oreillard بالفرنسية ... و منها " خفاش المغاور " و هو Synotus barbastellus  ، و هو Barbastelle بالفرنسية ، بمعجم الشهابي ...
و الراجح عندي ، أن المقصود " بالخفاش "  عند أبي الخير الإشبيلي ، هي طائر { الخطاف }... Hirundo ،  و هي Les hirondelles بالفرنسية ،  و من أسمائها { سنونو } من الجواثم المشرومات المناقر ، من فصيلة الخطاطيف Hirodinidées  و شاهدت هذه الطيور  مرارا و هي تهاجم النحل بشراسة  ، مثلها مثل طائر { الوروار } ... و الله أعلم .

2 - مايو - 2007
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
1 ــ النحال المنكود الحظ    كن أول من يقيّم

  

تقديم :
هذه قصة لطيفة ... أشبه ما تكون بقصة وقعت لي مع خلايا منحلي ... يحكيها نقيب النحالين اللبنانيين ... و يسعدني أن أشارك زوار قراء الوراق قراءتها ... في هذا الملف اللبناني ....و سأنشرها في حلقات حسبما يسمح به تحمل  تصميم الموقع
[ لحسن بنلفقيه ]
                           .......................................
 
النحال المنكود الحظ
                            بقلم :  رشيد يزبك - نقيب النحالين اللبنانيين
 
                                                       
 
كل الذين مروا بجديدة المتن في ذلك اليوم المضحك المبكي، نالوا أكيدا نصيبهم، فجارنا، صالح المرهج، النحال السيء الحظ أكثر بكثير من الصياد المشهور بنفس التسمية، كان قد جلب من بلدته عبرين، فوق البترون، عشرين قفير نحل على ظهر بوسطة الضيعة، وصل بها الى حينا في الساعة الواحدة ظهرا من 14 تموز 1961.
فهو، كعادته كل مطلع صيف، يروح الى مسقط رأسه، فيشتري منحلة جديدة عوضا عن منحلته التي تخرب كل شتاء لخبرته الهمايونية في علم تربية النحل.
 
وكان صاحبنا يجمع الى هذه الخبرة بخلا ولا الجاحظ. ولهذا ركب بوسطة الضيعة من بيروت، فلما وصل الى عبرين بادر الى شراء عشرين قفير نحل على شكل سلال طويلة من عود مطينة بروث البقر والدلغان ومزروكة بالنحل والعسل، حنى تكاد تتفزر، فسد أبوابها ومضى ينام على سمخ دينته حتى يطلع الصباح وتدور البوسطة في الضيعة تنادي على ركابها. فحمل قفرانه على ظهرها وراح يرقص معها التانجو على طريق ترابي محفر وفي كثير من الحفر العميقة رقص الدبكة في صميم شمس تموز المحرقة، طوال ست ساعات، من عبرين الى جديدة المتن.
 
ولا أريد أن اقول ان صالحا المسكين، لم يكن يحس مع نحلاته المسجونة في سلال مطينة منذ مساء اليوم السابق، وتتخضخض من حفرة الى كوع ومن توقف مفاجيء الى أنطلاق أعنف. لكن ماذا يفعل المسكين ببخله الذي يمنعه من ان يستأجر لها شاحنة صغيرة تقله واياها بنفس الساعة في الليل فور تسكير ابوابها.
المهم، وصل صاحبنا الى الجديدة، وأسرع ينزل القفران ويشقعها امام منزله المحاط بالمنازل الأهلة. وقبل أن تمضي البوسطة عائدة كان هو يندب على قفرانه، زقلبه يا حزني عليها من أن تكون قد فطست من الحر وانقطاع الهواء. فلما فتح القفير الأول، حتى انطلقت منه قنبلة من النحل الغضبان الشرس بسبب طول فترة التسكير والخض وارتفاع الحرارة، هاجمته على وجهه ويديه ورجليه. ولكنه تشجع وتجاهل قرصاتها الموجعة على كل ما ظهر واستتر من جسمه الضخم ففتح القفير الثاني الذي كان اشرس من الأول فهاجمه بفرق الكومندوس.

