جدلية الحب والبغض 3 كن أول من يقيّم
رأي الوراق :     
يعتقد كثير من الشيعة أنّ عمر هو المسؤول الأول عما حدث في السقيفة. إنه صانع ذلك الحدث، أما أبو بكر فكان مجرد واجهة لحدث كبير وتحول تاريخي ساهمت فيه نخبة من قريش وهيّأت له قبل وفاة النبي. وكانت محاولة الاغتيال الغامضة التي مرّ عليها المؤرخون مرور الكرام، ولم ير الرسول الكريم مصلحة في كشف المتآمرين خوف الفتنة، وأن لا يقول الناس إن محمد يقتل أصحابه، بداية في سلسلة الانقلاب على تراث النبي الذي همس سرا في أذن صاحبه حذيفة بن اليمان بأسماء من أرادوا اغتياله.
من هؤلاء وما أهميتهم وخطورتهم حتى يخشى الرسول من التصريح بأسمائهم؟ لا شك أنهم من علية القوم، لهم أتباع ومناصرون.
قراءة مختلفة ووجهة نظر قد يجهلها البعض وهم يبحثون عن تلك الأسباب والدوافع التي تبدو في نظرهم في غاية الغرابة والغباء.
يرى المحب ما لا يرى المبغض، وقد تضيق عين المحب والمبغض وقد تتسعان، وكل له دوافعه:
ولستَ براء عيـب ذي الـودّ كلّـه ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيـب كليلة ولكنّ عين السخط تبدي المساويا
ولا يظن البعض أن هذه الفكرة عن دور عمر في صناعة السقيفة وما ترتبت عليها من استحقاقات ومكاسب وأدوار في الحكم وصناعة القرار تفرد بها الشيعة في روايات موضوعة مكذوبة، بل شاركهم غيرهم في صياغتها ولو بطريقة أخف تحتمل العذر والتبرير في قرآءة المحب لا المبغض.
يقول حافظ في عمريته الشهيرة:
وللسقيفة يوم أنت صاحبه فيه الخلافة قد أرست مراسيها( شيدت أواسيها)
وإذا كان الكثير من الشيعة يرون في عمر المؤسس لدولة الاغتصاب في الإسلام، وهي كبيرة عندهم، فإن الإعتداء على بيت الزهراء هو الجرح الغائر في الضمير الشيعي.
وقد أنكر أغلب من أرّخوا لحياة عمر أن يكون الفاروق قد قام بمثل هذه الفعلة النكراء. بعضهم أنكر الحادثة أصلا. وآخرون قبلوا شطرا من الرواية وأنكروا ما فيه إدانة صريحة لعمر!
|