 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | تحية طيبة كن أول من يقيّم
كثيرا ما شدتني تمتمات الأستاذ أحمد وكلماته ، وحملتني إلى ملفاته على بساط من الحروف الطائرة، وأستسمحه اليوم عذرا لأن أول تعليقاتي ستكون للترحيب بعودة معلمتي الغالية وسيدة المجالس الأستاذة ضياء ، وسأعود قريبا إن شاء الله إلى مجلسكم هذا بهدية تليق بمقامكم الرفيع ،كما أعتذر منها على تأخري عن الترحيب بها ، متمنية زوال الغمامة التي أزعجتها... ليلة سعيدة وإلى اللقاء | 16 - أغسطس - 2008 | الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة |
 | أهلا بكم أفاضلا كن أول من يقيّم
أهلا بك أستاذتي الغالية ضياء وأستاذي ياسين في ملفي المتواضع، وشكرا على تشجيعكما ومتابعتكما التي تعني لي الكثير ، وقد ذكرتني زيارتكما بأنشودة حفظتها عن أخي تقول :
أهلا بكم أفاضلا |
|
وجودكم يرعانا |
أهلا بكل iiزائر |
|
لـبـى لنا iiندانا |
والحقيقة هي أني ترددت كثيرا قبل إرسال الموضوع، ذلك أني لم أرد أن أطلّ على زوار الوراق الكرام بملف عن الأمراض والعاهات ، فربما كان الأنسب أن أعرفهم بتعابير تختص بباب آخر ، كما فعل الأستاذ الغالي زهير في ملف " ألفاظ المأكل والمشرب في العربية الأندلسية " ، وأنا أجد شبها كبيرا بين ما ذكره من ألفاظ وما نستعمله في عاميتنا، إلا أن ما يميز اللهجة بصفة عامة ليس الكلمات وحسب ، وإنما النطق أيضا بما يشمله من حركات ومدود وإمالات ومن تفخيم وترقيق، وسرعة حديث وجرسه الموسيقي ، ونحن بهذا لا نستطيع الإلمام بكل الألفاظ المستعملة ولا بكل طرق النطق الموجودة، دون أن نهمل أن بعض الكلمات التي لا نجد حرجا في استعمالها يُعتبر التلفظ بها عيبا في مناطق أخرى من هذا الوطن الشاسع ،
وهذا سبب آخر جعلني أتردد في طرح الموضوع ...
والمتأمل في اللهجة الجزائرية يشعر أن نطق الكلمات يخضع لقاعدة معينة، فهذا شبيه بدالة تفرض حركة بدل أخرى، فعلى سبيل المثال نجد أن الكثير من الأسماء التي على وزن "فَعَل" و"فَعْل" و"فُعْل" و"فِعْل" تصبح في عاميتنا على وزن "فْعَلْ" (كجْمَلْ ، قْمَرْ ، شْجَرْ ، ذْهَبْ ، بْصَلْ / شْمَعْ ، طْبَلْ ، جْمَرْ ، تْمَرْ / جْبَنْ ، قْفَلْ / تْبَنْ ...) ، وهذا بالطبع لا يعني أن كل الكلمات الفصيحة مستعملة عند العامة كما لا يعني عدم شذوذ أسماء عن هذا القاعدة ، كما أن الأفعال الثلاثية الصحيحة تصبح على وزن "فْعَلْ" أيضا (كضْرَب ، سْعَلْ ، لْبَسْ ...) ، ونجد أن همزة القطع في بداية الكلمات تقلب همزة وصل (كـ اعْرَجْ ، اشْهَبْ ...) ، ولا أغامر بوضع قواعد أخرى دون تدقيق ومقارنة لهذا ...
ولو تم الاعتراف بالألفاظ العامية الدالة على مختلف الأمراض والعلل و الأعشاب والأدوية في الوطن العربي، أو الاتفاق على مجموعة منها أووضع أخرى متفق على فصاحتها ، لأمكن تدريس الطب باللغة العربية ، ولكن كما قال الدكتور عبد الملك مرتاض في مقدمته فإن اللوم لا يقع على اللغة وإنما على العرب الذين لا يخترعون ولا يكتشفون شيئا يذكر في يومنا هذا...