2 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
2 ـ النحال المنكود الحظ    كن أول من يقيّم

النحال المنكود الحظ
 بقلم :  رشيد يزبك - نقيب النحالين اللبنانيين
      2
 
المسكين. أسرع يأخذ ملحفة كانت منشرورة على حبل غسيل للجيران فلفها على جسمه، وهجم على قفران النحل المتبقية، وبيديه الأثنتين، راح يفتحها أثنين أثنين.
 
كيف عرفت الخبر:
كان الهواء ساخنا والريح مجنونا، وكما قلت، تكاد الساعة دق الواحدة في كنيسة مار سركيس. ووراء مكتبي كنت اراجع بعض دفاتري عندما سمعت أزيزا لعشر مقاتلات، ثم صرخة ولد، ثم ولولة امرأة ثم صياح والدتي. ماذا تفعلين يا أم فؤاد خارجا في مثل هذه الساعة? فخرجت الى العتبة فأذا كل جيران الحي يركضون كلا بأتجاه ويهولون بأيديهم في الهواء كالمجانين. فكدت أصدق أننا نتعرض فعلا لهجوم جوي. ولكن موجة من النحل الأسود لفتني وراحت توسعني لسعا فتراجعت وأغلقت الباب وانسحبت الى النافذة لأتابع من خلالها أغرب حادثة رأيتها في حياتي.
كان النحل ينبثق من القفران العشرين كما من عشرين بركان ثائر بحيث لم يبق نحلة واحدة داخل القفران لمخ تشارك بالهجوم لشدة حنقها واهياجها علما ان في كل قفير خمسون الف نحلة فتصور…
 
أمتلأت السماء كأنما بالسلاح الجوي للأربع حلفاء مجتمعين، فحجبت الشمس وكان كسوف بدون موعد وبدون أعلان. وبينما راحت نحلات المطاردة تدور الف دورة حول المقاتلات، زارعة الرعب والموت في كل شيء يتحرك حتى ولو كان نباتا أو ثيابا منشورة على حبل غسيل.  وبما أن جميع هذه الأشياء كانت تهتز بفعل قوة وكثافة اندفاع النحل بالأتجاهات المختلفة في دائرة لا يقل قطرها عن مائة متر، فأن كل شيء كان يقرص ويقرص في انقضاض صاعق نزولا وصعودا على البطن وعلى الظهر. حتى سيدات القن اللواتي يتباهين بصداقتهن للنحل، كن يركضن بأرجلهن القصيرة، واجنحتهن مفتوحة على وسعها، يسابقهن الديك الى المزرب الواطيء، ووراءهن موجة من النحل الثائر المهتاج لا تزال تقبلهن وتقبلهن حتى تميتهن.
 
 

2 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
3 ـ النحال المنكود الحظ :    كن أول من يقيّم

