السلام عليكم
أرجو من صاحب التعليق الخاص بكتاب مضاهاة أمثال كليلة و دمنة بما أشبهها من أشعار العرب أن يتصل بي مشكورا على عنواني التالي hellaym2004@yahoo.fr
علما و أني قد بعثت له رسالة إلكترونيّة في الغرض . و شكرا
يا سيّدي الكريم خالد هذا اسم الكتاب ولست أنا من حدّد عنوانه بل أنا أبحث عن هذا الكتاب لغايات علميّة و لا تهمّني الآراء و الاتجاهات التي تتحدّث عنها فليس ذنبي أن يكون صاحب الكتاب لديه موقف من ابن المقفّع وغاية بحثي هي غاية علميّة بحتة لأني أدرس عن كتاب اسمه مضاهاة أمثال كتاب كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب لليمني وأنا بحاجة لكتاب الردّ على الزنديق ابن المقفّع لأثري به بحثي و ليس لي أي دخل بهذا العنوان الذي لا أستطيع بأي حال من الأحوال أن أغيّر عنوانه ما لم أكن أنا كاتبته والسّلام
مرحبا أخي الكريم
نقائض جرير والفرزدق يتكوّن من ثلاثة مجلّدات حسب طبعة ببيفان، وهو موجود بالمكتبة العموميّة بمدينة صفاقس بالجمهوريّة التونسيّة وأظنّه متوفّرا ببقيّة المكتبات الوطنيّة بمختلف البلدان العربيّة نظرا لأهمّيته، وفي النقائض ذكر لأهم أيام العرب التي جرت بين القبائل العربيّة القديمة إضافة إلى أشعار كل من جرير والفرزدق يناقض الواحد الآخر بشعر هجائي يصل أحيانا كثيرة إلى حدّ الفحش اللّفظي.
مرحبا سامر
في رأيي إنّ أفضل من يمثّل أدب الزّهد من الشّعراء هو أبو العتاهية، في حين أنّ أبو نواس فأكثر شعره في الخمرة، إلاّ أن يصبح موضوع الخمرة نفسه نوعا من أنواع الزهد، لا زهد المتعبّد وإنّما زهد الماجن في التعبّد، إذ الخمرة في شعر أبي نواس، وأنا أعدّه من كبار الشّعراء، بغضّ النّظر عن كونه ماجنا أم لا... أمّا عن ابن الفارض مثلا فيمكن دراسته من خلال تصوّفه، والتّصوّف غير الزّهد، إذ لكلّ مجال منهما خصائصه. لكن إن شئت أن تدرس أدب الزهد فإمكانك مثلا أن تأخذ موضوع: المتخيّل في زهديّات أبي العتاهية (من خلال الدّيوان طبعا). وبالتوفيق إن شاء الله .
موضوع الشعوذة والعرافين كان مطروحا قديما وازداد انتشاره حديثا، أمّا عن الأسباب الكامنة وراء هذا التّزايد على الإقبال على المشعوذين والعرافين فهو أوّلا وقبل كل شيء ضعف الإيمان بالقدرة الإلاهية وضعف الإيمان في المطلق، لأنه الإنسان لما يحس بحالة الضعف لا يجد أمامه إلا طريقين إمّا طريق الإيمان وهو الأسلم في نظري وإما طريق الشمعوذين والعرافين وهو يلهث في الحالتين وراء الرّاحة النّفسيّة، وهذا الاضطراب في الحالة النّفسية مردّه إلى تعقّد حياتنا الرّاهنة إلى درجة أنّ الإنسان أصبح يبحث عن الخيط المفقود الذي يربط السّماء بالأرض أو يربط العالم الآخر بالواقع الذي يعيشه، وهذه الحالة النفسية المرتبكة لا تصيب الجاهل فحسب بل تصيب العالم قبل الجاهل في أغلب الأحيان. فتعقّد الحياة والحروب المنتشرة في مختلف أصقاع العالم والكوارث الطبيعيّة التي أصبحنا نسمع عنها الكثير كل ذلك جعل الإنسان يضعف فيحاول أن يبحث عن عالم جديد آمن بعيدا عن العالم الذي يعيشه، فقويّ الإيمان هو فقط من يثبت في وجه كلّ هذه العراقيل التي بدأت تصيب العالم ولا أظنّ أن نهايتها ستكون قريبة إلاّ بقدرة الله القدير
الحبّ?? كلمة كلّها معان لكن لا معنى حقيقيّ لها. كلمة تجمع بين السّماء والأرض حينا وتفرّق بينهما أحيانا. كلمة بها يصبح الإنسان ملكا وبها يصير شحّاذا. كلمة تعني الحقيقة وتعني الوهم. الحبّ من الكلمات التي لا يجوز تعريفها، وإن عرّفنا بها دخلنا في متاهة لا خروج لنا منها إلاّ حائرين تائهين... الحبّ كذبة نعيشها ونصدّقها ولكنّها تدمّرنا إن لم نعرف كيف نفهمها.
لن أزيدك يا سيّد عبد الحفيظ غيرَ ما قلتُه لأني لو شئتُ أن أضيف كلمة أخرى سيهرب الخيط من يدي ويصبح كلامي لا معنى له ولا أساس. لكنّي ممكن أن أفسّر ما قلتُه: الحبّ كالسراب متى أردت أن تمسك به هرب منك وابتعد. فلا فائدة من معرفة معنى السراب وأنت لا تمسك به بل تلذّ بمجرّد النّظر إليه لأنّه يبعث فيك حياةً حتّى وإن لم تكن حقيقيّة.
ما قصدته هو أين الجانب المتخيّل في كتب التّاريخ -وهو بالتّأكيد موجود- وهل وجود المتخيّل في كتب التّاريخ يعطيها مشروعيّة التّأريخ للأحداث وتوثيقها بالمعنى التّاريخي الدّقيق للكلمة?
شكرا للأخ عبد الرّحمان على ملاحظاته القيّمة، وما أبغيه من استفساري عن علاقة الأدب بالتّاريخ هو التّالي: وهو أنّ كتب التّاريخ العربيّة القديمة هي كتب -وإن ضمّت العديد من جوانب التّاريخ- يمكن دراستها دراسة أدبيّة صرف، أي دراسة الجانب المتخيّل في كتب التّاريخ وأظنّ أن ذلك سيكون ممتعا ومقلقا في نفس الوقت خاصّة إذا ما علمنا أن كتب التّاريخ القديمة تحمل من القصص الخرافيّة ما رسخ في الأذهان على أنّه حقائق لا غبار عليها.