وفي الأخير أرجو أن ينال بحثي الصغير إعجابكم ورضاكم ، وأن أوفق لما فيه الفائدة للقراء الكرام ... | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | العزيمة كن أول من يقيّم
العزيمة: وجمعها عزائم وهي فصيحة (انظر الحيوان 4/184، 185، 186، 187، 189، 190 ) والعزيمة هي أن يقرأ الفقيه آيات أو أورادا خاصة على ((المَسْكونْ)) أي على الذي أصيب بالصرعة الجنونية المفاجئة. والعزيمة من هذه الناحية أغلى ثمنا، لأنها أصعب مراسا من الكتابة العادية . فكل فقيه كاتب حروز، ولكن ليس كل فقيه قادرا على احتراف ((العزيمة)) . (قلت: لم أصادف هذا الاستعمال للكلمة من قبل ، ولا أعلم إن كان يقصد بها الرقية الشرعية) | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | مسكون كن أول من يقيّم
المَسْكَونْ: يريدون به الشخص الذي أصيب بصرعة جنونية مفاجئة، وأرادوا أنه سكنته الجن، فبنوه للمجهول . (قلت: والملاحظ أن العامة يتحرجون –أو ربما يخافون – من ذكر الجن ، ولهذا نجدهم ينصرفون أحيانا عن استعمال كلمة "جْنونْ" إلى تعبير آخر هو : هَادُوكْ النَّاسْ ، وقد يقولون بعد سماع هذا اللفظ عبارة: مْسَلْمينْ مْكتْفِينْ ، ظنا منهم أنها تقيهم الأذى ، وهذا من الاعتقادات التي نجدها غالبا عند كبار السن والتي بدأت بالزوال ) | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | أعوج كن أول من يقيّم
اعْوَجْ: يريدون به إلى الأعرج. وهم لا يستعملون إلا هذه الصفة عند إرادة هذا المعنى بالذات، فإذا تصرفوا واصطنعوا الفعل، فإنهم يقولون : فلان يعرج. وهم أكثر ما يستعملون لفظ ((العرج)) للبهائم والمواشي، أما العوج فهو عندهم للإنسان فقط . (قلت: ربما كان في إطلاق صفة "اعْرَجْ" على الإنسان حرج في بعض اللهجات ، إلا أننا اليوم نسمعها على ألسنة الكثيرين ، وربما استُعمل الفعل "يَعْرَجْ" أكثر للدلالة على هذا...كما أن "اعوج" قد تكون صفة معنوية وتطلق على من كان تصرفه مشينا ، فيكون الاعوجاج هنا في الفعل لا الجسد) | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | أعور كن أول من يقيّم
اعْوَرْ : يطلق لفظ أعور في عاميتنا على كل أعمى، لا على كل إنسان فقد عينا واحدة، وبقي يبصر بواحدة أخرى فقط. فهم يستعملون هذا الحرف في غير موضعه اللغوي غالبا . | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | أطرش كن أول من يقيّم
اطْرَشْ: يريدون به الأصم، والأطرش لفظ عربي، ولكنهم لا يقولون : أصم ، أبدا. | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | بكوش كن أول من يقيّم
بَكُّوشْ : يريدون به أبكم ، وهو حرف ليس عربيا، غير أنهم إذا أرادوا إظهار العطف والشفقة على الماشية قالوا: بكماء مسكينة، فإذا أرادوا الإنسان قالوا : بَكُّوشْ . (قلت : ويقال للأبكم أيضا "عَقُّونْ " –وتنطق القاف هنا جيما مصرية- ) | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | خاتمة المقال كن أول من يقيّم