النحال المنكود الحظ
   بقلم :  رشيد يزبك - نقيب النحالين اللبنانيين
 
  
                                                    3
 
أما على الطريق العام، أزاء المنحلة، فقد توقف السير لأول مرة بدون قوة وحتى بدون تهديد بالقوة. ومن أجل المائة متر الخطرة، كان على المارة أن يستأجروا عربة محكمة الغلق. والغريب الذي قاده حظه السيء ذلك النهار الى جديدة المتن، كان يبدأ عندما يقترب من الطريق المواجهة لساحة المعركة بحركات انفعالية من يديه في محاولة فاشلة لرد النحل عنه، وكانت حركاته تشتد وتتسارع كلما فقد اعصابه وحوصر بالمهاجمات من امامه وورائه فيعود لا يقوى لا على التقدم ولا على التراجع فينبطح ارضا ويروح يتمحدل على الأسفلت وفي اذنيه أغاني قتال لنحل شرس مهتاج الى اقصى الحدود.
حتى بقرات جارنا الحلوبات المؤصلات وصلهن حقهن كاملا من العرس. كان منظرهن فعلا مضحكا مبكيا أذ كن يرقصن كالمجنونات على موسيقى من صراخهن تفتت القلوب. وكان صاحبهن الذي جاء ركضا على الصوت، قد لاقى هو الآخر استقبالا رائعا لم تنقصه الموسيقى ولا الغناء ولا الرقص وخصوصا الاف القبل الموجعة .فلما راح يمسح عن أجسام بقراته طبقة من النحل بكيس من الجنفيص، اضطر ان يعيد مسحها عشرات المرات لأن طبقة جديدة من النحل كانت تتكون بسرعة مكان الطبقة التي نزعها.
 
وقد بدأ الهجوم فيما أظن بوصول بضع نحلات كن يفتشن عن شيء يهتز ليصببن عليه جام غضبهن فوجدن أذناب البقرات تتحرك من اليمين الى الشمال ومن الشمال الى اليمين لتبعد الذباب أصلا وكلما حاولت البقرات في سذاجة بلهاء أن ترد هجمات النحل بتسريع ضربات أذنابها، كانت طبقة النحل على أجسامها تتكثف وتسمك الى درجة ان تحاول الأخيرات الوصول بمعاقيصهن الى جلد البقرات عن بعد من فوق أخواتهن. وهكذا لم تمض فترة حتى تغطت الأرض بالنحل الممعوس الذي كان يزحف بآخر بقية قوى فيتسلق رجلي صاحب الأبقار ويملأ عليه سرواله ويروح بين الفينة والأخرى يفرغ مع النفس الأخير ما بقي لديه من سم في معقاصه.
مسكين بقارنا. كان كلما نادى على صالح المرهج لينجده، يروح يبتكر شتائم لم تخطر على بال أحد وهو المشهور بأدخال مفردات جديدة الى قاموس الشتائم. لكن النحال كان قد هرب بعد أن يئس من السيطرة على المعركة ونتائجها. فهو لم يعد يهمه ان تسلم قفرانه التي تعب في حملها من قريته اليوم، مع انه دفع ثمنها ليرات لبنانية كاملة التغطية، كان يصلي فقط كي لا يموت أحد.
 
 
 

2 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
4 ـ النحال المنكود الحظ :    كن أول من يقيّم

تقديم :
هذه تتمة  قصة لطيفة ... أشبه ما تكون بقصة وقعت لي مع خلايا منحلي ... يحكيها نقيب النحالين اللبنانيين.. و يسعدني أن أشارك زوار الوراق قراءتها  في هذا الملف اللبناني ...
و سأنشرها في حلقات حسبما يسمح به تحمل  تصميم الموقع
[ لحسن بنلفقيه ]
                            .......................................
 
النحال المنكود الحظ
                               بقلم :  رشيد يزبك - نقيب النحالين اللبنانيين
 
 
                                                     4
 
أما الكولونيل عيدو، الذي كان يغلي خلف نوافذ منزله، وهو البركان يقذف الحمم من دون ان يكون من سبب للثورة، فمن المؤكد انه لو تجاسر يومذاك من الخروج من بيته، لكان أرسل صالحا المسكين محمولا الى مدافن مار انطونيوس.
 
الحسنة الوحيدة لهذه الكارثة، وهي في رأيي كافية لتمسح عنها هذه الصفة، أن ثلاث نحلات علقن بشعر جارتنا الجميلة فكادت تموت المسكينة رعبا وراحت تركض نحوي لتدفن رأسها البديع في حضني وتولول: ويا رشيد دخلك خلصني.
فأمسكت النحلات المهاجمات بلحظة، ولكني بقيت للحظات أوهم نفسي وأوهمها أنني ما زلت أفتش في هذا الرأس الحلو الذي لطالما تشهيت أن أضمه، عن نحلة ضائعة لا زالت هي تحت وهم طنينها.
 
وكان يجب ان تمر اربع ساعات ليعود تدريجا السلام من جديد الى ارض المعركة، ويعود ما تبقى من أسراب النحل المغير الى قفرانه. ومع ذلك فأن أحدا لم يجسر على الخروج من مخبئه. كانت المسألة تتطلب مزيدا من الشجاعة وحب المخاطرة. وسنتمترا بعد سنتمتر فتحت الأبواب وخرج أصحابها مترددين يستعدون للهرب لدى أقل حركة، واتجه كل واحد ناحية مقتنياته وليرى أن كانت الدنيا ما زالت الدنيا وكأن ما حصل لم يحصل.
كانت الشمس قد اختفت وراء قرميد بيت الكولونيل عيدو، وعلى هدي ما تبقى من الضوء، وصلت أم خليل الى القن فأذا الأرانب الخمسة بلا حراك ولا نبض ايضا. ولم يكن حظ ديوك الحبش التي طقت وماتت هذه المرة من دون ان يقبروها تحت الزيتونات أحسن منها. وقد خسرنا نحن عشر دجاجات من التي بيضها من ذهب. وفيما راح كل واحد يقيد في دفتر ما خسره ليطالب صالح بتعويضه، كان كل منا يخفي ضحكة عن رفيقه. ذلك أن أحدا لم يسلم من عقص نحلات صالح، وكان بعضه قد تورم في ساعات أضعاف أضعاف حجمه الحقيقي. كان أنف ورده مثلا قد انتفخ أكبر من تفاحة، وعين اختها سعدى كأنها أدخلت وراءها ليمونة في حين كان خليل قد تحول الى سنغالي غليظ الشفتين بفعل عقصة سامة.
 
ولماذا التعداد، فقد تقوم قيامة احداهن علينا وتتهمنا بسوء النية في التبشيع عليها. ألا يكفي أن أحدا لم يطالب نحالنا المنكود الحظ بأي عطل وضرر حتى البقار الذي خسر حليب بقراته المسمم طوال اربعة ايام بينما في بلدتنا صار يؤرخ هكذا: سافر ابو مراد قبل ان يجلب صالح المرهج نحلاته من عبرين.
 
                                    رشيد يزبك - نقيب النحالين اللبنانيين
 

2 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
4 ـ مشروع معجم :    كن أول من يقيّم

  

 
4 ـ   مشروع معجم :
                                  مصطلحات  نحلية  : Termes apicoles
 
                                         حــرف الــحــا ء
 
حـرن  ـ   يـحـرُِ نُ ـ حُــرانـاً  و حُـرونــاً  العسـلُ  : لـَزِق في الخليـة فـعَـسُـرَ نـزعـُــه [ ص 442 ].
حــلــو : الحلو ، الطعم المشابه لطعم العسل [ص462] ...
           و الحلواء كل طعام عولج بالسكر أو العسل [ص 462].
الـحَـميـت : الشديد الحلاوة : " تمر حميت و عسل حميت " [ص466].
              و " الحميت " الشديد الحرارة :" غضب حميت " [ص466].
 
 
                                               حــرف الــخــا ء
 
خـتـم  ـُِــ   خَــتْــمــاً  و  خِــتــامــاً : طَـبَـعَـهُ ...
         و خــتــم  النـحـلُ : شــدّ على الشـهـد بـغـطـاء رقـيـــق من الشـمـع [ص 482] .
الــخــتــم : أفـواه الخــلايـا [ خلايا النـحـل ] ... و الـخــتــم : العســل [ص 482].
الخِــرْشــاء من العسل : شـمـعـه و مـا فيـه من مَـيِّـتِ نحـلــه [ص489].
الـخَــرْشَــم : جـمـاعـة النحـل التي يتـألـف منها القـفـيـر [ص 489].
الـخُـــَـرُ ص : واحِــدُ  الأخْــراص ، و هي أعــواد يُــخْــرَجُ بها العـسـل [ص489].
الـخَــشــاء  :  أرض ذات طيـن و حـصـى ... و مكـان النحـل من البـسـتـان [ص 495].
الــخـَــوٌّ   : الـعــســل [ص 512].
الـخـيـطــة  : خــيــط يكون مع مـشــتــار العســل ...
 و الخـيـطة : دراعــة يلـبـسـها مُــشْــتــار العســل [ص 514].
 
                                     ............. [ يتبع ] ..................

2 - مايو - 2007
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
3 ـ تربية النحل في الأندلس    كن أول من يقيّم

      

                                                            الفقرة الثالثة :
 
موضوع  المقالة : تربية النحل في الأنـدلس ... أو ... النحل عند أبي الخير الإشبيلي [0]
 
التعريف بالكتاب :
إسم الكتاب :  { كتاب في الفلاحة  ـ  لأبي الخيـر الأنـدلـسـي  }
طبع هذا الكتاب و نشر  بالمملكة المغربية سنة 1358 هـ ، على نفقة القاضي الفقيه سيدي التهامي الناصري الجعفري قاضي ورزازات ... و طبع بالمطبعة الجديدة بشارع الطالعة عدد64 بفاس ...و بالصفحة الأولى صورة ناشر الكتاب و طابعه رحمه الله و غفر له ...
و صحح الكتاب و شرح بعض مفرداته العلامة محمد بن عبد الملك الرسموكي ، رحمه الله ...
..........................
 
قال المؤلف ، أبو الخير اللإشبيلي الأندلسي في مادة { النــحـــل } [ص 72] : [ تابع ]
 
 
" فإذا أرين [20] ، و استأنسن ، و أقمن في الموضع ، فخذ ملكهن فقص جناحيه بمقراض ، فإنه لا يستطيع براحا ... فإذا لم يبرح الملك ، لم يبرحن من خلاياهن [21]...
" و إن أردت نقلهن من موضع إلى موضع [22] ،  فلـفّ الخلايا بالجلود و الخيش ، برفق و تؤدة ... و انقلها ليلا من غير حركة ... فإذا فعلت ذلك لم يشعرن بالنقلة ، و خرجن من الغد ، و رجعن لم ينكرن شيئــا ... و إن سمعن صوتا أو ضجة خِـفْـتَ عليهن إذا خرجن و أنكرن الموضع لم يرجعن إلا بمعالجة و شدة [23]...
" و خذْ زهر الرمان و دقـّـه و أخلطه بالعسل و اطل به الخلايا حتى يأكلن منه فإنه شفاء لهن و دافع للأمراض عنهن ، و كذلك العفص [24] المدقوق المخلوط بالعسل و المطبوخ العتيق المنصف [25] ينفعهن و يدفع أمراضهن ...
" و إذا دُخِّـنَـتْ الخلايا بحافر حمار أحمر لم يصبهن ءافة من العين [26] ...
" و إن أحببت كثرتهن ، فاعمل صورة نحلة من ذهب ، و صير [27] في كل خلية منها نحلة ذهب فإنك ترى من كثرته و خصبه و بركته ما يعجبك [28]...
" و لا ينبغي أن يقطف العسل إلا في يوم مشمس [29]... و قطافه إذا خصب ثلاث مرات في العام :
   * ـ في حزيران ـ يونيه   ... * ـ  ثم في تشرين ـ أكتوبر ، أو في آخر أيلول ـ شتنبر ... * ـ و الثالث في فبراير ـ شباط ...
" و إن أحببت ألا يلسعك ، فخذ الحلبة [30] ، و اقلها و اطحنها ... و دقّ الملوخيا [31] ، و اعصرْ ماءها ، و أخلطـْها بزيت و اجعلْ فيه طحين الحلبة ... و اضربْـه حتى يصير مثل العسل ، و ادهنْ به بدنك و وجهك ، و انفخْ عليهن منه بفيك [32] ...
" وإن أحببت هلاكها ، فاخلطْ مع الملوخيا بعد عصرها كما ذكرنا طحين العدس [33] ....
                                       ........ تمت الفقرة ... و يليها هوامشها..................

3 - مايو - 2007
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
1 ـ هوامش الفقرة 3 من تربية النحل بالأندلس :    كن أول من يقيّم

   

...................................
هذه الهوامش من وضعي [ بنلفقيه ] :
[20] : بمعنى " فإذا قمن بعمل العسل " ... و هذه لفظة موجودة بالمعجم الخاص بمصطلحات النحل عند العرب ، و الذي أتشرف بنشره في هذا الملف ...  و هنا يظهر جانب مهم من احتياجنا لوضع معجم خاص بالألفاظ النحلية les termes apicoles عند العرب ، حتى نفهم المقصود و المفهوم  في كتاباتهم ، بالنسبة لما يستعملونه من مصطلحات في تدوين تجاربهم و نتائج اهتماماتهم بالنحل ، و في مختلف الميادين ...
[21] : تعرف هذه التقنية في أدبيات النحالة  الفرنسية  العصرية باسم le clippage   ... و هو قطع طرف أجنحة الملكة بالمقص ـ و هو المقراض المذكور في الفقرة ـ  لمنعها من الخروج صحبة الطرد أو " الفرخ " Essaim   باصطلاح النحال المغربي ... فما أشبه اليوم بالأمس ...
[22] : ترحيل ـ  إنتجاع = transhumance . و هذه تقنية يعرفها النحالون المحترفون و يعتمدونها في زيادة إنتاج خلاياهم من العسل ...
[23] : و ما أكثر الأحداث المؤلمة التي يتسبب فيها عدم اتخاذ الإحتياطات اللازمة و الضرورية لنقل النحل من مكان إلى مكان [24] : شملت هذه الفقرة مادتين غنيتين بــ{ الدباغ  = tannin  } هما : زهر الرمان ، و العفص ... فأما زهر الرمان فمعروف ... و أما العفص فهو كويرات تتكون على أغصان شجر البلوط ، نتيجة هجوم حشرات خاصة على هذه الشجرة لتضع بيضها فوق تلكم الأغصان ... و تباع هاتين المادتين عند العطارين في الوطن العربي ... و عجن دقيق هاتين المادتين و تقديمه للنحل كغذاء و كدواء ، سيكون له ولا شك تأثير حسن على صحة معدة و أمعاء النحل ... و يعينها على تقوية مناعتها ضد أمراض مثل " النوزيموز Nosémose  " التي سأل عنها أحد الإخوة أخيرا ...
[25]: لم أتبين بعد المقصود بــ" المطبوخ العتيق المنصف " ، وهذ يتطلب مزيدا من البحث و التدبر ...
[26] : قد تكون لمثل هذه المواد الغريبة عندنا في عصرنا هذا فائدة كبيرة لمناحلنا ... و يكفي أن نعلم أن أجدادنا كانوا يستعملون هذه المواد ، و أن هذه الأخيرة غير ضارة بالنحل كما قد نظن ... و لو كانت ضارة لصرحوا بذلك ، و لما أوصوا باستعمالها في " رد آفة العين " ... و يفهم من اعتقادهم هذا أن للمادة أثرا طيبا على النحل ... فمن يجرب مثل هذه المواد و يتتبع آثارها على النحل في عصرنا هذا ... و بالتجارب تتقدم الأمم ... 
[27] : بمعنى و جُــعِــلَ في كل خلية منها نحلة ذهب ...             
 [ تابع ]

3 - مايو - 2007
{ تربـيـة الـنـحـل قــديـمــا و حــديــثــا }
 101  102  103  104  105