والذي يتتبع عاميتنا في مجال الأوصاف السيئة المذمومة، يجد عوامنا ينطقونها نطقا عربيا سليما في الغالب ، كما في هذه الألفاظ التي تحضرني مثلا : احول ، احمق ، اصلع ، اقرع ، افطس ، اعمش . ويتصل بهذه أسماء المفعول الدالة على مرض أو داء أو آفة عارضة ، كقولهم قولا صحيحا فصيحا : مجروح، مقتول ، ملسوع، مسموم ، ملعون ، مدفون ، مجنون (وقد سبقت)، مسعور ، محموم ، مظلوم ، وهلم جرا . فمثل هذه الأوصاف لا تزال تحتفظ بفصاحتها ونقاوتها في عاميتنا إلى اليوم . انتهى منقولا عن مجلة الأصالة | 17 - أغسطس - 2008 | الأمراض والعاهات والعيوب وما يتصل بها في عاميتنا |
 | همسات من أحاديث الوطن     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أسعد الله مساء أستاذتنا الغالية:

أكتب إليك أستاذتي وعناقيد العنب متدلية حولي كأنها الثريات الذهبية ، وشدو الطيور بساط يغريني بترك هذا العالم الكئيب إلى كون لا نفقد فيه أحبتنا ولا نفارقهم ، وجنة لا يمّحي في كل يوم منها ركن عشقناه بكل جوارحنا ، وعشنا فيه من اللحظات ما يأبى انعتاقا عن ذاكرة المكان المتعبة ....وبين حفيف أوراق التوت المتساقطة وهديل الحمامات التي اتخذت من السقف بيتا يقيها جور المناخ المتقلب، أجد نفسي ضائعة وسط بحر من الخضرة الطاغية والتفاصيل المنصهرة في نشوة استنشاق رائحة (النعناع) الناعمة و(الياسمين) القوية ، لأعود في رمشة عين إلى حضن جدتي العبق بعبير الورود , ولترتسم في ذهني صورة أناملها وهي تناولني أوراق (الحبق) و(النعناع) و(اللويزة) وثغرها الباسم الذي لا يقول استنشقيها بل اعشقيها، فأستيقظ لأقول : هكذا هي الذكرى... تبدأ كومض لا نحسب أنا مجاروه في فضاء من الأفكار المتشابكة، لتصير نسجا رقيقا نخشى انقطاعه بين أيدينا ، وإذ بنا نمسكه كما نمسك أجنحة الفراشات بحرص وحذر لا يضاهى، فإذا الذي كان وميضا قطعة من لحظات لا نسأم من استرجاعها وتذكرها ، وقبل أن ننتبه لشرودنا في تأملها تنتشلنا نسمة صباح منعشة أو صوت طائر عابر ، فنعود إلى كل ما وقف حولنا ساكنا، وأرجع إلى ما تمايل حولي من نباتات مثقلة وإلى التسابيح التي لا أفقه منها شيئا ...
وأذوب مرة أخرى على مقلة وردة متفتحة، أنحدر على ساقها كقطرة ماء ،وأسقط على الأديم الذي يرأف بحالي أن أتيه بين ذرات ترابه الأسود ، يسلمني لأول أشعة شمس حارة لأتبخر ، ولأعود فتاة حالمة فور اصطدامي بالأوراق الندية ...ومع أن الألم يثقل كاهلي، والحزن يعتصرني على ما طويت من صفحات حياتي، وعلى كل من تركت ورائي في سيري نحو قدر مجهول ، لا أفقد تفاؤلي ونظرتي المحبة للجمال ، ولا أتخلى عن شغفي بسبر هذا العالم المستفز ولا عن الماضي الذي أحببته والأيام التي سألقاها لأفارقها ، وكلي يقين من أن الألم يصنع الأمل وأن هذا الأخير يصنع الحياة ...وبالرغم من أحاديث وطن مرهق وزمن لم يرد أن يعود بنا إلى عصر مجدنا ، أتناسى كل هذا، وتقع عيني على أزهار أخرى وأوراق لا تسكن، لتأخذني في رحلة أخرى من رحلاتها التي لا تنتهي ، تشردني بين تقاسيم برعم نامي وفروع جذع ثابت ، وتتركني على كل شبر غارقة في بحار من الذكريات وأحيانا من الآهات...
هذا ما أوحته إلي الأحداث الماضية وما أسفرت به أفكاري المشتتة وسفري القصير ، إليك غاليتي هذه الهمسات من تحت (دالية) العنب ، ومن أعماق نفس تتألم لتحيا لا لتعيش...
من وطن معذب ومثقل بالآلام تقبلي أستاذتي الحبيبة خالص تحياتي وسلامي | 23 - أغسطس - 2008 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |